حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
س: سمعت عن حديث الأعمى الذي علمه الرسول دعاءا يقوله، فقاله وقد أبصر ، أرجو وكلي ثقة بكم أن تخبروني عن هذا الحديث وماذا قال فيه العلماء ؟
الجواب:
أخرج البخاري في تاريخه الكبير والترمذي في أواخر الدعوات من جامعه وابن ماجه في صلاة الحاجة من سننه والنسائي في عمل اليوم والليلة وأبو نعيم في معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم على اختلاف يسير في غير موضع الاستشهاد، وصححه جماعة من الحفاظ، منهم: الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والطبراني، وأبو نعيم، والبيهقي، والمنذري، والنووي، وابن حجر، والهيثمي، والسيوطي وغيرهم:
عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه " أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. فقال: (إن شئت أخرت ذلك، وهو خير، وإن شئت دعوت). قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء فيقول: ( اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي اللهم شفعه في، وشفعني فيه). اهـ
وسند الترمذي:حدثنا محمود بن غيلان نا عثمان بن عمر، نا شعبة، عن أبي جعفر عن عمارة – بالضم – بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف، ثم ساق الحديث، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر – وهو الخطمي ". وفي بعض النسخ المطبوعة " وهو غير الخطمي " وفي بعضها " وليس هو الخطمي ".
وهذا وذاك من تصرفات الناسخين، وليس من عادة الترمذي أن يقول هو غير فلان، ويترك من غير بيان.
على أن أبا جعفر الراوي عن عمارة بين شيوخ شعبة إنما هو عمير بن يزيد الخطمي المدني الأصل ثم البصري، كما يظهر من كتاب الرجال المعروفة من مطبوع ومخطوط.
فالصواب أن با جعفر هو الخطمي المدني كما جاء مصرحا به في روايات الطبراني والحاكم والبيهقي زاد الطبراني في المعجم الصغير أن اسمه عمير بن يزيد وأنه ثقة.
وأبو جعفر الرازي المتوفى سنة 160 من شيوخ شعبة لم يدرك عمارة المتوفى سنة 105 أصلا، لأن رحلته إلى الحجاز بعد وفاة عمارة بنحو تسع سنين، وشعبة شعبة في التثبت فيما يروي. على أن طرقًا أخرى للحديث عند الطبراني وغيره تنص في صلب السند على أنه الخطمي الثقة باتفاق، وسند الطبراني في الحديث مسوق في " شفاء السقام " للتقي السبكي.
ورجال سند الترمذي كلهم ثقات، وإنما سماه غريبًا لانفراد عثمان بن عمر، عن شعبة، وانفراد أبي جعفر عن عمارة، وهما ثقتان باتفاق، وكم من حديث صحيح ينفرد به أحد الرواة كحديث " إنما الأعمال بالنيات " وسماه حسنًا لتعدد طرقه بعد أبي جعفر، وعثمان بن عمر. وتسميته صحيحًا باعتبار تكامل أوصاف الصحة في رواته.
وللحديث روايات وألفاظ منها عند ابن أبي خيثمة أن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لما علم الضرير الدعاء المذكور قال له " وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك "اهـ.
وهذا إذن بالتوسل في سائر الأحوال ثم إن الروايات كلها متفقة على أن الذي دعا هو الرجل الضرير ولهذا ترجم له البيهقي في دلائل النبوة بقوله : باب ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر وما ظهر في ذلك من ءاثار النبوة اهـ .
ولنـزد على ما مضى أن توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي علمه رسول الله لم يكن بحضور الرسول، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علمه رسول الله، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر.
ومما يدل أيضًا على أن توسل هذا الاعمى كان في غير حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال يا محمد في غير حضرته، أنه قد ثبت النهي عن نداء الرسول باسمه في وجهه لقوله تعالى: {لا تجعلوا دُعاءَ الرسولِ بينَكُم كدُعاءِ بعضِكُم بعضًا} [سورة النور/63] الآية.
وفى زيادة صحيحة صححها الحافظ الطبرانى وأخرجها في الدعاء والمعجم الكبير والصغير وأقر تصحيح الطبرانى الحافظ المنذرى في الترغيب والترهيب والحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد وغيرهما :
" عن عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته– أي لنسيانه لها كما يأتي – فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أو تصبر؟" فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات" فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط. " اهـ
وموضع الاستشهاد أن الصحابي المذكور فهم من حديث دعاء الحاجة أنه لا يختص بزمنه صلى الله عليه و سلم وهذا توسل به، ونداء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وعمل متوارث بين الصحابة وقد أخرج هذا الحديث ( المرفوع والموقوف) الطبراني (360هـ) في معاجمه الثلاثة وصححه، والحافظ الطبراني وهو الذي وصفه الذهبي في تذكرة الحفاظ بـ"الحافظ الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ مسند الدنيا"، وأقرّه على تصحيحها الحافظ نور الدين الهيثمي (807هـ) في مجمع البحرين في زوائد المعجمين الصغير والأوسط (ج2 ص 318)، وكذا في مجمع الزوائد (ج2 ص 279) بتحرير الحافظين الكبيرين زين الدين العراقي وابن حجر (852هـ) كما أقر المنذري قبله في " الترغيب والترهيب " وقبله أبو الحسن المقدسي.
ولفظ الحديث عند علماء الحديث يطلق على ما يرفع إلى النبي وما يوقف على الصحابي كما هو مقرر في كتب الاصطلاح (كما في تدريب الراوي للسيوطي (ج1 ص42) وشرح النخبة للحافظ ابن حجر على صغره وغيرهما) ، وقد أطلق الإمام أحمد لفظ الحديث على أثر لعمر في الجُبن الذي يأتي به المجوس، وكان من عاداتهم أن يستعملوا في الجبن أنفحة الميتة.
فهذا الحديث حجة في جواز التوسل بالرسول في حياته وبعد مماته، في حضرته وفي غير حضرته، فمحاولة بعض العصريين لتضعيف الحديث مقضى عليها بالفشل الكبير ، فالحديث صحيح بلا شك وهو يدل على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وءاله وسلم في جميع الحالات وفي سائر الأوقات.
ويكفي لبيان ذلك هنا أن نقول : إن العلماء فهموا الحديث على العموم كما هو الواجب في نصوص الشارع فأورده الترمذي في كتاب الدعوات من سننه والحاكم في الدعاء من مستدركه والبيهقي في كتاب الدعوات وهو مؤلف خاص معتبرين له جملة الأدعية المشروعة المأثورة , وأورده ابن ماجه في كتاب الصلاة من سننه وكذا فعل المنذري في الترغيب والترهيب والهيثمي في مجمع الزوائد معتبرين الصلاة فيه والدعاء من جملة النوافل المطلوبة ، وأورده النووي في أذكار الحاجة من كتاب الأذكار معتبرا له من جملة الأذكار التي تقال عند عروض حاجة، وإرادة قضائها، وأورده غير هؤلاء كابن خزيمة في صحيحه المرتب على الكتب والأبواب وهذا اتفاق منهم على أن الحديث معمول به في سائر الأوقات والأزمان ولو كان خاصا بذلك الضرير أو بحالة دون حالة أو بوقت دون وقت لم يكن لذكرهم له في كتب الأحكام وغيرها فائدة، أو لنبهوا على أنه خاص ليس بعام كما فعلوا في غيره من الأحاديث التي تكون خاصة ببعض الحالات
الجواب:
أخرج البخاري في تاريخه الكبير والترمذي في أواخر الدعوات من جامعه وابن ماجه في صلاة الحاجة من سننه والنسائي في عمل اليوم والليلة وأبو نعيم في معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم على اختلاف يسير في غير موضع الاستشهاد، وصححه جماعة من الحفاظ، منهم: الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والطبراني، وأبو نعيم، والبيهقي، والمنذري، والنووي، وابن حجر، والهيثمي، والسيوطي وغيرهم:
عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه " أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. فقال: (إن شئت أخرت ذلك، وهو خير، وإن شئت دعوت). قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء فيقول: ( اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي اللهم شفعه في، وشفعني فيه). اهـ
وسند الترمذي:حدثنا محمود بن غيلان نا عثمان بن عمر، نا شعبة، عن أبي جعفر عن عمارة – بالضم – بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف، ثم ساق الحديث، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر – وهو الخطمي ". وفي بعض النسخ المطبوعة " وهو غير الخطمي " وفي بعضها " وليس هو الخطمي ".
وهذا وذاك من تصرفات الناسخين، وليس من عادة الترمذي أن يقول هو غير فلان، ويترك من غير بيان.
على أن أبا جعفر الراوي عن عمارة بين شيوخ شعبة إنما هو عمير بن يزيد الخطمي المدني الأصل ثم البصري، كما يظهر من كتاب الرجال المعروفة من مطبوع ومخطوط.
فالصواب أن با جعفر هو الخطمي المدني كما جاء مصرحا به في روايات الطبراني والحاكم والبيهقي زاد الطبراني في المعجم الصغير أن اسمه عمير بن يزيد وأنه ثقة.
وأبو جعفر الرازي المتوفى سنة 160 من شيوخ شعبة لم يدرك عمارة المتوفى سنة 105 أصلا، لأن رحلته إلى الحجاز بعد وفاة عمارة بنحو تسع سنين، وشعبة شعبة في التثبت فيما يروي. على أن طرقًا أخرى للحديث عند الطبراني وغيره تنص في صلب السند على أنه الخطمي الثقة باتفاق، وسند الطبراني في الحديث مسوق في " شفاء السقام " للتقي السبكي.
ورجال سند الترمذي كلهم ثقات، وإنما سماه غريبًا لانفراد عثمان بن عمر، عن شعبة، وانفراد أبي جعفر عن عمارة، وهما ثقتان باتفاق، وكم من حديث صحيح ينفرد به أحد الرواة كحديث " إنما الأعمال بالنيات " وسماه حسنًا لتعدد طرقه بعد أبي جعفر، وعثمان بن عمر. وتسميته صحيحًا باعتبار تكامل أوصاف الصحة في رواته.
وللحديث روايات وألفاظ منها عند ابن أبي خيثمة أن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لما علم الضرير الدعاء المذكور قال له " وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك "اهـ.
وهذا إذن بالتوسل في سائر الأحوال ثم إن الروايات كلها متفقة على أن الذي دعا هو الرجل الضرير ولهذا ترجم له البيهقي في دلائل النبوة بقوله : باب ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر وما ظهر في ذلك من ءاثار النبوة اهـ .
ولنـزد على ما مضى أن توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي علمه رسول الله لم يكن بحضور الرسول، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علمه رسول الله، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر.
ومما يدل أيضًا على أن توسل هذا الاعمى كان في غير حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال يا محمد في غير حضرته، أنه قد ثبت النهي عن نداء الرسول باسمه في وجهه لقوله تعالى: {لا تجعلوا دُعاءَ الرسولِ بينَكُم كدُعاءِ بعضِكُم بعضًا} [سورة النور/63] الآية.
وفى زيادة صحيحة صححها الحافظ الطبرانى وأخرجها في الدعاء والمعجم الكبير والصغير وأقر تصحيح الطبرانى الحافظ المنذرى في الترغيب والترهيب والحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد وغيرهما :
" عن عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته– أي لنسيانه لها كما يأتي – فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أو تصبر؟" فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات" فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط. " اهـ
وموضع الاستشهاد أن الصحابي المذكور فهم من حديث دعاء الحاجة أنه لا يختص بزمنه صلى الله عليه و سلم وهذا توسل به، ونداء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وعمل متوارث بين الصحابة وقد أخرج هذا الحديث ( المرفوع والموقوف) الطبراني (360هـ) في معاجمه الثلاثة وصححه، والحافظ الطبراني وهو الذي وصفه الذهبي في تذكرة الحفاظ بـ"الحافظ الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ مسند الدنيا"، وأقرّه على تصحيحها الحافظ نور الدين الهيثمي (807هـ) في مجمع البحرين في زوائد المعجمين الصغير والأوسط (ج2 ص 318)، وكذا في مجمع الزوائد (ج2 ص 279) بتحرير الحافظين الكبيرين زين الدين العراقي وابن حجر (852هـ) كما أقر المنذري قبله في " الترغيب والترهيب " وقبله أبو الحسن المقدسي.
ولفظ الحديث عند علماء الحديث يطلق على ما يرفع إلى النبي وما يوقف على الصحابي كما هو مقرر في كتب الاصطلاح (كما في تدريب الراوي للسيوطي (ج1 ص42) وشرح النخبة للحافظ ابن حجر على صغره وغيرهما) ، وقد أطلق الإمام أحمد لفظ الحديث على أثر لعمر في الجُبن الذي يأتي به المجوس، وكان من عاداتهم أن يستعملوا في الجبن أنفحة الميتة.
فهذا الحديث حجة في جواز التوسل بالرسول في حياته وبعد مماته، في حضرته وفي غير حضرته، فمحاولة بعض العصريين لتضعيف الحديث مقضى عليها بالفشل الكبير ، فالحديث صحيح بلا شك وهو يدل على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وءاله وسلم في جميع الحالات وفي سائر الأوقات.
ويكفي لبيان ذلك هنا أن نقول : إن العلماء فهموا الحديث على العموم كما هو الواجب في نصوص الشارع فأورده الترمذي في كتاب الدعوات من سننه والحاكم في الدعاء من مستدركه والبيهقي في كتاب الدعوات وهو مؤلف خاص معتبرين له جملة الأدعية المشروعة المأثورة , وأورده ابن ماجه في كتاب الصلاة من سننه وكذا فعل المنذري في الترغيب والترهيب والهيثمي في مجمع الزوائد معتبرين الصلاة فيه والدعاء من جملة النوافل المطلوبة ، وأورده النووي في أذكار الحاجة من كتاب الأذكار معتبرا له من جملة الأذكار التي تقال عند عروض حاجة، وإرادة قضائها، وأورده غير هؤلاء كابن خزيمة في صحيحه المرتب على الكتب والأبواب وهذا اتفاق منهم على أن الحديث معمول به في سائر الأوقات والأزمان ولو كان خاصا بذلك الضرير أو بحالة دون حالة أو بوقت دون وقت لم يكن لذكرهم له في كتب الأحكام وغيرها فائدة، أو لنبهوا على أنه خاص ليس بعام كما فعلوا في غيره من الأحاديث التي تكون خاصة ببعض الحالات
رد: حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
ا
1- توسل الضرير بالنبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ
عن عثمان بن حنيف أنه قال
إنّ رجلا ضريراً أتى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فقال:
ادع اللّه أن يعافيني .
فقال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت وهو خير .
قال: فادعه! فأمره ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أن يتوضّأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين. ويدعو بهذا الدعاء:
«أللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى، أللّهمّ شفّعه فيّ»
قال ابن حنيف:
واللّه ما تفرّقنا وطال بنا الحديث، حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضر.
قال ابن تيمية: وقد روى الترمذي حديثاً صحيحاً عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أنه علّم رجلا أن يدعو فيقول:
«أللّهمّ إنّي أسألك وأتوسل بنبيك... وروى النسائي نحو هذا الدعاء(1) .
وقال الترمذي: هذا حديث حق حسن صحيح .
وقال ابن ماجة: هذا حديث صحيح .
وقال الرفاعي: لا شكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور...(2) .
نعم حاول السيد محمد رشيد رضا، مؤلف المنار، الّذي علق على كتاب مجموعة الرسائل والمسائل، تأليف ابن تيمية، أن يضعف الحديث بحجة أنه ورد في سنده أبو جعفر، وأنه غير أبي جعفر الخطمي(3) .
ولكن الإمام أحمد في مسنده وصفه بالخطمي، ونقل الرفاعي عن ابن تيمية أنّه جزم بأنّه هو أبو جعفر الخطمي، وهو ثقة(4) ووصفه الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه بـ (الخطمي المدني) .
ولأجل أن يقف القارىء على مظانّ الحديث في الصحاح نذكره مصادره:
1- سنن ابن ماجة، الجزء الأول، ص 441 رقم الحديث 1385
________________________________________
1. مجموعة الرسائل والمسائل ج 1 ص 13 .
2. التوصل إلى حقيقة التوسل ص 158 .
3. مجموعة الرسائل والمسائل ص 13 قسم التعليقة .
4. التوصل إلى حقيقة التوسل ص 228 .
________________________________________
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار إحياء الكتاب العربي، وقد عرفت تنصيصه بأنه حديث صحيح .
2- مسند أحمد، ج 4 ص 138 عن مسند عثمان بن حنيف، طبع المكتب الإسلامي مؤسسة دار صادر، وقد روي هذا الحديث عن ثلاثة طرق .
3- صحيح الترمذي ج 5، كتاب الدعوات، الباب 119، الحديث برقم 3578، وقد عرفت كلمته في حق الحديث .
4- مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري، الجزء الأول ص 313 طبع حيدر آباد الهند .
قال بعد ذكر الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه .
5- المعجم الكبير للطبراني: الجزء التاسع باب (ما أسند إلى عثمان بن حنيف) ص 17 برقم 8311 ، قال المعلق في ذيل الصفحة: ورواه في الصغير 1/183 ـ 184 وقال: لم يروه عن روح بن أبي القاسم إلاّ شبيب بن سعيد المكي، وهو ثقة، وهو الّذي يحدث يحدث عنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي ـ واسمه عمير بن يزيد ـ وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح .
إنّ الحديث يدلّ بوضوح على أنّ الأعمى توسل بذات النبي بتعليم منه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فهو وإن طلب الدعاء من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في بدء الأمر، ولكنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ علّمه دعاء تضمّن التوسل بذات النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، وهذا هو المهم في تبيين معنى الحديث .
________________________________________
وبعبارة ثانية: الّذي لا ينكر عند الإمعان في الحديث أمران:
الأول: إنّ الراوي طلب من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ الدعاء، ولم يظهر منه توسل بذات النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ .
الثاني: إنّ الدعاء الّذي علّمه النبي تضمّن التوسل بذات النبي بالصراحة التامة، فيكون دليلا على جواز التوسل بالذات، وإليك الجمل الّتي هي صريحة في المقصود:
1-اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيك .
إنّ كلمة «بنبيك» متعلقة بفعلين: «أسالك» و «أتوجه إليك» والمراد من النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نفسه المقدسة وشخصه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لا دعاؤه .
إنّ من يقدّر كلمة «دعاء» قبل لفظ «بنبيك» ويصوّر أنّ المراد: أسألك بدعاء نبيك، أو أتوجه إليك بدعاء نبيك، فهو يتحكم بلا دليل، ويؤوّل بلا جهة، ولو أنّ محدثاً ارتكب مثله في غير هذا الحديث لرموه بالجهمية والقدرية .
2- «محمد نبي الرحمة» .
لكن يتضح أنّ المقصود هو السؤال من اللّه بواسطة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وشخصيته جاءت بعد كلمة (نبيك) جملة «محمد نبي الرحمة» لكن يتضح الهدف بأكثر ما يمكن .
3- إنّ جملة «يا محمد إني أتوجه إلى ربي» تدل على أنّ الرجل ـ حسب تعليم الرسول ـ اتخذ النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نفسه وسيلة لدعائه، أي أنه توسل بذات النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لا بدعائة .
4- إنّ قوله: «وشفّعه فىّ»: معناه يا ربّ اجعل النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ شفيعي وتقبّل شفاعته في حقي، وليس معناه تقبّل دعاءه في حقي .
5- فإنَّه لم يرد في الحديث أنّ النبي دعا بنفسه حتّى يكون معناه: استجب دعاءه في حقي، ولو كان هناك دعاء من النبي لذكره الراوي، إذ
________________________________________
ليس دعاؤه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ من الأُمور غير المهمة حتّى يتسامح الراوي في حقه .
نعم، إنّ الراوي طلب الدعاء من النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، والنبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وعده بالدعاء حيث قال: إن شئت دعوت، ولكن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لمّا علّمه دعاء مؤثراً في قضاء حاجته، وسكت عن دعاء نفسه، صار هذا قرينة على أنّ وعده بالدعاء، كان أعم من الدعاء المباشري أو التسبيبي. فالدعاء الّذي وعد به النبي هو نفس الدعاء الّذي علمه الضرير، فكان دعاء له ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ بالتسبيب كما كان دعاء للضرير بالمباشرة .
فالنقطة المركزية في هذا التوسل هي شخص رسول اللّه وشخصيته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، لا دعاؤه، وإن كان دعاؤه ـ في سائر المواضع ـ أيضاً مؤثراً مثل التوسل بشخصيته، ومن تأمل في ما ذكرنا من القرائن يجزم بأنّ المتوسل به بعد تعليم النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، هو نفس الرسول و شخصيته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ .
6- ولنفترض أنّ معنى قوله: «وشفّعه فىّ»: استجب دعاءه في حقي، ونفترض أنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ـ مضافاً إلى ما علّمه من الدعاء ـ قام بنفسه أيضاً بالدعاء، ودعا الباري سبحانه أن يرد إليه بصره، ولكن أيّة منافاة بين الدعاءين حتّى يكون أحدهما قرينة على التصرف في الآخر .
فهناك كان دعاء من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ولم يذكر لفظه، ودعاء آخر علمه الرسولـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ للضرير وقد تضمّن هذا الدعاء التوسل بذات النبي وشخصه،ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وليس بين الدعاءين أي تزاحم وتعارض حتّى نجعل أحدهما قرينة على الآخر .
تشكيك الرفاعي في دلالة الحديث
إنّ الخصم قد عجز عن الدفاع عن مذهبه وهو يواجه هذه الرواية، فإنها بصراحتها تقاومه وتكافحهه، فعاد يكرر ما ذكره شيخه في رسائله، غير أنّ شيخه: نقله بصورة الاحتمال، ولكن الرفاعي ذكره بحماس.
قال ابن تيمية: «ومن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل بذاته مطلقاً، حياً وميتاً، ومنهم من يقول: هذه قضية عين وليس فيها إلاّ
________________________________________
التوسل بدعائه وشفاعته، لا التوسل بذاته»(1) .
ترى أنّ شيخ الرفاعي ينسبه إلى الغير عن تردد وشك، ولكن الرفاعي عاد يكرر هذا المطلب بثوب جديد، ويدّعي أنّ السائل لم يقصد التوسل بذات الرسول بل بدعائه المستجاب، ويستدل على ذلك بالعبارات التالية:
1- قول الأعمى لرسول اللّه: ادع اللّه أن يعافيني.
2- جواب الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ له: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت .
3- إصرار الأعمى على طلب الدعاء منه بقوله: فادعه .
4- قول الأعمى في آخر دعائه الّذي علمه إياه رسول اللّهـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : اللّهمّ شفّعه فىّ. فاستنتج من ذلك كله أنّ المتوسل به هو دعاؤه .
ولقد عزب عن المسكين أن الوجوه الثلاثة الأُولى لا تمت إلى مقصوده بصلة، لما عرفت من أنّ الأعمى في محاورته مع الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لم يكن يخطر بباله إلاّ طلب الدعاء، ولأجل ذلك طلب منه الدعاء، وأنّ الرسول لما خيره بين الدعاء والصبر على الأذى، اختار الدعاء ورفض الصبر، غير أنّ النقطة المركزية للاستدلال ليست هذه المحاورة، وإنّما هو الدعاء الّذي علّمه رسول اللّه الضرير، فإنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ علمه دعاء يتضمن التوسل بذات النبي: وبعبارة ثانية: كانت هناك حالتان:
الأُولى: المحاورة الابتدائية الّتي وقعت بين النبي والضرير، فكان الموضوع هناك دعاء الرسول بلا شك .
الثاني: الدعاء الّذي علمه الرسول، فإنه تضمن التوسل بذات النبي، فالتصرف في هذا النص بحجة أن الموضوع في المحاورة الأُولى هو الدعاء، تصرف عجيب، فإنّ الأعمى وإن لم يتردد في خلده سوى دعاء الرسول المستجاب، ولكن الرسول علمه دعاء جاء فيه التوسل بذاته. ونحن نفترض أنه كان من الرسول، دعاء غير ما علمه للضرير، ولكن أية ضرورة تقضي بأن نؤوّل ما ورد في العبارة التي علّمها للسائل؟
________________________________________
1. مجموعة الرسائل والمسائل ج 1 ص 13 .
________________________________________
فما هذه الشبه والظنون الّتي يتمسك بها الرفاعي في سبيل دعم مذهبه؟
باللّه عليك أيها الكاتب الوهابي الّذي يعيش عيشاً رغداً في الرياض في ظل الثروة الطائلة للسلطة، لولا أنّك من القائلين بمنع التوسل بذات النبي، هل كان يخلد ببالك أن المراد من الدعاء الّذي علمه للضرير، هو التوسل بدعاء النبي لا ذاته؟ ولولا أنك قد أخذت موقفاً مسبقاً في الموضوع، هل كان يتردد في ذهنك تأويل ذلك النص؟ وأنت وأشياخك ونظراؤك تصبّون القارعات على الذين يؤوّلون الصفات الخبرية كاليد والاستواء والوجه، وتصفونهم بالجهمية والمؤوّلة وغير ذلك من الألفاظ الركيكة، فكيف تسوّغون تأويل هذا النص الّذي لا يرتاب فيه إلاّ من اتخذ رأياً مسبقاً؟
وأمّا قوله: «وشفّعه فيّ» فقد قلنا إنّ المراد: اجعله شفيعاً لي، وليس معناه استجب دعاءه في حقي، وإلاّ لما عدل عن اللفظ الصريح إلى هذا اللفظ الّذي ليس بواضح في ما يريدون .
والعجب أنّ الرفاعي يتمسك بالطحلب ويقول:
«لو كان قصده التوسل بشخص الرسول أو بحقه أو بجاهه لكان يكفيه أن يبقى في بيته، ويدعوا اللّه قائلا مثلا: اللّهمّ ردّ بصري بجاه نبيك، دون أن يحضر ويتجشم عناء المشي...
ولكن ليس هذا بعجيب ممن اتّخذ رأياً مسبقاً في الموضوع، وذلك لأنّ الضرير لم يكن متذكراً هذا النوع من التوسل حتّى يجلس في بيته ويتوسل به ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وإنّما علّمه النبي الأكرم، وما معنى هذا الترقب من الرجل؟.
ثمّ إنّ الكاتب يدّعي أن لفظ الحديث ومفاهيم اللغة العربية وقواعدها كلها تشهد بأنّ معناه هو التوسل بدعاء النبي، ماذا يريد من لفظ الحديث؟ هل يريد المحاورة الأولى الّتي لا تمتّ إلى مركز الاستدلال وموضعه بصلة، أو يريد الدعاء الّذي علمه الرسول؟ فهو يشهد بخلافه ؟
________________________________________
وماذا يريد من مفاهيم اللغة العربية وقواعدها، وأيّة قاعدة عربية تمنع الأخذ بظاهر الدعاء؟
(ما هكذا تورد يا سعد الإبل!) .
إنّك إذا قرأت ما جاء به الكاتب من صخب وهياج في ذيل كلامه، لتعجبت من عباراته الفارغة وكلماته الجوفاء، الّتي هي بالخطابة أشبه منها بالبرهان.
1- توسل الضرير بالنبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ
عن عثمان بن حنيف أنه قال
إنّ رجلا ضريراً أتى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فقال:
ادع اللّه أن يعافيني .
فقال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت وهو خير .
قال: فادعه! فأمره ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أن يتوضّأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين. ويدعو بهذا الدعاء:
«أللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى، أللّهمّ شفّعه فيّ»
قال ابن حنيف:
واللّه ما تفرّقنا وطال بنا الحديث، حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضر.
قال ابن تيمية: وقد روى الترمذي حديثاً صحيحاً عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ أنه علّم رجلا أن يدعو فيقول:
«أللّهمّ إنّي أسألك وأتوسل بنبيك... وروى النسائي نحو هذا الدعاء(1) .
وقال الترمذي: هذا حديث حق حسن صحيح .
وقال ابن ماجة: هذا حديث صحيح .
وقال الرفاعي: لا شكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور...(2) .
نعم حاول السيد محمد رشيد رضا، مؤلف المنار، الّذي علق على كتاب مجموعة الرسائل والمسائل، تأليف ابن تيمية، أن يضعف الحديث بحجة أنه ورد في سنده أبو جعفر، وأنه غير أبي جعفر الخطمي(3) .
ولكن الإمام أحمد في مسنده وصفه بالخطمي، ونقل الرفاعي عن ابن تيمية أنّه جزم بأنّه هو أبو جعفر الخطمي، وهو ثقة(4) ووصفه الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه بـ (الخطمي المدني) .
ولأجل أن يقف القارىء على مظانّ الحديث في الصحاح نذكره مصادره:
1- سنن ابن ماجة، الجزء الأول، ص 441 رقم الحديث 1385
________________________________________
1. مجموعة الرسائل والمسائل ج 1 ص 13 .
2. التوصل إلى حقيقة التوسل ص 158 .
3. مجموعة الرسائل والمسائل ص 13 قسم التعليقة .
4. التوصل إلى حقيقة التوسل ص 228 .
________________________________________
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار إحياء الكتاب العربي، وقد عرفت تنصيصه بأنه حديث صحيح .
2- مسند أحمد، ج 4 ص 138 عن مسند عثمان بن حنيف، طبع المكتب الإسلامي مؤسسة دار صادر، وقد روي هذا الحديث عن ثلاثة طرق .
3- صحيح الترمذي ج 5، كتاب الدعوات، الباب 119، الحديث برقم 3578، وقد عرفت كلمته في حق الحديث .
4- مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري، الجزء الأول ص 313 طبع حيدر آباد الهند .
قال بعد ذكر الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه .
5- المعجم الكبير للطبراني: الجزء التاسع باب (ما أسند إلى عثمان بن حنيف) ص 17 برقم 8311 ، قال المعلق في ذيل الصفحة: ورواه في الصغير 1/183 ـ 184 وقال: لم يروه عن روح بن أبي القاسم إلاّ شبيب بن سعيد المكي، وهو ثقة، وهو الّذي يحدث يحدث عنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي ـ واسمه عمير بن يزيد ـ وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح .
إنّ الحديث يدلّ بوضوح على أنّ الأعمى توسل بذات النبي بتعليم منه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ فهو وإن طلب الدعاء من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في بدء الأمر، ولكنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ علّمه دعاء تضمّن التوسل بذات النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، وهذا هو المهم في تبيين معنى الحديث .
________________________________________
وبعبارة ثانية: الّذي لا ينكر عند الإمعان في الحديث أمران:
الأول: إنّ الراوي طلب من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ الدعاء، ولم يظهر منه توسل بذات النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ .
الثاني: إنّ الدعاء الّذي علّمه النبي تضمّن التوسل بذات النبي بالصراحة التامة، فيكون دليلا على جواز التوسل بالذات، وإليك الجمل الّتي هي صريحة في المقصود:
1-اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيك .
إنّ كلمة «بنبيك» متعلقة بفعلين: «أسالك» و «أتوجه إليك» والمراد من النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نفسه المقدسة وشخصه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لا دعاؤه .
إنّ من يقدّر كلمة «دعاء» قبل لفظ «بنبيك» ويصوّر أنّ المراد: أسألك بدعاء نبيك، أو أتوجه إليك بدعاء نبيك، فهو يتحكم بلا دليل، ويؤوّل بلا جهة، ولو أنّ محدثاً ارتكب مثله في غير هذا الحديث لرموه بالجهمية والقدرية .
2- «محمد نبي الرحمة» .
لكن يتضح أنّ المقصود هو السؤال من اللّه بواسطة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وشخصيته جاءت بعد كلمة (نبيك) جملة «محمد نبي الرحمة» لكن يتضح الهدف بأكثر ما يمكن .
3- إنّ جملة «يا محمد إني أتوجه إلى ربي» تدل على أنّ الرجل ـ حسب تعليم الرسول ـ اتخذ النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ نفسه وسيلة لدعائه، أي أنه توسل بذات النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لا بدعائة .
4- إنّ قوله: «وشفّعه فىّ»: معناه يا ربّ اجعل النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ شفيعي وتقبّل شفاعته في حقي، وليس معناه تقبّل دعاءه في حقي .
5- فإنَّه لم يرد في الحديث أنّ النبي دعا بنفسه حتّى يكون معناه: استجب دعاءه في حقي، ولو كان هناك دعاء من النبي لذكره الراوي، إذ
________________________________________
ليس دعاؤه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ من الأُمور غير المهمة حتّى يتسامح الراوي في حقه .
نعم، إنّ الراوي طلب الدعاء من النبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، والنبيـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وعده بالدعاء حيث قال: إن شئت دعوت، ولكن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لمّا علّمه دعاء مؤثراً في قضاء حاجته، وسكت عن دعاء نفسه، صار هذا قرينة على أنّ وعده بالدعاء، كان أعم من الدعاء المباشري أو التسبيبي. فالدعاء الّذي وعد به النبي هو نفس الدعاء الّذي علمه الضرير، فكان دعاء له ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ بالتسبيب كما كان دعاء للضرير بالمباشرة .
فالنقطة المركزية في هذا التوسل هي شخص رسول اللّه وشخصيته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، لا دعاؤه، وإن كان دعاؤه ـ في سائر المواضع ـ أيضاً مؤثراً مثل التوسل بشخصيته، ومن تأمل في ما ذكرنا من القرائن يجزم بأنّ المتوسل به بعد تعليم النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ، هو نفس الرسول و شخصيته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ .
6- ولنفترض أنّ معنى قوله: «وشفّعه فىّ»: استجب دعاءه في حقي، ونفترض أنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ـ مضافاً إلى ما علّمه من الدعاء ـ قام بنفسه أيضاً بالدعاء، ودعا الباري سبحانه أن يرد إليه بصره، ولكن أيّة منافاة بين الدعاءين حتّى يكون أحدهما قرينة على التصرف في الآخر .
فهناك كان دعاء من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ولم يذكر لفظه، ودعاء آخر علمه الرسولـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ للضرير وقد تضمّن هذا الدعاء التوسل بذات النبي وشخصه،ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وليس بين الدعاءين أي تزاحم وتعارض حتّى نجعل أحدهما قرينة على الآخر .
تشكيك الرفاعي في دلالة الحديث
إنّ الخصم قد عجز عن الدفاع عن مذهبه وهو يواجه هذه الرواية، فإنها بصراحتها تقاومه وتكافحهه، فعاد يكرر ما ذكره شيخه في رسائله، غير أنّ شيخه: نقله بصورة الاحتمال، ولكن الرفاعي ذكره بحماس.
قال ابن تيمية: «ومن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل بذاته مطلقاً، حياً وميتاً، ومنهم من يقول: هذه قضية عين وليس فيها إلاّ
________________________________________
التوسل بدعائه وشفاعته، لا التوسل بذاته»(1) .
ترى أنّ شيخ الرفاعي ينسبه إلى الغير عن تردد وشك، ولكن الرفاعي عاد يكرر هذا المطلب بثوب جديد، ويدّعي أنّ السائل لم يقصد التوسل بذات الرسول بل بدعائه المستجاب، ويستدل على ذلك بالعبارات التالية:
1- قول الأعمى لرسول اللّه: ادع اللّه أن يعافيني.
2- جواب الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ له: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت .
3- إصرار الأعمى على طلب الدعاء منه بقوله: فادعه .
4- قول الأعمى في آخر دعائه الّذي علمه إياه رسول اللّهـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : اللّهمّ شفّعه فىّ. فاستنتج من ذلك كله أنّ المتوسل به هو دعاؤه .
ولقد عزب عن المسكين أن الوجوه الثلاثة الأُولى لا تمت إلى مقصوده بصلة، لما عرفت من أنّ الأعمى في محاورته مع الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ لم يكن يخطر بباله إلاّ طلب الدعاء، ولأجل ذلك طلب منه الدعاء، وأنّ الرسول لما خيره بين الدعاء والصبر على الأذى، اختار الدعاء ورفض الصبر، غير أنّ النقطة المركزية للاستدلال ليست هذه المحاورة، وإنّما هو الدعاء الّذي علّمه رسول اللّه الضرير، فإنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ علمه دعاء يتضمن التوسل بذات النبي: وبعبارة ثانية: كانت هناك حالتان:
الأُولى: المحاورة الابتدائية الّتي وقعت بين النبي والضرير، فكان الموضوع هناك دعاء الرسول بلا شك .
الثاني: الدعاء الّذي علمه الرسول، فإنه تضمن التوسل بذات النبي، فالتصرف في هذا النص بحجة أن الموضوع في المحاورة الأُولى هو الدعاء، تصرف عجيب، فإنّ الأعمى وإن لم يتردد في خلده سوى دعاء الرسول المستجاب، ولكن الرسول علمه دعاء جاء فيه التوسل بذاته. ونحن نفترض أنه كان من الرسول، دعاء غير ما علمه للضرير، ولكن أية ضرورة تقضي بأن نؤوّل ما ورد في العبارة التي علّمها للسائل؟
________________________________________
1. مجموعة الرسائل والمسائل ج 1 ص 13 .
________________________________________
فما هذه الشبه والظنون الّتي يتمسك بها الرفاعي في سبيل دعم مذهبه؟
باللّه عليك أيها الكاتب الوهابي الّذي يعيش عيشاً رغداً في الرياض في ظل الثروة الطائلة للسلطة، لولا أنّك من القائلين بمنع التوسل بذات النبي، هل كان يخلد ببالك أن المراد من الدعاء الّذي علمه للضرير، هو التوسل بدعاء النبي لا ذاته؟ ولولا أنك قد أخذت موقفاً مسبقاً في الموضوع، هل كان يتردد في ذهنك تأويل ذلك النص؟ وأنت وأشياخك ونظراؤك تصبّون القارعات على الذين يؤوّلون الصفات الخبرية كاليد والاستواء والوجه، وتصفونهم بالجهمية والمؤوّلة وغير ذلك من الألفاظ الركيكة، فكيف تسوّغون تأويل هذا النص الّذي لا يرتاب فيه إلاّ من اتخذ رأياً مسبقاً؟
وأمّا قوله: «وشفّعه فيّ» فقد قلنا إنّ المراد: اجعله شفيعاً لي، وليس معناه استجب دعاءه في حقي، وإلاّ لما عدل عن اللفظ الصريح إلى هذا اللفظ الّذي ليس بواضح في ما يريدون .
والعجب أنّ الرفاعي يتمسك بالطحلب ويقول:
«لو كان قصده التوسل بشخص الرسول أو بحقه أو بجاهه لكان يكفيه أن يبقى في بيته، ويدعوا اللّه قائلا مثلا: اللّهمّ ردّ بصري بجاه نبيك، دون أن يحضر ويتجشم عناء المشي...
ولكن ليس هذا بعجيب ممن اتّخذ رأياً مسبقاً في الموضوع، وذلك لأنّ الضرير لم يكن متذكراً هذا النوع من التوسل حتّى يجلس في بيته ويتوسل به ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وإنّما علّمه النبي الأكرم، وما معنى هذا الترقب من الرجل؟.
ثمّ إنّ الكاتب يدّعي أن لفظ الحديث ومفاهيم اللغة العربية وقواعدها كلها تشهد بأنّ معناه هو التوسل بدعاء النبي، ماذا يريد من لفظ الحديث؟ هل يريد المحاورة الأولى الّتي لا تمتّ إلى مركز الاستدلال وموضعه بصلة، أو يريد الدعاء الّذي علمه الرسول؟ فهو يشهد بخلافه ؟
________________________________________
وماذا يريد من مفاهيم اللغة العربية وقواعدها، وأيّة قاعدة عربية تمنع الأخذ بظاهر الدعاء؟
(ما هكذا تورد يا سعد الإبل!) .
إنّك إذا قرأت ما جاء به الكاتب من صخب وهياج في ذيل كلامه، لتعجبت من عباراته الفارغة وكلماته الجوفاء، الّتي هي بالخطابة أشبه منها بالبرهان.
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الثلاثاء ديسمبر 28, 2021 1:14 am عدل 1 مرات
رد: حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
أخرجه الترمذي في جامعه (3578) والنسائي في الكبرى (10495) وفي عمل اليوم والليلة (659) وابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (1219) والحاكم في المستدرك (1/313و519) والإمام أحمد في المسند (28/478) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/359).
وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطـبراني في الدعــاء ( 2/1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/210)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/24) وابن أبي حاتم في العلل (2/495"2604"):
من طرق عن عثمان بن عمر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/1959) عن روح بن عُبادة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/519) من طريق محمد بن جعفر.
ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.
وأخرجه النسائي في الكبرى (10494) وفي عمل اليوم والليلة (658) والإمام أحمد في المسند
(28/480) والبخاري في تاريخه (6/209) وابن أبي خيثمة في تاريخه (كما نقل إسنادَه ولفظَه ابنُ تيمية في التوسل ص213 ) من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به.
إلا أنه زاد في آخره: "وإن كانت حاجةٌ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية.
وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطـبراني في الدعــاء ( 2/1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/210)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/24) وابن أبي حاتم في العلل (2/495"2604"):
من طرق عن عثمان بن عمر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/1959) عن روح بن عُبادة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/519) من طريق محمد بن جعفر.
ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.
وأخرجه النسائي في الكبرى (10494) وفي عمل اليوم والليلة (658) والإمام أحمد في المسند
(28/480) والبخاري في تاريخه (6/209) وابن أبي خيثمة في تاريخه (كما نقل إسنادَه ولفظَه ابنُ تيمية في التوسل ص213 ) من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به.
إلا أنه زاد في آخره: "وإن كانت حاجةٌ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية.
أولاد بله محمد السباعي يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» الرد على من ضعفف حديث توسل ادم بالنبي
» الرد على منع التوسل بالميت بحديث توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما
» أقوال أهل العلم في حديث الجارية أين الله،
» الرد على جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
» الرد على جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
» الرد على منع التوسل بالميت بحديث توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما
» أقوال أهل العلم في حديث الجارية أين الله،
» الرد على جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
» الرد على جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى