أهمية التصوف
أهمية التصوف
أهمية التصوف
قال الإمام السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره:
هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره ، وظاهره ظرف باطنه ، لولا الظاهر لما بطن لولا الظاهر لما كان ولما صح القلب لا يقوم بلا جسد ، بل لولا الجسد لفسد والقلب نور الجسد .
هذا العلم (التصوف) الذي سماه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب.
إذا انفرد قلبك بحسن نيته، وطهارة طويته وقتلت وسرقت وزنيت وأكلت الربا وشربت الخمر وكذب وتكبرت وأغلظت القول فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك ؟! وإذا عبدت الله وتعففت وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبك الرياء والفساد فما الفائدة من عملك؟! ... أي حالة باطنة للمسلم لم يأمر ظاهر الشرع بعلمها؟! أي حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإسلاح الباطن لها ؟!( [31]) .
إن الشارع أمر الإنسان بتكاليف في خاصة نفسه وترجع إلى قسمين:
قسم يتعلق بأعماله الظاهرة وقسم يتعلق بأعماله البطنة وبلفظ آخر : أحكام تتعلق باهر الجسد وأحكام تتعلق بباطن الجسد (القلب).
وأما الأعمال التي تترتب على الجسد فهي نوعان: أوامر نواه فالأوامر المفروضة هي كالصلاة والصوم والزكاة والحج... وأما لنواهي المحظورة فهي كتحريم الزنا والسرقة وشرب الخمر وحقوق العباد كافة ...
واما الأعمال التي تتربت على القلب فهي نوعان أيضا أوامر ونواه فالأوامر الفمروضة : كالإيمان بالله وملائمته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. وكالإخلاص والتوكل والخشوع والصدق والصبر .... .
وأما الواهي المحورة فكالكفر والنفاق والحقد والحسد والكبر والعجب والرياء.
وهذا القسم الثاني هو المعول عليه في ديننا ألا وهو أعمال القولب لأن مبنى الأمور كلها على إخلاص النيات لرب البريات التي لا يعلم بها غيره ، فقد قرن الله سبحانه وتعالى أعمال الظاهر وسلامة الباطن فيها لأن فساد الباطن يوجب فساد الأعمال الظارة فقال: ﴿فمن كانه يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾( [32]).
ولهذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ينم ملكا وتوجيها لاهتمام صحابته الكرام لإصلاح قلوبهم ويبين لهم هذا الملك وأن صلاحج الإنسان متوقف على صلاح هذا القلب وصفائه من كل الشوائب الكامنة في جنباته فقال : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)( [33])، لأن العمدة يوم القيامة القلب السليم كما أخبر الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾( [34]).
وكما أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن محل نظر الرب هو القلب فقال (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينر إلى قلوبكم وأعمالكم)( [35]).
وما فرق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر صلاح الأعمال عن باطن صدق القلوب.
وقال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى : (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها فقال فيها الإمام الغزالي رحمه الله تعالى إنها فرض عين)( [36]).
(فتصفية القلب ومداواته من أهم الفرائض العينية وأهم الواجبات الربانية، وقد دل على ذلك ما جاء في الكتاب والسنة وأقوال العلماء والفقهاء) .
أولا : أهميته في الكتاب:
أمر الله تعالى خلقه أن تكون جميع عباداتهم القولية والفعلية والمالية خالصة له تعالى بعيدة عن الرياء فقال: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾( [37])، وقد حرم الفواحش فقال: ﴿قل إنما حرم ربي افلفواحش ما ظهر منها وما بطن﴾( [38])، وقال تعالى: ﴿ولا تقربوا الفواحش ما هر منها وما بطن﴾( [39]).
والفواحش الباطنية كما قال المفسرون هي الحقد والرياء والحسد والنفاق... .
ثانيا: أهميته في السنة :
الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد كثيرة منها:
• قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)( [40]).
• ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه)( [41]).
• وكذلك الأحاديث التي تأمر بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الجيدة الطيبة فقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم)( [42]).
• ويقول عليه الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)( [43]).
-------------------------------------------------------------------------
( [31]) البرهان المؤيد : ص 122 .
( [32]) سورة الكهف الآية 10.
( [33]) رواه البخاري (52)، ومسلم (2523).
( [34]) سورة الشعراء الآية 88 – 89.
( [35]) أخرجه مسلم (2564).
( [36]) الأشباه والنظائر للسيوطي ص 504.
( [37]) سورة البينة الآية 5.
( [38]) سورة الأعراف الآية 33.
( [39]) سورة الأعراف الآية 33.
( [40]) رواه البخاري (5718) ومسلم (2559).
( [41]) رواه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء فيمن يقاتل رياء.
قال الإمام السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره:
هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره ، وظاهره ظرف باطنه ، لولا الظاهر لما بطن لولا الظاهر لما كان ولما صح القلب لا يقوم بلا جسد ، بل لولا الجسد لفسد والقلب نور الجسد .
هذا العلم (التصوف) الذي سماه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب.
إذا انفرد قلبك بحسن نيته، وطهارة طويته وقتلت وسرقت وزنيت وأكلت الربا وشربت الخمر وكذب وتكبرت وأغلظت القول فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك ؟! وإذا عبدت الله وتعففت وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبك الرياء والفساد فما الفائدة من عملك؟! ... أي حالة باطنة للمسلم لم يأمر ظاهر الشرع بعلمها؟! أي حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإسلاح الباطن لها ؟!( [31]) .
إن الشارع أمر الإنسان بتكاليف في خاصة نفسه وترجع إلى قسمين:
قسم يتعلق بأعماله الظاهرة وقسم يتعلق بأعماله البطنة وبلفظ آخر : أحكام تتعلق باهر الجسد وأحكام تتعلق بباطن الجسد (القلب).
وأما الأعمال التي تترتب على الجسد فهي نوعان: أوامر نواه فالأوامر المفروضة هي كالصلاة والصوم والزكاة والحج... وأما لنواهي المحظورة فهي كتحريم الزنا والسرقة وشرب الخمر وحقوق العباد كافة ...
واما الأعمال التي تتربت على القلب فهي نوعان أيضا أوامر ونواه فالأوامر الفمروضة : كالإيمان بالله وملائمته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. وكالإخلاص والتوكل والخشوع والصدق والصبر .... .
وأما الواهي المحورة فكالكفر والنفاق والحقد والحسد والكبر والعجب والرياء.
وهذا القسم الثاني هو المعول عليه في ديننا ألا وهو أعمال القولب لأن مبنى الأمور كلها على إخلاص النيات لرب البريات التي لا يعلم بها غيره ، فقد قرن الله سبحانه وتعالى أعمال الظاهر وسلامة الباطن فيها لأن فساد الباطن يوجب فساد الأعمال الظارة فقال: ﴿فمن كانه يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾( [32]).
ولهذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ينم ملكا وتوجيها لاهتمام صحابته الكرام لإصلاح قلوبهم ويبين لهم هذا الملك وأن صلاحج الإنسان متوقف على صلاح هذا القلب وصفائه من كل الشوائب الكامنة في جنباته فقال : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)( [33])، لأن العمدة يوم القيامة القلب السليم كما أخبر الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾( [34]).
وكما أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن محل نظر الرب هو القلب فقال (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينر إلى قلوبكم وأعمالكم)( [35]).
وما فرق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر صلاح الأعمال عن باطن صدق القلوب.
وقال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى : (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها فقال فيها الإمام الغزالي رحمه الله تعالى إنها فرض عين)( [36]).
(فتصفية القلب ومداواته من أهم الفرائض العينية وأهم الواجبات الربانية، وقد دل على ذلك ما جاء في الكتاب والسنة وأقوال العلماء والفقهاء) .
أولا : أهميته في الكتاب:
أمر الله تعالى خلقه أن تكون جميع عباداتهم القولية والفعلية والمالية خالصة له تعالى بعيدة عن الرياء فقال: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾( [37])، وقد حرم الفواحش فقال: ﴿قل إنما حرم ربي افلفواحش ما ظهر منها وما بطن﴾( [38])، وقال تعالى: ﴿ولا تقربوا الفواحش ما هر منها وما بطن﴾( [39]).
والفواحش الباطنية كما قال المفسرون هي الحقد والرياء والحسد والنفاق... .
ثانيا: أهميته في السنة :
الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد كثيرة منها:
• قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)( [40]).
• ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه)( [41]).
• وكذلك الأحاديث التي تأمر بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الجيدة الطيبة فقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم)( [42]).
• ويقول عليه الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)( [43]).
-------------------------------------------------------------------------
( [31]) البرهان المؤيد : ص 122 .
( [32]) سورة الكهف الآية 10.
( [33]) رواه البخاري (52)، ومسلم (2523).
( [34]) سورة الشعراء الآية 88 – 89.
( [35]) أخرجه مسلم (2564).
( [36]) الأشباه والنظائر للسيوطي ص 504.
( [37]) سورة البينة الآية 5.
( [38]) سورة الأعراف الآية 33.
( [39]) سورة الأعراف الآية 33.
( [40]) رواه البخاري (5718) ومسلم (2559).
( [41]) رواه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء فيمن يقاتل رياء.
مواضيع مماثلة
» أقوال العلماء في أهمية التصوف:
» أهمية التصوف و اقوال العلاماء في هذه الاهمية
» أسس التصوف
» أسس التصوف
» التصوف (الاحسان)
» أهمية التصوف و اقوال العلاماء في هذه الاهمية
» أسس التصوف
» أسس التصوف
» التصوف (الاحسان)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى