عبد الحق بن عبد الكريم بن البكري
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
عبد الحق بن عبد الكريم بن البكري
عبد الحق بن عبد الكريم بن البكري الملقّب بأبي الفتح الأمريني
المتوفى (1210 هـ-1790م)
اسمه ونسبه:
أبو الفتح عبد الحقّ بن عبد الكريم بن البكري بن عبد الكريم بن محمد الأمريني.
تحليته:
***كان إماما ماهرا في علوم شتى، وكان مِن غرائب الدّهر، فلم يكن في عصره مَن يستحضر الفروع الفقهية مثله، كان كبير القدر وافر الحرمة.
*** الإمام العالم الهمام، عماد دعائم الإسلام، وقدوة العلماء الأعلام، بدر الدين أبو الفتح، كان -رحمه الله- بالحق قائلا، وللحقيقة مائلا، له في تنفيذ الحقّ سَطوة عُمريّة، وشهامة علويّة، لم تُعرف له قطّ صبوة، ولاحُلّت له على غير الطّاعة حبوة، له في ميزان قوانين الشّريعة عزائم، لا تأخذه معها في الله لومة لائم، له همّة نِيطَتْ بالثُّرَيّا، فنالت ماء شراب الحياة فحَيِيَ وأَحْيَى.
تاريخ ومكان الميلاد:
لم أقف عليه.
شيوخه:
1-والده.
2- عبد الرّحمن بن عمر.
3- عمر بن مصطفى الرّقادي الكنتي.
4- عبد الكريم الحاجب ابن عمه سيدي محمّد الصالح.
تلاميذه:
1-ابنه الفقيه السيد عبد الكريم بن عبد الحق.
2-الشيخ عبد الكريم بن سيدي علي.
3-الفقيه الطّالب العابد بن أحمد .
مؤلفاته:
1- لمترجَمِنا مقيّدات نظما ونثرا وملحونا في الصّلاة على النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2-له تآليف صغيرة في علم الأدب ومقيّدات في الفقه والنّحو.
3-له خُطبة مختصرة للنّكاح ونصّها: الحمد لله دائما والصلاة والسلام على رسول الله قائما وقاعدا، أمّا بعد فإن الأمور كلّها بيد الله يُصرِّفها في طرائقها، ويُمضيها في حقائقها، لا مُقدِّم لِمَا أخَّر، ولا مؤخّر لِما قدّم، ولا يجتمع اثنان إلّا بقضاء وقدَر، ولكلّ قضاء قدر، ولكلّ قدر أجل، ولكلّ أجل كتاب، يمحوا الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب، فكان من قضائه وقدره أنّ فلان بن فلان رغب في نكاح فلانة بنت فلان، وفرض لها من الصّداق ما وقع عليه الاتّفاق، فزوّجوا خاطِبَكم، و أنكِحوا راغِبَكُم، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[النور: 32]، أشهدُكُم معشر الحاضرين أنِّي قد زوّجتُها له، على فرائض الله وسنّة رسوله، وعلى إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقَبِلْتُها له وقَبِلْتُه لها، حَمْدا لمن أحلّ النّكاح، وحرّم البغي والسّفاح، ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾ [الفرقان: 54]، اللّهم بارك لهما، وفيهما وعليهما، واجعل وارِثَهُما منهما يا أرحم الرّاحمين، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصّافات: 180-182).
***له مرثية رثا بها جدّه محمد البكري بن عبد الكريم.
وقفات مهمة في حياته:
***استخلفه والدُه في مرضه الذي مات فيه بإثر عمّه الشيخ سيدي محمّد بن البكري، سنة أربع وسبعين ومائة وألف[1174هـ-1760م]، وكتب له بعهد في ذلك، وفيه وصيّة نصها بعد الحمدلة والصّلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم: مِمَّن ليس بشيء إلَى مَن لا قيمة له، ولدُنا محمد عبد الحق حفظك الله ورعاك وبعين رعايته رعاك؛ فليَعلَم الواقف عليه أنِّي ولّيتك هذا الأمر الذي يُضاعف فيه للمحسن ثوابا وللمسيء عقابا، ولم يكن الباعث على ذلك حبّ الوالد لولده، وإنّما هو لِمَا تبيَّن لي مِن ظاهر أمرِك والله أعلم بسرائرك، ولقد علمتَ أنه ليس أحد أعزّ عَلَيَّ منكَ، والله شاهد أنّي بريءٌ مِن حَيْفِك فالْزَمِ الحقَّ يُنْزلك الله منازل أهل الحقّ يوم لا يقضى بين النّاس إلّا بالحقّ وهم لا يظلمون، فطهِّر يدك عن إضرار المسلمين، وبطنك عن أموالهم، ولسانك عن أعراضِهم، فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل، ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى: 42]، واعلم إنّما هَلَكَ مَنْ هَلَكَ بِمنعِهِم الحقَّ حتّى يُشترى ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النّمل: 52]، اليوم في الدُّورِ وغدًا في القبور، وإلى الله عاقبةُ الأمور فاتّق الله واسأله التّوفيق لي ولك ولجميع المسلمين، وأوصيك بآية منزلة وحديث مروي قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [البقرة: 83]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: «حسن خُلُقَكَ للنّاس أو مع النّاس» أو كما قال، ففي ذلك إن شاء الله كفاية لـ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18]، وإيّاك وبِطانة السّوء وحسِّن ظنّك بالمسلمين وصُن أُذُنَكَ عن أخبارهم تسلم مِن عداوتِهم وأوف لذِي الحقوق حقوقهم تُعان عليهم وتستجلب مودّتَهم وشاوِر ذوي العقل والدِّين يَسْلَمْ لك دينُكَ ويَقِلُّ عتابُهُم عليك وتجاوز عن هفوات يقلّ ندمُك وتأنّ في الحكم يقلُّ خطأك، واصبر على ما تكْره تصل إلى ما تحبّ والسّلام.
***كان يقول لِمُعاصريه: الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها حيث ما وجدها.
*** كانت عقود سجلّاته مرتّبة على مشورة أربعة أشياخ لم يسمح الوقت بأفضل منهم في صناعة القضاء، وهم الشّيخ سيدي عبد الرّحمن بن عمر التّنلاني، والشّيخ سيدي محمّد بن العالم الزّجلاوي، والشّيخ سيدي عبد الكريم الحاجب بن عمّه سيدي محمّد الصّالح، والشّيخ سيدي محمّد بن الحاج عبد الله بن عمر.
*** تولَّى قضاء الجماعة بعدَه الشيخ سيدي محمّد بن عبد الرّحمن البلبالي، فتصدّى لترتيب أبواب الفتاوى (فتاوى غنية الشورى) على نَمط مختصر خليل ليسهُل البحث فيها، وزاد فيها بعضا من فتاويه، وتصدّى لجمع هذه الفتاوى أيضا: الشيخ سيدي محمد البداوي البكري، لكن على نَمطٍ آخر، وتصدّى لجمع الشّارد منها الشيخ سيدي محمّد بن سعيد بن عبد الجقّ البكري، وتَمَّت بذلك الفائدة.
***كان يحسِنُ خمسة ألسُن: العربية، والزيانية، والكورية، والتّارقية، والبربرية، وكان يشتري العبيد ليتعلّم منهم بعض اللّغات، فيُسأل عن ذلك فيُجيب: مَن ولِيَ أمور المسلمين يجب عليه أكثر من ذلك.
*** فلم يزل قاضيا مرضيّا إلى أن لقي الله.
*** جَمَعَ شيوخ توات وراودهم على أنْ يعزل نفسَه ويتخلّى عن الأمر فلم يَقْبَلُوا.
***ومِمَّا يدلّ على خشيته من الملك الديان أنّه صلّى العيد بالنّاس وقرأ قوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيءاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء:47]، فمال رحمه الله على شِقِّه وأُغْشِيَ عليه.
*** ومِمَّا يُروي عنه أنّ بعض الوُلّاة كتب إليه أنِ امْضِ كذا وكذا...، فأجاب بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم مِن عبد الحقّ الذليل إلى الأفخم الجليل، سلام على من اتّبع الهدى أمّا بعد: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأنعام: 15]. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93].
***ومِمَّا يُروى عنه أيضا رحمه الله: أنّه كان ذاتَ يوم مجتهدا في المطالعة لَيْلًا حتَّى غلبته عيناه واستند على بعض الكتب إذْ وقف عليه مَنْ يُكلِّمه ببيت ذكره الثّعالبي نصُّه:
تَنَبَّهْ مِن منامك إنَّ خيرا *** مِن النَّوم التّهجد بالقرآن
فعلِم أنّ ما وراء هذا إلّا أمر عظيم، وعلِم أنّ الأجل قد قرب فتنحّى رحمه الله عن العلوم الظّاهرة ولازم الْخُلْوة وحفر قبرا ينْزل فيه بالليل، ويتلوا القرآن والأذكار، وأحبّ العزلة ولم يعش رحمه الله بعد ذلك إلّا قليلا، وفي زمن الصّيف كان يَبِيتُ في خلوة حذو الجبّانة التي فيها قبّة سيدي ناجم.
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي وهو بعد تكبيرة الإحرام من صلاة الصّبح يوم الاثنين من ذي القعدة عام 1210هـ-1790م
المتوفى (1210 هـ-1790م)
اسمه ونسبه:
أبو الفتح عبد الحقّ بن عبد الكريم بن البكري بن عبد الكريم بن محمد الأمريني.
تحليته:
***كان إماما ماهرا في علوم شتى، وكان مِن غرائب الدّهر، فلم يكن في عصره مَن يستحضر الفروع الفقهية مثله، كان كبير القدر وافر الحرمة.
*** الإمام العالم الهمام، عماد دعائم الإسلام، وقدوة العلماء الأعلام، بدر الدين أبو الفتح، كان -رحمه الله- بالحق قائلا، وللحقيقة مائلا، له في تنفيذ الحقّ سَطوة عُمريّة، وشهامة علويّة، لم تُعرف له قطّ صبوة، ولاحُلّت له على غير الطّاعة حبوة، له في ميزان قوانين الشّريعة عزائم، لا تأخذه معها في الله لومة لائم، له همّة نِيطَتْ بالثُّرَيّا، فنالت ماء شراب الحياة فحَيِيَ وأَحْيَى.
تاريخ ومكان الميلاد:
لم أقف عليه.
شيوخه:
1-والده.
2- عبد الرّحمن بن عمر.
3- عمر بن مصطفى الرّقادي الكنتي.
4- عبد الكريم الحاجب ابن عمه سيدي محمّد الصالح.
تلاميذه:
1-ابنه الفقيه السيد عبد الكريم بن عبد الحق.
2-الشيخ عبد الكريم بن سيدي علي.
3-الفقيه الطّالب العابد بن أحمد .
مؤلفاته:
1- لمترجَمِنا مقيّدات نظما ونثرا وملحونا في الصّلاة على النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2-له تآليف صغيرة في علم الأدب ومقيّدات في الفقه والنّحو.
3-له خُطبة مختصرة للنّكاح ونصّها: الحمد لله دائما والصلاة والسلام على رسول الله قائما وقاعدا، أمّا بعد فإن الأمور كلّها بيد الله يُصرِّفها في طرائقها، ويُمضيها في حقائقها، لا مُقدِّم لِمَا أخَّر، ولا مؤخّر لِما قدّم، ولا يجتمع اثنان إلّا بقضاء وقدَر، ولكلّ قضاء قدر، ولكلّ قدر أجل، ولكلّ أجل كتاب، يمحوا الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب، فكان من قضائه وقدره أنّ فلان بن فلان رغب في نكاح فلانة بنت فلان، وفرض لها من الصّداق ما وقع عليه الاتّفاق، فزوّجوا خاطِبَكم، و أنكِحوا راغِبَكُم، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[النور: 32]، أشهدُكُم معشر الحاضرين أنِّي قد زوّجتُها له، على فرائض الله وسنّة رسوله، وعلى إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقَبِلْتُها له وقَبِلْتُه لها، حَمْدا لمن أحلّ النّكاح، وحرّم البغي والسّفاح، ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾ [الفرقان: 54]، اللّهم بارك لهما، وفيهما وعليهما، واجعل وارِثَهُما منهما يا أرحم الرّاحمين، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصّافات: 180-182).
***له مرثية رثا بها جدّه محمد البكري بن عبد الكريم.
وقفات مهمة في حياته:
***استخلفه والدُه في مرضه الذي مات فيه بإثر عمّه الشيخ سيدي محمّد بن البكري، سنة أربع وسبعين ومائة وألف[1174هـ-1760م]، وكتب له بعهد في ذلك، وفيه وصيّة نصها بعد الحمدلة والصّلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم: مِمَّن ليس بشيء إلَى مَن لا قيمة له، ولدُنا محمد عبد الحق حفظك الله ورعاك وبعين رعايته رعاك؛ فليَعلَم الواقف عليه أنِّي ولّيتك هذا الأمر الذي يُضاعف فيه للمحسن ثوابا وللمسيء عقابا، ولم يكن الباعث على ذلك حبّ الوالد لولده، وإنّما هو لِمَا تبيَّن لي مِن ظاهر أمرِك والله أعلم بسرائرك، ولقد علمتَ أنه ليس أحد أعزّ عَلَيَّ منكَ، والله شاهد أنّي بريءٌ مِن حَيْفِك فالْزَمِ الحقَّ يُنْزلك الله منازل أهل الحقّ يوم لا يقضى بين النّاس إلّا بالحقّ وهم لا يظلمون، فطهِّر يدك عن إضرار المسلمين، وبطنك عن أموالهم، ولسانك عن أعراضِهم، فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل، ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى: 42]، واعلم إنّما هَلَكَ مَنْ هَلَكَ بِمنعِهِم الحقَّ حتّى يُشترى ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النّمل: 52]، اليوم في الدُّورِ وغدًا في القبور، وإلى الله عاقبةُ الأمور فاتّق الله واسأله التّوفيق لي ولك ولجميع المسلمين، وأوصيك بآية منزلة وحديث مروي قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [البقرة: 83]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: «حسن خُلُقَكَ للنّاس أو مع النّاس» أو كما قال، ففي ذلك إن شاء الله كفاية لـ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18]، وإيّاك وبِطانة السّوء وحسِّن ظنّك بالمسلمين وصُن أُذُنَكَ عن أخبارهم تسلم مِن عداوتِهم وأوف لذِي الحقوق حقوقهم تُعان عليهم وتستجلب مودّتَهم وشاوِر ذوي العقل والدِّين يَسْلَمْ لك دينُكَ ويَقِلُّ عتابُهُم عليك وتجاوز عن هفوات يقلّ ندمُك وتأنّ في الحكم يقلُّ خطأك، واصبر على ما تكْره تصل إلى ما تحبّ والسّلام.
***كان يقول لِمُعاصريه: الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها حيث ما وجدها.
*** كانت عقود سجلّاته مرتّبة على مشورة أربعة أشياخ لم يسمح الوقت بأفضل منهم في صناعة القضاء، وهم الشّيخ سيدي عبد الرّحمن بن عمر التّنلاني، والشّيخ سيدي محمّد بن العالم الزّجلاوي، والشّيخ سيدي عبد الكريم الحاجب بن عمّه سيدي محمّد الصّالح، والشّيخ سيدي محمّد بن الحاج عبد الله بن عمر.
*** تولَّى قضاء الجماعة بعدَه الشيخ سيدي محمّد بن عبد الرّحمن البلبالي، فتصدّى لترتيب أبواب الفتاوى (فتاوى غنية الشورى) على نَمط مختصر خليل ليسهُل البحث فيها، وزاد فيها بعضا من فتاويه، وتصدّى لجمع هذه الفتاوى أيضا: الشيخ سيدي محمد البداوي البكري، لكن على نَمطٍ آخر، وتصدّى لجمع الشّارد منها الشيخ سيدي محمّد بن سعيد بن عبد الجقّ البكري، وتَمَّت بذلك الفائدة.
***كان يحسِنُ خمسة ألسُن: العربية، والزيانية، والكورية، والتّارقية، والبربرية، وكان يشتري العبيد ليتعلّم منهم بعض اللّغات، فيُسأل عن ذلك فيُجيب: مَن ولِيَ أمور المسلمين يجب عليه أكثر من ذلك.
*** فلم يزل قاضيا مرضيّا إلى أن لقي الله.
*** جَمَعَ شيوخ توات وراودهم على أنْ يعزل نفسَه ويتخلّى عن الأمر فلم يَقْبَلُوا.
***ومِمَّا يدلّ على خشيته من الملك الديان أنّه صلّى العيد بالنّاس وقرأ قوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيءاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء:47]، فمال رحمه الله على شِقِّه وأُغْشِيَ عليه.
*** ومِمَّا يُروي عنه أنّ بعض الوُلّاة كتب إليه أنِ امْضِ كذا وكذا...، فأجاب بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم مِن عبد الحقّ الذليل إلى الأفخم الجليل، سلام على من اتّبع الهدى أمّا بعد: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأنعام: 15]. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93].
***ومِمَّا يُروى عنه أيضا رحمه الله: أنّه كان ذاتَ يوم مجتهدا في المطالعة لَيْلًا حتَّى غلبته عيناه واستند على بعض الكتب إذْ وقف عليه مَنْ يُكلِّمه ببيت ذكره الثّعالبي نصُّه:
تَنَبَّهْ مِن منامك إنَّ خيرا *** مِن النَّوم التّهجد بالقرآن
فعلِم أنّ ما وراء هذا إلّا أمر عظيم، وعلِم أنّ الأجل قد قرب فتنحّى رحمه الله عن العلوم الظّاهرة ولازم الْخُلْوة وحفر قبرا ينْزل فيه بالليل، ويتلوا القرآن والأذكار، وأحبّ العزلة ولم يعش رحمه الله بعد ذلك إلّا قليلا، وفي زمن الصّيف كان يَبِيتُ في خلوة حذو الجبّانة التي فيها قبّة سيدي ناجم.
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي وهو بعد تكبيرة الإحرام من صلاة الصّبح يوم الاثنين من ذي القعدة عام 1210هـ-1790م
مواضيع مماثلة
» محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق البكري
» محمد البكري بن عبد الكريم
» عبد القادر بن البكري بن عبد الكريم
» محمّد بن سعيد بن عبد الحق البكري
» عبد الله بن محمد بن عبد الكريم البكري
» محمد البكري بن عبد الكريم
» عبد القادر بن البكري بن عبد الكريم
» محمّد بن سعيد بن عبد الحق البكري
» عبد الله بن محمد بن عبد الكريم البكري
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى