ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
أحمد الرفاعي، الفقيه الشافعي الأشعري الصوفي، (512 - 578) هـ، الملقب بـ "أبو العلمين" و"شيخ الطرائق" و"الشيخ الكبير" و"أستاذ الجماعة". إليه تنتسب الطريقة الرفاعية من الصوفية. وأحد أقطاب الصوفية المشهورين.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نسبه ومولده --------
هو السيد أحمد أبو العباس بن علي بن يحيى بن ثابت بن الحازم علي أبي الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي بن الحسن الأصغر المعروف برفاعة بن مهدي المكي أبو رفاعة بن أبي القاسم محمد بن الحسن القاسم المُكنى بأبي موسى بن الحسين عبد الرحمن لقبه الرضي المحدث بن أحمد الصالح الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم المُرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب[1.
ولد الإمام أحمد الرفاعي سنة 512 هـ في العراق في قرية حسن بالبطائح (والبطائح عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة) وفي السابعة من عمره توفي أبوه في بغداد فكفله خاله الشيخ الزاهد منصور البطائحي (دفين بلدروز-العراق)[2] وهو الذي رباه تربية دينية .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حياته --------
نشأ الإمام أحمد الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن العظيم وترتيله على الشيخ عبد السميع الحربوني في قريته وله من العمر سبع سنين، وانتقل مع خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة "نهر دفلي" من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبي الفضل علي الواسطي وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالي الشأن. فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجدَّ السيد أحمد الرفاعي في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، وأحرز قصب السبق على أقرانه.
وكان الإمام أحمد الرفاعي يلازم دروس العلم ومجالس العلماء، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور البطائحي، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربوني وحفظ عنه كتاب "التنبيه" في الفقه الشافعي للإمام أبي إسحق الشيرازي وقام بشرحه شرحا عظيما، وأمضى أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه.
وكان الشيخ الجليل أبو الفضل علي محدث واسط وشيخها قد أجاز الإمام أحمد الرفاعي وهو في العشرين من عمره إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة وأعظم شأنه ولقبه بـ أبي العلمين، أي الظاهر والباطن.
وفي الثامن والعشرين من عمر الإمام أحمد الرفاعي الكبير عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجاري والد الشيخ منصور الذي تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته ، وهناك دراسات أكاديمية تؤكد أنه التقى بالشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه وكانا على اتصال وتنسيق عال .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تصوفه --------
السيد أحمد الرفاعي كان شافعي المذهب أشعري العقيدة وصل إلى درجة الاجتهاد المُطلق كان فقيهاً محدّثاً مُفسّرا وكان أعلم أهل زمانه , وكان رضي الله عنه يُضرب به المثل في التواضع والانكسار ولين الجانب ورحمة الناس وشفقته عليهم وقد وصفه الامام الرافعي (محرر المذهب الشافعي) فقال : كان متمكناً في الدين سهلاً على المسلمين صعباً على الضالين هيّناً ليّناً بشّاً ليّن العريكة (أي سلسلاً) , وكان حسن الخلقِ كريم الخُلُق حلو المكالمة لطيف المعاشرة لا يملّه جليسه ولا ينصرف عن مجالسه الا لعبادة , حمولاً للأذى (بعض الناس في عصره كانوا يحسدونه ويكيدون له ومنهم من كان يفتري عليه) , وفيّاً إذا عاهد صبوراً على المكاره متواضعاً
كان السيد الرفاعي لما يقعد مع الناس يقول لهم : أي سادة لست بشيخ عليكم لست مقدّماً على هذا الجمع , كان يذهب إلى المرضى المصابين بالجذام, يبحث عنهم فيقعد معهم يُطعمهم ويأكل معهم ويتعهدهم بالدواء والطعام ثم يأخذ ثيابهم فيغسلها لهم من قوة يقينه .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
طريقته --------
تقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له والانصياع لأوامره. وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء. وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي حديثا القيام بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعليمه الناس أمور دينهم --------
دأب الإمام الرفاعي كغيره من العلماء العاملين في تعليم الناس أمور دينهم وجَدَّ في الوعظ والإرشاد وعقد حلق العلم حتى كان نبراسا يستضيء به الناس فيما ينفعهم، وكان لا يفتر عن تعليم الناس هدي الرسول وأسرار القرآن العظيم.
وفي رسالة "سواد العينين في مناقب أبي العلمين" للإمام الرافعي قال: أخبرني الفقيه العالم الكبير بغية الصالحين قال : كنت في "أم عبيدة" زائرا عند السيد أحمد الرفاعي في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة ألف إنسان منهم الأمراء والعلماء والشيوخ والعامة، وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كلٌّ على حاله، وكان يصعد الكرسي بعد الظهر، فيعظ الناس، والناس حلقا حلقا حوله، فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط، وجم كثير من علماء العراق وأكابر القوم، فبادر القومَ باسئلة من التفسير وءاخرون بأسئلة من الحديث، وجماعة من الفقه، وجماعة من الأصول، وجماعة من علوم أخرى، فأجاب على مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب، ولا ظهر عليه أثر الحدة، فأخذتني الحيرة من سائليه، فقمت وقلت : أما كفاكم هذا ؟ والله لو سألتموه عن كل علم دُوّن لأجابكم بإذن الله بلا تكلف، فتبسم وقال : " دعهم أبا زكريا يسألوني قبل أن يفقدوني، فإن الدنيا زوال، والله محول الأحوال "، فبكى الناس وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج، ومات في المجلس خمس رجال وأسلم من الصابئين ثمانية ءالاف رجل أو أكثر وتاب أربعون ألف رجل .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مؤلفاته وتراثه----------------
حالة أهل الحقيقة مع الله .
الصراط المستقيم.
كتاب الحكم شرح التنبيه (فقه شافعي).
البرهان المؤيد،
معاني بسم الله الرحمن الرحيم.
تفسير سورة القدر.
البهجة.
النظام الخاص لأهل الاختصاص .
المجالس الأحمدية.
الطريق إلى الله.
التحفة الرفاعية
كتاب قلادة الجواهر وهو من أشمل وأروع الكتب في ذكر تاريخه ومناقبه وسيرة حياته وأوراده .
أسرار العبادات .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سيرته وأخلاقه --------
كان الإمام أحمد الرفاعي يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: "هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم" وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم ويقول : "هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم" وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: "اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
زهده وتواضعه --------
كان الإمام أحمد الرفاعي الكبير متواضعا في نفسه، خافضا جناحه لإخوانه غير مترفع وغير متكبر عليهم، وروي عنه أنه قال : "سلكت كل الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والانكسار، فقيل له : يا سيدي فكيف يكون ؟ قال : تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي سنة سيدك رسول الله ". وكان الإمام الرفاعي يخدم نفسه، ويخصف نعله، ويجمع الحطب بنفسه ويشده بحبل ويحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين وأصحاب الحاجات، ويقضي حاجات المحتاجين، ويقدم للعميان نعالهم، ويقودهم إذا لقي منهم أناسا إلى محل مطلوبهم، وكان يمشي إلى المجذومين والزمنى ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء، وكان يعود المرضى ولو سمع بمريض في قرية ولو على بعد يمضي إليه ويعوده، وكان شفيقا على خلق الله يرأف باليتيم، ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم، وكان يتواضع كل التواضع للفقراء.
وقد قال مشايخ أهل عصره: كل ما حصل للرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته على الخلق وذل نفسه. وكان أحمد الرفاعي يعظّم العلماء والفقهاء ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ويقول: هؤلاء أركان الأمة وقادتها .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سخاؤه وزهده وسلامة طويته --------
كان أحمد الرفاعي متجردا من الدنيا، ولم يدخر أموالها، بل كان لا يجمع بين لبس قميص وقميص لا في صيف ولا في شتاء، مع أن ريع أملاكه كان أكثر من ريع أملاك الأمراء، وكان كل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله على الفقراء والسالكين والواردين إليه، وكان يقول: الزهد أساس الأحوال المرضية والمقامات السنية. وكان يقول: طريقي دين بلا بدعة، وعمل بلا كسل، ونية بلا فساد، وصدق بلا كذب، وحال بلا رياء .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تلاميذه والمنتسبون إليه بالطريقة --------
كثُر تلاميذ الإمام أحمد الرفاعي في حياته وبعد مماته حتى قال ابن المهذب في كتابه "عجائب واسط": بلغ عدد خلفاء السيد أحمد الرفاعي وخلفائهم مائة وثمانين ألفا حال حياته، ومن عظيم فضل الله على السيد أحمد الرفاعي أنه لم يكن في بلاد المسلمين مدينة أو بليدة أو قطر تخلو زواياه وربوعه من تلامذته ومحبيه العارفين المرضيين. ومن الذين ينتمون إليه:
الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقي.
الشيخ أحمد البدوي.
العارف بالله أبو الحسن الشاذلي.
الشيخ السيد عبد الله الحراكي الحسيني ابن عمته.
الشيخ نجم الدين الأصفهاني شيخ الإمام إبراهيم الدسوقي.
الشيخ أحمد علوان المالكي.
الحافظ جلال الدين السيوطي.
الشيخ المقداد بن محمد الرفاعي.
الشيخ عقيل المنبجي.
الشيخ علي الخواص.
العارف بالله السيد أحمد الضرغامي .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قال العلماء عنه --------
القاضي أبو شجاع الشافعي صاحب المتن المشهـور في الفقه الشافعي، فقد ذكر الإمام الرافعي ما نصه: حدثني الشيخ الإمام أبو شجاع الشافعي فيما رواه قائلا: كان السيد أحمد الرفاعي علما شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، محدثا فقيهًا، مفسرًا ذا روايات عاليات، وإجازات رفيعات، قارئا مجودًا، حافطا مُجيدا، حُجة رحلة، متمكنا في الدين... أعلم أهل عصره بكتاب الله وسنة رسوله، وأعملهم بها، بحرا من بحار الشرع، سيفًا من سيوف الله، وارثا أخلاق جده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ المؤرخ ابن الأثير الجزري: وكان صالحا ذا قبول عظيم عند الناس، وعنده من التلامذة ما لا يحصى.
المؤرخ الفقيه صلاح الدين الصفدى، حيث قال: الامام القدوة العابد الزاهد، شيخ العارفين.
الشيخ المحدث عبد السميع الهاشمي الواسطي: كان السيد أحمد آية من آيات الله.
شيخه الشيخ منصور البطائحيّ، حيث قال: وزنته بجميع أصحابي وبي أيضا فرجحنا جميعًا.
المؤرخ ابن خلكان، حيث قال: كان رجلاً صالحًا، فقيها شافعي المذهب.
المؤرخ ابن العماد الحنبلي، حيث قال: الشيخ الزاهد القدوة.
ابن قاضي شهبة، حيث ذكره في طبقات الشافعية وعدّه من فقهائهم.
الإمام تاج الدين السبكي، حيث قال: الشيخ الزاهد الكبير أحد أولياء الله العارفين والسادات المشمرين أهل الكرامات الباهرات.
الشيخ عبد الوهاب الشعراني، حيث قال: هو الغوث الأكبر والقطب الأشهر أحد أركان الطريق وأئمة العارفين الذين اجتمعت الأمة على إمامتهم واعتقادهم .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفاته --------
عندما بلغ الإمام أحمد 66 من عمره مرض بداء البطن (الإسهال الشديد) وبقي مريضاً أكثر من شهر، وكان مع خطورة مرضه يتحمل الآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوى، مستمرا وثابتا على تأدية الطاعات والعبادات التي اعتاد عليها بقدر استطاعته إلى أن وافته المنية يوم الخميس 12 جمادى الأولى عام 578 هـ، ودفن في قبّة جدّه لأمّه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة، وكان يوماً مهيبا .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع --------
موقع يوسف الرفاعي
د.جمال الدين فالح الكيلاني،الأمام أحمد الرفاعي المصلح المجدد، ص45
الامام احمد الرفاعي : المصلح المجدد ، جمال الدين الكيلاني ، زياد الصميدعي ، المنظمة المغربية ، مراكش ، 2012 ، ص 21 .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر الترجمة --------
وفيات الأعيان 1\171.
الوافي بالوفيات 7\219.
سير الذهبي 21\77.
الكامل في التاريخ 11\429.
العبر 4\233.
شذرات الذهب 4\952.
مرءاة الزمان 8\370.
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2\5.
طبقات الشافعية للسبكي 4\14.
النجوم الزاهرة 6\92
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والان أترككم مع صور من مسجد ومرقد الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
" />
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نسبه ومولده --------
هو السيد أحمد أبو العباس بن علي بن يحيى بن ثابت بن الحازم علي أبي الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي بن الحسن الأصغر المعروف برفاعة بن مهدي المكي أبو رفاعة بن أبي القاسم محمد بن الحسن القاسم المُكنى بأبي موسى بن الحسين عبد الرحمن لقبه الرضي المحدث بن أحمد الصالح الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم المُرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب[1.
ولد الإمام أحمد الرفاعي سنة 512 هـ في العراق في قرية حسن بالبطائح (والبطائح عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة) وفي السابعة من عمره توفي أبوه في بغداد فكفله خاله الشيخ الزاهد منصور البطائحي (دفين بلدروز-العراق)[2] وهو الذي رباه تربية دينية .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حياته --------
نشأ الإمام أحمد الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن العظيم وترتيله على الشيخ عبد السميع الحربوني في قريته وله من العمر سبع سنين، وانتقل مع خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة "نهر دفلي" من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبي الفضل علي الواسطي وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالي الشأن. فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجدَّ السيد أحمد الرفاعي في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، وأحرز قصب السبق على أقرانه.
وكان الإمام أحمد الرفاعي يلازم دروس العلم ومجالس العلماء، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور البطائحي، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربوني وحفظ عنه كتاب "التنبيه" في الفقه الشافعي للإمام أبي إسحق الشيرازي وقام بشرحه شرحا عظيما، وأمضى أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه.
وكان الشيخ الجليل أبو الفضل علي محدث واسط وشيخها قد أجاز الإمام أحمد الرفاعي وهو في العشرين من عمره إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة وأعظم شأنه ولقبه بـ أبي العلمين، أي الظاهر والباطن.
وفي الثامن والعشرين من عمر الإمام أحمد الرفاعي الكبير عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجاري والد الشيخ منصور الذي تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته ، وهناك دراسات أكاديمية تؤكد أنه التقى بالشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه وكانا على اتصال وتنسيق عال .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تصوفه --------
السيد أحمد الرفاعي كان شافعي المذهب أشعري العقيدة وصل إلى درجة الاجتهاد المُطلق كان فقيهاً محدّثاً مُفسّرا وكان أعلم أهل زمانه , وكان رضي الله عنه يُضرب به المثل في التواضع والانكسار ولين الجانب ورحمة الناس وشفقته عليهم وقد وصفه الامام الرافعي (محرر المذهب الشافعي) فقال : كان متمكناً في الدين سهلاً على المسلمين صعباً على الضالين هيّناً ليّناً بشّاً ليّن العريكة (أي سلسلاً) , وكان حسن الخلقِ كريم الخُلُق حلو المكالمة لطيف المعاشرة لا يملّه جليسه ولا ينصرف عن مجالسه الا لعبادة , حمولاً للأذى (بعض الناس في عصره كانوا يحسدونه ويكيدون له ومنهم من كان يفتري عليه) , وفيّاً إذا عاهد صبوراً على المكاره متواضعاً
كان السيد الرفاعي لما يقعد مع الناس يقول لهم : أي سادة لست بشيخ عليكم لست مقدّماً على هذا الجمع , كان يذهب إلى المرضى المصابين بالجذام, يبحث عنهم فيقعد معهم يُطعمهم ويأكل معهم ويتعهدهم بالدواء والطعام ثم يأخذ ثيابهم فيغسلها لهم من قوة يقينه .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
طريقته --------
تقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له والانصياع لأوامره. وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء. وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي حديثا القيام بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعليمه الناس أمور دينهم --------
دأب الإمام الرفاعي كغيره من العلماء العاملين في تعليم الناس أمور دينهم وجَدَّ في الوعظ والإرشاد وعقد حلق العلم حتى كان نبراسا يستضيء به الناس فيما ينفعهم، وكان لا يفتر عن تعليم الناس هدي الرسول وأسرار القرآن العظيم.
وفي رسالة "سواد العينين في مناقب أبي العلمين" للإمام الرافعي قال: أخبرني الفقيه العالم الكبير بغية الصالحين قال : كنت في "أم عبيدة" زائرا عند السيد أحمد الرفاعي في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة ألف إنسان منهم الأمراء والعلماء والشيوخ والعامة، وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كلٌّ على حاله، وكان يصعد الكرسي بعد الظهر، فيعظ الناس، والناس حلقا حلقا حوله، فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط، وجم كثير من علماء العراق وأكابر القوم، فبادر القومَ باسئلة من التفسير وءاخرون بأسئلة من الحديث، وجماعة من الفقه، وجماعة من الأصول، وجماعة من علوم أخرى، فأجاب على مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب، ولا ظهر عليه أثر الحدة، فأخذتني الحيرة من سائليه، فقمت وقلت : أما كفاكم هذا ؟ والله لو سألتموه عن كل علم دُوّن لأجابكم بإذن الله بلا تكلف، فتبسم وقال : " دعهم أبا زكريا يسألوني قبل أن يفقدوني، فإن الدنيا زوال، والله محول الأحوال "، فبكى الناس وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج، ومات في المجلس خمس رجال وأسلم من الصابئين ثمانية ءالاف رجل أو أكثر وتاب أربعون ألف رجل .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مؤلفاته وتراثه----------------
حالة أهل الحقيقة مع الله .
الصراط المستقيم.
كتاب الحكم شرح التنبيه (فقه شافعي).
البرهان المؤيد،
معاني بسم الله الرحمن الرحيم.
تفسير سورة القدر.
البهجة.
النظام الخاص لأهل الاختصاص .
المجالس الأحمدية.
الطريق إلى الله.
التحفة الرفاعية
كتاب قلادة الجواهر وهو من أشمل وأروع الكتب في ذكر تاريخه ومناقبه وسيرة حياته وأوراده .
أسرار العبادات .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سيرته وأخلاقه --------
كان الإمام أحمد الرفاعي يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: "هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم" وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم ويقول : "هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم" وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: "اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
زهده وتواضعه --------
كان الإمام أحمد الرفاعي الكبير متواضعا في نفسه، خافضا جناحه لإخوانه غير مترفع وغير متكبر عليهم، وروي عنه أنه قال : "سلكت كل الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والانكسار، فقيل له : يا سيدي فكيف يكون ؟ قال : تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي سنة سيدك رسول الله ". وكان الإمام الرفاعي يخدم نفسه، ويخصف نعله، ويجمع الحطب بنفسه ويشده بحبل ويحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين وأصحاب الحاجات، ويقضي حاجات المحتاجين، ويقدم للعميان نعالهم، ويقودهم إذا لقي منهم أناسا إلى محل مطلوبهم، وكان يمشي إلى المجذومين والزمنى ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء، وكان يعود المرضى ولو سمع بمريض في قرية ولو على بعد يمضي إليه ويعوده، وكان شفيقا على خلق الله يرأف باليتيم، ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم، وكان يتواضع كل التواضع للفقراء.
وقد قال مشايخ أهل عصره: كل ما حصل للرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته على الخلق وذل نفسه. وكان أحمد الرفاعي يعظّم العلماء والفقهاء ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ويقول: هؤلاء أركان الأمة وقادتها .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سخاؤه وزهده وسلامة طويته --------
كان أحمد الرفاعي متجردا من الدنيا، ولم يدخر أموالها، بل كان لا يجمع بين لبس قميص وقميص لا في صيف ولا في شتاء، مع أن ريع أملاكه كان أكثر من ريع أملاك الأمراء، وكان كل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله على الفقراء والسالكين والواردين إليه، وكان يقول: الزهد أساس الأحوال المرضية والمقامات السنية. وكان يقول: طريقي دين بلا بدعة، وعمل بلا كسل، ونية بلا فساد، وصدق بلا كذب، وحال بلا رياء .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تلاميذه والمنتسبون إليه بالطريقة --------
كثُر تلاميذ الإمام أحمد الرفاعي في حياته وبعد مماته حتى قال ابن المهذب في كتابه "عجائب واسط": بلغ عدد خلفاء السيد أحمد الرفاعي وخلفائهم مائة وثمانين ألفا حال حياته، ومن عظيم فضل الله على السيد أحمد الرفاعي أنه لم يكن في بلاد المسلمين مدينة أو بليدة أو قطر تخلو زواياه وربوعه من تلامذته ومحبيه العارفين المرضيين. ومن الذين ينتمون إليه:
الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقي.
الشيخ أحمد البدوي.
العارف بالله أبو الحسن الشاذلي.
الشيخ السيد عبد الله الحراكي الحسيني ابن عمته.
الشيخ نجم الدين الأصفهاني شيخ الإمام إبراهيم الدسوقي.
الشيخ أحمد علوان المالكي.
الحافظ جلال الدين السيوطي.
الشيخ المقداد بن محمد الرفاعي.
الشيخ عقيل المنبجي.
الشيخ علي الخواص.
العارف بالله السيد أحمد الضرغامي .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قال العلماء عنه --------
القاضي أبو شجاع الشافعي صاحب المتن المشهـور في الفقه الشافعي، فقد ذكر الإمام الرافعي ما نصه: حدثني الشيخ الإمام أبو شجاع الشافعي فيما رواه قائلا: كان السيد أحمد الرفاعي علما شامخا، وجبلا راسخا، وعالما جليلا، محدثا فقيهًا، مفسرًا ذا روايات عاليات، وإجازات رفيعات، قارئا مجودًا، حافطا مُجيدا، حُجة رحلة، متمكنا في الدين... أعلم أهل عصره بكتاب الله وسنة رسوله، وأعملهم بها، بحرا من بحار الشرع، سيفًا من سيوف الله، وارثا أخلاق جده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ المؤرخ ابن الأثير الجزري: وكان صالحا ذا قبول عظيم عند الناس، وعنده من التلامذة ما لا يحصى.
المؤرخ الفقيه صلاح الدين الصفدى، حيث قال: الامام القدوة العابد الزاهد، شيخ العارفين.
الشيخ المحدث عبد السميع الهاشمي الواسطي: كان السيد أحمد آية من آيات الله.
شيخه الشيخ منصور البطائحيّ، حيث قال: وزنته بجميع أصحابي وبي أيضا فرجحنا جميعًا.
المؤرخ ابن خلكان، حيث قال: كان رجلاً صالحًا، فقيها شافعي المذهب.
المؤرخ ابن العماد الحنبلي، حيث قال: الشيخ الزاهد القدوة.
ابن قاضي شهبة، حيث ذكره في طبقات الشافعية وعدّه من فقهائهم.
الإمام تاج الدين السبكي، حيث قال: الشيخ الزاهد الكبير أحد أولياء الله العارفين والسادات المشمرين أهل الكرامات الباهرات.
الشيخ عبد الوهاب الشعراني، حيث قال: هو الغوث الأكبر والقطب الأشهر أحد أركان الطريق وأئمة العارفين الذين اجتمعت الأمة على إمامتهم واعتقادهم .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفاته --------
عندما بلغ الإمام أحمد 66 من عمره مرض بداء البطن (الإسهال الشديد) وبقي مريضاً أكثر من شهر، وكان مع خطورة مرضه يتحمل الآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوى، مستمرا وثابتا على تأدية الطاعات والعبادات التي اعتاد عليها بقدر استطاعته إلى أن وافته المنية يوم الخميس 12 جمادى الأولى عام 578 هـ، ودفن في قبّة جدّه لأمّه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة، وكان يوماً مهيبا .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع --------
موقع يوسف الرفاعي
د.جمال الدين فالح الكيلاني،الأمام أحمد الرفاعي المصلح المجدد، ص45
الامام احمد الرفاعي : المصلح المجدد ، جمال الدين الكيلاني ، زياد الصميدعي ، المنظمة المغربية ، مراكش ، 2012 ، ص 21 .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر الترجمة --------
وفيات الأعيان 1\171.
الوافي بالوفيات 7\219.
سير الذهبي 21\77.
الكامل في التاريخ 11\429.
العبر 4\233.
شذرات الذهب 4\952.
مرءاة الزمان 8\370.
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2\5.
طبقات الشافعية للسبكي 4\14.
النجوم الزاهرة 6\92
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والان أترككم مع صور من مسجد ومرقد الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
" />
صقر العراق- مبتدأ
- عدد المساهمات : 4
نقاط : 7
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/11/2014
رد: ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
أسأل الله أن يكون هذا العمل تقربا عنده بالاعمال الصالحة وأن يزيل الكروب والشرور وأن يزيل الغمة عن خير أمة وأن يحشرنا تحت لواء سيد المرسلين وآله وأصحابه والتابعين (عليهم صلاة الله وسلامه أجمعين).......... ...اللهم آمين يا رب العالمين .
صقر العراق- مبتدأ
- عدد المساهمات : 4
نقاط : 7
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/11/2014
رد: ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
أما كراماته فكثيرة نذكر منها الكرامة المشهورة وهي منقبةُ تقبيله يدَ النبي صلى الله عليه وسلم وسماع صوته الشريف فيما نقله الإمام جلال الدين السيوطي في إثبات هذه الكرامة ما نصه: حدثنا شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين إمام الكاملية، عن شيخ مشايخنا الإمام العلامة الهمام الشيخ شمس الدين الجزري، عن شيخه الإمام الشيخ زين الدين المراغي، عن شيخ الشيوخ البطل المحدث الواعظ الفقيه المقرئ المفسر الإمام القدوة الحجة الشيخ عز الدين الفاروثي الواسطي، عن أبيه الأستاذ الأصيل العلامة الجليل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم الفاروثي، عن أبيه إمام الفقهاء والمحدثين وشيخ أكابر الفقراء والعلماء العاملين الشيخ عز الدين أبي الفرج الفاروثي الواسطي قُدست أسرارُهم جميعًا قال: كنت مع شيخنا ومفزِعنا وسيدِنا أبي العباس القطب الغوث الجامع الشيخ السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه، عام خمس وخمسين وخمسمائة العام الذي قدر الله له فيه الحج، فلما وصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رءوس الأشهاد: "السلام عليك يا جدي"، فقال له عليه الصلاة والسلام: "وعليك السلام يا ولدي"، سمع ذلك كل من في المسجد النبوي فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفرّ لونُه وجثا على ركبتيه ثم قام وبكى وأنَّ طويلًا وقال: يا جداه:
في حالة البعد روحي كنت أُرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينَك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقبلها في ملأ يقرُب من تسعين ألف رجل والناس ينظرون اليد الشريفة، وكان في المسجد مع الحُجاج الشيخ حياة ابن قيس الحراني، والشيخ عبد القادر الجيلي المقيم ببغداد، والشيخ خميس، والشيخ عدي بن مسافر الشامي، وغيرهم نفعنا الله بعلومهم وتشرفنا معهم برؤية اليد المحمدية الزكية. وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خِرقة السيد أحمد الكبير واندرج في سلك أصحابه.
في حالة البعد روحي كنت أُرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينَك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقبلها في ملأ يقرُب من تسعين ألف رجل والناس ينظرون اليد الشريفة، وكان في المسجد مع الحُجاج الشيخ حياة ابن قيس الحراني، والشيخ عبد القادر الجيلي المقيم ببغداد، والشيخ خميس، والشيخ عدي بن مسافر الشامي، وغيرهم نفعنا الله بعلومهم وتشرفنا معهم برؤية اليد المحمدية الزكية. وفي يومها لبس الشيخ حياة بن قيس الحراني خِرقة السيد أحمد الكبير واندرج في سلك أصحابه.
عدل سابقا من قبل خيرالدين في السبت أكتوبر 31, 2015 9:31 pm عدل 2 مرات
رد: ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
هذا الإمام الجليل أحمد الرفاعي رضي الله عنه الله تعالى أفاض عليه بجواهر الكلم فمن الجواهر التي تكلم بها في علم الأصول: "غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان".
ومن جواهره أيضا قوله: "يا ولدي إذا تعلمت علما وسمعت نقلا حسنا فاعمل به ولا تكن من الذين يعلمون ولا يعملون".
ويقول: "العجب ممن يعلم أنه يموت كيف ينسى الموت، والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا كيف ينكب عليها ويقطع أيامه بمحبتها".
ويقول: "الدنيا أولها ضعف وفتور وءاخرها موت وقبور".
رد: ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
أخذ الطريقة ولبس الخرقة عن الشيخ علي الواسطي القاري، وهو لبسها من الشيخ أبي بكر الشبلي، وهو لبسها عن أبي القاسم الجنيد البغدادي القواريري سيد الطائفتين، عن خاله السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه.
وكذلك أخذ الرفاعي الطريقة ولبس الخرقة من طريق ءاخر عن خاله الشيخ منصور البطائحي عن غيره، وصولا إلى الجنيد، عن السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن علي الرضا، عن موسى الكاظم، عن جعفر الصادق، عن محمد الباقر، عن زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه الشهيد المظلوم الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه الليث الغضنفر سيدِنا علي الأكرم، زوج البتول رضي الله عنهم.
وكذلك أخذ الرفاعي الطريقة ولبس الخرقة من طريق ءاخر عن خاله الشيخ منصور البطائحي عن غيره، وصولا إلى الجنيد، عن السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن علي الرضا، عن موسى الكاظم، عن جعفر الصادق، عن محمد الباقر، عن زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه الشهيد المظلوم الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه الليث الغضنفر سيدِنا علي الأكرم، زوج البتول رضي الله عنهم.
رد: ترجمة الشيخ الامام السيد أحمد الرفاعي الكبير (رحمه الله)
نبذة عن الإمام الرفاعي بقلم الأستاذ صلاح عزام
من كتاب أقطاب التصوف الثلاثة للأستاذ صلاح عزام:
"ولد الامام أحمد الرفاعي...
وكان ذلك في أم عبيدة وهي جزيرة قرب واصل من محافظة البصرة بالعراق... وفي عام 512 هـ أيام عهد خلافة المستظهر بالله من العصر العباسي الثاني... وتمت في بيت خاله القطب الرباني الشيخ منصور البطائحي إذ توفي والده وهو حمل في بطن أمه.
وكان لمولد الرفاعي أكثر من فرحة في البيت الحزين فقد انتظرته الأم عزاء كبيرا على ما فاتها وأملا في تعويض العذاب الذي لقيته بعد وفاة الأب ... وشوقا منتظرا من الجميع للرؤيا التي سبقت هذا المولد وتحدث بها أصحابها من كبار الصالحين في ذلك الوقت.
ومن ذلك ما جاء في كتاب النجم الساعي لأبي بكر العدني أن (منصور البطائحي الرباني رضي الله عنه كان قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي أختك بعد أربعين يوما ولدا يكون إسمه أحمد الرفاعي. مثل ما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء وحين يكبر فاذهب به إلى الشيخ علي القارئ الواسطي ليربيه ولا تغفل عنه).
وفي كتاب النجم الساعي أيضا (ولما ولد الرفاعي سارت البشرى بولادته وكان الإمام أحمد بن خميس في أصحابه يحدثهم وإذا به ينهض قائما يكبر ويهلل فسأله أصحابه فقال رأيت في هذه الساعة أنه قد ولد في أم عبيدة في دار الشيخ يحيى النجار ولد عزيز على ربه هو صاحب الوقت فنهض منهم جماعة وقد أصرف عقولهم حتى أتوا أم عبيدة واستأذنوها وشاهدوا الرفاعي وهو رضيع).
والإمام أحمد الرفاعي هو إبن صالح أحمد محيي الدين بن العباس المعروف بالرفاعي الكبير أبي العلمين.
والرفاعي نسبة إلى جده السابع رفاعة وإسمه الحسن وكان قد هاجر من مكة إلى المغرب وقت إضطهاد العلويين واستقر به المقام في قبيلة من العرب قرب أشبيليه وبقيت أسرته عبر السنين حتى قدر لواحد من أحفاده وهو يحيى أن يعود إلى مكة حاجا ومقيما لفترة قليلة يتركها بعدها إلى البصرة... ويعزم على الإقامة الدائمة بها ويتزوج منها وينجب أبو الحسن الرفاعي أبو الامام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه...
ونسب الإمام الكبير ينتهي إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه من ناحية أبيه... ومن ناحية أمه إلى سيدنا الحسن رضي الله عنه ومن أجل ذلك سمي الإمام "بأبي العلمين".
وقد حفظ الرفاعي القرأن الكريم وهو صغير جدا... ثم بدأ يتردد على حلقات العلم وهو في السابعة من عمره.
واتخذ له شيخين أخذ عنهما معالم طريقته... وهما خاله منصور البطائحي وعلي الواسطي...
وكان كثيرا ما يلزم في صباه الفقيه الواسطي ويكثر أيضا من التردد على الإمام الخرنوبي... ويقيم كل عام فترة من الزمن عنده يلزم مجلسه ويتعلم منه.
حتى كان ذات عام أنهى فترة اقامته برجاء طلب الوصية منه فقال له (أي أحمد إحفظ ما أقول لك. أي أحمد متلفت لا يصل. ومتسلل لا يفلح. ومن لا يعرف من نفسه نقصانا فكل وقته نقصان...)
وتكرر هذا الموقف من الرفاعي في العام التالي فأوصاه الخرنوبي بقوله (ما أقبح العلة بالأطباء والجهل من الأولياء والجفا من الأحباب).
فلما كان العام الثالث وما كاد الرفاعي يهم بطلب الوصية كالمعتاد حتى تقدم إليه الإمام الخرنوبي يبايعه بالمشيخة ويطلب من الرفاعي - ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره - (أي أحمد لا ترجع لزيارتي ولا تجيء إلي فما بقي لك حاجة إلي أو إلى غيري).
وحقيقة لم يعد للرفاعي حاجة عند الخرنوبي فقد مات قبل أن ينقضي الحول على وداعه.
وكان الرفاعي رضي الله عنه يعمل في كل الحرف حتى يضمن لقمة العيش التي تمكنه من عدم الإعتماد على أحد... وليمكنه في الوقت نفسه التردد للحاق بمجالس العلم في كل مكان... وبأي بلد...
وفي أدب جم... وتواضع... وايمان... كان يتعلم... وكان يبحث عن المعرفة من غير تطلع إلى مراكز قيادة... أو زعامة مشيخة...
حتى كان ذات يوم...
ومرض خاله الشيخ منصور الرباني... إمام المتصوفة في ذلك الوقت و له آلاف من الأتباع و المريدين ... و طلب منه بعض المقربين إليه أن يختار من يخلفه في مشيخته فأسر اليهم برؤياه من قبل التي بشر فيها بولادة الرفاعي من سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
وأخبرهم أيضاً أنه لا يرى خيرا من الرفاعي شيخاً عليهم من بعده و هو الذي رباه ... و يتابع خطى علمه و حياته ...
ولكن .. بعض نفر منهم كان يرى أن تكون المشيخة لأحمد ابنه لا إبن أخته .. و استعانوا بزوجة الشيخ منصور على إقناع الشيخ بحجتهم فأعلنها في قوة ووضوح أن المشيخة لن تكون إلا لأحمد الرفاعي و قال عبارته المشهورة (تريدين لمحبوبك . والحق يريد لمحبوبه ، قل اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، و تنزع الملك ممن تشاء).
و مع هذا ...
فقد كثر الجدل و النقاش و الرفاعي لا يشترك فيه و لا يهمه منه شيئاً إيماناً منه كما قال بعد ذلك بعدم طلب الولاية وأنها مسؤلية لا يقدر عليها إلا من يشاء الله ...
وأراد الشيخ منصور أن يحسم لأتباعه ومريديه الموقف فقرر إجراء إختبار صوفي لكل من يصلح لخلافته وجمعهم وفيهم ولده أحمد وإبن أخته الرفاعي وأعطى لكل واحد منهم سكيناً ودجاجة وطلب من كل واحد منهم أن يذبحها في مكان لا يراه فيه أحد .
و عاد الجميع و معهم ذبائحهم وعاد الرفاعي ومعه الدجاجه والسكين .. والتف الناس من حول الشيخ والرفاعي يستمعون إلى حوارهما وهو يسأله لماذا عدت بالدجاجة من غير ذبح ؟ قال الرفاعي (يا سيدي شرطت على خلو المكان .. وأينما ذهبت وجدت الله حاضراً وناظراً ...)
فكرر الشيخ لأتباعه قولته الشهيرة ( تريدون لمحبوبكم والله يريد لمحبوبه ..)
واشتد المرض بالشيخ منصور حتى دخل مرحلة الخطر ... الموت .. والتف حوله اتباعه ليعلموا قراره الأخير بشأن خليفته وشيخهم الجديد .. وكان حاضراً أحد فقراء المتصوفة يطلقون عليه إسم شويصة فسمع مطلبهم فإذا به ينتفض صارخا فيهم وقبل أن يرد عليهم الشيخ (لقد قلتم فأكثرتم وها أنا مخبركم... لقد درست جميع المواضع والمقامات في الأرض فلم ار عكوف الطير ونزول النوال إلا على أم عبيدة فعلمت أن الأمر قد سلم إلى أحمد الرفاعي...)
ونظروا جميعا إلى الشيخ منصور ليروا ما هو قائل فأجابهم (القول ما قاله لكم إبن مريم - شويصة - فاعرفوه).
ومات الشيخ منصور...
وجاء ولده أحمد ليمسح على وجه الرفاعي الحزين لوفاة شيخه وخاله... وسلم عليه بالبيعة بالمشيخة فقال له الرفاعي (يا سيدي أنا إن صلحت كنت مملوكا...)."
من كتاب أقطاب التصوف الثلاثة للأستاذ صلاح عزام:
"ولد الامام أحمد الرفاعي...
وكان ذلك في أم عبيدة وهي جزيرة قرب واصل من محافظة البصرة بالعراق... وفي عام 512 هـ أيام عهد خلافة المستظهر بالله من العصر العباسي الثاني... وتمت في بيت خاله القطب الرباني الشيخ منصور البطائحي إذ توفي والده وهو حمل في بطن أمه.
وكان لمولد الرفاعي أكثر من فرحة في البيت الحزين فقد انتظرته الأم عزاء كبيرا على ما فاتها وأملا في تعويض العذاب الذي لقيته بعد وفاة الأب ... وشوقا منتظرا من الجميع للرؤيا التي سبقت هذا المولد وتحدث بها أصحابها من كبار الصالحين في ذلك الوقت.
ومن ذلك ما جاء في كتاب النجم الساعي لأبي بكر العدني أن (منصور البطائحي الرباني رضي الله عنه كان قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي أختك بعد أربعين يوما ولدا يكون إسمه أحمد الرفاعي. مثل ما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء وحين يكبر فاذهب به إلى الشيخ علي القارئ الواسطي ليربيه ولا تغفل عنه).
وفي كتاب النجم الساعي أيضا (ولما ولد الرفاعي سارت البشرى بولادته وكان الإمام أحمد بن خميس في أصحابه يحدثهم وإذا به ينهض قائما يكبر ويهلل فسأله أصحابه فقال رأيت في هذه الساعة أنه قد ولد في أم عبيدة في دار الشيخ يحيى النجار ولد عزيز على ربه هو صاحب الوقت فنهض منهم جماعة وقد أصرف عقولهم حتى أتوا أم عبيدة واستأذنوها وشاهدوا الرفاعي وهو رضيع).
والإمام أحمد الرفاعي هو إبن صالح أحمد محيي الدين بن العباس المعروف بالرفاعي الكبير أبي العلمين.
والرفاعي نسبة إلى جده السابع رفاعة وإسمه الحسن وكان قد هاجر من مكة إلى المغرب وقت إضطهاد العلويين واستقر به المقام في قبيلة من العرب قرب أشبيليه وبقيت أسرته عبر السنين حتى قدر لواحد من أحفاده وهو يحيى أن يعود إلى مكة حاجا ومقيما لفترة قليلة يتركها بعدها إلى البصرة... ويعزم على الإقامة الدائمة بها ويتزوج منها وينجب أبو الحسن الرفاعي أبو الامام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه...
ونسب الإمام الكبير ينتهي إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه من ناحية أبيه... ومن ناحية أمه إلى سيدنا الحسن رضي الله عنه ومن أجل ذلك سمي الإمام "بأبي العلمين".
وقد حفظ الرفاعي القرأن الكريم وهو صغير جدا... ثم بدأ يتردد على حلقات العلم وهو في السابعة من عمره.
واتخذ له شيخين أخذ عنهما معالم طريقته... وهما خاله منصور البطائحي وعلي الواسطي...
وكان كثيرا ما يلزم في صباه الفقيه الواسطي ويكثر أيضا من التردد على الإمام الخرنوبي... ويقيم كل عام فترة من الزمن عنده يلزم مجلسه ويتعلم منه.
حتى كان ذات عام أنهى فترة اقامته برجاء طلب الوصية منه فقال له (أي أحمد إحفظ ما أقول لك. أي أحمد متلفت لا يصل. ومتسلل لا يفلح. ومن لا يعرف من نفسه نقصانا فكل وقته نقصان...)
وتكرر هذا الموقف من الرفاعي في العام التالي فأوصاه الخرنوبي بقوله (ما أقبح العلة بالأطباء والجهل من الأولياء والجفا من الأحباب).
فلما كان العام الثالث وما كاد الرفاعي يهم بطلب الوصية كالمعتاد حتى تقدم إليه الإمام الخرنوبي يبايعه بالمشيخة ويطلب من الرفاعي - ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره - (أي أحمد لا ترجع لزيارتي ولا تجيء إلي فما بقي لك حاجة إلي أو إلى غيري).
وحقيقة لم يعد للرفاعي حاجة عند الخرنوبي فقد مات قبل أن ينقضي الحول على وداعه.
وكان الرفاعي رضي الله عنه يعمل في كل الحرف حتى يضمن لقمة العيش التي تمكنه من عدم الإعتماد على أحد... وليمكنه في الوقت نفسه التردد للحاق بمجالس العلم في كل مكان... وبأي بلد...
وفي أدب جم... وتواضع... وايمان... كان يتعلم... وكان يبحث عن المعرفة من غير تطلع إلى مراكز قيادة... أو زعامة مشيخة...
حتى كان ذات يوم...
ومرض خاله الشيخ منصور الرباني... إمام المتصوفة في ذلك الوقت و له آلاف من الأتباع و المريدين ... و طلب منه بعض المقربين إليه أن يختار من يخلفه في مشيخته فأسر اليهم برؤياه من قبل التي بشر فيها بولادة الرفاعي من سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
وأخبرهم أيضاً أنه لا يرى خيرا من الرفاعي شيخاً عليهم من بعده و هو الذي رباه ... و يتابع خطى علمه و حياته ...
ولكن .. بعض نفر منهم كان يرى أن تكون المشيخة لأحمد ابنه لا إبن أخته .. و استعانوا بزوجة الشيخ منصور على إقناع الشيخ بحجتهم فأعلنها في قوة ووضوح أن المشيخة لن تكون إلا لأحمد الرفاعي و قال عبارته المشهورة (تريدين لمحبوبك . والحق يريد لمحبوبه ، قل اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، و تنزع الملك ممن تشاء).
و مع هذا ...
فقد كثر الجدل و النقاش و الرفاعي لا يشترك فيه و لا يهمه منه شيئاً إيماناً منه كما قال بعد ذلك بعدم طلب الولاية وأنها مسؤلية لا يقدر عليها إلا من يشاء الله ...
وأراد الشيخ منصور أن يحسم لأتباعه ومريديه الموقف فقرر إجراء إختبار صوفي لكل من يصلح لخلافته وجمعهم وفيهم ولده أحمد وإبن أخته الرفاعي وأعطى لكل واحد منهم سكيناً ودجاجة وطلب من كل واحد منهم أن يذبحها في مكان لا يراه فيه أحد .
و عاد الجميع و معهم ذبائحهم وعاد الرفاعي ومعه الدجاجه والسكين .. والتف الناس من حول الشيخ والرفاعي يستمعون إلى حوارهما وهو يسأله لماذا عدت بالدجاجة من غير ذبح ؟ قال الرفاعي (يا سيدي شرطت على خلو المكان .. وأينما ذهبت وجدت الله حاضراً وناظراً ...)
فكرر الشيخ لأتباعه قولته الشهيرة ( تريدون لمحبوبكم والله يريد لمحبوبه ..)
واشتد المرض بالشيخ منصور حتى دخل مرحلة الخطر ... الموت .. والتف حوله اتباعه ليعلموا قراره الأخير بشأن خليفته وشيخهم الجديد .. وكان حاضراً أحد فقراء المتصوفة يطلقون عليه إسم شويصة فسمع مطلبهم فإذا به ينتفض صارخا فيهم وقبل أن يرد عليهم الشيخ (لقد قلتم فأكثرتم وها أنا مخبركم... لقد درست جميع المواضع والمقامات في الأرض فلم ار عكوف الطير ونزول النوال إلا على أم عبيدة فعلمت أن الأمر قد سلم إلى أحمد الرفاعي...)
ونظروا جميعا إلى الشيخ منصور ليروا ما هو قائل فأجابهم (القول ما قاله لكم إبن مريم - شويصة - فاعرفوه).
ومات الشيخ منصور...
وجاء ولده أحمد ليمسح على وجه الرفاعي الحزين لوفاة شيخه وخاله... وسلم عليه بالبيعة بالمشيخة فقال له الرفاعي (يا سيدي أنا إن صلحت كنت مملوكا...)."
مواضيع مماثلة
» ترجمة الشيخ سسيدي أحمد زروق رحمه الله
» #سند تقبيل اليد الشريفة للإمام #الرفاعي رحمه الله
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» ترجمة مختصرة عن الشيخ الحاج أحمد المغيلي
» قول الشيخ محمد ناصر الألباني رحمه الله في التوسل والاستغاثة
» #سند تقبيل اليد الشريفة للإمام #الرفاعي رحمه الله
» موقف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله من الخلافات التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم
» ترجمة مختصرة عن الشيخ الحاج أحمد المغيلي
» قول الشيخ محمد ناصر الألباني رحمه الله في التوسل والاستغاثة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى