كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله وأصلي على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وبعد ..
محمد بن عبد الوهاب النجدي من الشخصيات الدينية التي عاشت في القرن الثاني عشر والتالي، وأثرت حركته في نجد وما حولها، وهو اليوم إمام لطائفة إسلامية تعرف بـ(الوهابية) نسبة إليه ..
بقلم الازهري (( منتدى الأزهريين))
هل كان محمد بن عبد الوهاب داعية إصلاح وتجديد؟ أم كان مشعل فتنة شقت عصا المسلمين؟
إذا كنا بصدد تعديل أو تجريح لأي شخصية إسلامية فالمرجع المهم الصحيح الأول هو شهادات أعلام عصره، تماما كما هي قواعد علم الجرح والتعديل، وقد كنت برهة من الدهر معظما لابن عبد الوهاب متوهما أن الثناء عليه كلمة إجماع، حتى رأيت من يذمه، وقد قرأت كثيرا لمعاصرين ومستشرقين يمدحونه ويثنون عليه فملت معهم رغبة في حسن الظن، ورأيت أكثر المثنين هم من المستشرقين ـ ولا يخفى أن شهاداتهم مجروحة ـ ثم نجد شهادات لبعض المتأخرين عن الحقبة الوهابية الحقيقية من العلماء ممن أحسنوا الظن بها أمثال رشيد رضا ومحمود شكري الآلوسي وبهجة الأثري وغيرهم ..
لكن في المقابل لا يجوز إهمال شهادات الأئمة الأعلام المعاصرين للدعوة الوهابية فإنهم أولى من يؤخذ بقولهم وتدرس شهاداتهم ..
فلما رأيت كلام أعلام القرن الثاني عشر المعاصرين له على غير قولنا، تتبعت شهاداتهم فاجتمع لدي كم لا بأس به يفيد في الجملة أن جمهور أعلام القرن الثاني عشر على تجريحه وذمه وأنه كان مشعل فتنة لا مجددا ولا داعية إصلاح ..
ومع ما سنذكره من أقوال هؤلاء الأعلام نرى أن المسألة ليست من قطعيات الدين، وإنما نرى أنها في مصاف قطعيات التاريخ والواقع، وما ستقرؤه في شهادات هؤلاء الأعلام مما يقر به قدماء مؤرخي الوهابية أنفسهم كابن غنام وابن بشر ومشاهير أعلام الوهابية ..
أحمد الله وأصلي على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وبعد ..
محمد بن عبد الوهاب النجدي من الشخصيات الدينية التي عاشت في القرن الثاني عشر والتالي، وأثرت حركته في نجد وما حولها، وهو اليوم إمام لطائفة إسلامية تعرف بـ(الوهابية) نسبة إليه ..
بقلم الازهري (( منتدى الأزهريين))
هل كان محمد بن عبد الوهاب داعية إصلاح وتجديد؟ أم كان مشعل فتنة شقت عصا المسلمين؟
إذا كنا بصدد تعديل أو تجريح لأي شخصية إسلامية فالمرجع المهم الصحيح الأول هو شهادات أعلام عصره، تماما كما هي قواعد علم الجرح والتعديل، وقد كنت برهة من الدهر معظما لابن عبد الوهاب متوهما أن الثناء عليه كلمة إجماع، حتى رأيت من يذمه، وقد قرأت كثيرا لمعاصرين ومستشرقين يمدحونه ويثنون عليه فملت معهم رغبة في حسن الظن، ورأيت أكثر المثنين هم من المستشرقين ـ ولا يخفى أن شهاداتهم مجروحة ـ ثم نجد شهادات لبعض المتأخرين عن الحقبة الوهابية الحقيقية من العلماء ممن أحسنوا الظن بها أمثال رشيد رضا ومحمود شكري الآلوسي وبهجة الأثري وغيرهم ..
لكن في المقابل لا يجوز إهمال شهادات الأئمة الأعلام المعاصرين للدعوة الوهابية فإنهم أولى من يؤخذ بقولهم وتدرس شهاداتهم ..
فلما رأيت كلام أعلام القرن الثاني عشر المعاصرين له على غير قولنا، تتبعت شهاداتهم فاجتمع لدي كم لا بأس به يفيد في الجملة أن جمهور أعلام القرن الثاني عشر على تجريحه وذمه وأنه كان مشعل فتنة لا مجددا ولا داعية إصلاح ..
ومع ما سنذكره من أقوال هؤلاء الأعلام نرى أن المسألة ليست من قطعيات الدين، وإنما نرى أنها في مصاف قطعيات التاريخ والواقع، وما ستقرؤه في شهادات هؤلاء الأعلام مما يقر به قدماء مؤرخي الوهابية أنفسهم كابن غنام وابن بشر ومشاهير أعلام الوهابية ..
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
1 ـ شهادة أمير المؤمنين السلطان محمود خان الأول العثماني
(( أمر إلى أمير مكة الأمير مسعود دام سعده
.. لقد ظهر شخص سيء المذهب في العيينة ، وهي إحدى قرى نجد في جهة الشرق وقام بإصدار اجتهادات باطلة ومخالفة للمذاهب الأربعة ونشر الضلالة والترغيب بها ، وبناء على إعلامكم إيانا واقتراحكم السابق فإن عليكم المبادرة إلى زجر وتهديد المفسد المذكور وأتباعه بمقتضى الشرع المطهر ، وإمالتهم إلى طريق الصواب ، أما إذا أصروا على ملعنتهم فإن عليكم إقامة وتنفيذ الحدود الإلهية الواجبة شرعا ، وقد أصدرت إليكم يا شريف مكة المشار إليه أمري هذا خطابا ، ولما كنتم قد أبلغتم الدولة العلية في كتبكم الواردة إلى دار السعادة بحاجتكم إلى الإمدادات والمعونات بسبب تمكن الملحد من كسب سكان تلك المناطق إلى جانبه بكل الحيل بحيث لم يعد ممكنا التقرب من تلك الأطراف فإن التقاعس بخصوص هذا الشخص المذكور [ محمد بن عبدالوهاب ] سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى القوت أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور؛ لقد صدر أمر السلطاني بخصوص سيركم ضد الشخص المذكور واستئصاله ، وإن أيذاءهم بسيف الشريعة وتطهير الأراضي المقدسة [ منهم ] يعتبر عقوبة (( سياست )) لهم وواجبا يفرضه الدين، ولأجل تسديد مصاريف رواتب ومؤن العساكر الذين ستقومون بتسجيلهم لهذه المهمة فقد أنعمت عليكم بمبلغ 25 كيس رومي من الإقجات من إرسالية مصر لسنة 1163هـ .. )) اهـ المقصود.
وشهادة السلطان هذه عبارة عن رسالة بعث بها إلى شريف مكة الأمير مسعود معنونة حسب التوثيق بالتالي:
( هذا كتاب سلطاني من أمير المؤمنين السلطان محمود خان الأول العثماني إلى شريف مكة وأميرها الأمير مسعود ) :
وهي من محفوظات أرشيف رئاسة الوزراء ـ وثائق الداخلية تصنيف جودت ـ الرقم 6716 أواسط شوال 1164هـ .
ويراجع في ذلك كتاب: (أمراء مكة المكرمة في العهد العثماني) للمؤرخ إسماعيل حقي أوزون جارشلي ص139.
ونستنتج من خلال هذه الوثيقة أن دولة الخلافة كانت تنظر إلى محمد بن عبدالوهاب وطائفته على أنها طائفة مبتدعة خارجة عن الدولة.
كانت الوثيقة السابقة قد صدرت في بداية الدعوة الوهابية واستفحالها، لكن الحركة نجحت في المقاومة من التاريخ المذكور سنة 1163هـ إلى 1229هـ أي استمر الوهابية على خروجهم على الدولة طيلة 66 سنة قد ابتليت دولة الخلافة العثمانية إبانها بثورات وتمردات على حدودها، وابتليت بظهور نابليون بونابرت واحتلال الفرنسيس لمصر، فلم يدع ذلك كله مجالا للدولة في خلال هذه الفترة الطويلة لتكلف أعباء أكبر فأهملت شأن الوهابية حتى استفحل أمرهم باحتلالهم للحجاز، واستسلم لهم شريف مكة الأمير ( غالب ) وصانعهم ليقروه فأقروه، فما كان من دولة الخلافة إلا أن أمرت باشا مصر وذلك بعد رحيل الفرنسيين منها بأن يخرج الوهابية من الحجاز ويقضي على دعوتهم ، وبما أن الشريف غالب أمير مكة كان قد صانعهم فقد أصدر الخليفة ( محمود الثاني ) قرارا بعزله وأوكل ذلك إلى الباشا محمد علي الذي كان يريد إعدامه فكتب الخليفة بكتاب إلى محمد علي ينهاه عن إعدامه جاء فيه :
(( بناء على إبلاغي من قبل أحد رجالكم وهو نائبكم في العاصمة ( قابو كتخداي ) بعزل أمير مكة المكرمة الشريف غالب بن مساعد ونصب أحد الشرفاء محله .. وطبقا للبيان السامي الصادر بهذا الخصوص لا يجوز إجراء معاملة إعدام الشريف الموما إليه .
إن أخذ وحبس ونفي ( الشريف غالب ) ونصب من هو الأصلح والأرشد من السلالة الطاهرة محله ليس معلقا على إذن من اسطنبول فقد صدر أمر سابقا بترك الأمر لكم .. )) اهـ .
المصدر : أرشيف رئاسة الوزراء دفتر الخفايا ـ الرقم 3 ، ص48 في 28 ـ ca جمادى سنة 1228هـ .
(( أمر إلى أمير مكة الأمير مسعود دام سعده
.. لقد ظهر شخص سيء المذهب في العيينة ، وهي إحدى قرى نجد في جهة الشرق وقام بإصدار اجتهادات باطلة ومخالفة للمذاهب الأربعة ونشر الضلالة والترغيب بها ، وبناء على إعلامكم إيانا واقتراحكم السابق فإن عليكم المبادرة إلى زجر وتهديد المفسد المذكور وأتباعه بمقتضى الشرع المطهر ، وإمالتهم إلى طريق الصواب ، أما إذا أصروا على ملعنتهم فإن عليكم إقامة وتنفيذ الحدود الإلهية الواجبة شرعا ، وقد أصدرت إليكم يا شريف مكة المشار إليه أمري هذا خطابا ، ولما كنتم قد أبلغتم الدولة العلية في كتبكم الواردة إلى دار السعادة بحاجتكم إلى الإمدادات والمعونات بسبب تمكن الملحد من كسب سكان تلك المناطق إلى جانبه بكل الحيل بحيث لم يعد ممكنا التقرب من تلك الأطراف فإن التقاعس بخصوص هذا الشخص المذكور [ محمد بن عبدالوهاب ] سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى القوت أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور؛ لقد صدر أمر السلطاني بخصوص سيركم ضد الشخص المذكور واستئصاله ، وإن أيذاءهم بسيف الشريعة وتطهير الأراضي المقدسة [ منهم ] يعتبر عقوبة (( سياست )) لهم وواجبا يفرضه الدين، ولأجل تسديد مصاريف رواتب ومؤن العساكر الذين ستقومون بتسجيلهم لهذه المهمة فقد أنعمت عليكم بمبلغ 25 كيس رومي من الإقجات من إرسالية مصر لسنة 1163هـ .. )) اهـ المقصود.
وشهادة السلطان هذه عبارة عن رسالة بعث بها إلى شريف مكة الأمير مسعود معنونة حسب التوثيق بالتالي:
( هذا كتاب سلطاني من أمير المؤمنين السلطان محمود خان الأول العثماني إلى شريف مكة وأميرها الأمير مسعود ) :
وهي من محفوظات أرشيف رئاسة الوزراء ـ وثائق الداخلية تصنيف جودت ـ الرقم 6716 أواسط شوال 1164هـ .
ويراجع في ذلك كتاب: (أمراء مكة المكرمة في العهد العثماني) للمؤرخ إسماعيل حقي أوزون جارشلي ص139.
ونستنتج من خلال هذه الوثيقة أن دولة الخلافة كانت تنظر إلى محمد بن عبدالوهاب وطائفته على أنها طائفة مبتدعة خارجة عن الدولة.
كانت الوثيقة السابقة قد صدرت في بداية الدعوة الوهابية واستفحالها، لكن الحركة نجحت في المقاومة من التاريخ المذكور سنة 1163هـ إلى 1229هـ أي استمر الوهابية على خروجهم على الدولة طيلة 66 سنة قد ابتليت دولة الخلافة العثمانية إبانها بثورات وتمردات على حدودها، وابتليت بظهور نابليون بونابرت واحتلال الفرنسيس لمصر، فلم يدع ذلك كله مجالا للدولة في خلال هذه الفترة الطويلة لتكلف أعباء أكبر فأهملت شأن الوهابية حتى استفحل أمرهم باحتلالهم للحجاز، واستسلم لهم شريف مكة الأمير ( غالب ) وصانعهم ليقروه فأقروه، فما كان من دولة الخلافة إلا أن أمرت باشا مصر وذلك بعد رحيل الفرنسيين منها بأن يخرج الوهابية من الحجاز ويقضي على دعوتهم ، وبما أن الشريف غالب أمير مكة كان قد صانعهم فقد أصدر الخليفة ( محمود الثاني ) قرارا بعزله وأوكل ذلك إلى الباشا محمد علي الذي كان يريد إعدامه فكتب الخليفة بكتاب إلى محمد علي ينهاه عن إعدامه جاء فيه :
(( بناء على إبلاغي من قبل أحد رجالكم وهو نائبكم في العاصمة ( قابو كتخداي ) بعزل أمير مكة المكرمة الشريف غالب بن مساعد ونصب أحد الشرفاء محله .. وطبقا للبيان السامي الصادر بهذا الخصوص لا يجوز إجراء معاملة إعدام الشريف الموما إليه .
إن أخذ وحبس ونفي ( الشريف غالب ) ونصب من هو الأصلح والأرشد من السلالة الطاهرة محله ليس معلقا على إذن من اسطنبول فقد صدر أمر سابقا بترك الأمر لكم .. )) اهـ .
المصدر : أرشيف رئاسة الوزراء دفتر الخفايا ـ الرقم 3 ، ص48 في 28 ـ ca جمادى سنة 1228هـ .
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وبعد تولية الوالي الجديد وهو الشريف يحيى كتب الخليفة العثماني السلطان محمود الثاني كتابا إلى والي مكة الجديد الشريف ( يحي بن سرور بن مساعد ) يخاطبه فيها ، وهذه هي وثيقتنا الثانية :
2 ـ شهادة أمير المؤمنين السلطان محمود خان الثاني العثماني
(( ... أصبح معلوما لدى جنابنا السلطاني بأن سلفكم أمير مكة السابق الشريف غالب بن مساعد قد سلك مسلكا يخالف مقتضيات الإمارة إضافة إلى طمعه وتقاعسه وبصورة خاصة عدم وقوفه بحزم ضد الخارجيين [الوهابية] .. إن عزل الموما إليه من منصب الإمارة وانتخاب ونصب أحد الشرفاء المحترمين محله يرجع إلى والي مصر في الوقت الحاضر ، إن محمد على باشا دام جلاله مكلف بواسطة فرمان عالي بالنظر في تسوية الأمور الحجازية ، وبمقتضى ذلك بادر ( محمد علي باشا ) بعد وصوله إلى البلد المنيف إلى عزل الموماى إليه الشريف غالب بن مساعد من منصب الإمارة وأرسله على مصر ، ولما كنت أنت ( أيها الشريف يحيى ) معروفا بحسن السيرة بين الشرفاء فإن الوزير المشار إليه ( أي محمد علي باشا ) قد انتخب جنابكم باتفاق آراء العلماء والشرفاء ومعرفتهم لمنصب الإمارة ومسند الشرافة ، واستنادا إلى ما كتبه واقترحه الوزير المشار إليه فقد وجهت إليك إمارة مكة المكرمة بموجب البيان السامي الذي أصدرته .. )) اهـ .
عنوان هذه الوثيقة في المراجع: ( خطاب الخليفة العثماني ( محمود الثاني ) الموجه إلى شريف مكة الجديد الشريف (يحي ابن سرور)
المصدر : نامة همايون دفتري ، الرقم 10 ، ص165.
ومن خلالها يظهر بوضوح كيف كانت نظرة الخلافة العثمانية طيلة هذه السنوات للحركة الوهابية.
2 ـ شهادة أمير المؤمنين السلطان محمود خان الثاني العثماني
(( ... أصبح معلوما لدى جنابنا السلطاني بأن سلفكم أمير مكة السابق الشريف غالب بن مساعد قد سلك مسلكا يخالف مقتضيات الإمارة إضافة إلى طمعه وتقاعسه وبصورة خاصة عدم وقوفه بحزم ضد الخارجيين [الوهابية] .. إن عزل الموما إليه من منصب الإمارة وانتخاب ونصب أحد الشرفاء المحترمين محله يرجع إلى والي مصر في الوقت الحاضر ، إن محمد على باشا دام جلاله مكلف بواسطة فرمان عالي بالنظر في تسوية الأمور الحجازية ، وبمقتضى ذلك بادر ( محمد علي باشا ) بعد وصوله إلى البلد المنيف إلى عزل الموماى إليه الشريف غالب بن مساعد من منصب الإمارة وأرسله على مصر ، ولما كنت أنت ( أيها الشريف يحيى ) معروفا بحسن السيرة بين الشرفاء فإن الوزير المشار إليه ( أي محمد علي باشا ) قد انتخب جنابكم باتفاق آراء العلماء والشرفاء ومعرفتهم لمنصب الإمارة ومسند الشرافة ، واستنادا إلى ما كتبه واقترحه الوزير المشار إليه فقد وجهت إليك إمارة مكة المكرمة بموجب البيان السامي الذي أصدرته .. )) اهـ .
عنوان هذه الوثيقة في المراجع: ( خطاب الخليفة العثماني ( محمود الثاني ) الموجه إلى شريف مكة الجديد الشريف (يحي ابن سرور)
المصدر : نامة همايون دفتري ، الرقم 10 ، ص165.
ومن خلالها يظهر بوضوح كيف كانت نظرة الخلافة العثمانية طيلة هذه السنوات للحركة الوهابية.
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
3 ـ ( العلامة محمد بن إسماعيل بن صلاح المعروف بالأمير الصنعاني مؤلف ( سبل السلام ) المتوفى سنة 1182هـ )
لما ظهرت دعوة محمد بن عبد الوهاب كتب الأمير الصنعاني إليه بالقصيدة الشهيرة المسجلة في ديوانه يمدحه بها سنة 1163هـ مطلعها :
سلام على نجد ومن حل في نجد :::::::::::: وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي .
وانتظر الجواب، ولكن الجواب لم يصل، ووصلت وفود نجد وبعض علمائها يخبرون بحقيقة مذهبه، فتراجع الصنعاني عن مدحه، بعد أن طارت القصيدة في كل البلاد، وبعد أن غضب العلماء على الصنعاني وردوا عليه وبينوا له حقيقة مذهب ابن عبد الوهاب، فكتب قصيدة أخرى تراجع فيها عن مدحه الأول ثم شرحها في ( إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب ) أو ( النشر الندي بحقيقة أقوال ابن عبدالوهاب النجدي ) وسميت أيضا بـ( محو الحوبة في شرح أبيات التوبة ) وهي مشهورة عند أهل اليمن يعرفها صغار طلبة العلم، وقد ذكر الشوكاني شيئا منها في الدر النضيد، وهي مسجلة في هجر العلم ومعاقله للقاضي الأكوع، ومسجلة في الوشي المرقوم للقنوجي ومعروفة لا نحتاج إلى الإطالة في ذكرها، قال الصنعاني ما نصه :
(( لما بلغت هذه الأبيات نجدا وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها إلى أهل نجد رجل عالم يسمى مربد بن أحمد التميمي ، كان وصوله في شهر صفر سنة 1170هـ ، وأقام لدينا ثمانية أشهر ، وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه ، وفارقنا في عشرين شوال سنة 1170هـ راجعا إلى وطنه عن طريق الحجاز مع الحجاج ، وكان من تلاميذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها .
وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبدالرحمن النجدي ، ووصف لنا من حال محمد بن عبدالوهاب أشياء أنكرناها من سفكه للدماء ، ونهبه للأموال ، وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال ، وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار ، فبقينا نتردد في ما نقله الشيخ عبدالرحمن حتى وصل الشيخ مربد ، وله نباهة ، وأوصل بعض رسائل ابن عبدالوهاب التي جمعها في وجه تكفيره أهل الإيمان وقتلهم ونهبهم ، وحقق لنا من أحواله وأقواله وأفعاله ، فرأينا أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا ، ولم يمعن النظر ، ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ، ويدله على العلوم النافعة ، ويفقهه فيها ، بل طالع بعضا من مؤلفات أبي العباس بن تيمية ، ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية ، وقلدهما من غير إتقان ، مع أنهما يحرمان التقليد.
ولما حقق لنا أحواله ، ورأينا في الرسائل أقواله ، وذكر لنا أنه عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهناها إليه ، وأنه يتعين علينا نقض ما قدمناه ، وحل ما أبرمناه ، وكانت أبياتنا قد طارت كل مطار ، وبلغت غالب الأقطار ، وأتتنا فيها جوابات من مكة المشرفة ومن البصرة وغيرهما ، إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف ، ولما أخذ علينا الشيخ مربد ذلك تعين علينا الرجوع لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور التي ارتكبها ابن عبدالوهاب المذكور ، كتبت أبياتا وشرحتها ، وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية لأنهما عمدة الحنابلة ، وهذه نماذج من الأبيات :
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي :::::::: فقد صح لي فيه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرا وقلت عسى عسى ::::::::: نجد ناصحا يهدي الأنام ويستهدي
فقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا ::::::::: وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد :::::::::: فحقق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل :::::::::::::: يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة :::::::::::::: تراها كبيت العنكبوت لمن يهدي
تجارى على إجرا دما كل مسلم ::::::::::::: مصل مزك لا يحول عن العهد
وقد جاءنا عن ربنا في ( براءة ) ::::::::::::: براءتهم عن كل كفر وعن جحد
وإخواننا سماهم الله فاستمع :::::::::::::: لقول الإله الواحد الصمد الفرد
وقد قال خير المرسلين نهيت عن ::::::::::::: فما باله لا ينتهي الرجل النجدي
وقال لهم : لا ما أقاموا الصلاة في ::::::::::::: أناس أتوا كل القبائح عن قصد
أبن لي ، أبن لي لم سفكت دماءهم ؟ ::::::::::::: ولم ذا نهبت المال قصدا على عمد ؟
وقد عصموا هذا وهذا بقول لا :::::::::::::: إله سوى الله المهيمن ذي المجد
إلى أن قال :
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من :::::::::::::: تجاريك في قتل لمن كان في نجد
فإنهم قد تابعوك على الهدى :::::::::::::::: ولم يجعلوا لله في الدين من ند
وقد هجروا ما كان من بدع ومن :::::::::::::: عبادة من حل المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة :::::::::::::: خف الله واحذر ما تسر وما تبدي
وعامل عباد الله باللطف وادعهم :::::::::::::: إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
ورد عيهم ما سلبت فإنه :::::::::::::::::: حرام ولا تغتر بالعز والجد
ولا بأناس حسنوا لك ما أتوا :::::::::::::: غما همهم إلا الأثاث من النقد
يريدون نهب المسلمين وأخذ ما ::::::::::::::: بأيديهم من غير خوف ولا حد
إلى أن قال :
وتكفير أهل الأرض لست أقوله ::::::::::::: كما قلته لا عن دليل به تهدي
وها أنا أبرا من فعالك في الورى ::::::::::::: فما أنت في هذا مصيب ولا مهدي
ودونكها مني نصيحة مشفق :::::::::::::: عليك عسى تهدي لهذا وتستهدي
وتغلق أبواب الغلو جميعه :::::::::::::: وتأتي الأمور الصالحات على قصد
وهذا نظامي جاء والله حجة :::::::::::::: عليك فقابل بالقبول الذي أبدي
وهي واضحة كما ترى في شهادته على الحركة الوهابية بما يعرفه عنها الناس من التكفير العام والقتل، والحاصل أن من يستشهد بالقصيدة الأولى التي مدح الصنعاني فيها محمد بن عبدالوهاب وترك الثانية التي فيها الرجوع ، فهو كمن احتج بالمنسوخ وترك الناسخ، ونحن كنا نعرف قصيدة المدح فنكثر من ذكرها ثم عرفنا أن الصنعاني رجع عنها، وبعض الوهابية يشككون فيها وبعضهم يثبتها، والتشكيك فيها لا معنى له فهي ثابتة عنه وقد نقل الشوكاني منها وبين حقيقتها في كتابه (الدر النضيد)، وهي موجودة لها نسخ مخطوطة كثيرة.
تنبيه:
كان كثير من الوهابية يشككون في صحة نسبة القصيدة المرجوع فيها إلى الصنعاني، لكنها ثابتة، وإلى صحتها مال المحققون من الوهابية بعدما طالعوا الأدلة ومنها نقل كبار ثقاة أصحاب الصنعاني لقصيدته هذه وعزوهم إياها إليه، ومنهم الشوكاني ومن سيأتي ذكرهم، وقد قال البسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ما نصه:
((كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه ..))اهـ.
ولهذه القصيدة نسخ كثيرة مخطوطة بخطوط مختلفة، وهي مسجلة في ديوان الصنعاني كذلك، حتى وصلت بعض هذه النسخ إلى الهند ووقعت إلى صديق حسن خان وغيره، وهي موجودة الآن في هجر العلم المطبوع للقاضي الأكوع فلتنظر، ومن يجادل في هذا الآن فمن الجهال لا شك في هذا.
__________________
لما ظهرت دعوة محمد بن عبد الوهاب كتب الأمير الصنعاني إليه بالقصيدة الشهيرة المسجلة في ديوانه يمدحه بها سنة 1163هـ مطلعها :
سلام على نجد ومن حل في نجد :::::::::::: وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي .
وانتظر الجواب، ولكن الجواب لم يصل، ووصلت وفود نجد وبعض علمائها يخبرون بحقيقة مذهبه، فتراجع الصنعاني عن مدحه، بعد أن طارت القصيدة في كل البلاد، وبعد أن غضب العلماء على الصنعاني وردوا عليه وبينوا له حقيقة مذهب ابن عبد الوهاب، فكتب قصيدة أخرى تراجع فيها عن مدحه الأول ثم شرحها في ( إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب ) أو ( النشر الندي بحقيقة أقوال ابن عبدالوهاب النجدي ) وسميت أيضا بـ( محو الحوبة في شرح أبيات التوبة ) وهي مشهورة عند أهل اليمن يعرفها صغار طلبة العلم، وقد ذكر الشوكاني شيئا منها في الدر النضيد، وهي مسجلة في هجر العلم ومعاقله للقاضي الأكوع، ومسجلة في الوشي المرقوم للقنوجي ومعروفة لا نحتاج إلى الإطالة في ذكرها، قال الصنعاني ما نصه :
(( لما بلغت هذه الأبيات نجدا وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها إلى أهل نجد رجل عالم يسمى مربد بن أحمد التميمي ، كان وصوله في شهر صفر سنة 1170هـ ، وأقام لدينا ثمانية أشهر ، وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه ، وفارقنا في عشرين شوال سنة 1170هـ راجعا إلى وطنه عن طريق الحجاز مع الحجاج ، وكان من تلاميذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها .
وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبدالرحمن النجدي ، ووصف لنا من حال محمد بن عبدالوهاب أشياء أنكرناها من سفكه للدماء ، ونهبه للأموال ، وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال ، وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار ، فبقينا نتردد في ما نقله الشيخ عبدالرحمن حتى وصل الشيخ مربد ، وله نباهة ، وأوصل بعض رسائل ابن عبدالوهاب التي جمعها في وجه تكفيره أهل الإيمان وقتلهم ونهبهم ، وحقق لنا من أحواله وأقواله وأفعاله ، فرأينا أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا ، ولم يمعن النظر ، ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ، ويدله على العلوم النافعة ، ويفقهه فيها ، بل طالع بعضا من مؤلفات أبي العباس بن تيمية ، ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية ، وقلدهما من غير إتقان ، مع أنهما يحرمان التقليد.
ولما حقق لنا أحواله ، ورأينا في الرسائل أقواله ، وذكر لنا أنه عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهناها إليه ، وأنه يتعين علينا نقض ما قدمناه ، وحل ما أبرمناه ، وكانت أبياتنا قد طارت كل مطار ، وبلغت غالب الأقطار ، وأتتنا فيها جوابات من مكة المشرفة ومن البصرة وغيرهما ، إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف ، ولما أخذ علينا الشيخ مربد ذلك تعين علينا الرجوع لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور التي ارتكبها ابن عبدالوهاب المذكور ، كتبت أبياتا وشرحتها ، وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه ابن تيمية لأنهما عمدة الحنابلة ، وهذه نماذج من الأبيات :
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي :::::::: فقد صح لي فيه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرا وقلت عسى عسى ::::::::: نجد ناصحا يهدي الأنام ويستهدي
فقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا ::::::::: وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد :::::::::: فحقق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل :::::::::::::: يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة :::::::::::::: تراها كبيت العنكبوت لمن يهدي
تجارى على إجرا دما كل مسلم ::::::::::::: مصل مزك لا يحول عن العهد
وقد جاءنا عن ربنا في ( براءة ) ::::::::::::: براءتهم عن كل كفر وعن جحد
وإخواننا سماهم الله فاستمع :::::::::::::: لقول الإله الواحد الصمد الفرد
وقد قال خير المرسلين نهيت عن ::::::::::::: فما باله لا ينتهي الرجل النجدي
وقال لهم : لا ما أقاموا الصلاة في ::::::::::::: أناس أتوا كل القبائح عن قصد
أبن لي ، أبن لي لم سفكت دماءهم ؟ ::::::::::::: ولم ذا نهبت المال قصدا على عمد ؟
وقد عصموا هذا وهذا بقول لا :::::::::::::: إله سوى الله المهيمن ذي المجد
إلى أن قال :
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من :::::::::::::: تجاريك في قتل لمن كان في نجد
فإنهم قد تابعوك على الهدى :::::::::::::::: ولم يجعلوا لله في الدين من ند
وقد هجروا ما كان من بدع ومن :::::::::::::: عبادة من حل المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة :::::::::::::: خف الله واحذر ما تسر وما تبدي
وعامل عباد الله باللطف وادعهم :::::::::::::: إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
ورد عيهم ما سلبت فإنه :::::::::::::::::: حرام ولا تغتر بالعز والجد
ولا بأناس حسنوا لك ما أتوا :::::::::::::: غما همهم إلا الأثاث من النقد
يريدون نهب المسلمين وأخذ ما ::::::::::::::: بأيديهم من غير خوف ولا حد
إلى أن قال :
وتكفير أهل الأرض لست أقوله ::::::::::::: كما قلته لا عن دليل به تهدي
وها أنا أبرا من فعالك في الورى ::::::::::::: فما أنت في هذا مصيب ولا مهدي
ودونكها مني نصيحة مشفق :::::::::::::: عليك عسى تهدي لهذا وتستهدي
وتغلق أبواب الغلو جميعه :::::::::::::: وتأتي الأمور الصالحات على قصد
وهذا نظامي جاء والله حجة :::::::::::::: عليك فقابل بالقبول الذي أبدي
وهي واضحة كما ترى في شهادته على الحركة الوهابية بما يعرفه عنها الناس من التكفير العام والقتل، والحاصل أن من يستشهد بالقصيدة الأولى التي مدح الصنعاني فيها محمد بن عبدالوهاب وترك الثانية التي فيها الرجوع ، فهو كمن احتج بالمنسوخ وترك الناسخ، ونحن كنا نعرف قصيدة المدح فنكثر من ذكرها ثم عرفنا أن الصنعاني رجع عنها، وبعض الوهابية يشككون فيها وبعضهم يثبتها، والتشكيك فيها لا معنى له فهي ثابتة عنه وقد نقل الشوكاني منها وبين حقيقتها في كتابه (الدر النضيد)، وهي موجودة لها نسخ مخطوطة كثيرة.
تنبيه:
كان كثير من الوهابية يشككون في صحة نسبة القصيدة المرجوع فيها إلى الصنعاني، لكنها ثابتة، وإلى صحتها مال المحققون من الوهابية بعدما طالعوا الأدلة ومنها نقل كبار ثقاة أصحاب الصنعاني لقصيدته هذه وعزوهم إياها إليه، ومنهم الشوكاني ومن سيأتي ذكرهم، وقد قال البسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ما نصه:
((كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه ..))اهـ.
ولهذه القصيدة نسخ كثيرة مخطوطة بخطوط مختلفة، وهي مسجلة في ديوان الصنعاني كذلك، حتى وصلت بعض هذه النسخ إلى الهند ووقعت إلى صديق حسن خان وغيره، وهي موجودة الآن في هجر العلم المطبوع للقاضي الأكوع فلتنظر، ومن يجادل في هذا الآن فمن الجهال لا شك في هذا.
__________________
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
قبل أن نمضي قدما ههنا أمر لابد من ذكره، وهو أن ثمة شهادة مهمة لا بد أن نلفت النظر إليها، وهي ما سجله الصنعاني في شهادته حيث أن الصنعاني قال:
(وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد ..) فمن هو الشيخ مربد هذا؟؟
4 ـ شهادة الشيخ العلامة مربد التميمي الحنبلي المستشهد سنة 1171هـ .
هو الشيخ العلامة مربد بن أحمد بن عمر الوهيبي التميمي نسبا الحريملي بلدا، من سكان حريملاء، قرأ على علماء نجد ثم رحل إلى الشام وطلب العلم هناك ثم عاد، ولما ظهر محمد بن عبد الوهاب رد عليه الشيخ مربد وناظره، ورحل الشيخ مربد إلى اليمن خصوصا لتحصيل بعض الكتب لتحرير مسائل وقعت بينه وبين ابن عبد الوهاب، ولما رجع الشيخ مربد ولم يكن في صف الوهابية انتهى أمره إلى أن قتلوه، يقول الصنعاني في شرح قصيدته:
((الشيخ مربد بن أحمد التميمي رجل من أهل نجد، له معرفة، حنبلي المذهب، قد هاجر إلى دمشق ثلاث سنين)) اهـ.
ونقل عبد الله بن عيسى الصنعاني في (السيف الهندي) من خط عبد القادر بن أحمد الكوكباني تلميذ الصنعاني قوله:
((وفي ذي القعدة سنة 1170هـ وصل إلينا العلامة الفاضل مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الحريملي ..))اهـ.
وهذا العالم مترجم في علماء نجد في ثمانية قرون، قال عنه:
((فهرب الشيخ مربد من حريملاء، فلما وصل بلدة رغبة أمسكه أمير رغبة علي الجريس وقتله وذلك عام 1171هـ ..))اهـ. وهو منقول من عنوان المجد لابن بشر، وعلي الجريس المذكور هو من أمراء الوهابية.
وقد تقدم كلام الشيخ مربد عن ابن عبد الوهاب فيما نقله الصنعاني، وتبين أن الشيخ مربد وأمثاله بما بينوه وبما حملوه إلى اليمن من مصنفات ابن عبد الوهاب ورسائله كان السبب في رجوع الصنعاني عن مدح ابن عبد الوهاب، فهذه شهادة تضاف إلى الشهادات المتقدمة.
(وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد ..) فمن هو الشيخ مربد هذا؟؟
4 ـ شهادة الشيخ العلامة مربد التميمي الحنبلي المستشهد سنة 1171هـ .
هو الشيخ العلامة مربد بن أحمد بن عمر الوهيبي التميمي نسبا الحريملي بلدا، من سكان حريملاء، قرأ على علماء نجد ثم رحل إلى الشام وطلب العلم هناك ثم عاد، ولما ظهر محمد بن عبد الوهاب رد عليه الشيخ مربد وناظره، ورحل الشيخ مربد إلى اليمن خصوصا لتحصيل بعض الكتب لتحرير مسائل وقعت بينه وبين ابن عبد الوهاب، ولما رجع الشيخ مربد ولم يكن في صف الوهابية انتهى أمره إلى أن قتلوه، يقول الصنعاني في شرح قصيدته:
((الشيخ مربد بن أحمد التميمي رجل من أهل نجد، له معرفة، حنبلي المذهب، قد هاجر إلى دمشق ثلاث سنين)) اهـ.
ونقل عبد الله بن عيسى الصنعاني في (السيف الهندي) من خط عبد القادر بن أحمد الكوكباني تلميذ الصنعاني قوله:
((وفي ذي القعدة سنة 1170هـ وصل إلينا العلامة الفاضل مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الحريملي ..))اهـ.
وهذا العالم مترجم في علماء نجد في ثمانية قرون، قال عنه:
((فهرب الشيخ مربد من حريملاء، فلما وصل بلدة رغبة أمسكه أمير رغبة علي الجريس وقتله وذلك عام 1171هـ ..))اهـ. وهو منقول من عنوان المجد لابن بشر، وعلي الجريس المذكور هو من أمراء الوهابية.
وقد تقدم كلام الشيخ مربد عن ابن عبد الوهاب فيما نقله الصنعاني، وتبين أن الشيخ مربد وأمثاله بما بينوه وبما حملوه إلى اليمن من مصنفات ابن عبد الوهاب ورسائله كان السبب في رجوع الصنعاني عن مدح ابن عبد الوهاب، فهذه شهادة تضاف إلى الشهادات المتقدمة.
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
5 ـ شهادة العلامة عبدالقادر بن أحمد بن ناصر الكوكباني الصنعاني المتوفي سنة 1207هـ .
هذا الرجل هو أشهر شيوخ الشوكاني على الإطلاق ، كما أنه أشهر تلاميذ الأمير الصنعاني، وقد ترجمه الشوكاني في ( البدر الطالع ) 1 / 360 بترجمة طنانة رنانة، وعظمه جدا، ووصفه بقوله : (( شيخنا الإمام المحدث الحافظ المسند المجتهد المطلق .. )) وبالغ في إطرائه للغاية فارجع إلى الترجمة المذكورة تر ذلك.
وقد نقل صديق حسن خان القنوجي الهندي في ( الوشي المرقوم ) 3 / 196 عن العلامة عبدالله بن عيسى الصنعاني ـ الآتية شهادته ـ أنه قال في ( السيف الهندي ) ما نصه: ونقلت من خط العلامة وجيه الإسلام عبدالقادر بن أحمد بن ناصر ما صورته :
(( في ذي القعدة سنة 1170هـ سنةوصل إلينا الشيخ الفاضل مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الحريملي نسبة إلى حريملاء بلد قرب سدوس أول بلاد اليمامة من جهة الغرب ، وكان وصوله إلى اليمن لطلب تحقيق مسألة جرت بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب في تكفير من دعا الأولياء ، والشيخ يكفر من فعل ذلك ومن شك في كفره ويجاهد من خالفه ، وكان سبب وصوله إلى اليمن أنه سمع قصيدة لشيخنا السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير كتبها إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وللشيخ مربد عليها جواب صغير ، ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط )) اهـ كلام العلامة عبدالقادر الكوكباني ، قال عبدالله بن عيسى الصنعاني : (( فهذا مذهب إمامي ذلك الزمان في تحقيق مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي من قبل أن يولد أكثر هذه الطبقة التي نحن فيها )) قال القنوجي : (( انتهى حاصله ثم رد في هذه الرسالة عليه بعض عقائده ومسائله )) اهـ
هذا الرجل هو أشهر شيوخ الشوكاني على الإطلاق ، كما أنه أشهر تلاميذ الأمير الصنعاني، وقد ترجمه الشوكاني في ( البدر الطالع ) 1 / 360 بترجمة طنانة رنانة، وعظمه جدا، ووصفه بقوله : (( شيخنا الإمام المحدث الحافظ المسند المجتهد المطلق .. )) وبالغ في إطرائه للغاية فارجع إلى الترجمة المذكورة تر ذلك.
وقد نقل صديق حسن خان القنوجي الهندي في ( الوشي المرقوم ) 3 / 196 عن العلامة عبدالله بن عيسى الصنعاني ـ الآتية شهادته ـ أنه قال في ( السيف الهندي ) ما نصه: ونقلت من خط العلامة وجيه الإسلام عبدالقادر بن أحمد بن ناصر ما صورته :
(( في ذي القعدة سنة 1170هـ سنةوصل إلينا الشيخ الفاضل مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الحريملي نسبة إلى حريملاء بلد قرب سدوس أول بلاد اليمامة من جهة الغرب ، وكان وصوله إلى اليمن لطلب تحقيق مسألة جرت بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب في تكفير من دعا الأولياء ، والشيخ يكفر من فعل ذلك ومن شك في كفره ويجاهد من خالفه ، وكان سبب وصوله إلى اليمن أنه سمع قصيدة لشيخنا السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير كتبها إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وللشيخ مربد عليها جواب صغير ، ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط )) اهـ كلام العلامة عبدالقادر الكوكباني ، قال عبدالله بن عيسى الصنعاني : (( فهذا مذهب إمامي ذلك الزمان في تحقيق مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي من قبل أن يولد أكثر هذه الطبقة التي نحن فيها )) قال القنوجي : (( انتهى حاصله ثم رد في هذه الرسالة عليه بعض عقائده ومسائله )) اهـ
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
6 ـ شهادة قاضي قضاة القطر اليماني محمد بن على الشوكاني مؤلف نيل الأوطار المتوفى سنة 1250هـ
من الضروري عن قبل الاسترسال أن أبين أن الشوكاني مر بمراحل من حياته تبدلت فيها بعض آرائه، فمثلا كان الشوكاني قد ألف في كفر ابن عربي وأتباعه من الصوفية، ثم إنه بعد 40 سنة تراجع عن هذا التكفير وسجله على مخطوطة كتابه، وسجله كذلك في البدر الطالع، فلهذا نعتقد أنه تذبذب في حكمه على الوهابية أيضا، فقد عاصر الشوكاني حياة ابن عبدالوهاب في آخرها ، وتأثر بدعوته شيئا ما، لأنه هو نفسه كان من كبار الناقمين على الغلو في المقبورين، وفي ديوانه قصيدة في مدح ابن عبد الوهاب ! ولكنه مع هذا لم يترجم لابن عبدالوهاب في تاريخه (البدر الطالع) مع أنه ترجم لكثير من الأعلام من معاصريه !! وهذا يثير عدة تساؤلات، هل ترجم الشوكاني لابن عبد الوهاب فحذفت الترجمة من المطبوع؟ أو ترجمه مادحا ثم حذفها هو متراجعا كما تراجع شيخ شيوخه الصنعاني؟ أو لم يترجمه أصلا بسبب ما يثار حوله؟ وهذا الأخير ما نرجحه، لأنه أشار إلى بعض الأحداث المهمة في تراجم متفرقة من كتبه، وأوسع كلام له في هذه المسألة ما ذكره في كتابه (البدر الطالع) في ترجمة الشريف غالب، وقد كان الشوكاني يحيل دوما إلى هذا الموضع أعني ترجمة الشريف غالب لمن أراد التفصيل، مما يرجح أنه لم يترجم لابن عبد الوهاب في البدر الطالع بترجمة خاصة وإلا لأحال عليها، لذا أنقل الآن منه ما يفهم منه رأي الشوكاني مع ملاحظة أنه كتب الترجمة في وقت مبكر قبل توغل جيوش سعود بن عبدالعزيز في القطر اليمني، ذلك التوغل الذي أتاح للشوكاني المزيد من المعلومات حول الوهابية، قال رحمه الله في ترجمة (السيد غالب بن مساعد شريف مكة ) من كتابه ( البدر الطالع ) ط مكتبة ابن تيمية ـ القاهرة ـ ج2/ص8 وهو يتكلم عن عبدالعزيز بن سعود الكبير ما نصه :
(( … فقد سمعنا أنه قد استولى على بلاد الحسا والقطيف وبلاد الدواسر وغالب بلاد الحجاز ، ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام ، ودخل في طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز وصعدة غالبهم ، إما رغبة وإما رهبة ، وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا ولا يقومون بشيء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على ما في لفظهم بها من عوج ، وبالجملة فكانوا جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها، ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها ، ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلا تحت دولة صاحب نجد وممتثلا لأوامره خارج عن الإسلام !!! ولقد أخبرني أمير حجاج اليمن السيد محمد بن حسين المراجل الكبسي أن جماعة منهم خاطبوه هو ومن معه من حجاج اليمن بأنهم كفار !!! وأنهم غير معذورين عن الوصول إلى صاحب نجد لينظر في إسلامهم !!! فما تخلصوا منه إلا بجهد جهيد ، وقد صارت جيوش صاحب نجد في بلاد يام وفي بلاد السراة المجاورين لبلاد أبي عريش ومن تبعه من هذه الأجناس اغتبط بمتابعته وقاتل من يجاوره من الخارجين عن طاعته فبهذا السبب صار معظم تلك البلاد راجعا إليه وتبلغنا عنه أخبار الله أعلم بصحتها ، من ذلك أنه يستحل دم من استغاث بغير الله من نبي أو ولي !!! وغير ذلك ... ومن جملة ما يبلغنا عن صاحب نجد أنه يستحل سفك دم من لم يحضر الصلاة في جماعة !!! وهذ إن صح غير مناسب لقانون الشرع … وتبلغ أمور غير هذه الله أعلم بصحتها ، وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج !! وما أظن ذلك صحيحا فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من محمد بن عبدالوهاب، وكان حنبليا ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما ، وهما أشد الناس على معتقدي الأموات ، وقد رأيت كتابا من صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات أجاب به على بعض أهل العلم وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده فرأيت جوابه مشتملا على اعتقاد حسن موافق للكتاب والسنة ، فالله أعلم بحقيقة الحال ، وأما أهل مكة فصاروا يكفرونه ويطلقون عليه اسم الكافر … )) اهـ المقصود منه .
يلاحظ هنا أن الشوكاني لا يحمل الكثير من المعلومات عن الوهابية، ويعتمد في كثير من كلامه على الظنون والسماعات والبلاغات، وفيها الحسن والقبيح، ثم لما اقتربت الجيوش وتوغلت أكثر وتواترت أخبارها بحيث تيقنها الشوكاني، علم الشوكاني أنه في خطر وأنه إن فاه بكلمة ضد هذه الدعوة لداسوا بخيولهم في اليوم التالي دار القضاء في صنعاء بلد الشوكاني فاستخدم أسلوب التلطف والإلماح الواضح على كلامه : قال الشوكاني في ( الدواء العاجل في دفع العدو الصائل ) ط مكتبة السنة المحمدية بتحقيق حامد الفقي ص53 ما صورته :
(( .. فكرت في ليلة من الليالي في هذه الفتن التي قد نزلت بأطراف هذا القطر اليمني ، وتأججت نارها وطار شررها ، حتى أصاب كل فرد من ساكنيه منها شواظ ، وأقل ما قد نال من هو بعيد عنها ما صار مشاهدا معلوما من ضيق المعاش ، وتقطع كثير من أسباب الرزق وعقم المكاسب ، حتى ضعفت أموال الناس وتجاراتهم ومكاسبهم ، وأفضى إلى ذهاب كثير من الأملاك ، وعدم نفاق نفائس الأموال ، وحبائس الذخائر ، ومن شك في هذا فلينظر بعين البصيرة حتى يدفع عنه ريب الشك بطمأنينة اليقين .
هذا حال من هو بعيد عنها لم تطحنه بكلكلها ، ولا وطئته بأخفافها ، وأما من قد وفدت عليه وقدمت إليه ، وخبطته بأشواظها ، وطوته بأنيابها ، وأناخت وقرت بناحيته كالقطر اليماني وما جاوره فيالله كم من بحار دم أريقت !!! ومن نفوس أزهقت !!! ومن محارم هتكت !!! ومن أموال أبيحت !!! ومن قرى ومدائن طاحت بها الدوائح ، وصاحت عليها الصوائح بعد أن تعطلت وناحت بعرصاتها المقفرات النوائح ، فلما تصورت هذه الفتنة أكمل تصور ، وإن كانت متقررة عند كل أحد أكمل التقرر ، ضاق ذهني عن تصورها ، فانقلبت إلى النظر في الأسباب الموجبة لنـزول المحن وحلول النقم ، من ساكني هذا القطر اليمني على العموم … )) اهـ .
فانظر إلى هذا الكلام وتمعن كيف سمى هذه الدعوة بالعدو الصائل ، هذا وبعد أن شرح الشوكاني الأسباب من معاص واستهتار بحدود الله ونحو ذلك ، وتكلم على الحلول السريعة التي أهمها الصلح مع الله تعالى ، قال بعد ذلك ص65 ما ألفاظه :
(( .. فقد سلط الله على أهل الإسلام طوائف من عدوهم ، عقوبة لهم ، حيث لم ينتهوا عن المنكرات ، ولم يحرصوا على العمل بالشريعة المطهرة ، كما وقع من تسليط الخوارج في أول الإسلام ، ثم تسليط القرامطة والباطنية بعدهم ، ثم تسليط الترك حتى كادوا يطمسون معالم الإسلام ، وكما يقع كثيرا من تسليط الفرنج ونحوهم ، فاعتبروا يا أولي الأبصار ، إن في هذا لعبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد .. )) اهـ المقصود .
ثم قال ص68 وهو بيت القصيد:
(( … فبهذا يدفع الله الشرور عن البلاد والعباد ، ويحول بينهم وبين من قد صار في بعض أطرافها من الطوائف التي تقاتل عباد الله مقاتلة أهل الشرك المحقق !!! بل يتجاوزون ذلك إلى ما لا يبيحه الشرع !!! كما بلغنا أنهم يقتلون النساء الحوامل والصبيان !!! ويشقون بطون الحوامل !!! فإن الشارع صلى الله عليه وسلم نهى عن مثل هذا وزجر عنه ، ولم يحل للمسلمين أن يقتلوا صبيان المشركين وعجائزهم ونساءهم … )) اهـ المقصود .
فمن هم هؤلاء الذين يتحدث عنهم الشوكاني؟؟ الأمر واضح.
وبعد اقتراب جيوش سعود أكثر وتعرف الشوكاني على ما يقولونه ويفعلونه أكثر كتب بقصيدته هذه إلى سعود يقول له فيها كما في ( هجر العلم ومعاقله في اليمن ) ج4/2270 نقلا عن ديوانه ص161 فمنها :
ولم يتلاعب الأقوام يوما ******** بآراء إلى بدع تقود
وريح الرأي والتقليد فيهم ******* بذاك العصر كان لهاركود
ولو هبت لهب لها أناس ********* يضيق بها المنافذ والنجود
وما قالوا بتكفير لقوم ********** لهم بدع على الإسلام سود
كما كان الخوارج في ابتداع ***** يشيب لها من الإسلام فود
وما قالوا بأن الرفض كفر ****** وبدعته تشق لها الجلود
فكيف يقال : قد كفرت أناس **** يرى لقبورهم حجر وعود ؟؟!!
فإن قالوا أتى أمر صحيح ******* بتسوية القبور فلا جحود
ولكن ذاك ذنب ليس كفرا ***** ولا فسقا فهل في ذا ردود ؟؟
وإلا كان من يعصي بذنب ***** كفورا إن ذا قول شرود
وقد ذهب الخوارج نحو هذا **** وما مثل الخوارج من يقود
وقد خرقوا بذا الإجماع حقا **** وكل العالمين به شهودفإن قلتم قد اعتقدوا قبورا ***** فليس لذا بأرضينا وجود … إلخ الأبيات .
لقد تيقن الشوكاني حينها أن القوم يكفرون بل يذبحون من يخالفهم في قضايا القبور والقباب، ويبالغون في الحكم على المتوسلين والمستغيثين بالشرك ويستحلون دماءهم وأموالهم .. هذا بعد أن كان الشوكاني شاكا مرتابا فصار متيقنا قاطعا، ومن خلال بلاغات الشوكاني ونقولاته نرى أن الصورة المعروفة عن الوهابية لا تختلف عما هو معروف عنها.
تنبيه : عايش الشوكاني هجوم الوهابية على بلاد اليمن وعرف أخبارهم عن قرب، وصار بحيث لا يمكنه غير المصانعة والمداهنة التي هي من مقتضيات السياسة، ولمزيد من ذلك تراجع ترجمة الشريف حمود بن محمد الحسني في (البدر الطالع).
من الضروري عن قبل الاسترسال أن أبين أن الشوكاني مر بمراحل من حياته تبدلت فيها بعض آرائه، فمثلا كان الشوكاني قد ألف في كفر ابن عربي وأتباعه من الصوفية، ثم إنه بعد 40 سنة تراجع عن هذا التكفير وسجله على مخطوطة كتابه، وسجله كذلك في البدر الطالع، فلهذا نعتقد أنه تذبذب في حكمه على الوهابية أيضا، فقد عاصر الشوكاني حياة ابن عبدالوهاب في آخرها ، وتأثر بدعوته شيئا ما، لأنه هو نفسه كان من كبار الناقمين على الغلو في المقبورين، وفي ديوانه قصيدة في مدح ابن عبد الوهاب ! ولكنه مع هذا لم يترجم لابن عبدالوهاب في تاريخه (البدر الطالع) مع أنه ترجم لكثير من الأعلام من معاصريه !! وهذا يثير عدة تساؤلات، هل ترجم الشوكاني لابن عبد الوهاب فحذفت الترجمة من المطبوع؟ أو ترجمه مادحا ثم حذفها هو متراجعا كما تراجع شيخ شيوخه الصنعاني؟ أو لم يترجمه أصلا بسبب ما يثار حوله؟ وهذا الأخير ما نرجحه، لأنه أشار إلى بعض الأحداث المهمة في تراجم متفرقة من كتبه، وأوسع كلام له في هذه المسألة ما ذكره في كتابه (البدر الطالع) في ترجمة الشريف غالب، وقد كان الشوكاني يحيل دوما إلى هذا الموضع أعني ترجمة الشريف غالب لمن أراد التفصيل، مما يرجح أنه لم يترجم لابن عبد الوهاب في البدر الطالع بترجمة خاصة وإلا لأحال عليها، لذا أنقل الآن منه ما يفهم منه رأي الشوكاني مع ملاحظة أنه كتب الترجمة في وقت مبكر قبل توغل جيوش سعود بن عبدالعزيز في القطر اليمني، ذلك التوغل الذي أتاح للشوكاني المزيد من المعلومات حول الوهابية، قال رحمه الله في ترجمة (السيد غالب بن مساعد شريف مكة ) من كتابه ( البدر الطالع ) ط مكتبة ابن تيمية ـ القاهرة ـ ج2/ص8 وهو يتكلم عن عبدالعزيز بن سعود الكبير ما نصه :
(( … فقد سمعنا أنه قد استولى على بلاد الحسا والقطيف وبلاد الدواسر وغالب بلاد الحجاز ، ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام ، ودخل في طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز وصعدة غالبهم ، إما رغبة وإما رهبة ، وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا ولا يقومون بشيء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على ما في لفظهم بها من عوج ، وبالجملة فكانوا جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها، ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها ، ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلا تحت دولة صاحب نجد وممتثلا لأوامره خارج عن الإسلام !!! ولقد أخبرني أمير حجاج اليمن السيد محمد بن حسين المراجل الكبسي أن جماعة منهم خاطبوه هو ومن معه من حجاج اليمن بأنهم كفار !!! وأنهم غير معذورين عن الوصول إلى صاحب نجد لينظر في إسلامهم !!! فما تخلصوا منه إلا بجهد جهيد ، وقد صارت جيوش صاحب نجد في بلاد يام وفي بلاد السراة المجاورين لبلاد أبي عريش ومن تبعه من هذه الأجناس اغتبط بمتابعته وقاتل من يجاوره من الخارجين عن طاعته فبهذا السبب صار معظم تلك البلاد راجعا إليه وتبلغنا عنه أخبار الله أعلم بصحتها ، من ذلك أنه يستحل دم من استغاث بغير الله من نبي أو ولي !!! وغير ذلك ... ومن جملة ما يبلغنا عن صاحب نجد أنه يستحل سفك دم من لم يحضر الصلاة في جماعة !!! وهذ إن صح غير مناسب لقانون الشرع … وتبلغ أمور غير هذه الله أعلم بصحتها ، وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج !! وما أظن ذلك صحيحا فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من محمد بن عبدالوهاب، وكان حنبليا ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما ، وهما أشد الناس على معتقدي الأموات ، وقد رأيت كتابا من صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات أجاب به على بعض أهل العلم وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده فرأيت جوابه مشتملا على اعتقاد حسن موافق للكتاب والسنة ، فالله أعلم بحقيقة الحال ، وأما أهل مكة فصاروا يكفرونه ويطلقون عليه اسم الكافر … )) اهـ المقصود منه .
يلاحظ هنا أن الشوكاني لا يحمل الكثير من المعلومات عن الوهابية، ويعتمد في كثير من كلامه على الظنون والسماعات والبلاغات، وفيها الحسن والقبيح، ثم لما اقتربت الجيوش وتوغلت أكثر وتواترت أخبارها بحيث تيقنها الشوكاني، علم الشوكاني أنه في خطر وأنه إن فاه بكلمة ضد هذه الدعوة لداسوا بخيولهم في اليوم التالي دار القضاء في صنعاء بلد الشوكاني فاستخدم أسلوب التلطف والإلماح الواضح على كلامه : قال الشوكاني في ( الدواء العاجل في دفع العدو الصائل ) ط مكتبة السنة المحمدية بتحقيق حامد الفقي ص53 ما صورته :
(( .. فكرت في ليلة من الليالي في هذه الفتن التي قد نزلت بأطراف هذا القطر اليمني ، وتأججت نارها وطار شررها ، حتى أصاب كل فرد من ساكنيه منها شواظ ، وأقل ما قد نال من هو بعيد عنها ما صار مشاهدا معلوما من ضيق المعاش ، وتقطع كثير من أسباب الرزق وعقم المكاسب ، حتى ضعفت أموال الناس وتجاراتهم ومكاسبهم ، وأفضى إلى ذهاب كثير من الأملاك ، وعدم نفاق نفائس الأموال ، وحبائس الذخائر ، ومن شك في هذا فلينظر بعين البصيرة حتى يدفع عنه ريب الشك بطمأنينة اليقين .
هذا حال من هو بعيد عنها لم تطحنه بكلكلها ، ولا وطئته بأخفافها ، وأما من قد وفدت عليه وقدمت إليه ، وخبطته بأشواظها ، وطوته بأنيابها ، وأناخت وقرت بناحيته كالقطر اليماني وما جاوره فيالله كم من بحار دم أريقت !!! ومن نفوس أزهقت !!! ومن محارم هتكت !!! ومن أموال أبيحت !!! ومن قرى ومدائن طاحت بها الدوائح ، وصاحت عليها الصوائح بعد أن تعطلت وناحت بعرصاتها المقفرات النوائح ، فلما تصورت هذه الفتنة أكمل تصور ، وإن كانت متقررة عند كل أحد أكمل التقرر ، ضاق ذهني عن تصورها ، فانقلبت إلى النظر في الأسباب الموجبة لنـزول المحن وحلول النقم ، من ساكني هذا القطر اليمني على العموم … )) اهـ .
فانظر إلى هذا الكلام وتمعن كيف سمى هذه الدعوة بالعدو الصائل ، هذا وبعد أن شرح الشوكاني الأسباب من معاص واستهتار بحدود الله ونحو ذلك ، وتكلم على الحلول السريعة التي أهمها الصلح مع الله تعالى ، قال بعد ذلك ص65 ما ألفاظه :
(( .. فقد سلط الله على أهل الإسلام طوائف من عدوهم ، عقوبة لهم ، حيث لم ينتهوا عن المنكرات ، ولم يحرصوا على العمل بالشريعة المطهرة ، كما وقع من تسليط الخوارج في أول الإسلام ، ثم تسليط القرامطة والباطنية بعدهم ، ثم تسليط الترك حتى كادوا يطمسون معالم الإسلام ، وكما يقع كثيرا من تسليط الفرنج ونحوهم ، فاعتبروا يا أولي الأبصار ، إن في هذا لعبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد .. )) اهـ المقصود .
ثم قال ص68 وهو بيت القصيد:
(( … فبهذا يدفع الله الشرور عن البلاد والعباد ، ويحول بينهم وبين من قد صار في بعض أطرافها من الطوائف التي تقاتل عباد الله مقاتلة أهل الشرك المحقق !!! بل يتجاوزون ذلك إلى ما لا يبيحه الشرع !!! كما بلغنا أنهم يقتلون النساء الحوامل والصبيان !!! ويشقون بطون الحوامل !!! فإن الشارع صلى الله عليه وسلم نهى عن مثل هذا وزجر عنه ، ولم يحل للمسلمين أن يقتلوا صبيان المشركين وعجائزهم ونساءهم … )) اهـ المقصود .
فمن هم هؤلاء الذين يتحدث عنهم الشوكاني؟؟ الأمر واضح.
وبعد اقتراب جيوش سعود أكثر وتعرف الشوكاني على ما يقولونه ويفعلونه أكثر كتب بقصيدته هذه إلى سعود يقول له فيها كما في ( هجر العلم ومعاقله في اليمن ) ج4/2270 نقلا عن ديوانه ص161 فمنها :
ولم يتلاعب الأقوام يوما ******** بآراء إلى بدع تقود
وريح الرأي والتقليد فيهم ******* بذاك العصر كان لهاركود
ولو هبت لهب لها أناس ********* يضيق بها المنافذ والنجود
وما قالوا بتكفير لقوم ********** لهم بدع على الإسلام سود
كما كان الخوارج في ابتداع ***** يشيب لها من الإسلام فود
وما قالوا بأن الرفض كفر ****** وبدعته تشق لها الجلود
فكيف يقال : قد كفرت أناس **** يرى لقبورهم حجر وعود ؟؟!!
فإن قالوا أتى أمر صحيح ******* بتسوية القبور فلا جحود
ولكن ذاك ذنب ليس كفرا ***** ولا فسقا فهل في ذا ردود ؟؟
وإلا كان من يعصي بذنب ***** كفورا إن ذا قول شرود
وقد ذهب الخوارج نحو هذا **** وما مثل الخوارج من يقود
وقد خرقوا بذا الإجماع حقا **** وكل العالمين به شهودفإن قلتم قد اعتقدوا قبورا ***** فليس لذا بأرضينا وجود … إلخ الأبيات .
لقد تيقن الشوكاني حينها أن القوم يكفرون بل يذبحون من يخالفهم في قضايا القبور والقباب، ويبالغون في الحكم على المتوسلين والمستغيثين بالشرك ويستحلون دماءهم وأموالهم .. هذا بعد أن كان الشوكاني شاكا مرتابا فصار متيقنا قاطعا، ومن خلال بلاغات الشوكاني ونقولاته نرى أن الصورة المعروفة عن الوهابية لا تختلف عما هو معروف عنها.
تنبيه : عايش الشوكاني هجوم الوهابية على بلاد اليمن وعرف أخبارهم عن قرب، وصار بحيث لا يمكنه غير المصانعة والمداهنة التي هي من مقتضيات السياسة، ولمزيد من ذلك تراجع ترجمة الشريف حمود بن محمد الحسني في (البدر الطالع).
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
7 ـ شهادة العلامة القاضي المؤرخ الكبير الحسن بن أحمد بن عبد الله الضمدي الملقب بعاكش المتوفى سنة 1289هـ.
ترجم لهذا العلامة الوشلي في (نشر الثناء الحسن) وحلاه بقوله : ((العلامة الإمام علم الأئمة الأعلام حسن بن أحمد بن عبد الله الضمدي ..)) اهـ وطول ترجمته، ونقل عن الشوكاني في (البدر الطالع) قوله عنه ـ وهو من تلاميذه ـ : ((وهو قوي الفهم جيد الذهن بارع الذكاء عارف بكثير من فنون العلم، أديب له شعر جيد كتب إلي منه قصيدة ..))اهـ. ولهذا العلامة المؤرخ الكبير ترجمة جيدة مطولة في (نيل الوطر) وغيره، ومؤلفاته في التاريخ دالة على طول باعه وسيلان يراعه، ولهذا العلامة رسالة صغيرة سجل فيها ما جرى بين الوهابية وبين السيد ـ الآتي ذكره ـ أحمد بن إدريس المغربي ثم اليمني من مناظرة، طبعت هذه الرسالة عن نسخة من خط العلامة السنوسي الشهير، وقد جاء في كلام عاكش في ذكر عبد الله بن سرور ـ أحد الوهابية ـ قوله:
((وهذا الفقيه عبد الله بن سرور من حفاظ كتاب الله العزيز، وكان قد أخذ عن علماء تهامة شيئا من العلوم ولازم السيد حسن بن خالد مدة وقرأ عليه، ولكنه لم يكن له من الإدراك ما يميز به بين المعلوم والموهوم، واتخذ بلاد عسير وطنا، ودان بمعتقد الطائفة النجدية في إطلاق لفظ الشرك الأكبر على جميع الأمة المحمدية من غير تفرقة بين الموحد منهم والمشرك الذي يعتقد النفع والضر في غير الله تعالى، وقد صدر من أمرائهم المتقدمين وقائع مختلفة بسبب هذا الاعتقاد، سالت بها سيول من الدماء في هذا الفطر التهامي، مما هو مسطور في تواريخ علماء اليمن، ومعلوم بالتواتر لمن عقل لأنه ليس بالعهد من قدم ..))اهـ.
فهذه شهادته إذا ضممناها إلى ما تقدم من كلام الشوكاني وغيره اتضحت لك الصورة أكثر فأكثر.
تنبيه: ما نقله المؤرخ الوشلي من البدر الطالع لم أجده في النسخة المطبوعة لدي ـ وهي من مطبوعات مكتبة ابن تيمية في القاهرة التي جربنا عليها تزويرات سابقة ـ وهذا النص أحد مجموعة نصوص نسبت إلى البدر الطالع وليست في المطبوع !! منها نصوص نسبها الشيخ الكوثري إلى البدر الطالع وليست فيه! فمن كانت لديه طبعات أخرى فلينظر فيها مشكورا.
ترجم لهذا العلامة الوشلي في (نشر الثناء الحسن) وحلاه بقوله : ((العلامة الإمام علم الأئمة الأعلام حسن بن أحمد بن عبد الله الضمدي ..)) اهـ وطول ترجمته، ونقل عن الشوكاني في (البدر الطالع) قوله عنه ـ وهو من تلاميذه ـ : ((وهو قوي الفهم جيد الذهن بارع الذكاء عارف بكثير من فنون العلم، أديب له شعر جيد كتب إلي منه قصيدة ..))اهـ. ولهذا العلامة المؤرخ الكبير ترجمة جيدة مطولة في (نيل الوطر) وغيره، ومؤلفاته في التاريخ دالة على طول باعه وسيلان يراعه، ولهذا العلامة رسالة صغيرة سجل فيها ما جرى بين الوهابية وبين السيد ـ الآتي ذكره ـ أحمد بن إدريس المغربي ثم اليمني من مناظرة، طبعت هذه الرسالة عن نسخة من خط العلامة السنوسي الشهير، وقد جاء في كلام عاكش في ذكر عبد الله بن سرور ـ أحد الوهابية ـ قوله:
((وهذا الفقيه عبد الله بن سرور من حفاظ كتاب الله العزيز، وكان قد أخذ عن علماء تهامة شيئا من العلوم ولازم السيد حسن بن خالد مدة وقرأ عليه، ولكنه لم يكن له من الإدراك ما يميز به بين المعلوم والموهوم، واتخذ بلاد عسير وطنا، ودان بمعتقد الطائفة النجدية في إطلاق لفظ الشرك الأكبر على جميع الأمة المحمدية من غير تفرقة بين الموحد منهم والمشرك الذي يعتقد النفع والضر في غير الله تعالى، وقد صدر من أمرائهم المتقدمين وقائع مختلفة بسبب هذا الاعتقاد، سالت بها سيول من الدماء في هذا الفطر التهامي، مما هو مسطور في تواريخ علماء اليمن، ومعلوم بالتواتر لمن عقل لأنه ليس بالعهد من قدم ..))اهـ.
فهذه شهادته إذا ضممناها إلى ما تقدم من كلام الشوكاني وغيره اتضحت لك الصورة أكثر فأكثر.
تنبيه: ما نقله المؤرخ الوشلي من البدر الطالع لم أجده في النسخة المطبوعة لدي ـ وهي من مطبوعات مكتبة ابن تيمية في القاهرة التي جربنا عليها تزويرات سابقة ـ وهذا النص أحد مجموعة نصوص نسبت إلى البدر الطالع وليست في المطبوع !! منها نصوص نسبها الشيخ الكوثري إلى البدر الطالع وليست فيه! فمن كانت لديه طبعات أخرى فلينظر فيها مشكورا.
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
8 ـ شهادة العلامة العارف بالله أحمد بن إدريس المغربي العرايشي ثم اليمني المتوفى سنة 1253هـ,.
هذا العلم مشهور جدا، مذكور بالإمامة والتقدم وممدوح بمدائح وثناءات لا سيما من أهل القطر اليماني في عدة كتب، منها (النفس اليماني) للأهدل، و(الديباج الخسرواني) لعاكش الماضي ذكره، و(التاج المكلل) لصديق حسن، و(أبجد العلوم) له أيضا و(شجرة النور الزكية) لمخلوف و(جامع كرامات الأولياء) للنبهاني، وغيرها من الكتب، بل أفرد عدد من أهل العلم ترجمته بالتأليف ..
وقد كان هذا العلم من بابة الشوكاني في دعوى الاجتهاد ونبذ التقليد مع الأدب الجم مع العلماء، ولما سيطرت الجيوش الوهابية على بعض النواحي اليمنية وشاع هناك ذكر السيد ابن إدريس قصده الوهابية للمناظرة، وقد سجلها العلامة عاكش الضمدي الماضي ذكره، وذكر فيها أن الوهابية ناظروا السيد المذكور وعظموا عنده ابن عبد الوهاب، ووصفوه بمجدد الإسلام، فكان من رده عليهم في قوله وشهادته أن قال عن ابن عبد الوهاب كما في رسالة المناظرة المومى إليها:
((لا ننكر فضله، ولا مقصده الصالح فيما صنع، وقد أزال بدعا وحوادث، ولكن شاب تلك الدعوة بالغلو، وكفر من لا يعتقد في غير الله تعالى من أهل الإسلام، واستباح دماءهم وأموالهم بلا حجة ..))اهـ.
ولابن إدريس كلام آخر قد نتعرض له في آخر رسالتنا هذه، أم الآن فلنا شهادة ابن إدريس هذه الناصة على أن ابن عبد الوهاب غلا فكفر المسلمين واستباح الدماء والأموال بلا حجة.
هذا العلم مشهور جدا، مذكور بالإمامة والتقدم وممدوح بمدائح وثناءات لا سيما من أهل القطر اليماني في عدة كتب، منها (النفس اليماني) للأهدل، و(الديباج الخسرواني) لعاكش الماضي ذكره، و(التاج المكلل) لصديق حسن، و(أبجد العلوم) له أيضا و(شجرة النور الزكية) لمخلوف و(جامع كرامات الأولياء) للنبهاني، وغيرها من الكتب، بل أفرد عدد من أهل العلم ترجمته بالتأليف ..
وقد كان هذا العلم من بابة الشوكاني في دعوى الاجتهاد ونبذ التقليد مع الأدب الجم مع العلماء، ولما سيطرت الجيوش الوهابية على بعض النواحي اليمنية وشاع هناك ذكر السيد ابن إدريس قصده الوهابية للمناظرة، وقد سجلها العلامة عاكش الضمدي الماضي ذكره، وذكر فيها أن الوهابية ناظروا السيد المذكور وعظموا عنده ابن عبد الوهاب، ووصفوه بمجدد الإسلام، فكان من رده عليهم في قوله وشهادته أن قال عن ابن عبد الوهاب كما في رسالة المناظرة المومى إليها:
((لا ننكر فضله، ولا مقصده الصالح فيما صنع، وقد أزال بدعا وحوادث، ولكن شاب تلك الدعوة بالغلو، وكفر من لا يعتقد في غير الله تعالى من أهل الإسلام، واستباح دماءهم وأموالهم بلا حجة ..))اهـ.
ولابن إدريس كلام آخر قد نتعرض له في آخر رسالتنا هذه، أم الآن فلنا شهادة ابن إدريس هذه الناصة على أن ابن عبد الوهاب غلا فكفر المسلمين واستباح الدماء والأموال بلا حجة.
رد: كلام العلماء في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
9 ـ شهادة العلامة السيد علوي بن أحمد الحداد المتوفى سنة 1232هـ
هو علوي بن أحمد بن حسن بن الإمام العلامة الشهير عبد الله بن علوي الحداد الحسيني الحضرمي الشافعي، ترجمته في كتب منها : (تاريخ الشعراء الحضرميين) و(نيل الوطر) و(الروض الأغن) وغيرها، وصفه السقاف في تاريخ الشعراء بقوله: ((علامة خصب المواهب واسع المدارك، موفور العلوم والفنون، إلى صيت ذائع ..))اهـ. ومؤلفاته كثيرة أشهرها (مصباح الأنام) في الرد على الوهابية، مشحون بالفوائد، وهو أهم مصادر العلامة أحمد زيني دحلان في كتابه الدرر السنية فقد أكثر من النقل عنه، بل هو من أهم الكتب في هذا الباب، وله أيضا (السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر) وغيرها .. وكتابه مصباح الأنام هذا مطبوع باسم (مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام) وتاريخ تأليفه 1216هـ أي في وقت مبكر من تاريخ الدعوة الوهابية، ونصوص هذا العلامة في الحكم على هذه الدعوة الوهابية كثيرة جدا لا تحصى، فمن شاء استيعاب بعضها راجع كتابه المذكور هذا، وأما نحن هنا فيكفينا عنوان كتابه للدلالة على مضمونه، ولكن لا بأس بالإشارة إلى شيء ينبيك عما وراءه.
قال العلامة المذكور في أول كتابه : ((لما سافرنا من حضرموت إلى عمان ورأينا من الثقاة من ينقل إلينا من البدع العظيمة من النجدي صاحب الدرعية، وأجبنا عما سئلنا عنه بكتاب سميناه السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر .. ثم إني رأيت وسمعت بأمور عظيمة من البدعي النجدي حدثت في بلدان عمان وذلك لموت العلماء بها، وبقي من لا يسمع لكلامه قليلون وبدا الدين غريبا وسيعود كما بدأ ..))اهـ.
وقال أيضا يعدد مستشنع أقوال ابن عبد الوهاب: ((ومن ذلك وهو أعظمها أنه كان يكفر جميع الناس من ستمائة سنة ومن لا يتبعه وإن كانوا من أتقى المتقين، فيسميهم مشركين، ويستحل دماءهم وأموالهم، ويثبت الإيمان لكل من تبعه وإن كان من أفسق الفاسقين، وغاية شبهته في نسبة الشرك إلى غير أتباعه ـ وهي التي بنى عليها أساس بدعته وزندقته وجميع قبائحه ـ أنه ادعى أنهم يعظمون مشاهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومشاهد الأولياء نفعنا الله بهم تعظيما بليغا ..))اهـ.
وكلامه كثير جدا في هذا الباب لا يمكن حصره هنا، وسيكون هذا الكتاب مصدرا لعدد من النصوص والشهادات التي سنذكرها بعد إن شاء الله تعالى.
هو علوي بن أحمد بن حسن بن الإمام العلامة الشهير عبد الله بن علوي الحداد الحسيني الحضرمي الشافعي، ترجمته في كتب منها : (تاريخ الشعراء الحضرميين) و(نيل الوطر) و(الروض الأغن) وغيرها، وصفه السقاف في تاريخ الشعراء بقوله: ((علامة خصب المواهب واسع المدارك، موفور العلوم والفنون، إلى صيت ذائع ..))اهـ. ومؤلفاته كثيرة أشهرها (مصباح الأنام) في الرد على الوهابية، مشحون بالفوائد، وهو أهم مصادر العلامة أحمد زيني دحلان في كتابه الدرر السنية فقد أكثر من النقل عنه، بل هو من أهم الكتب في هذا الباب، وله أيضا (السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر) وغيرها .. وكتابه مصباح الأنام هذا مطبوع باسم (مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام) وتاريخ تأليفه 1216هـ أي في وقت مبكر من تاريخ الدعوة الوهابية، ونصوص هذا العلامة في الحكم على هذه الدعوة الوهابية كثيرة جدا لا تحصى، فمن شاء استيعاب بعضها راجع كتابه المذكور هذا، وأما نحن هنا فيكفينا عنوان كتابه للدلالة على مضمونه، ولكن لا بأس بالإشارة إلى شيء ينبيك عما وراءه.
قال العلامة المذكور في أول كتابه : ((لما سافرنا من حضرموت إلى عمان ورأينا من الثقاة من ينقل إلينا من البدع العظيمة من النجدي صاحب الدرعية، وأجبنا عما سئلنا عنه بكتاب سميناه السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر .. ثم إني رأيت وسمعت بأمور عظيمة من البدعي النجدي حدثت في بلدان عمان وذلك لموت العلماء بها، وبقي من لا يسمع لكلامه قليلون وبدا الدين غريبا وسيعود كما بدأ ..))اهـ.
وقال أيضا يعدد مستشنع أقوال ابن عبد الوهاب: ((ومن ذلك وهو أعظمها أنه كان يكفر جميع الناس من ستمائة سنة ومن لا يتبعه وإن كانوا من أتقى المتقين، فيسميهم مشركين، ويستحل دماءهم وأموالهم، ويثبت الإيمان لكل من تبعه وإن كان من أفسق الفاسقين، وغاية شبهته في نسبة الشرك إلى غير أتباعه ـ وهي التي بنى عليها أساس بدعته وزندقته وجميع قبائحه ـ أنه ادعى أنهم يعظمون مشاهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومشاهد الأولياء نفعنا الله بهم تعظيما بليغا ..))اهـ.
وكلامه كثير جدا في هذا الباب لا يمكن حصره هنا، وسيكون هذا الكتاب مصدرا لعدد من النصوص والشهادات التي سنذكرها بعد إن شاء الله تعالى.
مواضيع مماثلة
» اقوال العلماء في محمد بن عبد الوهاب
» نماذج من كلام الشيخ سيدي محمد بن عيسى
» رد الشيخ عمر المحجوب مفتي الديار التونسية على محمد عبد الوهاب
» كلام العلماء في الألباني
» من جوامع كلام الشيخ الهادي بن عيسى قدس الله سره
» نماذج من كلام الشيخ سيدي محمد بن عيسى
» رد الشيخ عمر المحجوب مفتي الديار التونسية على محمد عبد الوهاب
» كلام العلماء في الألباني
» من جوامع كلام الشيخ الهادي بن عيسى قدس الله سره
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى