الرد الوفي على منهج الوهابي (جذور البلاء)
الرد الوفي على منهج الوهابي (جذور البلاء)
بسم الله الرحمن الرحيم
فان العقيدة الصحيحة التي تلقاها الصحابة عن رسول الله صل الله عليه و سلم و التي تلقاها التابعون عنهم و تلقاها الشعوب الاسلامية التي اسلمت على ايديهم ،هي عقيدة التنزيه و نفي مشابهة الله تعالى لخلقه في ذاته و افعاله و صفاته ، ولكن هناك فجوات تسربت منها بعض العقائد الضالة أخطرها التجسيم اليهودي و أخطر ما فيها زعم أصحابه و معتنقيه أنه من عقائد السلف رضي الله عنهم ، واليهود هم رواد التجسيم و سدنته ،و الله جل جلاله عندهم ما هو إلا جسم كسائر الاجسام في صورة إنسان ، يتعب و يستريح يوم السبت و يندم على ما فعل و يتراجع و يمشي و يختفي و يصرخ بصوت كأنه الرعد و البرق ، و يركب السحاب و يسير في الغمام و ينزل من السماء الى الارض ، يطوف البلدان و يستوحش و يتشاجر مع الانبياء و يغار من الانسان و ينسى كثيرا ،ن و من صفاته تعالى عند اليهود البخل ، كما ففي قوله تعالى '' وَقَالَتِ الْيَهُوْدُ يَدُ اللهِ مَغْلُوْلَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيْهِمْ وَلُعِنُوْا بِمَا قَالُوْا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوْطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ'' المائدة 64 ،ووصفوه تعالى بالفقر كما جاء في قوله '' لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ'' أل عمران 181
هذه العقيدة اليهودية الفاجرة التي اغار القرآن فدمرها ، سنجد أنها تسربت بطريقة افظع ففي كثير من كتب الحشوية التي تزعم الانتساب للسلف رضي الله عنهم ! و إلا فما هو الفرق بين ما زعمه اليهود في حق الله تعالى و بين ما يرويه الخلال في سنته و ابن ابي عاصم فيي السنة و ابن ابيي يعلى ففي ''ابطال التأويلات ''
عن عبيد ببن حنين قال : بينا أنا جالس في المسجد إذ جاء قتادة بن النعمان فجلس يتحدث وثاب إليه ناس فقال قتادة: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: إنها لا تصلح لبشر
و يعلق ابن ابي يعلى على هذه الرواية الاسرائلية فيقول في كتاب ابطال التاويل ج1 ص190 ''اعلم ان هذا الخبر يفيد اشياء منها : اطلاق الاستلقاء عليه ، لا على الاستراحة بل على صفة لا تعقل معناها ، و ان له رجلين كما له يدان و انه يضع إحدهما على الاخرى على صفة لا نعقلها ..... !
فانظر كيف يستحمرون عقول أتباعهم يجوز إطلاق الاستلقاء على الله تعالى و لكن لا يستريح ! و يضع رجلا على رجل على صفة لا نعقلها !! أليس هذا مما ورد عن اليهود الذين وصفوه بأنه يتعب و يستريح يوم السبت ؟، و لكن الحشوية زادوا عليهم انه يستلقي و يضع رجلا على رجل و في رجله نعل ممن ذهب !! ثم ينسبون هذه اليهوديات للسلف الصالح ،و طبعا من انكر عليهم الترويج لها فهو جهمي معطل مبتدع ضال مريسي كالكوثري ......الى اخر القائمة ؟ !!
و قد رد الالبانيي على زعم ابن يعلى ان الله تعالى يستلقي لا يستريح ! فقال ففي ''الصحيفة ألضعيفة 178/2 ''ان الحديث يستشم منه رائحة اليهود ! الذين يزعمون ان الله تبارك و تعالى بعد ان فرغ من خلق السموات و الارض استراح !. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث ، فان الاستلقاء لا يكون الا من اجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك ،و انا اعتقد '(اي الالباني) ان اصل هذا الحديث من الاسرائليات ، و قد رايت في كلام ابي نصر الغازي انه روى عن كعب الاخبار ، فهذا يؤكد ما ذكرته و ذكر ايضا انه روى موقوفا عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما و كعب بن عجرة فكانهما تلقياه ،ان صح عنهما .عن كعب كما هو الشان في كثير من الاسرائليات ، ثم و هم بعض الرواة فرفعه الى النبي صل الله عليه و سلم .ا ه .
و لكثرة ما روى كعب الاحبار من الاسرائليات هدده سيدنا عمر رضي الله عنه و ارضاه ، كما ذكر ذلك ابوزرعة الدمشقي ففي تاريخه (1/73) ''...قال اي عمر رضي الله عنه لكعب لتتركن الاحاديث او لالحقنك بارض القردة !!!''.ا ه ، و عن كعب الاحبار اخذ سيدنا ابو هريرة بعض ما يرويه ، فقد روى مالك في ''الموطأ'' برواية اليثي (1/108،رقم 241) عن ابي هرييرة انه قال خرجت الى الطور فلقيت كعب الاحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة و حدثته عن رسول الله صل الله عليه و سلم . ا ه
بل انه بعضا ممن كان يستمع لآبي هريرة رضي الله عنه و ارضاه كان يخطئ ففي غزو ما نسبه لكعب الاحبار ، روى الامام مسلم ففي كتاب ''التمييز'' ص10 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدراميي ، ثنا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد ، حدثنني بكير بن الاشبح، قال ، قال لنا يسر بن سعد :اتقوا الله ، وتحفظوا من الحديث فو الله لقد رأيتنا نجالس ابي هريرة فيحدث عن رسول الله صل الله عليه و سلم ،ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صل الله عليه و سلم عن كعب ، حديث عن رسول الله صل الله عليه و سلم .اه
بهذا يتضح كيف تسربت الاسرائليات و العقائد اليهودية الى المعتقد الحشوي ؟ ! ، عن طريق ''رواة الاسرائليات'' ممن اسلم من اهل الكتاب و بعضهم كان من احبار اليهود و علمائهم و لم يرفعوا تلك المرويات الاسرائليات للنبي صل الله عليه و سلم و لكن من روى عنهم او من روى عنهم رفعوا ذلك للنبي صل الله عليه ظنا منهم ان الصحابي لا يروي الا عن رسول الله صل الله عليه و التف حول هذه الاسرائليات طائفة من المحدثين اغلبهم من الحنابلة سماهم اهل السنة و الجماعة الحشوية
و ليس من الصدفة اننا نجد العقيدة الحشوية متطابقة تمام مع العقييدة اليهودية ، بل و تزيد عليها تجسيما و حماقة لأنهاح عبارة عن مجموع الاسرائليات المتسربة عن طريق
……………………………
في الصفحة 27 من الكتاب ((جذور البلاء ))
"اذا علمت حقيقة مذهب السلف من اقوالهم كما مر معنا ، و اذا ثبت عندك قول امام دار الهجرة و لا يقال كيف و كيف عنه مرفوع ) ، فاعلم ان "العثيمين " قال في شرحه على العقيدة الواسطية ص 63 " طبع دار ابن الجوزي قال : ((و لهذا ايضا قال بعض العلماء جوابا لطيفا :ان معنى قولنا :"بدون تكييف ":ليس معناه الا نعتقد لها كيفية ، بل نعتقد لها كيفية لكن المنفي علمنا بالكيفية ، لان استواء الله على العرش لا شك ان له كيفية ، لكن لا تعلم ،نزوله الى السماء الدنيا له كيفية ، لكن لا تعلم ، لانه ما من موجود الا و له كيففية ، لكنها قد تكون معلومة ، و قد تكون مجهولة "" ا ه
و يكمل الشيخ كلامه ((نقول للعثيمين ما انت عليه ليس هو عقيدة السلف التى وضحها لنا الامام مالك بقوله :ولا يقال كيف و كيف عنه مرفوع )، بل عقيدة ابن تيمية ! ثم لماذا تزعمون جهل الكيفية بعد ان ادعيتم علمكم للمعنى فالذي يقول استوى حقيقة بذاته على العرش بمعنى استقر عليه و جلس عليه ماذا بقي له لم يعرفه !!!!
الفرق بين عقيدة السلف و عقيدة المتمسلفة الحشوية
قال ابن وهبب…(كنا عند مالك فدخل رجل فقال "الرحمن على العرش استوى كيف الاستواء؟فاطرق مالك ، وعلاه الرحضاء (العرق) ،ثم رفع راسه و قال ""الرحمن على العرش استوى "" ،كما وصصف نفسسه ، فلا يقال كيف،وكيف عنه مرفوع،و انت صاحب بدعة اخرجوه ؟ ) ...البيهقي ، الاسماء و الصفات ،ص 516/515 وقد وصف الذهبي في العلو صص103 اسناد البيهقي من طريق ابن وهب بانه صحيح ، ووصف ابن حجر في الفتح "406/13" اسناد البيهقي بأنه جيد
و قال اللامام الترميذي في "جامعه"...(و قد قال غير واحد من اهل العلم في نزول الرب الى السماء الدنيا و نحوه : قد ثبتت الرويات في هذا فنؤمن به، و لا يتوهم و لا يقال كيف)
هكذا روي عن مالك و ابن عينية ، و ابن المبارك انهم قالوا : (امروا هذه الاحاديث بلا كيف ، و هكذا قول اهل العلم من اهل السنة والجماعة ) ...."جامع الترميذي 50/3-51كتاب الزكاة باب ما جاء في فضل الصدقة"
و عن الاوزعي قال : ( كان الزهري و مكحول يقولان اي في احاديث الصفات امروا هذه الاحاديث كما جاءت من غير كيف ) ....."اللالكائي في شرح اصوا اهل السنة 431/3 و البيهقي في الاسماء و الصفات ص 569"
و قال سفيان بن عيينة –الذي قال فيه الشافعي : لولاه و لولا الك ذهب حجاز : (كل ماوصف الله به نفس،لا مثل و لا كيف ) ...الذهبي " الاربعين" ص83 و اللالكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنمة 431/3 و البيهقي في الاسماء و الصفات ص 417 طريقين صحيحين احدهما الحافظ بن حجر في الفتح الباري 407/4"
و عن الحسن عن امه عن ام سلمة رضي الله عنها :في قوله تعالى ""الرحمن على العرش استوى"" -طه 5 - قالت ( الكيف مجهول ، الايمان به واجب ، و السؤال عنه بدعة ، و بحث عنه كفر)...رواه اللالكائي في السنة 397/2 و اشار الحافظ ابن حجر ايها في "الفتح" 406/13
و قال ابو عثمان الصابوني في "الوصية" ( اذ الكيفية عن صفات ربنا منفية ) الحافظ السبكي ، في الطبقات الشاميحة الكبرى 287/4
و قال الامام الخطابي معلقا على حديث "اطيط العرش " ما نصه : (هذا الكلام اذا جرى على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية و الكيفية عن الله وصفاته منفية )
و قال الامام الحافظ ابن كثير في تفسير اية الاستواء على العرش ((و انما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك و الاوزاعي و الثوري و الليث و بن سعد و الشافعي و احمد و اسحاق و بن راهوية و غيرهم من ائمة المسلمين قديما و حديثا و هو امروها كما جاءت من غير تكييف و لا تشبيه و تعطيل ، و الظاهر المتبادر الى الاذهان المشبهين منفىعن الله ))...تفسير ابن كثير 211/2
قال الامام الحافظ ابن حبان في الصحيحة 2 (ان المصطفى صل الله عليه وسلم ما خاطب امته قط بشيئ لم يعقل عنه ولا في سنته شيئ لا يعلم معناه ومن زعم ان السنن اذا صحت يجب ان تروى ويؤمن بها من غير ان تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة اللهم الا ان تكون السنن من اخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الايمان بها )
و قال الامام الحافض البيهقي في" الدار المنتقد من كتاب المعتقد" (ثم المذهب الصحيح في جميع ذلك الاقتصاد على ما ورد به التوقيف دون التكيف والى هذا ذهب المتقدمون من اصحابنا ومن تبعهم من المتاخرين وقالو الاستواء على العرش قد نطق به الكتاب في غير اية ووردت به الاخبار الصحيحة وقبوله من جهة التوقيف واجب و البحث عنه و طلب الكفية له غير جائز )
وقال النسفي في "تبصرة الادلة" ( ان نصير بن يحي البلخي روى عن عمر بن اسماعيل بن حماد بن ابي حنيفة عن محمد بن الحسن انه سئل عن الايات و الاخبار التي فيها من صفاته تعالى ما يؤدي ظاهره الى التشبيه فقال : نمرها كما جاءت ونؤمن بها ،ولا نقول :كيف وكيف)
وقال الامام القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي في "شرحه على عقيدة ابن ابي زيد القيرواني " (واعلم ان الوصف له تعال بالستواء اتباع للنص ،وتسليم للشرع وتصديق لما وصف نفسه تعالى به ولا يجوز ان نثبت له كيفية لان الشرع لم يرد بذلك ولا اخبر النبي عليه سلام فيه بشيء ولا سالته الصحابة عنه ، و لان ذلك ترجع الى التنقل و التحول و اشغال الحيز و الافتقار الى الاماكن ، ذلك يؤول الى التجسيم ، و الى قدم الاجسام ،و هذا كفر عند كافة اهل الاسلام ، و قد احمل مالك رحمه الله الجواب عن السؤال من ساله : (الرحمن على العرش استوى) ، كيف استوى؟ فقال : الاستواء منه غير مجهول ، و الكيف منه غير معقول ،والسؤال عن هذا بدعة ، ثم أمر بإخراج السائل .
و قال الحافظ الخطيب البغدادي في رسالته "الكلام على الصفات " : (و اما الكلام في الصفات ، فان ما روى منها في السنن الصحاح ، مذهب السلف رضوان الله عليهم اثباتها و اجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية و التشبيه عنها و قد نفاها قوم ، فابطلوا ما اثبته الله سبحانه ، و حققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه و التكييف و القصد انما هو سلول الطريقة المتوسطة بين الامرين ، و دين الله تعالى بين الغالي فيه و المقصر عنه ،و الاصل في هذا ان الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات ، فاذا كان معلوم ان اثبات رب العالمين عز وجل انما هو اثبات وجود و لا اثبات كيفية ، فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد و تكييف ) انتهى
و يقول الحافظ تقي الدين بن الصلاح في "فتاوى"ص37/38 : الذي يدين به من يقتدي به من السالفين و الخالفين ،و اختاره عباد الله الصالحون : ان لا تخاض في صفات الله تعالى بالتكييف ...ويقولون في كل ماجاء به من المتشابهات : امنا به، مقتصرين على الايمان جملة من غير تفصيل و تكييف ، و يعتقدون على الجملة ، و ان الله عز وجل له في كل ذلك ماهو الكمال المطلق من كل وجه يعرضون عن الخوض خوفا من ان تزل قدم بعد ثبوتها ...انتهى
و قال الامام المجتهد شيخ الاسلام بدر الدين بن جماعة في كتاب "ايضاح الدليل" ص93 : و من انتحل قول السلف ، و قال بتشبيه او تكييف او حمل اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين فهو كاذب في انتحاله و بريء من قول السلف و اعتداله ..انتهى
و قال الامام القرطبي في كتابه" صفات الله تعالى" ص34 : و قال ائمتنا رضوان الله عليهم هذه صفات طريق اثباتها السمع فنثبتها لورود ما صح من ذلك و لا نكيفها و الكلام في هذه الصفات فرع في الكلام في الذات ...انتهى
و قال الحافظ ابن عبد البر في "جامع بيان العلم و فضله " ص2/96 : اهل السنة مجمعون على اقرار بالصفات الواردة كلها في القران و السنة و الايمان بها و حملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك و لا يحدون فيه صفة محصورة ) و يقول ايضا في ""التمهيد ص7/148 "" الذي عليه اهل السنة و ائمة الفقه و الاثر في هذه المسالة و ما اشبهها الايمان بما جاء عن النبي صل الله عليه و سلم فيها و التصديق بذلك و ترك التحديد و الكيفية) ..انتهى
و قال الامام ابن رشد في "المقدمات الممهدات ص1/20" : (و اما ما وصف به نفسه تعالى في كتابه من ان له وجها و يدين و عينين فلا مجال للعقل في ذلك و انما يعلم من جهة السمع فيجب اعتقاد ذلك و الايمان به من غير تكييف و لا تحديد ) ...انتهى
و قال امام اهل السنة الامام ابي الحسن الاشعري في رسالته الى اهل الثغر ص 236 : ( و اجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه ووصفه به نبيه صل الله عليه و سلم من غير اعتراض فيه و لا تكييف له و ان الايمان به واجب و ترك التكييف له لازم ) انتهى
و قال في هذه الرسالة ص 293 (و اجمعوا على التصديق بجميع ماجاء به رسول الله صل الله عليه و سلم في كتاب الله و ما اثبت به النقل من سائر سنته ووجوب العمل بمحكمه و الاقرار بنص مشكله و متشابهه ورد كل ما لم يحط به علما بتفسيره الى الله مع الايمان بنصه ، و ان ذلك لا يكون الا فيما كلفوا الايمان بجملته دون تفصيله )..انتهى
و قال الحافظ السيوطي في الكنز المدفون ص 101 : (لا يقال للمعبود كيف هو لانه يستخبر بكيف عن الهيئة و الحال و الله سبحانه لا هيئة له و لا حال ) ...انتهى
و قال الامام المحدث ابو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي صاحب العقيدة –النسفية- المشهورة : و المحدث للعالم هو الله تعالى لا يوصف بالماهية و لا بالكيفية و لا يتمكن في مكان )..انتهى
وقال العلامة حسن كافي الاقحصاري البوسنوي في كاتبه "نور اليقين في اصول الدين في شرح عقائده الطحاوية "عند قول الامام الطحاوي (بغير احاطة ولا كيفية) قال ( لأنه منزه عن حد و نهاية و مقابلة و جهة وكيفية لقوله ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ﴾ الأنعام:103). و قوله ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾ "طه 110 لكمال عظمته ونهاية كبريائه ) ..انتهى
وقال ابو عمرو الداني في "الرسالة الوافية "2 ( وقال اهل السنة في هذه الصفات ان تمرة كما جاءت من غير تكييف ولا تحديد فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها و مثلها بشي من جوارحنا و آلاتنا فقد ضل و اعدى و اتبع في الدين ما ليس منه و فرق منه وفرق اجماع المسلمين و فارق ائمة الدين ) ..انتهى
وقال الحافظ ابو عمر بن عبد البر في "التمهيد"3 ما نصه (وقال نعيم- ابن حماد- ينزل بذاته وهو علىى كرسيه قال ابو عمر (ليس هذا بشيء عند اهل الفهم من اهل السنة لان هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله تعلى عن ذلك وما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه او على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نتعدى ذلك الى تشبيه او قياس او تمثيل او تنظير فانه ليس كمثله مثله شيء وهو السميع البصير ) ..انتهى
بان لك ان كلا من الامام مالك وابن عينية و بن المبارك و الاوزاعي وسفيان الثوري و الليث بن سعد و الشافعي و احمد و اسحاق راهوية و محمد بن الحسن و الامام الاشعري والشيخ الاسلام الصابوني والخطابي و البيهقي وابن عبد البر و ابن حبان و القاضي عبد الوهاب و الخطيب البغدادي و ابن كثير و ابن صلاح و بن جماعة و القرطبي و ابن رشد والسيوطي و النسفي و الاقحصاري و ابو عمر الداني كل هؤلاء يؤكدون ان مذهب السلف نفي الكيف عن اصلا فمالك يقول " وكيف عنه مرفوع " و الترمذي يقول و لا يقال كيف" وشيخ الاسلام الصابوني يقول "الكيفية عن صفات ربنا منفية " والخطابي يقول " الكيفية عن الله وعن صفاته منفية " و البيهقي يصرح ان طلب الكيفية غير جائز و محمد بن الحسن يقول " ولا نقول كيف و كيف "و القاضي عبد الوهاب المالكي يقول " ولا يجوز ان نثبت له كيف " و الخطيب البغدادي يصرح " اثبات الرب هو اثبات وجود لا اثبات كيف " وابن جماعة يقول "من انتحل مذهب السلف وقال بشبيه او تكييف فهو كذاب " و ابن عبد البر يقول عن السلف انهم لا يكيفون ولا يحدون "وامام اهل السنة ابي الحسن الاشعري "ينقل اجماع السلف على ترك التكييف " وغير هؤلاء كثير و كثير جدا اذا علمت هذا وتاكد عندك ان السلف لا يكيفون شيئا من صفاته تعالى وينفون الكيف عن الله تعالى قارن هذا مع ما يردده الحشوية في كتبهم من الاثبات كيف لا يعلم و ها هي بعض نصوصهم .
العثيمين يثبت كيف لا يعلم !
اذ علمت حقيقة مذهب السلف من اقوالهم كما مر معنا واذا ثبت عندك قول امام دار الهجرة ( ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع ) فعلم ان "العثيمين" قال في " شرحه على العقيدة الواسطية ص 63"طبع دار ابن الجوزي قال (ولهدا ايضا قال بعض العلماء جوابا لطيفا ان معنى قوله "بدون تكييف " ليس معناه الا نعتقد لها كيفية . بل نعتقد لها كيفية لكن المنفي علما بالكيف .لان استواء الله على العرش لا شك ان له كيفية لكن لا تعلم نزوله الى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تعلم لانه ما من موجد الا وله كيفية لكنها قد تكون مجهولة ) ..انتهى
نقول للعثيمين ما انت عليه ليس هو عقيدة السلف التي وضحها لنا الامام مالك بقوله "ولا يقال كيف و كيف عنه مرفوع بل هي عقيدة ابن تيمية !تم لماذا تزعموا جهل الكيفية بعد ان ادعيتم علمكم للمعنى فالذي يقول استوى حقيقة بذاته على العرش بمعنى استقر عليكم و جلس عليه ماذا بقي له لم يعرفه !!!!!!!
وتامل ما نقله العثيمين مقرا له " نعتقد لها كيفية لكن المنفية علمنا بالكيفية "اين قال الله واين قال رسول الله هذا الكلام واين قال الصحابة انهم يعتقدون ان لصفات الله تعالى كيفية يجهلون علمهم بها !!
و اين قال تابعي التابعين هذا الكلام ؟ ومن هنا نعلم ان السلف من يقول مثل هذا الكلام لسواهم السلف الذين نعرفهم وانما هم مشايخ الحشوية .
وقال د. علي محمد الصلابي في كتابه " صفات رب البارية على منهج العقيدة السلفية"طبع مكتبة الصحابية ص45 (ومعنى قول اهل السنة _من غير تكيف _ اي من غير كيف يعقله البشر وليس المراد انهم ينفون الكيف مطلقا فان كل شيء لابد ان يكون على كيفية ما و المقصود بالقول السابق اي لا يعلم كيفية ذاته وصفاته الى هو سبحانه )...انتهى
فهو بهذا لا ينفي الكيف عن الله تعالى كما فعل السلف رضي الله عنه وانما يثبت كيف لا يعلم !
وقال ابن تيمية في "القاعدة المراكشة "ص58 (...وكلام مالك صريح في اثبات الاستواء وانه معلوم وان له كيفية لكن تلك الكيفية مجهولة لنا لا نعملها نحن ولهذا بدع السائل الذي ساله عن هذه الكيفية.فان السؤال انما امره معلوم لنا ونحن لا نعلم كيفية استوائه وليس ما كان معلوما له كيفية تكوين تلك الكيفية معلومة لنا )...انتهى .
ونسال كل العقلاء هل في قول الامام مالك (فلا يقال كيف وكيف عنه مرفوع )ما يدل عن ان مالك رضي الله عنه يثبت كيفية مجهولة لنا كما زعمه ابن تيمية ؟ اليس قوله وكيف عنه مرفوع نفي للكيف اصلا وليس معناه اثبات كيف لا يعلم .
ويقول عمر سليمان الاشقر في كتابه " العقيدة في الله " ص 168) نحن نجهل كيفية استواءه سبحانه لاننا نجهل كيفية ذاته ولكننا نعرف معنى استوى في لغة العرب فالعرب يقصدون بهذه الكلمة معاني اربعة) استقر و علا و ارتفع وصعد كما حقق ذالك ابن القيم وهذا النهج وهو معرفة معنى الاستواء وجهل الكيفية و النهي عن البحث فيها هو منهج السلف الصالح ...( . انتهى
ونقول للاشقر اذا عرفتم معنى الاستواء و حددتموه باربعة معاني بعد بحث حققه لكم ابن القيم فكيف تزعم ان نهج السلف هو النهي عن البحث؟
ثم اذ علمتم ان الاستواء في حقه تعالى هو استقر وعلا و ارتفع و صعد فكيف تزعمون جهل الكيف وقد علمتم المعنى !!!!!
ثم اذا كان العرب يستعملون استوى بمعنى استقر و علا و ارتفع و صعد للتعبير عن الماديات المحسوسات فهل تنطبق هذه المعاني على ذات الله تعلى؟ التى هي غيب من الغيوب و ليست كمثله شيئ؟ ثم تزعمون نفي التأويل و تنكرون على من حمل استوى في القران على بعض معانيها اللغوية و تسمونه جهميا معطلا و تبيحون لانفسكم حمل اللفظ على بعض معانيه اللغوية فهل التاويل حلال عليكم حرم على غيركم ؟ ستفرون من هذا الالزام لتسمية تاويلاتكم تفسيرا و نقول لكم لا مشاحة في الاصطلاح سنسمي تاويلاتنا ايضا تفسيرا فهل يريحكم ذلك ؟ طبعا لا لانكم تبحثون في المعاني اللغوية عن التحسين و نحن نبحث في التنزيه انتم تبحثون عن اسوء المعاني اللغوية تلحقونها بالله تعالى و تنكرون علينا حملها على اجمل المعاني اللغوية و تعطلون الرب عن اجمل معاني الايات و تصفونها بابخسها ثم ترمون مخالكم بالعطيل و ترتحون لانكم اهل اثبات و لم تثبتوا في الحقيقة الا توهماتكم و عقدكم و تجسيماتكم .
يقول الصلاني في كتابة " العقيدة السلفية "ص 89 (ظواهر النصوص معلومة لنا باعتبار مجهولة لنا باعتبار اخر ، باعتبار المعنى هي معلومة و باعتبار الكيفية التى هي عليها مجهولة ظاهر النصوص ما يتبادر منها الى الذهن من معني و هو يختلف بحسب السياق و ما يضاف اليه من كلام )...انتهى
فانظر كيف زعم علمه بظواهر النصوص و جهله لكيفيتها ثم العجب من قوله ان الظاهر هو ما يتبادر منها الى الذهن من معاني و هذا هو الاشكال فهم يفسرون الظاهر بحسب ما تبادر في اذهانهم فإذا تبادر في ذهنه ان استوى بمعنى استقر وجب عليه ان يؤمن بالاستقرار و اذا تبار في ذهنه ان اليد هي اليد التى نعرفها جميعا كانت اليد صفة من صفاته لان هذا ما فهمه الحشوي بذهنه و لكن كيف ينكر على ما تبادر لذهنه ان استوى بمعنى استولى و تبادر لذهنه ان الساق بمعنى الشدة و تبادر لذهنه ان اليد بمعنى القدرة و تبار لذهنه ان النزول بمعنى يتنزل امره فعلى اي اساس يكون ما تبادر لعقل الحشوي هو الصحيح الذي يجب اعتقاده و ما تبادر لعقل المنزه من الضلال الذي يجب اجتنابه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالعقيدة عندهم في النهاية ليست ما دلت عليه النصوص المحكمة و انما ما دلتهم عليه عقولهم المبهمة وظل من استند في تحديد عقيدته لما ظهر لعقول الحشوية ؟ !
الفرق الثاني الذي يميز العقيدة السلفية الصحيحة عن عقائد المتملسفة الحشوية _التفويض _
السلف رضي الله عنهم يخوضون في تحديد معاني ايات الصفات ولا يفسرونها ويرون ان مجرد تلاوتها تفسير لها فيفضون علما معناها لله تعالى وليس معنى هذا انهم يقولون ان الايات لا معنى لها ابدا فالأيات لها معنى ولكنهم يصرحون بعجزهم و ضعفهم عن تحديد هذا المعنى المهم عندهم انه تعالى ليس كمثله شيء اما المتمسلفون الحشوية فيخوضون فيها كما وصف الله تعالى الذين في قلوبهم زيغ ويفسرونها ويحملونها على ظاهر ما تبادل لعقولهم او على معنى من المعاني اللغوية التي توافق التجسيم وهذا فرق مفصلي بين السلف الطالح الذين قالوا معناها ما تبادر لعقولنا وهناك فرق شاسع بين من يقول الأية لها معنى أؤمن به ولا أحدده لأنني لا أعلم معناه وانما يعلمه الله تعالى وظاهرها المتبدر لعقول المشبهة و المجسمة غير مراد لأنه تعالى ليس كمثله شيء وبين من يقول الاية محمولة عندي على ظاهرها المتبادر لذهني؟ وها هي نصوص السلف كلها مصرحة بتفويض وتسليم المعنى لله تعالى .
قال محمد بن الحسن _صاحب ابي حنيفة _في الأحاديث التي جاءت ان الله يهبط الى السماء الدنيا ونحو هذا : (أن هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها ) "الأربعين ص 70 و اللألكائي في شرح أصول اعتقاد اهل السنة 432/3.
وصح عن الوليد بن مسلم قال : (سألت مالك ،و الثوري ،و الأوزاعي ،و الليث بن سعد عن الأخباري في الصفات فقالوا :أمورها كما جاءت ) "الأربعين ص 82 و العلو للذهبي ص105
وحكى الاجماع على ترك تفسيرها محمد بن الحسن فقيه العراق : روى الألكائي بإسناده قال : ( اتفق الفقهاء من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن ، و الأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز و جل من غير تفسير ولا وصف ، ولا تشبيه ، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه لنبي صلى الله عليه وسلم ، وفارق الجماعة ) " شرح اعتقاد اهل السنة الألكائ 432/3- 433 و الاربعين للذهبي ص 83 رقم 83
قال الحافظ الحميدي و هو شيخ الامام البخاري في مسنده : ( و ما نطق به القران و الحديث ،مثل :"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم " المائدة 64 ، "و السموات مطويات بيمينه "الزمر 67 ، و ما اشبهه ، لا نزيد فيه و لا نفسره و نقف على ما وقف عليه القران و السنة من زعم غير هذا فهو مبطل جهمي ) " الاربعين للذهبي ص 85
و قال الامام ابو عبيدة القاسم ابن سلام :ما ادركنا احد يفسر هذه الاحاديث و نحن لا نفسرها "الاربعين ص 85 و الاسماء و الصفات للبيهقي ص 448 "
و سال المروذي الامام احمد بن حنبل عن اخبار الصفات فقال : نمروها كما جاءت "الاربعين ص 86 "
و عن سفيان بن عيينة كان يقول : كل ما وصف الله تعالى به نفسه في القران فقراءته تفسيره و لا كيف و لا مثل)) " الألكائي شرح الاعتقاد اهل السنة 736ص "
حدثنا الاوزاعي قال :كان الزهري و مكحول يقولان ، امروها هذه الاحاديث كما جاءت "رواه ابن علد في جامع بيان العلم 96/2 الألكائ 835
ذكر عباس الدوري قال : سمعت يحي بن معين يقول : شهدت زكريا بن عدي يسال وكيع بن الجراح فقال : يا ابا سفيان ، هذه الاحاديث يعني مثل :"الكرسي موضع القدمين " فقال ادركنا اسماعيل بن ابي خالد ، و سفيان ، و مسعرا يحدثون بهذه الاحاديث ، و لا يفسرون شيئا "البيهقي في الاسماء و الصفات 759"
وروى ابو القاسم الاصبهاني بسنده عن أشعب بن عبد العزيز قال : (سمعت مالك بن آنس يقول :إياكم البعد فقيل : ياأبا عبد الله ، وما البد ع ؟ قال :أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه و علمه وقدرته و لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة و التابعون له بإحسان ) "الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 104/1 و أخرجه البغوي في شرح السنة .
و هكذا أبو العباس بن سريج ت303ه ، وقد اعتبره بعضهم :مجدد المائة الثالثة يقول : ان السؤال عن معانيها بدعة ، والجواب كفر و زندقة : " انظر الصفات الخبرية للكبيسي .
وقال ابو عبيد :انا اذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها ، وما أدركنا أحد يفسرها : " البيهقي الأسماء والصفات ، وقال : نحن نروي هذه الاحاديث و لا نزيغ لها المعاني اي لا نبحث لها عن معنى: "نفس المصدر ص 192/2
ويقول الامام اسحاق بن راهويه في ما رواه عنه ابوا شيخ الأصبهاني في كتابه " السنة" بسند صحيح : ولا يعقل نبي مرسل ولا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك وتعالى ، فأما ان يدرك احد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركها أحد :...انتهى
وروى اللألكائىي بسنده عن ابي عبيد القاسم بن السلام _ رحمه الله تعالى_ وقد سأل عن أحاديث الصفات قال ما ادركنا احدا يفسر منها شيئا، ونحن لانفسر منها شيئا، نصدق
ونسكت)"اللألكائي شرح أصل أهل السنة،26/3 " .
وقال الترميذي في "سننه" 325/8_تحفة_ في تفسير هذه الآية : و قالت اليهود يد الله مغلوقة غلت ايديهم : الآية : ( وهذا الحديث قال الأئمة : يؤمن به كما جاء من غير ان يفسر أو يتوهن ، هكذا قال غير واحد من الأئمة ، منهم سفيان الثوري ،ومالك بن آنس ،وابن عينة ، وابن مبارك ، انه تروي هذه الاشياء ويؤمن بها ولا يقال "كيف").
*********************************************************************
الفرق الخامس بين عقائد السلف و العقيدة الحشوية المتمسلفة الخوض في المتشابهات
لم يكشف السلف بالسكوت عن تحديد معان للإضافات او ايات المتشابهات او الصفات الخيرية بل تجاوزوا ذلك الى تظليل و تبديع من يخوض في ذلك و ينشره بين العوام المسلمين
فالامام مالك يقول "إيَّاكُمْ والبِدَع! قيلَ: يا أبا عبد الله! ومَا البِدَع؟ قالَ: أهلُ البِدَعِ الَّذِين يَتَكَلَّمُونَ في أسماءِ اللهِ وصفاته وكلامِهِ وعِلْمِهِ وقُدْرَتِهِ، ولاَ يَسْكُتُونَ عما سكت عنه الصحابة و التابعين" ((اخرجه البغوي في شرح السنة 217/1 و السيوطي في الامر و الاتباع 83))
و لما ساله الرجل عن الاستواء اخذه العرق و قال " انت صاحب بدعةاخرجوه"
قال ابن ابي زيد القيرواني في "الجامع" ( قيل لمالك : فيمن يحدث بالحديث "ان الله خلق ادم على صورته " ،و "ان الله يكشف عن ساقه يوم القيامة "،و "انه في جهنم يخرج منها من اراد"، فانكر ذلك انكارا شديدا و نهى ان يتحدث به ،قيل : قيل تحدث به ابن عجلأن، قال : لم يكن من الفقهاء).
و قيل لمالك : فحديث " ان العرش اهتز لموت سعد ؟" قال : (لا يتحدث به و مايدعوا الانسان الى حديث بذلك و هو يرى ما فيه من التغرير؟)
و يترحم الامام الحافظ القاضي عياض في الشفا على امام مالك فيقول : (رحم الله الامام مالك فقد كره التحدث بمثل هذه الاحاديث الموهمة للتشبيه و المشكلة للمعنى ...و النبي صل الله عليه و سلم اوردها على قوم عرب يفهمون كلام العرب على وجهه و تصرفاتهم في حقيقته و مجازه و استعارته و بليغه و ايجازه ،فلم تكن في حقهم مشكلة ، ثم جاء من غلبت عليه العجمة و داخلته الامية ،فلا يكاد يفهم من مقاصد العرب الا نصها و صريحها ..فتفرقوا في اويلها او حملها على ظاهرها شذر مذر فمنهم من امن به و منهم من كفر ) (((الامام القاضي عياض في الشا 542/2))
و قال ابن عبد البر : معللا كراهة مالك الخوض في المتشابهات : (انما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف هاهنا ) ((ابن عبد بر التمهيد 150/7 ))
و نقل عنه في كتاب " مختصر جامع بيان العلم و فضله عن مصعب بن عبد الله بن الزبير قال : (كان الامام مالك بن انس يقول الكلام في دين الله اكرهه و لم يزل اهل بلدنا يكرهونه و ينهون عنه نحو الكلام في رأي جهم(( هذا بين ماهو الكلام المذموم عند السلف )) القدر وما اشبه ذلك ،و لا يحب الكلام الا فيما تحته عمل ،و اما الكلام ي دين الله و في الله فالسكوت احب الي ،لاني رايت اهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين الا فيما تحته عمل ))انظر التمهيد 150/7ووو233/19
و قال الحافظ ابن حجر في الفتح 225/1 : و ممن كره التحديث ببعض دون بعض احمد في الاحاديث التى ظاهرها الخروج على السلطان و مالك في الاحاديث الصفات و ابو يوسف في الغرائب .
المراد بالظاهر الذي ينكره السلف
وقال العلامة الزرقاني في "منأهل العرفان "العلامة الزرقاني ،منأهل العرفان292/2
(....ثم إن هؤلاء –يعني الحشوية _ متناقضون ،لأنهم يثبتون تلك المتشابهات على حقائقها .ولا ريب ان حقائقها تستلزم الحدوث وأعراض الحدوث ،كالجسمة و التجزؤ و الحركة و االإنتقال ، لكنهم بعد ان يثبتوا تلك المتشابهات على حقائقها ينفون هذه اللوازم ،مع أن قول يثبتون الملزمات ونفي لوازمها تناقض لا يرضاها لنفسه عاقلا ،فاضلا عن طلب العلم .فقولهم في مسألة الاستواء الأنفة :إن الاستواء باق لى حقيقته يفيد أن الجلوس المعروف المستلزم للجسمية و التحيز ،وقولهم بعد ذلك يس هذا الاستواء على ما نعرف ،يفيد أن ليس الجلوس المعروف للجسمية والتحيز ،فكأنهم يقولون :انه مستو غير مستو ومستقر على العرش غي مستقر ،أو متحيز غير متحيز ،أو جسما غير جسم ،أو أن الاستواء العرش ليس الاستواء على العرش ،و الاستقرار فوق ليس الاستقرار فوق....
فإن أرادوا بقولهم الاستواء على حقيقته،انه على حقيقته التي يعلمها الله و لا نعلمها نحن ،فقد اتفقنا ،لكن تعبيرهم هذا موهم ،لا يجوز أن يصدر من مؤمن خصوصا في مقام التعليم و الإرشاد في موقع النقاش و الحجاج ،ان القول حقيقة أو مجاز لا ينظر فيه الى علم الله وما هو عنده ،ولكن ينظر فيه الى المعنى الذي وضع له اللفظ في عرفة اللغة ،الاستواء في اللغة العربية ،يدل على ما هو مستحيل على الله في ظاهره فلا بد إذن من صرفه عن هذا الظاهر ،و اللفظ اذا صرف عما وضع له و استعمل غير ما وضع له خرج عن الحقيقة الى المجاز لا محالة،مادامت هناك قرينة مانعة من ارادة المعنى الاصلي ،ثم ان كلامهم بهذه الصورة فيه تلبيس على العامة و فتنة لهم فكيف يواجهونهم به و يحملونهم عليه ؟ و في ذلك ما فيه من الاضلال و تمزيق وحدة الامة ، الامر الذي نهانا القران عنه ،و الذي جعل عمر رضي الله تعالى عنه ، يفعل ما فعل بصبيع ،و جعل مالكا رحمه الله يقول ما قال و يفعل ما فعل بالذي سأله عن الاستواء ،ولو انصف هؤلاء لسكتوا عن الايات و الاخبار المتشابهة ،اكتفوا بتنزيه الع تعالى عما توهمه ظواهرها من الحدوث و لوازمه ،ثم فوضوا الامر في تعيين معانيها الى الله تعالى وحده) .
و قال الشيخ محمد اديب الكيلأني رحمه الله تعالى (شرح جوهرة التوحيد ص 192 للشيخين الكيلأني وعبد الكريم تتان ) : (و الخلاصة ان من لم يصرف اللفظ المتشابه_ آية كان او حديثا_عن ظاهر الموهم للتشبيه او المحال فقد ظل ،ومن فسره تفسيرا بعيدا عن الحجة و البرهان، قائما على الزيغ والبهتان فقد ظل كالباطنية ،وكل هؤلاء يقال عنهم أنهم : ( يتبعون ما تشابه منه الفتنة اما من صرف المتشابه عن ظاهره بالحجة القاطعة ،لا طالبا للفتنة ،ولكن منعا لها ،وتثبيتا للناس على المعروف من دينهم ،وردا لهم الى المحاكمات الكتاب القائمة ،فأولئك هم هادون و مهديون حقا ، وعلى دلك درج سلف الامة وخلفها و ائمتها و علماؤها)...انتهى
وقال الامام القرطبي في تفسيره لقوله تعالى فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)قال شيخنا ابو العباس رحمه الله تعالى : متبعوا المتشابه لايخلو ان يتبعوه ويجمعوه طلبا لتشكيك القرآن و اضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة الصانعون في القرآن ، او طلبا في اعتقاد ظواهر المتشابه كما فلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب و السنة مما ظاهره الجسمية ، حتى اعتقدوا ان الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل و اصبع ، تعالى الله عن دلك...). انتهى
وقال الامام القاضي بدر الدين ابن جماعة في كتابه " اضاح الدليل في قطع حجج اهل التعطيل "(الامام القاضي بدر الدين ابن جماعة اضاح الدليل في قطع حجج اهل التعطيل ص 92_93)فاحتاج اهل الحق الى الرد على ما ابتعدوه و اقامة الحجج على ما تقولوه وانقسموا قسمين :
احدهما اهل التاويل وهم الذين تجردوا للرد على المبتعدعة من المجسمة و المعطلة و نحوهم من المعتزلة و المشبهة و الخوارج لما اظهر كل منهم بدعته و دعا اليها
فقام اهل الحق بنصرته ودفع عنه الدافع بإبطال بدعته وردوا تلك الايات المحتملة،و الاحاديث الى ما يليق بجلال الله من المعاني ،بلسان العرب ،و ادلة العقل و النقل ليحق الله الحق بكلماته م يبطل الباطل بحجته و دلالاته .
و القسم الثاني : القائلون بالقول المعروف بقول السلف ،و هو القطع بان ما لا يليق بجلال الله تعالى غير مراد ، و السكوت عن تعيين المراد من المعاني اللائقة بجلاله الله تعالى اذا كان اللفظ محتملا لمعاني تليق بجلال الله تعالى.
فالصنفان قاطعان بان ما لا يليق بجلال الله تعالى من صفات المحدثين غير مراد ،و كل منهما على حق .
وقد رجح قوم من الاؤكابر الاعلام قول السلف لانه أسلم ،و قوم منهم أهل التأويل للحاجة اليه و الله اعلم .
و من انتحل قول السلف ،و قال بتشبيه او تكييف او حمل اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين فهو كاذب في انتحاله، برئ من قول السلف و اعتداله .ا ه
قال الحافظ ابو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ((دفع شبه التشبيه ص 40.42.65)):و اعلم ان الناس في اخبار الصفات على ثلاثة مراتب:
احدهما : امرارها على ما جاءت من غير تفسير و لا تأويل ،الا ان تقع ضرورة كقوله تعالى ((و جاء ربك)) اي جاء امره ،و هذا هو مذهب السلف ،
الرتبة الثانية: التاويل و هو مقام خطير .
المرتبة الثالثة :القول فيها بمقتضى الحس،و قد عم جهلة الناقلين اذ ليس لهم حظ من علوم المعقولات التي يعرف فيها ما يجوز على الله تعالى و ما يستحيل . فان علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه فإذا عدموها تصرفوا في النقل بمقتضى الحس ، و اليه اشار القاضي ابو يعلى بقوله : و لا يمتنع ان تحمل الوطأة التى وطئها الحق تعالى على اصولنا ، و انه معنى متعلق بالذات ،و اصولهم على زعمهم ترجع الى الحس ،و لو فهموا ان الله تعالى لا يوصف بحركة و لا انتقال و لا تغير ما بنوا على الحسيات .
و العجب انه يقر بهذا القول من غير نقلة و لا حركة فينقض ما بني .و من اعجب ما رايت لهم ما ذكروا عن ابن ابي شيبة انه قال في كتاب العرش : ان الله تعالى قد اخبرنا انه صار من الارض الى السماء ، ومن السماء الى العرش فاستوى على العرش . قلت : و نحن بحمد الله اذ لم يبخس حظنا من المنقولات و لا من المعقولات و نبرأ من أقوام شانوا مذهبنا فعابنا الناس بكلامهم .اه
فان العقيدة الصحيحة التي تلقاها الصحابة عن رسول الله صل الله عليه و سلم و التي تلقاها التابعون عنهم و تلقاها الشعوب الاسلامية التي اسلمت على ايديهم ،هي عقيدة التنزيه و نفي مشابهة الله تعالى لخلقه في ذاته و افعاله و صفاته ، ولكن هناك فجوات تسربت منها بعض العقائد الضالة أخطرها التجسيم اليهودي و أخطر ما فيها زعم أصحابه و معتنقيه أنه من عقائد السلف رضي الله عنهم ، واليهود هم رواد التجسيم و سدنته ،و الله جل جلاله عندهم ما هو إلا جسم كسائر الاجسام في صورة إنسان ، يتعب و يستريح يوم السبت و يندم على ما فعل و يتراجع و يمشي و يختفي و يصرخ بصوت كأنه الرعد و البرق ، و يركب السحاب و يسير في الغمام و ينزل من السماء الى الارض ، يطوف البلدان و يستوحش و يتشاجر مع الانبياء و يغار من الانسان و ينسى كثيرا ،ن و من صفاته تعالى عند اليهود البخل ، كما ففي قوله تعالى '' وَقَالَتِ الْيَهُوْدُ يَدُ اللهِ مَغْلُوْلَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيْهِمْ وَلُعِنُوْا بِمَا قَالُوْا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوْطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ'' المائدة 64 ،ووصفوه تعالى بالفقر كما جاء في قوله '' لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ'' أل عمران 181
هذه العقيدة اليهودية الفاجرة التي اغار القرآن فدمرها ، سنجد أنها تسربت بطريقة افظع ففي كثير من كتب الحشوية التي تزعم الانتساب للسلف رضي الله عنهم ! و إلا فما هو الفرق بين ما زعمه اليهود في حق الله تعالى و بين ما يرويه الخلال في سنته و ابن ابي عاصم فيي السنة و ابن ابيي يعلى ففي ''ابطال التأويلات ''
عن عبيد ببن حنين قال : بينا أنا جالس في المسجد إذ جاء قتادة بن النعمان فجلس يتحدث وثاب إليه ناس فقال قتادة: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: إنها لا تصلح لبشر
و يعلق ابن ابي يعلى على هذه الرواية الاسرائلية فيقول في كتاب ابطال التاويل ج1 ص190 ''اعلم ان هذا الخبر يفيد اشياء منها : اطلاق الاستلقاء عليه ، لا على الاستراحة بل على صفة لا تعقل معناها ، و ان له رجلين كما له يدان و انه يضع إحدهما على الاخرى على صفة لا نعقلها ..... !
فانظر كيف يستحمرون عقول أتباعهم يجوز إطلاق الاستلقاء على الله تعالى و لكن لا يستريح ! و يضع رجلا على رجل على صفة لا نعقلها !! أليس هذا مما ورد عن اليهود الذين وصفوه بأنه يتعب و يستريح يوم السبت ؟، و لكن الحشوية زادوا عليهم انه يستلقي و يضع رجلا على رجل و في رجله نعل ممن ذهب !! ثم ينسبون هذه اليهوديات للسلف الصالح ،و طبعا من انكر عليهم الترويج لها فهو جهمي معطل مبتدع ضال مريسي كالكوثري ......الى اخر القائمة ؟ !!
و قد رد الالبانيي على زعم ابن يعلى ان الله تعالى يستلقي لا يستريح ! فقال ففي ''الصحيفة ألضعيفة 178/2 ''ان الحديث يستشم منه رائحة اليهود ! الذين يزعمون ان الله تبارك و تعالى بعد ان فرغ من خلق السموات و الارض استراح !. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث ، فان الاستلقاء لا يكون الا من اجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك ،و انا اعتقد '(اي الالباني) ان اصل هذا الحديث من الاسرائليات ، و قد رايت في كلام ابي نصر الغازي انه روى عن كعب الاخبار ، فهذا يؤكد ما ذكرته و ذكر ايضا انه روى موقوفا عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما و كعب بن عجرة فكانهما تلقياه ،ان صح عنهما .عن كعب كما هو الشان في كثير من الاسرائليات ، ثم و هم بعض الرواة فرفعه الى النبي صل الله عليه و سلم .ا ه .
و لكثرة ما روى كعب الاحبار من الاسرائليات هدده سيدنا عمر رضي الله عنه و ارضاه ، كما ذكر ذلك ابوزرعة الدمشقي ففي تاريخه (1/73) ''...قال اي عمر رضي الله عنه لكعب لتتركن الاحاديث او لالحقنك بارض القردة !!!''.ا ه ، و عن كعب الاحبار اخذ سيدنا ابو هريرة بعض ما يرويه ، فقد روى مالك في ''الموطأ'' برواية اليثي (1/108،رقم 241) عن ابي هرييرة انه قال خرجت الى الطور فلقيت كعب الاحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة و حدثته عن رسول الله صل الله عليه و سلم . ا ه
بل انه بعضا ممن كان يستمع لآبي هريرة رضي الله عنه و ارضاه كان يخطئ ففي غزو ما نسبه لكعب الاحبار ، روى الامام مسلم ففي كتاب ''التمييز'' ص10 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدراميي ، ثنا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد ، حدثنني بكير بن الاشبح، قال ، قال لنا يسر بن سعد :اتقوا الله ، وتحفظوا من الحديث فو الله لقد رأيتنا نجالس ابي هريرة فيحدث عن رسول الله صل الله عليه و سلم ،ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صل الله عليه و سلم عن كعب ، حديث عن رسول الله صل الله عليه و سلم .اه
بهذا يتضح كيف تسربت الاسرائليات و العقائد اليهودية الى المعتقد الحشوي ؟ ! ، عن طريق ''رواة الاسرائليات'' ممن اسلم من اهل الكتاب و بعضهم كان من احبار اليهود و علمائهم و لم يرفعوا تلك المرويات الاسرائليات للنبي صل الله عليه و سلم و لكن من روى عنهم او من روى عنهم رفعوا ذلك للنبي صل الله عليه ظنا منهم ان الصحابي لا يروي الا عن رسول الله صل الله عليه و التف حول هذه الاسرائليات طائفة من المحدثين اغلبهم من الحنابلة سماهم اهل السنة و الجماعة الحشوية
و ليس من الصدفة اننا نجد العقيدة الحشوية متطابقة تمام مع العقييدة اليهودية ، بل و تزيد عليها تجسيما و حماقة لأنهاح عبارة عن مجموع الاسرائليات المتسربة عن طريق
……………………………
في الصفحة 27 من الكتاب ((جذور البلاء ))
"اذا علمت حقيقة مذهب السلف من اقوالهم كما مر معنا ، و اذا ثبت عندك قول امام دار الهجرة و لا يقال كيف و كيف عنه مرفوع ) ، فاعلم ان "العثيمين " قال في شرحه على العقيدة الواسطية ص 63 " طبع دار ابن الجوزي قال : ((و لهذا ايضا قال بعض العلماء جوابا لطيفا :ان معنى قولنا :"بدون تكييف ":ليس معناه الا نعتقد لها كيفية ، بل نعتقد لها كيفية لكن المنفي علمنا بالكيفية ، لان استواء الله على العرش لا شك ان له كيفية ، لكن لا تعلم ،نزوله الى السماء الدنيا له كيفية ، لكن لا تعلم ، لانه ما من موجود الا و له كيففية ، لكنها قد تكون معلومة ، و قد تكون مجهولة "" ا ه
و يكمل الشيخ كلامه ((نقول للعثيمين ما انت عليه ليس هو عقيدة السلف التى وضحها لنا الامام مالك بقوله :ولا يقال كيف و كيف عنه مرفوع )، بل عقيدة ابن تيمية ! ثم لماذا تزعمون جهل الكيفية بعد ان ادعيتم علمكم للمعنى فالذي يقول استوى حقيقة بذاته على العرش بمعنى استقر عليه و جلس عليه ماذا بقي له لم يعرفه !!!!
الفرق بين عقيدة السلف و عقيدة المتمسلفة الحشوية
قال ابن وهبب…(كنا عند مالك فدخل رجل فقال "الرحمن على العرش استوى كيف الاستواء؟فاطرق مالك ، وعلاه الرحضاء (العرق) ،ثم رفع راسه و قال ""الرحمن على العرش استوى "" ،كما وصصف نفسسه ، فلا يقال كيف،وكيف عنه مرفوع،و انت صاحب بدعة اخرجوه ؟ ) ...البيهقي ، الاسماء و الصفات ،ص 516/515 وقد وصف الذهبي في العلو صص103 اسناد البيهقي من طريق ابن وهب بانه صحيح ، ووصف ابن حجر في الفتح "406/13" اسناد البيهقي بأنه جيد
و قال اللامام الترميذي في "جامعه"...(و قد قال غير واحد من اهل العلم في نزول الرب الى السماء الدنيا و نحوه : قد ثبتت الرويات في هذا فنؤمن به، و لا يتوهم و لا يقال كيف)
هكذا روي عن مالك و ابن عينية ، و ابن المبارك انهم قالوا : (امروا هذه الاحاديث بلا كيف ، و هكذا قول اهل العلم من اهل السنة والجماعة ) ...."جامع الترميذي 50/3-51كتاب الزكاة باب ما جاء في فضل الصدقة"
و عن الاوزعي قال : ( كان الزهري و مكحول يقولان اي في احاديث الصفات امروا هذه الاحاديث كما جاءت من غير كيف ) ....."اللالكائي في شرح اصوا اهل السنة 431/3 و البيهقي في الاسماء و الصفات ص 569"
و قال سفيان بن عيينة –الذي قال فيه الشافعي : لولاه و لولا الك ذهب حجاز : (كل ماوصف الله به نفس،لا مثل و لا كيف ) ...الذهبي " الاربعين" ص83 و اللالكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنمة 431/3 و البيهقي في الاسماء و الصفات ص 417 طريقين صحيحين احدهما الحافظ بن حجر في الفتح الباري 407/4"
و عن الحسن عن امه عن ام سلمة رضي الله عنها :في قوله تعالى ""الرحمن على العرش استوى"" -طه 5 - قالت ( الكيف مجهول ، الايمان به واجب ، و السؤال عنه بدعة ، و بحث عنه كفر)...رواه اللالكائي في السنة 397/2 و اشار الحافظ ابن حجر ايها في "الفتح" 406/13
و قال ابو عثمان الصابوني في "الوصية" ( اذ الكيفية عن صفات ربنا منفية ) الحافظ السبكي ، في الطبقات الشاميحة الكبرى 287/4
و قال الامام الخطابي معلقا على حديث "اطيط العرش " ما نصه : (هذا الكلام اذا جرى على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية و الكيفية عن الله وصفاته منفية )
و قال الامام الحافظ ابن كثير في تفسير اية الاستواء على العرش ((و انما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك و الاوزاعي و الثوري و الليث و بن سعد و الشافعي و احمد و اسحاق و بن راهوية و غيرهم من ائمة المسلمين قديما و حديثا و هو امروها كما جاءت من غير تكييف و لا تشبيه و تعطيل ، و الظاهر المتبادر الى الاذهان المشبهين منفىعن الله ))...تفسير ابن كثير 211/2
قال الامام الحافظ ابن حبان في الصحيحة 2 (ان المصطفى صل الله عليه وسلم ما خاطب امته قط بشيئ لم يعقل عنه ولا في سنته شيئ لا يعلم معناه ومن زعم ان السنن اذا صحت يجب ان تروى ويؤمن بها من غير ان تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة اللهم الا ان تكون السنن من اخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الايمان بها )
و قال الامام الحافض البيهقي في" الدار المنتقد من كتاب المعتقد" (ثم المذهب الصحيح في جميع ذلك الاقتصاد على ما ورد به التوقيف دون التكيف والى هذا ذهب المتقدمون من اصحابنا ومن تبعهم من المتاخرين وقالو الاستواء على العرش قد نطق به الكتاب في غير اية ووردت به الاخبار الصحيحة وقبوله من جهة التوقيف واجب و البحث عنه و طلب الكفية له غير جائز )
وقال النسفي في "تبصرة الادلة" ( ان نصير بن يحي البلخي روى عن عمر بن اسماعيل بن حماد بن ابي حنيفة عن محمد بن الحسن انه سئل عن الايات و الاخبار التي فيها من صفاته تعالى ما يؤدي ظاهره الى التشبيه فقال : نمرها كما جاءت ونؤمن بها ،ولا نقول :كيف وكيف)
وقال الامام القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي في "شرحه على عقيدة ابن ابي زيد القيرواني " (واعلم ان الوصف له تعال بالستواء اتباع للنص ،وتسليم للشرع وتصديق لما وصف نفسه تعالى به ولا يجوز ان نثبت له كيفية لان الشرع لم يرد بذلك ولا اخبر النبي عليه سلام فيه بشيء ولا سالته الصحابة عنه ، و لان ذلك ترجع الى التنقل و التحول و اشغال الحيز و الافتقار الى الاماكن ، ذلك يؤول الى التجسيم ، و الى قدم الاجسام ،و هذا كفر عند كافة اهل الاسلام ، و قد احمل مالك رحمه الله الجواب عن السؤال من ساله : (الرحمن على العرش استوى) ، كيف استوى؟ فقال : الاستواء منه غير مجهول ، و الكيف منه غير معقول ،والسؤال عن هذا بدعة ، ثم أمر بإخراج السائل .
و قال الحافظ الخطيب البغدادي في رسالته "الكلام على الصفات " : (و اما الكلام في الصفات ، فان ما روى منها في السنن الصحاح ، مذهب السلف رضوان الله عليهم اثباتها و اجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية و التشبيه عنها و قد نفاها قوم ، فابطلوا ما اثبته الله سبحانه ، و حققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك الى ضرب من التشبيه و التكييف و القصد انما هو سلول الطريقة المتوسطة بين الامرين ، و دين الله تعالى بين الغالي فيه و المقصر عنه ،و الاصل في هذا ان الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات ، فاذا كان معلوم ان اثبات رب العالمين عز وجل انما هو اثبات وجود و لا اثبات كيفية ، فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد و تكييف ) انتهى
و يقول الحافظ تقي الدين بن الصلاح في "فتاوى"ص37/38 : الذي يدين به من يقتدي به من السالفين و الخالفين ،و اختاره عباد الله الصالحون : ان لا تخاض في صفات الله تعالى بالتكييف ...ويقولون في كل ماجاء به من المتشابهات : امنا به، مقتصرين على الايمان جملة من غير تفصيل و تكييف ، و يعتقدون على الجملة ، و ان الله عز وجل له في كل ذلك ماهو الكمال المطلق من كل وجه يعرضون عن الخوض خوفا من ان تزل قدم بعد ثبوتها ...انتهى
و قال الامام المجتهد شيخ الاسلام بدر الدين بن جماعة في كتاب "ايضاح الدليل" ص93 : و من انتحل قول السلف ، و قال بتشبيه او تكييف او حمل اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين فهو كاذب في انتحاله و بريء من قول السلف و اعتداله ..انتهى
و قال الامام القرطبي في كتابه" صفات الله تعالى" ص34 : و قال ائمتنا رضوان الله عليهم هذه صفات طريق اثباتها السمع فنثبتها لورود ما صح من ذلك و لا نكيفها و الكلام في هذه الصفات فرع في الكلام في الذات ...انتهى
و قال الحافظ ابن عبد البر في "جامع بيان العلم و فضله " ص2/96 : اهل السنة مجمعون على اقرار بالصفات الواردة كلها في القران و السنة و الايمان بها و حملها على الحقيقة لا على المجاز الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك و لا يحدون فيه صفة محصورة ) و يقول ايضا في ""التمهيد ص7/148 "" الذي عليه اهل السنة و ائمة الفقه و الاثر في هذه المسالة و ما اشبهها الايمان بما جاء عن النبي صل الله عليه و سلم فيها و التصديق بذلك و ترك التحديد و الكيفية) ..انتهى
و قال الامام ابن رشد في "المقدمات الممهدات ص1/20" : (و اما ما وصف به نفسه تعالى في كتابه من ان له وجها و يدين و عينين فلا مجال للعقل في ذلك و انما يعلم من جهة السمع فيجب اعتقاد ذلك و الايمان به من غير تكييف و لا تحديد ) ...انتهى
و قال امام اهل السنة الامام ابي الحسن الاشعري في رسالته الى اهل الثغر ص 236 : ( و اجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه ووصفه به نبيه صل الله عليه و سلم من غير اعتراض فيه و لا تكييف له و ان الايمان به واجب و ترك التكييف له لازم ) انتهى
و قال في هذه الرسالة ص 293 (و اجمعوا على التصديق بجميع ماجاء به رسول الله صل الله عليه و سلم في كتاب الله و ما اثبت به النقل من سائر سنته ووجوب العمل بمحكمه و الاقرار بنص مشكله و متشابهه ورد كل ما لم يحط به علما بتفسيره الى الله مع الايمان بنصه ، و ان ذلك لا يكون الا فيما كلفوا الايمان بجملته دون تفصيله )..انتهى
و قال الحافظ السيوطي في الكنز المدفون ص 101 : (لا يقال للمعبود كيف هو لانه يستخبر بكيف عن الهيئة و الحال و الله سبحانه لا هيئة له و لا حال ) ...انتهى
و قال الامام المحدث ابو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي صاحب العقيدة –النسفية- المشهورة : و المحدث للعالم هو الله تعالى لا يوصف بالماهية و لا بالكيفية و لا يتمكن في مكان )..انتهى
وقال العلامة حسن كافي الاقحصاري البوسنوي في كاتبه "نور اليقين في اصول الدين في شرح عقائده الطحاوية "عند قول الامام الطحاوي (بغير احاطة ولا كيفية) قال ( لأنه منزه عن حد و نهاية و مقابلة و جهة وكيفية لقوله ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ﴾ الأنعام:103). و قوله ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾ "طه 110 لكمال عظمته ونهاية كبريائه ) ..انتهى
وقال ابو عمرو الداني في "الرسالة الوافية "2 ( وقال اهل السنة في هذه الصفات ان تمرة كما جاءت من غير تكييف ولا تحديد فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها و مثلها بشي من جوارحنا و آلاتنا فقد ضل و اعدى و اتبع في الدين ما ليس منه و فرق منه وفرق اجماع المسلمين و فارق ائمة الدين ) ..انتهى
وقال الحافظ ابو عمر بن عبد البر في "التمهيد"3 ما نصه (وقال نعيم- ابن حماد- ينزل بذاته وهو علىى كرسيه قال ابو عمر (ليس هذا بشيء عند اهل الفهم من اهل السنة لان هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله تعلى عن ذلك وما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه او على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نتعدى ذلك الى تشبيه او قياس او تمثيل او تنظير فانه ليس كمثله مثله شيء وهو السميع البصير ) ..انتهى
بان لك ان كلا من الامام مالك وابن عينية و بن المبارك و الاوزاعي وسفيان الثوري و الليث بن سعد و الشافعي و احمد و اسحاق راهوية و محمد بن الحسن و الامام الاشعري والشيخ الاسلام الصابوني والخطابي و البيهقي وابن عبد البر و ابن حبان و القاضي عبد الوهاب و الخطيب البغدادي و ابن كثير و ابن صلاح و بن جماعة و القرطبي و ابن رشد والسيوطي و النسفي و الاقحصاري و ابو عمر الداني كل هؤلاء يؤكدون ان مذهب السلف نفي الكيف عن اصلا فمالك يقول " وكيف عنه مرفوع " و الترمذي يقول و لا يقال كيف" وشيخ الاسلام الصابوني يقول "الكيفية عن صفات ربنا منفية " والخطابي يقول " الكيفية عن الله وعن صفاته منفية " و البيهقي يصرح ان طلب الكيفية غير جائز و محمد بن الحسن يقول " ولا نقول كيف و كيف "و القاضي عبد الوهاب المالكي يقول " ولا يجوز ان نثبت له كيف " و الخطيب البغدادي يصرح " اثبات الرب هو اثبات وجود لا اثبات كيف " وابن جماعة يقول "من انتحل مذهب السلف وقال بشبيه او تكييف فهو كذاب " و ابن عبد البر يقول عن السلف انهم لا يكيفون ولا يحدون "وامام اهل السنة ابي الحسن الاشعري "ينقل اجماع السلف على ترك التكييف " وغير هؤلاء كثير و كثير جدا اذا علمت هذا وتاكد عندك ان السلف لا يكيفون شيئا من صفاته تعالى وينفون الكيف عن الله تعالى قارن هذا مع ما يردده الحشوية في كتبهم من الاثبات كيف لا يعلم و ها هي بعض نصوصهم .
العثيمين يثبت كيف لا يعلم !
اذ علمت حقيقة مذهب السلف من اقوالهم كما مر معنا واذا ثبت عندك قول امام دار الهجرة ( ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع ) فعلم ان "العثيمين" قال في " شرحه على العقيدة الواسطية ص 63"طبع دار ابن الجوزي قال (ولهدا ايضا قال بعض العلماء جوابا لطيفا ان معنى قوله "بدون تكييف " ليس معناه الا نعتقد لها كيفية . بل نعتقد لها كيفية لكن المنفي علما بالكيف .لان استواء الله على العرش لا شك ان له كيفية لكن لا تعلم نزوله الى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تعلم لانه ما من موجد الا وله كيفية لكنها قد تكون مجهولة ) ..انتهى
نقول للعثيمين ما انت عليه ليس هو عقيدة السلف التي وضحها لنا الامام مالك بقوله "ولا يقال كيف و كيف عنه مرفوع بل هي عقيدة ابن تيمية !تم لماذا تزعموا جهل الكيفية بعد ان ادعيتم علمكم للمعنى فالذي يقول استوى حقيقة بذاته على العرش بمعنى استقر عليكم و جلس عليه ماذا بقي له لم يعرفه !!!!!!!
وتامل ما نقله العثيمين مقرا له " نعتقد لها كيفية لكن المنفية علمنا بالكيفية "اين قال الله واين قال رسول الله هذا الكلام واين قال الصحابة انهم يعتقدون ان لصفات الله تعالى كيفية يجهلون علمهم بها !!
و اين قال تابعي التابعين هذا الكلام ؟ ومن هنا نعلم ان السلف من يقول مثل هذا الكلام لسواهم السلف الذين نعرفهم وانما هم مشايخ الحشوية .
وقال د. علي محمد الصلابي في كتابه " صفات رب البارية على منهج العقيدة السلفية"طبع مكتبة الصحابية ص45 (ومعنى قول اهل السنة _من غير تكيف _ اي من غير كيف يعقله البشر وليس المراد انهم ينفون الكيف مطلقا فان كل شيء لابد ان يكون على كيفية ما و المقصود بالقول السابق اي لا يعلم كيفية ذاته وصفاته الى هو سبحانه )...انتهى
فهو بهذا لا ينفي الكيف عن الله تعالى كما فعل السلف رضي الله عنه وانما يثبت كيف لا يعلم !
وقال ابن تيمية في "القاعدة المراكشة "ص58 (...وكلام مالك صريح في اثبات الاستواء وانه معلوم وان له كيفية لكن تلك الكيفية مجهولة لنا لا نعملها نحن ولهذا بدع السائل الذي ساله عن هذه الكيفية.فان السؤال انما امره معلوم لنا ونحن لا نعلم كيفية استوائه وليس ما كان معلوما له كيفية تكوين تلك الكيفية معلومة لنا )...انتهى .
ونسال كل العقلاء هل في قول الامام مالك (فلا يقال كيف وكيف عنه مرفوع )ما يدل عن ان مالك رضي الله عنه يثبت كيفية مجهولة لنا كما زعمه ابن تيمية ؟ اليس قوله وكيف عنه مرفوع نفي للكيف اصلا وليس معناه اثبات كيف لا يعلم .
ويقول عمر سليمان الاشقر في كتابه " العقيدة في الله " ص 168) نحن نجهل كيفية استواءه سبحانه لاننا نجهل كيفية ذاته ولكننا نعرف معنى استوى في لغة العرب فالعرب يقصدون بهذه الكلمة معاني اربعة) استقر و علا و ارتفع وصعد كما حقق ذالك ابن القيم وهذا النهج وهو معرفة معنى الاستواء وجهل الكيفية و النهي عن البحث فيها هو منهج السلف الصالح ...( . انتهى
ونقول للاشقر اذا عرفتم معنى الاستواء و حددتموه باربعة معاني بعد بحث حققه لكم ابن القيم فكيف تزعم ان نهج السلف هو النهي عن البحث؟
ثم اذ علمتم ان الاستواء في حقه تعالى هو استقر وعلا و ارتفع و صعد فكيف تزعمون جهل الكيف وقد علمتم المعنى !!!!!
ثم اذا كان العرب يستعملون استوى بمعنى استقر و علا و ارتفع و صعد للتعبير عن الماديات المحسوسات فهل تنطبق هذه المعاني على ذات الله تعلى؟ التى هي غيب من الغيوب و ليست كمثله شيئ؟ ثم تزعمون نفي التأويل و تنكرون على من حمل استوى في القران على بعض معانيها اللغوية و تسمونه جهميا معطلا و تبيحون لانفسكم حمل اللفظ على بعض معانيه اللغوية فهل التاويل حلال عليكم حرم على غيركم ؟ ستفرون من هذا الالزام لتسمية تاويلاتكم تفسيرا و نقول لكم لا مشاحة في الاصطلاح سنسمي تاويلاتنا ايضا تفسيرا فهل يريحكم ذلك ؟ طبعا لا لانكم تبحثون في المعاني اللغوية عن التحسين و نحن نبحث في التنزيه انتم تبحثون عن اسوء المعاني اللغوية تلحقونها بالله تعالى و تنكرون علينا حملها على اجمل المعاني اللغوية و تعطلون الرب عن اجمل معاني الايات و تصفونها بابخسها ثم ترمون مخالكم بالعطيل و ترتحون لانكم اهل اثبات و لم تثبتوا في الحقيقة الا توهماتكم و عقدكم و تجسيماتكم .
يقول الصلاني في كتابة " العقيدة السلفية "ص 89 (ظواهر النصوص معلومة لنا باعتبار مجهولة لنا باعتبار اخر ، باعتبار المعنى هي معلومة و باعتبار الكيفية التى هي عليها مجهولة ظاهر النصوص ما يتبادر منها الى الذهن من معني و هو يختلف بحسب السياق و ما يضاف اليه من كلام )...انتهى
فانظر كيف زعم علمه بظواهر النصوص و جهله لكيفيتها ثم العجب من قوله ان الظاهر هو ما يتبادر منها الى الذهن من معاني و هذا هو الاشكال فهم يفسرون الظاهر بحسب ما تبادر في اذهانهم فإذا تبادر في ذهنه ان استوى بمعنى استقر وجب عليه ان يؤمن بالاستقرار و اذا تبار في ذهنه ان اليد هي اليد التى نعرفها جميعا كانت اليد صفة من صفاته لان هذا ما فهمه الحشوي بذهنه و لكن كيف ينكر على ما تبادر لذهنه ان استوى بمعنى استولى و تبادر لذهنه ان الساق بمعنى الشدة و تبادر لذهنه ان اليد بمعنى القدرة و تبار لذهنه ان النزول بمعنى يتنزل امره فعلى اي اساس يكون ما تبادر لعقل الحشوي هو الصحيح الذي يجب اعتقاده و ما تبادر لعقل المنزه من الضلال الذي يجب اجتنابه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالعقيدة عندهم في النهاية ليست ما دلت عليه النصوص المحكمة و انما ما دلتهم عليه عقولهم المبهمة وظل من استند في تحديد عقيدته لما ظهر لعقول الحشوية ؟ !
الفرق الثاني الذي يميز العقيدة السلفية الصحيحة عن عقائد المتملسفة الحشوية _التفويض _
السلف رضي الله عنهم يخوضون في تحديد معاني ايات الصفات ولا يفسرونها ويرون ان مجرد تلاوتها تفسير لها فيفضون علما معناها لله تعالى وليس معنى هذا انهم يقولون ان الايات لا معنى لها ابدا فالأيات لها معنى ولكنهم يصرحون بعجزهم و ضعفهم عن تحديد هذا المعنى المهم عندهم انه تعالى ليس كمثله شيء اما المتمسلفون الحشوية فيخوضون فيها كما وصف الله تعالى الذين في قلوبهم زيغ ويفسرونها ويحملونها على ظاهر ما تبادل لعقولهم او على معنى من المعاني اللغوية التي توافق التجسيم وهذا فرق مفصلي بين السلف الطالح الذين قالوا معناها ما تبادر لعقولنا وهناك فرق شاسع بين من يقول الأية لها معنى أؤمن به ولا أحدده لأنني لا أعلم معناه وانما يعلمه الله تعالى وظاهرها المتبدر لعقول المشبهة و المجسمة غير مراد لأنه تعالى ليس كمثله شيء وبين من يقول الاية محمولة عندي على ظاهرها المتبادر لذهني؟ وها هي نصوص السلف كلها مصرحة بتفويض وتسليم المعنى لله تعالى .
قال محمد بن الحسن _صاحب ابي حنيفة _في الأحاديث التي جاءت ان الله يهبط الى السماء الدنيا ونحو هذا : (أن هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها ) "الأربعين ص 70 و اللألكائي في شرح أصول اعتقاد اهل السنة 432/3.
وصح عن الوليد بن مسلم قال : (سألت مالك ،و الثوري ،و الأوزاعي ،و الليث بن سعد عن الأخباري في الصفات فقالوا :أمورها كما جاءت ) "الأربعين ص 82 و العلو للذهبي ص105
وحكى الاجماع على ترك تفسيرها محمد بن الحسن فقيه العراق : روى الألكائي بإسناده قال : ( اتفق الفقهاء من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن ، و الأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز و جل من غير تفسير ولا وصف ، ولا تشبيه ، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه لنبي صلى الله عليه وسلم ، وفارق الجماعة ) " شرح اعتقاد اهل السنة الألكائ 432/3- 433 و الاربعين للذهبي ص 83 رقم 83
قال الحافظ الحميدي و هو شيخ الامام البخاري في مسنده : ( و ما نطق به القران و الحديث ،مثل :"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم " المائدة 64 ، "و السموات مطويات بيمينه "الزمر 67 ، و ما اشبهه ، لا نزيد فيه و لا نفسره و نقف على ما وقف عليه القران و السنة من زعم غير هذا فهو مبطل جهمي ) " الاربعين للذهبي ص 85
و قال الامام ابو عبيدة القاسم ابن سلام :ما ادركنا احد يفسر هذه الاحاديث و نحن لا نفسرها "الاربعين ص 85 و الاسماء و الصفات للبيهقي ص 448 "
و سال المروذي الامام احمد بن حنبل عن اخبار الصفات فقال : نمروها كما جاءت "الاربعين ص 86 "
و عن سفيان بن عيينة كان يقول : كل ما وصف الله تعالى به نفسه في القران فقراءته تفسيره و لا كيف و لا مثل)) " الألكائي شرح الاعتقاد اهل السنة 736ص "
حدثنا الاوزاعي قال :كان الزهري و مكحول يقولان ، امروها هذه الاحاديث كما جاءت "رواه ابن علد في جامع بيان العلم 96/2 الألكائ 835
ذكر عباس الدوري قال : سمعت يحي بن معين يقول : شهدت زكريا بن عدي يسال وكيع بن الجراح فقال : يا ابا سفيان ، هذه الاحاديث يعني مثل :"الكرسي موضع القدمين " فقال ادركنا اسماعيل بن ابي خالد ، و سفيان ، و مسعرا يحدثون بهذه الاحاديث ، و لا يفسرون شيئا "البيهقي في الاسماء و الصفات 759"
وروى ابو القاسم الاصبهاني بسنده عن أشعب بن عبد العزيز قال : (سمعت مالك بن آنس يقول :إياكم البعد فقيل : ياأبا عبد الله ، وما البد ع ؟ قال :أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه و علمه وقدرته و لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة و التابعون له بإحسان ) "الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 104/1 و أخرجه البغوي في شرح السنة .
و هكذا أبو العباس بن سريج ت303ه ، وقد اعتبره بعضهم :مجدد المائة الثالثة يقول : ان السؤال عن معانيها بدعة ، والجواب كفر و زندقة : " انظر الصفات الخبرية للكبيسي .
وقال ابو عبيد :انا اذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها ، وما أدركنا أحد يفسرها : " البيهقي الأسماء والصفات ، وقال : نحن نروي هذه الاحاديث و لا نزيغ لها المعاني اي لا نبحث لها عن معنى: "نفس المصدر ص 192/2
ويقول الامام اسحاق بن راهويه في ما رواه عنه ابوا شيخ الأصبهاني في كتابه " السنة" بسند صحيح : ولا يعقل نبي مرسل ولا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك وتعالى ، فأما ان يدرك احد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركها أحد :...انتهى
وروى اللألكائىي بسنده عن ابي عبيد القاسم بن السلام _ رحمه الله تعالى_ وقد سأل عن أحاديث الصفات قال ما ادركنا احدا يفسر منها شيئا، ونحن لانفسر منها شيئا، نصدق
ونسكت)"اللألكائي شرح أصل أهل السنة،26/3 " .
وقال الترميذي في "سننه" 325/8_تحفة_ في تفسير هذه الآية : و قالت اليهود يد الله مغلوقة غلت ايديهم : الآية : ( وهذا الحديث قال الأئمة : يؤمن به كما جاء من غير ان يفسر أو يتوهن ، هكذا قال غير واحد من الأئمة ، منهم سفيان الثوري ،ومالك بن آنس ،وابن عينة ، وابن مبارك ، انه تروي هذه الاشياء ويؤمن بها ولا يقال "كيف").
*********************************************************************
الفرق الخامس بين عقائد السلف و العقيدة الحشوية المتمسلفة الخوض في المتشابهات
لم يكشف السلف بالسكوت عن تحديد معان للإضافات او ايات المتشابهات او الصفات الخيرية بل تجاوزوا ذلك الى تظليل و تبديع من يخوض في ذلك و ينشره بين العوام المسلمين
فالامام مالك يقول "إيَّاكُمْ والبِدَع! قيلَ: يا أبا عبد الله! ومَا البِدَع؟ قالَ: أهلُ البِدَعِ الَّذِين يَتَكَلَّمُونَ في أسماءِ اللهِ وصفاته وكلامِهِ وعِلْمِهِ وقُدْرَتِهِ، ولاَ يَسْكُتُونَ عما سكت عنه الصحابة و التابعين" ((اخرجه البغوي في شرح السنة 217/1 و السيوطي في الامر و الاتباع 83))
و لما ساله الرجل عن الاستواء اخذه العرق و قال " انت صاحب بدعةاخرجوه"
قال ابن ابي زيد القيرواني في "الجامع" ( قيل لمالك : فيمن يحدث بالحديث "ان الله خلق ادم على صورته " ،و "ان الله يكشف عن ساقه يوم القيامة "،و "انه في جهنم يخرج منها من اراد"، فانكر ذلك انكارا شديدا و نهى ان يتحدث به ،قيل : قيل تحدث به ابن عجلأن، قال : لم يكن من الفقهاء).
و قيل لمالك : فحديث " ان العرش اهتز لموت سعد ؟" قال : (لا يتحدث به و مايدعوا الانسان الى حديث بذلك و هو يرى ما فيه من التغرير؟)
و يترحم الامام الحافظ القاضي عياض في الشفا على امام مالك فيقول : (رحم الله الامام مالك فقد كره التحدث بمثل هذه الاحاديث الموهمة للتشبيه و المشكلة للمعنى ...و النبي صل الله عليه و سلم اوردها على قوم عرب يفهمون كلام العرب على وجهه و تصرفاتهم في حقيقته و مجازه و استعارته و بليغه و ايجازه ،فلم تكن في حقهم مشكلة ، ثم جاء من غلبت عليه العجمة و داخلته الامية ،فلا يكاد يفهم من مقاصد العرب الا نصها و صريحها ..فتفرقوا في اويلها او حملها على ظاهرها شذر مذر فمنهم من امن به و منهم من كفر ) (((الامام القاضي عياض في الشا 542/2))
و قال ابن عبد البر : معللا كراهة مالك الخوض في المتشابهات : (انما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف هاهنا ) ((ابن عبد بر التمهيد 150/7 ))
و نقل عنه في كتاب " مختصر جامع بيان العلم و فضله عن مصعب بن عبد الله بن الزبير قال : (كان الامام مالك بن انس يقول الكلام في دين الله اكرهه و لم يزل اهل بلدنا يكرهونه و ينهون عنه نحو الكلام في رأي جهم(( هذا بين ماهو الكلام المذموم عند السلف )) القدر وما اشبه ذلك ،و لا يحب الكلام الا فيما تحته عمل ،و اما الكلام ي دين الله و في الله فالسكوت احب الي ،لاني رايت اهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين الا فيما تحته عمل ))انظر التمهيد 150/7ووو233/19
و قال الحافظ ابن حجر في الفتح 225/1 : و ممن كره التحديث ببعض دون بعض احمد في الاحاديث التى ظاهرها الخروج على السلطان و مالك في الاحاديث الصفات و ابو يوسف في الغرائب .
المراد بالظاهر الذي ينكره السلف
وقال العلامة الزرقاني في "منأهل العرفان "العلامة الزرقاني ،منأهل العرفان292/2
(....ثم إن هؤلاء –يعني الحشوية _ متناقضون ،لأنهم يثبتون تلك المتشابهات على حقائقها .ولا ريب ان حقائقها تستلزم الحدوث وأعراض الحدوث ،كالجسمة و التجزؤ و الحركة و االإنتقال ، لكنهم بعد ان يثبتوا تلك المتشابهات على حقائقها ينفون هذه اللوازم ،مع أن قول يثبتون الملزمات ونفي لوازمها تناقض لا يرضاها لنفسه عاقلا ،فاضلا عن طلب العلم .فقولهم في مسألة الاستواء الأنفة :إن الاستواء باق لى حقيقته يفيد أن الجلوس المعروف المستلزم للجسمية و التحيز ،وقولهم بعد ذلك يس هذا الاستواء على ما نعرف ،يفيد أن ليس الجلوس المعروف للجسمية والتحيز ،فكأنهم يقولون :انه مستو غير مستو ومستقر على العرش غي مستقر ،أو متحيز غير متحيز ،أو جسما غير جسم ،أو أن الاستواء العرش ليس الاستواء على العرش ،و الاستقرار فوق ليس الاستقرار فوق....
فإن أرادوا بقولهم الاستواء على حقيقته،انه على حقيقته التي يعلمها الله و لا نعلمها نحن ،فقد اتفقنا ،لكن تعبيرهم هذا موهم ،لا يجوز أن يصدر من مؤمن خصوصا في مقام التعليم و الإرشاد في موقع النقاش و الحجاج ،ان القول حقيقة أو مجاز لا ينظر فيه الى علم الله وما هو عنده ،ولكن ينظر فيه الى المعنى الذي وضع له اللفظ في عرفة اللغة ،الاستواء في اللغة العربية ،يدل على ما هو مستحيل على الله في ظاهره فلا بد إذن من صرفه عن هذا الظاهر ،و اللفظ اذا صرف عما وضع له و استعمل غير ما وضع له خرج عن الحقيقة الى المجاز لا محالة،مادامت هناك قرينة مانعة من ارادة المعنى الاصلي ،ثم ان كلامهم بهذه الصورة فيه تلبيس على العامة و فتنة لهم فكيف يواجهونهم به و يحملونهم عليه ؟ و في ذلك ما فيه من الاضلال و تمزيق وحدة الامة ، الامر الذي نهانا القران عنه ،و الذي جعل عمر رضي الله تعالى عنه ، يفعل ما فعل بصبيع ،و جعل مالكا رحمه الله يقول ما قال و يفعل ما فعل بالذي سأله عن الاستواء ،ولو انصف هؤلاء لسكتوا عن الايات و الاخبار المتشابهة ،اكتفوا بتنزيه الع تعالى عما توهمه ظواهرها من الحدوث و لوازمه ،ثم فوضوا الامر في تعيين معانيها الى الله تعالى وحده) .
و قال الشيخ محمد اديب الكيلأني رحمه الله تعالى (شرح جوهرة التوحيد ص 192 للشيخين الكيلأني وعبد الكريم تتان ) : (و الخلاصة ان من لم يصرف اللفظ المتشابه_ آية كان او حديثا_عن ظاهر الموهم للتشبيه او المحال فقد ظل ،ومن فسره تفسيرا بعيدا عن الحجة و البرهان، قائما على الزيغ والبهتان فقد ظل كالباطنية ،وكل هؤلاء يقال عنهم أنهم : ( يتبعون ما تشابه منه الفتنة اما من صرف المتشابه عن ظاهره بالحجة القاطعة ،لا طالبا للفتنة ،ولكن منعا لها ،وتثبيتا للناس على المعروف من دينهم ،وردا لهم الى المحاكمات الكتاب القائمة ،فأولئك هم هادون و مهديون حقا ، وعلى دلك درج سلف الامة وخلفها و ائمتها و علماؤها)...انتهى
وقال الامام القرطبي في تفسيره لقوله تعالى فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)قال شيخنا ابو العباس رحمه الله تعالى : متبعوا المتشابه لايخلو ان يتبعوه ويجمعوه طلبا لتشكيك القرآن و اضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة الصانعون في القرآن ، او طلبا في اعتقاد ظواهر المتشابه كما فلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب و السنة مما ظاهره الجسمية ، حتى اعتقدوا ان الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل و اصبع ، تعالى الله عن دلك...). انتهى
وقال الامام القاضي بدر الدين ابن جماعة في كتابه " اضاح الدليل في قطع حجج اهل التعطيل "(الامام القاضي بدر الدين ابن جماعة اضاح الدليل في قطع حجج اهل التعطيل ص 92_93)فاحتاج اهل الحق الى الرد على ما ابتعدوه و اقامة الحجج على ما تقولوه وانقسموا قسمين :
احدهما اهل التاويل وهم الذين تجردوا للرد على المبتعدعة من المجسمة و المعطلة و نحوهم من المعتزلة و المشبهة و الخوارج لما اظهر كل منهم بدعته و دعا اليها
فقام اهل الحق بنصرته ودفع عنه الدافع بإبطال بدعته وردوا تلك الايات المحتملة،و الاحاديث الى ما يليق بجلال الله من المعاني ،بلسان العرب ،و ادلة العقل و النقل ليحق الله الحق بكلماته م يبطل الباطل بحجته و دلالاته .
و القسم الثاني : القائلون بالقول المعروف بقول السلف ،و هو القطع بان ما لا يليق بجلال الله تعالى غير مراد ، و السكوت عن تعيين المراد من المعاني اللائقة بجلاله الله تعالى اذا كان اللفظ محتملا لمعاني تليق بجلال الله تعالى.
فالصنفان قاطعان بان ما لا يليق بجلال الله تعالى من صفات المحدثين غير مراد ،و كل منهما على حق .
وقد رجح قوم من الاؤكابر الاعلام قول السلف لانه أسلم ،و قوم منهم أهل التأويل للحاجة اليه و الله اعلم .
و من انتحل قول السلف ،و قال بتشبيه او تكييف او حمل اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين فهو كاذب في انتحاله، برئ من قول السلف و اعتداله .ا ه
قال الحافظ ابو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ((دفع شبه التشبيه ص 40.42.65)):و اعلم ان الناس في اخبار الصفات على ثلاثة مراتب:
احدهما : امرارها على ما جاءت من غير تفسير و لا تأويل ،الا ان تقع ضرورة كقوله تعالى ((و جاء ربك)) اي جاء امره ،و هذا هو مذهب السلف ،
الرتبة الثانية: التاويل و هو مقام خطير .
المرتبة الثالثة :القول فيها بمقتضى الحس،و قد عم جهلة الناقلين اذ ليس لهم حظ من علوم المعقولات التي يعرف فيها ما يجوز على الله تعالى و ما يستحيل . فان علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه فإذا عدموها تصرفوا في النقل بمقتضى الحس ، و اليه اشار القاضي ابو يعلى بقوله : و لا يمتنع ان تحمل الوطأة التى وطئها الحق تعالى على اصولنا ، و انه معنى متعلق بالذات ،و اصولهم على زعمهم ترجع الى الحس ،و لو فهموا ان الله تعالى لا يوصف بحركة و لا انتقال و لا تغير ما بنوا على الحسيات .
و العجب انه يقر بهذا القول من غير نقلة و لا حركة فينقض ما بني .و من اعجب ما رايت لهم ما ذكروا عن ابن ابي شيبة انه قال في كتاب العرش : ان الله تعالى قد اخبرنا انه صار من الارض الى السماء ، ومن السماء الى العرش فاستوى على العرش . قلت : و نحن بحمد الله اذ لم يبخس حظنا من المنقولات و لا من المعقولات و نبرأ من أقوام شانوا مذهبنا فعابنا الناس بكلامهم .اه
مواضيع مماثلة
» الرد الوفي على منهج الوهابي (جذور البلاء)
» الرد على ابن تيمية في قوله ان الله يتكلم بحرف و صوت
» سلسلة افتراءات وجهالات وتلبيسات الدكتور الوهابي فركوس
» الوهابي فركوس أصلحنا الله وإياه، يدلس في نقولاته عن العلماء
» الرد على ناصر الدين الألباني
» الرد على ابن تيمية في قوله ان الله يتكلم بحرف و صوت
» سلسلة افتراءات وجهالات وتلبيسات الدكتور الوهابي فركوس
» الوهابي فركوس أصلحنا الله وإياه، يدلس في نقولاته عن العلماء
» الرد على ناصر الدين الألباني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى