الاستعانة بالقرآن العظيم
الاستعانة بالقرآن العظيم
الاستعانة بالقرآن العظيم
أدلة الاستعانة بالقرآن العظيم
أ- من القرآن الكريم :
قال الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين﴾( [1]) وقال أيضا ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء﴾( [2]) وقال أيضا ﴿ ويشف صدور قوم مؤمنين ﴾( [3]) وقال أيضا ﴿ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾( [4]) وقال أيضا ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم﴾( [5]) وقال تعالى أيضا ﴿ وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ﴾( [6]).
ب- من السنة الشريفة:
عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ ﴿ الحمد لله رب العالمين﴾ فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم : اقتسموا فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكروا له ذلك فقال: وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقتسموا واضربوا لي سهما( [7]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى : حمدني عبدي وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال: أثنى علي عبدي ، أو مجدني عبدي ، وإذا قال العبد: ملك يوم الدين قال فوض الي عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال فهذا عبدي ولعبدي ما سأل»( [8]).
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغني البارحة قال: أما لو قلت حين أمسيت: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك)( [9]).
وعن السيدة خولة بنت الحكيم السلمية رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»( [10]).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ﴿ قل هو الله أحد ﴾ ، و ﴿قل أعوذ برب الفلق ﴾ و ﴿ قل أعوذ برب الناس﴾ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات( [11]).
وعن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد اشتكيت ؟ قال : نعم فقال جبريل عليه السلام : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)( [12]).
وعن سيدنا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاث وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )( [13]).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا فزع أحدكم من النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لن تضره)( [14]).
وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يعلمهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه.
وعن سيدنا علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « خير الدواء القرآن »( [15]) وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : « فاتحة الكتاب شفاء من كل داء»( [16]).
وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : ( لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره قال: ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾ والمعوذتين حتى سكنت)( [17]).
والأحاديث في هذا كثيرة متناثرة في كتب السنة الشريفة ولكن الدليل الواحد يكفي لمن كان اعتقاده متوقفا حقا على دليل من الكتاب والسنة.
من أقوال السلف الصالح:
قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض.
وقال أيوب: رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع.
وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته قال تعالى ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾( [18]) ، و (من ) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض هذا أصح القولين كقوله تعالى ﴿ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾( [19])، فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن ولا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها؟ المتضمنة لجميع معاني كتب الله المشتملة على أصول أسماء الرب سبحانه ومجامعها وهي الله والرب والرحمن والرحيم .
وقال رحمه الله تعالى: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤوها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع ( [20]).
وقال رحمه الله تعالى : .... فما تضمنته الفاتحة من أعظم الأدوية الشافية الكافية وقد قيل: إن موضع الرقية منها ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء الدواء ... )( [21]) .
وقال رحمه الله تعالى أيضا : ... إن أم القرآن هي السبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها واحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كان كذلك.
وقال أيضا رحمه الله تعالى : ومن ساعده التوفيق وأُعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال وإثبات الشرع والقدرة والمعاد وتجريد توحيد الربوبية الإلهية وكمال التوحيد والتفيوض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله واليه يرجع الأمر كله والافتقار إليه من طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحها ودفع مفاسدها فإن العافية المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقيق بها : أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ودفع بها من الشر أسبابه.
وقال العلامة ابن المبرد رحمه الله : ... وقد شاهدت أنا من نجاح الأمور بها أمرا عظيما فقل حاجة من الحوائج تعرض لي من الحوائج الدنيوية والأخروية فأقرؤها عليها إلا قضيت ونجح أمرها وكم من حاجة تعسرت واستدت طرقها( [22]) وحالت دونها الموانع فقرأتها لنجاحها فقضيت وعادت أتم ما كانت ... .
ثم قال رحمه الله تعالى : وهي سورة عظيمة فعليك رحمك الله بالإكثار منها على أمورك وحوائجك وأدوائك ومهماتك وكل ما عرض لك وتأمل ذلك تجد منه ما يظهر لك.
وقال رحمه الله تعالى أيضا معلقا على حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ...) احتج بعضهم من هذا الحديث على انه: ما قرأ أحد الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا وقضيت( [23]).
وقال العلامة محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى : في كتابه روح القدس في (محاسبة النفس ) في ترجمة فاطمة بنت أبي المثنى ما نصه : ( كانت سورتها من القرآن الفاتحة قالت لي : أعطيت الفاتحة أصرفها في كل أمر شئته)( [24]).
أدلة الاستعانة بالقرآن العظيم
أ- من القرآن الكريم :
قال الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين﴾( [1]) وقال أيضا ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء﴾( [2]) وقال أيضا ﴿ ويشف صدور قوم مؤمنين ﴾( [3]) وقال أيضا ﴿ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون﴾( [4]) وقال أيضا ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم﴾( [5]) وقال تعالى أيضا ﴿ وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ﴾( [6]).
ب- من السنة الشريفة:
عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ ﴿ الحمد لله رب العالمين﴾ فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم : اقتسموا فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكروا له ذلك فقال: وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقتسموا واضربوا لي سهما( [7]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى : « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى : حمدني عبدي وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال: أثنى علي عبدي ، أو مجدني عبدي ، وإذا قال العبد: ملك يوم الدين قال فوض الي عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال فهذا عبدي ولعبدي ما سأل»( [8]).
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغني البارحة قال: أما لو قلت حين أمسيت: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك)( [9]).
وعن السيدة خولة بنت الحكيم السلمية رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»( [10]).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ﴿ قل هو الله أحد ﴾ ، و ﴿قل أعوذ برب الفلق ﴾ و ﴿ قل أعوذ برب الناس﴾ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات( [11]).
وعن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد اشتكيت ؟ قال : نعم فقال جبريل عليه السلام : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)( [12]).
وعن سيدنا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاث وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )( [13]).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا فزع أحدكم من النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لن تضره)( [14]).
وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يعلمهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه.
وعن سيدنا علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « خير الدواء القرآن »( [15]) وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : « فاتحة الكتاب شفاء من كل داء»( [16]).
وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : ( لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره قال: ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾ والمعوذتين حتى سكنت)( [17]).
والأحاديث في هذا كثيرة متناثرة في كتب السنة الشريفة ولكن الدليل الواحد يكفي لمن كان اعتقاده متوقفا حقا على دليل من الكتاب والسنة.
من أقوال السلف الصالح:
قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض.
وقال أيوب: رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع.
وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته قال تعالى ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾( [18]) ، و (من ) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض هذا أصح القولين كقوله تعالى ﴿ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ﴾( [19])، فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن ولا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها؟ المتضمنة لجميع معاني كتب الله المشتملة على أصول أسماء الرب سبحانه ومجامعها وهي الله والرب والرحمن والرحيم .
وقال رحمه الله تعالى: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤوها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع ( [20]).
وقال رحمه الله تعالى : .... فما تضمنته الفاتحة من أعظم الأدوية الشافية الكافية وقد قيل: إن موضع الرقية منها ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء الدواء ... )( [21]) .
وقال رحمه الله تعالى أيضا : ... إن أم القرآن هي السبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها واحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كان كذلك.
وقال أيضا رحمه الله تعالى : ومن ساعده التوفيق وأُعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال وإثبات الشرع والقدرة والمعاد وتجريد توحيد الربوبية الإلهية وكمال التوحيد والتفيوض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله واليه يرجع الأمر كله والافتقار إليه من طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحها ودفع مفاسدها فإن العافية المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقيق بها : أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ودفع بها من الشر أسبابه.
وقال العلامة ابن المبرد رحمه الله : ... وقد شاهدت أنا من نجاح الأمور بها أمرا عظيما فقل حاجة من الحوائج تعرض لي من الحوائج الدنيوية والأخروية فأقرؤها عليها إلا قضيت ونجح أمرها وكم من حاجة تعسرت واستدت طرقها( [22]) وحالت دونها الموانع فقرأتها لنجاحها فقضيت وعادت أتم ما كانت ... .
ثم قال رحمه الله تعالى : وهي سورة عظيمة فعليك رحمك الله بالإكثار منها على أمورك وحوائجك وأدوائك ومهماتك وكل ما عرض لك وتأمل ذلك تجد منه ما يظهر لك.
وقال رحمه الله تعالى أيضا معلقا على حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ...) احتج بعضهم من هذا الحديث على انه: ما قرأ أحد الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا وقضيت( [23]).
وقال العلامة محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى : في كتابه روح القدس في (محاسبة النفس ) في ترجمة فاطمة بنت أبي المثنى ما نصه : ( كانت سورتها من القرآن الفاتحة قالت لي : أعطيت الفاتحة أصرفها في كل أمر شئته)( [24]).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى