مقدمة المؤلف
صفحة 1 من اصل 1
مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف
قال الشيخ الإمام العارف القدوة المحقق تاج العارفين لسان المتكلمين إمام وقته وأوحد عصره حجة السلف وإمام الخلف قدوة السالكين وحجة المتقين تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به ونفع به كافة المسلمين إنه سميع قريب مجيب:
الحمد لله المنفرد بالخلق والتدبير، الواحد في الحكم والتقدير، الملك الذي {ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير}. ليس له في ملكه وزير. المالك الذي لا يخرج عن ملكه كبير ولا صغير. المقدس في كمال وصفه عن الشبيه والنظير. المنزه في كمال ذاته عن التمثيل والتصوير. العليم الذي لا يخفى عليه ما في الضمير.
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
العالم: الذي أحاط علمه بمباديء الأمور ونهاياتها.
السميع: الذي لا فضل في سمعه بين جهر الأصوات وإخفاتها.
الرزاق: وهو المنعم على الخليقة بإيصال أقواتها.
القيوم: وهو المتكفل بها في جميع حالاتها.
الوهاب: وهو الذي منّ على النفوس بوجود حياتها.
القدير: وهو المعيد لها بعد وجود وفاتها.
الحسيب وهو المجازي لها يوم قدومها عليه بحسناتها وسيئاتها.
فسبحانه من إله منّ على العباد بالجود قبل الوجود، وقام لهم بأرزاقهم مع كلتا حالتيهم من إقرار وجحود. وأمد كل موجود بوجود عطائه، وحفظ وجوده ووجود العالم بإمداد بقائه، وظهر بحكمته في أرضه، وبقدرته في سمائه. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبد مفوّض لقضائه، مستسلم له في حكمه وإمضائه. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، المفضَّل على جميع أنبياءه، المخصوص بجزيل فضله وعطائه، الفاتح الخاتم، وليس ذلك لسِوائه، الشافع في كل العباد حتى يجمعهم الحق لفصل قضائه، صلى الله عليه وعلى سائر أنبيائه، وعلى آله وصحبه المستمسكين بولائه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد..
اعلم يا أخي جعلك الله من أهل حبه، وأتحفك بوجود قربه، وأذاقك من شراب أهل وده، وأمنك بدوام وصله من إعراضه وصده، ووصلك بعباده الذين خصّهم بمراسلاته، وجبر كسر قلوبهم لمّا علموا أنه لا تدركه الأبصار بأنوار تجلياته، وفتح رياض القرب وأهب منها على قلوبهم واردات نفحاته، وأشهدهم سابق تدبيره فيهم، فسلموا إليه القياد، وكشف لهم عن خفي لطفه في صنعه، فخرجوا عن المنازعة والعناد. فهم مستسلمون إليه، ومتوكلون في كل الأمور عليه، علما منهم أنه لا يصل عبدٌ إلى الرضا إلا بالرضا، ولا يبلغ إلى صريح العبودية إلا بالاستسلام إلى القضا، فلم تطرقهم الأغيار، ولم ترد عليهم الأكدار.. كما قال قائلهم:
لا تهتدي نُوَبُ الزمان إليهمُ *** ولهم على الخطب الشديد لجامُ
تجري عليهم أحكامه وهم لجلاله خامدون، ولحكمه مستسلمون.
كما قال:
تجري عليك صروفه *** وهموم سِرِّكَ مُطرِقة
وإن من طلب الوصول إلى الله تعالى، فحقيق عليه أن يأتي الأمر من بابه، وأن يتوصل إليه بوجود أسبابه. وأهم ما ينبغي تركه والخروج عنه والتطهر منه: وجود التدبير ومنازعة المقادير. فصنّفتُ هذا الكتاب مبيّنا لذلك، ومُظهرا لما هنالك. وسميته: "التنوير في إسقاط التدبير" ليكون اسمه موافقا لمسماه ولفظه مطابقا لمعناه. والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يتقبله بفضله العميم، وأن ينفع به الخاص والعام، بمحمد عليه الصلاة والسلام، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
قال الشيخ الإمام العارف القدوة المحقق تاج العارفين لسان المتكلمين إمام وقته وأوحد عصره حجة السلف وإمام الخلف قدوة السالكين وحجة المتقين تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به ونفع به كافة المسلمين إنه سميع قريب مجيب:
الحمد لله المنفرد بالخلق والتدبير، الواحد في الحكم والتقدير، الملك الذي {ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير}. ليس له في ملكه وزير. المالك الذي لا يخرج عن ملكه كبير ولا صغير. المقدس في كمال وصفه عن الشبيه والنظير. المنزه في كمال ذاته عن التمثيل والتصوير. العليم الذي لا يخفى عليه ما في الضمير.
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
العالم: الذي أحاط علمه بمباديء الأمور ونهاياتها.
السميع: الذي لا فضل في سمعه بين جهر الأصوات وإخفاتها.
الرزاق: وهو المنعم على الخليقة بإيصال أقواتها.
القيوم: وهو المتكفل بها في جميع حالاتها.
الوهاب: وهو الذي منّ على النفوس بوجود حياتها.
القدير: وهو المعيد لها بعد وجود وفاتها.
الحسيب وهو المجازي لها يوم قدومها عليه بحسناتها وسيئاتها.
فسبحانه من إله منّ على العباد بالجود قبل الوجود، وقام لهم بأرزاقهم مع كلتا حالتيهم من إقرار وجحود. وأمد كل موجود بوجود عطائه، وحفظ وجوده ووجود العالم بإمداد بقائه، وظهر بحكمته في أرضه، وبقدرته في سمائه. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبد مفوّض لقضائه، مستسلم له في حكمه وإمضائه. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، المفضَّل على جميع أنبياءه، المخصوص بجزيل فضله وعطائه، الفاتح الخاتم، وليس ذلك لسِوائه، الشافع في كل العباد حتى يجمعهم الحق لفصل قضائه، صلى الله عليه وعلى سائر أنبيائه، وعلى آله وصحبه المستمسكين بولائه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد..
اعلم يا أخي جعلك الله من أهل حبه، وأتحفك بوجود قربه، وأذاقك من شراب أهل وده، وأمنك بدوام وصله من إعراضه وصده، ووصلك بعباده الذين خصّهم بمراسلاته، وجبر كسر قلوبهم لمّا علموا أنه لا تدركه الأبصار بأنوار تجلياته، وفتح رياض القرب وأهب منها على قلوبهم واردات نفحاته، وأشهدهم سابق تدبيره فيهم، فسلموا إليه القياد، وكشف لهم عن خفي لطفه في صنعه، فخرجوا عن المنازعة والعناد. فهم مستسلمون إليه، ومتوكلون في كل الأمور عليه، علما منهم أنه لا يصل عبدٌ إلى الرضا إلا بالرضا، ولا يبلغ إلى صريح العبودية إلا بالاستسلام إلى القضا، فلم تطرقهم الأغيار، ولم ترد عليهم الأكدار.. كما قال قائلهم:
لا تهتدي نُوَبُ الزمان إليهمُ *** ولهم على الخطب الشديد لجامُ
تجري عليهم أحكامه وهم لجلاله خامدون، ولحكمه مستسلمون.
كما قال:
تجري عليك صروفه *** وهموم سِرِّكَ مُطرِقة
وإن من طلب الوصول إلى الله تعالى، فحقيق عليه أن يأتي الأمر من بابه، وأن يتوصل إليه بوجود أسبابه. وأهم ما ينبغي تركه والخروج عنه والتطهر منه: وجود التدبير ومنازعة المقادير. فصنّفتُ هذا الكتاب مبيّنا لذلك، ومُظهرا لما هنالك. وسميته: "التنوير في إسقاط التدبير" ليكون اسمه موافقا لمسماه ولفظه مطابقا لمعناه. والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يتقبله بفضله العميم، وأن ينفع به الخاص والعام، بمحمد عليه الصلاة والسلام، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
_________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى