قواعد التدبير ومنازعة المقادير
صفحة 1 من اصل 1
قواعد التدبير ومنازعة المقادير
قواعد التدبير ومنازعة المقادير
قال الله تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}.
وقال: {إن الدين عند الله الإسلام}.
وقال تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} وقال تعالى: {فله أسلموا}.
وقال تعالى: {فان حاجوك فقل، أسلمت وجهي لله ومن اتبعني}.
وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وقال: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن، فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
وقال: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}.
وقال: {وأنا أول المسلمين}.
إلى غير ذلك، فاعلم أن هذا التكرار لذكر الإسلامي تنويه لقدره وتفخيم لأمره.
والإسلام له ظاهر، والاستسلام باطن ذلك الظاهر.
فالمسلم من أسلم نفسه إلى الله، فكان ظاهرا بامتثال أمره، وباطنا بالاستسلام إلى قهره، وتحقيق مقام الاستسلام بعد المنازعة في أحكامه والتقويض له في نقضه وإبرامه. فمن ادعى الإسلام طولب بالاستسلام. {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. ألا ترى أن إبراهيم عليه السلام، لما قال له ربه أسلم، قال: {أسلمت لرب العالمين}. فلما زج به في المنجنيق استغاثت الملائكة قائلة: يا ربنا هذا خليلك قد نزل به ما أنت أعلم، فقال الحق سبحانه وتعالى: (اذهب إليه يا جبريل، فإن استغاث بك فأغثه، وإلا فاتركني وخليلي). فلما جاءه جبرائيل عليه السلام في أفق الهواء قال: ألك حاجة؟
قال: أما إليك فلا، وأما إلى الله، فبلى.
قال: فاسأله، قال: (حسبي من سؤالي علمه بحالي).
فلم يستنصر بغير الله، ولا حنجت همته بغير الله، بل استسلم لحكم الله مكتفيا بتدبير الله له، عن تدبيره لنفسه، وبرعاية الحق له، عن رعايته لها، وبعلم الحق سبحانه، عن سؤاله علما منه، أن الحق به لطيف في جميع أحواله، فأثنى الله تعالى عليه بقوله:
{وإبراهيم الذي وفى}. ونجاه من النار فقال تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}. قال أهل العلم: لو لم يقل الحق سبحانه: {وسلاما} لأهلكه بردها، فخمدت تلك النار. وقال أهل العلم بإخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يبق ذلك الوقت نار بمشارق الأرض ولا بمغاربها إلا خمدت ظانة أنها المعنية بالخطاب. فقيل: إنه لم تحرق النار منه إلا قيده.
قال الله تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}.
وقال: {إن الدين عند الله الإسلام}.
وقال تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} وقال تعالى: {فله أسلموا}.
وقال تعالى: {فان حاجوك فقل، أسلمت وجهي لله ومن اتبعني}.
وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وقال: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن، فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
وقال: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}.
وقال: {وأنا أول المسلمين}.
إلى غير ذلك، فاعلم أن هذا التكرار لذكر الإسلامي تنويه لقدره وتفخيم لأمره.
والإسلام له ظاهر، والاستسلام باطن ذلك الظاهر.
فالمسلم من أسلم نفسه إلى الله، فكان ظاهرا بامتثال أمره، وباطنا بالاستسلام إلى قهره، وتحقيق مقام الاستسلام بعد المنازعة في أحكامه والتقويض له في نقضه وإبرامه. فمن ادعى الإسلام طولب بالاستسلام. {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. ألا ترى أن إبراهيم عليه السلام، لما قال له ربه أسلم، قال: {أسلمت لرب العالمين}. فلما زج به في المنجنيق استغاثت الملائكة قائلة: يا ربنا هذا خليلك قد نزل به ما أنت أعلم، فقال الحق سبحانه وتعالى: (اذهب إليه يا جبريل، فإن استغاث بك فأغثه، وإلا فاتركني وخليلي). فلما جاءه جبرائيل عليه السلام في أفق الهواء قال: ألك حاجة؟
قال: أما إليك فلا، وأما إلى الله، فبلى.
قال: فاسأله، قال: (حسبي من سؤالي علمه بحالي).
فلم يستنصر بغير الله، ولا حنجت همته بغير الله، بل استسلم لحكم الله مكتفيا بتدبير الله له، عن تدبيره لنفسه، وبرعاية الحق له، عن رعايته لها، وبعلم الحق سبحانه، عن سؤاله علما منه، أن الحق به لطيف في جميع أحواله، فأثنى الله تعالى عليه بقوله:
{وإبراهيم الذي وفى}. ونجاه من النار فقال تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}. قال أهل العلم: لو لم يقل الحق سبحانه: {وسلاما} لأهلكه بردها، فخمدت تلك النار. وقال أهل العلم بإخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يبق ذلك الوقت نار بمشارق الأرض ولا بمغاربها إلا خمدت ظانة أنها المعنية بالخطاب. فقيل: إنه لم تحرق النار منه إلا قيده.
_________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى