عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
هو عبد الحميد بن محمّد المصطفى بن المكي بن محمّد كحول بن علي سليل الجدّ الأعلى "مَنَاد بن منقوش"كبير قبيلة "تَلْكَاتَة" (أو تُلُكّاتة أو وَتْلَكّاتة) ، وقد ظهرت علامات شرفه وسلطانه في وسط قبيلته قبل سقوط الدّولة الأغلبيّة (296 ﻫ / 909 م)، وكان فرع "تَلْكَاتَة" أهل مَدَر (حضريّين)، من بين الفروع العديدة التابعة لأمجاد قبيلة صنهاجة.
ونسب أسرة "ابن باديس" عريق في الشرف والمكانة مشهور بالسلطان والعلم والثراء والجاه، عرفت منه شخصيات تاريخية كبيرة منها "المعِزّ لدين الله بن باديس" أشهر حكام الدَّولة الصّنهَاجيَّة التي عرفت باسم دولة "بني زيري" نسبة إلى الأمير أبو الفتوح سيف العزيز بالله "بُلكّين بن زيري بن مَنَاد الصنهاجي"، الذي ولاه الفاطميون بعد رحيلهم إلى مصر على أفريقية (حكم 361 - 373 ﻫ / 972 - 984 م).
و"المعِزّ لدين الله" ابن الأمير "بَاديس بن المْنصُور بن بُلكّين"، ثالث ملوك بني زيري، كان واليا على أفريقية والمغرب، (حكم : 386 - 406 ﻫ / 996 - 1016 م). وقد لَقب الخليفة الفاطمي "المعِزّ لدين الله" بشرف الدولة، وعمل إبانحكمه (406 - 454 ﻫ / 1015 - 1062 م) على قطع الخطبة للفاطميين وحولها للعبّـاسيين، ونصر السنة وأظهرها، وأعلن المذهب المالكي مذهبًا للدولة.
ومن رجالات الحكم كذلك الأمير "تميم بن المعِزّ لدين الله" ملك أفريقية وما والاها بعد وفاة أبيه (حكم : 454 - 501ﻫ / 1062 - 1108 م)، كان محمود الآثار، شهمًا شجاعاً كريمًا عالماً، وهو أحد فحول شعراء الملوك، وذوي السبق والتقدّم في معانيه وبدائعه، حوى فيه الجودة والكثرة.
ومن شعره :
فَإِمَّـا الـمُلْكُ في شَـرفٍ وعـزِّ عليَّ التّـاجُ في أَعلَى السريـرِ
وإمَّـا الموتُ بين ظُبَـا الـعـوالي فَلَستُ بخـالدٍ أبَـدَ الدّهـورِ
والأمير "يحي بن تميم بن المعِزّ" (حكم : 501 - 509ﻫ/ 1108 - 1116 م)، كان عادلاً كريمًا محبًا للفتح، أولى عناية فائقة بأسطوله، فزاد في عدد السّفن وكثر من عمليات الغزو في البحر، حتى اتقته جنوة وسردينية بالجزي.
واشتهر من أسرة "ابن باديس" عدة شخصيات في ميدان العلم والقضاء والنّضال السّياسيّ، ويذكر ابن خلدون (تـ 808 ﻫ / 1406 م)أنه اجتمع فيهم أربعون عمامة كلهم صاحب منصب، حازوا مناصب في التدريس والإفتاء والوظائف الدينية، وتكاد تكون وظيفة القضاء في قسنطينة قاصرة على علماء هذه الأسرة زمنا طويلا.
فخلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تميز عالم من أعمدة الفقه المالكي في مدينة قسنطينة هو "حسن بن بلقاسم بن باديس" (أبو علي)، ذكره محمّد العبدريّ في رحلته وقال : « شيخ من أهْل العلم، يذكر فقها ومسائل ذو سمت وهيئة ووقار بقسنطينة..».
كذلك القاضي "حسن بن خلف الله بن حسن بن أبي القسام بن ميمون بن باديس" القيسي القسنطيني (تـ784 ﻫ/ 1382 م)، كان مشهورا بغزارة علمه، خطيبا، من فقهاء المالكية، روى عن ابن غريون وأخذ عن ابن عبد السلام وغيرهما من كبار العلماء.
واشتهر في مجال الأدب الصوفي بقسنطينة العالم المحدِّث الفهيه المالكي أبو علي "حسن بن أبي القاسم بن باديس" (تـ 787 ﻫ / 1385 م)، تولى بعد زيارته حواضر المشرق الكبرى منصب قاضي الجماعة بمدينة تونس سنة (778 ﻫ / 1376 م)، ثم أعفي منه فعاد لمدينة قسنطينة وشغل بها نفس الوظيفة. أدرك في حداثته مـا لم يُدركْه غيره في سنِّه، له شرح لكتـاب « أوجز السير لخير البشر » لأحمد بن فارس القزويني الرازي، و« تقـاليد ». وهو صاحب القصيدة السينية التي نظمها باسم « النفحات القدسية» في الشّيخ الزاهـد "عبد القـادر الجيلاني" (تـ 560 ﻫ/ 1165 م) أحد علماء الحنابلة، صاحب كتاب«الغنية » في مذهب أحمد.. ومطلع القصيدة :
ألاَ صلْ إلى بغداد فهي مُنّي النفس وحدث بها عمن ثوى باطن الرمس
وفي العهد العثماني برز قاضي قسنطينة الشهير الخطيب "أبو العباس أحمد" المدعو "حميدة بن باديس" (تـ 969 ﻫ/ 1562 م) قال عنه شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون (تـ 1073 ﻫ/ 1662 م): « هو من بيتات قسنطينة وأشرافها وممن له الريّاسة والقضاء والإمامة بجامع قصبتها، وخَلَفُ سلف صالحين علماء حازوا قصب السبق في الدراية والمعرفة والولاية، وناهيك بهم من دار صلاح وعلم وعمل ».
و"أبو زكرياء يحيى بن باديس" ابن الفقيه القاضي "حميدة بن باديس" كان حييا ذا خلق حسن كثير التواضع، سالم الصدر، ذا تلاوة لكتاب الله. كان نائبا عن قضاة قسنطينة وخطيب جامع قصبتها.
والشّيخ المفـتي "بركـات بن بـاديس" دفين مسجد سيدي قموشبمدينة قسنطينة.
و"أبو عبد الله محمّد بن أبي زكرياء يحي بن باديس" قال عنه الشّيخ عبد الكريم الفكون : «كان يقرأ معنا على الشّيخ التواتيآخر أمره، وبعد ارتحاله استقل بالقراءة عليّ وهو من موثقي البلدة وممن يشار إليه ».
والشّيخ "أحمد بن باديس" الذي كانت بينه وبين الشّيخ عبد الكريم الفكون مودّة وإخاء، شغل في ابتداء أمره منصب كاتباً بين أيد أمراء قسنطينة، ثم تولى خطابةَ جامع قصبة المدينة، وبعد زمن يسيير ترقى للإفتاء ثم استقل به في زمنه.
ومن أسلاف الشّيخ ابن باديس المتأخرين جده لأبيه الشّيخ "المكي بن باديس" (تـ 14 ذي القعدة 1316 ﻫ / 26 مارس 1899 م)، كان قـاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة وعضوا في المجلس العام وفي اللجنة البلدية،وقد احتل مقاما محترما لدى السكان بعد المساعدات المالية التي قدمها لهم خاصة أثناء المجاعة التي حلت بالبلاد فيما بين 1862 - 1868 م، ودعى إلى الاستشارة في الجزائر وباريس، وقد تقلد وساما من يد "نابليون الثالث".
وعمه "حميدة بن باديس" النائب الشهير عن مدينة قسنطينة أواخر القرن التاسع عشر الميلادي الذي اشترك مع ثلاثة من النواب في 10 أفريل سنة 1891 م على رفع تقريرا عن الوضع في الجزائر بمناسبة زيارة لجنة برلمانية فرنسية برئاسة "فرانك شقو" عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، حضرت إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي تقدمها بدورها إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس، وقد اشتمل التقرير على وصف دقيق لوضع الجزائر السّياسيّ والاقتصادي والاجتماعي والقضائي.
أبوه : هو "محمّد المصطفى بن باديس" (1868 - 1951 م) من ذوي الفضل والمروءة ومن حفظة القرآن الكريم. كان صاحب مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف، تبوأ منصب النائب المالي والعَمَالي بقسنطينة، عضوا فيالمجلس الجزائري الأعلى وباش آغا شرفيا، ومستشـارا بلديا بمدينة قسنطينة. وشحت فرنسـا صدره "بوسام الاحترام" من رتبة أوفيسي (ضابط). ولوالد "ابن باديس" الفضل في إنقاذ سكان منطقة واد الزناتيمن الإبـادة الجماعية سنة 1945 م على إثر حوادث 8 مـاي المشهورة. وقد اشتغل كذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.
أمـه : هي "زهيرة بنت علي" (من مواليد 1869 م)، كريمة من كرائم أسرة "ابن جلول" المعروفة بالعلم والصلاح والثراء في قسنطينة، وهي من فروع قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال الأوراس.
ومن أبرز شخصيات هذه الأسرة "أحمد الزواوي بن جلول" أحد أعيان مدينة قسنطينة في أواخر القرن 18 م ورفيق "صالح بن مصطفى باي" أشهر بايات الشرق في العهد العثماني (حكم 1185 - 1205 ﻫ / 1771 - 1791 م)، وتذكر المصادر أنه تزوج ابنة "بن جلول" بعد توليه الحكم، لما بينهما من صداقة قديمة.
وكذلك الدكتور محمد الصالح بن جلول(1893 – 1985 م) ابن خال الشيخ ابن باديس، وهو من أقطاب النضال السياسي وممثل النخبة المثقفة إبان الاستعمار الفرنسي، فقد كان عضوا في أول برلمان تأسيسي، ومستشارا، وعضوا في مجلس الشيوخ حيث كانتدعوته صريحةإلى المساواة بين الجزائريين والفرنسيين في كل المجالات.
هذا وقد أثمر زواج السيدة "زهيرة" مع "مصطفى بن باديس" تسعة أولاد هم : عبد الحميد، المولود (المدعو زبير)، محمد العربي، سليم، عبد المليك، محمود وعبد الحق، ونفيسة والبتول.
[img][/img]
المصدر : كتاب الإمام عبد الحميد بن باديس رائد النهضة العلمية والإصلاحية في الجزائر (1889-1940) لـ : عبد المالك حداد.
ونسب أسرة "ابن باديس" عريق في الشرف والمكانة مشهور بالسلطان والعلم والثراء والجاه، عرفت منه شخصيات تاريخية كبيرة منها "المعِزّ لدين الله بن باديس" أشهر حكام الدَّولة الصّنهَاجيَّة التي عرفت باسم دولة "بني زيري" نسبة إلى الأمير أبو الفتوح سيف العزيز بالله "بُلكّين بن زيري بن مَنَاد الصنهاجي"، الذي ولاه الفاطميون بعد رحيلهم إلى مصر على أفريقية (حكم 361 - 373 ﻫ / 972 - 984 م).
و"المعِزّ لدين الله" ابن الأمير "بَاديس بن المْنصُور بن بُلكّين"، ثالث ملوك بني زيري، كان واليا على أفريقية والمغرب، (حكم : 386 - 406 ﻫ / 996 - 1016 م). وقد لَقب الخليفة الفاطمي "المعِزّ لدين الله" بشرف الدولة، وعمل إبانحكمه (406 - 454 ﻫ / 1015 - 1062 م) على قطع الخطبة للفاطميين وحولها للعبّـاسيين، ونصر السنة وأظهرها، وأعلن المذهب المالكي مذهبًا للدولة.
ومن رجالات الحكم كذلك الأمير "تميم بن المعِزّ لدين الله" ملك أفريقية وما والاها بعد وفاة أبيه (حكم : 454 - 501ﻫ / 1062 - 1108 م)، كان محمود الآثار، شهمًا شجاعاً كريمًا عالماً، وهو أحد فحول شعراء الملوك، وذوي السبق والتقدّم في معانيه وبدائعه، حوى فيه الجودة والكثرة.
ومن شعره :
فَإِمَّـا الـمُلْكُ في شَـرفٍ وعـزِّ عليَّ التّـاجُ في أَعلَى السريـرِ
وإمَّـا الموتُ بين ظُبَـا الـعـوالي فَلَستُ بخـالدٍ أبَـدَ الدّهـورِ
والأمير "يحي بن تميم بن المعِزّ" (حكم : 501 - 509ﻫ/ 1108 - 1116 م)، كان عادلاً كريمًا محبًا للفتح، أولى عناية فائقة بأسطوله، فزاد في عدد السّفن وكثر من عمليات الغزو في البحر، حتى اتقته جنوة وسردينية بالجزي.
واشتهر من أسرة "ابن باديس" عدة شخصيات في ميدان العلم والقضاء والنّضال السّياسيّ، ويذكر ابن خلدون (تـ 808 ﻫ / 1406 م)أنه اجتمع فيهم أربعون عمامة كلهم صاحب منصب، حازوا مناصب في التدريس والإفتاء والوظائف الدينية، وتكاد تكون وظيفة القضاء في قسنطينة قاصرة على علماء هذه الأسرة زمنا طويلا.
فخلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تميز عالم من أعمدة الفقه المالكي في مدينة قسنطينة هو "حسن بن بلقاسم بن باديس" (أبو علي)، ذكره محمّد العبدريّ في رحلته وقال : « شيخ من أهْل العلم، يذكر فقها ومسائل ذو سمت وهيئة ووقار بقسنطينة..».
كذلك القاضي "حسن بن خلف الله بن حسن بن أبي القسام بن ميمون بن باديس" القيسي القسنطيني (تـ784 ﻫ/ 1382 م)، كان مشهورا بغزارة علمه، خطيبا، من فقهاء المالكية، روى عن ابن غريون وأخذ عن ابن عبد السلام وغيرهما من كبار العلماء.
واشتهر في مجال الأدب الصوفي بقسنطينة العالم المحدِّث الفهيه المالكي أبو علي "حسن بن أبي القاسم بن باديس" (تـ 787 ﻫ / 1385 م)، تولى بعد زيارته حواضر المشرق الكبرى منصب قاضي الجماعة بمدينة تونس سنة (778 ﻫ / 1376 م)، ثم أعفي منه فعاد لمدينة قسنطينة وشغل بها نفس الوظيفة. أدرك في حداثته مـا لم يُدركْه غيره في سنِّه، له شرح لكتـاب « أوجز السير لخير البشر » لأحمد بن فارس القزويني الرازي، و« تقـاليد ». وهو صاحب القصيدة السينية التي نظمها باسم « النفحات القدسية» في الشّيخ الزاهـد "عبد القـادر الجيلاني" (تـ 560 ﻫ/ 1165 م) أحد علماء الحنابلة، صاحب كتاب«الغنية » في مذهب أحمد.. ومطلع القصيدة :
ألاَ صلْ إلى بغداد فهي مُنّي النفس وحدث بها عمن ثوى باطن الرمس
وفي العهد العثماني برز قاضي قسنطينة الشهير الخطيب "أبو العباس أحمد" المدعو "حميدة بن باديس" (تـ 969 ﻫ/ 1562 م) قال عنه شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون (تـ 1073 ﻫ/ 1662 م): « هو من بيتات قسنطينة وأشرافها وممن له الريّاسة والقضاء والإمامة بجامع قصبتها، وخَلَفُ سلف صالحين علماء حازوا قصب السبق في الدراية والمعرفة والولاية، وناهيك بهم من دار صلاح وعلم وعمل ».
و"أبو زكرياء يحيى بن باديس" ابن الفقيه القاضي "حميدة بن باديس" كان حييا ذا خلق حسن كثير التواضع، سالم الصدر، ذا تلاوة لكتاب الله. كان نائبا عن قضاة قسنطينة وخطيب جامع قصبتها.
والشّيخ المفـتي "بركـات بن بـاديس" دفين مسجد سيدي قموشبمدينة قسنطينة.
و"أبو عبد الله محمّد بن أبي زكرياء يحي بن باديس" قال عنه الشّيخ عبد الكريم الفكون : «كان يقرأ معنا على الشّيخ التواتيآخر أمره، وبعد ارتحاله استقل بالقراءة عليّ وهو من موثقي البلدة وممن يشار إليه ».
والشّيخ "أحمد بن باديس" الذي كانت بينه وبين الشّيخ عبد الكريم الفكون مودّة وإخاء، شغل في ابتداء أمره منصب كاتباً بين أيد أمراء قسنطينة، ثم تولى خطابةَ جامع قصبة المدينة، وبعد زمن يسيير ترقى للإفتاء ثم استقل به في زمنه.
ومن أسلاف الشّيخ ابن باديس المتأخرين جده لأبيه الشّيخ "المكي بن باديس" (تـ 14 ذي القعدة 1316 ﻫ / 26 مارس 1899 م)، كان قـاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة وعضوا في المجلس العام وفي اللجنة البلدية،وقد احتل مقاما محترما لدى السكان بعد المساعدات المالية التي قدمها لهم خاصة أثناء المجاعة التي حلت بالبلاد فيما بين 1862 - 1868 م، ودعى إلى الاستشارة في الجزائر وباريس، وقد تقلد وساما من يد "نابليون الثالث".
وعمه "حميدة بن باديس" النائب الشهير عن مدينة قسنطينة أواخر القرن التاسع عشر الميلادي الذي اشترك مع ثلاثة من النواب في 10 أفريل سنة 1891 م على رفع تقريرا عن الوضع في الجزائر بمناسبة زيارة لجنة برلمانية فرنسية برئاسة "فرانك شقو" عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، حضرت إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي تقدمها بدورها إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس، وقد اشتمل التقرير على وصف دقيق لوضع الجزائر السّياسيّ والاقتصادي والاجتماعي والقضائي.
أبوه : هو "محمّد المصطفى بن باديس" (1868 - 1951 م) من ذوي الفضل والمروءة ومن حفظة القرآن الكريم. كان صاحب مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف، تبوأ منصب النائب المالي والعَمَالي بقسنطينة، عضوا فيالمجلس الجزائري الأعلى وباش آغا شرفيا، ومستشـارا بلديا بمدينة قسنطينة. وشحت فرنسـا صدره "بوسام الاحترام" من رتبة أوفيسي (ضابط). ولوالد "ابن باديس" الفضل في إنقاذ سكان منطقة واد الزناتيمن الإبـادة الجماعية سنة 1945 م على إثر حوادث 8 مـاي المشهورة. وقد اشتغل كذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.
أمـه : هي "زهيرة بنت علي" (من مواليد 1869 م)، كريمة من كرائم أسرة "ابن جلول" المعروفة بالعلم والصلاح والثراء في قسنطينة، وهي من فروع قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال الأوراس.
ومن أبرز شخصيات هذه الأسرة "أحمد الزواوي بن جلول" أحد أعيان مدينة قسنطينة في أواخر القرن 18 م ورفيق "صالح بن مصطفى باي" أشهر بايات الشرق في العهد العثماني (حكم 1185 - 1205 ﻫ / 1771 - 1791 م)، وتذكر المصادر أنه تزوج ابنة "بن جلول" بعد توليه الحكم، لما بينهما من صداقة قديمة.
وكذلك الدكتور محمد الصالح بن جلول(1893 – 1985 م) ابن خال الشيخ ابن باديس، وهو من أقطاب النضال السياسي وممثل النخبة المثقفة إبان الاستعمار الفرنسي، فقد كان عضوا في أول برلمان تأسيسي، ومستشارا، وعضوا في مجلس الشيوخ حيث كانتدعوته صريحةإلى المساواة بين الجزائريين والفرنسيين في كل المجالات.
هذا وقد أثمر زواج السيدة "زهيرة" مع "مصطفى بن باديس" تسعة أولاد هم : عبد الحميد، المولود (المدعو زبير)، محمد العربي، سليم، عبد المليك، محمود وعبد الحق، ونفيسة والبتول.
[img][/img]
المصدر : كتاب الإمام عبد الحميد بن باديس رائد النهضة العلمية والإصلاحية في الجزائر (1889-1940) لـ : عبد المالك حداد.
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الإثنين فبراير 15, 2016 2:07 pm عدل 1 مرات
رد: عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
مولوده :
ولد الشّيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 ﻫ الموافق لـ4 من ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 ﻫ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية تحت رقم (531 – SX).
نشـأته :
نشـأ الشّيخ عبد الحميد بن باديس في أحضان أسرة متمسكة بالدين والمحافظة على القيام بشعائره، وفي بيتها الكريم ترعرع، وحرصا على تنشئة أبنائها على أساس تربية إسلامية وتقاليد أصيلة، عهد به والده وهو في الخامسة من عمره إلى أشهر مُقرئي بقسنطينة هو الشّيخ "محمّد بن المدَّاسي"، فحفظ القرآن وتجويده وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة سنة.. ولشدة إعجاب المعلم بجودة حفظه وحسن ترتيله للقرآن الكريم، وأخلاقه الزكية، قدّمه ليؤم المصلين في صلاة التراويح لمدّة ثلاثة سنوات متوالية بالجامع الكبير.
ثم تلقى منذ عـام 1903 م مبادئ العلوم العربية والشرعية بجامع "سيدي محمّد النجار" من الشّيخ "حمدان الونيسي" (1856-1920 م)، وهو من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في حياته.
وفي سنة 1908 م عزم أستاذه "الونيسي" على الهجرة إلى الحجاز، تحرراً من ضغط سلطات الاستعمار عليه.. وحرصا من الوالد على ابنه وبتوصية من شيخه "الونيسي" أُرسل "عبد الحميد" في نفس العام إلى جامع الزّيتونة بتونس ليكمل تعليمه ويوسع معارفه وسنه إذ ذاك تسعة عشرة عاما.
ولد الشّيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 ﻫ الموافق لـ4 من ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 ﻫ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية تحت رقم (531 – SX).
نشـأته :
نشـأ الشّيخ عبد الحميد بن باديس في أحضان أسرة متمسكة بالدين والمحافظة على القيام بشعائره، وفي بيتها الكريم ترعرع، وحرصا على تنشئة أبنائها على أساس تربية إسلامية وتقاليد أصيلة، عهد به والده وهو في الخامسة من عمره إلى أشهر مُقرئي بقسنطينة هو الشّيخ "محمّد بن المدَّاسي"، فحفظ القرآن وتجويده وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة سنة.. ولشدة إعجاب المعلم بجودة حفظه وحسن ترتيله للقرآن الكريم، وأخلاقه الزكية، قدّمه ليؤم المصلين في صلاة التراويح لمدّة ثلاثة سنوات متوالية بالجامع الكبير.
ثم تلقى منذ عـام 1903 م مبادئ العلوم العربية والشرعية بجامع "سيدي محمّد النجار" من الشّيخ "حمدان الونيسي" (1856-1920 م)، وهو من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في حياته.
وفي سنة 1908 م عزم أستاذه "الونيسي" على الهجرة إلى الحجاز، تحرراً من ضغط سلطات الاستعمار عليه.. وحرصا من الوالد على ابنه وبتوصية من شيخه "الونيسي" أُرسل "عبد الحميد" في نفس العام إلى جامع الزّيتونة بتونس ليكمل تعليمه ويوسع معارفه وسنه إذ ذاك تسعة عشرة عاما.
رد: عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
نشاطه الإصلاحي :
· التربية والتّعليم :
أولى الشّيخ ابن باديس التربية والتّعليم اهتماماً بالغاً ضمن برنامج الحركة الإصلاحية التي قادها ووجهها، فالتربية عنده هي حجر الأساس في كل عمل بنائي، لذلك أعطاها كل جهده ووقته، فبدأ نشاطه التّربوي والتّعليمي بالجامع الأخضر أوائل جمادى الأول 1332 ﻫ / 1914 م، يدرّس الطلبة كامل النّهار وفق برنامج مسطر لكل مستوى، ويلقي دروساً في تفسير القرآن، والحديث النبوي الشريف من الموطأ بالإضافة إلى الوعظ والإرشاد لعامة الناس في المساء، ويخص صغار الكتاتيب القرآنية بعد خروجهم منها بجملة من دروسه. ثم وسع نشاطه بإلقاء دروس في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي عبد المؤمن، وقام في أيام الراحة الأسبوعية وأيام الإجازة الصيفية بجولات لمختلف مناطق القطر.
وبعد بضع سنوات من التّعليم المسجدي رأى جماعة من الفضلاء المتصلين به تأسيس مكتب يكون أساساً للتّعليم الابتدائي العربي سنة 1926 م، انبثقت عنه سنة 1930 م مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم الإسلامية. ودعا الجزائريّين إلى تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر.
وحرصا منه على رعاية الطلبة كوّن لجنة للعناية بهم ومراقبة سيرهم والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، وأرسل المتفوقين والقادرين منهم على مواصلة الدارسة العليا إلى جامع الزّيتونة والأزهر. وحثّ على تعليم المرأة، وأولى تعليمها اهتماماً كبيراً، فألقى دروس وعظ خاصة للنساء بالجامع الأخضر، وخص البنات بدروس في مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم، وأقر لهن مجانية التّعليم، وسعى لتمكينهن من مواصلة التّعليم الثانوي والعالي في المشرق العربي.
وفي سبيل إصلاح التّعليم وترشيد المناهج التّربوية في الجزائر دعا رجال التربية والتّعليم إلى مؤتمر عقد عام 1937 م بنادي الترقّي لتبادل الآراء فيما يهم التّعليم العربي الحر ومدارسه ومساجده ونظمه وأساليبه. كما شارك في محاولة إصلاح التّعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنّة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس عام 1931 م، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتّعليم.
· الصحافة :
رأى الشّيخ ابن باديس أن حركة الإصلاح يجب ألا تقتصر على التربية والتّعليم، فأعلن على دخول عالم الصحافة لدى تأسيسه جريدة "المنتقد" عام 1925 م، رغم بدايات أولى له سبقتها في ممارسة العمل الصحفي بدأها بنشر مقالات في جريدة "النّجاح" لأول عهدها أمضاها باسم مستعار هو (القسنطيني أو العبسي).
ولكن "المنتقد" لم تعش طويلاً نظراً لجرأتها ولهجتها الحارة في ذلك العهد، أوقفتها الإدارة الاِستعماريّة بعد ظهور ثمانية عشر عدداً، فخلفتها جريدة "الشّهاب" التي ظلت تصدر أسبوعيّاً طوال أربع سنوات ثم حولها إلى مجلّة شهرية منذ فبراير 1929 م. وحتى يوفر أقصى ما أمكنه من شروط نجاح واستمرارية نشاطه الصحفي من بدايته، أسس "المطبعة الإسلامية الجزائرية" التي طبع فيها جرائده وجرائد جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين الأربعة التي أشرف عليها وهي : السّنّة المحمّديّة، والشّريعة المطهّرة، والصّراط السّويّ، والبصائر.
· التربية والتّعليم :
أولى الشّيخ ابن باديس التربية والتّعليم اهتماماً بالغاً ضمن برنامج الحركة الإصلاحية التي قادها ووجهها، فالتربية عنده هي حجر الأساس في كل عمل بنائي، لذلك أعطاها كل جهده ووقته، فبدأ نشاطه التّربوي والتّعليمي بالجامع الأخضر أوائل جمادى الأول 1332 ﻫ / 1914 م، يدرّس الطلبة كامل النّهار وفق برنامج مسطر لكل مستوى، ويلقي دروساً في تفسير القرآن، والحديث النبوي الشريف من الموطأ بالإضافة إلى الوعظ والإرشاد لعامة الناس في المساء، ويخص صغار الكتاتيب القرآنية بعد خروجهم منها بجملة من دروسه. ثم وسع نشاطه بإلقاء دروس في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي عبد المؤمن، وقام في أيام الراحة الأسبوعية وأيام الإجازة الصيفية بجولات لمختلف مناطق القطر.
وبعد بضع سنوات من التّعليم المسجدي رأى جماعة من الفضلاء المتصلين به تأسيس مكتب يكون أساساً للتّعليم الابتدائي العربي سنة 1926 م، انبثقت عنه سنة 1930 م مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم الإسلامية. ودعا الجزائريّين إلى تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر.
وحرصا منه على رعاية الطلبة كوّن لجنة للعناية بهم ومراقبة سيرهم والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، وأرسل المتفوقين والقادرين منهم على مواصلة الدارسة العليا إلى جامع الزّيتونة والأزهر. وحثّ على تعليم المرأة، وأولى تعليمها اهتماماً كبيراً، فألقى دروس وعظ خاصة للنساء بالجامع الأخضر، وخص البنات بدروس في مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم، وأقر لهن مجانية التّعليم، وسعى لتمكينهن من مواصلة التّعليم الثانوي والعالي في المشرق العربي.
وفي سبيل إصلاح التّعليم وترشيد المناهج التّربوية في الجزائر دعا رجال التربية والتّعليم إلى مؤتمر عقد عام 1937 م بنادي الترقّي لتبادل الآراء فيما يهم التّعليم العربي الحر ومدارسه ومساجده ونظمه وأساليبه. كما شارك في محاولة إصلاح التّعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنّة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس عام 1931 م، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتّعليم.
· الصحافة :
رأى الشّيخ ابن باديس أن حركة الإصلاح يجب ألا تقتصر على التربية والتّعليم، فأعلن على دخول عالم الصحافة لدى تأسيسه جريدة "المنتقد" عام 1925 م، رغم بدايات أولى له سبقتها في ممارسة العمل الصحفي بدأها بنشر مقالات في جريدة "النّجاح" لأول عهدها أمضاها باسم مستعار هو (القسنطيني أو العبسي).
ولكن "المنتقد" لم تعش طويلاً نظراً لجرأتها ولهجتها الحارة في ذلك العهد، أوقفتها الإدارة الاِستعماريّة بعد ظهور ثمانية عشر عدداً، فخلفتها جريدة "الشّهاب" التي ظلت تصدر أسبوعيّاً طوال أربع سنوات ثم حولها إلى مجلّة شهرية منذ فبراير 1929 م. وحتى يوفر أقصى ما أمكنه من شروط نجاح واستمرارية نشاطه الصحفي من بدايته، أسس "المطبعة الإسلامية الجزائرية" التي طبع فيها جرائده وجرائد جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين الأربعة التي أشرف عليها وهي : السّنّة المحمّديّة، والشّريعة المطهّرة، والصّراط السّويّ، والبصائر.
رد: عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
إسهاماته السياسية :
تتعدد جوانب النضال الإصلاحي للشّيخ ابن باديس، ويُعد الجانب السّياسيّ في شخصيته من أبرز هذه الجوانب، وقد أسهم بآرائه وأطروحاته في الفكر السّياسيّ بالحديث عن قضايا الأمة الكبرى التي أعطاها كل حياته، ومن مواقفه السياسية :
- استخلاص لأصول الولاية (الحكم) في الإسلام، نشرها عام 1931 م.
- دوره في إخماد نار الفتنة بين اليهود والمسلمين (فاجعة قسنطينة) صيف 1934 م.
- الدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي والمساهمة فيه شهر جوان 1936 م.
- مشاركته ضمن وفد المؤتمر إلى باريس في شهر جويلية 1936 م.
- موقفه السّياسيّ من وعود حكومة فرنسا.
- محاورة لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في شهر أبريل 1937 م.
- دعوة النواب إلى مقاطعة المجالس النيابية في شهر أوت عام 1937 م.
- نداءه لمقاطعة الاحتفالات القرنية لاحتلال مدينة قسنطينة خريف 1937 م.
- موقفه من قانون 8 مارس 1938 م.
- موقفه من إرسال برقية التضامن مع فرنسا ضد التهديد الألماني.
- تقديم العرائض والاحتجاجات.
- مقاومة سياسة الاندماج والتجنيس.
- الوقوف في وجه المحاولات الهادفة إلى زعزعة الوحدة الوطنية.
- اهتمامه بقضايا العالم الإسلامي.
- رأيه في الحرية والاستقلال.
ابن باديس وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين :
فكر الشّيخ ابن باديس، بدءا من سنة 1913 م - خلال إقامته بالمدينة المنورة - في تأسيس جمعيّة، ومع رفيق دربه الشّيخ الإبراهيميّ وضع الأسس الأولى لها، وبقصد تحضير التأسيس جمعتهما عدة لقاءات منذ عام 1920 م، وتمهيدا لبعثها طلب من الشّيخ الإبراهيميّ عام 1924 م وضع القانون الأساسي لجمعيّة تجمع شمل العلماء والطلبة وتوحد جهودهم باسم "الإخاء العلمي" يكون مركزها العام بمدينة "قسنطينة"، إلا أن حدوث حوادث عطلت المشروع.
ثم توالت بعدها الجهود لتأسيس جمعيّة، ومن الإسهامات التي هيأت الجو الفكري لها، دعوات الشّيخ ابن باديس العلماء في جريدته "الشّهاب" إلى تقديم اقتراحات.. تلتها سنة 1928 م دعوته الطلاب العائدين من جامع الزيتونة والمشرق العربي لندوة، سطروا خلالها برنامجا يهدف إلى النهوض بالجمعيّة المزمع تأسيسها. وفي نفس الفترة برز "نادي الترقّي" كمركز ثقافي ذا تأثير وملتقى للنخبة المفكرة في الجزائر، ومن منطلق رسالته الهادفة طلب الشّيخ ابن باديس من مؤسسيه تكوين لجنة تأسيسية ترأسها "عمر إسماعيل"، تتولى التحضير لتأسيس الجمعيّة.
وبعد مرور قرن كامل على الاحتلال الفرنسيّ للجزائر (1830 – 1930 م)، واحتفال الفرنسيين بذلك، تضافرت ظروف وعوامل كثيرة، ساهمت جميعها في إظهار "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" التي تأسست يوم الثلاثاء 05 من ماي 1931 م في اجتماع بنادي الترقّي لاثنان وسبعون من علماء القطر الجزائري ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية. وانتخب الشّيخ ابن باديس رئيساً لها والبشير الإبراهيميّ نائبًا له.
تتعدد جوانب النضال الإصلاحي للشّيخ ابن باديس، ويُعد الجانب السّياسيّ في شخصيته من أبرز هذه الجوانب، وقد أسهم بآرائه وأطروحاته في الفكر السّياسيّ بالحديث عن قضايا الأمة الكبرى التي أعطاها كل حياته، ومن مواقفه السياسية :
- استخلاص لأصول الولاية (الحكم) في الإسلام، نشرها عام 1931 م.
- دوره في إخماد نار الفتنة بين اليهود والمسلمين (فاجعة قسنطينة) صيف 1934 م.
- الدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي والمساهمة فيه شهر جوان 1936 م.
- مشاركته ضمن وفد المؤتمر إلى باريس في شهر جويلية 1936 م.
- موقفه السّياسيّ من وعود حكومة فرنسا.
- محاورة لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في شهر أبريل 1937 م.
- دعوة النواب إلى مقاطعة المجالس النيابية في شهر أوت عام 1937 م.
- نداءه لمقاطعة الاحتفالات القرنية لاحتلال مدينة قسنطينة خريف 1937 م.
- موقفه من قانون 8 مارس 1938 م.
- موقفه من إرسال برقية التضامن مع فرنسا ضد التهديد الألماني.
- تقديم العرائض والاحتجاجات.
- مقاومة سياسة الاندماج والتجنيس.
- الوقوف في وجه المحاولات الهادفة إلى زعزعة الوحدة الوطنية.
- اهتمامه بقضايا العالم الإسلامي.
- رأيه في الحرية والاستقلال.
ابن باديس وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين :
فكر الشّيخ ابن باديس، بدءا من سنة 1913 م - خلال إقامته بالمدينة المنورة - في تأسيس جمعيّة، ومع رفيق دربه الشّيخ الإبراهيميّ وضع الأسس الأولى لها، وبقصد تحضير التأسيس جمعتهما عدة لقاءات منذ عام 1920 م، وتمهيدا لبعثها طلب من الشّيخ الإبراهيميّ عام 1924 م وضع القانون الأساسي لجمعيّة تجمع شمل العلماء والطلبة وتوحد جهودهم باسم "الإخاء العلمي" يكون مركزها العام بمدينة "قسنطينة"، إلا أن حدوث حوادث عطلت المشروع.
ثم توالت بعدها الجهود لتأسيس جمعيّة، ومن الإسهامات التي هيأت الجو الفكري لها، دعوات الشّيخ ابن باديس العلماء في جريدته "الشّهاب" إلى تقديم اقتراحات.. تلتها سنة 1928 م دعوته الطلاب العائدين من جامع الزيتونة والمشرق العربي لندوة، سطروا خلالها برنامجا يهدف إلى النهوض بالجمعيّة المزمع تأسيسها. وفي نفس الفترة برز "نادي الترقّي" كمركز ثقافي ذا تأثير وملتقى للنخبة المفكرة في الجزائر، ومن منطلق رسالته الهادفة طلب الشّيخ ابن باديس من مؤسسيه تكوين لجنة تأسيسية ترأسها "عمر إسماعيل"، تتولى التحضير لتأسيس الجمعيّة.
وبعد مرور قرن كامل على الاحتلال الفرنسيّ للجزائر (1830 – 1930 م)، واحتفال الفرنسيين بذلك، تضافرت ظروف وعوامل كثيرة، ساهمت جميعها في إظهار "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" التي تأسست يوم الثلاثاء 05 من ماي 1931 م في اجتماع بنادي الترقّي لاثنان وسبعون من علماء القطر الجزائري ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية. وانتخب الشّيخ ابن باديس رئيساً لها والبشير الإبراهيميّ نائبًا له.
رد: عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
وفاته وآثاره العلمية :
توفّي الشّيخ ابن باديس مساء يوم الثلاثاء 9 ربيع الأول سنة 1359 ﻫ الموافق 16 أبريل 1940 م، بمسقط رأسه مدينة "قسنطينة" متأثرًا بمرضه، وقد شيّعت جنازته عصر اليوم التالي لوفاته، وحمل جثمانه إلى مثواه الأخير طلبة الجامع الأخضر دون غيرهم وسط جموع غفيرة زادة عن مائة ألف نسمة، جاءوا من كافة أنحاء القطر الجزائري.
تأثر لوفاته جميع أفراد الشعب الجزائري، وقال الشّيخ العربي التبسي في تأبينه : "لقد كان الشّيخ عبد الحميد بن باديس في جهاده وأعماله، هو الجزائر كلها فلتجتهد الجزائر بعد وفاته أن تكون هي الشّيخ عبد الحميد بن باديس". ومن بين من خلد هذا المصاب الجلل في إبانه شاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة بقصيدة مما جاء فيها :
يـا قــبــــر طبت وطـاب فـيـك عبيـــر هـل أنـت بالضيف العـزيز خبير ؟
هـذا (ابن باديس) الإمـام المرتضى (عبد الحميد) إلى حـمـاك يصـير
العـالم الفذ الذي لعلومـه صِيتٌ بأطـراف البـلاد كبير
بعث الجزائر بعد طـول سباتها فالشعب فيها بالحيـاة يصـير
إلى أن يقول :
نم هـادئا فالشعب بعـدك راشـد يختـط نهجـك في الهـدى ويسير
لا تخش ضيعة ما تركت لنا سـدى فالـوارثـون لما تركت كثير
لقد ترك الشّيخ ابن باديس آثارا كثيرا كانت حصيلة نضاله، ولله الحمد أن سخر له أحباباً جمعوا تلك الأعمال ونشروها هي:
1- رسالة جواب عن سوء مقال (نشرها سنة 1922 م).
2- العواصم من القواصم (كتاب لابن العربي وقف على طبعه وتصحيحه في جزأين - الجزء الأول 1345 هـ/1926 م - الجزء الثاني 1946 هـ/1927 م).
3- تفسير ابن باديس (طبعه أحمد بوشمال سنة 1948 م، ثم طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1982 م في كتاب عنوانه "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير").
4- مجالس التذكير من حديث البشير النذير (طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1983 م).
5- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية (طبعه تلميذه محمّد الصالح رمضان سنة 1963 م، ثم أعيد طبعه مرتين عامي 1966 م و1990 م، كما طبعه الشّيخ محمّد الحسن فضلاء سنة 1984 م).
6- رجال السلف ونساؤه (طبعه محمّد الصالح رمضان وتوفيق محمّد شاهين سنة 1966 م)
7- مبادئ الأصول (حققه الدكتور عمار طالبي ونشره سنة 1988 م، كما درسه وحققه الشّيخ أبي عبد المعز محمّد علي فركوس، وقدمه للطبع والنشر سنة 2001 م بعنوان "الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول").
أما باقي الآثار الأخرى فقد نشرت كلها في شكل مقالات ومحاضرات وخطب وقصائد شعرية في صحف "النّجاح" و"المنتقد" و"الشّهاب" و"السّنّة المحمّدية" و"الشّريعة المطهّرة" و"الصّراط السّويّ" و"البصائر".
توفّي الشّيخ ابن باديس مساء يوم الثلاثاء 9 ربيع الأول سنة 1359 ﻫ الموافق 16 أبريل 1940 م، بمسقط رأسه مدينة "قسنطينة" متأثرًا بمرضه، وقد شيّعت جنازته عصر اليوم التالي لوفاته، وحمل جثمانه إلى مثواه الأخير طلبة الجامع الأخضر دون غيرهم وسط جموع غفيرة زادة عن مائة ألف نسمة، جاءوا من كافة أنحاء القطر الجزائري.
تأثر لوفاته جميع أفراد الشعب الجزائري، وقال الشّيخ العربي التبسي في تأبينه : "لقد كان الشّيخ عبد الحميد بن باديس في جهاده وأعماله، هو الجزائر كلها فلتجتهد الجزائر بعد وفاته أن تكون هي الشّيخ عبد الحميد بن باديس". ومن بين من خلد هذا المصاب الجلل في إبانه شاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة بقصيدة مما جاء فيها :
يـا قــبــــر طبت وطـاب فـيـك عبيـــر هـل أنـت بالضيف العـزيز خبير ؟
هـذا (ابن باديس) الإمـام المرتضى (عبد الحميد) إلى حـمـاك يصـير
العـالم الفذ الذي لعلومـه صِيتٌ بأطـراف البـلاد كبير
بعث الجزائر بعد طـول سباتها فالشعب فيها بالحيـاة يصـير
إلى أن يقول :
نم هـادئا فالشعب بعـدك راشـد يختـط نهجـك في الهـدى ويسير
لا تخش ضيعة ما تركت لنا سـدى فالـوارثـون لما تركت كثير
لقد ترك الشّيخ ابن باديس آثارا كثيرا كانت حصيلة نضاله، ولله الحمد أن سخر له أحباباً جمعوا تلك الأعمال ونشروها هي:
1- رسالة جواب عن سوء مقال (نشرها سنة 1922 م).
2- العواصم من القواصم (كتاب لابن العربي وقف على طبعه وتصحيحه في جزأين - الجزء الأول 1345 هـ/1926 م - الجزء الثاني 1946 هـ/1927 م).
3- تفسير ابن باديس (طبعه أحمد بوشمال سنة 1948 م، ثم طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1982 م في كتاب عنوانه "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير").
4- مجالس التذكير من حديث البشير النذير (طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1983 م).
5- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية (طبعه تلميذه محمّد الصالح رمضان سنة 1963 م، ثم أعيد طبعه مرتين عامي 1966 م و1990 م، كما طبعه الشّيخ محمّد الحسن فضلاء سنة 1984 م).
6- رجال السلف ونساؤه (طبعه محمّد الصالح رمضان وتوفيق محمّد شاهين سنة 1966 م)
7- مبادئ الأصول (حققه الدكتور عمار طالبي ونشره سنة 1988 م، كما درسه وحققه الشّيخ أبي عبد المعز محمّد علي فركوس، وقدمه للطبع والنشر سنة 2001 م بعنوان "الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول").
أما باقي الآثار الأخرى فقد نشرت كلها في شكل مقالات ومحاضرات وخطب وقصائد شعرية في صحف "النّجاح" و"المنتقد" و"الشّهاب" و"السّنّة المحمّدية" و"الشّريعة المطهّرة" و"الصّراط السّويّ" و"البصائر".
مواضيع مماثلة
» ابن باديس رحمه الله أشعري مالكي
» تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
» الإمام ابن باديس رحمه الله لم يكن يوما كماليا.. و لا ظهيرًا للكماليِّين
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
» تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
» الإمام ابن باديس رحمه الله لم يكن يوما كماليا.. و لا ظهيرًا للكماليِّين
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى