مقام العبودية
صفحة 1 من اصل 1
مقام العبودية
مقام العبودية
انعطاف: اعلم أن أجل مقام أقيم العبد فيه: مقام، قول الله سبحانه وتعالى:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}.
{وما أنزلنا على عبدنا}.
{كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا}.
{وانه لما قام عبد الله يدعوه}.
ولما خير رسول صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، اختار العبودية لله تعالى، ففي ذلك أدل دليل أنها من أفضل المقامات، وأعظم القربات.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا عبد لا آكل متكئا، إنما أنا عبد الله، آكل كما يأكل العبيد).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر).
سمعت شيخنا أبا العباس رحمه الله يقول:
(ولا فخر، أي لا أفتخر بالسيادة، إنما الفخر لي بالعبودية لله تعالى ولأجلها كان الإيجاد).
وقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
والعبادة ظاهر العبودية، والعبودية روحها:
وإذ قد فهمت هذا فروح العبودية وسرها إنما هو ترك الاختيار وعدم منازعة الأقدار، فتبين من هذا إن العبودية ترك التدبير والاختيار مع الربوبية. فإذا كان لا يتم مقام العبودية الذي هو أشرف المقامات إلا بترك التدبير، فحقيق على العبد أن يكون له تاركا، وللتسليم لله تعالى وللتفويض له سالكا، ليصل إلى مقام الأكمل، والمنهج الأفضل.
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يقرأ ويخفض صوته وعمر رضي الله عنه يقرأ ويرفع صوته فقال لأبي بكر: لم خفضت صوتك، فقال: قد أسمعت من ناجيت.
وقال لعمر: لم رفعت صوتك؟ فقال: أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان.
فقال لأبي بكر: ارفع قليلا وقال لعمر: اخفض قليلا.
فكان شيخنا أبو العباس رحمه الله تعالى يقول: ها هنا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج كل واحد منهما عن مراده لنفسه لمراده صلى الله عليه وسلم.
تنبيه: تفطن رحمك الله لهذا الحديث، تعلم منه أن الخروج عن الإرادة هي أفضل العبادة: لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كل واحد منهما قد أبان لما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صحة قصدهما، وبعد ذلك أخرجهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أراد لأنفسهما مع صحة قصده إلى اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انعطاف: اعلم أن أجل مقام أقيم العبد فيه: مقام، قول الله سبحانه وتعالى:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}.
{وما أنزلنا على عبدنا}.
{كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا}.
{وانه لما قام عبد الله يدعوه}.
ولما خير رسول صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، اختار العبودية لله تعالى، ففي ذلك أدل دليل أنها من أفضل المقامات، وأعظم القربات.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا عبد لا آكل متكئا، إنما أنا عبد الله، آكل كما يأكل العبيد).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر).
سمعت شيخنا أبا العباس رحمه الله يقول:
(ولا فخر، أي لا أفتخر بالسيادة، إنما الفخر لي بالعبودية لله تعالى ولأجلها كان الإيجاد).
وقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
والعبادة ظاهر العبودية، والعبودية روحها:
وإذ قد فهمت هذا فروح العبودية وسرها إنما هو ترك الاختيار وعدم منازعة الأقدار، فتبين من هذا إن العبودية ترك التدبير والاختيار مع الربوبية. فإذا كان لا يتم مقام العبودية الذي هو أشرف المقامات إلا بترك التدبير، فحقيق على العبد أن يكون له تاركا، وللتسليم لله تعالى وللتفويض له سالكا، ليصل إلى مقام الأكمل، والمنهج الأفضل.
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يقرأ ويخفض صوته وعمر رضي الله عنه يقرأ ويرفع صوته فقال لأبي بكر: لم خفضت صوتك، فقال: قد أسمعت من ناجيت.
وقال لعمر: لم رفعت صوتك؟ فقال: أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان.
فقال لأبي بكر: ارفع قليلا وقال لعمر: اخفض قليلا.
فكان شيخنا أبو العباس رحمه الله تعالى يقول: ها هنا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج كل واحد منهما عن مراده لنفسه لمراده صلى الله عليه وسلم.
تنبيه: تفطن رحمك الله لهذا الحديث، تعلم منه أن الخروج عن الإرادة هي أفضل العبادة: لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كل واحد منهما قد أبان لما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صحة قصدهما، وبعد ذلك أخرجهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أراد لأنفسهما مع صحة قصده إلى اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
_________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى