محمد الحسن بن سعيد البكري التمنطيطي
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
محمد الحسن بن سعيد البكري التمنطيطي
محمد الحسن بن سعيد البكري التمنطيطي
المتوفى (1286هـ-1869م )
اسمه ونسبه:
محمد الحسن بن سعيد، من آل سيدي محمد بن البكري، صاحب الزاوية البكرية. ملاحظة:
***قلت: قد يذكر بعضهم أن اسمه: الحسن بن سعيد البكري، وانظر على سبيل المثال
تحليته:
هو من فقهاء القرن :13 هـ-19م بالإقليم التواتي، كان إماما في مذهب مالك، محدثا، عروضيا، كثير النسخ للكتب، جلس أفتى، وجلس إلى جانب فحول علماء "تمبكتو"، و"المغرب الأقصى".
*** هو العالم الفاضل، الزاهد الكريم، سيدنا ومولانا الحسن بن سعيد البكري، أحد الرجال المعروفين، سيد الفضلاء والأخيار.
***كان رحمه اله في العلم آية، بحر لاساحل له، وإمام في مذهب المالكية، من الفقهاء المجتهدين.
تاريخ ومكان الميلاد :
ولد قبل سنة 1234هـ-1818م، أخذا من تاريخ دراسته، على يد شيخه أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البلبالي، المتوفي سنة 1244هـ-1828م.
شيوخه:
1-أبو عبد الله البلبالي.
2-عبد العزيز البلبالي بـ"ملوكة" ، وأذن له في جميع الفنون.
تلاميذه:
1-ابنه سيدي محمد.
2-القاضي سيدي الحاج محمد بن عبد الرحمن.
3- سيدي أحمد بن السيد البكري.
4- ابن أخته سيدي البكري بن عبد الرحمن بن الطيب التنلاني.
مؤلفاته:
1-تقاييد وفتاوى نفيسة، وأشعار كثيرة.
***قال في: (الرحلة ج2 ص58)،الكثير من المخلفات الأدبية لهذا الشيخ، بطرف الشيخ البكراوي محمد، "حاسي الحجارة".
2-له بعض التعليقات، وشروح على كتاب القول البسيط في أخبار "تمنطيط".
***ويحتمل أن له كتاب يتناول فيه نسب شرفاء "توات"، و"المغرب الأقصى"، وهو ضمن مجموع يشتمل على كتابين، الأول البسيط، والثاني هذا الكتاب المشار إليه، ويوجد مخطوطا بمكتبة "باريس" ضمن مجموع تحت رقم 6319.انظر.
3- قصيدة قالها عندما كان يعمل في "بلاد التكرور"، وتذكّر الأهل والوطن، فقال يصف وحدته:
كأني مفرد يدعى يتيما *** شديد الفقر مع فقدي النّوال
وإني نازل برِباع قومٍ *** هم عجم ويكدرهم مقالِ
4- إعلام الإخوان بمناقب بعض الأعيان.
***ومما وجد بخطه هذه الأبيات:
ليس على الفقيه من ضيافة ***ولاشهادة ولا مكافة
وليس من إكرامه الموائد *** وإنما إكرامه الفوائد
نقل ذا عياض في المدارك ***عن سعيد المعافري عن مالك
*** وقال في مدح شيخه سيدي عبد العزيز البلبالي:
ولما غدت سلمى ترشد بالقنا ***فؤادي لم أسلو بهند وزينب
ولعت طفلا في هواها فها أنا *** حليف الأسى والحزن والواشي يرقب
تمر مبسما إن فاها فالدر منطق*** لها إن بدا في الليل لم يرى غيهب
وأحلى من الحلواء صرفة ريقها ***فما الشهد فالصرفاء بل هي أعذب
أراني للجاشي المعذب رائطا *** سوا عن هواكم بالمفاخر يعرب
ووجدي يكلفي بما لا أطيقه ***فمن صلي نارا منه وااللب يحجب
ولو لاك ما كان العروض مطرزا *** ولا زال يسمو للمعالي ويقرب
ولولاك ما كان المحب مهلكا *** وقنن وعبدا لم يرابك يسهب
ولولاك لم أدري الصبابة والهوا *** وفي صنعتي الأشعارلم أرى أطنب
وقد عيل صبري في الغرام فلا أرى*** طبيبا لأمراض الشجا بك يعجب
سوا جامع الاشياء بعد شتاتها *** بوصل وتنعيم بما هو أصعب
فتسبيك عقلا إن نزلت بأرضها *** وإن شمة ربعا منها حسك يذهب
بلاد بها شرخ الشباب صرفته *** فالا تأتليني عنها أم ولا أب
وأعني بذا الحبر الإمام محمدا *** عبيد العزيز القرم من آل يعرب
سلا م عليكم دائما وتحية *** ويحدوا بها عني نسيم ويطرب
سليل لآل البكري يدعى محمدا *** ويتلوه حاء وسين بالنون تصحب
ونص ما قال: قد كرر عَلَيَّ بعض الأحبة السؤال في أن أعين لهم بعد موت شيخنا أبي عبد الله البلبالي من يخلفه، ومن يستحق مقامه استحقاقا شرعيا، من فحول ممن ضمن وإياهم مجلس الفقهاء والمناظرة، وذلك عامنا هذا عام 1264هـ1750م، وإن كان السؤال قد تقدم له زمان لا يقدر أن يجيب على هذا ولو بشطر كلمة، كما قيل للحسن السبط قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، وقد قال عمر رضي الله عنه لما مر بجنان، كنت أرعى هنا إبل للخطاب فيشبعني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت وليس بيني وبين الله أحد أخشاه فوجب إذ ذاك إجابةَ السائل بمرامه...، فأقول، -والله الموفق بمنه للمأمول-: أن الأولى بذلك أبو المكارم سيدي محمد عبد الكريم بن أبي عبد الله أبي مروان عبد الملك، بحسب الزمان والوقت، بعد الجولان معه في المعقول والمنقول، مع إناطة الفرع بالأصول، وله خبرة في كل فن من عروض ومنطق وحساب وتفسير، وفي غير ما ذُكِر حظه كثير غير يسير، -وقُصارَاه- فهو من أجلِّ العلماء، وأكرم الكرماء، إن نظرت إليه قلت أجمل الناس، وإن تكلم قلت أفصح الناس، وإن تحدث قلت أحفظ الناس، حتى أنه إن تكلم نصتت لعذوبة كلامه الأسماع، ولا تزري به الأطماع، وليس هو -بحمد الله- كما قال العلاّمة سيدي محمد بن أُبَّ:
وَدَع ثقيلا يَمّج السمعُ منطِقهُ *** كأنه ثقلا في العين مسمار
بل هو مُحلًّى بما تحلّى به محبو ب القائل:
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا *** وكم أحيا عليك وكم أموت
فيحق على من له بصيرة، وعلى من أراد أن يقدم بين يديه للآخرة ذخيرة، أن يؤُم رَبْعَهُ لاقتناص العلم والأدب، راجلا أو على متون النجائب، وقليل في حقه قطع الفيافي والقفار، وللخُلق الذي أعطاه مولاه وشرفه به، مع التأني والبشاشة في سائر أموره، ما لم يُخِلَّ بمروءة، أو ذريعة لانتهاك حرمة، وإلا فهو أشد نفورا من الوحش إن فجا بمعموره، ولا يقدر جليسه أن يقوم من مقامه ما كان انتثارا لكلامه، حتى أنه لينسى ما يروم من أرابه، ولوِ الأهل والأولاد فضلا عن أصحابه، ولو شاهد لا يكاد الخصم يطعن فيه إلا عجز، وهو قول "الحكم العطائية" ((كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز )) وقول الشاعر:
وكم من حديث ادخرتُه للقاء *** فلما التقينا ما نطقتُ ولو حرفا
وهذا يحققه من شاهده ورءاه، وهجرته فيما يحاوله لمولاه، وأما من طُمست بصيرته -والعياذ بالله-، فهو كالشاة يلقى لها التبر والتبن، فتأكل التبنَ وتدع التبرَ، جهلا بمقداره الأحسن، ولأن مراجعته كلها بتأن ولين، وفصله برفق وسكينة بين الخصمين، وزاد على ما ذكرته بتأليفه غاية الأماني، إرتقاءا على الأنظار، حتى كان بينهم كالبرق اليماني، ولبروزه إياها كالدرر والعُقيان، بروز قتيبة بن مسلم لملوك بني مروان، وعلت بعلو الإيوان لرِواق الصنعة والإتقان، على جميع البنيان، كرفع الأقيال على ملوك طوائف الزمان، أي أقيال بني ساسان، لحسن الإشادة والسبك وتأليف مبانيها تأليف الرياحين والمسك، وإفتقار كل مبتدئ إلى مطالعتها إفتقار النفس للطعام والشراب، وإستحسانَ كُلِّ شادٍ إليها -في الأخذ والعطاء- من كل باب من الأبواب، حتى قَرُب أن يكون تناولها فرض على كل ذي لب عاقل، ويتحتم تقييدها في حق كل غَمرِ جاهل، ولما برزت من مكنون الأصداف بعد العبور في بحور المعاني الخارج عن الحد المعهود في أبناء الزمان من الاوصاف، أخذت بمجامع القلوب، لِمَا حَكمت من الأسلوب حتى سحرت الالباب، وانتدب لإقتطاف أزهارها أهل الجد والتشمير من حذاق الطلاب، وأنشد لسان عاشقها بما أكنته السرائر من مبرتها، والثناء على مؤلفها بما افتضَّ من أبكار عرائس الفوائد.
عليك سلام ربك يامحمد *** عبيد للكريم مع الإيمان
فيشذو به بأيكته حمام *** يثير بذكره سكن الأغاني
جزاك إلهنا بجنات عدن ***مزخرفة ودانية الحسان
جزيت على مقامك في صلاح*** فمعربه يفسره لساني
ينسجك غاية المنى إغتباطي *** فأنت اليوم غاية الاماني
أحقك تلعت وكنيف علم *** أخا ثقة واعجوبة الزمان
فلا شنئان منك ولا بذاء *** ولا خفن ولاخنى شجان
ولا حسد يشين ولا مراء *** يعاب وشيم طرفك غير فان
إذا رفعت إليك دعوي لد *** فأحسن مايكون وما اثان
لطيفك ما يزين وطلق لب *** بشاشتكم وبشركم كفاني
وأمرك كله حتم تأني *** وحسبك ما يصد عن الهيجان
بكم شرفت توات وما حوته *** فشيمتك الفصاحة والبيان
لغيركم بجمع مستفاد ***أواخره لكم حسن المكان
سما لك يا محمد مني شوق*** يفوق هوا مرقشن السمداني
لذا سمحت بنات فكر حب ***يصوغ قلائد الخود المغاني
وما سنحت ضعائن شعر إلا *** فمربعكم يحثحثها جناني
فبابكم مناخ لباب شعر *** وفزع لغيركم حسب أزاني
راءت بلوغ ما لحظت أماني *** وسيلته التقرب بالمعاني
فان مدا مدائح مستهام *** إلى قيصر ويرسمه بناني
وقد قريض حبك في بياني *** لنشركم مخردلة يدان
وصلى على الشفيع يوم عرض *** وتابعه مراقب بامتنان
إلاهنا جلى عن شبه وند *** وصاحبة ثنائي له حبان
5-جملة من تاريخ العائلة البكرية للشيخ الحسن بن سعيد البكري وغيره. الخزينة البكرية بتمنطيط - أدرار- .
وقفات مهمة في حياته
*** عاش -رحمه الله- عمره في الإفادة والتعليم، نشأ نشأة إسلامية صحيحة، فزهد في الدنيا، وعمل للآخرة.
*** أفتى في العديد من النوازل، وجالس الجهابذة الفحول.
*** مما ميز مسيرة حياته عليه -رحمة الله-، كثرة نسخه للكتب وشرائه لها.
*** أجازه شيخه، سيدي عبد العزيز البلبالي، في جميع الفنون والعلوم.
***تصدر للتدريس بالزاوية البكرية، من وقت إجازته حتى توفاه الله.
***وكان من دعائه -رحمه الله-، قوله: اللهم آمن روعتي بالإتكال على عصمتك، وأذهلني عن الخلق بالفكر إلى بهاء جمالك، واجذبني بجودك إلى حضرة كمالك، يا حنان يا منان يا عطوف، يا ذا الفضل والإحسان.
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي سنة 1286هـ-1869م.
المتوفى (1286هـ-1869م )
اسمه ونسبه:
محمد الحسن بن سعيد، من آل سيدي محمد بن البكري، صاحب الزاوية البكرية. ملاحظة:
***قلت: قد يذكر بعضهم أن اسمه: الحسن بن سعيد البكري، وانظر على سبيل المثال
تحليته:
هو من فقهاء القرن :13 هـ-19م بالإقليم التواتي، كان إماما في مذهب مالك، محدثا، عروضيا، كثير النسخ للكتب، جلس أفتى، وجلس إلى جانب فحول علماء "تمبكتو"، و"المغرب الأقصى".
*** هو العالم الفاضل، الزاهد الكريم، سيدنا ومولانا الحسن بن سعيد البكري، أحد الرجال المعروفين، سيد الفضلاء والأخيار.
***كان رحمه اله في العلم آية، بحر لاساحل له، وإمام في مذهب المالكية، من الفقهاء المجتهدين.
تاريخ ومكان الميلاد :
ولد قبل سنة 1234هـ-1818م، أخذا من تاريخ دراسته، على يد شيخه أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البلبالي، المتوفي سنة 1244هـ-1828م.
شيوخه:
1-أبو عبد الله البلبالي.
2-عبد العزيز البلبالي بـ"ملوكة" ، وأذن له في جميع الفنون.
تلاميذه:
1-ابنه سيدي محمد.
2-القاضي سيدي الحاج محمد بن عبد الرحمن.
3- سيدي أحمد بن السيد البكري.
4- ابن أخته سيدي البكري بن عبد الرحمن بن الطيب التنلاني.
مؤلفاته:
1-تقاييد وفتاوى نفيسة، وأشعار كثيرة.
***قال في: (الرحلة ج2 ص58)،الكثير من المخلفات الأدبية لهذا الشيخ، بطرف الشيخ البكراوي محمد، "حاسي الحجارة".
2-له بعض التعليقات، وشروح على كتاب القول البسيط في أخبار "تمنطيط".
***ويحتمل أن له كتاب يتناول فيه نسب شرفاء "توات"، و"المغرب الأقصى"، وهو ضمن مجموع يشتمل على كتابين، الأول البسيط، والثاني هذا الكتاب المشار إليه، ويوجد مخطوطا بمكتبة "باريس" ضمن مجموع تحت رقم 6319.انظر.
3- قصيدة قالها عندما كان يعمل في "بلاد التكرور"، وتذكّر الأهل والوطن، فقال يصف وحدته:
كأني مفرد يدعى يتيما *** شديد الفقر مع فقدي النّوال
وإني نازل برِباع قومٍ *** هم عجم ويكدرهم مقالِ
4- إعلام الإخوان بمناقب بعض الأعيان.
***ومما وجد بخطه هذه الأبيات:
ليس على الفقيه من ضيافة ***ولاشهادة ولا مكافة
وليس من إكرامه الموائد *** وإنما إكرامه الفوائد
نقل ذا عياض في المدارك ***عن سعيد المعافري عن مالك
*** وقال في مدح شيخه سيدي عبد العزيز البلبالي:
ولما غدت سلمى ترشد بالقنا ***فؤادي لم أسلو بهند وزينب
ولعت طفلا في هواها فها أنا *** حليف الأسى والحزن والواشي يرقب
تمر مبسما إن فاها فالدر منطق*** لها إن بدا في الليل لم يرى غيهب
وأحلى من الحلواء صرفة ريقها ***فما الشهد فالصرفاء بل هي أعذب
أراني للجاشي المعذب رائطا *** سوا عن هواكم بالمفاخر يعرب
ووجدي يكلفي بما لا أطيقه ***فمن صلي نارا منه وااللب يحجب
ولو لاك ما كان العروض مطرزا *** ولا زال يسمو للمعالي ويقرب
ولولاك ما كان المحب مهلكا *** وقنن وعبدا لم يرابك يسهب
ولولاك لم أدري الصبابة والهوا *** وفي صنعتي الأشعارلم أرى أطنب
وقد عيل صبري في الغرام فلا أرى*** طبيبا لأمراض الشجا بك يعجب
سوا جامع الاشياء بعد شتاتها *** بوصل وتنعيم بما هو أصعب
فتسبيك عقلا إن نزلت بأرضها *** وإن شمة ربعا منها حسك يذهب
بلاد بها شرخ الشباب صرفته *** فالا تأتليني عنها أم ولا أب
وأعني بذا الحبر الإمام محمدا *** عبيد العزيز القرم من آل يعرب
سلا م عليكم دائما وتحية *** ويحدوا بها عني نسيم ويطرب
سليل لآل البكري يدعى محمدا *** ويتلوه حاء وسين بالنون تصحب
ونص ما قال: قد كرر عَلَيَّ بعض الأحبة السؤال في أن أعين لهم بعد موت شيخنا أبي عبد الله البلبالي من يخلفه، ومن يستحق مقامه استحقاقا شرعيا، من فحول ممن ضمن وإياهم مجلس الفقهاء والمناظرة، وذلك عامنا هذا عام 1264هـ1750م، وإن كان السؤال قد تقدم له زمان لا يقدر أن يجيب على هذا ولو بشطر كلمة، كما قيل للحسن السبط قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، وقد قال عمر رضي الله عنه لما مر بجنان، كنت أرعى هنا إبل للخطاب فيشبعني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت وليس بيني وبين الله أحد أخشاه فوجب إذ ذاك إجابةَ السائل بمرامه...، فأقول، -والله الموفق بمنه للمأمول-: أن الأولى بذلك أبو المكارم سيدي محمد عبد الكريم بن أبي عبد الله أبي مروان عبد الملك، بحسب الزمان والوقت، بعد الجولان معه في المعقول والمنقول، مع إناطة الفرع بالأصول، وله خبرة في كل فن من عروض ومنطق وحساب وتفسير، وفي غير ما ذُكِر حظه كثير غير يسير، -وقُصارَاه- فهو من أجلِّ العلماء، وأكرم الكرماء، إن نظرت إليه قلت أجمل الناس، وإن تكلم قلت أفصح الناس، وإن تحدث قلت أحفظ الناس، حتى أنه إن تكلم نصتت لعذوبة كلامه الأسماع، ولا تزري به الأطماع، وليس هو -بحمد الله- كما قال العلاّمة سيدي محمد بن أُبَّ:
وَدَع ثقيلا يَمّج السمعُ منطِقهُ *** كأنه ثقلا في العين مسمار
بل هو مُحلًّى بما تحلّى به محبو ب القائل:
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا *** وكم أحيا عليك وكم أموت
فيحق على من له بصيرة، وعلى من أراد أن يقدم بين يديه للآخرة ذخيرة، أن يؤُم رَبْعَهُ لاقتناص العلم والأدب، راجلا أو على متون النجائب، وقليل في حقه قطع الفيافي والقفار، وللخُلق الذي أعطاه مولاه وشرفه به، مع التأني والبشاشة في سائر أموره، ما لم يُخِلَّ بمروءة، أو ذريعة لانتهاك حرمة، وإلا فهو أشد نفورا من الوحش إن فجا بمعموره، ولا يقدر جليسه أن يقوم من مقامه ما كان انتثارا لكلامه، حتى أنه لينسى ما يروم من أرابه، ولوِ الأهل والأولاد فضلا عن أصحابه، ولو شاهد لا يكاد الخصم يطعن فيه إلا عجز، وهو قول "الحكم العطائية" ((كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز )) وقول الشاعر:
وكم من حديث ادخرتُه للقاء *** فلما التقينا ما نطقتُ ولو حرفا
وهذا يحققه من شاهده ورءاه، وهجرته فيما يحاوله لمولاه، وأما من طُمست بصيرته -والعياذ بالله-، فهو كالشاة يلقى لها التبر والتبن، فتأكل التبنَ وتدع التبرَ، جهلا بمقداره الأحسن، ولأن مراجعته كلها بتأن ولين، وفصله برفق وسكينة بين الخصمين، وزاد على ما ذكرته بتأليفه غاية الأماني، إرتقاءا على الأنظار، حتى كان بينهم كالبرق اليماني، ولبروزه إياها كالدرر والعُقيان، بروز قتيبة بن مسلم لملوك بني مروان، وعلت بعلو الإيوان لرِواق الصنعة والإتقان، على جميع البنيان، كرفع الأقيال على ملوك طوائف الزمان، أي أقيال بني ساسان، لحسن الإشادة والسبك وتأليف مبانيها تأليف الرياحين والمسك، وإفتقار كل مبتدئ إلى مطالعتها إفتقار النفس للطعام والشراب، وإستحسانَ كُلِّ شادٍ إليها -في الأخذ والعطاء- من كل باب من الأبواب، حتى قَرُب أن يكون تناولها فرض على كل ذي لب عاقل، ويتحتم تقييدها في حق كل غَمرِ جاهل، ولما برزت من مكنون الأصداف بعد العبور في بحور المعاني الخارج عن الحد المعهود في أبناء الزمان من الاوصاف، أخذت بمجامع القلوب، لِمَا حَكمت من الأسلوب حتى سحرت الالباب، وانتدب لإقتطاف أزهارها أهل الجد والتشمير من حذاق الطلاب، وأنشد لسان عاشقها بما أكنته السرائر من مبرتها، والثناء على مؤلفها بما افتضَّ من أبكار عرائس الفوائد.
عليك سلام ربك يامحمد *** عبيد للكريم مع الإيمان
فيشذو به بأيكته حمام *** يثير بذكره سكن الأغاني
جزاك إلهنا بجنات عدن ***مزخرفة ودانية الحسان
جزيت على مقامك في صلاح*** فمعربه يفسره لساني
ينسجك غاية المنى إغتباطي *** فأنت اليوم غاية الاماني
أحقك تلعت وكنيف علم *** أخا ثقة واعجوبة الزمان
فلا شنئان منك ولا بذاء *** ولا خفن ولاخنى شجان
ولا حسد يشين ولا مراء *** يعاب وشيم طرفك غير فان
إذا رفعت إليك دعوي لد *** فأحسن مايكون وما اثان
لطيفك ما يزين وطلق لب *** بشاشتكم وبشركم كفاني
وأمرك كله حتم تأني *** وحسبك ما يصد عن الهيجان
بكم شرفت توات وما حوته *** فشيمتك الفصاحة والبيان
لغيركم بجمع مستفاد ***أواخره لكم حسن المكان
سما لك يا محمد مني شوق*** يفوق هوا مرقشن السمداني
لذا سمحت بنات فكر حب ***يصوغ قلائد الخود المغاني
وما سنحت ضعائن شعر إلا *** فمربعكم يحثحثها جناني
فبابكم مناخ لباب شعر *** وفزع لغيركم حسب أزاني
راءت بلوغ ما لحظت أماني *** وسيلته التقرب بالمعاني
فان مدا مدائح مستهام *** إلى قيصر ويرسمه بناني
وقد قريض حبك في بياني *** لنشركم مخردلة يدان
وصلى على الشفيع يوم عرض *** وتابعه مراقب بامتنان
إلاهنا جلى عن شبه وند *** وصاحبة ثنائي له حبان
5-جملة من تاريخ العائلة البكرية للشيخ الحسن بن سعيد البكري وغيره. الخزينة البكرية بتمنطيط - أدرار- .
وقفات مهمة في حياته
*** عاش -رحمه الله- عمره في الإفادة والتعليم، نشأ نشأة إسلامية صحيحة، فزهد في الدنيا، وعمل للآخرة.
*** أفتى في العديد من النوازل، وجالس الجهابذة الفحول.
*** مما ميز مسيرة حياته عليه -رحمة الله-، كثرة نسخه للكتب وشرائه لها.
*** أجازه شيخه، سيدي عبد العزيز البلبالي، في جميع الفنون والعلوم.
***تصدر للتدريس بالزاوية البكرية، من وقت إجازته حتى توفاه الله.
***وكان من دعائه -رحمه الله-، قوله: اللهم آمن روعتي بالإتكال على عصمتك، وأذهلني عن الخلق بالفكر إلى بهاء جمالك، واجذبني بجودك إلى حضرة كمالك، يا حنان يا منان يا عطوف، يا ذا الفضل والإحسان.
تاريخ ومكان الوفاة:
توفي سنة 1286هـ-1869م.
مواضيع مماثلة
» محمّد بن سعيد بن عبد الحق البكري
» البكري بن محمد العالم بن محمد الجزولي
» عبد الكريم بن محمد الصالح بن محمد البكري
» محمد بن سعيد العالم
» أبو يحي محمد بن محمد المنياري التمنطيطي
» البكري بن محمد العالم بن محمد الجزولي
» عبد الكريم بن محمد الصالح بن محمد البكري
» محمد بن سعيد العالم
» أبو يحي محمد بن محمد المنياري التمنطيطي
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى