التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
إن عدول هذه الأمة من الأئمة الثقات أصحاب القرون الأولى المسمين بالسلف المشهود لهم بالخيرية( [1])، وكل من نحى نحوهم إلى يومنا هذا كلهم قد أثبتوا التأويل بل أولوا كثيرا من النصوص المتعلقة بتوحيد الله وصفاته وأجمعوا على أن الظاهر من النصوص المشكلة ليس هو المراد على الحقيقة تطبيقا لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء ﴾( [2]) وهم بحملهم النص على غير مراده الظاهر لم يبتدعوا أمرا محدثا إنما تعلموه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وإليك الأدلة على ذلك:
1- قال تعالى ﴿ إنا نسيناكم﴾( [3]) وقال أيضا : ﴿ نسوا الله فأنساهم﴾( [4]) حيث ورد لفظ النسيان في هاتين الآيتين منسوبا إلى الله عز وجل ورغم هذا هل نستطيع أن ننسب إلى الله صفة النسيان أو نقول: ( له نسيان لا كنسياننا)؟ وهو جل جلاله يقول: ﴿ وما كان ربك نسيا﴾( [5]) قياسا على قولها ( له سمع لا كسمعنا أو له بصر لا كبصرنا )؟!.
الجواب: أن هذا خطأ لا يجوز، لأن المراد من قولنا: ( له سمع لا كسمعنا ) أن نثبت له صفة السمع وننزهه في نفس الآونة من آلة السمع ألا وهي الأذن وذلك بأن نفوض علم الطريقة التي يسمع بها إليه جل جلاله وكذلك الأمر في البصر وفي كل الصفات التي أثبتها هو جل جلاله لذاته العلية، أما صفة النسيان فليست من صفاته وهي صفة نقص في حقه فلا تقاس على السمع والبصر.
2- عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال: « يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ....»( [6]) الحديث.
وقال الإمام النووي : ( قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له قالوا: ومعنى وجدتني عنده: أي وجدت ثوابي وكرامتي... ) أهـ فتأمل . فلا يجوز لنا إذا إأن نثبت لله صفة المرض مع أن ظاهر الحديث يشير اليها، لأن ذلك يخالف العقيدة السليمة.
تأويل السلف الصالح أهل القرون الأولى
وإليك الآن نبذة من تأويل أولئك الرعيل الأول من السلف الصالح أهل القرون الأولى
سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
منهم سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»( [7]) وقد نقلت عنه تأويلات كثيرة بمسألة الصفات نذكر منها:
3- ما قاله في قوله تعالى ﴿ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾( [8]). وأن النسيان بمعنى الترك ( أي ففي هذا اليوم – ذلك يوم القيامة – ننساهم يقول نتركهم في العذاب) قال الطبري في تفسيره: ( ونقل ذلك بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد)( [9]).
4- قال تعالى ﴿ يوم يكشف عن ساق﴾( [10]).
قال ابن عباس : (يكشف عن شدة ) مؤولا الساق بالشدة وكذلك اوله غيره من الصحابة والتابعين أمثال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم( [11]).
5- قال تعالى ﴿ السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾( [12]).
قال ابن عباس: ( بقوة)( [13]) ولفظة (أيد) تستعمل مجازا في معان كثيرة منها ( القوة ) كما مر، ومنها ( التفضيل والإنعام ) كقوله تعالى ﴿ واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ﴾( [14]).
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
6- قال تعالى ﴿ وجاء ربك ﴾( [15]) قال الإمام أحمد رضي الله عنه : ( جاء ثوابه)( [16]).
قال ابن كثير : ( وكلامه – أي الإمام أحمد- في نفي التشبيه وترك الخوض في الكلام والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه)( [17]).
7- وروى الخلال عن حنبل عن عمه الإمام أحمد بن حنبل انه سمعه يقول: ( احتجوا علي يوم المناظرة فقالوا تجيء يوم القيامة سورة البقرة ...) الحديث. قال: فقلت لهم : إنما هو الثواب). فهذا تأويل صريح منه رضي الله عنه .
8- ومنهم الإمام البخاري رضي الله عنه : فقد أول الضحك في حديث « يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة »( [18]). بمعنى ( الرحمة )( [19]).
9- ومنهم الإمام الطبري في تفسيره مما أوله هو بكلامه، فقد قال في قوله تعالى ﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾( [20]) ، ما نصه ( والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله : ﴿ ثم استوى إلى السماء﴾ الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع فيقال له: أي للمنكر زعمت أن تأويل قوله ( استوى) أقبل أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير ، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال( [21]).
10- ومنهم الحافظ ابن حجر ، فقد قال: ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس)( [22]).
ويحسن بنا هنا ان نتطرق لموقف السلف الصالح من النصوص التي استدل بها المجسمون على إثبات الجهة لله تعالى :
• قال تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ﴾( [23]).
• و قال تعالى ﴿ ويخافون ربهم من فوقهم ﴾( [24]).
• و قال تعالى ﴿ وهو العلي الكبير ﴾( [25]).
• و قال تعالى ﴿سبح اسم ربك الأعلى ﴾( [26]).
• و قال تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾( [27]).
• و قال تعالى ﴿ إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته﴾( [28]).
هذه النصوص مر عليها السلف الصالح على الحالة التي وردت فيها بدون تعطيل ولا تجسيم ولا تشبيه مع إيمانهم بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال ومنزه عن الشرك والشبيه والمثال.
وقد لخص ابن كثير رضي الله عنه مذهب السلف بقوله: ( إنما مذهب السلف الصالح في هذا المقام: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا) هو إمرارها كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾( [29]).
بل الأمر كما قال الأئمة ، منهم:
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: ( من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحية على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك الهدى)أهـ.
وأما معنى الفوقية في النصوص التي استدلوا بظواهرها: فإن النصوص المشتملة على لفظ ( فوق ) كقوله تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾( [30]) وغيرها.
إذا قرأنا ما قبلها وما بعدها ونظرنا اليها بتمعن نرى أن جوها جو تهديد ومناسبتها مناسبة بيان سلطة الله تعالى وعظمة سيطرته على مخلوقاته.
وأن كلمات العربية جميعها لا تعبر عن هذا الجو وتلك المناسبة كما تعبر عنها كلمة فوق التي تزيد السيطرة قوة والتسلط عظمة ولذا جاء بها القرآن لكونها أفصح كلمة عربية معبرة عن المراد ومناسبة للمقام فيكون معنى لفظ ( فوق ) هنا في هذه النصوص: السيطة والتسلط بصورة كاملة وتامة عقلا ونقلا فهو محال عقلا: لأن إثبات الجهة والحيز لله تعالى تشبيه له بمخلوقاته لأن المخلوقات تختص بجهة وحيز وتشبيه الله تعالى بالمخلوقات نقص في حقه تعالى وهو منزه عن النقص ومنزه عن التشبيه قطعا.
ومحال نقلا: لأن إثبات الجهة والحيز له تعالى شأنه مخالف لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾( [31]). وإثبات الجهة والحيز لله تعالى إثبات لوجود مثيل له في شغل الجهة والحيز والله قد نفى المثيل له فبطل القول بالجهة.
ثم لو تأملنا قوله تعالى في الآية الكريمة نفسها : ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ مع قول فرعون ﴿ وإنا فوقهم قاهرون ﴾( [32]) فهل نفهم أن فرعون ادعى أنه فوق بني إسرائيل بالجهة!!.
ولما ادعى الربوبية قال، أنا ربكم الأعلى وقد قال تعالى لسيدنا موسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى﴾( [33]). من ادعى الجهة كان فهمه مثل فهم فرعون حيث اعتقد الجهة لله تعالى وقال: ﴿ قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ﴾( [34]) فرد الله عليه وسحقت عقيدته بقوله تعالى ﴿ وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ﴾( [35]) أي سبيل القرب إلى إله موسى لأنه نسب إليه ما هو منزه عنه وهو الجهة والمكان.
أما النصوص المشتملة على العندية والعلو فالمراد بها التعبير عن القدرة والقهر والانتصار الكامل والدائم ومما يؤيد ذلك قوله تعالى لموسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾( [36]) ولم يكن موسى فوق السحرة في المكان وإنما كان فوقهم معنويا حيث قهرهم وانتصر عليهم بإذن الله تعالى ويؤيده أيضا قوله تعالى ﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ﴾( [37]) أي أنتم المنتصرون بالقدرة التي أمدكم الله تعالى بها وكذلك لا يجوز تفسير العلو في الآيات التي يستدل بها المجسمون بالجهة لأن في ذلك تشبيه الله تعالى بخلقه وهو مردود لقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾( [38]).
وأمثاله من النصوص المعارضة لفهمهم التجسيمي .
وأما عبارات الصعود والعروج والرفع والتنزيل فهي عبارات بعضها متعلق بالملائكة وهي تتصف بهذه الحركات وبعضها الآخر عبارات مجازية استعملت للدلالة على القبول أو للدلالة على المكانة الرفيعة معنويا لا مكانيا كقول القائل: رفعت المديرية كتابا إلى الوزارة . فلا يعني القائل أن الوزارة فوق المديرية مكانيا وإنما يعني أن مقام الوزارة أعلى معنويا بالنسبة للمديرية.
ولا يجوز حمل هذه العبارات على ظاهرها في حقه تعالى لأنه يثبت له الجهة والحيز وهو محال عقلا ونقلا كما قدمنا ، وكذلك مخالف لآيات عديدة منها قوله تعالى ﴿ ونحن اقرب إليه من حبل الوريد﴾( [39])، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾( [40])، وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾( [41])، فكيف يكون في جهة العلو ( على زعمهم ) ثم يكون مع الثلاثة والخمسة ( كما يقول هو )؟! أو يكون مع المخلوقات أينما كانوا؟! أو يكون أقرب إليهم من حبل الوريد المتصل بقلوبهم؟! فأيهما تأخذ: ما يزعمونه من الجهة المحالة عقلا ونقلا والمخالفة للنصوص أم ما يقوله تعالى عن نفسه؟! وأما النصنص التي فهموا منها أن الله تعالى في السماء كقوله تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾( [42]) ، وغيره فهي تخبر عن أعمال الملائكة الموجودين في السماء وهي تتعلق بالملائكة لأنهم في السماء فيكون معنى قوله تعالى ﴿ ءأمنتم من في السماء ﴾ هل أمن الكفار العذاب الذي تأتي به الملائكة الموجودون في السماء.
ولا يجوز أن يقال إن الله في السماء لأن السماء سبع سماوات ففي أيهن هو؟
وقال تعالى ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾( [43]) يعني إذا كان الله في السماء فهذا يعني أن الكرسي أكبر من الله والعياذ بالله ... لأن الكرسي أكبر من السماوات والأرض.
وإذا كان الله في السماء وهي محيطة به إذن فهو اصغر منها والعياذ بالله وإذا كان الله في السماء ففي أي سماء؟! وقبل أن يخلق السماء أين كان؟! وكيف يخلق السماء ويحتاج اليها؟! وهل إذا صعدنا إلى السماء نجد الله عز وجل فيها؟!! تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا.
وقوله تعالى ﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب﴾( [44]) فمن الذي يطوي هل يطوي نفسه؟! وقوله تعالى ﴿ والسماوات مطويات بيمينه ﴾( [45]) فأين يكون الله عز وجل يومها...؟ إن هذا لشيء عجاب !! ثم إذا خرج منها فهذا يعني أنه يتحرك ويدخل السماء ويخرج منها وهذا محال في حقه عز وجل.
فإن قالوا: السماء من السمو وهو العلو وكل ما علاك فهو سماء والله تعالى فوق السماوات السبع على عرشه قلنا: بطل استدلالك بهذه النصوص لأنها تدل على أنه ( على زعمكم ) في السماء أي داخلها وأنتم تقولون إنه فوقها على العرش.
وكذلك نقول لهم : إن قولكم إن الله على العرش يلزم منه أن يكون عرشه أكبر منه فيكون قد عرف حجم الله تعالى وأنه جل جلاله أصغر من العرش! والعياذ بالله نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
ومما تقدم تبين أم المعاني التي فهموها من هذه النصوص وأثبتوا بها لله تعالى الجهة والحيز غير مناسبة لجلاله تعالى وهي مردودة عقلا ونقلا ومخالفة للآيات والنصوص المحكمة وإنما معناها الصحيح ما ذكرناه فقط.
وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تعارض ما أثبتوه من الجهة لله تعالى وتنفي هذه المعاني المجسمة وإليك بعضا منها:
قوله تعالى ﴿ وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون﴾( [46]).
فلو كان فوق عرشه كما يقول المجسمون كيف يخبر عن نفسه انه في السماوات وفي الأرض ثم لماذا يقولن إنه في السماء ولا يقولون إنه في الأرض ؟!
وقوله تعالى : ﴿ والله من ورائهم محيط﴾( [47]) فلو كان في جهة الفوق والعلو فقط ( كما يزعم المجسمون ) فكيف يكون وراء المخلوقات ومحيطا بهم.
وقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾( [48]) فلو كان جالسا على عرشه فكيف يكون ظاهرا وباطنا؟!
وقوله تعالى ﴿ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾( [49]) ، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أينما كنتم﴾( [50]) وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾( [51]).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء »( [52]).
فلو كان الله على عرشه ( على زعم المجسمين ) فكيف يكون العبد على حالة سجوده أقرب ما يكون من ربه؟ وهل السجود إلا على الأرض؟ وهل هو إلا اتجاه نحو الأسفل؟ مما يؤكد خطأ فهمهم لظواهر النصوص التي استدلوا بها على إثبات جهة العلو والفوقية لله تعالى ونسبوا له الحد والحيز جهلا.
ثم قولنا دائما بعد لفظ الجلالة كلمة ( تعالى ) هل هو إلا تنزيه مستمر له جل جلاله عن كل نقص وتشبيه وعن كل ما يخطر في عقولنا القاصرة.
وفي هذا القدر من الايات المعارضة لمذهبهم في الجهة كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع للبراهين والتفسير المناسب لجلاله تعالى وهو شهيد لكمال الله تعالى المطلق وتنزيهه عن الشبيه والمثال( [53]).
11- ومنهم الإمام النووي كما مر في بداية البحث عند الكلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه عز وجل قال: « ابن آدم مرضت فلم تعدني ..»( [54]) الحديث.
12- ومنهم الإمام سفيان بن عيينة رضي الله عنه : فقد أول حديث « لآخر وطأة وطئها الرحمن بوجٍِ»( [55]) فقال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف.
13- ومنهم الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه : فقد سأله معدان عن قوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾( [56]) فقال: بعلمه.
14- ومنهم الإمام الترمذي رضي الله عنه : فقد ذكر في سننه بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه : ( فيعرفهم نفسه )( [57]) قال: ( ومعنى قوله في الحديث: فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم)( [58]).
15- ومنهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: فقد قال في حديث نزول الله تعالى : « ينزل ربنا تبارك وتعالى أي أمره»( [59]).
16- ومنهم الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتاب : ( الإبانة ) وكتابه ( رسالة أهل الثغر ) فقد قال في كتاب الإبانة : ( وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءا منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تيزده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد )( [60]).
17- ومنهم الإمام الحافظ ابن حبان رضي الله عنه : حيث أول حديث : ( حتى يضع الرب جل جلاله قدمه فيها ، أي جهنم )( [61]) فقال: ( هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ فتقول : قط قط، تريد حسبي حسبي لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع. قال الله جل جلاله ﴿ لهم قدم صدق عند ربهم ﴾( [62]) يريد: موضع صدق لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه)( [63]).
18- ومنهم الإمام النضر بن شميل رضي الله عنه حيث أول الحديث: ( حتى يضع الرب قدمه فيها ) أي : ( من سبق في علمه أنه من أهل النار ).
19- ومنهم الإمام الزهري رضي الله عنه : فقد أوله أيضا بأنه : ( من سبق في علم الله أنه من أهل النار ).
20- ومنهم الإمام الحسن البصري رضي الله عنه فقد قال: ( القدم. هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ).
هذه عشرون شخصية من أعظم الشخصيات من السلف الصالح أصحاب القرون الأولى ومن بعدهم مع ما هو مذكور في باب ( السنة والبدعة ) كلها تثبت أن التأويل ثابت مشروع وأنه من قواعد الشرع ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجميعن .
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
________________________________________
الخاتمة
وبعد أن ظهرت الأدلة من الكتاب والسنة بشكل واضح وظاهر للعيان فعلينا أن نتمسك بديننا وأن نكون قلبا واحدا بوجه الأعداء وأن ننتبه إلى أن أعداء الإسلام لا يهمهم إلا أن نكون متفرقين حتى يستطيعوا أن يسودوا علينا كما قالوا: فرق تسد.
ولماذا هذا الخصام بين المسلمين إذا كان لكل منهم دليله وبرهانه؟!!.
فعلينا أن نبتعد عن أهوائنا وشهواتنا حتى يكون الإيمان كاملا كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»( [1])، وإذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد عاتب سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه على قتله الرجل الذي قال لا إله إلا الله مرة واحة فكيف بمن يقول لا إله إلا الله مرات ومرات؟؟!! كيف نحاربه ونكفره وننسى قوله صلى الله عليه وآله وسلم « أيما رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما »( [2]) ؟؟!! وإذا كانت الأدلة ساطعة وظاهرة فلماذا نغض الطرق عن هذه الأدلة ونتبع شهواتنا وأهوائنا ونبقى مختلفين متفرقين مع علمنا أن هذا لا يخدم الإسلام والمسلمين ؟؟!! إلى متى .... إلى متى .... ؟؟!!.
وفي نهاية هذه الخاتمة أقول:
اللهم اجعلنا متمسكين بالكتاب والسنة حق التمسك ، بعيدين عن الخلاف والتفرقة واعين لما يُخططه أعداء الإسلام والمسلمين واجعلنا متحابين فيك بعيدين عن الفوضى والخلاف الذي يخدم أعداء الإسلام وانصرنا على أنفسنا وأهوائنا وبصرنا بما أردته منا، وحققنا بالعمل بالكتاب والسنة، وهيء لنا من أمرنا رشدا ، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والحمد لله رب العالمين
إن عدول هذه الأمة من الأئمة الثقات أصحاب القرون الأولى المسمين بالسلف المشهود لهم بالخيرية( [1])، وكل من نحى نحوهم إلى يومنا هذا كلهم قد أثبتوا التأويل بل أولوا كثيرا من النصوص المتعلقة بتوحيد الله وصفاته وأجمعوا على أن الظاهر من النصوص المشكلة ليس هو المراد على الحقيقة تطبيقا لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء ﴾( [2]) وهم بحملهم النص على غير مراده الظاهر لم يبتدعوا أمرا محدثا إنما تعلموه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وإليك الأدلة على ذلك:
1- قال تعالى ﴿ إنا نسيناكم﴾( [3]) وقال أيضا : ﴿ نسوا الله فأنساهم﴾( [4]) حيث ورد لفظ النسيان في هاتين الآيتين منسوبا إلى الله عز وجل ورغم هذا هل نستطيع أن ننسب إلى الله صفة النسيان أو نقول: ( له نسيان لا كنسياننا)؟ وهو جل جلاله يقول: ﴿ وما كان ربك نسيا﴾( [5]) قياسا على قولها ( له سمع لا كسمعنا أو له بصر لا كبصرنا )؟!.
الجواب: أن هذا خطأ لا يجوز، لأن المراد من قولنا: ( له سمع لا كسمعنا ) أن نثبت له صفة السمع وننزهه في نفس الآونة من آلة السمع ألا وهي الأذن وذلك بأن نفوض علم الطريقة التي يسمع بها إليه جل جلاله وكذلك الأمر في البصر وفي كل الصفات التي أثبتها هو جل جلاله لذاته العلية، أما صفة النسيان فليست من صفاته وهي صفة نقص في حقه فلا تقاس على السمع والبصر.
2- عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال: « يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ....»( [6]) الحديث.
وقال الإمام النووي : ( قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له قالوا: ومعنى وجدتني عنده: أي وجدت ثوابي وكرامتي... ) أهـ فتأمل . فلا يجوز لنا إذا إأن نثبت لله صفة المرض مع أن ظاهر الحديث يشير اليها، لأن ذلك يخالف العقيدة السليمة.
تأويل السلف الصالح أهل القرون الأولى
وإليك الآن نبذة من تأويل أولئك الرعيل الأول من السلف الصالح أهل القرون الأولى
سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
منهم سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»( [7]) وقد نقلت عنه تأويلات كثيرة بمسألة الصفات نذكر منها:
3- ما قاله في قوله تعالى ﴿ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾( [8]). وأن النسيان بمعنى الترك ( أي ففي هذا اليوم – ذلك يوم القيامة – ننساهم يقول نتركهم في العذاب) قال الطبري في تفسيره: ( ونقل ذلك بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد)( [9]).
4- قال تعالى ﴿ يوم يكشف عن ساق﴾( [10]).
قال ابن عباس : (يكشف عن شدة ) مؤولا الساق بالشدة وكذلك اوله غيره من الصحابة والتابعين أمثال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم( [11]).
5- قال تعالى ﴿ السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾( [12]).
قال ابن عباس: ( بقوة)( [13]) ولفظة (أيد) تستعمل مجازا في معان كثيرة منها ( القوة ) كما مر، ومنها ( التفضيل والإنعام ) كقوله تعالى ﴿ واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ﴾( [14]).
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
6- قال تعالى ﴿ وجاء ربك ﴾( [15]) قال الإمام أحمد رضي الله عنه : ( جاء ثوابه)( [16]).
قال ابن كثير : ( وكلامه – أي الإمام أحمد- في نفي التشبيه وترك الخوض في الكلام والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه)( [17]).
7- وروى الخلال عن حنبل عن عمه الإمام أحمد بن حنبل انه سمعه يقول: ( احتجوا علي يوم المناظرة فقالوا تجيء يوم القيامة سورة البقرة ...) الحديث. قال: فقلت لهم : إنما هو الثواب). فهذا تأويل صريح منه رضي الله عنه .
8- ومنهم الإمام البخاري رضي الله عنه : فقد أول الضحك في حديث « يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة »( [18]). بمعنى ( الرحمة )( [19]).
9- ومنهم الإمام الطبري في تفسيره مما أوله هو بكلامه، فقد قال في قوله تعالى ﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾( [20]) ، ما نصه ( والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله : ﴿ ثم استوى إلى السماء﴾ الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع فيقال له: أي للمنكر زعمت أن تأويل قوله ( استوى) أقبل أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير ، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال( [21]).
10- ومنهم الحافظ ابن حجر ، فقد قال: ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس)( [22]).
ويحسن بنا هنا ان نتطرق لموقف السلف الصالح من النصوص التي استدل بها المجسمون على إثبات الجهة لله تعالى :
• قال تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ﴾( [23]).
• و قال تعالى ﴿ ويخافون ربهم من فوقهم ﴾( [24]).
• و قال تعالى ﴿ وهو العلي الكبير ﴾( [25]).
• و قال تعالى ﴿سبح اسم ربك الأعلى ﴾( [26]).
• و قال تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾( [27]).
• و قال تعالى ﴿ إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته﴾( [28]).
هذه النصوص مر عليها السلف الصالح على الحالة التي وردت فيها بدون تعطيل ولا تجسيم ولا تشبيه مع إيمانهم بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال ومنزه عن الشرك والشبيه والمثال.
وقد لخص ابن كثير رضي الله عنه مذهب السلف بقوله: ( إنما مذهب السلف الصالح في هذا المقام: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا) هو إمرارها كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾( [29]).
بل الأمر كما قال الأئمة ، منهم:
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: ( من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحية على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك الهدى)أهـ.
وأما معنى الفوقية في النصوص التي استدلوا بظواهرها: فإن النصوص المشتملة على لفظ ( فوق ) كقوله تعالى ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾( [30]) وغيرها.
إذا قرأنا ما قبلها وما بعدها ونظرنا اليها بتمعن نرى أن جوها جو تهديد ومناسبتها مناسبة بيان سلطة الله تعالى وعظمة سيطرته على مخلوقاته.
وأن كلمات العربية جميعها لا تعبر عن هذا الجو وتلك المناسبة كما تعبر عنها كلمة فوق التي تزيد السيطرة قوة والتسلط عظمة ولذا جاء بها القرآن لكونها أفصح كلمة عربية معبرة عن المراد ومناسبة للمقام فيكون معنى لفظ ( فوق ) هنا في هذه النصوص: السيطة والتسلط بصورة كاملة وتامة عقلا ونقلا فهو محال عقلا: لأن إثبات الجهة والحيز لله تعالى تشبيه له بمخلوقاته لأن المخلوقات تختص بجهة وحيز وتشبيه الله تعالى بالمخلوقات نقص في حقه تعالى وهو منزه عن النقص ومنزه عن التشبيه قطعا.
ومحال نقلا: لأن إثبات الجهة والحيز له تعالى شأنه مخالف لقوله تعالى ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾( [31]). وإثبات الجهة والحيز لله تعالى إثبات لوجود مثيل له في شغل الجهة والحيز والله قد نفى المثيل له فبطل القول بالجهة.
ثم لو تأملنا قوله تعالى في الآية الكريمة نفسها : ﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ مع قول فرعون ﴿ وإنا فوقهم قاهرون ﴾( [32]) فهل نفهم أن فرعون ادعى أنه فوق بني إسرائيل بالجهة!!.
ولما ادعى الربوبية قال، أنا ربكم الأعلى وقد قال تعالى لسيدنا موسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى﴾( [33]). من ادعى الجهة كان فهمه مثل فهم فرعون حيث اعتقد الجهة لله تعالى وقال: ﴿ قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ﴾( [34]) فرد الله عليه وسحقت عقيدته بقوله تعالى ﴿ وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ﴾( [35]) أي سبيل القرب إلى إله موسى لأنه نسب إليه ما هو منزه عنه وهو الجهة والمكان.
أما النصوص المشتملة على العندية والعلو فالمراد بها التعبير عن القدرة والقهر والانتصار الكامل والدائم ومما يؤيد ذلك قوله تعالى لموسى ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾( [36]) ولم يكن موسى فوق السحرة في المكان وإنما كان فوقهم معنويا حيث قهرهم وانتصر عليهم بإذن الله تعالى ويؤيده أيضا قوله تعالى ﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ﴾( [37]) أي أنتم المنتصرون بالقدرة التي أمدكم الله تعالى بها وكذلك لا يجوز تفسير العلو في الآيات التي يستدل بها المجسمون بالجهة لأن في ذلك تشبيه الله تعالى بخلقه وهو مردود لقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾( [38]).
وأمثاله من النصوص المعارضة لفهمهم التجسيمي .
وأما عبارات الصعود والعروج والرفع والتنزيل فهي عبارات بعضها متعلق بالملائكة وهي تتصف بهذه الحركات وبعضها الآخر عبارات مجازية استعملت للدلالة على القبول أو للدلالة على المكانة الرفيعة معنويا لا مكانيا كقول القائل: رفعت المديرية كتابا إلى الوزارة . فلا يعني القائل أن الوزارة فوق المديرية مكانيا وإنما يعني أن مقام الوزارة أعلى معنويا بالنسبة للمديرية.
ولا يجوز حمل هذه العبارات على ظاهرها في حقه تعالى لأنه يثبت له الجهة والحيز وهو محال عقلا ونقلا كما قدمنا ، وكذلك مخالف لآيات عديدة منها قوله تعالى ﴿ ونحن اقرب إليه من حبل الوريد﴾( [39])، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾( [40])، وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾( [41])، فكيف يكون في جهة العلو ( على زعمهم ) ثم يكون مع الثلاثة والخمسة ( كما يقول هو )؟! أو يكون مع المخلوقات أينما كانوا؟! أو يكون أقرب إليهم من حبل الوريد المتصل بقلوبهم؟! فأيهما تأخذ: ما يزعمونه من الجهة المحالة عقلا ونقلا والمخالفة للنصوص أم ما يقوله تعالى عن نفسه؟! وأما النصنص التي فهموا منها أن الله تعالى في السماء كقوله تعالى ﴿ أم أمنتم من في السماء﴾( [42]) ، وغيره فهي تخبر عن أعمال الملائكة الموجودين في السماء وهي تتعلق بالملائكة لأنهم في السماء فيكون معنى قوله تعالى ﴿ ءأمنتم من في السماء ﴾ هل أمن الكفار العذاب الذي تأتي به الملائكة الموجودون في السماء.
ولا يجوز أن يقال إن الله في السماء لأن السماء سبع سماوات ففي أيهن هو؟
وقال تعالى ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾( [43]) يعني إذا كان الله في السماء فهذا يعني أن الكرسي أكبر من الله والعياذ بالله ... لأن الكرسي أكبر من السماوات والأرض.
وإذا كان الله في السماء وهي محيطة به إذن فهو اصغر منها والعياذ بالله وإذا كان الله في السماء ففي أي سماء؟! وقبل أن يخلق السماء أين كان؟! وكيف يخلق السماء ويحتاج اليها؟! وهل إذا صعدنا إلى السماء نجد الله عز وجل فيها؟!! تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا.
وقوله تعالى ﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب﴾( [44]) فمن الذي يطوي هل يطوي نفسه؟! وقوله تعالى ﴿ والسماوات مطويات بيمينه ﴾( [45]) فأين يكون الله عز وجل يومها...؟ إن هذا لشيء عجاب !! ثم إذا خرج منها فهذا يعني أنه يتحرك ويدخل السماء ويخرج منها وهذا محال في حقه عز وجل.
فإن قالوا: السماء من السمو وهو العلو وكل ما علاك فهو سماء والله تعالى فوق السماوات السبع على عرشه قلنا: بطل استدلالك بهذه النصوص لأنها تدل على أنه ( على زعمكم ) في السماء أي داخلها وأنتم تقولون إنه فوقها على العرش.
وكذلك نقول لهم : إن قولكم إن الله على العرش يلزم منه أن يكون عرشه أكبر منه فيكون قد عرف حجم الله تعالى وأنه جل جلاله أصغر من العرش! والعياذ بالله نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.
ومما تقدم تبين أم المعاني التي فهموها من هذه النصوص وأثبتوا بها لله تعالى الجهة والحيز غير مناسبة لجلاله تعالى وهي مردودة عقلا ونقلا ومخالفة للآيات والنصوص المحكمة وإنما معناها الصحيح ما ذكرناه فقط.
وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تعارض ما أثبتوه من الجهة لله تعالى وتنفي هذه المعاني المجسمة وإليك بعضا منها:
قوله تعالى ﴿ وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون﴾( [46]).
فلو كان فوق عرشه كما يقول المجسمون كيف يخبر عن نفسه انه في السماوات وفي الأرض ثم لماذا يقولن إنه في السماء ولا يقولون إنه في الأرض ؟!
وقوله تعالى : ﴿ والله من ورائهم محيط﴾( [47]) فلو كان في جهة الفوق والعلو فقط ( كما يزعم المجسمون ) فكيف يكون وراء المخلوقات ومحيطا بهم.
وقوله تعالى ﴿ هو الأول والآخر والظاهر والباطن ﴾( [48]) فلو كان جالسا على عرشه فكيف يكون ظاهرا وباطنا؟!
وقوله تعالى ﴿ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾( [49]) ، وقوله تعالى ﴿ وهو معكم أينما كنتم﴾( [50]) وقوله تعالى ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم﴾( [51]).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء »( [52]).
فلو كان الله على عرشه ( على زعم المجسمين ) فكيف يكون العبد على حالة سجوده أقرب ما يكون من ربه؟ وهل السجود إلا على الأرض؟ وهل هو إلا اتجاه نحو الأسفل؟ مما يؤكد خطأ فهمهم لظواهر النصوص التي استدلوا بها على إثبات جهة العلو والفوقية لله تعالى ونسبوا له الحد والحيز جهلا.
ثم قولنا دائما بعد لفظ الجلالة كلمة ( تعالى ) هل هو إلا تنزيه مستمر له جل جلاله عن كل نقص وتشبيه وعن كل ما يخطر في عقولنا القاصرة.
وفي هذا القدر من الايات المعارضة لمذهبهم في الجهة كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع للبراهين والتفسير المناسب لجلاله تعالى وهو شهيد لكمال الله تعالى المطلق وتنزيهه عن الشبيه والمثال( [53]).
11- ومنهم الإمام النووي كما مر في بداية البحث عند الكلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه عز وجل قال: « ابن آدم مرضت فلم تعدني ..»( [54]) الحديث.
12- ومنهم الإمام سفيان بن عيينة رضي الله عنه : فقد أول حديث « لآخر وطأة وطئها الرحمن بوجٍِ»( [55]) فقال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف.
13- ومنهم الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه : فقد سأله معدان عن قوله تعالى ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾( [56]) فقال: بعلمه.
14- ومنهم الإمام الترمذي رضي الله عنه : فقد ذكر في سننه بعد حديث الرؤية الطويل الذي فيه : ( فيعرفهم نفسه )( [57]) قال: ( ومعنى قوله في الحديث: فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم)( [58]).
15- ومنهم الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: فقد قال في حديث نزول الله تعالى : « ينزل ربنا تبارك وتعالى أي أمره»( [59]).
16- ومنهم الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتاب : ( الإبانة ) وكتابه ( رسالة أهل الثغر ) فقد قال في كتاب الإبانة : ( وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءا منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تيزده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد )( [60]).
17- ومنهم الإمام الحافظ ابن حبان رضي الله عنه : حيث أول حديث : ( حتى يضع الرب جل جلاله قدمه فيها ، أي جهنم )( [61]) فقال: ( هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ فتقول : قط قط، تريد حسبي حسبي لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع. قال الله جل جلاله ﴿ لهم قدم صدق عند ربهم ﴾( [62]) يريد: موضع صدق لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه)( [63]).
18- ومنهم الإمام النضر بن شميل رضي الله عنه حيث أول الحديث: ( حتى يضع الرب قدمه فيها ) أي : ( من سبق في علمه أنه من أهل النار ).
19- ومنهم الإمام الزهري رضي الله عنه : فقد أوله أيضا بأنه : ( من سبق في علم الله أنه من أهل النار ).
20- ومنهم الإمام الحسن البصري رضي الله عنه فقد قال: ( القدم. هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ).
هذه عشرون شخصية من أعظم الشخصيات من السلف الصالح أصحاب القرون الأولى ومن بعدهم مع ما هو مذكور في باب ( السنة والبدعة ) كلها تثبت أن التأويل ثابت مشروع وأنه من قواعد الشرع ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجميعن .
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
________________________________________
الخاتمة
وبعد أن ظهرت الأدلة من الكتاب والسنة بشكل واضح وظاهر للعيان فعلينا أن نتمسك بديننا وأن نكون قلبا واحدا بوجه الأعداء وأن ننتبه إلى أن أعداء الإسلام لا يهمهم إلا أن نكون متفرقين حتى يستطيعوا أن يسودوا علينا كما قالوا: فرق تسد.
ولماذا هذا الخصام بين المسلمين إذا كان لكل منهم دليله وبرهانه؟!!.
فعلينا أن نبتعد عن أهوائنا وشهواتنا حتى يكون الإيمان كاملا كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»( [1])، وإذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد عاتب سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه على قتله الرجل الذي قال لا إله إلا الله مرة واحة فكيف بمن يقول لا إله إلا الله مرات ومرات؟؟!! كيف نحاربه ونكفره وننسى قوله صلى الله عليه وآله وسلم « أيما رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما »( [2]) ؟؟!! وإذا كانت الأدلة ساطعة وظاهرة فلماذا نغض الطرق عن هذه الأدلة ونتبع شهواتنا وأهوائنا ونبقى مختلفين متفرقين مع علمنا أن هذا لا يخدم الإسلام والمسلمين ؟؟!! إلى متى .... إلى متى .... ؟؟!!.
وفي نهاية هذه الخاتمة أقول:
اللهم اجعلنا متمسكين بالكتاب والسنة حق التمسك ، بعيدين عن الخلاف والتفرقة واعين لما يُخططه أعداء الإسلام والمسلمين واجعلنا متحابين فيك بعيدين عن الفوضى والخلاف الذي يخدم أعداء الإسلام وانصرنا على أنفسنا وأهوائنا وبصرنا بما أردته منا، وحققنا بالعمل بالكتاب والسنة، وهيء لنا من أمرنا رشدا ، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والحمد لله رب العالمين
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الإثنين يونيو 08, 2020 6:59 am عدل 3 مرات
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
( [5]) سورة النحل الآية (116).
( [1]) وذلك بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري (2652) ومسلم (6419) والترمذي (3859) وابن ماجه (2362) .
( [2]) سورة الشورى الآية (11).
( [3]) سورة السجدة الآية (14).
( [4]) سورة التوبة الآية (67).
( [5]) سورة مريم الآية (64).
( [6]) أخرجه مسلم (2596) والبخاري في الأدب (517) وابن حبان (269).
( [7]) أخرجه الطبراني في الكبير (10587) وفي الأوسط (1444) وأحمد (1/266) والفسوي (1/494) في المعرفة والتاريخ وإسناده صحيح على شرط مسلم والبزار (2674).
( [8]) سورة الأعراف الآية (51).
( [9]) تفسير الحافظ ابن جرير الطبري المجلد الخامس (8/201).
( [10]) سورة القلم الآية (42).
( [11]) فتح الباري (13/428) وتفسي الإمام الطبري (29/ 38).
( [12]) سورة الذاريات الآية (47).
( [13]) تفسير الحافظ الطبري (7/27).
( [14]) سورة ص الآية (17).
( [15]) سورة الفجر الآية (22).
( [16]) ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (10/327) ناقلا إياه عن الإمام البيهقي في كتاب ( مناقب الإمام أحمد ) الذي قال فيه: هذا إسناد لا غبار عليه.
( [17]) البداية والنهاية (10/327).
( [18]) أخرجه البخاري (2826) ومسلم ( 4869) ومالك (2/ 460) في الموطأ والنسائي (3166) وابن ماجه (191).
( [19]) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص (470).
( [20]) سورة البقرة الآية ( 29).
( [21]) التفسير (1/192).
( [22]) فتح الباري (6/136).
( [23]) سورة الأنعام الاية (18).
( [24]) سورة النحل الآية (50).
( [25]) سورة سبأ الآية (23).
( [26]) سورة العلى الآية (1).
( [27]) سورة الملك الآية (17).
( [28]) سورة الأعراف الآية (206).
( [29]) سورة الشورى الآية (11).
( [30]) سورة الأنعام الآية (18).
( [31]) سورة الشورى الآية (11).
( [32]) سورة الأعراف الآية (127).
( [33]) سورة طه الآية (68).
( [34]) سورة غافر الآية (36- 37).
( [35]) سورة غافر الآية (37).
( [36]) سورة طه الآية (68).
( [37]) سورة آل عمران الآية (139).
( [38]) سورة الحديد الآية (3).
( [39]) سورة ق الآية (16).
( [40]) سورة الحديد الآية (4).
( [41]) سورة المجادلة الآية (7).
( [42]) سورة الملك الآية (17).
( [43]) سورة البقرة الآية (255).
( [44]) سورة الأنبياء الآية (104).
( [45]) سورة الزمر الآية (67).
( [46]) سورة الأنعام الآية (3).
( [47]) سورة البروج الآية (20).
( [48]) سورة الحديد الآية (4).
( [49]) سورة ق الآية (16).
( [50]) سورة الحديد الآية (4).
( [51]) سورة المجادلة الآية (7).
( [52]) رواه مسلم (2/49) وأبو داود (875) والنسائي (2/226) وأحمد (1/421).
( [53]) الميزان العادل بتصرف وزيادة.
( [54]) تقدم تخريجه .
( [55]) (وج) واد بالطائف أخرجه أحمد في المسند رقم (16904).
( [56]) سورة الحديد الآية (4).
( [57]) أخرجه الترمذي في السنن (2557) وأحمد (2/369).
( [58]) السنن (4/692).
( [59]) أخرجه الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد (7/143) والذهبي في السير (8/105).
( [60]) الإبانة ص (21).
( [61]) أخرجه البخاري (4848) ومسلم (2848) والترمذي (2272) وأحمد (3/134) وابن خزيمة ( ص 97 - 98) وابن حبان (268) والبيهقي في الأسماء والصفات (349).
( [62]) سورة يونس الآية (2).
( [63]) من صحيح ابن حبان (1/502).
( [1]) رواه الخطيب في تاريخه (4/369) وقال الإمام النووي: حديث حسن رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ( الأربعون النووية ص 100) والبغوي في شر السنة (104) وأبو بكر بن عاصم الأصبهاني في كتاب السة (15).
( [2]) أخرجه البخاري (6104) وفي الأدب المفرد (439) ومسلم (213) وأحمد (2/18) ومالك (2/984) والترمذي (2637) والبيهقي (10/208) وأبو عوانة (1/22) وابن منده (521) والبغوي (3550) وابن حبان (246).
( [1]) وذلك بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري (2652) ومسلم (6419) والترمذي (3859) وابن ماجه (2362) .
( [2]) سورة الشورى الآية (11).
( [3]) سورة السجدة الآية (14).
( [4]) سورة التوبة الآية (67).
( [5]) سورة مريم الآية (64).
( [6]) أخرجه مسلم (2596) والبخاري في الأدب (517) وابن حبان (269).
( [7]) أخرجه الطبراني في الكبير (10587) وفي الأوسط (1444) وأحمد (1/266) والفسوي (1/494) في المعرفة والتاريخ وإسناده صحيح على شرط مسلم والبزار (2674).
( [8]) سورة الأعراف الآية (51).
( [9]) تفسير الحافظ ابن جرير الطبري المجلد الخامس (8/201).
( [10]) سورة القلم الآية (42).
( [11]) فتح الباري (13/428) وتفسي الإمام الطبري (29/ 38).
( [12]) سورة الذاريات الآية (47).
( [13]) تفسير الحافظ الطبري (7/27).
( [14]) سورة ص الآية (17).
( [15]) سورة الفجر الآية (22).
( [16]) ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (10/327) ناقلا إياه عن الإمام البيهقي في كتاب ( مناقب الإمام أحمد ) الذي قال فيه: هذا إسناد لا غبار عليه.
( [17]) البداية والنهاية (10/327).
( [18]) أخرجه البخاري (2826) ومسلم ( 4869) ومالك (2/ 460) في الموطأ والنسائي (3166) وابن ماجه (191).
( [19]) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص (470).
( [20]) سورة البقرة الآية ( 29).
( [21]) التفسير (1/192).
( [22]) فتح الباري (6/136).
( [23]) سورة الأنعام الاية (18).
( [24]) سورة النحل الآية (50).
( [25]) سورة سبأ الآية (23).
( [26]) سورة العلى الآية (1).
( [27]) سورة الملك الآية (17).
( [28]) سورة الأعراف الآية (206).
( [29]) سورة الشورى الآية (11).
( [30]) سورة الأنعام الآية (18).
( [31]) سورة الشورى الآية (11).
( [32]) سورة الأعراف الآية (127).
( [33]) سورة طه الآية (68).
( [34]) سورة غافر الآية (36- 37).
( [35]) سورة غافر الآية (37).
( [36]) سورة طه الآية (68).
( [37]) سورة آل عمران الآية (139).
( [38]) سورة الحديد الآية (3).
( [39]) سورة ق الآية (16).
( [40]) سورة الحديد الآية (4).
( [41]) سورة المجادلة الآية (7).
( [42]) سورة الملك الآية (17).
( [43]) سورة البقرة الآية (255).
( [44]) سورة الأنبياء الآية (104).
( [45]) سورة الزمر الآية (67).
( [46]) سورة الأنعام الآية (3).
( [47]) سورة البروج الآية (20).
( [48]) سورة الحديد الآية (4).
( [49]) سورة ق الآية (16).
( [50]) سورة الحديد الآية (4).
( [51]) سورة المجادلة الآية (7).
( [52]) رواه مسلم (2/49) وأبو داود (875) والنسائي (2/226) وأحمد (1/421).
( [53]) الميزان العادل بتصرف وزيادة.
( [54]) تقدم تخريجه .
( [55]) (وج) واد بالطائف أخرجه أحمد في المسند رقم (16904).
( [56]) سورة الحديد الآية (4).
( [57]) أخرجه الترمذي في السنن (2557) وأحمد (2/369).
( [58]) السنن (4/692).
( [59]) أخرجه الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد (7/143) والذهبي في السير (8/105).
( [60]) الإبانة ص (21).
( [61]) أخرجه البخاري (4848) ومسلم (2848) والترمذي (2272) وأحمد (3/134) وابن خزيمة ( ص 97 - 98) وابن حبان (268) والبيهقي في الأسماء والصفات (349).
( [62]) سورة يونس الآية (2).
( [63]) من صحيح ابن حبان (1/502).
( [1]) رواه الخطيب في تاريخه (4/369) وقال الإمام النووي: حديث حسن رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ( الأربعون النووية ص 100) والبغوي في شر السنة (104) وأبو بكر بن عاصم الأصبهاني في كتاب السة (15).
( [2]) أخرجه البخاري (6104) وفي الأدب المفرد (439) ومسلم (213) وأحمد (2/18) ومالك (2/984) والترمذي (2637) والبيهقي (10/208) وأبو عوانة (1/22) وابن منده (521) والبغوي (3550) وابن حبان (246).
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجـه الله. الصحيح كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري8 /364
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309
وقال الضحاك وأب و عبيدة في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309
وقال الضحاك وأب و عبيدة في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309
عدل سابقا من قبل خيرالدين في السبت أبريل 09, 2016 11:30 am عدل 1 مرات
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
ورود التأويل عند الامام الطبري
في الحقيقة وجدت أن الامام الطبري قد خالف المنهج الذي نهجه أصحاب الحديث من الحنابلة في كثير من المواضع، مع أن الامام الطبري كان قد عاش في فترة يسود فيها هذا الفكر، تلك الفترة التي عانا فيها الامام الطبري المحن من قبل هولاء
فمن أمثلة ما ذكر في ذلك
جاء في كتاب الوافي بالوفيات في ترجمة محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير المعروف ، ما نصه :
(( ولما قدم من طبرستان - أي الطبري - إلى بغداد تعصب عليه أبو عبد الله ابن الجصاص وجعفر ابن عرفة والبياضى وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع وعن حديث الجلوس على العرش فقال أبو جعفر أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافة فقالوا له فقد ذكره العلماء في الاختلاف فقال ما رأيته روى عنه ولا رأيت له أصحابا يعول عليهم وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ثم أنشد
* سبحان من ليس له أنيس * ولا له في عرشه جليس *
فلما سمعوا ذلك وثبوا ورموه بمحابرم وقد كانت الوفا فقام بنفسه ودخل داره فردموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة ووقف على بابه إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه
وكان قد كتبعلى بابه البيت المتقدم فأمر نازوك بمحو ذلك وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث
* لأحمد منزل لا شك عال *إذا وافى إلى الرحمن وافد *
* فيدنيه ويقعده كريما * على رغم لهم في أنف حاسد *
* على عرش يغلفه بطيب * على الأكبار يا باغ وعاند *
* إلا هذا المقام يكون حقا * كذاك رواه ليث عن مجاهد *
فخلا في داره وعمل كتاب المشهور في الاعتذار إليهم وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من ظن فيه غير ذلك وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد بن حنبل وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده ولم يخرج كتابه في الاختلاف حتى مات فوجدوه مدفونا في التراب فأخرجوه ونسخوه ))
الوافي بالوفيات - ج 2 ص 213
قال الذهبي في السير (14/278):
قُلْتُ: جمع طرق حَدِيْث: غَدِيْر خُمّ، فِي أَرْبَعَةِ أَجزَاء، رَأَيْتُ شَطْرَهُ، فَبهَرَنِي سَعَةُ رِوَايَاته، وَجزمتُ بِوُقُوع ذَلِكَ.
قيل لاِبْنِ جَرِيْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ يُمْلِي فِي مَنَاقِب عليّ. فَقَالَ: تكبيرَة مِنْ حَارس. وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ وَبَيْنَ ابْن أَبِي دَاوُدَ. وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا لاَ يُنْصِفُ الآخر. وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ حزبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ. فكَثُرُوا وَشَغَّبُوا عَلَى ابْنِ جَرِيْرٍ. وَنَاله أَذَىً، وَلَزِمَ بيتَه، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى.
قال ابو عبدالله الحاكم:
(سمعت حسينك بن علي النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال لي: كتبت عن محمد بن جرير الطبري قلت: لا. قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئس ما فعلت.....)
جاء في كتاب الكامل في التاريخ ابن الأثير المتوفى 630
ذِكْرُ وَفَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، صَاحِبُ التَّارِيخِ، بِبَغْدَاذَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلًا بِدَارِهِ، لِأَنَّ الْعَامَّةَ اجْتَمَعَتْ، وَمَنَعَتْ مِنْ دَفْنِهِ نَهَارًا، وَادَّعَوْا عَلَيْهِ الرَّفْضَ، ثُمَّ ادَّعَوْا عَلَيْهِ الْإِلْحَادَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ سُئِلَ هَؤُلَاءِ عَنْ مَعْنَى الرَّفْضِ وَالْإِلْحَادِ مَا عَرَفُوهُ، وَلَا فَهِمُوهُ، هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ مِسْكَوَيْهِ صَاحِبُ " تَجَارِبِ الْأُمَمِ "، وَحُوشِيَ ذَلِكَ الْإِمَامُ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.))
في الحقيقة وجدت أن الامام الطبري قد خالف المنهج الذي نهجه أصحاب الحديث من الحنابلة في كثير من المواضع، مع أن الامام الطبري كان قد عاش في فترة يسود فيها هذا الفكر، تلك الفترة التي عانا فيها الامام الطبري المحن من قبل هولاء
فمن أمثلة ما ذكر في ذلك
جاء في كتاب الوافي بالوفيات في ترجمة محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير المعروف ، ما نصه :
(( ولما قدم من طبرستان - أي الطبري - إلى بغداد تعصب عليه أبو عبد الله ابن الجصاص وجعفر ابن عرفة والبياضى وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع وعن حديث الجلوس على العرش فقال أبو جعفر أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافة فقالوا له فقد ذكره العلماء في الاختلاف فقال ما رأيته روى عنه ولا رأيت له أصحابا يعول عليهم وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ثم أنشد
* سبحان من ليس له أنيس * ولا له في عرشه جليس *
فلما سمعوا ذلك وثبوا ورموه بمحابرم وقد كانت الوفا فقام بنفسه ودخل داره فردموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة ووقف على بابه إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه
وكان قد كتبعلى بابه البيت المتقدم فأمر نازوك بمحو ذلك وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث
* لأحمد منزل لا شك عال *إذا وافى إلى الرحمن وافد *
* فيدنيه ويقعده كريما * على رغم لهم في أنف حاسد *
* على عرش يغلفه بطيب * على الأكبار يا باغ وعاند *
* إلا هذا المقام يكون حقا * كذاك رواه ليث عن مجاهد *
فخلا في داره وعمل كتاب المشهور في الاعتذار إليهم وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من ظن فيه غير ذلك وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد بن حنبل وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده ولم يخرج كتابه في الاختلاف حتى مات فوجدوه مدفونا في التراب فأخرجوه ونسخوه ))
الوافي بالوفيات - ج 2 ص 213
قال الذهبي في السير (14/278):
قُلْتُ: جمع طرق حَدِيْث: غَدِيْر خُمّ، فِي أَرْبَعَةِ أَجزَاء، رَأَيْتُ شَطْرَهُ، فَبهَرَنِي سَعَةُ رِوَايَاته، وَجزمتُ بِوُقُوع ذَلِكَ.
قيل لاِبْنِ جَرِيْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي دَاوُدَ يُمْلِي فِي مَنَاقِب عليّ. فَقَالَ: تكبيرَة مِنْ حَارس. وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ وَبَيْنَ ابْن أَبِي دَاوُدَ. وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا لاَ يُنْصِفُ الآخر. وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ حزبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي دَاوُدَ. فكَثُرُوا وَشَغَّبُوا عَلَى ابْنِ جَرِيْرٍ. وَنَاله أَذَىً، وَلَزِمَ بيتَه، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى.
قال ابو عبدالله الحاكم:
(سمعت حسينك بن علي النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال لي: كتبت عن محمد بن جرير الطبري قلت: لا. قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئس ما فعلت.....)
جاء في كتاب الكامل في التاريخ ابن الأثير المتوفى 630
ذِكْرُ وَفَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، صَاحِبُ التَّارِيخِ، بِبَغْدَاذَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلًا بِدَارِهِ، لِأَنَّ الْعَامَّةَ اجْتَمَعَتْ، وَمَنَعَتْ مِنْ دَفْنِهِ نَهَارًا، وَادَّعَوْا عَلَيْهِ الرَّفْضَ، ثُمَّ ادَّعَوْا عَلَيْهِ الْإِلْحَادَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ سُئِلَ هَؤُلَاءِ عَنْ مَعْنَى الرَّفْضِ وَالْإِلْحَادِ مَا عَرَفُوهُ، وَلَا فَهِمُوهُ، هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ مِسْكَوَيْهِ صَاحِبُ " تَجَارِبِ الْأُمَمِ "، وَحُوشِيَ ذَلِكَ الْإِمَامُ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.))
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
مواضع التاويل عند الطبري
ولتصنع على عيني
جاء في تفسير الامام الطبري
( ولتصنع على عيني ( 39 ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ( 40 ) ( 40 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( ولتصنع على عيني ) فقال بعضهم : [ ص: 304 ]معناه : ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ولتصنع على عيني ) قال : جعله في بيت الملك ينعم ويترف غذاؤه عندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأنت بعيني في أحوالك كلها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( ولتصنع على عيني ) قال : أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، و ( إذ تمشي أختك ) . وقرأ ابن نهيك ( ولتصنع ) بفتح التاء .
وتأوله كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرأ ( ولتصنع على عيني ) فسألته عن ذلك ، فقال : ولتعمل على عيني .
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها ( ولتصنع ) بضم التاء ، لإجماع الحجة من القراء عليها .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأولى التأويلين به التأويل الذي تأوله قتادة وهو ( وألقيت عليك محبة مني ) ولتغذى على عيني ، ألقيت عليك المحبة مني ، وعنى بقوله ( على عيني ) بمرأى مني ومحبة وإرادة .) أه
ولتصنع على عيني
جاء في تفسير الامام الطبري
( ولتصنع على عيني ( 39 ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ( 40 ) ( 40 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( ولتصنع على عيني ) فقال بعضهم : [ ص: 304 ]معناه : ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ولتصنع على عيني ) قال : جعله في بيت الملك ينعم ويترف غذاؤه عندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأنت بعيني في أحوالك كلها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( ولتصنع على عيني ) قال : أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، و ( إذ تمشي أختك ) . وقرأ ابن نهيك ( ولتصنع ) بفتح التاء .
وتأوله كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرأ ( ولتصنع على عيني ) فسألته عن ذلك ، فقال : ولتعمل على عيني .
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها ( ولتصنع ) بضم التاء ، لإجماع الحجة من القراء عليها .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأولى التأويلين به التأويل الذي تأوله قتادة وهو ( وألقيت عليك محبة مني ) ولتغذى على عيني ، ألقيت عليك المحبة مني ، وعنى بقوله ( على عيني ) بمرأى مني ومحبة وإرادة .) أه
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
تجري بأعيننا
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة القمر
جاء في تفسير الامام الطبري:
((وقوله ( تجري بأعيننا ) يقول جل ثناؤه : تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر .
وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان في قوله ( تجري بأعيننا ) يقول : بأمرنا))
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
تأويل (العين) في تفسير الامام إبن جرير الطبري
تبين لي أن الامام الطبري في تفسيرة قد "أول" جميع المواضع في القران الكريم التي ورد فيها العين مضافا إلى الله عزوجل، بخلاف ما ادعاه الاخوة الوهابية، ولم أجد في موضع واحد فيه تصريح من الامام الطبري بصفة ((العين)) أو ((العينين)) على الحقيقة، أبدا،
نعم هناك إعادة قراءه للايه موضع واحد أي سرد نفس الكلمات الواردة في الايه بقصد تفسير ما بعد تلك الالفاظ، وهذه ربما توهم أن الامام الطبري كان يثبت شيء من تلك الالفاظ، أو يفهم منه أنه فوض ذلك، ولكن الامر بخلاف ذلك إذ واضح وضوح الشمس أن الامام إبن جرير الطبري لم يكن يثبت صفة العين على الحقيقة في تلك الموضع، انما كان يتاول الايات كما يفعل جميع المفسرين المسلمين أما في مواضع أخرى، فهذا لا علم لي به
تبين لي أن الامام الطبري في تفسيرة قد "أول" جميع المواضع في القران الكريم التي ورد فيها العين مضافا إلى الله عزوجل، بخلاف ما ادعاه الاخوة الوهابية، ولم أجد في موضع واحد فيه تصريح من الامام الطبري بصفة ((العين)) أو ((العينين)) على الحقيقة، أبدا،
نعم هناك إعادة قراءه للايه موضع واحد أي سرد نفس الكلمات الواردة في الايه بقصد تفسير ما بعد تلك الالفاظ، وهذه ربما توهم أن الامام الطبري كان يثبت شيء من تلك الالفاظ، أو يفهم منه أنه فوض ذلك، ولكن الامر بخلاف ذلك إذ واضح وضوح الشمس أن الامام إبن جرير الطبري لم يكن يثبت صفة العين على الحقيقة في تلك الموضع، انما كان يتاول الايات كما يفعل جميع المفسرين المسلمين أما في مواضع أخرى، فهذا لا علم لي به
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
الموضع الاول
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة طه » القول في تأويل قوله تعالى " ولتصنع على عيني "
ولتصنع على عيني
جاء في تفسير الامام الطبري
( ولتصنع على عيني ( 39 ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ( 40 ) ( 40 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( ولتصنع على عيني ) فقال بعضهم : [ ص: 304 ] معناه : ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ولتصنع على عيني ) قال : جعله في بيت الملك ينعم ويترف غذاؤه عندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأنت بعيني في أحوالك كلها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( ولتصنع على عيني ) قال : أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، و ( إذ تمشي أختك ) . وقرأ ابن نهيك ( ولتصنع ) بفتح التاء .
وتأوله كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرأ ( ولتصنع على عيني ) فسألته عن ذلك ، فقال : ولتعمل على عيني .
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها ( ولتصنع ) بضم التاء ، لإجماع الحجة من القراء عليها .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأولى التأويلين به التأويل الذي تأوله قتادة وهو ( وألقيت عليك محبة مني ) ولتغذى على عيني ، ألقيت عليك المحبة مني ، وعنى بقوله ( على عيني ) بمرأى مني ومحبة وإرادة .) أه
____________
الموضع الثاني
تجري بأعيننا
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة القمر
جاء في تفسير الامام الطبري:
((وقوله ( تجري بأعيننا ) يقول جل ثناؤه : تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر .
وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان في قوله ( تجري بأعيننا ) يقول : بأمرنا))
____________
الموضع الثالث
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الطور » القول في تأويل قوله تعالى " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم "
جاء في تفسير الامام الطبري:
( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ( 48 ) ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( 49 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ( واصبر لحكم ربك ) يا محمد الذي حكم به عليك ، وامض لأمره ونهيه ، وبلغ رسالاته ( فإنك بأعيننا ) يقول جل ثناؤه : فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملك ، ونحن نحوطك ونحفظك ، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين .
__________
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة طه » القول في تأويل قوله تعالى " ولتصنع على عيني "
ولتصنع على عيني
جاء في تفسير الامام الطبري
( ولتصنع على عيني ( 39 ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ( 40 ) ( 40 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( ولتصنع على عيني ) فقال بعضهم : [ ص: 304 ] معناه : ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : هو غذاؤه ، ولتغذى على عيني .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ولتصنع على عيني ) قال : جعله في بيت الملك ينعم ويترف غذاؤه عندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأنت بعيني في أحوالك كلها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( ولتصنع على عيني ) قال : أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، و ( إذ تمشي أختك ) . وقرأ ابن نهيك ( ولتصنع ) بفتح التاء .
وتأوله كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرأ ( ولتصنع على عيني ) فسألته عن ذلك ، فقال : ولتعمل على عيني .
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها ( ولتصنع ) بضم التاء ، لإجماع الحجة من القراء عليها .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأولى التأويلين به التأويل الذي تأوله قتادة وهو ( وألقيت عليك محبة مني ) ولتغذى على عيني ، ألقيت عليك المحبة مني ، وعنى بقوله ( على عيني ) بمرأى مني ومحبة وإرادة .) أه
____________
الموضع الثاني
تجري بأعيننا
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة القمر
جاء في تفسير الامام الطبري:
((وقوله ( تجري بأعيننا ) يقول جل ثناؤه : تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر .
وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان في قوله ( تجري بأعيننا ) يقول : بأمرنا))
____________
الموضع الثالث
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الطور » القول في تأويل قوله تعالى " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم "
جاء في تفسير الامام الطبري:
( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ( 48 ) ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ( 49 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ( واصبر لحكم ربك ) يا محمد الذي حكم به عليك ، وامض لأمره ونهيه ، وبلغ رسالاته ( فإنك بأعيننا ) يقول جل ثناؤه : فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملك ، ونحن نحوطك ونحفظك ، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين .
__________
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
الموضع الرابع
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة هود » القول في تأويل قوله تعالى "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( 37 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، وأن "اصنع الفلك" ، وهو السفينة ، كما :
18127 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : الفلك : السفينة .
وقوله : ( بأعيننا ) ، يقول : بعين الله ووحيه كما يأمرك ، كما : -
18127 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، وذلك أنه لم يعلم كيف صنعة الفلك ، فأوحى الله إليه أن يصنعها على مثل جؤجؤ الطائر .
18128 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا [ ص: 309 ] عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18129 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وحدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( بأعيننا ووحينا ) ، كما نأمرك .
18130 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ، قال ابن جريج ، قال مجاهد : (ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18131 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ووحيه .
____________________________________
وليس في أثر قتاده ما يدل على إثبات صفة العين على الحقيقة، لان القول (عين الله) هو عين ماذكرته الايه ولا خلاف في ذلك ولكن لم يبين المعنى من العين وهذا ما يسمى بالتفويض، هذا فضلا على أن ال الاخوة الوهابية لا يقولون بعين واحدة انما يقولون عينين اثنتين، ثم يقولون على الحقيقة، أي يقصدون المعنى المعلوم من العين وهو الجارحة لان العين لها معاني عديدة فهم اختاروا التأويل الذي يوافق هواهم ومع العلم أن هذه الايات من المتشابه
وليس في هذه الاقوال من تفسير الايه الاخيرة ما ينص على أنه قول الامام الطبري أبدا، إذ في بدايته قال ((يقول))، ناهيك عن التأويل الذي أتى به الطبري من السلف عن مجاهد قوله ((كما نأمرك)) ومجاهد من كبار التابعين أكبر رسوخا من الطبري،
ولو سلمنا جدلا أنه قول الامام الطبري الذي اختاره لانه نقله من الاثر عن قتاده فليس فيه ما يدل على إثبات صفة العين الحقيقية أو العينين الحقيقيتين
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
الموضع الرابع
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة هود » القول في تأويل قوله تعالى "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( 37 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، وأن "اصنع الفلك" ، وهو السفينة ، كما :
18127 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : الفلك : السفينة .
وقوله : ( بأعيننا ) ، يقول : بعين الله ووحيه كما يأمرك ، كما : -
18127 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، وذلك أنه لم يعلم كيف صنعة الفلك ، فأوحى الله إليه أن يصنعها على مثل جؤجؤ الطائر .
18128 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا [ ص: 309 ] عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18129 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وحدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( بأعيننا ووحينا ) ، كما نأمرك .
18130 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ، قال ابن جريج ، قال مجاهد : (ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18131 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ووحيه .
____________________________________
وليس في أثر قتاده ما يدل على إثبات صفة العين على الحقيقة، لان القول (عين الله) هو عين ماذكرته الايه ولا خلاف في ذلك ولكن لم يبين المعنى من العين وهذا ما يسمى بالتفويض، هذا فضلا على أن ال الاخوة الوهابية لا يقولون بعين واحدة انما يقولون عينين اثنتين، ثم يقولون على الحقيقة، أي يقصدون المعنى المعلوم من العين وهو الجارحة لان العين لها معاني عديدة فهم اختاروا التأويل الذي يوافق هواهم ومع العلم أن هذه الايات من المتشابه
وليس في هذه الاقوال من تفسير الايه الاخيرة ما ينص على أنه قول الامام الطبري أبدا، إذ في بدايته قال ((يقول))، ناهيك عن التأويل الذي أتى به الطبري من السلف عن مجاهد قوله ((كما نأمرك)) ومجاهد من كبار التابعين أكبر رسوخا من الطبري،
ولو سلمنا جدلا أنه قول الامام الطبري الذي اختاره لانه نقله من الاثر عن قتاده فليس فيه ما يدل على إثبات صفة العين الحقيقية أو العينين الحقيقيتين
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة هود » القول في تأويل قوله تعالى "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( 37 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، وأن "اصنع الفلك" ، وهو السفينة ، كما :
18127 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : الفلك : السفينة .
وقوله : ( بأعيننا ) ، يقول : بعين الله ووحيه كما يأمرك ، كما : -
18127 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، وذلك أنه لم يعلم كيف صنعة الفلك ، فأوحى الله إليه أن يصنعها على مثل جؤجؤ الطائر .
18128 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا [ ص: 309 ] عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18129 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وحدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( بأعيننا ووحينا ) ، كما نأمرك .
18130 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ، قال ابن جريج ، قال مجاهد : (ووحينا ) ، قال : كما نأمرك .
18131 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( بأعيننا ووحينا ) ، قال : بعين الله ووحيه .
____________________________________
وليس في أثر قتاده ما يدل على إثبات صفة العين على الحقيقة، لان القول (عين الله) هو عين ماذكرته الايه ولا خلاف في ذلك ولكن لم يبين المعنى من العين وهذا ما يسمى بالتفويض، هذا فضلا على أن ال الاخوة الوهابية لا يقولون بعين واحدة انما يقولون عينين اثنتين، ثم يقولون على الحقيقة، أي يقصدون المعنى المعلوم من العين وهو الجارحة لان العين لها معاني عديدة فهم اختاروا التأويل الذي يوافق هواهم ومع العلم أن هذه الايات من المتشابه
وليس في هذه الاقوال من تفسير الايه الاخيرة ما ينص على أنه قول الامام الطبري أبدا، إذ في بدايته قال ((يقول))، ناهيك عن التأويل الذي أتى به الطبري من السلف عن مجاهد قوله ((كما نأمرك)) ومجاهد من كبار التابعين أكبر رسوخا من الطبري،
ولو سلمنا جدلا أنه قول الامام الطبري الذي اختاره لانه نقله من الاثر عن قتاده فليس فيه ما يدل على إثبات صفة العين الحقيقية أو العينين الحقيقيتين
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
تأويل (الوجه) في تفسير الامام إبن جرير الطبري
تبين لي أن الامام الطبري في تفسيرة قد "أول" جميع المواضع في القران الكريم التي ورد فيها الوجه مضافا إلى الله عزوجل، بخلاف ما ادعاه الاخوة الوهابية، ولم أجد في موضع واحد فيه تصريح من الامام الطبري بصفة الوجه على الحقيقة، أبدا، نعم هناك إعادة قراءه للايه أحيانا أي سرد نفس الكلمات الواردة في الايه بقصد تفسير ما بعد تلك الالفاظ، وهذه ربما توهم أن الامام الطبري كان يثبت شيء من تلك الالفاظ، أو يفهم منه أنه فوض ذلك، ولكن الامر بخلاف ذلك إذ واضح وضوح الشمس أن الامام إبن جرير الطبري لم يكن يثبت صفة الوجه على الحقيقة،
ملاحظة أنا هنا أعتمد على التفسير وليس لدي إطلاع على أي مصنف أخر للطبري.
الموضع الاول
(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة القصص » القول في تأويل قوله تعالى " ولا تدع مع الله إلها آخر "
جاء في تفسير الامام الطبري:
واختلف في معنى قوله : ( إلا وجهه ) فقال بعضهم : معناه : كل شيء هالك إلا هو .
وقال آخرون : معنى ذلك : إلا ما أريد به وجهه ، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
وقوله : ( له الحكم ) يقول : له الحكم بين............ )
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع الثاني
قوله تعالى: ( ابتغاء وجه ربهم )
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الرعد » القول في تأويل قوله تعالى "والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ( 22 ))
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : والذين صبروا على الوفاء بعهد الله ، وترك نقض الميثاق وصلة الرحم ( ابتغاء وجه ربهم) ، ويعني بقوله : (ابتغاء وجه ربهم)،طلب تعظيم الله ، وتنزيها له أن يخالف في أمره أو يأتي أمرا كره إتيانه فيعصيه به.)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع الثالث
قوله تعالى: ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة إلانسان » القول في تأويل قوله تعالى " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا "
جاء في تفسير الامام الطبري:
وقوله : ( إنما نطعمكم لوجه الله ) يقول تعالى ذكره : يقولون : إنما نطعمكم إذا هم أطعموهم لوجه الله ، يعنون طلب رضا الله ، والقربة إليه)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
الموضع الرابع
قوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه...)
الكتب » تفسير الطبري» تفسير سورة الكهف» القول في تأويل قوله تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ...
جاء في تفسير الامام الطبري
القول في تأويل قوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياةالدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ( 28 ))
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( واصبر ) يا محمد ( نفسك مع ) أصحابك ( الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) بذكرهم إياه بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والأعمال الصالحة من الصلوات المفروضة وغيرها ( يريدون ) بفعلهم ذلك ( وجهه ) لا يريدون عرضا من عرض الدنيا .)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع الخامس
قوله تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة البقرة » القول في تأويل قوله تعالى "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه : ( بلى من أسلم ) ، أنه ليس كما قال الزاعمون ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) ، ولكن من أسلم وجهه لله وهو محسن ، فهو الذي يدخلها وينعم فيها ، كما : -
1809 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال ، أخبرهم أن من يدخل الجنة هو من أسلم وجهه لله . الآية .
وقد بينا معنى ( بلى ) فيما مضى قبل .
وأما قوله : ( من أسلم وجهه لله ) ، فإنه يعني ب "إسلام الوجه" : التذلل لطاعته والإذعان لأمره ، وأصل "الإسلام" : الاستسلام؛ لأنه "من استسلمت لأمره" ، وهو الخضوع لأمره . وإنما سمي "المسلم" مسلما بخضوع جوارحه لطاعة ربه . كما : -
1810 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : ( بلى من أسلم وجهه ) ، يقول : أخلص لله . [ ص: 511 ] وكما قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
يعني بذلك : استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته المزن وانقادت له .
وخص الله - جل ثناؤه - بالخبر عمن أخبر عنه بقوله : ( بلى من أسلم وجهه لله ) ، بإسلام وجهه له دون سائر جوارحه؛ لأن أكرم أعضاء ابن آدم وجوارحه وجهه ، وهو أعظمها عليه حرمة وحقا ، فإذا خضع لشيء وجهه الذي هو أكرم أجزاء جسده عليه فغيره من أجزاء جسده أحرى أن يكون أخضع له؛ ولذلك تذكر العرب في منطقها الخبر عن الشيء ، فتضيفه إلى "وجهه" وهي تعني بذلك نفس الشيء وعينه ، كقول الأعشى :
أؤول الحكم على وجهه ليس قضائي بالهوى الجائر
يعني بقوله : "على وجهه" : على ما هو به من صحته وصوابه ، وكما قال ذو الرمة :
فطاوعت همي وانجلى وجه بازل من الأمر ، لم يترك خلاجا بزولها
. [ ص: 512 ]
يريد : وانجلى البازل من الأمر فتبين - وما أشبه ذلك ، إذ كان حسن كل شيء وقبحه في وجهه ، وكان في وصفها من الشيء وجهه بما تصفه به ، إبانة عن عين الشيء ونفسه . فكذلك معنى قوله جل ثناؤه : ( بلى من أسلم وجهه لله ) ، إنما يعني : بلى من أسلم لله بدنه ، فخضع له بالطاعة جسده ، وهو محسن في إسلامه له جسده ، فله أجره عند ربه ، فاكتفى بذكر "الوجه" من ذكر"جسده" لدلالة الكلام على المعنى الذي أريد به بذكر "الوجه" .
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع السادس
قوله تعالى (ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون)
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الروم » القول في تأويل قوله تعالى " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ( 38 ) )
...وقوله : ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) يقول - تعالى ذكره - : إيتاء هؤلاء حقوقهم التي ألزمها الله عباده خير للذين يريدون الله بإتيانهم ذلك)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
قوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه...)
الكتب » تفسير الطبري» تفسير سورة الكهف» القول في تأويل قوله تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ...
جاء في تفسير الامام الطبري
القول في تأويل قوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياةالدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ( 28 ))
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( واصبر ) يا محمد ( نفسك مع ) أصحابك ( الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) بذكرهم إياه بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والأعمال الصالحة من الصلوات المفروضة وغيرها ( يريدون ) بفعلهم ذلك ( وجهه ) لا يريدون عرضا من عرض الدنيا .)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع الخامس
قوله تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة البقرة » القول في تأويل قوله تعالى "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه : ( بلى من أسلم ) ، أنه ليس كما قال الزاعمون ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) ، ولكن من أسلم وجهه لله وهو محسن ، فهو الذي يدخلها وينعم فيها ، كما : -
1809 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال ، أخبرهم أن من يدخل الجنة هو من أسلم وجهه لله . الآية .
وقد بينا معنى ( بلى ) فيما مضى قبل .
وأما قوله : ( من أسلم وجهه لله ) ، فإنه يعني ب "إسلام الوجه" : التذلل لطاعته والإذعان لأمره ، وأصل "الإسلام" : الاستسلام؛ لأنه "من استسلمت لأمره" ، وهو الخضوع لأمره . وإنما سمي "المسلم" مسلما بخضوع جوارحه لطاعة ربه . كما : -
1810 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : ( بلى من أسلم وجهه ) ، يقول : أخلص لله . [ ص: 511 ] وكما قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
يعني بذلك : استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته المزن وانقادت له .
وخص الله - جل ثناؤه - بالخبر عمن أخبر عنه بقوله : ( بلى من أسلم وجهه لله ) ، بإسلام وجهه له دون سائر جوارحه؛ لأن أكرم أعضاء ابن آدم وجوارحه وجهه ، وهو أعظمها عليه حرمة وحقا ، فإذا خضع لشيء وجهه الذي هو أكرم أجزاء جسده عليه فغيره من أجزاء جسده أحرى أن يكون أخضع له؛ ولذلك تذكر العرب في منطقها الخبر عن الشيء ، فتضيفه إلى "وجهه" وهي تعني بذلك نفس الشيء وعينه ، كقول الأعشى :
أؤول الحكم على وجهه ليس قضائي بالهوى الجائر
يعني بقوله : "على وجهه" : على ما هو به من صحته وصوابه ، وكما قال ذو الرمة :
فطاوعت همي وانجلى وجه بازل من الأمر ، لم يترك خلاجا بزولها
. [ ص: 512 ]
يريد : وانجلى البازل من الأمر فتبين - وما أشبه ذلك ، إذ كان حسن كل شيء وقبحه في وجهه ، وكان في وصفها من الشيء وجهه بما تصفه به ، إبانة عن عين الشيء ونفسه . فكذلك معنى قوله جل ثناؤه : ( بلى من أسلم وجهه لله ) ، إنما يعني : بلى من أسلم لله بدنه ، فخضع له بالطاعة جسده ، وهو محسن في إسلامه له جسده ، فله أجره عند ربه ، فاكتفى بذكر "الوجه" من ذكر"جسده" لدلالة الكلام على المعنى الذي أريد به بذكر "الوجه" .
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
الموضع السادس
قوله تعالى (ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون)
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الروم » القول في تأويل قوله تعالى " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ( 38 ) )
...وقوله : ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) يقول - تعالى ذكره - : إيتاء هؤلاء حقوقهم التي ألزمها الله عباده خير للذين يريدون الله بإتيانهم ذلك)
وتجدون هنا الطبري لم يثبت صفة الوجه على الحقيقة أبدا
رد: التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير
الكتب » تفسير الطبري » تفسير سورة الأنعام » القول في تأويل قوله تعالى " وهو القاهر فوق عباده "
جاء في تفسير الامام الطبري:
القول في تأويل قوله ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ( 18 ) )
قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " وهو " نفسه ، يقول : والله الظاهر فوق عباده ويعني بقوله : " القاهر " المذلل المستعبد خلقه ، العالي عليهم . وإنما قال : " فوق عباده " لأنه وصف نفسه - تعالى ذكره - بقهره إياهم . ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه .
فمعنى الكلام إذا : والله الغالب عباده ، المذللهم ، العالي عليهم بتذليله لهم ، وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم ، وهم دونه " وهو الحكيم " يقول : والله الحكيم في علوه على عباده ، وقهره إياهم بقدرته ، وفي سائر تدبيره " الخبير " بمصالح الأشياء ومضارها ، الذي لا يخفى عليه عواقب الأمور وبواديها ، ولا يقع في تدبيره خلل ، ولا يدخل حكمه دخل
مواضيع مماثلة
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» ما حكم تعلم علم المنطق، وهل صحيح أنه من العلوم المذمومة التي حذر منها السلف الصالح؟
» المجاز و ادلته
» التاويل عند السلف
» الولي الصالح سيدي يحي
» ما حكم تعلم علم المنطق، وهل صحيح أنه من العلوم المذمومة التي حذر منها السلف الصالح؟
» المجاز و ادلته
» التاويل عند السلف
» الولي الصالح سيدي يحي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى