أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
قال الحافظ مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) في (إتحاف السادة المتقين): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرةوالماتريدية". وقال أيضاً في موضع آخر: "والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفية والأشاعرة والماتريدية".[16] وقال أيضاً: "وليعلم أنّ كلاًّ من الإمامين أبي الحسن وأبي منصور - رضي الله عنهما - وجزاهما عن الإسلام خيراً لم يبدعا من عندهما رأياً ولم يشتقا مذهباً إنما هما مقرران لمذاهب السلف مناضلان عما كانت عليه أصحاب رسول الله ... وناظَرَ كلٌّ منهما ذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين".[17]
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ) وهو من الطبقة الثالثة من أتباع الإمام الأشعري: "...إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رحمه الله فلم يحدث في دين الله حَدَثاً، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا وجاء به الشرع في الأصول صحيح في العقول، بخلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء، فكان في بيانه تقوية ما لم يدلَّ عليه من أهل السنة والجماعة، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين، ومن نحا نحوهما من الحجاز وغيرها من سائر البلاد، وكأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث، والليث بن سعد وغيره وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين".[18]
وقال الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في كتابه (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري): "وهم - يعني الأشاعرة - المتمسكون بالكتاب والسنة، التاركون للأسباب الجالبة للفتنة، الصابرون على دينهم عند الابتلاء والمحنة، الظاهرون على عدوهم مع اطراح الانتصار والإحنة، لا يتركون التمسك بالقرآن والحجج الأثرية، ولا يسلكون في المعقولات مسالك المعطلةالقدرية، لكنهم يجمعون في مسائل الأصول بين الأدلة السمعية وبراهيـن العقول، ويتجنبون إفراط المعتزلة ويتنكبون طرق المعطلة، ويَطَّرِحون تفريط المجسمة المشبهة، ويفضحون بالبراهين عقائد الفرق المموهة، وينكرون مذاهب الجهمية وينفرون عن الكرامية والسالمية، ويبطلون مقالات القدرية ويرذلون شُبَهَ الجبرية... فمذهبهم أوسط المذاهب، ومشربهم أعذب المشارب، ومنصبهم أكرم المناصب، ورتبتهم أعظم المراتب فلا يؤثر فيهم قدح قادح، ولا يظهر فيهم جرح جارح".[19]
وقال أيضاً: "فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟! أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القول بإثبات الصفات، أم تقديس الرب عن الأعضاء والأدوات؟!". ويقول أيضاً: "وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه - يعني مذهب الأشاعرة - وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه، ومنتحلوه هم الذين عليهم مدار الأحكام، وإليهم يرجع في معرفة الحلال والحرام، وهم الذين يُفتون الناس في صعاب المسائل، ويعتمد عليهم الخلق في إيضاح المشكلات والنوازل، وهل من الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له أو منتسب إليه أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله أو مُثنٍ بكثرة العلم عليه".[20]
وقال الإمام الملا علي القاري (ت 1014 هـ) في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في شرحه لحديث الرسول: (اتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار) رواه ابن ماجه: "يعبر به عن الجماعة الكثيرة، والمراد ما عليه أكثر المسلمين قيل: وهذا في أصول الاعتقاد كأركان الإسلام، وأما الفروع كبطلان الوضوء بالمس مثلا فلا حاجة فيه إلى الإجماع، بل يجوز اتباع كل واحد من المجتهدين كالأئمة الأربعة، وما وقع من الخلاف بين الماتريديةوالأشعرية في مسائل فهي ترجع إلى الفروع في الحقيقة فإنها ظنيات، فلم تكن من الاعتقاديات المبنية على اليقينيات، بل قال بعض المحققين: إن الخلاف بينهما في الكل لفظي".[21]
وقال أيضاً في موضع آخر: "...ومنه قوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} فالمراد بالأهواء مطلقا الاعتقادات، وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة، وقال ابن حجر، والأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة المخالفة لما عليه إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[22]
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق".[16]
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ) في (الزواجر عن اقتراف الكبائر): "المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[16]
وقال الإمام أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ) في تفسيره (البحر المديد): "أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح، كما هو مقرر في كتب أهل السنة".[16]
وقال الإمام السفاريني الحنبلي (ت 1188 هـ) في (لوامع الأنوار البهية): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جدا".[16][23]
وقال الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي (ت 1071 هـ) في (العين والأثر): "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة".[16]
قال الحافظ مرتضى الزبيدي (ت 1205 هـ) في (إتحاف السادة المتقين): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرةوالماتريدية". وقال أيضاً في موضع آخر: "والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفية والأشاعرة والماتريدية".[16] وقال أيضاً: "وليعلم أنّ كلاًّ من الإمامين أبي الحسن وأبي منصور - رضي الله عنهما - وجزاهما عن الإسلام خيراً لم يبدعا من عندهما رأياً ولم يشتقا مذهباً إنما هما مقرران لمذاهب السلف مناضلان عما كانت عليه أصحاب رسول الله ... وناظَرَ كلٌّ منهما ذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين".[17]
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي (ت 458 هـ) وهو من الطبقة الثالثة من أتباع الإمام الأشعري: "...إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رحمه الله فلم يحدث في دين الله حَدَثاً، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا وجاء به الشرع في الأصول صحيح في العقول، بخلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء، فكان في بيانه تقوية ما لم يدلَّ عليه من أهل السنة والجماعة، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين، ومن نحا نحوهما من الحجاز وغيرها من سائر البلاد، وكأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث، والليث بن سعد وغيره وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين".[18]
وقال الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في كتابه (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري): "وهم - يعني الأشاعرة - المتمسكون بالكتاب والسنة، التاركون للأسباب الجالبة للفتنة، الصابرون على دينهم عند الابتلاء والمحنة، الظاهرون على عدوهم مع اطراح الانتصار والإحنة، لا يتركون التمسك بالقرآن والحجج الأثرية، ولا يسلكون في المعقولات مسالك المعطلةالقدرية، لكنهم يجمعون في مسائل الأصول بين الأدلة السمعية وبراهيـن العقول، ويتجنبون إفراط المعتزلة ويتنكبون طرق المعطلة، ويَطَّرِحون تفريط المجسمة المشبهة، ويفضحون بالبراهين عقائد الفرق المموهة، وينكرون مذاهب الجهمية وينفرون عن الكرامية والسالمية، ويبطلون مقالات القدرية ويرذلون شُبَهَ الجبرية... فمذهبهم أوسط المذاهب، ومشربهم أعذب المشارب، ومنصبهم أكرم المناصب، ورتبتهم أعظم المراتب فلا يؤثر فيهم قدح قادح، ولا يظهر فيهم جرح جارح".[19]
وقال أيضاً: "فيا ليت شعري ماذا الذي تنفر منه القلوب عنهم - يعني الأشاعرة - أم ماذا ينقم أرباب البدع منهم؟! أغزارة العلم، أم رجاحة الفهم، أم اعتقاد التوحيد والتنزيه، أم اجتناب القول بالتجسيم والتشبيه، أم القول بإثبات الصفات، أم تقديس الرب عن الأعضاء والأدوات؟!". ويقول أيضاً: "وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه - يعني مذهب الأشاعرة - وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه، ومنتحلوه هم الذين عليهم مدار الأحكام، وإليهم يرجع في معرفة الحلال والحرام، وهم الذين يُفتون الناس في صعاب المسائل، ويعتمد عليهم الخلق في إيضاح المشكلات والنوازل، وهل من الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له أو منتسب إليه أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله أو مُثنٍ بكثرة العلم عليه".[20]
وقال الإمام الملا علي القاري (ت 1014 هـ) في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في شرحه لحديث الرسول: (اتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار) رواه ابن ماجه: "يعبر به عن الجماعة الكثيرة، والمراد ما عليه أكثر المسلمين قيل: وهذا في أصول الاعتقاد كأركان الإسلام، وأما الفروع كبطلان الوضوء بالمس مثلا فلا حاجة فيه إلى الإجماع، بل يجوز اتباع كل واحد من المجتهدين كالأئمة الأربعة، وما وقع من الخلاف بين الماتريديةوالأشعرية في مسائل فهي ترجع إلى الفروع في الحقيقة فإنها ظنيات، فلم تكن من الاعتقاديات المبنية على اليقينيات، بل قال بعض المحققين: إن الخلاف بينهما في الكل لفظي".[21]
وقال أيضاً في موضع آخر: "...ومنه قوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} فالمراد بالأهواء مطلقا الاعتقادات، وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة، وقال ابن حجر، والأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة المخالفة لما عليه إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[22]
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ): "وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق".[16]
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ) في (الزواجر عن اقتراف الكبائر): "المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[16]
وقال الإمام أحمد بن عجيبة (ت 1224 هـ) في تفسيره (البحر المديد): "أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح، كما هو مقرر في كتب أهل السنة".[16]
وقال الإمام السفاريني الحنبلي (ت 1188 هـ) في (لوامع الأنوار البهية): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جدا".[16][23]
وقال الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي (ت 1071 هـ) في (العين والأثر): "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة".[16]
رد: أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
وقال الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي (ت 1071 هـ) في (العين والأثر): "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة".[16]
وقال الإمام ابن الشطي الحنبلي (ت 1274 هـ) في شرحه على العقيدة السفارينية (تبصير القانع): "قال بعض العلماء هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية" ثم قال بعد ذلك بأسطر: "فائدة: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه. والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى. والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى".[16]
وقال الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان (ت 1349 هـ) تعليقا على تقسيم السفاريني لأهل السنة إلى ثلاث فرق: "فإذا قلت: لفظ الحديث يقتضي عدم التعْدِيَة (أي أن لفظ الحديث يقتضي قصر النجاة على فرقة واحدة وعدم تعديته إلى ثلاث فرق) حيث قال فيه : "ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي" فالجواب: أن الثلاث فرق هي فرقة واحدة لأنهم كلهم أهل الحديث، فإن الأشاعرة والماتريدية لم يردوا الأحاديث ولا أهملوها، فإمّا فوضوها وإمّا أوّلوها، وكل منهم أهـل حديث، وحينئذ فالثلاث فرقة واحدة، لاقتفائهم الأخبار وانتحالهم الآثار، بخلاف باقي الفرق فإنهم حكّموا العقول وخالفوا المنقول فهم أهل بدعة وضلالة ومخالفة وجهالة والله تعالى أعلم". وقال الشيخ العلامة الحنبلي محمد بن علي بن سلوم في شرحه على العقيدة السفارينية مثل ذلك.[24]
وقال الإمام تقي الدين السبكي (ت 756 هـ) في كتابه (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل) ما ملخصه: "...والمتكلمون طلبوه - أي العلم الإلهي - بالعقل والنقل معاً وافترقوا ثلاث فرق: إحداها: غلب عليها جانب العقل وهم المعتزلة. والثانية: غلب عليها جانب النقل وهم الحشوية. والثالثة: ما غلب عليها أحدهما؛ بل بقى الأمران مرعيين عندهم على حد سواء وهم الأشعرية... والفرقة الأشعرية هم المتوسطون في ذلك وهم الغالبون من الشافعيةوالمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة وسائر الناس. وأما المعتزلة فكانت لهم دولة في أوائل المائة الثالثة ساعدهم بعض الخلفاء ثم انخذلوا وكفى الله شرهم. وهاتان الطائفان الأشعرية والمعتزلة هما المتقاومتان وهما فحول المتكلمين من أهل الإسلام، والأشعرية أعدلهما لأنها بنت أصولها على الكتاب والسنة والعقل الصحيح... وأما الحشوية (وهم طوائف كالكرامية ولابن الجوزي كتاب: "منهاج الوصول إلى علم الأصول"، وكتاب: "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" في الرد عليهم) فهي طائفة رذيلة جهال ينتسبون إلى أحمد وأحمد مبرأ منهم. وسبب نسبتهم إليه أنه قام في دفع المعتزلة وثبت في المحنة رضي الله عنه، نقلت عنه كليمات ما فهمها هؤلاء الجهال فاعتقدوا هذا الاعتقاد وصار المتأخر منهم يتبع المتقدم، إلا من عصمه الله وما زالوا من حين نبغوا مستذلين ليس لهم رأس ولا من يناظر وإنما كانت لهم في كل وقت ثورات ويتعلقون ببعض أتباع الدول ويكفي الله شرهم، وما تعقلوا بأحد إلا كانت عاقبته إلى سوء...".[25]
وقال الإمام تاج الدين السبكي (ت 771 هـ) في شرح عقيدة ابن الحاجب: "اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل، وإن اختلفوا في الطرق والمبادي الموصلة لذلك، أو في لِمِّية ما هنالك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف؛ الأول: أهل الحديث، ومعتمد مباديهم: الأدلة السمعية؛ أعني: الكتاب، والسنة، والإجماع. الثانية: أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية؛ وهم: الأشعرية، والحنفية. وشيخ الأشعرية: أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية: أبو منصور الماتريدي، وهم متفقون في المبادي العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادي السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط، والعقلية والسمعية في غيرها، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسألة التكوين ومسألة التقليد. الثالثة: أهل الوجدان والكشف؛ وهم الصوفية، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية، والكشف والإلهام في النهاية".[16]
وقال في كتابه (معيد النعم ومبيد النقم): "وهؤلاء الحنفية والشافعيةوالمالكية وفضلاء الحنابلة ولله الحمد في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمة الله تعالى، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلا أشعريا عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة، وقد ختمنا كتابنا جمع الجوامع بعقيدة ذكرنا أن سلف الأمة عليها، وهي وعقيدة الطحاوي وعقيدة أبي القاسم القشيري والعقيدة المسماة بالمرشدة مشتركات في أصول أهل السنة والجماعة"..[26] ثم قال في آخر كلامه: يخاطب أهل المذاهب الأربعة. "وأما تعصبكم في فروع الدين وحملكم الناس على مذهب واحد فهو الذي لا يقبله الله منكم ولا يحملكم عليه إلا محض التعصب والتحاسد ولو أن الشافعي وأبا حنيفة ومالكا وأحمد أحياء يرزقون لشددوا النكير عليكم وتبرءوا منكم فيما تفعلون".[27]
وقال في كتابه طبقات الشافعية الكبرى: "اعلم أن أبا الحسن لم يبدع رأيا، ولم ينشئ مذهبا، وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا، وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدى به في ذلك، السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا، ولقد قلت مرة للشيخ الإمام رحمه الله: أنا أعجب من الحافظ ابن عساكر في عدة طوائف من أتباع الشيخ، ولم يذكر إلا نزرا يسيرا وعددا قليلا، ولو وفى الاستيعاب حقه لاستوعب غالب علماء المذاهب الأربعة، فإنهم برأي أبي الحسن يدينون الله تعالى، فقال: إنما ذكر من اشتهر بالمناضلة عن أبي الحسن، وإلا فالأمر على ما ذكرت من أن غالب علماء المذاهب معه. وقد ذكر الشيخ شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدته اجتمع عليها: الشافعية، والمالكية، والحنفية، وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري. قلت: وسنعقد لهذا الفصل فصلا يخصه فيما بعد. قال الشيخ الإمام - يعني والده تقي الدين السبكي -، فيما يحكيه لنا: ولقد وقفت لبعض المعتزلة على كتاب سماه (طبقات المعتزلة)، وافتتح بذكر: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ظنا منه أنه برأه الله منهم، على عقيدتهم، قال: وهذا نهاية في التعصب، فإنما ينسب إلى المرء من مشى على منواله. قلت أنا للشيخ الإمام: ولو تم هذا لهم لكان للأشاعرة أن يعدوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جملتهم؛ لأنهم عن عقيدتهما وعقيدة غيرهما من الصحابة فيما يدعون يناضلون، وإياها ينصرون، وعلى حماها يحومون، فتبسم، وقال: أتباع المرء من دان بمذهبه، وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء الذي هو أخص من الموافقة، فبين المتابعة والموافقة بون عظيم. قلت: وقد بينا البون في (شرح المختصر) في مسألة الناسي. ونقل الحافظ كلام الشيخ أبي عبد الله محمد بن موسى بن عمار الكلاعي المايرقي، وهو من أئمة المالكية في هذا الفصل، فاستوعبه منه أهل السنة من المالكية، والشافعية، وأكثر الحنفية، بلسان أبي الحسن الأشعري يتكلمون، وبحجته يحتجون...".[28][29][30]
رد: أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
وقال المحدث محمد بن درويش الحوت البيروتي (ت 1276 هـ) في (رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة): "فائدة: المالكيةوالشافعية أشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والحنفية ماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وهما إماما أهل السنة والجماعة، والحنابلةأثرية".[24]
وقال الإمام عضد الدين الإيجي (ت 756 هـ) في كتابه (المواقف في علم الكلام) في بيان الفرقة الناجية، بعد أن عدد فرق الهالكين: "وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي ـ ـ فيهم "هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي" فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء".[24]
وقال الإمام جلال الدين الدواني (ت 918 هـ) في شرحه على العقائد العضدية: "الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصول للشيخ أبي الحسـن... فإن قلت: كيف حكم بأن هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحديث مشعر بأنهم – يعني – المعتقدون بما روي عن النبي ـ ـ وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه ـ ـ وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة".[24]
وقال الإمام عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ) في (نيل المرام شرح عقيدة الإسلام): "اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغةوالتاريخ".[24]
وقال أيضاً في (رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة): "وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليم في نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابةوالتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم".[16]
وقال الإمام كمال الدين البياضي (ت 1098 هـ) في كتابه (إشارات المرام من عبارات الإمام): "إن الفرقة الناجية هم الجماعة الكثيرة المتمسكون بمحكمات الكتاب والسنة في العقائد، فإنه المنطبق لما عليه الرسول ولما عليه الصحابة لا يتجاوزون عن ظاهرها إلا لضرورة مخالفة قطعي من الدليل النقلي والعقلي، فإن حجج الله تتعاضد ولا تتضاد". ومن نظر بعين المعقول وتجرد للوصول إلى الحق علم يقيناً أنه ليس أحد من الطوائف ينطبق عليه هذا الوصف إلا أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث والصوفية، فهم الذي طبقوا الأرض شهرة وانتشاراً.[24]
وقال الإمام أبو عمرو الداني (ت 444 هـ) في (الرسالة الوافية في معتقد أهل السنة والجماعة): "اعلموا أيدكم الله بتوفيقه وأمدكم بعونه وتسديده، أن قول أهل السنة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين..". ثم شرع ببيان اعتقاد أهل السنة، وقوله (الفقهاء والمتكلمين) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية، ورسالته زاخرة بأدلة التقديس والتنزيه، وتأثره بشيخه وأستاذه شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني وبطريقة الإمام الأشعري واضح، بل إن بعض الألفاظ والعبارات هي هي التي استخدمها الإمام الأشعري في بعض كتبه.[24]
وقال الإمام أحمد الدردير (ت 1201 هـ) في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ "خريدة التوحيد": "واتبع سبيل الناسكين العلماء" ثم شرح عبارته فقال: "جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبق العلم (أي: وعمل مطابق للعلم)، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسها لبيان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعريوالماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".[24]
وقال الإمام طاش كبري زاده (ت 968 هـ) في (مفتاح السعادة ومصباح السيادة): "ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي (ملحوظة: ينازع المالكية في الإمام أبي الحسن ويذكرونه ضمن طبقاتهم، والراجح أنه شافعي)، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى... وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريف من الحديث المفترى، الذي قام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصراً مؤزراً".[24]
وقال الإمام شمس الدين الخيالي (ت في حدود 886 هـ وقيل: 870 هـ) في حاشيته على شرح العقائد النسفية: "الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار، وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريدية أصحاب الإمام أبي منصور، وبين الطائفتين اختلاف في بعض المسائل؛ كمسألة التكوين وغيرها".[31]
وقال الإمام مصلح الدين الكستلي (ت 901 هـ) في حاشيته عليه: "المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري أول من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبه إلى السنة - أي. طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - والجماعة - أي: طريقة الصحابة - رضي الله عنهم - وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي تلميذ أبي نصر العياضي تلميذ أبي بكر الجوزجاني صاحب أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة، وبين الطائفتين اختلاف في بعض الأصول؛ كمسألة التكوين ومسألة الاستثناء في الإيمان، ومسألة إيمان المقلد. والمحققون من الفريقين لا ينسب أحدهما الآخر إلى البدعة والضلالة".[31]
وقال الإمام عضد الدين الإيجي (ت 756 هـ) في كتابه (المواقف في علم الكلام) في بيان الفرقة الناجية، بعد أن عدد فرق الهالكين: "وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي ـ ـ فيهم "هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي" فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء".[24]
وقال الإمام جلال الدين الدواني (ت 918 هـ) في شرحه على العقائد العضدية: "الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصول للشيخ أبي الحسـن... فإن قلت: كيف حكم بأن هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحديث مشعر بأنهم – يعني – المعتقدون بما روي عن النبي ـ ـ وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه ـ ـ وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة".[24]
وقال الإمام عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ) في (نيل المرام شرح عقيدة الإسلام): "اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغةوالتاريخ".[24]
وقال أيضاً في (رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة): "وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليم في نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابةوالتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم".[16]
وقال الإمام كمال الدين البياضي (ت 1098 هـ) في كتابه (إشارات المرام من عبارات الإمام): "إن الفرقة الناجية هم الجماعة الكثيرة المتمسكون بمحكمات الكتاب والسنة في العقائد، فإنه المنطبق لما عليه الرسول ولما عليه الصحابة لا يتجاوزون عن ظاهرها إلا لضرورة مخالفة قطعي من الدليل النقلي والعقلي، فإن حجج الله تتعاضد ولا تتضاد". ومن نظر بعين المعقول وتجرد للوصول إلى الحق علم يقيناً أنه ليس أحد من الطوائف ينطبق عليه هذا الوصف إلا أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث والصوفية، فهم الذي طبقوا الأرض شهرة وانتشاراً.[24]
وقال الإمام أبو عمرو الداني (ت 444 هـ) في (الرسالة الوافية في معتقد أهل السنة والجماعة): "اعلموا أيدكم الله بتوفيقه وأمدكم بعونه وتسديده، أن قول أهل السنة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين..". ثم شرع ببيان اعتقاد أهل السنة، وقوله (الفقهاء والمتكلمين) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية، ورسالته زاخرة بأدلة التقديس والتنزيه، وتأثره بشيخه وأستاذه شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني وبطريقة الإمام الأشعري واضح، بل إن بعض الألفاظ والعبارات هي هي التي استخدمها الإمام الأشعري في بعض كتبه.[24]
وقال الإمام أحمد الدردير (ت 1201 هـ) في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ "خريدة التوحيد": "واتبع سبيل الناسكين العلماء" ثم شرح عبارته فقال: "جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبق العلم (أي: وعمل مطابق للعلم)، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسها لبيان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعريوالماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".[24]
وقال الإمام طاش كبري زاده (ت 968 هـ) في (مفتاح السعادة ومصباح السيادة): "ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي (ملحوظة: ينازع المالكية في الإمام أبي الحسن ويذكرونه ضمن طبقاتهم، والراجح أنه شافعي)، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى... وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريف من الحديث المفترى، الذي قام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصراً مؤزراً".[24]
وقال الإمام شمس الدين الخيالي (ت في حدود 886 هـ وقيل: 870 هـ) في حاشيته على شرح العقائد النسفية: "الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار، وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريدية أصحاب الإمام أبي منصور، وبين الطائفتين اختلاف في بعض المسائل؛ كمسألة التكوين وغيرها".[31]
وقال الإمام مصلح الدين الكستلي (ت 901 هـ) في حاشيته عليه: "المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري أول من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبه إلى السنة - أي. طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - والجماعة - أي: طريقة الصحابة - رضي الله عنهم - وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي تلميذ أبي نصر العياضي تلميذ أبي بكر الجوزجاني صاحب أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة، وبين الطائفتين اختلاف في بعض الأصول؛ كمسألة التكوين ومسألة الاستثناء في الإيمان، ومسألة إيمان المقلد. والمحققون من الفريقين لا ينسب أحدهما الآخر إلى البدعة والضلالة".[31]
رد: أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
وقال الإمام ابن عابدين (ت 1252 هـ) في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار": "(قوله -أي علاء الدين الحصكفي- عن معتقدنا) أي: عما نعتقد من غير المسائل الفرعية، مما يجب اعتقاده على كل مكلف بلا تقليد لأحد، وهو ما عليه أهل السنة والجماعة وهم: الأشاعرة والماتريدية، وهم متوافقون إلا في مسائل يسيرة، أرجعها بعضهم إلى الخلاف اللفظي، كما بُيِّن في محله. (قوله: ومعتقد خصومنا) أي من أهل البدع المكفرة وغيرها كالقائلين بقدم العالم أو نفي الصانع أو عدم بعثة الرسل، والقائلين بخلق القرآن وعدم إرادته تعالى الشر ونحو ذلك".[32]
وقال الإمام محمد زاهد الكوثري (ت 1371 هـ): "فالأشعريوالماتريدي هما إماما أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها، لهم كتب لا تحصى، وغالب ما وقع بين هذين الإمامين من الخلاف من قبيل الخلاف اللفظي، وقد دونت عدة كتب في ذلك، وقد أحسن تلخيصها البياضي في (إشارات المرام في عبارات الإمام) ونقل نصه الزبيدي في (شرح الإحياء)".[33]
وقال الإمام حسن بن أبي عذبة (ت بعد 1172 هـ): "اعلم أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة على كلام قطبين: أحدهما: الإمام أبوالحسن الأشعري، والثاني: الإمام أبو منصور الماتريدي. فكل من اتبع واحداً منهما اهتدى وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته".[34]
وقال الإمام محمد زاهد الكوثري (ت 1371 هـ): "فالأشعريوالماتريدي هما إماما أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها، لهم كتب لا تحصى، وغالب ما وقع بين هذين الإمامين من الخلاف من قبيل الخلاف اللفظي، وقد دونت عدة كتب في ذلك، وقد أحسن تلخيصها البياضي في (إشارات المرام في عبارات الإمام) ونقل نصه الزبيدي في (شرح الإحياء)".[33]
وقال الإمام حسن بن أبي عذبة (ت بعد 1172 هـ): "اعلم أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة على كلام قطبين: أحدهما: الإمام أبوالحسن الأشعري، والثاني: الإمام أبو منصور الماتريدي. فكل من اتبع واحداً منهما اهتدى وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته".[34]
رد: أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
أقوال العلماء المعاصرين
وممن أشاد بفضل الأشاعرة من المعاصرين:[35]
جاء في كتاب (غاية المنى: شرح سفينة النجا) للشيخ محمد بن علي بن محمد باعطية ما نصه: "مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم جمهور أهل العلم والذين على كلامهم المعوّل في أصول الدين وفروعه، فإن كل الشافعيةوالمالكية وفضلاء الحنابلة على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري – رضي الله عنه – في الاعتقاد، وكل الأحناف على مذهب الإمام أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد أيضاً، وهذان الإمامان هما العمدة في مذهب أهل السنة والجماعة، وخالف مذهب أهل السنة والجماعة في العقديات مذهب المعتزلة ومن نحا نحوهم، ومذهب المجسمة الحشوية، وهما فرقتان أضلهما الله تعالى كما ذكرت، فالفرقة الأولى بالغت في التنزيه فنفت كثيراً من الصفات، والأخرى بالغت في الإثبات حتى شبهت الله بخلقه...".[36]
قال الشيخ حسن أيوب (ت 1429 هـ) في (تبسيط العقائد الإسلامية): "أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهم العقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباع أبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".[37]
وقال الداعية سعيد حوى (ت 1409 هـ) في (جولات في الفقهين الكبير والأكبر): "إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍ للكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعد ولا تحصى من الاتجاهات الباطلة الزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لازال حياً".[38] وقال أيضاً: "وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعت الأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي".[39]
وقال الشيخ أبو الحسن الندوي (ت 1420 هـ) في كتابه (رجال الفكر والدعوة في الإسلام) في فضل الأشاعرة: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه من المعتزلة إلى أهل السنة".[40] وقال أيضاً: "وقد سار الأشعري في طريقه مجاهداً مناضلاً منتجاً.... لا يعبأ بما يقال فيه مؤمناً بأنه هو الطريق الذي ينفع الدين في عصره ويرد إلى الشريعة مهابتها وكرامتها ويحرس للناشئة دينها وعقيدتها، حتى استطاع بعمله المتواصل وشخصيته القوية وعقله الكبير وإخلاصه النادر أن يرد سيل الاعتزال والتفلسف الجارف الذي كان يتهدد الدين، ويثبّت كثيراً من الذين تزلزلت أقدامهم واضطربت عقولهم وعقائدهم، وأن يوجد في أهل السنة ثقة جديدة بعقيدتهم".[41]
وقال الشيخ وهبي سليمان غاوجي (ت 1434 هـ) في (أركان الإيمان): "وقد كان أول من كتب في أصول الدين ورد شبهات أهل الزيغ في الاعتقاد الإمام الأعظم أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - بطريقي النقل أو العقل، وتتابع الكاتبون في أصول الدين إلى أن استقرت قواعدها على يدي الإمامين العظيمين أبي منصور الماتريدي وأبي الحسن الأشعري رحمهما الله تعالى".[42]
وقال الشيخ محمد علوي المالكي (ت 1425 هـ) في كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح): "الأشاعرة: هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين .. الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها وأطبق الناس على فضلهم وعلمهم ودينهم هم جهابذة علماء أهل السنة وأعلام علمائها الأفاضل الذين وقفوا في طغيان المعتزلة. هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: [والعلماء أنصار علوم الدين والأشاعرة أنصار أصول الدين] الفتاوى الجزء الرابع. إنهم طوائف المحدثين والفقهاء والمفسرين من الأئمة الأعلام شيخ الإسلام أحمد بن حجر العسقلاني شيخ المحدثين بلا مراء صاحب كتاب فتح الباري على شرح البخاري أشعري المذهب وكتابه لا يستغني عنه أحد من العلماء. وشيخ علماء أهل السنة الإمام النووي صاحب شرح صحيح مسلم وصاحب المصنفات الشهيرة أشعري المذهب وشيخ المفسرين الإمام القرطبي صاحب تفسير الجامع لأحكام القرآن أشعري المذهب. وشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي صاحب كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر) أشعري المذهب. وشيخ الفقهوالحديث الإمام الحجة الثبت زكريا الأنصاري أشعري المذهب. والإمام أبو بكر الباقلاني والإمام العسقلاني والإمام النسفي والإمام الشربيني، وأبو حيان النحوي صاحب تفسير البحر المحيط، والإمام ابن جزي صاحب (التسهيل في علوم التنزيل) الخ … كل هؤلاء من أئمة الأشاعرة. ولو أردنا أن نعدد هؤلاء الأعلام من المحدثين والمفسرين والفقهاء، من أئمة الأشاعرة لضاق بنا الحال واحتجنا إلى مجلدات في سرد أولئك العلماء الأفاضل الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها .. إن من الواجب أن نرد الجميل لأصحابه وأن نعرف الفضل لأهل العلم والفضل الذين خدموا شريعة سيد المرسلين من العلماء الأعلام".[43]
وقال الدكتور مجدي باسلوم في مقدمة تحقيقه لتفسير الماتريدي المسمى بـ (تأويلات القرآن أو تأويلات أهل السنة): "...وقد تقدم بيان أن مدار جميع عقائد الملة الإسلامية على قطبين من أقطاب العلوم الشرعية: أحدهما الإمام أبو الحسن الأشعري، والآخر الإمام أبو منصور الماتريدي".[31]
وقال الشيخ عبد المجيد بن طه الدهيبي الزعبي في كتابه (إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني): "... فالسواد الأعظم هم الأشاعرة والماتريدية وخصوصاً الأشاعرة فأغلب أهل السنة منهم من علماء ومحدثين وفقهاء وفاتحين ومجاهدين ومنهم أغلب أئمة التصوف...".[44]
وقال الدكتور عبد القادر محمد الحسين في كتابه (إمام أهل الحق أبو الحسن الأشعري): "...ولا يخفى على أحد ممن طالع العلوم الإسلامية أن شيخ أهل السنة الإمام الجليل أبا الحسن الأشعريرضي الله عنه من أهم الرجال الذين عرفتهم الساحة العلمية والفكرية الإسلامية، ولا تزال له آثار حية في شتى علوم الإسلام. فأصحاب الأشعري لهم قيادة الساحة العلمية والفكرية الإسلامية منذ قرون، وعقيدة الأشعرية هي عقيدة السواد الأعظم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما كانت هذه الأمة المعصومة بجملتها لتقبل الخطأ أو لتجتمع عليه. علماء العقيدة والكلام من أهل السنة معظمهم من أتباع الأشعري، والمفسرون كذلك على طريقته.. شراح السنة وعلماء الحديث كذلك، فضلاً عن الأصوليين وعلماء اللغة والنحو، وأما الصالحون وأهل السلوك فحدث ولا حرج...".[4]
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي - وزير الأوقاف المصري السابق وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - في مقدمة كتابه (موقف السلف من المتشابهات بين المثبتين والمؤولين): "...وعلماء المسلمين متفقون على وجوب تنزيه الله تعالى ونفي التشبيه عنه. ومن أحظهم بتلك المنزلة، وأصلبهم في الوقوف على هذا الثغر: أهل السنة.. أهل الحق من الأشاعرة وأصحابهم الماتريدية. يقول شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي: (والأشعرية هم المتوسِّطون في ذلك، وهم الغالبون من الشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة وسائر الناس. وأما المعتزلة فكانت لهم دولة في أوائل المائة الثالثة؛ ساعدهم بعض الخلفاء، ثم انخذلوا وكفى الله شرهم. وهاتان الطائفتان - الأشعرية، والمعتزلة - هما المتقاوِمتان، وهما فحول المتكلمين من أهل الإسلام، والأشعرية أعدلهما؛ لأنها بَنَت أصولها على الكتاب والسنة والعقل الصحيح)".[45]
وقال الأستاذ الدكتور محمد الأنور حامد عيسى - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - في مقدمته لكتاب (تبصرة الأدلة في أصول الدين): "ففي القرنين الثالث والرابع من الهجرة النبوية المشرفة، نشأت مدرستان من مدارس علم الكلام الإسلامي، الأولى: في البصرة، وتسمى بالمدرسة الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري المتوفى سنة 324 هـ. والثانية: في بلاد ما وراء النهر، وتسمى بالمدرسة الماتريدية نسبة لأبي منصور الماتريدي المتوفى سنة 333 هـ. والمدرستان تنتميان لمذهب أهل السنة والجماعة، بل هما في أصح الأقوال جناحا مذهب أهل السنة والجماعة. ولكل مدرسة رجالها الذين كان جُل همهم نشر الإسلام، والدفاع عن العقيدة الإسلامية بالنقل والعقل".[46]
وممن أشاد بفضل الأشاعرة من المعاصرين:[35]
جاء في كتاب (غاية المنى: شرح سفينة النجا) للشيخ محمد بن علي بن محمد باعطية ما نصه: "مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم جمهور أهل العلم والذين على كلامهم المعوّل في أصول الدين وفروعه، فإن كل الشافعيةوالمالكية وفضلاء الحنابلة على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري – رضي الله عنه – في الاعتقاد، وكل الأحناف على مذهب الإمام أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد أيضاً، وهذان الإمامان هما العمدة في مذهب أهل السنة والجماعة، وخالف مذهب أهل السنة والجماعة في العقديات مذهب المعتزلة ومن نحا نحوهم، ومذهب المجسمة الحشوية، وهما فرقتان أضلهما الله تعالى كما ذكرت، فالفرقة الأولى بالغت في التنزيه فنفت كثيراً من الصفات، والأخرى بالغت في الإثبات حتى شبهت الله بخلقه...".[36]
قال الشيخ حسن أيوب (ت 1429 هـ) في (تبسيط العقائد الإسلامية): "أهل السنة هم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح في فهم العقائد، وقد جعلوا القرآن الكريم المنهل العذب الذي يلجأون إليه في تعرف عقائدهم فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد، وما أشبه عليهم منه حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول، فإن تعذر عليهم توقفوا وفوضوا، وقد سمي أتباع أبي الحسن الأشعري بالأشاعرة، وأبي منصور الماتريدي بالماتريدية".[37]
وقال الداعية سعيد حوى (ت 1409 هـ) في (جولات في الفقهين الكبير والأكبر): "إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي... وهؤلاء وأمثالهم كلٌّ في اختصاصه حيث ثبت النقل عنهم قدَّمَ أصفى فهمٍ للكتاب والسنة، ومن ثم أجمعت الأمة على اعتماد أقوالهم وقبولها في خضم اتجاهات لا تعد ولا تحصى من الاتجاهات الباطلة الزائفة، منها الذي مات ومنها الذي لازال حياً".[38] وقال أيضاً: "وكما وجد في الفقه مؤلفون وكتب، وكما وجد في الفقه أئمة أجمعت الأمة على قبولهم، فكذلك في باب العقائد وجد أئمة أجمعت الأمة على إمامتهم في هذا الشأن كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي".[39]
وقال الشيخ أبو الحسن الندوي (ت 1420 هـ) في كتابه (رجال الفكر والدعوة في الإسلام) في فضل الأشاعرة: "خضع لعلمهم ونفوذهم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه... وبفضلهم انتقلت قيادة العالم الإسلامي الفكرية وتوجيهه من المعتزلة إلى أهل السنة".[40] وقال أيضاً: "وقد سار الأشعري في طريقه مجاهداً مناضلاً منتجاً.... لا يعبأ بما يقال فيه مؤمناً بأنه هو الطريق الذي ينفع الدين في عصره ويرد إلى الشريعة مهابتها وكرامتها ويحرس للناشئة دينها وعقيدتها، حتى استطاع بعمله المتواصل وشخصيته القوية وعقله الكبير وإخلاصه النادر أن يرد سيل الاعتزال والتفلسف الجارف الذي كان يتهدد الدين، ويثبّت كثيراً من الذين تزلزلت أقدامهم واضطربت عقولهم وعقائدهم، وأن يوجد في أهل السنة ثقة جديدة بعقيدتهم".[41]
وقال الشيخ وهبي سليمان غاوجي (ت 1434 هـ) في (أركان الإيمان): "وقد كان أول من كتب في أصول الدين ورد شبهات أهل الزيغ في الاعتقاد الإمام الأعظم أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - بطريقي النقل أو العقل، وتتابع الكاتبون في أصول الدين إلى أن استقرت قواعدها على يدي الإمامين العظيمين أبي منصور الماتريدي وأبي الحسن الأشعري رحمهما الله تعالى".[42]
وقال الشيخ محمد علوي المالكي (ت 1425 هـ) في كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح): "الأشاعرة: هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين .. الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها وأطبق الناس على فضلهم وعلمهم ودينهم هم جهابذة علماء أهل السنة وأعلام علمائها الأفاضل الذين وقفوا في طغيان المعتزلة. هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: [والعلماء أنصار علوم الدين والأشاعرة أنصار أصول الدين] الفتاوى الجزء الرابع. إنهم طوائف المحدثين والفقهاء والمفسرين من الأئمة الأعلام شيخ الإسلام أحمد بن حجر العسقلاني شيخ المحدثين بلا مراء صاحب كتاب فتح الباري على شرح البخاري أشعري المذهب وكتابه لا يستغني عنه أحد من العلماء. وشيخ علماء أهل السنة الإمام النووي صاحب شرح صحيح مسلم وصاحب المصنفات الشهيرة أشعري المذهب وشيخ المفسرين الإمام القرطبي صاحب تفسير الجامع لأحكام القرآن أشعري المذهب. وشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي صاحب كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر) أشعري المذهب. وشيخ الفقهوالحديث الإمام الحجة الثبت زكريا الأنصاري أشعري المذهب. والإمام أبو بكر الباقلاني والإمام العسقلاني والإمام النسفي والإمام الشربيني، وأبو حيان النحوي صاحب تفسير البحر المحيط، والإمام ابن جزي صاحب (التسهيل في علوم التنزيل) الخ … كل هؤلاء من أئمة الأشاعرة. ولو أردنا أن نعدد هؤلاء الأعلام من المحدثين والمفسرين والفقهاء، من أئمة الأشاعرة لضاق بنا الحال واحتجنا إلى مجلدات في سرد أولئك العلماء الأفاضل الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها .. إن من الواجب أن نرد الجميل لأصحابه وأن نعرف الفضل لأهل العلم والفضل الذين خدموا شريعة سيد المرسلين من العلماء الأعلام".[43]
وقال الدكتور مجدي باسلوم في مقدمة تحقيقه لتفسير الماتريدي المسمى بـ (تأويلات القرآن أو تأويلات أهل السنة): "...وقد تقدم بيان أن مدار جميع عقائد الملة الإسلامية على قطبين من أقطاب العلوم الشرعية: أحدهما الإمام أبو الحسن الأشعري، والآخر الإمام أبو منصور الماتريدي".[31]
وقال الشيخ عبد المجيد بن طه الدهيبي الزعبي في كتابه (إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني): "... فالسواد الأعظم هم الأشاعرة والماتريدية وخصوصاً الأشاعرة فأغلب أهل السنة منهم من علماء ومحدثين وفقهاء وفاتحين ومجاهدين ومنهم أغلب أئمة التصوف...".[44]
وقال الدكتور عبد القادر محمد الحسين في كتابه (إمام أهل الحق أبو الحسن الأشعري): "...ولا يخفى على أحد ممن طالع العلوم الإسلامية أن شيخ أهل السنة الإمام الجليل أبا الحسن الأشعريرضي الله عنه من أهم الرجال الذين عرفتهم الساحة العلمية والفكرية الإسلامية، ولا تزال له آثار حية في شتى علوم الإسلام. فأصحاب الأشعري لهم قيادة الساحة العلمية والفكرية الإسلامية منذ قرون، وعقيدة الأشعرية هي عقيدة السواد الأعظم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما كانت هذه الأمة المعصومة بجملتها لتقبل الخطأ أو لتجتمع عليه. علماء العقيدة والكلام من أهل السنة معظمهم من أتباع الأشعري، والمفسرون كذلك على طريقته.. شراح السنة وعلماء الحديث كذلك، فضلاً عن الأصوليين وعلماء اللغة والنحو، وأما الصالحون وأهل السلوك فحدث ولا حرج...".[4]
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي - وزير الأوقاف المصري السابق وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - في مقدمة كتابه (موقف السلف من المتشابهات بين المثبتين والمؤولين): "...وعلماء المسلمين متفقون على وجوب تنزيه الله تعالى ونفي التشبيه عنه. ومن أحظهم بتلك المنزلة، وأصلبهم في الوقوف على هذا الثغر: أهل السنة.. أهل الحق من الأشاعرة وأصحابهم الماتريدية. يقول شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي: (والأشعرية هم المتوسِّطون في ذلك، وهم الغالبون من الشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة وسائر الناس. وأما المعتزلة فكانت لهم دولة في أوائل المائة الثالثة؛ ساعدهم بعض الخلفاء، ثم انخذلوا وكفى الله شرهم. وهاتان الطائفتان - الأشعرية، والمعتزلة - هما المتقاوِمتان، وهما فحول المتكلمين من أهل الإسلام، والأشعرية أعدلهما؛ لأنها بَنَت أصولها على الكتاب والسنة والعقل الصحيح)".[45]
وقال الأستاذ الدكتور محمد الأنور حامد عيسى - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - في مقدمته لكتاب (تبصرة الأدلة في أصول الدين): "ففي القرنين الثالث والرابع من الهجرة النبوية المشرفة، نشأت مدرستان من مدارس علم الكلام الإسلامي، الأولى: في البصرة، وتسمى بالمدرسة الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري المتوفى سنة 324 هـ. والثانية: في بلاد ما وراء النهر، وتسمى بالمدرسة الماتريدية نسبة لأبي منصور الماتريدي المتوفى سنة 333 هـ. والمدرستان تنتميان لمذهب أهل السنة والجماعة، بل هما في أصح الأقوال جناحا مذهب أهل السنة والجماعة. ولكل مدرسة رجالها الذين كان جُل همهم نشر الإسلام، والدفاع عن العقيدة الإسلامية بالنقل والعقل".[46]
مواضيع مماثلة
» أعلام الأشاعرة والماتريدية
» أقوال العلماء في الاتحاد والحلول
» أقوال العلماء في أهمية التصوف:
» أقوال العلماء والصالحين والوهابية في التوسل والاستغاثة
» أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي وقصة عتق ثويبة
» أقوال العلماء في الاتحاد والحلول
» أقوال العلماء في أهمية التصوف:
» أقوال العلماء والصالحين والوهابية في التوسل والاستغاثة
» أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي وقصة عتق ثويبة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى