المبايعة (أخذ العهد)
المبايعة (أخذ العهد)
المبايعة
(أخذ العهد)
مقدمة
سر المبايعة واهميتها:
قال العارف بالله السيد حسين برهان الدين الرفاعي قدس سره حين سئل عن سر البيعة: (حد من حدود الحق يقف عنده أهل الصدق الذين صدقوا ما بايعوا الله عليه وما عاهدوا الله عليه فخافوا سؤله وعظموا جلاله فتغلب على قلوبهم سلطان الهيبة وأخذهم من علة نفوسهم إلى حضرته العلية فانطمست قوابس أوهامهم بأشعة أنوار عظمته فإذا سول لهم الشيطان خروجا أو دخولا وقفوا على قدم الاستقامة ذاكرين الله قائلين﴿إن العهد كان مسؤولا﴾( [1]) أولئك ﴿الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾( [2]) وانحجبت بصائرهم عن غيره فأبصروه بها وعن الأغيار تعاموا وعلى طريق رضاه قعدوا والى داعيه قاموا وما البيعة إلا بيعة النفس وقطع علائقها والأعنة: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة﴾( [3]). فإن انطبع المبايع على الصدق ودخل حضرة قوم تجردوا من علائق رطبهم ويابسهم فقد لوحظ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعونة ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾( [4]) وعلى هذا يقوم منار الأمر ويتم نظام الخير وتصح الوصلة إلى الله ويأخذ القلب عن الله ويصير العبد صفة من صفات الله يصل بالله ويقطع بالله ويتكلم عن الله ويستهدي بالله ويسير إلى الله ويعان من الله عز وجل قال الله لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿إن الذين يبايعونك إنما يباعيونك الله﴾( [5]) وإن بيعة الإمام المبين والصادق الأمين عليه الصلاة والسلام نافذة سارية باقية هي هي تتلقاها النفس السليمة وتعقد عليها الأكف الكريمة لا تبديل لكلمات الله وأهل الله نواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )( [6]).
الأدلة على مشروعية المبايعة (أخذ العهد):
أ- من القرآن الكريم:
1- قال تعالى ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ﴾( [7]).
2- قال أيضا ﴿وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم﴾( [8]).
3- قال أيضا ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا﴾( [9]).
ب- من السنة:
أولا بيعة الرجال:
1- عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه) فبايعناه على ذلك( [10]).
2- وعنه رضي الله عنه أيضا أنه قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع في الأمر أهله وأن نقول الحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)( [11]).
ثانيا بيعة النساء:
1- عن السيدة أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها أنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نسوة يبايعنه فقلنا : يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف قال (فما استطعتن وأطقتن) قالت: الله ورسوله أرحم بنا هلم نبايعك يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة»( [12]).
2- وعن سيدنا عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبايعه على الإسلام فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى»( [13]).
3- وعن السيدة سلمى بنت قيس رضي الله عنها وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار قالت: جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال (ولا تغششن أزواجكن) قالت: فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فاسألي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما غِشُّ أزواجنا؟ قالت: فسألته فقال: (تأخذ ماله فتحابي به غيره)( [14]).
ثالثا: بيعة من لم يحتلم:
1- عن سينا محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بايع الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر رضي الله عنهم وهم صغار لم يبلغوا قال: ولم يبايع صغيرا إلا منا( [15]).
وعن سيدنا عبدالله بن الزبير وعبدالله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما بايعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبسم وبسط يده فبايعهما( [16]).
(أخذ العهد)
مقدمة
سر المبايعة واهميتها:
قال العارف بالله السيد حسين برهان الدين الرفاعي قدس سره حين سئل عن سر البيعة: (حد من حدود الحق يقف عنده أهل الصدق الذين صدقوا ما بايعوا الله عليه وما عاهدوا الله عليه فخافوا سؤله وعظموا جلاله فتغلب على قلوبهم سلطان الهيبة وأخذهم من علة نفوسهم إلى حضرته العلية فانطمست قوابس أوهامهم بأشعة أنوار عظمته فإذا سول لهم الشيطان خروجا أو دخولا وقفوا على قدم الاستقامة ذاكرين الله قائلين﴿إن العهد كان مسؤولا﴾( [1]) أولئك ﴿الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾( [2]) وانحجبت بصائرهم عن غيره فأبصروه بها وعن الأغيار تعاموا وعلى طريق رضاه قعدوا والى داعيه قاموا وما البيعة إلا بيعة النفس وقطع علائقها والأعنة: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة﴾( [3]). فإن انطبع المبايع على الصدق ودخل حضرة قوم تجردوا من علائق رطبهم ويابسهم فقد لوحظ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعونة ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾( [4]) وعلى هذا يقوم منار الأمر ويتم نظام الخير وتصح الوصلة إلى الله ويأخذ القلب عن الله ويصير العبد صفة من صفات الله يصل بالله ويقطع بالله ويتكلم عن الله ويستهدي بالله ويسير إلى الله ويعان من الله عز وجل قال الله لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿إن الذين يبايعونك إنما يباعيونك الله﴾( [5]) وإن بيعة الإمام المبين والصادق الأمين عليه الصلاة والسلام نافذة سارية باقية هي هي تتلقاها النفس السليمة وتعقد عليها الأكف الكريمة لا تبديل لكلمات الله وأهل الله نواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )( [6]).
الأدلة على مشروعية المبايعة (أخذ العهد):
أ- من القرآن الكريم:
1- قال تعالى ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ﴾( [7]).
2- قال أيضا ﴿وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم﴾( [8]).
3- قال أيضا ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا﴾( [9]).
ب- من السنة:
أولا بيعة الرجال:
1- عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه) فبايعناه على ذلك( [10]).
2- وعنه رضي الله عنه أيضا أنه قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع في الأمر أهله وأن نقول الحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)( [11]).
ثانيا بيعة النساء:
1- عن السيدة أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها أنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نسوة يبايعنه فقلنا : يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف قال (فما استطعتن وأطقتن) قالت: الله ورسوله أرحم بنا هلم نبايعك يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة»( [12]).
2- وعن سيدنا عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبايعه على الإسلام فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى»( [13]).
3- وعن السيدة سلمى بنت قيس رضي الله عنها وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار قالت: جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال (ولا تغششن أزواجكن) قالت: فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فاسألي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما غِشُّ أزواجنا؟ قالت: فسألته فقال: (تأخذ ماله فتحابي به غيره)( [14]).
ثالثا: بيعة من لم يحتلم:
1- عن سينا محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بايع الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر رضي الله عنهم وهم صغار لم يبلغوا قال: ولم يبايع صغيرا إلا منا( [15]).
وعن سيدنا عبدالله بن الزبير وعبدالله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما بايعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبسم وبسط يده فبايعهما( [16]).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى