ادخار الأنبياء إمساك بالأمانة
صفحة 1 من اصل 1
ادخار الأنبياء إمساك بالأمانة
ادخار الأنبياء إمساك بالأمانة
فان ادخر السابقون فلا لأنفسهم، ولكن ادخار أمانة، لأنهم خزان أمناء، وعبيد كبرا، أن امسكوا الدنيا امسكوها بحق، وإن بذلوها بذلوها بحق. وليس الممسك لها بحق بدون الباذل لها بحق، ولا يشهدون أنهم مع الله مالكون، بل ما في أيديهم يشهدونه، من ودائع الله، ويتصرفون فيها بالنيابة عن الله، سمعوا قوله تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} فعلموا انه لا ملك لهم مع الله، وإنما هي نسبة أضيفت إليك، وإضافة منة من بها عليك، ليرى كيف تعمل وهو العليم الخبير.
أتقف مع ظاهرها أم تتفقد إلى أسرارها؟
ولذلك كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تجب عليهم الزكاة لأنهم لا ملك لهم مع الله حتى تجب عليهم الزكاة فيه، وإنما تجب عليك زكاة ما أنت له مالك. إنما يشهدون ما في أيديهم من ودائع الله تعالى لهم، يبذلونه في أوان بذله، ويمنعونه من غير محله. ولأن الزكاة إنما هي طهرة لما عساه أن يكون ممن وجبت عليه، لقوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام مبرؤون من الدنس، لوجود العصمة ولأجل ذلك لم يوجب أو حنيفة رحمه الله على الصبيان زكاة، لعدم دنس المخالفة، والمخالفة لا تكون إلا بعد جريان التكليف وذلك بعد البلوغ.
وافهم هاهنا قوله صلى الله عليه وسلم:
(نحن معاشر الأنبياء، لا نورث ما تركناه صدقة). يتبين ما ذكرناه ويتضح ما قررناه.
وإذا كان أهل المعرفة بالله تعالى المشاهدون لأجديته، لا يشهدون لهم مع الله ملكا، فما ظنك بالأنبياء والرسل؟ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأهل التوحيد والمعرفة: إنما غرفوا من بحارهم، واقتبسوا من أنوارهم.
يحكى أن الشافعي واحمد رحمهما الله كانا جالسين إذ اقبل شيبان الراعي رحمه الله، فقال احمد للشافعي أريد أن أسألك هذا المشار إليه في هذا الزمن.
فقال الشافعي: لا تفعل. فقال: لا بد من ذلك.
فقال: يا شيبان، ما تقول: فيمن نسي أربع سجدات من أربع ركعات؟
فقال: يا احمد هذا قلب غافل عن الله عز وجل، يجب أن يؤدب حتى لا يعود إلى مثل ذلك.
فخر احمد مغشيا عليه، ثم سأله فقال:
ما تقول: فيمن له أربعون شاه، ما زكاتها؟
فقال: على مذهبنا أو على مذهبكم؟
فقال: وهما مذهبان؟ قال: نعم.
قال: إما على مذهبكم ففي الأربعين شاة شاه، وأما على مذهبنا فالعبد لا يملك مع سيده شيئا.
وقد جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ادخر قوت سنة، فأما أن يكون ذلك لما قلناه أولا، من أن ادخار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إنما هو إمساك بالأمانة مختارين له وقتا يصلح إنفاقه وإنما ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل عائلته، أو ليبين جواز الادخار لامته، فانه إذا لم تقع الحوالة عليه لنا في التوكل، ومما يدلك على أن المراد إنما كان ليبين جوازه انه كان عليه الصلاة والسلام اغلب أحواله عدم الادخار، وإنما ادخر توسعة على أمته، ورحمة بهم، وإشفاقا على الضعفاء منهم. إذ لو لم يدخر، لم يكن المؤمن أن يدخر بعده، ففعل ذلك ليبين حكمه، وقد قال عليه الصلاة والسلام أني لا أنسى أو أنس لأسنّ. فبين لك صلى الله عليه وسلم أن النسيان ليس من شأنه، ولا من وصفه، وإنما يدخل فيه، ليبين حكمه وما يتعلق به لامته، فافهم الحديث.
فان ادخر السابقون فلا لأنفسهم، ولكن ادخار أمانة، لأنهم خزان أمناء، وعبيد كبرا، أن امسكوا الدنيا امسكوها بحق، وإن بذلوها بذلوها بحق. وليس الممسك لها بحق بدون الباذل لها بحق، ولا يشهدون أنهم مع الله مالكون، بل ما في أيديهم يشهدونه، من ودائع الله، ويتصرفون فيها بالنيابة عن الله، سمعوا قوله تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} فعلموا انه لا ملك لهم مع الله، وإنما هي نسبة أضيفت إليك، وإضافة منة من بها عليك، ليرى كيف تعمل وهو العليم الخبير.
أتقف مع ظاهرها أم تتفقد إلى أسرارها؟
ولذلك كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تجب عليهم الزكاة لأنهم لا ملك لهم مع الله حتى تجب عليهم الزكاة فيه، وإنما تجب عليك زكاة ما أنت له مالك. إنما يشهدون ما في أيديهم من ودائع الله تعالى لهم، يبذلونه في أوان بذله، ويمنعونه من غير محله. ولأن الزكاة إنما هي طهرة لما عساه أن يكون ممن وجبت عليه، لقوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام مبرؤون من الدنس، لوجود العصمة ولأجل ذلك لم يوجب أو حنيفة رحمه الله على الصبيان زكاة، لعدم دنس المخالفة، والمخالفة لا تكون إلا بعد جريان التكليف وذلك بعد البلوغ.
وافهم هاهنا قوله صلى الله عليه وسلم:
(نحن معاشر الأنبياء، لا نورث ما تركناه صدقة). يتبين ما ذكرناه ويتضح ما قررناه.
وإذا كان أهل المعرفة بالله تعالى المشاهدون لأجديته، لا يشهدون لهم مع الله ملكا، فما ظنك بالأنبياء والرسل؟ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأهل التوحيد والمعرفة: إنما غرفوا من بحارهم، واقتبسوا من أنوارهم.
يحكى أن الشافعي واحمد رحمهما الله كانا جالسين إذ اقبل شيبان الراعي رحمه الله، فقال احمد للشافعي أريد أن أسألك هذا المشار إليه في هذا الزمن.
فقال الشافعي: لا تفعل. فقال: لا بد من ذلك.
فقال: يا شيبان، ما تقول: فيمن نسي أربع سجدات من أربع ركعات؟
فقال: يا احمد هذا قلب غافل عن الله عز وجل، يجب أن يؤدب حتى لا يعود إلى مثل ذلك.
فخر احمد مغشيا عليه، ثم سأله فقال:
ما تقول: فيمن له أربعون شاه، ما زكاتها؟
فقال: على مذهبنا أو على مذهبكم؟
فقال: وهما مذهبان؟ قال: نعم.
قال: إما على مذهبكم ففي الأربعين شاة شاه، وأما على مذهبنا فالعبد لا يملك مع سيده شيئا.
وقد جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ادخر قوت سنة، فأما أن يكون ذلك لما قلناه أولا، من أن ادخار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إنما هو إمساك بالأمانة مختارين له وقتا يصلح إنفاقه وإنما ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل عائلته، أو ليبين جواز الادخار لامته، فانه إذا لم تقع الحوالة عليه لنا في التوكل، ومما يدلك على أن المراد إنما كان ليبين جوازه انه كان عليه الصلاة والسلام اغلب أحواله عدم الادخار، وإنما ادخر توسعة على أمته، ورحمة بهم، وإشفاقا على الضعفاء منهم. إذ لو لم يدخر، لم يكن المؤمن أن يدخر بعده، ففعل ذلك ليبين حكمه، وقد قال عليه الصلاة والسلام أني لا أنسى أو أنس لأسنّ. فبين لك صلى الله عليه وسلم أن النسيان ليس من شأنه، ولا من وصفه، وإنما يدخل فيه، ليبين حكمه وما يتعلق به لامته، فافهم الحديث.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى