#قدح_الوهابية-الأقزام_في_أيمة_الإسلام
#قدح_الوهابية-الأقزام_في_أيمة_الإسلام
#قدح_الأقزام_في_أيمة_الإسلام
والتعقيب باقتضاب على مهزلة الوهابي:
أوَّلا: قال حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني: ((قال لي الجمال المصري: "كان الرَّيْمِي كثير الازدراء بالنَّوَوي، فرأيتُ لسانه في مرض موته وقد ادَّلَعَ واسوَدَّ ثمَّ جاءت هِرَّة فخطفته فكان ذلك آيَةً للنَّاظرينَ")) ["إنباءُ الغُمْر بأبناء العُمْر" (1/408)]..وليراجع للفائدة كتاب "المنهل العذب الرَّوي في ترجمة قُطب الأولياء النَّوَوي" للحافظ شمس الدين السَّخاوي تلميذ حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني، وكذلك "المنهاج السَّوِي في ترجمة الإمام النَّوَوي" للحافظ جلال الدِّين السُّيوطي.. وكفى بها شهادة..وما يضرُّ البحرَ أمسى زاخرا إن رمى فيه غلامٌ بحجَر..ولا يضرُّ نبح الكلاب جريان السَّحاب..ولن يَضيرَ السماءَ نقيقُ الضَّفادع..
ثانيا: في بيان العقيدة الوثنية التي يدين بها هذا القزم المبتلى بالقدح زورا وبهتانا في عقيدة كبار أيمة الإسلام:
في ثنايا إحدى معاركه "الدونكشوتية" مع بعض أدعياء السلفية..نقل هذا النكرة عن شيخه مفتي الوهابية "ابن باز" امتعاض هذا الأخير من نفي المماسة عن ربه!!! لأن نفيها عنه تعالى يقضي لزاما بنفي صفة الاستواء على العرش!!! -على ما هو معروف في عقيدة التيمية في التجسيم-..قال: ((قال أبو الحسن في كتابه "قطع اللجاج" (ص 16): "وأعتقد أن الله مستو على عرشه، بائن منه، #من_غير_مماسة، ولا حاجة للعرش، استواء يليق بجلاله".
قال سماحته [=مفتي الوهابية ابن باز]: فالأَوْلى #حذف "#من_غير_ممـاسة" لأن ما قبلها وما بعدها، يغني عن ذلك، وتعديل عبارة:" بائن منه" إلى "بائن من خلقه" لأن العبارة الأولى فيها محذور!!! من حيث إنه يلزم منه #عدم_استواء_الله_على_عرشه!!!".اهـ)) [كتابه المسمى "التنكيل بما في لجاج أبي الحسن المأربي من الأباطيل" (ص:29-30)]..
وخاطب مخالفه أيضا فقال: ((رابعا: أن كلامك [=يقصد المأربي] يوحي بأنك لست براض عن حذف عبارة "من غير مماسة" وأنك أقرب إلى الصواب من الشيخ عبد العزيز [=مفتي الوهابية ابن باز] الذي علَّل حذفها بقوله: "لأن العبارة الأولى فيها محذور!!! من حيث أنه يلزم منه عدم استواء الله على عرشه!!!" لكنك حذفتها مراعاة ً لخاطره #ولا_ترى_ما_يراه_الشيخ_من_المحذور!!! والدليل أنك دعمت وجهة نظرك بما نسبته إلى الإمام أحمد وبنقلك لكلام أبي عمرو الداني والشيخ محمد بن مانع -رحم الله الجميع- وهذا استرواح منك وركون إلى التقليد الأعمى بل الأمر أبعد من ذلك!!!)) !!! [المصدر نفسه (ص:31)]..
وختم قائلا: ((ولتتأكد أن هذه المسألة من عقائد الأشعرية أنقل لكم قول الغزالي الآتي : قال في سياق السلوب التي يستعملها #الأشعرية_والجهمية!!!: " وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منـزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال .." الأحياء ( 1/124) نشر مؤسسة الحلبي وشركائه)) !!! [المصدر نفسه (ص:39-40)]..
فأنَّى لمجسِّم بهذا المستوى: ضحالة في التفكير، ونذالة في التعليل، عقله بدرجة عقل الصبي لا يستوعب غير المحسوسات، يشارك اليهود في عقيدة جلوس الرب على العرش بملاصقة ومماسة!!!..أقول: أنَّى له أن يفهم كلام قطب الأولياء الإمام النووي [كما لقبه الحافظ السخاوي في الكتاب الذي أفرده لترجمته] في تنزيه الله عن سمات المحدثات؟!!!..ولله در سيدي البوصيري حين قال: قَد تُنْكِر الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رمَدٍ وَيُنْكِر الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمٍ..
واعلم أن القوم يقلدون في عقيدة المماسة هذه شيخهم الأكبر ابن تيمية الحراني حيث يقول: ((كَمَا تَنَازَعُوا [الـمُثْبِتَة] فِي كَوْنِهِ [تَعَالَى] عَلَى الْعَرْشِ هَلْ هُوَ بِــ: (#مُـمَاسَّةٍ!)؟! أَوْ بِغَيْرِ (#مُــمَاسَّةٍ!) وَ(#مُلاَصَقَةٍ!)؟! أَوْ لاَ يَثْبُتُ ذَلِكَ وَلاَ يَنْتَفِي؟!، عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ لِأَصْحَابِ أَحْمَد؟!، وَغَيْرهم مِنَ الْطَّوَائِفِ.
وَكَذَلِكَ خَلْق آدَم بِيَدَيْهِ؟! وَإِمْسَاكه السَّمَوَات وَالْأَرْض؟! وَنَحْو ذَلِكَ هَلْ يَتَضَمَّنُ (#الْـمُمَاسَّةَ!) وَ(#الْـمُلاَصَقَةَ!)؟!، عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْثَّلاَثَةِ؟!.
وَأَمَّا الْسَّلَفُ وَأَئِـمَّةُ الْسُّنَّةِ الْـمَشَاهِيرِ فَلَمْ أَعْلَمهُم تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ؟!، بَلْ ((#يُقِرُّونَ!)) ذَلِكَ كَمَا جَاءَت بِهِ الْنُّصُوصُ)) انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ!!! [بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (8/43-44)] ثمَّ اسْتَشْهَدَ الحَرَّانِي بِكَلَامِ سَلَفِهِ عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِي الـمُجَسِّم الـمَعْرُوف فِي أَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ آدَم بِيَدِهِ ((#مَسِيسًا!)) كَمَا تَجِدْهُ فِي ردِّ هَذَا الأخِير عَلَى بِشْر الـمَرِّيسِي؟!..
يراجع للمزيد:
1. من عقيدة ابن تيمية: الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار بمماسة وملاصقة للصفحة العليا للعرش!!!:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1986267844941175
2. من عقيدة ابن تيمية: لا محذور من الناحية العقلية في أن يمس الله النجاسات والشياطين!!!:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1954579301443363
3. ابن تيمية الحراني وعقيدة الجلوس:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1987804161454210
الخ..
ثالثا: نقول لهذا المجسِّم النكرة الذي يقدح في عقيدة الإمام النووي الأشعرية السنية ما قاله مُفْتِي الْسَّادَة الْمَالِكِيَّة بِمِصْرَ الْإِمَام الْعَلَّامَة مُحَمَّد عُلِيش (ت:1299هـ): ((وَسُبْحَانَ مَنْ خَصَّ مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ، هَذَا وَمِنْ الْبَيِّنِ أَنَّ الْقَادِحَ فِي أَعْرَاضِ الْأَئِمَّةِ إنَّمَا يُظْهِرُ لَنَا جَهْلَهُ وَفَضَائِحَهُ وَخُبْثَ بَاطِنِهِ وَقَبَائِحَهُ، وَأَمَّا الْأَئِمَّةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَأُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُ، وَقَدْ تَقَرَّرَ مَجْدُهُمْ وَثَبَتَ فَضْلُهُمْ وَاشْتَهَرَ كَمَالُهُمْ وَامْتَلَأَتْ الْقُلُوبُ مِنْ مَحَبَّتِهِمْ وَتَعْظِيمِهِمْ حَتَّى لَا يَحْتَاجُونَ لِمَدْحِ مَادِحٍ وَلَا يُلْتَفَتُ فِيهِمْ لِقَدْحِ قَادِحٍ.
اللَّهُمَّ أَمِتْنَا عَلَى مَحَبَّتِهِمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِمْ، وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فِي عُنُقِنَا ظُلَامَةً، وَأَعِدْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِهِمْ فِي الْدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى نَلْقَاكَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ وَلَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. قَالَ الْحَطَّابُ: قَالَ الْسُّبْكِيُّ فِي "مُفِيدِ الْنِّعَمِ وَمُبِيدِ الْنِّقَمِ": "وَهَؤُلَاءِ الْحَنَفِيَّةُ وَالْشَّافِعِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَفُضَلَاءُ الْحَنَابِلَةِ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى رَأْيِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَدِينُونَ بِطَرِيقِ شَيْخِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ لَا يَحِيدُ عَنْهَا إلَّا رَعَاعٌ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الِاعْتِزَالِ وَرَعَاعٌ مِنْ الْحَنَابِلَةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الْتَّجْسِيمِ، وَبَرَّأَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَالِكِيَّةَ فَلَمْ يُرَ مَالِكِيٌّ إلَّا أَشْعَرِيَّ الْعَقِيدَةِ")) [ فَتْحُ الْعَلِيِّ الْمَالِك فِي الْفَتْوَى عَلَى مَذْهَبِ الْإِمَامِ مَالِك لِلْعَلَّامَة عِلِّيْش (1/51)]..
وكذلك ما قَالَه العَلَّامَة الْإِمَام الْفَقِيه الْأُصُولِي الْنَّظَّار الْحَسَن بْن مَسْعُود الْيُوسِي (ت: 1102هـ): ((وَلَـمَّا كَانَتْ عَقَائِد الْتَّوْحِيدِ لَا يَتَوَصَّلُ الْـمُبْتَدِعَةُ إِلَى إِفْسَادِهَا، حَيْثُ حَاطَهَا عُلَمَاءُ الْسُّنَّةِ وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْبَرَاهِين، أَتَواْ بِـمَعَاوِل الْشُّبُهَاتِ وَالْـمُعَارَضَاتِ عَسَى أَنْ يُفْحَمُوا الْعُلَمَاءَ الْرَّاسِخِيْنَ وَيَقَعَ لَهُمْ الْتَّسْلِيْم، وَيَتَوَصَّلُوا إِلَى تَقْرِيْرِهِم قَوَاعِدهم الْفَاسِدَةِ وَإِشَاعَة عَقَائِدهم الْزَّائِفَةِ ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾[الْتَّوْبَة:32] وَيَقْذِفَ ﴿بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ [الْأَنْبِيَاء:18] حِفْظًا لِـمِلَّةِ نَبِيِّهِ وَتَصْدِيْقًا لِقَوْلِهِ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْر اللهِ لَا يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُم"[رَوَاهُ مُسْلِم] أَوْ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ.
وَلَا خَفَاءَ أَنَّ بَقَاءَ طَرِيْق الْأَشَاعِرَةِ إِلَى آخِرِ الْدَّهْرِ، وَاضْمِحْلَالِ غَيْرهَا مِنَ الْطُّرُقِ مِنْ أَقْوَى الْأَمَارَاتِ عَلَى أَنَّهَا الْحَقُّ، وَأَنَّهَا الَّتِي عَلَيْهَا الْنَّبِي الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه، ثَبَّتَنَا اللهُ عَلَيْهَا حَالًا وَمَآلًا وَجَمِيْع الْـمُؤْمِنِيْنَ بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ)) [حَوَاشِي الْيُوسِي عَلَى كُبْرَى الْسَّنُوسِي (1/231)]..
وقَالَ الْحَافِظ هِبَة الله ابْن عَسَاكِر (ت:571هـ): ((وَلَسْنَا نُسَلِّمُ أَنَّ أَبَا الْحَسَن [الْأَشْعَرِي] اخْتَرَعَ مَذْهَبًا خَامِسًا، وَإِنَّمَا أَقَامَ مِنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ مَا صَارَ عِنْدَ الْـمُبْتَدِعَةِ دَارِسًا، وَأَوْضَحَ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرهم مَا غَدَا مُلْتَبِسًا، وَجَدَّدَ مِنْ مَعَالِـمِ الْشَّرِيْعَة مَا أَصْبَحَ بِتَكْذِيبِ مَنِ اعْتَدَى مُنْطَمِسًا، وَلَسْنَا نَنْتَسِبُ بِمَذْهَبِنَا فِي الْتَّوْحِيدِ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى أَنَّا نُقَلِّدهُ فِيْهِ وَنَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا نُوَافِقهُ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْتَّوْحِيدِ لِقِيَامِ الْأَدِلَّة عَلَى صِحَّتِهِ لَا لِـمُجَرَّدِ الْتَّقْلِيدِ، وَإِنَّمَا يَنْتَسِبُ مِنَّا مَنِ انْتَسَبَ إِلَى مَذْهَبِهِ لِيَتَمَيَّزَ عَنِ الْـمُبْتَدِعَةِ الَّذِيْنَ لَا يَقُولُونَ بِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْـمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ الْـمُعَطِّلَةِ وَالْـمُجَسِّمَةِ وَالْكَرَّامِيَّةِ وَالْـمُشَبِّهَةِ الْسَّالِـمِيَّةِ، وَغَيْرهم مِنْ سَائِرِ طَوَائِف الْـمُبْتَدَعَةِ وَأَصْحَابِ الْـمَقَالَاتِ الْفَاسِدَةِ الْـمُخْتَرَعَةِ، لِأَنَّ الْأَشْعَرِي هُوَ الَّذِي انْتَدَبَ لِلرَّدِّ عَلَيْهِم حَتَّى قَمَعَهُم وَأَظْهَرَ لِـمَنْ لَا يَعْرِفُ الْبِدَع بِدَعهم، وَلَسْنَا نَرَى الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة الَّذِينَ عَنَيْتُم فِي أُصُولِ الْدِّيْنِ مُخْتَلِفِيْنَ، بَلْ نَرَاهُم فِي الْقَوْلِ بِتَوْحِيْدِ اللهِ وَتَنْزِيهه فِي ذَاتِهِ مُؤْتَلِفِيْنَ، وَعَلَى نَفْيِ الْتَّشْبِيْهِ عَنِ الْقَدِيْمِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُجْتَمِعِيْنَ، وَالْأَشْعَرِي رَحِمَهُ الله فِي الْأُصُولِ عَلَى مِنْهَاجِهِم أَجْمَعِيْنَ، فَمَا عَلَى مَنِ انْتَسَبَ إِلَيْهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ جُنَاحٌ، وَلَا يُرْجَى لِـمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ عَقِيْدَتِهِ الْصَّحِيْحَةِ فَلَاحٌ، فَإِنْ عَدَدتُّم الْقَوْل بِالْتَّنْزِيهِ وَتَرْك الْتَّشْبِيهِ "تَمَشْعُراً" فَالْمُوَحِّدُونَ بِأَسْرِهِم أَشْعَرِيَّةٌ، وَلَا يَضُرُّ عِصَابَة انْتَمَتْ إِلَى مُوَحِّدٍ مُجَرَّد الْتَّشْنِيعِ عَلَيْهَا بِمَا هِيَ مِنْهُ بَرِيَّة)) [تَبْيِينُ كَذِبِ الْـمُفْتَرِي فِيْمَا نَسَبَ إِلَى الْإِمَام أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِي (ص:360-362)]..
وَقَالَ أَيْضًا: ((وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ فِي جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ عَلَيْهِ [مَذْهَبُ الْسَّادَةِ الْأَشَاعِرَة] وَأَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ فِي سَائِرِ الْأَعْصَارِ يَدْعُونَ إِلَيْهِ، وَمُنْتَحِلُوهُ هُمْ الَّذِيْنَ عَلَيْهِم مَدَار الْأَحْكَامِ، وَإِلَيْهِم يُرْجَعُ فِي مَعْرِفَةِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَهُم الَّذِيْنَ يفْتُونَ الْنَّاس فِي صِعَابِ الْمَسَائِلِ، وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ الْخَلْق فِي إِيْضَاحِ الْـمُشْكِلَاتِ وَالْنَّوَازِلِ، وَهَلْ مِنَ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْـمَالِكِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ إِلَّا مُوَافِقٌ لَهُ أَوْ مُنْتَسِبٌ إِلَيْهِ أَوْ رَاضٍ بِحَمِيْدِ سَعْيِهِ فِي دِيْنِ اللهِ أَوْ مُثْنٍ بِكَثْرَةِ الْعِلْمِ عَلَيْهِ، غَيْر شِرْذِمَة يَسِيرَة تُضْمِرُ الْتَّشْبِيْهَ وَتُعَادِي كُلّ مُوَحِّدٍ يَعْتَقِدُ الْتَّنْزِيه، وَتُضَاهِي أَقْوَال أَهْل الِاعْتِزَالِ فِي ذَمِّهِ وَتُبَاهِي بِإِظْهَارِ جَهْلهَا بِقُدْرَةِ سَعَة عِلْمِهِ))[الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:410)]..
وَقَالَ: ((فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا الَّذِي تَنْفِرُ مِنْهُ الْقُلُوب عَنْهُم [الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة] أَمْ مَاذَا يَنْقِمُ أَرْبَابُ الْبِدَعِ مِنْهُم؟!: أَغَزَارَة الْعِلْمِ؟!، أَمْ رَجَاحَة الْفَهْمِ؟!، أَمْ اعْتِقَاد الْتَّوْحِيدِ وَالْتَّنْزِيهِ؟!، أَمْ اجْتِنَاب الْقَوْل بِالْتَّجْسِيمِ وَالْتَّشْبِيهِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِإِثْبَاتِ الْصِّفَاتِ؟!، أَمْ تَقْدِيْس الْرَّبِّ عَنِ الْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ؟!، أَمْ تَثْبِيت الْمَشِيئَة لِلَّه وَالْقَدَر؟!، أَمْ وَصْفه عَزَّ وَجَلَّ بِالْسَّمْعِ وَالْبَصَرِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِقِدَمِ الْعِلْم وَالْكَلَام؟!، أَمْ تَنْزِيههم الْقَدِيم عَنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ؟!))[نَفْسه: (ص:367)]..
..الخ كلام أيمة الإسلام..
ولا عزاء للتيمية المجسِّمة..
والله الموفق..
والتعقيب باقتضاب على مهزلة الوهابي:
أوَّلا: قال حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني: ((قال لي الجمال المصري: "كان الرَّيْمِي كثير الازدراء بالنَّوَوي، فرأيتُ لسانه في مرض موته وقد ادَّلَعَ واسوَدَّ ثمَّ جاءت هِرَّة فخطفته فكان ذلك آيَةً للنَّاظرينَ")) ["إنباءُ الغُمْر بأبناء العُمْر" (1/408)]..وليراجع للفائدة كتاب "المنهل العذب الرَّوي في ترجمة قُطب الأولياء النَّوَوي" للحافظ شمس الدين السَّخاوي تلميذ حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني، وكذلك "المنهاج السَّوِي في ترجمة الإمام النَّوَوي" للحافظ جلال الدِّين السُّيوطي.. وكفى بها شهادة..وما يضرُّ البحرَ أمسى زاخرا إن رمى فيه غلامٌ بحجَر..ولا يضرُّ نبح الكلاب جريان السَّحاب..ولن يَضيرَ السماءَ نقيقُ الضَّفادع..
ثانيا: في بيان العقيدة الوثنية التي يدين بها هذا القزم المبتلى بالقدح زورا وبهتانا في عقيدة كبار أيمة الإسلام:
في ثنايا إحدى معاركه "الدونكشوتية" مع بعض أدعياء السلفية..نقل هذا النكرة عن شيخه مفتي الوهابية "ابن باز" امتعاض هذا الأخير من نفي المماسة عن ربه!!! لأن نفيها عنه تعالى يقضي لزاما بنفي صفة الاستواء على العرش!!! -على ما هو معروف في عقيدة التيمية في التجسيم-..قال: ((قال أبو الحسن في كتابه "قطع اللجاج" (ص 16): "وأعتقد أن الله مستو على عرشه، بائن منه، #من_غير_مماسة، ولا حاجة للعرش، استواء يليق بجلاله".
قال سماحته [=مفتي الوهابية ابن باز]: فالأَوْلى #حذف "#من_غير_ممـاسة" لأن ما قبلها وما بعدها، يغني عن ذلك، وتعديل عبارة:" بائن منه" إلى "بائن من خلقه" لأن العبارة الأولى فيها محذور!!! من حيث إنه يلزم منه #عدم_استواء_الله_على_عرشه!!!".اهـ)) [كتابه المسمى "التنكيل بما في لجاج أبي الحسن المأربي من الأباطيل" (ص:29-30)]..
وخاطب مخالفه أيضا فقال: ((رابعا: أن كلامك [=يقصد المأربي] يوحي بأنك لست براض عن حذف عبارة "من غير مماسة" وأنك أقرب إلى الصواب من الشيخ عبد العزيز [=مفتي الوهابية ابن باز] الذي علَّل حذفها بقوله: "لأن العبارة الأولى فيها محذور!!! من حيث أنه يلزم منه عدم استواء الله على عرشه!!!" لكنك حذفتها مراعاة ً لخاطره #ولا_ترى_ما_يراه_الشيخ_من_المحذور!!! والدليل أنك دعمت وجهة نظرك بما نسبته إلى الإمام أحمد وبنقلك لكلام أبي عمرو الداني والشيخ محمد بن مانع -رحم الله الجميع- وهذا استرواح منك وركون إلى التقليد الأعمى بل الأمر أبعد من ذلك!!!)) !!! [المصدر نفسه (ص:31)]..
وختم قائلا: ((ولتتأكد أن هذه المسألة من عقائد الأشعرية أنقل لكم قول الغزالي الآتي : قال في سياق السلوب التي يستعملها #الأشعرية_والجهمية!!!: " وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منـزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال .." الأحياء ( 1/124) نشر مؤسسة الحلبي وشركائه)) !!! [المصدر نفسه (ص:39-40)]..
فأنَّى لمجسِّم بهذا المستوى: ضحالة في التفكير، ونذالة في التعليل، عقله بدرجة عقل الصبي لا يستوعب غير المحسوسات، يشارك اليهود في عقيدة جلوس الرب على العرش بملاصقة ومماسة!!!..أقول: أنَّى له أن يفهم كلام قطب الأولياء الإمام النووي [كما لقبه الحافظ السخاوي في الكتاب الذي أفرده لترجمته] في تنزيه الله عن سمات المحدثات؟!!!..ولله در سيدي البوصيري حين قال: قَد تُنْكِر الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رمَدٍ وَيُنْكِر الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمٍ..
واعلم أن القوم يقلدون في عقيدة المماسة هذه شيخهم الأكبر ابن تيمية الحراني حيث يقول: ((كَمَا تَنَازَعُوا [الـمُثْبِتَة] فِي كَوْنِهِ [تَعَالَى] عَلَى الْعَرْشِ هَلْ هُوَ بِــ: (#مُـمَاسَّةٍ!)؟! أَوْ بِغَيْرِ (#مُــمَاسَّةٍ!) وَ(#مُلاَصَقَةٍ!)؟! أَوْ لاَ يَثْبُتُ ذَلِكَ وَلاَ يَنْتَفِي؟!، عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ لِأَصْحَابِ أَحْمَد؟!، وَغَيْرهم مِنَ الْطَّوَائِفِ.
وَكَذَلِكَ خَلْق آدَم بِيَدَيْهِ؟! وَإِمْسَاكه السَّمَوَات وَالْأَرْض؟! وَنَحْو ذَلِكَ هَلْ يَتَضَمَّنُ (#الْـمُمَاسَّةَ!) وَ(#الْـمُلاَصَقَةَ!)؟!، عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْثَّلاَثَةِ؟!.
وَأَمَّا الْسَّلَفُ وَأَئِـمَّةُ الْسُّنَّةِ الْـمَشَاهِيرِ فَلَمْ أَعْلَمهُم تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ؟!، بَلْ ((#يُقِرُّونَ!)) ذَلِكَ كَمَا جَاءَت بِهِ الْنُّصُوصُ)) انْتَهَى بِشَيْنِهِ وَمَيْنِهِ!!! [بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (8/43-44)] ثمَّ اسْتَشْهَدَ الحَرَّانِي بِكَلَامِ سَلَفِهِ عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِي الـمُجَسِّم الـمَعْرُوف فِي أَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ آدَم بِيَدِهِ ((#مَسِيسًا!)) كَمَا تَجِدْهُ فِي ردِّ هَذَا الأخِير عَلَى بِشْر الـمَرِّيسِي؟!..
يراجع للمزيد:
1. من عقيدة ابن تيمية: الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار بمماسة وملاصقة للصفحة العليا للعرش!!!:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1986267844941175
2. من عقيدة ابن تيمية: لا محذور من الناحية العقلية في أن يمس الله النجاسات والشياطين!!!:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1954579301443363
3. ابن تيمية الحراني وعقيدة الجلوس:
https://web.facebook.com/yacine.ben.rabie/posts/1987804161454210
الخ..
ثالثا: نقول لهذا المجسِّم النكرة الذي يقدح في عقيدة الإمام النووي الأشعرية السنية ما قاله مُفْتِي الْسَّادَة الْمَالِكِيَّة بِمِصْرَ الْإِمَام الْعَلَّامَة مُحَمَّد عُلِيش (ت:1299هـ): ((وَسُبْحَانَ مَنْ خَصَّ مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ، هَذَا وَمِنْ الْبَيِّنِ أَنَّ الْقَادِحَ فِي أَعْرَاضِ الْأَئِمَّةِ إنَّمَا يُظْهِرُ لَنَا جَهْلَهُ وَفَضَائِحَهُ وَخُبْثَ بَاطِنِهِ وَقَبَائِحَهُ، وَأَمَّا الْأَئِمَّةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَأُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُ، وَقَدْ تَقَرَّرَ مَجْدُهُمْ وَثَبَتَ فَضْلُهُمْ وَاشْتَهَرَ كَمَالُهُمْ وَامْتَلَأَتْ الْقُلُوبُ مِنْ مَحَبَّتِهِمْ وَتَعْظِيمِهِمْ حَتَّى لَا يَحْتَاجُونَ لِمَدْحِ مَادِحٍ وَلَا يُلْتَفَتُ فِيهِمْ لِقَدْحِ قَادِحٍ.
اللَّهُمَّ أَمِتْنَا عَلَى مَحَبَّتِهِمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِمْ، وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فِي عُنُقِنَا ظُلَامَةً، وَأَعِدْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِهِمْ فِي الْدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى نَلْقَاكَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ وَلَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. قَالَ الْحَطَّابُ: قَالَ الْسُّبْكِيُّ فِي "مُفِيدِ الْنِّعَمِ وَمُبِيدِ الْنِّقَمِ": "وَهَؤُلَاءِ الْحَنَفِيَّةُ وَالْشَّافِعِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَفُضَلَاءُ الْحَنَابِلَةِ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى رَأْيِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَدِينُونَ بِطَرِيقِ شَيْخِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ لَا يَحِيدُ عَنْهَا إلَّا رَعَاعٌ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الِاعْتِزَالِ وَرَعَاعٌ مِنْ الْحَنَابِلَةِ لَحِقُوا بِأَهْلِ الْتَّجْسِيمِ، وَبَرَّأَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَالِكِيَّةَ فَلَمْ يُرَ مَالِكِيٌّ إلَّا أَشْعَرِيَّ الْعَقِيدَةِ")) [ فَتْحُ الْعَلِيِّ الْمَالِك فِي الْفَتْوَى عَلَى مَذْهَبِ الْإِمَامِ مَالِك لِلْعَلَّامَة عِلِّيْش (1/51)]..
وكذلك ما قَالَه العَلَّامَة الْإِمَام الْفَقِيه الْأُصُولِي الْنَّظَّار الْحَسَن بْن مَسْعُود الْيُوسِي (ت: 1102هـ): ((وَلَـمَّا كَانَتْ عَقَائِد الْتَّوْحِيدِ لَا يَتَوَصَّلُ الْـمُبْتَدِعَةُ إِلَى إِفْسَادِهَا، حَيْثُ حَاطَهَا عُلَمَاءُ الْسُّنَّةِ وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْبَرَاهِين، أَتَواْ بِـمَعَاوِل الْشُّبُهَاتِ وَالْـمُعَارَضَاتِ عَسَى أَنْ يُفْحَمُوا الْعُلَمَاءَ الْرَّاسِخِيْنَ وَيَقَعَ لَهُمْ الْتَّسْلِيْم، وَيَتَوَصَّلُوا إِلَى تَقْرِيْرِهِم قَوَاعِدهم الْفَاسِدَةِ وَإِشَاعَة عَقَائِدهم الْزَّائِفَةِ ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾[الْتَّوْبَة:32] وَيَقْذِفَ ﴿بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ [الْأَنْبِيَاء:18] حِفْظًا لِـمِلَّةِ نَبِيِّهِ وَتَصْدِيْقًا لِقَوْلِهِ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْر اللهِ لَا يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُم"[رَوَاهُ مُسْلِم] أَوْ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ.
وَلَا خَفَاءَ أَنَّ بَقَاءَ طَرِيْق الْأَشَاعِرَةِ إِلَى آخِرِ الْدَّهْرِ، وَاضْمِحْلَالِ غَيْرهَا مِنَ الْطُّرُقِ مِنْ أَقْوَى الْأَمَارَاتِ عَلَى أَنَّهَا الْحَقُّ، وَأَنَّهَا الَّتِي عَلَيْهَا الْنَّبِي الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه، ثَبَّتَنَا اللهُ عَلَيْهَا حَالًا وَمَآلًا وَجَمِيْع الْـمُؤْمِنِيْنَ بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ)) [حَوَاشِي الْيُوسِي عَلَى كُبْرَى الْسَّنُوسِي (1/231)]..
وقَالَ الْحَافِظ هِبَة الله ابْن عَسَاكِر (ت:571هـ): ((وَلَسْنَا نُسَلِّمُ أَنَّ أَبَا الْحَسَن [الْأَشْعَرِي] اخْتَرَعَ مَذْهَبًا خَامِسًا، وَإِنَّمَا أَقَامَ مِنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْسُّنَّةِ مَا صَارَ عِنْدَ الْـمُبْتَدِعَةِ دَارِسًا، وَأَوْضَحَ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرهم مَا غَدَا مُلْتَبِسًا، وَجَدَّدَ مِنْ مَعَالِـمِ الْشَّرِيْعَة مَا أَصْبَحَ بِتَكْذِيبِ مَنِ اعْتَدَى مُنْطَمِسًا، وَلَسْنَا نَنْتَسِبُ بِمَذْهَبِنَا فِي الْتَّوْحِيدِ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى أَنَّا نُقَلِّدهُ فِيْهِ وَنَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا نُوَافِقهُ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الْتَّوْحِيدِ لِقِيَامِ الْأَدِلَّة عَلَى صِحَّتِهِ لَا لِـمُجَرَّدِ الْتَّقْلِيدِ، وَإِنَّمَا يَنْتَسِبُ مِنَّا مَنِ انْتَسَبَ إِلَى مَذْهَبِهِ لِيَتَمَيَّزَ عَنِ الْـمُبْتَدِعَةِ الَّذِيْنَ لَا يَقُولُونَ بِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْـمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ الْـمُعَطِّلَةِ وَالْـمُجَسِّمَةِ وَالْكَرَّامِيَّةِ وَالْـمُشَبِّهَةِ الْسَّالِـمِيَّةِ، وَغَيْرهم مِنْ سَائِرِ طَوَائِف الْـمُبْتَدَعَةِ وَأَصْحَابِ الْـمَقَالَاتِ الْفَاسِدَةِ الْـمُخْتَرَعَةِ، لِأَنَّ الْأَشْعَرِي هُوَ الَّذِي انْتَدَبَ لِلرَّدِّ عَلَيْهِم حَتَّى قَمَعَهُم وَأَظْهَرَ لِـمَنْ لَا يَعْرِفُ الْبِدَع بِدَعهم، وَلَسْنَا نَرَى الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة الَّذِينَ عَنَيْتُم فِي أُصُولِ الْدِّيْنِ مُخْتَلِفِيْنَ، بَلْ نَرَاهُم فِي الْقَوْلِ بِتَوْحِيْدِ اللهِ وَتَنْزِيهه فِي ذَاتِهِ مُؤْتَلِفِيْنَ، وَعَلَى نَفْيِ الْتَّشْبِيْهِ عَنِ الْقَدِيْمِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُجْتَمِعِيْنَ، وَالْأَشْعَرِي رَحِمَهُ الله فِي الْأُصُولِ عَلَى مِنْهَاجِهِم أَجْمَعِيْنَ، فَمَا عَلَى مَنِ انْتَسَبَ إِلَيْهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ جُنَاحٌ، وَلَا يُرْجَى لِـمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ عَقِيْدَتِهِ الْصَّحِيْحَةِ فَلَاحٌ، فَإِنْ عَدَدتُّم الْقَوْل بِالْتَّنْزِيهِ وَتَرْك الْتَّشْبِيهِ "تَمَشْعُراً" فَالْمُوَحِّدُونَ بِأَسْرِهِم أَشْعَرِيَّةٌ، وَلَا يَضُرُّ عِصَابَة انْتَمَتْ إِلَى مُوَحِّدٍ مُجَرَّد الْتَّشْنِيعِ عَلَيْهَا بِمَا هِيَ مِنْهُ بَرِيَّة)) [تَبْيِينُ كَذِبِ الْـمُفْتَرِي فِيْمَا نَسَبَ إِلَى الْإِمَام أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِي (ص:360-362)]..
وَقَالَ أَيْضًا: ((وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ فِي جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ عَلَيْهِ [مَذْهَبُ الْسَّادَةِ الْأَشَاعِرَة] وَأَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ فِي سَائِرِ الْأَعْصَارِ يَدْعُونَ إِلَيْهِ، وَمُنْتَحِلُوهُ هُمْ الَّذِيْنَ عَلَيْهِم مَدَار الْأَحْكَامِ، وَإِلَيْهِم يُرْجَعُ فِي مَعْرِفَةِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَهُم الَّذِيْنَ يفْتُونَ الْنَّاس فِي صِعَابِ الْمَسَائِلِ، وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ الْخَلْق فِي إِيْضَاحِ الْـمُشْكِلَاتِ وَالْنَّوَازِلِ، وَهَلْ مِنَ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْـمَالِكِيَّةِ وَالْشَّافِعِيَّةِ إِلَّا مُوَافِقٌ لَهُ أَوْ مُنْتَسِبٌ إِلَيْهِ أَوْ رَاضٍ بِحَمِيْدِ سَعْيِهِ فِي دِيْنِ اللهِ أَوْ مُثْنٍ بِكَثْرَةِ الْعِلْمِ عَلَيْهِ، غَيْر شِرْذِمَة يَسِيرَة تُضْمِرُ الْتَّشْبِيْهَ وَتُعَادِي كُلّ مُوَحِّدٍ يَعْتَقِدُ الْتَّنْزِيه، وَتُضَاهِي أَقْوَال أَهْل الِاعْتِزَالِ فِي ذَمِّهِ وَتُبَاهِي بِإِظْهَارِ جَهْلهَا بِقُدْرَةِ سَعَة عِلْمِهِ))[الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:410)]..
وَقَالَ: ((فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا الَّذِي تَنْفِرُ مِنْهُ الْقُلُوب عَنْهُم [الْسَّادَة الْأَشَاعِرَة] أَمْ مَاذَا يَنْقِمُ أَرْبَابُ الْبِدَعِ مِنْهُم؟!: أَغَزَارَة الْعِلْمِ؟!، أَمْ رَجَاحَة الْفَهْمِ؟!، أَمْ اعْتِقَاد الْتَّوْحِيدِ وَالْتَّنْزِيهِ؟!، أَمْ اجْتِنَاب الْقَوْل بِالْتَّجْسِيمِ وَالْتَّشْبِيهِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِإِثْبَاتِ الْصِّفَاتِ؟!، أَمْ تَقْدِيْس الْرَّبِّ عَنِ الْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ؟!، أَمْ تَثْبِيت الْمَشِيئَة لِلَّه وَالْقَدَر؟!، أَمْ وَصْفه عَزَّ وَجَلَّ بِالْسَّمْعِ وَالْبَصَرِ؟!، أَمْ الْقَوْل بِقِدَمِ الْعِلْم وَالْكَلَام؟!، أَمْ تَنْزِيههم الْقَدِيم عَنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ؟!))[نَفْسه: (ص:367)]..
..الخ كلام أيمة الإسلام..
ولا عزاء للتيمية المجسِّمة..
والله الموفق..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى