تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
صفحة 1 من اصل 1
تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
ما ابن باديس رحمه الله إلا حلقة واحدة في جملة سعي الوهابية -خليفة الحشوية- إلى كتابة تاريخ جديد لهم، حيث أنهم لا يملكون إلا واحدا ملطخا بالمساوئ والقتل والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والافتراء على العلماء والعامة، فقريبا كان أبو الحسن الأشعري رحمه الله، وقالوا أنه صنف الإبانة على مذهبهم فإن قلنا لهم تعالوا نحتكم إليها فروا فرارهم من المجذوم لعلمهم أنها لا تفضح إلا مذهبهم -رغم أن النسخ المتداولة منها مضطربة-، ثم كان ابن أبي زيد القيرواني الذي تعلقوا منه بكلمة في الرسالة وأعرضوا عن سائر كلماته الأخر، وطاروا بها أيما مطير، وفضحهم الله بشرح القاضي عبدالوهاب لعقيدته، وكذلك فعلوا مع ابن عبدالبر وابن العربي والقرطبي وجماعة.
وكان أعظم من تعلقوا به الإمام ابن الجوزي، إذ لما رأوا إنكارا منه على الأشاعرة وإنكارا منه على الصوفية حسبوه واحدا من رموزهم وواحدا من أعيانهم، فلما رأوا دفعه بـ"أكف التنزيه" لـ"شبه التشبيه" أعرضوا ونأوا، وما علموا أنه إنما أنكر آراءا كذبها على الأشاعرة من يعاديهم، وأن إنكاره على المتصوفة إنما هي من وجهة نظر فقهية صرفة، حيث كان منبها ومفتيا في أغلاط المتصوفة لا منكرا على التصوف من جهة أنه بدعة في الشريعة الإسلامية كما يقول هؤلاء.
أما ابن باديس رحمه الله، فالأمر لا يعدو ما قال الأخ عبدالرحمن، فهؤلاء لما لم يجدوا في الجزائر من يخرج عن قول ابن عاشر:
في عقد الأشعري وفقه مالك * * * وفي طريقة الجنيد السالك
فصاروا يبحثون في تاريخ الجزائر عن حشوي واحد فأعجزهم ذلك، فعدلوا إلى البحث عن رجل ذي شأن تتلمذ لديهم وكان له أثر في حياة الجزائر فما وجدوا، فلجؤوا إلى البحث عن رجل وافقهم في مواقف محددة رغم أن خلفيته غير خلفيتهم، فوجدوا في أمثال المشايخ الكبار كعبدالقادر المجاوي والمولود بن الموهوب وعبدالحليم بن سماية وعبدالحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والفضيل اسكندر ومصطفى فخار والحسين سليماني ونظرائهم رحمهم الله جميعا وأعلى مقامهم، فهؤلاء كانوا يحاربون الصوفية، أو بالأحرى بعض مظاهر الصوفية التي طرأت على التصوف في الجزائر، والتي كانت جزءا من معاناة شعبها، كالقول بأن الاستعمار قضاء الله، يجب الرضا به، ومحاربته محاربة لقضائه ونحو هذا من الأفكار التي روج لها الفرنسيون كثيرا بواسطة بعض مشايخ الطرق مقابل بعض المزايا الخاصة.
ذلك أن الاستعمار فطن بعد لأي أن كل حركات المقاومة في الجزائر كانت تنطلق من الزوايا، ويقودها شيوخها أو مُقدَّموها كالأمير عبدالقادر، والمقراني والحداد، وأولاد سيدي الشيخ، وفاطمة نسومر وغيرهم رحمهم الله، فأرادوا استبدال هذا النوع من الزوايا بنوع آخر يمهد للاستعمار ويوطد له الدعائل ويذلل له السبل، ومن أجل هذا حارب من حارب من أولئك العلماء التصوف لأنه كان في تلك الفترة وبذلك المفهوم أفيونا للشعوب.
ووهابية هذا الزمان جعلوا دعوة ابن باديس تأثرا بدعوة شيخهم، وشتان بين الدعوتين في المنهج والأسلوب والطريقة، وإنما لجؤوا إلى هذا الكذب من أجل أن يلقى قولهم قبولا لدى الناس، فتراهم يدرسون العقائد الإسلامية لأنها مختصرة ومعرضة عن كثير من قضايا الخلاف، فيحملونها ما حملوه عقيدة الطحاوي رحمه الله، وإنما يعرضون عن "تفسيره" الذي كان ابن العربي والقرطبي أحد أهم مصادره، وشرحه للحديث الذي تظهر فيه أشعريته واضحة تماما.
ثم حين لقت دعوتهم قبولا بين الناس عادوا على الشيخ بالنقض والإخراج عن مذهب السلف فألفوا في الرد عليه، وفي نقض صنائعه، بل جعلوا جمعية العلماء وسيلة من وسائل الصد عن سبيل الله وجمعية الجهلاء كما سمعناه من مقدميهم في الجامعة؛ فألفت نورة حسن غاوي كتابا فيه: "الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي"، حكمت فيه عليه بأنه غير سلفي وسردت من دلائل ذلك: 1-وجود الإباضية في جمعيته، 2-إصراره على بدعة المولد، 3- موقفه من مسألة والدي النبي صلى الله عليه وسلم، 4- رده خبر الواحد في العقائد، 5-إقراره التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم...وهذا الرأي هو السائد الآن بين أوساط وهابية وسط وغرب الجزائر.
كما ألف محمد الصميلي في الرد على زعيم الوهابية الجزائرية في يومنا هذا محمد فركوس المدرس بالجامعة الجزائرية جعل من أسباب وجوب إسقاطه:
]...تجد أخي الفاضل على واجهة الكتاب [يعني كتاب فركوس "فتح المأمول شرح مبادئ الأصول"] بعد العنوان قوله: {إملاء الإمام عبد الحميد بن باديس القسنطيني الجزائري...} ، وهذا العنوان براق كما ترى وفيه تزكية لرجل قد أفضى إلى ربه لكن له طوام عقدية لايعلمها إلا الله ثم من فلى آثاره وكتبه ؛ ولامانع أن أعطيك بعضها ... * إقراره لحرية الأديان ودعوته للشعب الجزائري بأن يكون ضد كل متعصب ضد أي دين ... * ومن طوامه كذلك ضُعف عقيدة الولاء والبراء لديه... ويُثني على المبتدعة الضلال من إباضية وصوفية ، ويتبجح بالديمقراطية! ويصف الصحابي الجليل الغفاري أبي ذر بأنه أول إشتراكي و رده لحديث الآحاد في العقيدة ووو ... إلخ....
فهل بعد معرفة هذه الطوام - بل تكفي واحدة! – يقال عنه إمام ومُجدد !!! والمستغرب أن الدكتور- هداه الله- لقبه بالمجدد والعلامة السلفي ! ولم يدري الأصولي!!! أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره !!؛ كيف تحكم – يا دكتور!!- على أديب ومفكر سياسي بهذا الحكم الذي لا يُطلق إلى على العلماء الجهابذة النقاد وأئمة الإسناد!!!، ألم تقرأ كلام الأئمة في هذا ؟!! لماذا لا تدرس دراسة دقيقة أصولية!! لهذه الشخصية الجزائرية؟؟؟....[/align]
اهـ من كتابه:الرد على الضغبوس محمد علي فركوس
ويكفيك موقفهم من جمعية علماء المسلمين الحالية لتعرف موقفهم من جمعية العلماء السابقة، وتعرَّف موقفهم من رموز هذه الحركة في العصر الحالي كعبدالرحمن شيبان ومحمد الهادي الحسني وغيرهم، وتقصَّ أخبارهم في الجامعات لتعرف صدق هذه النسبة وهذا الإلحاق.
[line]
بقيت إشارة واحد ذكرها شيخنا عبدالرحمن في ما كتب أعلاه عن الكتاني الذي كان يرد الجزائر مناظرا وأبهمه شيخنا، وأظنه الشيخ عبدالحي الكتاني رحمه الله فهو الذي كان يزور الجزائر باستمرار وللشيخ البشير الإبراهيمي ردود عليه وتعقيبات في جريدة البصائر، فلو حققت شيخنا في هذا لأفدتنا كثيرا، كما لو أنك أضفت وأفضت عن علاقة الزاوية العلاوية مع جمعية العلماء لكان ذلك مهما لنا.
منقول من قلم الطاهر عمر الطاهر
14-01-2006, 16:58 في aslein.net
وكان أعظم من تعلقوا به الإمام ابن الجوزي، إذ لما رأوا إنكارا منه على الأشاعرة وإنكارا منه على الصوفية حسبوه واحدا من رموزهم وواحدا من أعيانهم، فلما رأوا دفعه بـ"أكف التنزيه" لـ"شبه التشبيه" أعرضوا ونأوا، وما علموا أنه إنما أنكر آراءا كذبها على الأشاعرة من يعاديهم، وأن إنكاره على المتصوفة إنما هي من وجهة نظر فقهية صرفة، حيث كان منبها ومفتيا في أغلاط المتصوفة لا منكرا على التصوف من جهة أنه بدعة في الشريعة الإسلامية كما يقول هؤلاء.
أما ابن باديس رحمه الله، فالأمر لا يعدو ما قال الأخ عبدالرحمن، فهؤلاء لما لم يجدوا في الجزائر من يخرج عن قول ابن عاشر:
في عقد الأشعري وفقه مالك * * * وفي طريقة الجنيد السالك
فصاروا يبحثون في تاريخ الجزائر عن حشوي واحد فأعجزهم ذلك، فعدلوا إلى البحث عن رجل ذي شأن تتلمذ لديهم وكان له أثر في حياة الجزائر فما وجدوا، فلجؤوا إلى البحث عن رجل وافقهم في مواقف محددة رغم أن خلفيته غير خلفيتهم، فوجدوا في أمثال المشايخ الكبار كعبدالقادر المجاوي والمولود بن الموهوب وعبدالحليم بن سماية وعبدالحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والفضيل اسكندر ومصطفى فخار والحسين سليماني ونظرائهم رحمهم الله جميعا وأعلى مقامهم، فهؤلاء كانوا يحاربون الصوفية، أو بالأحرى بعض مظاهر الصوفية التي طرأت على التصوف في الجزائر، والتي كانت جزءا من معاناة شعبها، كالقول بأن الاستعمار قضاء الله، يجب الرضا به، ومحاربته محاربة لقضائه ونحو هذا من الأفكار التي روج لها الفرنسيون كثيرا بواسطة بعض مشايخ الطرق مقابل بعض المزايا الخاصة.
ذلك أن الاستعمار فطن بعد لأي أن كل حركات المقاومة في الجزائر كانت تنطلق من الزوايا، ويقودها شيوخها أو مُقدَّموها كالأمير عبدالقادر، والمقراني والحداد، وأولاد سيدي الشيخ، وفاطمة نسومر وغيرهم رحمهم الله، فأرادوا استبدال هذا النوع من الزوايا بنوع آخر يمهد للاستعمار ويوطد له الدعائل ويذلل له السبل، ومن أجل هذا حارب من حارب من أولئك العلماء التصوف لأنه كان في تلك الفترة وبذلك المفهوم أفيونا للشعوب.
ووهابية هذا الزمان جعلوا دعوة ابن باديس تأثرا بدعوة شيخهم، وشتان بين الدعوتين في المنهج والأسلوب والطريقة، وإنما لجؤوا إلى هذا الكذب من أجل أن يلقى قولهم قبولا لدى الناس، فتراهم يدرسون العقائد الإسلامية لأنها مختصرة ومعرضة عن كثير من قضايا الخلاف، فيحملونها ما حملوه عقيدة الطحاوي رحمه الله، وإنما يعرضون عن "تفسيره" الذي كان ابن العربي والقرطبي أحد أهم مصادره، وشرحه للحديث الذي تظهر فيه أشعريته واضحة تماما.
ثم حين لقت دعوتهم قبولا بين الناس عادوا على الشيخ بالنقض والإخراج عن مذهب السلف فألفوا في الرد عليه، وفي نقض صنائعه، بل جعلوا جمعية العلماء وسيلة من وسائل الصد عن سبيل الله وجمعية الجهلاء كما سمعناه من مقدميهم في الجامعة؛ فألفت نورة حسن غاوي كتابا فيه: "الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي"، حكمت فيه عليه بأنه غير سلفي وسردت من دلائل ذلك: 1-وجود الإباضية في جمعيته، 2-إصراره على بدعة المولد، 3- موقفه من مسألة والدي النبي صلى الله عليه وسلم، 4- رده خبر الواحد في العقائد، 5-إقراره التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم...وهذا الرأي هو السائد الآن بين أوساط وهابية وسط وغرب الجزائر.
كما ألف محمد الصميلي في الرد على زعيم الوهابية الجزائرية في يومنا هذا محمد فركوس المدرس بالجامعة الجزائرية جعل من أسباب وجوب إسقاطه:
]...تجد أخي الفاضل على واجهة الكتاب [يعني كتاب فركوس "فتح المأمول شرح مبادئ الأصول"] بعد العنوان قوله: {إملاء الإمام عبد الحميد بن باديس القسنطيني الجزائري...} ، وهذا العنوان براق كما ترى وفيه تزكية لرجل قد أفضى إلى ربه لكن له طوام عقدية لايعلمها إلا الله ثم من فلى آثاره وكتبه ؛ ولامانع أن أعطيك بعضها ... * إقراره لحرية الأديان ودعوته للشعب الجزائري بأن يكون ضد كل متعصب ضد أي دين ... * ومن طوامه كذلك ضُعف عقيدة الولاء والبراء لديه... ويُثني على المبتدعة الضلال من إباضية وصوفية ، ويتبجح بالديمقراطية! ويصف الصحابي الجليل الغفاري أبي ذر بأنه أول إشتراكي و رده لحديث الآحاد في العقيدة ووو ... إلخ....
فهل بعد معرفة هذه الطوام - بل تكفي واحدة! – يقال عنه إمام ومُجدد !!! والمستغرب أن الدكتور- هداه الله- لقبه بالمجدد والعلامة السلفي ! ولم يدري الأصولي!!! أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره !!؛ كيف تحكم – يا دكتور!!- على أديب ومفكر سياسي بهذا الحكم الذي لا يُطلق إلى على العلماء الجهابذة النقاد وأئمة الإسناد!!!، ألم تقرأ كلام الأئمة في هذا ؟!! لماذا لا تدرس دراسة دقيقة أصولية!! لهذه الشخصية الجزائرية؟؟؟....[/align]
اهـ من كتابه:الرد على الضغبوس محمد علي فركوس
ويكفيك موقفهم من جمعية علماء المسلمين الحالية لتعرف موقفهم من جمعية العلماء السابقة، وتعرَّف موقفهم من رموز هذه الحركة في العصر الحالي كعبدالرحمن شيبان ومحمد الهادي الحسني وغيرهم، وتقصَّ أخبارهم في الجامعات لتعرف صدق هذه النسبة وهذا الإلحاق.
[line]
بقيت إشارة واحد ذكرها شيخنا عبدالرحمن في ما كتب أعلاه عن الكتاني الذي كان يرد الجزائر مناظرا وأبهمه شيخنا، وأظنه الشيخ عبدالحي الكتاني رحمه الله فهو الذي كان يزور الجزائر باستمرار وللشيخ البشير الإبراهيمي ردود عليه وتعقيبات في جريدة البصائر، فلو حققت شيخنا في هذا لأفدتنا كثيرا، كما لو أنك أضفت وأفضت عن علاقة الزاوية العلاوية مع جمعية العلماء لكان ذلك مهما لنا.
منقول من قلم الطاهر عمر الطاهر
14-01-2006, 16:58 في aslein.net
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الإثنين فبراير 15, 2016 1:53 pm عدل 2 مرات
رد: تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
رد الاخ عبد الرحمن عبد المجيد اليعلاوي
14-01-2006, 21:03
بارك الله فيك سيدي الطاهر عمر الطاهر ما اجمل ما اسهبت و زادك الله نورا على نور يا طيب.
بالنسبة للعلامة عبد الحليم بن سماية لم يرد سيدي على أي شيخ صوفي و هو شيخ التصوف و الفقه في الجامع الكبير الذي كان يفتي فيه.
و في علمنا سيدي كان هناك شيخ واحد من زاوية بن حملاوي الذي وافق فرنسا و الذين قالوا انها من قدر الله كانوا ايام الامير عبد القادر فقاتلهم و قال لهم انا كذلك من قدر الله عليكم فانقادوا بالسيف تحت لوائه.
أما عن الشيخ الكتاني فشيخي الذي أخبرني بما حظره و سمعه من ابن باديس توفى منذ سنين و كان رحمانيا قال لي أن تلامذة ابن باديس كانوا يزورون زاويتهم و يتبادلون النشاطات الثقافية بينهم و الجمعية .
سألت الشيخ حمزة الكتاني عن أمور تتعلق بعلاقة الكتانيين و الجمعية فلم يكن عنده علم بتفاصيل العلاقة بينهما و ان سمحت الفرصة سنسأله ان شاء الله ثانية ان كان العلامة عبد الحي هو الذي كان ياتينا ليناظر العقبي . و أغلب ظني أنه هو للاتفاق الزمني بين العقبي و بينه انذاك.
14-01-2006, 21:03
بارك الله فيك سيدي الطاهر عمر الطاهر ما اجمل ما اسهبت و زادك الله نورا على نور يا طيب.
بالنسبة للعلامة عبد الحليم بن سماية لم يرد سيدي على أي شيخ صوفي و هو شيخ التصوف و الفقه في الجامع الكبير الذي كان يفتي فيه.
و في علمنا سيدي كان هناك شيخ واحد من زاوية بن حملاوي الذي وافق فرنسا و الذين قالوا انها من قدر الله كانوا ايام الامير عبد القادر فقاتلهم و قال لهم انا كذلك من قدر الله عليكم فانقادوا بالسيف تحت لوائه.
أما عن الشيخ الكتاني فشيخي الذي أخبرني بما حظره و سمعه من ابن باديس توفى منذ سنين و كان رحمانيا قال لي أن تلامذة ابن باديس كانوا يزورون زاويتهم و يتبادلون النشاطات الثقافية بينهم و الجمعية .
سألت الشيخ حمزة الكتاني عن أمور تتعلق بعلاقة الكتانيين و الجمعية فلم يكن عنده علم بتفاصيل العلاقة بينهما و ان سمحت الفرصة سنسأله ان شاء الله ثانية ان كان العلامة عبد الحي هو الذي كان ياتينا ليناظر العقبي . و أغلب ظني أنه هو للاتفاق الزمني بين العقبي و بينه انذاك.
رد: تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
هذه المشاركة منقولة من منتدى الأزهريين للمسمى عبد الله ياسين
بسم الله والصلاة والسلام على سيّد الأنام محمّد بن عبد الله النبيّ العدنان عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام
رب يسّر وأعن
شاع عندنا مؤخّراً في الجزائر، على حين غفلةٍ من النّخبة الفكريّة ثمّ بسطوة دعائيّة وهابيّة وتقاعس بل سكوت من الجهات المعنيّة، بأنّ الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله كان على مُعتقد ما بات يُسمى زوراً وبهتاناً في هذه الأيام العجاف بعقيدة السلف، أو ما ينبغي أن يُطلق عليه من باب "تسمية الأسماء بمسمّياتها" بعقيدة التشيبه والتجسيم في حقّ الباري جلّ وعلا، يصف واجب الوجود والرب المعبود وخالق كلّ شيء بالحلول في مكان غير مخلوق، عدمي غير موجود!!!، وأنّه جلّ وتقدّس ينزل إلى السماء الدّنيا النّزول المعروف الذي هو على ظاهره اللّغوي القاموسي بمعنى النّقلة وقطع المسافة، إلى غيره من عقائد المجسمة والمشبهة المدوّنة في كتب الملل والنّحل، أعاذنا الله وإيّاكم من اعتقاد الضلال ووصف المولى جلّ وعلا بالمحال.
والحق أنه لا يصعب على الباحث النّزيه الذي يتجرّد لطلب الحق لا إرضاء الخلق ويتحرّى في سبيل ذلك المنهجيّة العلميّة البعيدة عن الانسياق وراء العواطف و الميولات، أن يتبيّن بوضوح أنّ منهج الشيخ ابن باديس بريء من هذا المذهب المنحرف والخبط المعتسف، براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما وعلى نبيّنا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
نعم المنهج العام للجمعيّة، يتّفق أو بالأحرى يتقاطع مع منهج السلفيّة الوهابيّة في مسائل القبور والتبرّك وكذلك التشدّد في بعض المسائل الفرعيّة المُحتملة، ولا يخفى على لبيب أنّ السلفيّة الوهابيّة تسلّلت إلى الجزائر تحت عباءة جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ومن هذا الباب بالأخص، ولتحرير هذا التقرير موضع آخر ليس هذا المقال موطن بسطه.
فهل كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يعتقد أنّ ربه في مكان عدمي غير مخلوق ؟!
والجواب في استعراض هذه النّقاط :
أولاً: رسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ" هي عبارة عن مجموعة من الدّروس في العقيدة كان أملاها الشيخ عبد الحميد بن باديس على تلامذته بالجامع الأخضر في قسنطينة، وقد قام بروايتها والتعليق عليها تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان رحمه الله مُدير التعليم الديني بوزارة الأوقاف سابقاً، وقد قامت بنشرها مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما (انظر الوثيقة رقم 01)
ثانياً: قام الشيخ محمّد الصالح رمضان بوضع توضيحات على آيات الاستواء والفوقيّة التي كان يستشهد بها شيخه عبد الحميد بن باديس في مواضع من عقيدته، فكانت تعليقاته موافقة لعقيدة التنزيه ومخالفة لعقيدة التشبيه بمائة وثمانين درجة، وإليك البيان :
(أ) أما الفوقيّة: فعند استشهاد المصنِّف بقوله تعالى (النّحل : 50) : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }، علّق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان بقوله : ((مِنْ فَوْقِهِمْ :الفَوْقِيَّة مَعْنَوِيَّة،فَاللهُ سُبْحَانَهُ لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان.)).انتهى بحروفه من رسالة [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، رواية وتعليق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان، من تعليق للشيخ محمّد الصالح رمضان نفسه على هامش صفحة 99 ] (انظر الوثيقة رقم 02)
(بـ) وأما الاستواء على العرش: فقد علّق الشيخ محمّد الصالح رمضان، عند استشهاد شيخه ابن باديس بقوله تبارك وتعالى ( الرعد : 2) :{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }، فقال رحمه الله : ((الاسْتِوَاء : استِوَاءٌ يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلاَلِهِ، وَلَيْسَ كَاسْتِوَاءِ الخَلْقِ الذِي مَعْنَاهُ التَّمَكُّن. والعرش: مخلوق عظيم لله تعالى وهو أعلا المخلوقات وأوَّلها، وهو سرير الملك: قال تعالى: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ)، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ). والرَّوَاسِي: الجِبَال الثَّوَابِت الشَّوَامِخ الرَّوَاسِخ. وثُمَّ لِعَطْفِ الجُمَل لاَ غَيْر، وَلَيْسَت للِتَّرْتِيب)).انتهى من [ نفس المصدر المذكور أعلاه صفحة 68 ] (انظر الوثيقة رقم 03)
فقوله رحمه الله : "استِوَاءٌ يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلاَلِهِ"، فيه إثبات لصفة الاستواء على الوجه اللائق بربنا جلّ وعلا، وأما قوله :"وَلَيْسَ كَاسْتِوَاءِ الخَلْقِ الذِي مَعْنَاهُ التَّمَكُّن" فيه نفيٌ للمعاني اللّغوية الباطلة للاستواء كالاستقرار والجلوس وإثبات تحيّز الباري جلّ وعلا في جهة ومكان، فكلّ ذلك عند العقلاء من معاني ولوازم "التمكّن" بلا شك، فيخلص من كلامه رحمه الله، أنّه يُثبت صفة الاستواء على مُراد الله وهذا بعد تجريد كل المعاني الباطلة الغير لائقة بربنا تبارك وتعالى، وهذا مذهب المفوّضة من أهل التنزيه.
قال الحافظ البيهقي -رحمه الله- مشيرا إلى التفويض أحد مذهبي أهل السنة في الصفات الموهمة للتشبيه [ الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة، صفحة 44، دار العهد الجديد للطباعة ] : ((وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا - يقصد المتشابه في الصفات -، ولم يتكلّم أحدٌ من الصحابة والتّابعين في تأويله على قسمين : منهم من قبله وآمن به ولم يؤوّله، ووَكَّل علمه إلى الله، ونفى الكيفيّة والتّشبيه عنه. ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه يصحّ استعماله في اللّغة، ولا يناقض التوحيد")).انتهى
ثم قال الحافظ البيهقي رحمه الله في نفس السياق موضّحاً طريقة أهل السنة في الإثبات (وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشئٍ من خلقه، لكنّهُ مُستوٍ على عرشِهِ كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأنّ إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأنّ مجيئه ليس بحركة، وأنّ نزوله ليس بنقلة، وأنّ نفسه ليس بجسم، وأنّ وجهه ليس بصورة، وأنّ يده ليست بجارحة، وأنّ عينه ليست بحدقة، وإنّما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى[الشورى:11]:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقال [الإخلاص:4]:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} و قال [مريم:65]: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا})).انتهى
وقول الشيخ محمّد الصالح رمضان بأنّ : "ثُمَّ" في الآية هي "لِعَطْفِ الجُمَل لاَ غَيْر، وَلَيْسَت للِتَّرْتِيب"، فيه مُخالفة صريحة لمذهب المجسّمة وتنزيه واضح لله عن الزّمان، فسبحان من لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان.
ثالثاً: قامت "دار الفتح بالشارقة" بإعادة طبع رسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ" مع تعليقات راويها محمّد الصالح رمضان، ولكن بعض توضيحات الشيخ لم تكن على مشرب النّاشر هداه مولاه، فحشر قلمه في غير محشر وراح يغلّط راوي عقيدة الشيخ ابن باديس أو بالأحرى يُغالط السذّج والعوام !، فقال مباشرةً بعد قول الشيخ محمّد الصالح رمضان (مِنْ فَوْقِهِمْ :الفَوْقِيَّة مَعْنَوِيَّة، فَاللهُ سُبْحَانَهُ لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان))، ما نصه : ((هَذِه العبارة - يقصد تعليق الشيخ محمّد الصالح رمضان السابق - توهم معنى غير الذي عناه الشيخ، والفصل : أنّ الفوقيّة على الحقيقة كما هو ثابت بلا كيف. وعبارة "لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان" من كلام المتكلِّمة التي يلزم عدم الخوض فيه.))!!!.انتهى، وهكذا أصبح النّاشر "دار الفتح بالشارقة" أعلم بمقصود الشيخ ابن باديس من الفوقيّة، من تلميذه وراوي عقيدته الشيح محمّد الصالح رمضان، ولله في خلقه شؤون !!! (انظر الوثيقة رقم 04 )
رابعاً: في الحقيقة كلام النّاشر "دار الفتح بالشارقة" تلبيس وتدليس واضح، بل غمغمة للحقائق مكشوفة العوار ، فالشيخ محمّد الصالح رمضان أكّد في مُقدّمة الكتاب أنّ تعليقاته على عقيدة شيخه لا تخرج في مجموعها ولا في تفصيلها عن روح شيخه عبد الحميد بن باديس، وهذا يدحض بقوة ادّعاء النّاشر أعلاه، وإن تعجب فاعجب منه وهو الذي يُفترض بأنّه على دراية بهذا التصريح المنشور في مقدمة الكتاب الذي نشره ولكن "حُبّك للشيء يُعمِي ويُصِم" !!!، نسأل الله العافية
قال الشيخ محمّد الصالح رمضان في مقدّمة الرسالة (وحِفْظاً لأمانة النّقل ومراعاة لحق الغائب، رأيتُ من واجبي أن ألفتَ الأنظار إلى أنّي حافظتُ على الأصل في تبويبه وترتيبه وعناوينه كما أملاه صاحبه في الفترة المذكورة وما أضفت إليه سوى ترقيم أوائل الدُّروس والمواضيع، أما الأحاديث فقد خرَّجَها صاحبها إلاّ القليل النَّادر فقد خَرَّجتهُ داخل المتن أو خارجهُ، وزدت على العناوين الأصليَّة والفرعيَّة عناوين إضافيَّة وضعتُها في الهامش، أمَّا التعَالِيق وَالحَوَاشِي التِي رَأَيْتُ أنَّهَا ضَرُورِيَّة مُتَمِّمَة للأَصْلِ فَقَدْ جَعَلْتُهَا أَسْفَلَ الصَّفَحَاتِ مَفْصُولاً بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَتْنِ بِخَطٍ أُفُقِي وَأَسْتَطِيعُ أَنْ أُؤَكِّد بِأِنَّهَا لَمْ تَخْرُج فِي مَجْمُوعِهَا وَتَفْصِيلِهَا عَنْ رُوحِ ابْن بَادِيسرَحمَِهُ الله وَأَرْضَاه.)). انتهى بحروفه من مقدّمة الشيخ محمّد الصالح رمضان على رسالة [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 13-14 ] (انظر الوثيقة رقم 05)، والتصريح ذاته تجده في الصفحة 7 من "طبعة دار الفتح الشارقة" !!!
فتأّمّل يا طالب الحق كيف أن التلميذ يتحرى العناية في النّقل، والأمانة العلميّة في التعليق على عقيدة شيخه، إلى درجة التصريح بأنّ التوضيحات والتعليقات التي وضعها لا تعارض روح شيخه ابن باديس رحمه الله، والنّاشر في "دار الفتح بالشارقة" الذي لم يحضر تلك الدروس لابن باديس ولا سمع شرحه عليها، يكذّب الرّاوي الشاهد !
ومن باب التنزّل، يُقال :
توضيحات الشيخ محمّد الصالح رمضان في مسألة الفوقيّة أو الاستواء، لا يخلو أن تكون:
1) من تعليمات الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه، تلقاها طلبته منه في ثنايا الدّروس، إما من باب الشرح والاسترسال في البيان أو دفعاً لإيهام و رفعاً لالتباس أو جواباً على استشكال أو غيره من الأمور المحتملة في مثل هذا المقام، فدوّن طلبته ما فهموه من فوائد وفرائد، وأودعوها وفق الأمانة العلميّة كهوامش مبيّنة لقول صاحبها المصنِّف.
2) من التلميحات الصريحة للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، ففُهم مُراده بالقرائن القويّة والأمارات الجليّة.
3) لم يتكلّم الشيخ رحمه الله فيها بنفي ولا بإثبات، فلم يعرّج عليها لا تصريحاً ولا تلميحاً، بل ترك الأمر بين بين، مُشكلاً مُبهماً، فلم يوضّح لطلبته المعاني الفاسدة من جملة المعاني اللّغويّة المُحتملة من الفوقيّة أو الاستواء، كما أنه لم يكشف لهم عمّا يُفترض أنه عقيدة السلف عند المشبّهة والمجسّمة : الفوقيّة في حقّه تبارك وتعالى هي فوقيّة حسيّة بالمسافة، والاستواء هو الاستقرار والجلوس !
وبالتالي فالتوضيحات من كيس الطلبة تلزمهم هم وحدهم، وليست بالضرورة عقيدة شيخهم !
4) أشار الشيخ رحمه الله إلى الفوقيّة الحسيّة والاستواء بمعنى الاستقرار، ولكن طلبته لم يفهموا مقصوده فصرّحوا بعكس مُراده !
5) صرّح الشيخ ابن باديس وفق المنهج المتبّع في تدريس العقيدة السلفيّة الوهابيّة، بما يُعرف بأنه عقيدة السلف عند المشبّهة والمجسّمة، ولكن صرّح طلبته بالعكس !
فأمّا القول الأوّل فلا غبار عليه والثاني جدّ قويّ، ويعضدهما تصريح الشيخ محمّد الصالح رمضان المذكور أعلاه، أضف إليه أنّ هذه التعليقات لقيَت ترحيباً وقبولاً بل وترويجاً من أخص طلبة الشيخ ابن باديس الآخرين، ممّن حضروا هم أيضاً تلك الاملاءات وتلقوها مشافهة منه رحمه الله تعالى، كالمفتي السابق الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله ومحمّد الحسن فضلاء رحمه الله وغيرهم، ثمّ إنّ هؤلاء الشهود والزملاء في التحصيل العلمي لم يُعرف منهم اعتراض، ولم يُدوّن أحدهم تكذيب ولا حتى امتعاض، بل إقرار وتصديق حتى أنّ الشيخ محمّد الحسن فضلاء طبع هو الآخر عقيدة شيخه ابن باديس، فلم يخرج على ما قرّره ووضّحه الشيخ محمّد الصالح رمضان.
وأمّا القول الثالث فهو جدّ ضعيف وعاطل، إذ حاصله أنّ الشيخ ابن باديس طبع طلبته عكس المُعتقد الصحيح حتى شاع فيهم بل ذاع في مجموع أفرادهم عكس ما يُفترض بأنه المُعتقد المستقيم والمنهج السليم !، بل الأمر يربو إلى درجة أن لم يثبت وأن صوّب أو استدرك أو صرّح أحدٌ من طلبة الشيخ ابن باديس، بعكس ما علّق عليه تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان في مسألة الفوقيّة والاستواء، ثمّ إنّه وكما هو معلوم حتى عند المُخالف أنّ البيئة العلميّة آنذاك مُعظمها على عقيدة التنزيه أي تنزيه الله عن الفوقيّة الحسيّة والجهة والمكان، فيلزم منه والأمر كذلك أنّ الشيخ ابن باديس ترك طلبته عرضة أمام ما يُسمّى زوراً وبهتاناً بعقيدة التعطيل والتجهيل، فغمغم رحمه الله على طلبته ما يُفترض أن يُسلّحهم به في أمسّ الحاجات والأوقات وأحلك الظلمات !.
وأمّا القول الرابع فيُقال فيه نفس ما يُقال في الخامس، فهو واضح البُطلان ولا يحتاج إلى تدليل ولا بُرهان، إذ لا يستقيم عند من له أدنى مسكة عقل أن يشذّ كلّ هؤلاء الطلبة جملةً واحدةً في فهم مقصود شيخهم من الاستواء والفوقيّة ويصرّحوا في معرض نقل عقيدة معلّمهم، بعكس بُغيته ومُراده !، بل يلزم من القول الرابع تواطؤ فطاحل تلامذة الشيخ وهم روّاة ونقلة عقيدة الرجل إلينا، على التلبيس والتدليس، كما يلزم من القول الخامس تواطؤهم على الكذب والعياذ بالله !.
خامساً: الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورفيق الشيخ ابن باديس، وأعرفهم بعقيدة الرئيس، قام بكتابة تقديم لرسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ"، فأقرّ تعليقات الشيخ محمّد الصالح رمضان وباركها ولم يعقّب عليها بشيء، وتقديمه مطبوع في مُقدّمة الرسالة، وهو دليل واضح على أنّه هو الآخر لا يعتقد أنّ الله فوقنا فوقيّة حسيّة، ولا أنّ الاستواء عنده بمعنى التمكّن أي الاستقرار والجلوس كما هو معروف من عقائد السلفيّة المجسّمة، والتقديم ذاته مدرج أيضاً في طبعة "دار الفتح بالشارقة" !
يقول الشيخ البشير الإبراهيمي في تقديم الرسالة : ((كما وصلت هذه الأمالي بعنَايَة الأستَاذ المُوَفَّق محمّد الصالح رمضان القنطري، فإنّهًُ تَلَقى هذه الدُّرُوس ونَقَلهَا مِن إِلقَاءِ الإمَام واسْتَأْذَنَه فِي التعلِيقِ عَلَيْهَا ونَشْرِهَا للانْتِفَاعِ بِهَا، فَجَزَاهُ الله خَيْرَ الجَزَاء)).انتهى من [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، رواية وتعليق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 17 ] (انظر الوثيقة رقم 06)
سادساً : قال الشيخ ابن باديس : (( نُثْبِتُ لَهُ تَعَالَى مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، مِنْ ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ. وَنَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ نَزِيدُ عَلَيْهِ، وَنُنَزِّهُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ مُمَاثَلَةِ أَوْ مُشَابَهَةِ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ. وَنُثْبِتُ الاِسْتِوَاءَ وَالنُّزُولَ وَنَحْوَهُمَا، وَنُؤْمِنُ بِحَقِيقَتِهِمَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ، وَبِأَنَّ ظَاهِرَهَا المُتَعَارَفَ فِي حَقِّنَا غَيْرُ مُرَادٍ.)).انتهى من [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 73-74 ] (انظر الوثيقة رقم 07)
بسم الله والصلاة والسلام على سيّد الأنام محمّد بن عبد الله النبيّ العدنان عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام
رب يسّر وأعن
شاع عندنا مؤخّراً في الجزائر، على حين غفلةٍ من النّخبة الفكريّة ثمّ بسطوة دعائيّة وهابيّة وتقاعس بل سكوت من الجهات المعنيّة، بأنّ الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله كان على مُعتقد ما بات يُسمى زوراً وبهتاناً في هذه الأيام العجاف بعقيدة السلف، أو ما ينبغي أن يُطلق عليه من باب "تسمية الأسماء بمسمّياتها" بعقيدة التشيبه والتجسيم في حقّ الباري جلّ وعلا، يصف واجب الوجود والرب المعبود وخالق كلّ شيء بالحلول في مكان غير مخلوق، عدمي غير موجود!!!، وأنّه جلّ وتقدّس ينزل إلى السماء الدّنيا النّزول المعروف الذي هو على ظاهره اللّغوي القاموسي بمعنى النّقلة وقطع المسافة، إلى غيره من عقائد المجسمة والمشبهة المدوّنة في كتب الملل والنّحل، أعاذنا الله وإيّاكم من اعتقاد الضلال ووصف المولى جلّ وعلا بالمحال.
والحق أنه لا يصعب على الباحث النّزيه الذي يتجرّد لطلب الحق لا إرضاء الخلق ويتحرّى في سبيل ذلك المنهجيّة العلميّة البعيدة عن الانسياق وراء العواطف و الميولات، أن يتبيّن بوضوح أنّ منهج الشيخ ابن باديس بريء من هذا المذهب المنحرف والخبط المعتسف، براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما وعلى نبيّنا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
نعم المنهج العام للجمعيّة، يتّفق أو بالأحرى يتقاطع مع منهج السلفيّة الوهابيّة في مسائل القبور والتبرّك وكذلك التشدّد في بعض المسائل الفرعيّة المُحتملة، ولا يخفى على لبيب أنّ السلفيّة الوهابيّة تسلّلت إلى الجزائر تحت عباءة جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ومن هذا الباب بالأخص، ولتحرير هذا التقرير موضع آخر ليس هذا المقال موطن بسطه.
فهل كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يعتقد أنّ ربه في مكان عدمي غير مخلوق ؟!
والجواب في استعراض هذه النّقاط :
أولاً: رسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ" هي عبارة عن مجموعة من الدّروس في العقيدة كان أملاها الشيخ عبد الحميد بن باديس على تلامذته بالجامع الأخضر في قسنطينة، وقد قام بروايتها والتعليق عليها تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان رحمه الله مُدير التعليم الديني بوزارة الأوقاف سابقاً، وقد قامت بنشرها مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما (انظر الوثيقة رقم 01)
ثانياً: قام الشيخ محمّد الصالح رمضان بوضع توضيحات على آيات الاستواء والفوقيّة التي كان يستشهد بها شيخه عبد الحميد بن باديس في مواضع من عقيدته، فكانت تعليقاته موافقة لعقيدة التنزيه ومخالفة لعقيدة التشبيه بمائة وثمانين درجة، وإليك البيان :
(أ) أما الفوقيّة: فعند استشهاد المصنِّف بقوله تعالى (النّحل : 50) : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }، علّق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان بقوله : ((مِنْ فَوْقِهِمْ :الفَوْقِيَّة مَعْنَوِيَّة،فَاللهُ سُبْحَانَهُ لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان.)).انتهى بحروفه من رسالة [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، رواية وتعليق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان، من تعليق للشيخ محمّد الصالح رمضان نفسه على هامش صفحة 99 ] (انظر الوثيقة رقم 02)
(بـ) وأما الاستواء على العرش: فقد علّق الشيخ محمّد الصالح رمضان، عند استشهاد شيخه ابن باديس بقوله تبارك وتعالى ( الرعد : 2) :{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }، فقال رحمه الله : ((الاسْتِوَاء : استِوَاءٌ يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلاَلِهِ، وَلَيْسَ كَاسْتِوَاءِ الخَلْقِ الذِي مَعْنَاهُ التَّمَكُّن. والعرش: مخلوق عظيم لله تعالى وهو أعلا المخلوقات وأوَّلها، وهو سرير الملك: قال تعالى: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ)، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ). والرَّوَاسِي: الجِبَال الثَّوَابِت الشَّوَامِخ الرَّوَاسِخ. وثُمَّ لِعَطْفِ الجُمَل لاَ غَيْر، وَلَيْسَت للِتَّرْتِيب)).انتهى من [ نفس المصدر المذكور أعلاه صفحة 68 ] (انظر الوثيقة رقم 03)
فقوله رحمه الله : "استِوَاءٌ يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلاَلِهِ"، فيه إثبات لصفة الاستواء على الوجه اللائق بربنا جلّ وعلا، وأما قوله :"وَلَيْسَ كَاسْتِوَاءِ الخَلْقِ الذِي مَعْنَاهُ التَّمَكُّن" فيه نفيٌ للمعاني اللّغوية الباطلة للاستواء كالاستقرار والجلوس وإثبات تحيّز الباري جلّ وعلا في جهة ومكان، فكلّ ذلك عند العقلاء من معاني ولوازم "التمكّن" بلا شك، فيخلص من كلامه رحمه الله، أنّه يُثبت صفة الاستواء على مُراد الله وهذا بعد تجريد كل المعاني الباطلة الغير لائقة بربنا تبارك وتعالى، وهذا مذهب المفوّضة من أهل التنزيه.
قال الحافظ البيهقي -رحمه الله- مشيرا إلى التفويض أحد مذهبي أهل السنة في الصفات الموهمة للتشبيه [ الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة، صفحة 44، دار العهد الجديد للطباعة ] : ((وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا - يقصد المتشابه في الصفات -، ولم يتكلّم أحدٌ من الصحابة والتّابعين في تأويله على قسمين : منهم من قبله وآمن به ولم يؤوّله، ووَكَّل علمه إلى الله، ونفى الكيفيّة والتّشبيه عنه. ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه يصحّ استعماله في اللّغة، ولا يناقض التوحيد")).انتهى
ثم قال الحافظ البيهقي رحمه الله في نفس السياق موضّحاً طريقة أهل السنة في الإثبات (وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشئٍ من خلقه، لكنّهُ مُستوٍ على عرشِهِ كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأنّ إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأنّ مجيئه ليس بحركة، وأنّ نزوله ليس بنقلة، وأنّ نفسه ليس بجسم، وأنّ وجهه ليس بصورة، وأنّ يده ليست بجارحة، وأنّ عينه ليست بحدقة، وإنّما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى[الشورى:11]:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقال [الإخلاص:4]:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} و قال [مريم:65]: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا})).انتهى
وقول الشيخ محمّد الصالح رمضان بأنّ : "ثُمَّ" في الآية هي "لِعَطْفِ الجُمَل لاَ غَيْر، وَلَيْسَت للِتَّرْتِيب"، فيه مُخالفة صريحة لمذهب المجسّمة وتنزيه واضح لله عن الزّمان، فسبحان من لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان.
ثالثاً: قامت "دار الفتح بالشارقة" بإعادة طبع رسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ" مع تعليقات راويها محمّد الصالح رمضان، ولكن بعض توضيحات الشيخ لم تكن على مشرب النّاشر هداه مولاه، فحشر قلمه في غير محشر وراح يغلّط راوي عقيدة الشيخ ابن باديس أو بالأحرى يُغالط السذّج والعوام !، فقال مباشرةً بعد قول الشيخ محمّد الصالح رمضان (مِنْ فَوْقِهِمْ :الفَوْقِيَّة مَعْنَوِيَّة، فَاللهُ سُبْحَانَهُ لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان))، ما نصه : ((هَذِه العبارة - يقصد تعليق الشيخ محمّد الصالح رمضان السابق - توهم معنى غير الذي عناه الشيخ، والفصل : أنّ الفوقيّة على الحقيقة كما هو ثابت بلا كيف. وعبارة "لاَ يُحَدُّ بِزَمَان وَلاَ مَكَان" من كلام المتكلِّمة التي يلزم عدم الخوض فيه.))!!!.انتهى، وهكذا أصبح النّاشر "دار الفتح بالشارقة" أعلم بمقصود الشيخ ابن باديس من الفوقيّة، من تلميذه وراوي عقيدته الشيح محمّد الصالح رمضان، ولله في خلقه شؤون !!! (انظر الوثيقة رقم 04 )
رابعاً: في الحقيقة كلام النّاشر "دار الفتح بالشارقة" تلبيس وتدليس واضح، بل غمغمة للحقائق مكشوفة العوار ، فالشيخ محمّد الصالح رمضان أكّد في مُقدّمة الكتاب أنّ تعليقاته على عقيدة شيخه لا تخرج في مجموعها ولا في تفصيلها عن روح شيخه عبد الحميد بن باديس، وهذا يدحض بقوة ادّعاء النّاشر أعلاه، وإن تعجب فاعجب منه وهو الذي يُفترض بأنّه على دراية بهذا التصريح المنشور في مقدمة الكتاب الذي نشره ولكن "حُبّك للشيء يُعمِي ويُصِم" !!!، نسأل الله العافية
قال الشيخ محمّد الصالح رمضان في مقدّمة الرسالة (وحِفْظاً لأمانة النّقل ومراعاة لحق الغائب، رأيتُ من واجبي أن ألفتَ الأنظار إلى أنّي حافظتُ على الأصل في تبويبه وترتيبه وعناوينه كما أملاه صاحبه في الفترة المذكورة وما أضفت إليه سوى ترقيم أوائل الدُّروس والمواضيع، أما الأحاديث فقد خرَّجَها صاحبها إلاّ القليل النَّادر فقد خَرَّجتهُ داخل المتن أو خارجهُ، وزدت على العناوين الأصليَّة والفرعيَّة عناوين إضافيَّة وضعتُها في الهامش، أمَّا التعَالِيق وَالحَوَاشِي التِي رَأَيْتُ أنَّهَا ضَرُورِيَّة مُتَمِّمَة للأَصْلِ فَقَدْ جَعَلْتُهَا أَسْفَلَ الصَّفَحَاتِ مَفْصُولاً بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَتْنِ بِخَطٍ أُفُقِي وَأَسْتَطِيعُ أَنْ أُؤَكِّد بِأِنَّهَا لَمْ تَخْرُج فِي مَجْمُوعِهَا وَتَفْصِيلِهَا عَنْ رُوحِ ابْن بَادِيسرَحمَِهُ الله وَأَرْضَاه.)). انتهى بحروفه من مقدّمة الشيخ محمّد الصالح رمضان على رسالة [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 13-14 ] (انظر الوثيقة رقم 05)، والتصريح ذاته تجده في الصفحة 7 من "طبعة دار الفتح الشارقة" !!!
فتأّمّل يا طالب الحق كيف أن التلميذ يتحرى العناية في النّقل، والأمانة العلميّة في التعليق على عقيدة شيخه، إلى درجة التصريح بأنّ التوضيحات والتعليقات التي وضعها لا تعارض روح شيخه ابن باديس رحمه الله، والنّاشر في "دار الفتح بالشارقة" الذي لم يحضر تلك الدروس لابن باديس ولا سمع شرحه عليها، يكذّب الرّاوي الشاهد !
ومن باب التنزّل، يُقال :
توضيحات الشيخ محمّد الصالح رمضان في مسألة الفوقيّة أو الاستواء، لا يخلو أن تكون:
1) من تعليمات الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه، تلقاها طلبته منه في ثنايا الدّروس، إما من باب الشرح والاسترسال في البيان أو دفعاً لإيهام و رفعاً لالتباس أو جواباً على استشكال أو غيره من الأمور المحتملة في مثل هذا المقام، فدوّن طلبته ما فهموه من فوائد وفرائد، وأودعوها وفق الأمانة العلميّة كهوامش مبيّنة لقول صاحبها المصنِّف.
2) من التلميحات الصريحة للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، ففُهم مُراده بالقرائن القويّة والأمارات الجليّة.
3) لم يتكلّم الشيخ رحمه الله فيها بنفي ولا بإثبات، فلم يعرّج عليها لا تصريحاً ولا تلميحاً، بل ترك الأمر بين بين، مُشكلاً مُبهماً، فلم يوضّح لطلبته المعاني الفاسدة من جملة المعاني اللّغويّة المُحتملة من الفوقيّة أو الاستواء، كما أنه لم يكشف لهم عمّا يُفترض أنه عقيدة السلف عند المشبّهة والمجسّمة : الفوقيّة في حقّه تبارك وتعالى هي فوقيّة حسيّة بالمسافة، والاستواء هو الاستقرار والجلوس !
وبالتالي فالتوضيحات من كيس الطلبة تلزمهم هم وحدهم، وليست بالضرورة عقيدة شيخهم !
4) أشار الشيخ رحمه الله إلى الفوقيّة الحسيّة والاستواء بمعنى الاستقرار، ولكن طلبته لم يفهموا مقصوده فصرّحوا بعكس مُراده !
5) صرّح الشيخ ابن باديس وفق المنهج المتبّع في تدريس العقيدة السلفيّة الوهابيّة، بما يُعرف بأنه عقيدة السلف عند المشبّهة والمجسّمة، ولكن صرّح طلبته بالعكس !
فأمّا القول الأوّل فلا غبار عليه والثاني جدّ قويّ، ويعضدهما تصريح الشيخ محمّد الصالح رمضان المذكور أعلاه، أضف إليه أنّ هذه التعليقات لقيَت ترحيباً وقبولاً بل وترويجاً من أخص طلبة الشيخ ابن باديس الآخرين، ممّن حضروا هم أيضاً تلك الاملاءات وتلقوها مشافهة منه رحمه الله تعالى، كالمفتي السابق الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله ومحمّد الحسن فضلاء رحمه الله وغيرهم، ثمّ إنّ هؤلاء الشهود والزملاء في التحصيل العلمي لم يُعرف منهم اعتراض، ولم يُدوّن أحدهم تكذيب ولا حتى امتعاض، بل إقرار وتصديق حتى أنّ الشيخ محمّد الحسن فضلاء طبع هو الآخر عقيدة شيخه ابن باديس، فلم يخرج على ما قرّره ووضّحه الشيخ محمّد الصالح رمضان.
وأمّا القول الثالث فهو جدّ ضعيف وعاطل، إذ حاصله أنّ الشيخ ابن باديس طبع طلبته عكس المُعتقد الصحيح حتى شاع فيهم بل ذاع في مجموع أفرادهم عكس ما يُفترض بأنه المُعتقد المستقيم والمنهج السليم !، بل الأمر يربو إلى درجة أن لم يثبت وأن صوّب أو استدرك أو صرّح أحدٌ من طلبة الشيخ ابن باديس، بعكس ما علّق عليه تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان في مسألة الفوقيّة والاستواء، ثمّ إنّه وكما هو معلوم حتى عند المُخالف أنّ البيئة العلميّة آنذاك مُعظمها على عقيدة التنزيه أي تنزيه الله عن الفوقيّة الحسيّة والجهة والمكان، فيلزم منه والأمر كذلك أنّ الشيخ ابن باديس ترك طلبته عرضة أمام ما يُسمّى زوراً وبهتاناً بعقيدة التعطيل والتجهيل، فغمغم رحمه الله على طلبته ما يُفترض أن يُسلّحهم به في أمسّ الحاجات والأوقات وأحلك الظلمات !.
وأمّا القول الرابع فيُقال فيه نفس ما يُقال في الخامس، فهو واضح البُطلان ولا يحتاج إلى تدليل ولا بُرهان، إذ لا يستقيم عند من له أدنى مسكة عقل أن يشذّ كلّ هؤلاء الطلبة جملةً واحدةً في فهم مقصود شيخهم من الاستواء والفوقيّة ويصرّحوا في معرض نقل عقيدة معلّمهم، بعكس بُغيته ومُراده !، بل يلزم من القول الرابع تواطؤ فطاحل تلامذة الشيخ وهم روّاة ونقلة عقيدة الرجل إلينا، على التلبيس والتدليس، كما يلزم من القول الخامس تواطؤهم على الكذب والعياذ بالله !.
خامساً: الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورفيق الشيخ ابن باديس، وأعرفهم بعقيدة الرئيس، قام بكتابة تقديم لرسالة "الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ"، فأقرّ تعليقات الشيخ محمّد الصالح رمضان وباركها ولم يعقّب عليها بشيء، وتقديمه مطبوع في مُقدّمة الرسالة، وهو دليل واضح على أنّه هو الآخر لا يعتقد أنّ الله فوقنا فوقيّة حسيّة، ولا أنّ الاستواء عنده بمعنى التمكّن أي الاستقرار والجلوس كما هو معروف من عقائد السلفيّة المجسّمة، والتقديم ذاته مدرج أيضاً في طبعة "دار الفتح بالشارقة" !
يقول الشيخ البشير الإبراهيمي في تقديم الرسالة : ((كما وصلت هذه الأمالي بعنَايَة الأستَاذ المُوَفَّق محمّد الصالح رمضان القنطري، فإنّهًُ تَلَقى هذه الدُّرُوس ونَقَلهَا مِن إِلقَاءِ الإمَام واسْتَأْذَنَه فِي التعلِيقِ عَلَيْهَا ونَشْرِهَا للانْتِفَاعِ بِهَا، فَجَزَاهُ الله خَيْرَ الجَزَاء)).انتهى من [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، رواية وتعليق تلميذه الشيخ محمّد الصالح رمضان، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 17 ] (انظر الوثيقة رقم 06)
سادساً : قال الشيخ ابن باديس : (( نُثْبِتُ لَهُ تَعَالَى مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، مِنْ ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ. وَنَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ نَزِيدُ عَلَيْهِ، وَنُنَزِّهُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ مُمَاثَلَةِ أَوْ مُشَابَهَةِ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ. وَنُثْبِتُ الاِسْتِوَاءَ وَالنُّزُولَ وَنَحْوَهُمَا، وَنُؤْمِنُ بِحَقِيقَتِهِمَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ، وَبِأَنَّ ظَاهِرَهَا المُتَعَارَفَ فِي حَقِّنَا غَيْرُ مُرَادٍ.)).انتهى من [ الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ للشيخ عبد الحميد بن باديس، الناشر : مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بوداود وشركاؤهما 24 باب عزون الجزائر، صفحة 73-74 ] (انظر الوثيقة رقم 07)
رد: تخبط الوهابية في سلفية ابن باديس رحمه الله من عدمها
تابع منقولة من منتدى الأزهريين للمسمى عبد الله ياسين
وبمقارنة بسيطة بين طريقة الإثبات والتنزيه عند ابن باديس، وعند الوهابيّة المجسمة يتبيّن ما يلي :
1) قول المجسمة في وصف الخالق تعالى عن قولهم : (استوى بذاته !!!، نزل بذاته !!!، ينزل ولا يخلو منه العرش !!!، خلق آدم بيده مسيساً !!!، يتحرك متى شاء !!!...الخ) مُصادمٌ لقول ابن ياديس رحمه الله : ((نُثْبِتُ لَهُ تَعَالَى مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، مِنْ ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ. وَنَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ نَزِيدُ عَلَيْهِ)) !
2) ابن باديس ينزّه الله عن مشابهة المخلوقات تنزيها مُطلقاً، فيقول : ((وَنُنَزِّهُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ مُمَاثَلَةِ أَوْ مُشَابَهَةِ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ))، بينما المجسمة يزعمون بأن هناك نوع من الشَّبه بين صفات الخالق وصفات المخلوق !
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله ( فإذا قُلتَ : ما هي الصورَة التي تَكون لله عَزّ وجَلَّ ويَكُون آدَم عَلَيها ؟
قُلنا : إنّ الله عَزّ وجَلَّ لَهُ وَجْهٌ ولَهُ عَيْنٌ ولَهُ يَدٌ ولَهُ رِجْلٌ عَزّ وجَلَّ، لكن لاَ يلزم من أن تَكُون هذه الأَشْيَاء مُمَاثلَة للإنْسَان؛ فَهُنَاكَ شَيءٌ مِنَ الشَّبَه، لكن لَيْسَ عَلى سَبِيل المُماثَلَة)). انتهى بحروفه من [ شرح ابن العثيمين على العقيدة الواسطيّة لابن تيمية، المجلّد الأوّل صفحة 110، تحقيق سعد بن فواز الصميل، الناشر : دار ابن الجوزي] .
وهكذا، هناك شيء من الشّبه بين "يد الله" و"يد الإنسان"!!!، "عين الله" و"عين الإنسان"!!!، "رجل الله" و "رجل الانسان" !!!
سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون
3) قول ابن باديس رحمه الله (وَنُثْبِتُ الاِسْتِوَاءَ وَالنُّزُولَ وَنَحْوَهُمَا، وَنُؤْمِنُ بِحَقِيقَتِهِمَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ، وَبِأَنَّ ظَاهِرَهَا المُتَعَارَفَ فِي حَقِّنَا غَيْرُ مُرَادٍ))، يهدم مبدأ المجسمة القائم على حمل معاني الصفات الموهمة للتشبيه على ما هو معروف من ظاهرها اللّغوي !
يقول المفتي السابق الشيخ ابن باز رحمه الله : ((وهكذا القول في بَاقِي الصفات من السمع والبَصَر والرِّضَى والغَضَب واليَد والقَدَم والأَصَابِع والكَلاَم والإرَادَة وغير ذلك. كُلّهَا يُقَالُ فِيهَا إِنَّهَا مَعْلُومَة مِن حَيْثُ اللُّغَة العَرَبِيَّة)).انتهى من كتاب [ الردود البازيّة في بعض المسائل العقديّة، صفحة 165 ،جمع وترتيب : أحمد محمد العمران، الناشر: دار ابن الأثير الطبعة الأولى ].
فهل ظاهر الاستواء في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي الجلوس والاستقرار ؟!!!
وهل ظاهر اليد في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي العضو والجارحة والأداة ؟!!!
وهل ظاهر النّزول في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي النّقلة وقطع المسافة ؟!!!
فابن باديس ينزّه الخالق عن كلّ المعاني الباطلة التي قد تفهم من الصفات الموهمة للتشبيه، بينما المجسمة والمشبهة يثبتون لله هذه المعاني، مع أنّها المعاني ذاتها المستعملة في حقّنا، بل ويزعمون دفعاً بالصدر بأنّها معاني كمال لا محذور في أن يتصف الباري بها !
سابعاً : إصرار الشيخ ابن باديس في تفسيره للقرآن الكريم على تأويل الرحمة بالإنعام، (((مُخالف لمنهج السلف أهل السنة والجماعة !!!))) و(((تحكّم في صفات الله وإلحاد فيها !!!)))، كذا جاء في تحقيق السلفيّة الوهابيّة لكتاب [ تفسير ابن باديس أو مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، المجلّد الثاني صفحة 15-16، اعتنى به وخرّج أحاديثه وآثره أبو عبد الرحمن محمود الجزائري، دار الرشيد "الجزائر" ] حيث تعقّب هناك المحقق هداه مولاه، الشيخ ابن باديس بقوله: ((هذا من تفسير اللّفظ بلازمه، وهو من تأويل الأشاعرة وغيرهم لأسماء الله وصفاته، الـمُخالف لمنهج السلف أهل السنة والجماعة، القائم على إثبات ما أثبته الله لنفسه في الكتاب والسنة الصحيحة من الأسماء والصفات، دون تأويل أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل...الخ)).انتهى (انظر الوثيقة رقم 08)
وبمقارنة بسيطة بين طريقة الإثبات والتنزيه عند ابن باديس، وعند الوهابيّة المجسمة يتبيّن ما يلي :
1) قول المجسمة في وصف الخالق تعالى عن قولهم : (استوى بذاته !!!، نزل بذاته !!!، ينزل ولا يخلو منه العرش !!!، خلق آدم بيده مسيساً !!!، يتحرك متى شاء !!!...الخ) مُصادمٌ لقول ابن ياديس رحمه الله : ((نُثْبِتُ لَهُ تَعَالَى مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، مِنْ ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ. وَنَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ نَزِيدُ عَلَيْهِ)) !
2) ابن باديس ينزّه الله عن مشابهة المخلوقات تنزيها مُطلقاً، فيقول : ((وَنُنَزِّهُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ مُمَاثَلَةِ أَوْ مُشَابَهَةِ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ))، بينما المجسمة يزعمون بأن هناك نوع من الشَّبه بين صفات الخالق وصفات المخلوق !
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله ( فإذا قُلتَ : ما هي الصورَة التي تَكون لله عَزّ وجَلَّ ويَكُون آدَم عَلَيها ؟
قُلنا : إنّ الله عَزّ وجَلَّ لَهُ وَجْهٌ ولَهُ عَيْنٌ ولَهُ يَدٌ ولَهُ رِجْلٌ عَزّ وجَلَّ، لكن لاَ يلزم من أن تَكُون هذه الأَشْيَاء مُمَاثلَة للإنْسَان؛ فَهُنَاكَ شَيءٌ مِنَ الشَّبَه، لكن لَيْسَ عَلى سَبِيل المُماثَلَة)). انتهى بحروفه من [ شرح ابن العثيمين على العقيدة الواسطيّة لابن تيمية، المجلّد الأوّل صفحة 110، تحقيق سعد بن فواز الصميل، الناشر : دار ابن الجوزي] .
وهكذا، هناك شيء من الشّبه بين "يد الله" و"يد الإنسان"!!!، "عين الله" و"عين الإنسان"!!!، "رجل الله" و "رجل الانسان" !!!
سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون
3) قول ابن باديس رحمه الله (وَنُثْبِتُ الاِسْتِوَاءَ وَالنُّزُولَ وَنَحْوَهُمَا، وَنُؤْمِنُ بِحَقِيقَتِهِمَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ، وَبِأَنَّ ظَاهِرَهَا المُتَعَارَفَ فِي حَقِّنَا غَيْرُ مُرَادٍ))، يهدم مبدأ المجسمة القائم على حمل معاني الصفات الموهمة للتشبيه على ما هو معروف من ظاهرها اللّغوي !
يقول المفتي السابق الشيخ ابن باز رحمه الله : ((وهكذا القول في بَاقِي الصفات من السمع والبَصَر والرِّضَى والغَضَب واليَد والقَدَم والأَصَابِع والكَلاَم والإرَادَة وغير ذلك. كُلّهَا يُقَالُ فِيهَا إِنَّهَا مَعْلُومَة مِن حَيْثُ اللُّغَة العَرَبِيَّة)).انتهى من كتاب [ الردود البازيّة في بعض المسائل العقديّة، صفحة 165 ،جمع وترتيب : أحمد محمد العمران، الناشر: دار ابن الأثير الطبعة الأولى ].
فهل ظاهر الاستواء في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي الجلوس والاستقرار ؟!!!
وهل ظاهر اليد في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي العضو والجارحة والأداة ؟!!!
وهل ظاهر النّزول في اللّغة غير المعنى المعروف في حقّ المخلوق، أي النّقلة وقطع المسافة ؟!!!
فابن باديس ينزّه الخالق عن كلّ المعاني الباطلة التي قد تفهم من الصفات الموهمة للتشبيه، بينما المجسمة والمشبهة يثبتون لله هذه المعاني، مع أنّها المعاني ذاتها المستعملة في حقّنا، بل ويزعمون دفعاً بالصدر بأنّها معاني كمال لا محذور في أن يتصف الباري بها !
سابعاً : إصرار الشيخ ابن باديس في تفسيره للقرآن الكريم على تأويل الرحمة بالإنعام، (((مُخالف لمنهج السلف أهل السنة والجماعة !!!))) و(((تحكّم في صفات الله وإلحاد فيها !!!)))، كذا جاء في تحقيق السلفيّة الوهابيّة لكتاب [ تفسير ابن باديس أو مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، المجلّد الثاني صفحة 15-16، اعتنى به وخرّج أحاديثه وآثره أبو عبد الرحمن محمود الجزائري، دار الرشيد "الجزائر" ] حيث تعقّب هناك المحقق هداه مولاه، الشيخ ابن باديس بقوله: ((هذا من تفسير اللّفظ بلازمه، وهو من تأويل الأشاعرة وغيرهم لأسماء الله وصفاته، الـمُخالف لمنهج السلف أهل السنة والجماعة، القائم على إثبات ما أثبته الله لنفسه في الكتاب والسنة الصحيحة من الأسماء والصفات، دون تأويل أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل...الخ)).انتهى (انظر الوثيقة رقم 08)
مواضيع مماثلة
» عبد الحميد بن ابن باديس رحمه الله
» ابن باديس رحمه الله أشعري مالكي
» الإمام ابن باديس رحمه الله لم يكن يوما كماليا.. و لا ظهيرًا للكماليِّين
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
» ابن باديس رحمه الله أشعري مالكي
» الإمام ابن باديس رحمه الله لم يكن يوما كماليا.. و لا ظهيرًا للكماليِّين
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى