وحدة الوجود
وحدة الوجود
وحدة الوجود
إن وجود الله عز وجل ذاتي أي لا تأثير لغيره به إذ أن الله تعالى هو الأول فليس قبله شيء وقد ورد في الحديث: «كان الله ولم يكن شيء غيره»( [1]).
أما وجود الموجودات فهو حاصل من إيجاد الله عز وجل لها ومستمر بإمداد الله تعالى لها بالوجود ولو انقطع الإمداد لعادت عدما.
وعليه فمن نظر الى الموجد الممد سبحانه وتعالى رآه هو الموجود حقيقة ومن لاحظ الإمداد رأى الأياء عدما لولاه سبحانه فوجودها ليس ذاتيا كوجوه الله عز وجل ولذلك قالوا: الوجود الحقيقي واحد وهو الله سبحانه وتعالى ووجود غيره لا يشابه وجوده.
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل»( [2]).
وقال أحدهم:
فالكل دون الله إن حققته عدم على التفصيل والإجمال( [3])
أي عدم حقيقة أصله موجود بمدد الله تعالى له وهذه هي واحدة الوجود.
وقال الشيخ عبدالقادر عيسى رحمه الله تعالى في كتابه (حقائق عن التصوف) : إن الوجود نوعان: وجود قديم أزلي وهو واجبوهو الحق سبحانه وتعالى ﴿ذلك بأن الله هو الحق﴾( [4]) أي الثابت الوجود المحقق ووجود جائز عرضي ممكن وهو وجود من عداه من المحدثات.
وإن القول بوحدة الوجود وأن الوجود واحد هو الحق تعالى يحتمل معنيين :
أحدهما حق والثاني كفر ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان: الفريق الأول أرادوا به اتحاد الحق وأنه لا شيء في هذاالوجود سوى الحق وان الكل هو وأنه هو الكل وأنه عين الشياء وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه... فقوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من اباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان وقد شدد الصوفية النكير على قائله وأفتوا بكفره وحذروا الناس من مجالسته.
قال العارف بالله أبو بكر محمد بناني رحمه الله تعالى : فاحذر يا أخي كل الحذر من الجلوس مع من يقول: ما ثم غلا الله ويسترسل على الهوى فإن ذذلك هو الزندقة المحضة إذ العارف المحقق إذا صحح قدمه في الشريعة ورسخ في الحقيقة وتفوه بقوله: ما ثم إلا الله لم يكن صده من هذه العبارة إسقاط الشرائع وإهمال التكاليف حاشا لله ان يكون هذا قصده( [5]).
الفريق الثاني: قالوا ببطلان وكفر ما ذكر من أن الخالق عين المخلوق وإنما ارادوا بوحودة الوجود القديم الأزلي وهو الحق سبحانه فهو لا شك واحد منزه عن التعدد ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد وهو الكون الحادث نظرا لأن وجوده مجازي وفي اصله عدمي لا يضر ولاينفع فالكون معدوم في نفسه هالك فإن في لك لحظة قال تعالى ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾( [6]).
وإنما يظهره الإيجاد ويثبته الإمداد والكائنات ثابتة بإثابته وممحوة بأحديه ذاته وإنما يمسكه سر القيومية فيه وهؤلاء قسمان : قسم اخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان ثم الذوق والعيان وغلب عليه الشهود فاستغرق في لجج بحار التوحيد ففني عن نفسه فلا عن شهود غيره مع استقامته على شرع الله تعالى وهذا قوله حق.
وقسم ظن أن ذلك علم لفظي فتوغل في تلاوة عبارته وتمسك بظواهر إشاراته وغاب في شهودها عن شهود الحق فربما هانت الشريعة في عينيه لما يلتذ به من حلاوة تلك الألفاظ فيقع على أم رأسه ويتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان ولعمري إن هذا لهو عين الزور والبهتان وما ثمَّ إلا شريعة ومقام إحسان( [7]).
إن وجود الله عز وجل ذاتي أي لا تأثير لغيره به إذ أن الله تعالى هو الأول فليس قبله شيء وقد ورد في الحديث: «كان الله ولم يكن شيء غيره»( [1]).
أما وجود الموجودات فهو حاصل من إيجاد الله عز وجل لها ومستمر بإمداد الله تعالى لها بالوجود ولو انقطع الإمداد لعادت عدما.
وعليه فمن نظر الى الموجد الممد سبحانه وتعالى رآه هو الموجود حقيقة ومن لاحظ الإمداد رأى الأياء عدما لولاه سبحانه فوجودها ليس ذاتيا كوجوه الله عز وجل ولذلك قالوا: الوجود الحقيقي واحد وهو الله سبحانه وتعالى ووجود غيره لا يشابه وجوده.
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل»( [2]).
وقال أحدهم:
فالكل دون الله إن حققته عدم على التفصيل والإجمال( [3])
أي عدم حقيقة أصله موجود بمدد الله تعالى له وهذه هي واحدة الوجود.
وقال الشيخ عبدالقادر عيسى رحمه الله تعالى في كتابه (حقائق عن التصوف) : إن الوجود نوعان: وجود قديم أزلي وهو واجبوهو الحق سبحانه وتعالى ﴿ذلك بأن الله هو الحق﴾( [4]) أي الثابت الوجود المحقق ووجود جائز عرضي ممكن وهو وجود من عداه من المحدثات.
وإن القول بوحدة الوجود وأن الوجود واحد هو الحق تعالى يحتمل معنيين :
أحدهما حق والثاني كفر ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان: الفريق الأول أرادوا به اتحاد الحق وأنه لا شيء في هذاالوجود سوى الحق وان الكل هو وأنه هو الكل وأنه عين الشياء وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه... فقوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من اباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان وقد شدد الصوفية النكير على قائله وأفتوا بكفره وحذروا الناس من مجالسته.
قال العارف بالله أبو بكر محمد بناني رحمه الله تعالى : فاحذر يا أخي كل الحذر من الجلوس مع من يقول: ما ثم غلا الله ويسترسل على الهوى فإن ذذلك هو الزندقة المحضة إذ العارف المحقق إذا صحح قدمه في الشريعة ورسخ في الحقيقة وتفوه بقوله: ما ثم إلا الله لم يكن صده من هذه العبارة إسقاط الشرائع وإهمال التكاليف حاشا لله ان يكون هذا قصده( [5]).
الفريق الثاني: قالوا ببطلان وكفر ما ذكر من أن الخالق عين المخلوق وإنما ارادوا بوحودة الوجود القديم الأزلي وهو الحق سبحانه فهو لا شك واحد منزه عن التعدد ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد وهو الكون الحادث نظرا لأن وجوده مجازي وفي اصله عدمي لا يضر ولاينفع فالكون معدوم في نفسه هالك فإن في لك لحظة قال تعالى ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾( [6]).
وإنما يظهره الإيجاد ويثبته الإمداد والكائنات ثابتة بإثابته وممحوة بأحديه ذاته وإنما يمسكه سر القيومية فيه وهؤلاء قسمان : قسم اخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان ثم الذوق والعيان وغلب عليه الشهود فاستغرق في لجج بحار التوحيد ففني عن نفسه فلا عن شهود غيره مع استقامته على شرع الله تعالى وهذا قوله حق.
وقسم ظن أن ذلك علم لفظي فتوغل في تلاوة عبارته وتمسك بظواهر إشاراته وغاب في شهودها عن شهود الحق فربما هانت الشريعة في عينيه لما يلتذ به من حلاوة تلك الألفاظ فيقع على أم رأسه ويتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان ولعمري إن هذا لهو عين الزور والبهتان وما ثمَّ إلا شريعة ومقام إحسان( [7]).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى