محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري
محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري
المتوفى (1374هـ-1954م)
اسمه ونسبه:
محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري الأدراري.
تحليته:
***العلامة النّحرير والفقيه الشّهير.
***كان إماما مُقدَّما عارفا زاهدا سخيا متواضعا.
*** المؤرّخ الكبير والقاضي العدل.
***قال عنه محمد العالم البكراوي نزيل المنيعة: إنّه كان عالما بالتّاريخ والأنساب، وفقيها مدقّقا، وباحثا مجتهدا، ونحويّا متضلّعا، وأديبا متمكّنا، ولغويّا قادرا، والحاصل أنّه كان موسوعة علمية بالمعنى الكامل.
تاريخ ومكان الميلاد:
ولد سنة: 1300هـ-1882م بتمنطيط.
شيوخه:
1-عبد الله بن أحمد الحبيب البلبالي.
2- والده عبد الكريم.
3-الشيخ عبد الواحد حفظ عليه القرآن.
تلاميذه:
1-أخوه عبد الحق بن عبد الكريم بن عبد الحق
مؤلفاته:
1-الكواكب البهيّة في المناقب البكرية.
***مخطوط عند الشيخ محمد بالكبير، بمدينة أدرار الجزائر، وتوجد نسخة أخرى بالمكتبة التونسية رقم 5428.
***وتوجد نسخة منه بخطّ المؤلّف، بخزانة القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق، وفي خزانة الشيخ سيدي أحمد ديدي نسخة أيضا بخطّ المؤلف.
قلت: ابتدأه بقوله: "الحمد لله أبدع الإنسان مِن سلالة من طين، قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14] وأشهدُ أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، إله العالمين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله إمام الأنبياء والمرسلين، الذي وُجدَت الأشياء مِن نوره في أحقاب الغابرين، صلى الله عليه وعلى آله الطّاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، ورضي الله تعالى عن سادتنا أصحاب رسول الله أجمعين، وعن الخلفاء الرّاشدين، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التّابعين وتابعي التّابعين، خصوصا منهم الأئمة المجتهدين، وعن سائر العلماء المسلمين، ومَن تبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد: فيقول أفقر الورى إلى مولاه، الغني به عن ما سواه، محمد...".
2-جوهرة المعاني في تعريف ما ثبت لديَّ من علماء الألف الثاني، مخطوط أيضا عند الشيخ بالكبير. وتوجد نسخة منه بخطّ مترجَمنا بخزانة الشيخ سيدي أحمد ديدي.
***ذكره عبد الحميد بكري، في كتابه النّبذة، ضمن قائمة مراجعه، وأفاد أنّه مخطوط بخزانة أحمد ديديّ، وخزانة القاضي سيدي بن عبد الكريم بن عبد الحقّ بتمنطيط.
3-درّة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام، تناول فيها أخبار الفتح العربي للمغرب، مخطوط عند الشيخ محمد بالكبير، أدرار الجامع الأعظم.
*** وذكر الصّديق الحاج أحمد، في قائمة مراجعه في كتابه: التّاريخ الثّقافي: أنّه مخطوط بخزانة أبناء عبد الكبير المطارفة ولاية أدرار.
***ذكره عبد الحميد بكري في كتابه النّبذة ضمن قائمة مراجعه، وأفاد أنّه مخطوط بخزانة أحمد ديدي، وخزانة القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق بتمنطيط.
4- حاشية على شرح السّيوطي لألفية بن مالك، توجد نسخة مخطوطة منه بخزانة القاضي، وأخرى بخطّ آخر بخزانة سيدي أحمد البكري.
5-مرثية رثا بها شيخه عبد الله بن أحمد الحبيب البلبالي، جاء فيها:
شجاني فراق من أسنى فؤادي *** وضقت ذرعا بالذي دهاني
يلاحظني الهوى لمعاني برق *** ونار الشّوق ضاءت بامتحاني
6- له العديد مِن الأشعار والقصائد والتقاييد المفيدة النفيسة.
7- الدّرة البهيّة في الشّجرة البكرية.
***مخطوط ذكره عبد الحميد بكري ضمن قائمة مراجعه، وقال: زاد عليه الحسن بن سعيد، ثم زيادة الحاج محمّد العالم بكراوي، مخطوط بخزانة الشيخ أحمد ديدي بتمنطيط.
وقفات مهمة في حياته:
***تقلّد خطّة القضاء بـ"تيمي" 1351هـ-1932م، بعد وفاة القاضي أبي زيد عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد الحبيب، ولا زال قائما به إلى أن قبضه الله.
***قال الشيخ باي: ومِمَّن عرفته من المشايخ، وجلست معه أثناء زيارتنا لتمنطيط، الشيخ محمد بن عبد الكريم القاضي، وذكر مؤلّفاته: إلى أن قال: ولقد تلاقيت معه مرارا، وآخر ملاقاتي معه في زاوية الرّقاني.
*** هو ابن عمّ أحمد ديدي، وهذا الأخير ولد قبل مترجَمنا بسنة.
***وكانت فترة تولِّيه القضاء من سنة 1354هـ-1935م، إلى غاية سنة 1374 هـ-1954م.
*** نشأ بتمنطيط، وفيها حفظ كتاب الله عز وجل، وشيئا من المنظومات الفقهية والنّحوية، ولَمَّا اشتد عُودُه، وظهرت نجابته، فكّر والده في أمره، وتحيّر في حاله، فما كان منه إلاّ أن أرسله للفقيه سيدي محمّد، والد سيدي الحاج محمد العالم، الساكن بالمنيعة وشاوره في أمر ابنه محمد، هل يرسله في طلب العلم، أمْ يوجّهه لأمر الدّنيا، كي يُعينه فيها، فخاطبه سيدي محمد بقوله: أمّا أمر الدّنيا فيُعينك الله عليه، وأمّا مُشاورتك لي في ولدك فالظّاهر عندي أن توجِّهه نحو طلب العلم والمعرفة، فهو نِعْمَ الزّاد. فأخذ بنصيحته ووجّهه نحو المدينة العامرة، والزّهرة الخالدة كوسام، حيث كان الفقهاء والجهابذة، وتحديدا عند شيخه العالم العلامة سيدي عبد الله بن أحمد الحبيب.
***كان رحمه الله حافظا نابغة، ما عرفت المنطقة أعلم منه ولا أحفظ، فلقد حفظ المختصر والدَّردير في 16 شهرا، وختم ألفية ابن مالك بشروحها في مدّة قصيرة جدّا، حتى كان فقيها نحويا وعالما متبحِّرا، ميسِّرا على العامّة وآخِذا بالأصول من الدّين.
*** كان رحمه الله في كوسام ذلك الطّالب المجتهد، المكدّ المحصّل، والفتَى السميدع، يحفظ كلّ ما سمع؛ بشهادة أقرانه وزملائه، صاحب الفهم الثّاقب.
***وممّا يروى عنه في كوسان أنّ شيخه سيدي عبد الله بن أحمد الحبيب كان بعضُ الأعراب قد وضعوا عنده بعض الأغراض ولكن ضاع بعضها، بفعل فاعل، وحضر أهلها وهُم ألوا بأس وشدّة فتحيّر الشيخ رحمه الله، وبقي على حاله تلك مدّة مِن الزّمن، ولم يخرج حتى لمجلس درسه، فاستغرب الطّلبة لذلك وكان من عادة مُترجَمنا الذّهاب إليه، والجلوس معه، ولكن وجده في حال غير الحال، فسأل عن تغير الشيخ فأجابوه، فما كان منه إلا أن توجه نحو أبيه سيدي عبد الكريم وذكر له حال الشّيخ مع أولئك الأعراب، فقال له: يصبح الصّباح، ويفتح الله، فقال له: يا أبي أريد الفتح الآن، فأرسله إلى الخادم القائم على أموره، وطلب منه الأشياء التي يحتاجها الشيخ، فما طلع الصّبح إلّا وهو في كوسان، ومعه خروف وسَمن، ومقدار مِن المال يقضي حاجة الشيخ وزيادة، فدخل على الشيخ فوجده لا يزال في حاله، فقال له: يا سيدي لقد علِمت بالكائن، وجميع مرغوب هؤلاء وزيادة هو داخل الدّار، فما كان منه إلّا أن وقف مستقبِلا القبلة، وقال: وعظَّمتُ الله وعظّمت الله، وعظّمت الله، لئن كان العلم يؤخذ مِن الرؤوس؛ فإنِّي اعطيه لك مِن رأسك ورجلك، فحمِد الله وشكره، فنال مترجَمُنا ببركة دعاء شيخه العلم وثمرته، وبقي في كوسام مدّة ثماني سنوات، فكان مِن العاملين العالمين، ومِن الزّهاد العابدين، ومِن الأخيار المتّقين.
***أجازه شيخُه سيدي عبد الله البلبالي
***ومِمّا ميز مسيرته في القضاء أنّه كان يميل إلى التّخفيف، ويبتعد عن التّشديد والتّزَمُّت.
***كان يحفظ المختصر والعاصمية والألفية وصحيح البخاري، وغيره من الكتب المعتمدة في الفقه والنّحو، فضلا عن علوم أخرى، كان السّامع يتحيّر من أين له بها.
***كان إذا بدأ مجلس درسه لا يحبّ أن يرى متكاسلا ولا ساهيا، وإنّما حضور معه بالعقل الكامل فكان إذا رأى غير هذا يُلغي المجلس.
***سافر رحمه الله إلى البيت الحرام سنة 1368هـ-1948م، وسافر معه الحاج محمد بَابَا، وهذا الأخير ذكر أنّه لَمَّا وصل مترجَمُنا إلى المدينة المنوّرة؛ ولاحت له أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم سقط مغشيّا عليه، ولَمَّا أفاق قال: صَدَقَ البوصيري لَمَّا قال:
وَذهلنا عند اللّقاء وكم أذهل صَبًّا مِنَ الْحَبِيبِ لِقَاءُ
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي ظهر يوم الأحد 25 مِن ذي الحجّة سنة 1374هـ-1954م بتمنطيط أدرار.
***قبل وفاته دعا ابنه أحمد الحاج، وبحضور الطّالب محمد البداوي، وبدأ لهم سورة يس ولَمَّا أتوا لقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: 58] صعدت رُوحه الشّريفة لبارئها.
ملاحظة:
***ذكر (جعفري ابن أبّ حياته وآثاره ص 318): أنّه توفي سنة 1372هـ-1952م فليحرر ؟؟؟.
المتوفى (1374هـ-1954م)
اسمه ونسبه:
محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري الأدراري.
تحليته:
***العلامة النّحرير والفقيه الشّهير.
***كان إماما مُقدَّما عارفا زاهدا سخيا متواضعا.
*** المؤرّخ الكبير والقاضي العدل.
***قال عنه محمد العالم البكراوي نزيل المنيعة: إنّه كان عالما بالتّاريخ والأنساب، وفقيها مدقّقا، وباحثا مجتهدا، ونحويّا متضلّعا، وأديبا متمكّنا، ولغويّا قادرا، والحاصل أنّه كان موسوعة علمية بالمعنى الكامل.
تاريخ ومكان الميلاد:
ولد سنة: 1300هـ-1882م بتمنطيط.
شيوخه:
1-عبد الله بن أحمد الحبيب البلبالي.
2- والده عبد الكريم.
3-الشيخ عبد الواحد حفظ عليه القرآن.
تلاميذه:
1-أخوه عبد الحق بن عبد الكريم بن عبد الحق
مؤلفاته:
1-الكواكب البهيّة في المناقب البكرية.
***مخطوط عند الشيخ محمد بالكبير، بمدينة أدرار الجزائر، وتوجد نسخة أخرى بالمكتبة التونسية رقم 5428.
***وتوجد نسخة منه بخطّ المؤلّف، بخزانة القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق، وفي خزانة الشيخ سيدي أحمد ديدي نسخة أيضا بخطّ المؤلف.
قلت: ابتدأه بقوله: "الحمد لله أبدع الإنسان مِن سلالة من طين، قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14] وأشهدُ أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، إله العالمين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله إمام الأنبياء والمرسلين، الذي وُجدَت الأشياء مِن نوره في أحقاب الغابرين، صلى الله عليه وعلى آله الطّاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، ورضي الله تعالى عن سادتنا أصحاب رسول الله أجمعين، وعن الخلفاء الرّاشدين، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التّابعين وتابعي التّابعين، خصوصا منهم الأئمة المجتهدين، وعن سائر العلماء المسلمين، ومَن تبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد: فيقول أفقر الورى إلى مولاه، الغني به عن ما سواه، محمد...".
2-جوهرة المعاني في تعريف ما ثبت لديَّ من علماء الألف الثاني، مخطوط أيضا عند الشيخ بالكبير. وتوجد نسخة منه بخطّ مترجَمنا بخزانة الشيخ سيدي أحمد ديدي.
***ذكره عبد الحميد بكري، في كتابه النّبذة، ضمن قائمة مراجعه، وأفاد أنّه مخطوط بخزانة أحمد ديديّ، وخزانة القاضي سيدي بن عبد الكريم بن عبد الحقّ بتمنطيط.
3-درّة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام، تناول فيها أخبار الفتح العربي للمغرب، مخطوط عند الشيخ محمد بالكبير، أدرار الجامع الأعظم.
*** وذكر الصّديق الحاج أحمد، في قائمة مراجعه في كتابه: التّاريخ الثّقافي: أنّه مخطوط بخزانة أبناء عبد الكبير المطارفة ولاية أدرار.
***ذكره عبد الحميد بكري في كتابه النّبذة ضمن قائمة مراجعه، وأفاد أنّه مخطوط بخزانة أحمد ديدي، وخزانة القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق بتمنطيط.
4- حاشية على شرح السّيوطي لألفية بن مالك، توجد نسخة مخطوطة منه بخزانة القاضي، وأخرى بخطّ آخر بخزانة سيدي أحمد البكري.
5-مرثية رثا بها شيخه عبد الله بن أحمد الحبيب البلبالي، جاء فيها:
شجاني فراق من أسنى فؤادي *** وضقت ذرعا بالذي دهاني
يلاحظني الهوى لمعاني برق *** ونار الشّوق ضاءت بامتحاني
6- له العديد مِن الأشعار والقصائد والتقاييد المفيدة النفيسة.
7- الدّرة البهيّة في الشّجرة البكرية.
***مخطوط ذكره عبد الحميد بكري ضمن قائمة مراجعه، وقال: زاد عليه الحسن بن سعيد، ثم زيادة الحاج محمّد العالم بكراوي، مخطوط بخزانة الشيخ أحمد ديدي بتمنطيط.
وقفات مهمة في حياته:
***تقلّد خطّة القضاء بـ"تيمي" 1351هـ-1932م، بعد وفاة القاضي أبي زيد عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد الحبيب، ولا زال قائما به إلى أن قبضه الله.
***قال الشيخ باي: ومِمَّن عرفته من المشايخ، وجلست معه أثناء زيارتنا لتمنطيط، الشيخ محمد بن عبد الكريم القاضي، وذكر مؤلّفاته: إلى أن قال: ولقد تلاقيت معه مرارا، وآخر ملاقاتي معه في زاوية الرّقاني.
*** هو ابن عمّ أحمد ديدي، وهذا الأخير ولد قبل مترجَمنا بسنة.
***وكانت فترة تولِّيه القضاء من سنة 1354هـ-1935م، إلى غاية سنة 1374 هـ-1954م.
*** نشأ بتمنطيط، وفيها حفظ كتاب الله عز وجل، وشيئا من المنظومات الفقهية والنّحوية، ولَمَّا اشتد عُودُه، وظهرت نجابته، فكّر والده في أمره، وتحيّر في حاله، فما كان منه إلاّ أن أرسله للفقيه سيدي محمّد، والد سيدي الحاج محمد العالم، الساكن بالمنيعة وشاوره في أمر ابنه محمد، هل يرسله في طلب العلم، أمْ يوجّهه لأمر الدّنيا، كي يُعينه فيها، فخاطبه سيدي محمد بقوله: أمّا أمر الدّنيا فيُعينك الله عليه، وأمّا مُشاورتك لي في ولدك فالظّاهر عندي أن توجِّهه نحو طلب العلم والمعرفة، فهو نِعْمَ الزّاد. فأخذ بنصيحته ووجّهه نحو المدينة العامرة، والزّهرة الخالدة كوسام، حيث كان الفقهاء والجهابذة، وتحديدا عند شيخه العالم العلامة سيدي عبد الله بن أحمد الحبيب.
***كان رحمه الله حافظا نابغة، ما عرفت المنطقة أعلم منه ولا أحفظ، فلقد حفظ المختصر والدَّردير في 16 شهرا، وختم ألفية ابن مالك بشروحها في مدّة قصيرة جدّا، حتى كان فقيها نحويا وعالما متبحِّرا، ميسِّرا على العامّة وآخِذا بالأصول من الدّين.
*** كان رحمه الله في كوسام ذلك الطّالب المجتهد، المكدّ المحصّل، والفتَى السميدع، يحفظ كلّ ما سمع؛ بشهادة أقرانه وزملائه، صاحب الفهم الثّاقب.
***وممّا يروى عنه في كوسان أنّ شيخه سيدي عبد الله بن أحمد الحبيب كان بعضُ الأعراب قد وضعوا عنده بعض الأغراض ولكن ضاع بعضها، بفعل فاعل، وحضر أهلها وهُم ألوا بأس وشدّة فتحيّر الشيخ رحمه الله، وبقي على حاله تلك مدّة مِن الزّمن، ولم يخرج حتى لمجلس درسه، فاستغرب الطّلبة لذلك وكان من عادة مُترجَمنا الذّهاب إليه، والجلوس معه، ولكن وجده في حال غير الحال، فسأل عن تغير الشيخ فأجابوه، فما كان منه إلا أن توجه نحو أبيه سيدي عبد الكريم وذكر له حال الشّيخ مع أولئك الأعراب، فقال له: يصبح الصّباح، ويفتح الله، فقال له: يا أبي أريد الفتح الآن، فأرسله إلى الخادم القائم على أموره، وطلب منه الأشياء التي يحتاجها الشيخ، فما طلع الصّبح إلّا وهو في كوسان، ومعه خروف وسَمن، ومقدار مِن المال يقضي حاجة الشيخ وزيادة، فدخل على الشيخ فوجده لا يزال في حاله، فقال له: يا سيدي لقد علِمت بالكائن، وجميع مرغوب هؤلاء وزيادة هو داخل الدّار، فما كان منه إلّا أن وقف مستقبِلا القبلة، وقال: وعظَّمتُ الله وعظّمت الله، وعظّمت الله، لئن كان العلم يؤخذ مِن الرؤوس؛ فإنِّي اعطيه لك مِن رأسك ورجلك، فحمِد الله وشكره، فنال مترجَمُنا ببركة دعاء شيخه العلم وثمرته، وبقي في كوسام مدّة ثماني سنوات، فكان مِن العاملين العالمين، ومِن الزّهاد العابدين، ومِن الأخيار المتّقين.
***أجازه شيخُه سيدي عبد الله البلبالي
***ومِمّا ميز مسيرته في القضاء أنّه كان يميل إلى التّخفيف، ويبتعد عن التّشديد والتّزَمُّت.
***كان يحفظ المختصر والعاصمية والألفية وصحيح البخاري، وغيره من الكتب المعتمدة في الفقه والنّحو، فضلا عن علوم أخرى، كان السّامع يتحيّر من أين له بها.
***كان إذا بدأ مجلس درسه لا يحبّ أن يرى متكاسلا ولا ساهيا، وإنّما حضور معه بالعقل الكامل فكان إذا رأى غير هذا يُلغي المجلس.
***سافر رحمه الله إلى البيت الحرام سنة 1368هـ-1948م، وسافر معه الحاج محمد بَابَا، وهذا الأخير ذكر أنّه لَمَّا وصل مترجَمُنا إلى المدينة المنوّرة؛ ولاحت له أنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم سقط مغشيّا عليه، ولَمَّا أفاق قال: صَدَقَ البوصيري لَمَّا قال:
وَذهلنا عند اللّقاء وكم أذهل صَبًّا مِنَ الْحَبِيبِ لِقَاءُ
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي ظهر يوم الأحد 25 مِن ذي الحجّة سنة 1374هـ-1954م بتمنطيط أدرار.
***قبل وفاته دعا ابنه أحمد الحاج، وبحضور الطّالب محمد البداوي، وبدأ لهم سورة يس ولَمَّا أتوا لقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: 58] صعدت رُوحه الشّريفة لبارئها.
ملاحظة:
***ذكر (جعفري ابن أبّ حياته وآثاره ص 318): أنّه توفي سنة 1372هـ-1952م فليحرر ؟؟؟.
مواضيع مماثلة
» عبد الحق بن عبد الكريم بن البكري
» عبد الكريم بن محمد الصالح بن محمد البكري
» محمد البكري بن عبد الكريم
» عبد الله بن محمد بن عبد الكريم البكري
» محمد بن محمد البكري بن عبد الكريم
» عبد الكريم بن محمد الصالح بن محمد البكري
» محمد البكري بن عبد الكريم
» عبد الله بن محمد بن عبد الكريم البكري
» محمد بن محمد البكري بن عبد الكريم
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى