أقوال العلماء في أهمية التصوف:
أقوال العلماء في أهمية التصوف:
أقوال العلماء في أهمية التصوف:
أجمع العلماء على أن الأمراض والآفات القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة لأن أمراض الباطن كافية لإحباط أعمال العبد ولو كانت كثيرة.
قال الفقيه العلامة الكبير ابن عابدين في حاشيته الشهيرة: (إن علم الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرض عين مثل غيرها من آفات النفوس كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة القسةوة وطول الأمل ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات في الإحياء قال فيه : ولا ينفك عنها بشر فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا اليه وإزالتها فرض عين ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها فإن من لا يعرف الشر يقع فيه)( [44]).
وإن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية وتزكية النفوس والتخلص من صفاتها الناقصة الذميمة.
ويقول صاحب مراقي الفلاح العلامة الشرنبلالي: (لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة وبالإخلاص والنزاهة عن الغل والغش والحقد والحسد وتطهير القلب عما سى الله من الكونين فيعبده لذاته لا لعلة مفتقرا إليه وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر اليها عطفا عليه فتكون عبدا فردا للمالك الأحد الفرد لا يسترقك شيء من الأشياء سواه ولا يستملك هواك عن خدمتك إياه)( [45]).
نعم كما لا يحسن بالعبد أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالإذار والأوساخ وكذلك لا يليق به أن يتحرك وقلبه مسود بالظلمات مريض بالعلل والآفات ونفسه مشوبة بالكدورات ومتعلقة بالشهوات.
ويقول صاحب الهدية العلانية: وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم والكبر والعجب والرياء والنفاق وجملة الخبائث من أعمال القلوب بل السمع البصر والفؤاد فكل ذلك كان عنه مسؤولا مما يدخل تحت الاختيار( [46]).
وقال صاحب جوهرة التوحيد الشيخ إبراهيم اللقاني:
وأمر بعرف واجتنب نميمة وغيبة وخصلة ذميمة
كالعجب والكبر وداء الحسد وكالمراء والجدل فاعتمد
يقول شارحها عند قوله: وخصلة ذميمة أي واجتنب كل خصلةذميمة شرعا وإنما خص المصنف ما ذكره يعد اهتماما بعيوب النفس لأن بقاءها مع إصلاح الظاهر كالذي يلبس ثيابا حنة وجسمه ملطخ بالأوساخ ويكون كالعجب أيضا وهو رؤية العبادة واستعظامها كما يعجب العالم بعلمه والعابد بعبادته فهذا كله حرام ومثل العجب الرياء واللم والبغي والكبر وداء الحسد والجدل والمراء( [47]).
والكبر من أمراض القلوب وهو وحده يكفي لدخول النار بدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر »( [48]).
يقول ابن ذكوان في أهمية التصوف وفائدته:
علم به تصفية البواطن من كدرات النفس في المواطن
قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت (التصوف علم يعرف به كيفية تصيفة الباطن من كدرات النفس أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر والرياء والغضب الطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته فبعلم التصوف يتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة حتى يتوصل إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله تعالى)( [49]).
وللسادة الصوفية الحظ الأوفر من الوراثة النبوية في تحلية النفس بالصفات الكاملة كالتوبة والتقوة والاستقامة والصدق والإخلاص والورع والتوكل والرضا والأدب والتسليم والمحبة والذكر والمراقبة وقد قيل في حقهم:
قد رفضوا الآثام والعيوبا وطهروا الأبدان والقلوب
وبلغوا حقيقة الإيمان وانتهجوا مناهج الإحسان( [50])
فالتصوف اهتم بالجانب القلبي واهتم أيضا بما يقابله من العبادات المالية والبدنية وسهل ورسم الطريق الحقيقي العلمي المعلي الذي يوصل المسلم إلى أعلى مقامات الكمال الإيماني الخلقي ولم يقتصر فقط على قراءة أوراد وحلقات أذكار فحسب بل التصوف منهج علمي وعملي صحيح شامل كامل يحقق تغير الإنسان إلى شخصية مسلمة متكاملة مثالية وسبب نجاح الصوفية في هذه الأعمال هو حرصهم وشدة اتباعهم لسيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويقول الإمام السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره : (الفقير (الصوفي) على الطريق ما دام على ا لسنة فمتى حاد عنها زل عن الطريق)( [51]).
فتجلى لنا إذا بعد كل هذه الألة وبوضوح أن التصوف هو روح الإسلام وقلبه السليم وليس أعمالا ظاهرية وأفعالا شكلية لا حياة فيها ولا روح.
وبفقد روح الإسلام وجوهره وصل المسلمون إلى درك من الانحطاط والضعف لذلك هم العلماء العاملون الصادقون أصحاب المبادئ والمرشدون المربون العارفون بنصح الناس بالالتزام مع الصوفية وصحبتهم ليتحققوا بأمر الله تعالى ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾( [52]) لكي يحظوا برضاء الله ويتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخلقي ويتعرفوا على الله تعالى معرفة حقيقية يقينية وحظوا بمحبته ومراقبته ودوام ذكره.
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي: بعد أخ اختبر طريق التصوف ولمس نتائجه وذاق ثمراته (الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)( [53]).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : (عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهاليكن وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت اليهم فإنك متى التفت اليهم أخذوك وعاقوك)( [54]).
ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بعد الله وغضبه.
----------------------------------------------------------------------
( [42]) رواه الإمام أحمد في مسنده (19/76)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/44)، والدارمي (2/323).
( [43]) رواه الترمذي (1988) وأحمد (5/53 و 158و 228 و 236).
( [44]) حاشية ابن عابدين المسماة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار ج1 ص 31.
( [45]) حاشية الطحاوي على مراقي الفلارح شرح نور الإيضاح ص 70 -71 .
( [46]) الهدية العلانية ، علاء الدين عابدين ص 315.
( [47]) شرح الجوهرة للباجوري ص 120 – 122 .
( [48]) رواه مسلم (263) والترمذي (1998) مطولا.
( [49]) النصرة النبوية للشيخ مصطفى إسماعيل لمدني على هامش شرح الرائية للفاسي، ص 26.
( [50]) الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية للعلامة ابن عجيبة على هامش شرح الحكم لابن عجيبة ج1 ص 105.
( [51]) البرهان المؤيد ص 63.
( [52]) سورة التوبة الآية (119).
( [53]) النصرة النبوية على هامش شرح الرائية للفاسي ص 26.
( [54]) إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ص 7.
أجمع العلماء على أن الأمراض والآفات القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة لأن أمراض الباطن كافية لإحباط أعمال العبد ولو كانت كثيرة.
قال الفقيه العلامة الكبير ابن عابدين في حاشيته الشهيرة: (إن علم الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرض عين مثل غيرها من آفات النفوس كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة القسةوة وطول الأمل ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات في الإحياء قال فيه : ولا ينفك عنها بشر فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا اليه وإزالتها فرض عين ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها فإن من لا يعرف الشر يقع فيه)( [44]).
وإن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية وتزكية النفوس والتخلص من صفاتها الناقصة الذميمة.
ويقول صاحب مراقي الفلاح العلامة الشرنبلالي: (لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة وبالإخلاص والنزاهة عن الغل والغش والحقد والحسد وتطهير القلب عما سى الله من الكونين فيعبده لذاته لا لعلة مفتقرا إليه وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر اليها عطفا عليه فتكون عبدا فردا للمالك الأحد الفرد لا يسترقك شيء من الأشياء سواه ولا يستملك هواك عن خدمتك إياه)( [45]).
نعم كما لا يحسن بالعبد أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالإذار والأوساخ وكذلك لا يليق به أن يتحرك وقلبه مسود بالظلمات مريض بالعلل والآفات ونفسه مشوبة بالكدورات ومتعلقة بالشهوات.
ويقول صاحب الهدية العلانية: وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم والكبر والعجب والرياء والنفاق وجملة الخبائث من أعمال القلوب بل السمع البصر والفؤاد فكل ذلك كان عنه مسؤولا مما يدخل تحت الاختيار( [46]).
وقال صاحب جوهرة التوحيد الشيخ إبراهيم اللقاني:
وأمر بعرف واجتنب نميمة وغيبة وخصلة ذميمة
كالعجب والكبر وداء الحسد وكالمراء والجدل فاعتمد
يقول شارحها عند قوله: وخصلة ذميمة أي واجتنب كل خصلةذميمة شرعا وإنما خص المصنف ما ذكره يعد اهتماما بعيوب النفس لأن بقاءها مع إصلاح الظاهر كالذي يلبس ثيابا حنة وجسمه ملطخ بالأوساخ ويكون كالعجب أيضا وهو رؤية العبادة واستعظامها كما يعجب العالم بعلمه والعابد بعبادته فهذا كله حرام ومثل العجب الرياء واللم والبغي والكبر وداء الحسد والجدل والمراء( [47]).
والكبر من أمراض القلوب وهو وحده يكفي لدخول النار بدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر »( [48]).
يقول ابن ذكوان في أهمية التصوف وفائدته:
علم به تصفية البواطن من كدرات النفس في المواطن
قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت (التصوف علم يعرف به كيفية تصيفة الباطن من كدرات النفس أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر والرياء والغضب الطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته فبعلم التصوف يتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة حتى يتوصل إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله تعالى)( [49]).
وللسادة الصوفية الحظ الأوفر من الوراثة النبوية في تحلية النفس بالصفات الكاملة كالتوبة والتقوة والاستقامة والصدق والإخلاص والورع والتوكل والرضا والأدب والتسليم والمحبة والذكر والمراقبة وقد قيل في حقهم:
قد رفضوا الآثام والعيوبا وطهروا الأبدان والقلوب
وبلغوا حقيقة الإيمان وانتهجوا مناهج الإحسان( [50])
فالتصوف اهتم بالجانب القلبي واهتم أيضا بما يقابله من العبادات المالية والبدنية وسهل ورسم الطريق الحقيقي العلمي المعلي الذي يوصل المسلم إلى أعلى مقامات الكمال الإيماني الخلقي ولم يقتصر فقط على قراءة أوراد وحلقات أذكار فحسب بل التصوف منهج علمي وعملي صحيح شامل كامل يحقق تغير الإنسان إلى شخصية مسلمة متكاملة مثالية وسبب نجاح الصوفية في هذه الأعمال هو حرصهم وشدة اتباعهم لسيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ويقول الإمام السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره : (الفقير (الصوفي) على الطريق ما دام على ا لسنة فمتى حاد عنها زل عن الطريق)( [51]).
فتجلى لنا إذا بعد كل هذه الألة وبوضوح أن التصوف هو روح الإسلام وقلبه السليم وليس أعمالا ظاهرية وأفعالا شكلية لا حياة فيها ولا روح.
وبفقد روح الإسلام وجوهره وصل المسلمون إلى درك من الانحطاط والضعف لذلك هم العلماء العاملون الصادقون أصحاب المبادئ والمرشدون المربون العارفون بنصح الناس بالالتزام مع الصوفية وصحبتهم ليتحققوا بأمر الله تعالى ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾( [52]) لكي يحظوا برضاء الله ويتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخلقي ويتعرفوا على الله تعالى معرفة حقيقية يقينية وحظوا بمحبته ومراقبته ودوام ذكره.
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي: بعد أخ اختبر طريق التصوف ولمس نتائجه وذاق ثمراته (الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)( [53]).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : (عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهاليكن وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت اليهم فإنك متى التفت اليهم أخذوك وعاقوك)( [54]).
ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بعد الله وغضبه.
----------------------------------------------------------------------
( [42]) رواه الإمام أحمد في مسنده (19/76)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/44)، والدارمي (2/323).
( [43]) رواه الترمذي (1988) وأحمد (5/53 و 158و 228 و 236).
( [44]) حاشية ابن عابدين المسماة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار ج1 ص 31.
( [45]) حاشية الطحاوي على مراقي الفلارح شرح نور الإيضاح ص 70 -71 .
( [46]) الهدية العلانية ، علاء الدين عابدين ص 315.
( [47]) شرح الجوهرة للباجوري ص 120 – 122 .
( [48]) رواه مسلم (263) والترمذي (1998) مطولا.
( [49]) النصرة النبوية للشيخ مصطفى إسماعيل لمدني على هامش شرح الرائية للفاسي، ص 26.
( [50]) الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية للعلامة ابن عجيبة على هامش شرح الحكم لابن عجيبة ج1 ص 105.
( [51]) البرهان المؤيد ص 63.
( [52]) سورة التوبة الآية (119).
( [53]) النصرة النبوية على هامش شرح الرائية للفاسي ص 26.
( [54]) إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ص 7.
مواضيع مماثلة
» أهمية التصوف
» أهمية التصوف و اقوال العلاماء في هذه الاهمية
» أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
» أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي وقصة عتق ثويبة
» أقوال الأئمه عن التصوف
» أهمية التصوف و اقوال العلاماء في هذه الاهمية
» أقوال العلماء عن الأشاعرة والماتريدية
» أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي وقصة عتق ثويبة
» أقوال الأئمه عن التصوف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى