ضمان الله للعباد
صفحة 1 من اصل 1
ضمان الله للعباد
ضمان الله للعباد
انعطاف: لما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} علم سبحانه وتعالى، أن لهم بشريات تطالبهم بمقتضاها تشوش عليهم صدق التوجه إلى العبودية، فضمن لهم الرزق، كي يتفرغوا لخدمته، وكي لا يشتغلوا بطلبه عن عبادته، فقال: {ما أريد منهم من رزق}.
أي ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، فقد كفيتهم ذلك بحسن كفايتي، وبوجود ضماني.
وما أريد أن يطعمون لأني أنا القوي الصمد، الذي لا يطعم، ولذلك عقبه بقوله تعالى:
{أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
أي: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم. لأني أنا ذو القوة، ومن له القوة في ذاته غني عن أن يطعم.
فتضمنت هذه الآية: الضمان للعبد بوجود أرزاقهم، بقوله تعالى: أن الله هو الرزاق.
وألزم المؤمنين أن يوحدوه في رزقه، وان لا يضيفوا شيئا منه إلى خلقه، وان لا يضيفوا ذلك إلى أسبابهم، وان لا يسندوه إلى اكتسابهم.
وقد قال الراوي: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثر سماء كانت من الليل، فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟
قلنا: لا يا رسول الله. قال:
قال ربكم: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي.
فأما من قال: مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب.
وأما من قال: مطرنا بنوء كذا أو بنجم كذا فذاك كافر بي، مؤمن بالكوكب.
ففي هذا الحديث فائدة عظمى للمؤمنين، وبصيرة كبرى للموقنين وتعليم الأدب مع رب العالمين.
ولعل هذا الحديث يكون أيها المؤمن ناهيا له عن التعرض إلى عالم الكواكب واقتراناتها، ومانعا لك أن تدعى، وجود تأثيراتها.
واعلم أن لله تعالى فيك قضاء لا بد أن ينفذه، وحكما لا بد أن يظهره، فما فائدة التجسس على علم علام الغيوب؟
وقد نهانا سبحانه أن نتجسس على عباده فقال: ولا تجسسوا، فكيف لنا أن نتجسس على غيبه.
ولقد أحسن من قال:
خبرا عني المنجم أنني *** كافر بالذي قضته الكواكب
عالم أن يكون وما كان *** قضاء من المهيمن واجب
فائدة: اعلم أن مجيء هذه الصيغة على بقاء فعال يقتضي المبالغة فيما سيقت له، فرزاق ابلغ من رازق، لان فعال في باب المبالغة ابلغ من فاعل فيمكن أن تكون هذه المبالغة، لتعداد أعيان المرزوقين، ويمكن أن تكون لتعداد الرزق، ويحتمل أن يكون المراد هما جميعا.
فائدة أخرى ترجع إلى علم البيان: اعلم أن الدلالة على المعنى المقصود به، وجود الثناء بالصفة أبلغ من الدلالة عليه بالفعل. فقولك زيد محسن، أبلغ من قولك زيد يحسن، أو قد أحسن، وذلك لان الصفة تدل على الثبوت والاستقرار والأفعال أصل وضعها التجدد والانقراض فلذلك كان قوله تعالى:{إن الله هو الرزاق} أبلغ من قوله (إن الله هو يرزق). ولو قال: إن الله هو يرزق لم يفد إلا إثبات الرزق له، ولم يفد حصر ذلك فيه، فلما قال: {إن الله هو الرزاق} أفاد ذلك انحصار الرزق فيه، فكأنه لما قال: {إن الله هو الرزاق} فقد قال: لا رازق: إلا الله.
انعطاف: لما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} علم سبحانه وتعالى، أن لهم بشريات تطالبهم بمقتضاها تشوش عليهم صدق التوجه إلى العبودية، فضمن لهم الرزق، كي يتفرغوا لخدمته، وكي لا يشتغلوا بطلبه عن عبادته، فقال: {ما أريد منهم من رزق}.
أي ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، فقد كفيتهم ذلك بحسن كفايتي، وبوجود ضماني.
وما أريد أن يطعمون لأني أنا القوي الصمد، الذي لا يطعم، ولذلك عقبه بقوله تعالى:
{أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
أي: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم. لأني أنا ذو القوة، ومن له القوة في ذاته غني عن أن يطعم.
فتضمنت هذه الآية: الضمان للعبد بوجود أرزاقهم، بقوله تعالى: أن الله هو الرزاق.
وألزم المؤمنين أن يوحدوه في رزقه، وان لا يضيفوا شيئا منه إلى خلقه، وان لا يضيفوا ذلك إلى أسبابهم، وان لا يسندوه إلى اكتسابهم.
وقد قال الراوي: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثر سماء كانت من الليل، فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟
قلنا: لا يا رسول الله. قال:
قال ربكم: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي.
فأما من قال: مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب.
وأما من قال: مطرنا بنوء كذا أو بنجم كذا فذاك كافر بي، مؤمن بالكوكب.
ففي هذا الحديث فائدة عظمى للمؤمنين، وبصيرة كبرى للموقنين وتعليم الأدب مع رب العالمين.
ولعل هذا الحديث يكون أيها المؤمن ناهيا له عن التعرض إلى عالم الكواكب واقتراناتها، ومانعا لك أن تدعى، وجود تأثيراتها.
واعلم أن لله تعالى فيك قضاء لا بد أن ينفذه، وحكما لا بد أن يظهره، فما فائدة التجسس على علم علام الغيوب؟
وقد نهانا سبحانه أن نتجسس على عباده فقال: ولا تجسسوا، فكيف لنا أن نتجسس على غيبه.
ولقد أحسن من قال:
خبرا عني المنجم أنني *** كافر بالذي قضته الكواكب
عالم أن يكون وما كان *** قضاء من المهيمن واجب
فائدة: اعلم أن مجيء هذه الصيغة على بقاء فعال يقتضي المبالغة فيما سيقت له، فرزاق ابلغ من رازق، لان فعال في باب المبالغة ابلغ من فاعل فيمكن أن تكون هذه المبالغة، لتعداد أعيان المرزوقين، ويمكن أن تكون لتعداد الرزق، ويحتمل أن يكون المراد هما جميعا.
فائدة أخرى ترجع إلى علم البيان: اعلم أن الدلالة على المعنى المقصود به، وجود الثناء بالصفة أبلغ من الدلالة عليه بالفعل. فقولك زيد محسن، أبلغ من قولك زيد يحسن، أو قد أحسن، وذلك لان الصفة تدل على الثبوت والاستقرار والأفعال أصل وضعها التجدد والانقراض فلذلك كان قوله تعالى:{إن الله هو الرزاق} أبلغ من قوله (إن الله هو يرزق). ولو قال: إن الله هو يرزق لم يفد إلا إثبات الرزق له، ولم يفد حصر ذلك فيه، فلما قال: {إن الله هو الرزاق} أفاد ذلك انحصار الرزق فيه، فكأنه لما قال: {إن الله هو الرزاق} فقد قال: لا رازق: إلا الله.
مواضيع مماثلة
» عمر رضي الله عنه يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» محمد بن عبد الله بن الكبير المكنى بأبي عبد الله
» حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
» عبد الله بن محمد عبد الله بن عبد الكريم الحاجب البكري
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» محمد بن عبد الله بن الكبير المكنى بأبي عبد الله
» حديث توسل الاعمى برسول الله صل الله علي و سلم
» عبد الله بن محمد عبد الله بن عبد الكريم الحاجب البكري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى