بذة عن تاريخ الطّرق الصّوفية في الجزائر
بذة عن تاريخ الطّرق الصّوفية في الجزائر
هذا بيان لهذه الطّرق مع جهد يسير في ترتيبها، والتّعريف بها، وقد اعتمدت في ذلك على "تاريخ الجزائر الثّقافي" لأبي القاسم سعد الله، إضافةً إلى بعض المواقع الإلكترونية الخاصّة بهذه الطّرق، وقد أخّرْت الطّريقة الشّاذلية لكثرةِ فروعِها، وانقسامِها على نفسها.
1- الطّريقة القادريّة.
تُنسَب هذه الطّريق إلى الشّيخ عبد القادر الجيلالي (ت:561 هـ): الفقيه البغدادي الزّاهد المعروف، صاحب "الغُنية" وغيرِها، وقد كان لهذه الطّريقة الّتي ظهرت في المشرِقِ عدّة فروع تتّصل بالزّاوية الأمّ ببغداد.
وكان للطّريقة القادريّة في الجزائر عدّة زوايا في زمّورة، والشّلف، وتيارت، والوادي، وورقلة، والأوراس، وكنتة. وقد أبلغها الدّكتور سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي" إلى 33 زاويةً في نهاية القرن التّاسع عشر، ينتمي إليها 25 ألف مريد.
ولهذه الطّريقة وِرْدٌ تتميّز به، منه ما يتعلّق بالذكر بعد الصّلوات، ومنه وِرْدٌ يوميّ. ويلاحظ أنّ هذه الأوراد في أصلها مشروعة، لكنْ اعترتْها البدعيّة من ناحية التّخصيص بالأوقات والتّحديد بالأعداد، كقول "لا إله إلاّ الله" 500 مرّة في اليوم، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 121 مرّة في اليوم، والاستغفار بعد الصّلاة 100 مرّة، مع أنّ المأثورَ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الاستغفار ثلاثاً.
و اول من اسس اول زتوية قادرية بالجزائر هو الشيخ الحاج مصطفى الغريسي حوالي سنة 1200 ، و هي التى اصبحت تعرف بزاوية القطنة بمعسكر و كان الحاج مصطفى من علماء الوقت و صلحائه و كان يتردد على الحج حتى بلغت حجاته اربعا . و في هذه الحجة الاخيرة توفي و هو راجع في موطنه في المكان المسمى عين غزالة قرب درنة بليبيا و هو مدفون هناك و ضريحه مزال موجود .
تولى من بعده ولده محي الدين الذي كان من شيوخ العلم المشهود لهم و هو الذي تولى تعليم ولده عبد القادر بطل المقاومة الجزائرية و مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة .
و اصبح الشيخ محي الدين يلقن اوراد الطريقة القادرية للمريدين و ينشر العلم من الزاوية التى كانت عبارة عن معهد علمي و محطة لعبري السبيل و الزوار و الفقراء و بعد وفات الشيخ محي الدين 1250ه تولى الامير عبدالقادر امر الزاوية فكانت الزاوية مركز المقاومة
وكان من ابرز شيوخُها في وادي سوف الشّيخ عبدُ العزيز بن الهاشمي فكانت زاويتَه معهدٍ لتعليم الإسلام واللّغة العربيّة، وأغلقت فرنسا زاويتَه، ورمت به في غياهب السّجون؛
أ) العمارية.
نسبةً إلى الوليّ الصّالح عمّار بوسنّة (كان في القرن الثّاني عشر في ضواحي عنّابة)، ومؤسِّسُها هو مبارك بن يوسف المغربيّ، سمّى خديم سيدي عمّار،
وفي سنة 1882 تمكّن من وضع ذكرِ طريقتِه المستقِلّ عن الذّكر القادريّ، بإعانةِ شيخٍ قادريٍّ تونسيٍّ ، وذِكْرُه هذا يتميّز باختلافه حَسَب أيّام الأسبوع؛ إذ منه:" لا حول ولا قوّة إلاّ بالله " يوم الأحد ، و" لا إله إلاّ الله " يوم الإثنين، وهكذا.
وقد بلغت الزّوايا التّابعة له 26 زاويةً، كانت تستقطب 7 آلاف مريد إلى نهاية القرن التّاسع عشر الميلادي.
ب) البوعليّة.
نسبةً إلى البوعلي (ت:610 هـ) من "نفطة" في تونس، وكان لها أتباعٌ في العهد الفرنسيّ في الشّرق الجزائريّ، وزاويةٌ لها مقدَّم في خنشلة،
ج) البكائية.
وهي من الطّرق الّتي تفرّعت عن الطّريقة القادريّة، ومؤسّسُها: أحمد البّكاي الكُنْتِي في منطقة كنتة بتوات (في نهاية القرن الخامس عشر)، وكان لولده عمر (ت:960 هـ/1553 م) دورٌ في نشر القادريّة في غرب إفريقيا.
2- الطّريقة الرّحمانيّة.
مؤسِّس هذه الطّريقة هو محمّد بن عبد الرّحمن الأزهري (ت:1208 هـ/1793 م).
كان قد جلب الطّريقة الخلوتية من المشرق وطوّرها فنُسِبَتْ إليه، وذلك في سنة (1188 هـ/1774 م)، وكان لهذه الطّريقة 220 زاويةً تضُمُّ ما بين 130 إلى 160 ألف مريدٍ قبلَ نهاية القرن التّاسع عشر، ولذلك كانت تُعتَبَرُ من أوسع الطّرق انتشاراً في الجزائر أثناء الحقبة الاستعماريّة،
وشيخُها المعروف بصاحب القبرين، أحدهما: في موطنه ومقرِّ زاويتِه ببني إسماعيل دائرة بوغني ببلاد القبائل. والثّاني: في مقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.
ولزاويته فروعٌ في الشّرق والجنوب، من أشهرها: زاوية "الهامل" ببو سعادة، الّتي تحمل لواءَ الطّريقة في هذه الأيّام، ومنها زاوية الحملاوي وباشتارزي في قسنطينة، وخنقة سيدي ناجي ببسكرة.
3- الطّريقة التّجانية.
تنتسب إلى مؤسِّسها: أحمد بن محمّد التّجاني (ت:1230 هـ/1814 م)، وهو من مواليد عين ماضي بالأغواط عام (1150 هـ/1737 م).
ارتحل إلى فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة، ومكّة، والمدينة، وبغداد، وأخذ الطّريقة القادريّة والطيبية والرحمانية والناصرية والمدنيّة والخلوتية.
وفي عام 1196 م قرّر إنشاءَ طريقةٍ خاصّة به، وكان يومَها بفاس المغربيّة، ثمّ اتّخذ عينَ ماضي مقرّاً للخلافة العامّة للطّريقة، الّتي صار لها أتباعٌ في وسطِ وغرب إفريقيا. وقد أحصى لها الفرنسيّون في الجزائر نهايةَ القرن التّاسع عشر 32 زاوية و25 ألف مريد.
وتتميّز هذه الطّريقةُ بصلاة "الفاتح" التي يقول التّيجاني أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم علّمه إيّاها في المنام، أ
4- السّنوسية الطكّوكية.
الطّريقة السّنوسية تُنسَب إلى محمّد بن عليّ السّنوسي المستغانمي (ت:1859 م) الّذي أخذ مجموعةً من الطّرق في الجزائر، والمغرب، ومنها الشّاذلية، ثمّ استقرّ في ليبيا، وأسّس عام 1843 م هذه الطّريقةَ الّتي تُنسَب إليه، وشرع في الدّعوة إليها من هناك.
أسّس في حياته 22 زاويةً، منها: زاوية جغبوب الّتي توفِّي بها، وهي طريقةٌ صوفيّة لا تختلف عن بقيّة الطّرق بأذكارها
وبعضُ النّاس يبالغ في الثّناء عليها، وربّما وصفها بالسّلفية لاعتمادِ صاحبها على رواية الحديث النّبويّ، وخروجِه في بعض المسائل الفقهيّة عن اختيارات خليل صاحب "المختصر"، وكذلك بناءً على مواقفِ أتباعِها تُجَاه الاستعمار الأوروبيّ، وذلك لا يُخرجها عن حقيقتِها الصّوفية في السّلوك والاعتقاد.
وقد اتّبعت هذه الطّريقة سياسةً حاولت من خلالها استيعابَ مريدي الطّرق الأخرى؛ فأباحت تعدُّد المشايخ والانتماء؛ ولذلك كثر أتباعُها في إفريقيا وآسيا، وليس لها في الجزائر إلاّ زاويةٌ واحدة تاسست (عام 1859)، وهي: زواية ابن طكوك في مستغانم.
5- الشّاذلية.
تنسب هذه الطّريقة إلى أبي الحسن الشّاذلي وقد عرفنا شيخَه وسنَدَه، فقد كان ينتسِب إلى ابن مشيش، لكن سرعان ما استقلّ عنه،
وقد انتشرت طريقتُه عن طريق خليفته أبي العبّاس أحمد المرسي (ت:686 هـ) ثمّ عن طريق تلميذِ هذا الأخير: ابنِ عطاء الله السّكندريّ (ت:709 هـ).
ومن خصائص هذه الطّريقة في الذّكر اليوميّ في الصّباح والمساء: الاستغفار 100 مرّة، والصّلاة على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم 100 مرّة، وتكرار الشّهادة 100 مرّة، وحضور الحضرة مرّة في الأسبوع على الأقلّ، كما أن للشّاذلي أورادا وأحزابا تُنسَب إليه يتلوها أتباعه،
ولهذه الطّريق أكثرُ من عشرين فرعاً مُنشقًّا عنها، الّذي وُجِد منها في الجزائر: الزّروقية، واليوسفيّة، والعيساويّة، والكرزازيّة، والشيخيّة، والنّاصريّة، والطيبيّة، والزيانيّة، والحنصاليّة، والحبيبيّة، والمدنيّة، والدّرقاويّة، إضافة إلى السّنوسية التي تُعتبر مستقِلّة عنها تماما.
أ) الزروقية.
تنسب إلى الشّيخ أحمد الزروق الفاسي (ت:899 هـ/1494 م).
وهو فقيه أقام في الجزائر، وبجاية، وقسنطينة، قبل أن ينتقل إلى مصراته بليبيا، حيث كانت وفاتُه، وهو لم يؤسِّسْ طريقةً، وإنّما ترك أفكارا ومؤلّفاتٍ في آداب المريد، ثمّ أسّس أتباعه هذه الطّريقة ونسبوها إلى شيخهم، كما نسبوا إليه أشعارا ومن تلك الأشعار المشار إليها ما جاء في "البستان" لابن مريم (ص:48-49) أنّه قال:
وأُلْهِمْتُ أسرارا وأُعطيتُ حـكمـةً *** وحُزت مقامات العُلـى المستنيـرة
وإن كنتَ في هـمّ، وضيقٍ وكربـةٍ *** وقلبٍ كسيـرٍ، ثمّ سُقمٍ وفاقـة
توجّهْ لقُـرْبٍ، وأسْـرِع بخـطـوة *** فنادِ: أيا زروقُ ءاتِ بسـرعـة
فكم كربةٍ تُجلَى إذا ذُكِـر اسْمُـنا *** وكم ثـمرةٍ تُجْنَى بأفرادِ صحبتِي
مريدي، فلا تخف ولا تخـش ظـالماً *** فإنّك ملحـوظٌ بعيـن العنـايـة
وإنّي للمريـد لا شـكّ حـاضـر *** أشـاهده فـي كلّ حين ولحظـة
وألحظـه ما دام يرعـى مـودّتِـي *** يلازِم حزبِي، ثمّ وردي، وحضرتي
أنـا لمريـدي جامـعٌ لشتـاتـه *** إذا مسّـه جَـوْر الزّمـان بنكبة
وقفت بباب الله وحـدي موحّـدا *** ونوديتُ: يا زروق، ادخُل لحضرتي
وقال لي أنت القطب في الأرض كلّها *** وكلّ عبيـد الله صـاروا رعيّـتِي
وتصرّفت بإذن من له الأمـر كلّـه *** وقرّبنِـي المولـى، وفـزت بنظـرة
وجالت خيولـي في الأرضين كلّها *** فأهل السّمـا والأرض تعرف سطوتِي
وإنّي ولِـيُّ الله، غـوثُ عبـادِه *** وسيـفُ القضـاء للظّالِم المتعـنّـت
أيا سـامعاً قـولِي هذا فحـاذرن *** وسلِّـم لأهـلِ الله فِي كلّ حـالـة
وما قلت هذا القولَ فخراً، وإنّمـا *** أذنْـت بـه؛ لتعلمـوا بِحقيـقَتِـي
ومنهم من ينسب هذه التّائيةَ إلى محمّد بن عيسى المكناسيّ صاحب الطريقة "العيساوية" الآتي ذكره، مع تغيير اسم زروق حيث ورد فيها بابن عيسى.
وقد كان للطّريقة الزروقية في الحقبة الاستعمارية أتباعٌ في قسنطينة، وتلمسان، وبجاية، وقد قُدِّر مريدوها آنذاك وإلى نهاية القرن التّاسع عشر ب 2.7 ألف مريد.
ب) اليوسفية.
نسبةً إلى أحمد بن يوسف الملياني (ت:931 هـ/1525 م)، وهو من تلاميذ أحمد الزّروق. وقد كان له أتباع في مليانة وتلمسان، و قد قُدِّر أتباعُها في نهاية القرن التّاسع عشر بـ 1.4 ألف.
ج) العيساوية.
وهي طريقة أسّسها محمد بن عيسى (ت:933 هـ/1526 م) دفين مكناس، واستقل بها عن الشّاذلية الجزولية. ، وقد عُدَّ أتباعُها في الجزائر في نهاية القرن التّاسع عشر بـ3.5 ألف، موزَّعين على 13 زاوية في وزرة بالمديّة، والرّمشي قرب تلمسان، وقسنطينة، وعنّابة، ولا يزال لها أتباع في الجزائر إلى يومنا هذا.
د) الحنصاليّة.
مؤسّسُها: سعيد بن يوسف الحنصالي (ت: 1114 هـ/1702 م) من دادس بالمغرب الأقصى. وهي من فروع الشّاذلية، ويقوم أتباعُها بأعمال تشبه أعمالَ العيساويّة، وهم يزعُمون الإفادة في العثور على الأشياء المسروقة، والدّلالة على المجرمين، ويقرؤون جماعةً القصيدة الدّمياطية (الزّمياطي) ،
وكان لها أتباع في قسنطينة، ووهران، ومجموع زواياها 18 زاوية، وأتباعها يقدّرون بـ4 آلاف مريد.
هـ) الكرزازية (الأحمديّة).
أسّسها أحمد بن موسى الحسني مولى كرزاز (ت:1016 هـ/1608 م) قُرْبَ توات بأدرار.
تتلمذ على أحمد بن يوسف الملياني، وأتباعُه يقولون: إنّه أذن له في تأسيس طريقة، ووِرْدُها متميِّز بما يأتي: لا اله إلاّ الله، محمّد رسول الله 10 مرّات عقب كلّ صلاة، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 80 مرّةً عقب صلاة عصر الجمعة، وقراءة حزب الفلاح المعروف للشّاذلي عقِب صلاة الصّبح و المغرب، وبسم الله الرّحمن الرّحيم 100 مرّة عقب صلاة العشاء، و200 عقِب صلاة الصّبح، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند المصافحة، وإقامة الذّكر المعروف بالسّماع الّذي يُقال بالمسجد في الشّتاء عقب صلاة الصّبح، وفي الصّيف كلَّ خميس.
أتباعُ هذه الطّريقة يزعُمون أنّهم لا يقبلون في صفوفهم إلاّ متعلّما، وليس لهذه الطّريقة أتباعٌ إلاّ في منطقة توات، وتلمسان وما جاورها.
في نهاية القرن التّاسع عشر كان لها 3 آلاف مريد.
و) الناصرية.
وهي طريقة شاذلية موجودة في المغرب، أسّسها محمّد بن ناصر الدّرعي (ت:1085 هـ/1674 م) وسنده إلى الشّاذلي عن طريق الشّيخ أحمد الزّروق، وعن طريق الجزولي، وأشار أبو القاسم سعد الله إلى وجود أتباع لها في الجزائر في الحقبة الاستعمارية، ومن فروعها الطّريقة الزيانيّة الآتي ذكرُها.
ز) الزّيانية.
أسّسها محمّد بن عبد الرّحمن بن بوزيان (ت:1145 هـ/1733 م) في القنادسة، بعدما تلقّى الطّريقة النّاصرية في المغرب الّتي تميّزت بتقسيم أذكار الطّريقة إلى ثلاثِ فئاتٍ ذكر خاصّ بالمتعلّمين، وذكر العوامّ، وذكر النّساء.
وتتميّز بوِرد خاصّ فيه: تلاوة حزب من القران خمس مرّات في اليوم، وقراءة "دلائل الخيرات" مرّة كلّ يوم، أو مرّة في كلّ جمعة، والوِرد اليوميّ للمبتدئين وهو الورد الشّاذلي العامّ: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 100 مرّة، واللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدِك ورسولِك النبيّ الأمّي وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما 100 مرّة، لا إله إلاّ الله 1000 مرّة، وعلى رأس كلّ مئة يأتي محمّد رسول الله، وإن كان المريد لا يقدر على تمام الألف يقول: لا إله إلاّ الله 100 مرّة، محمّد رسول الله.
ح) الطيبيّة الوزّانية.
تأسّست الطّريقة الوزّانية في المغرب (عام 1059 هـ/1659 م) على يد عبد الله بن إبراهيم الشّريف الوزاني الإدريسي (ت:1089 م)، واسم الطّيبية نسبة إلى حفيدة الطيب بن محمّد.
ولهذه الطريقة عدّة فروع في جميع جهات الجزائر، حيث كان لها إلى غاية نهاية القرن التّاسع عشر 20 زاوية، و22 ألف مريد، ولها في الجزائر مقدَّمون، أمّا شيخُها الرّئيسي فمقرّه في المغرب، ولا يكون إلاّ من أشراف وزّان.
ط) الطّريقة الشيخية.
نسبةً إلى أولاد سيدي الشّيخ، ومؤسِّس هذه الطّريقة هو عبد القادر بوسماحة دفين البيّض (ت:1023/1615)، ويزعُم أصحابُها أنّها طريقة مستمَدَّة من الشّاذلية والقادرية والصديقية والبكرية في آنٍ واحد، وقد كان مؤسِّسها قادريّا أوّل الأمر، ثمّ انتحل الشّاذلية، وأوصَى أولاده بذلك.
وحسب الإحصاءات الفرنسية في نهاية القرن التّاسع عشر، فإنّه كان لها أربعة زوايا وعشرة آلاف مريد.
ك) الشابية.
أسّسها بالقيروان أحمد بن مخلوف (ت:887 هـ/1482 م)، وقد ذكر أنّ أتباع هذه الطريقة قاوموا الأتراكَ، فشرّدوهم في البلاد، ومنهم من انتقل إلى شرق الجزائر كعنّابة وخنشلة وسوق أهراس، وأشار الدّكتور سعد الله إلى وجود أتباعٍ لها في العهد العثماني.
ل) الدرقاوية.
مؤسّس هذه الطّريقة هو محمّد العربي الدرقاوي (ت:1239 هـ/1823 م) نسبةً إلى قبيلة درقة بفاس.
تميّز أتباعُ طريقته بلباس المرقّع، وحمل السّبحة والعصا، ويفضّلون العزلة ويمشون حفاةً. وقد كان لهذه الطّريقة عشرُ زوايا في الجزائر و9.5 من المريدين إلى نهاية القرن التّاسع عشر.
ومن أهمّ زواياها: زاوية أولاد الأكراد بتيارت الّتي أسّسها عدّة بن غلام الله (ت:1283هـ/1867 م).
وعن الطريقة الدّرقاوية تفرّعت عدّة طرقٍ أخرى منها:
- المدنيّة.
تأسّست عام 1820 م على يد محمّد بن حمزة المدنِيّ، تلميذ الدّرقاوي في طرابلس، ولها في الجزائر زاويتان: إحداهما بالوسط، والأخرى في الغرب، وقُدِّر أتباعها بـ 1.6 ألف من المريدين في نهاية القرن التّاسع عشر.
- الشاذلية الجديدة.
مؤسّسها هو الموسوم بن محمد بورقية، كان درقاويا، أخذ الطّريقة عن عدّة غلام الله، ثمّ أنشأ زاويتَه في قصر البخاري عام (1865 م).
وزعم أنّه الوحيد الملتزم بالطّريقة الشّاذلية، وبرز أثناء ثورة أولاد سيدي الشّيخ (1864 م)، وثورة المقراني (1871 م)،
وقد كان له 11 زاوية و14 ألف مريد في نهاية القرن التّاسع عشر.
وبعد وفاته عام (1883) انقسمت طريقته إلى زوايا مستقلة منها: زواية عنابة، وزاوية ثنية الحدّ، وزاوية قدور بن محمّد المستغانمي (ت:1905) الّذي أدخل على الطّريقة بعضَ تعاليم التّيجانية، وزاوية العطّاف لمحمّد بن الشرقي (ت: 1923).
- الهبرية.
أسّسها محمّد الهبري الإدريسي (ت:1901) في الرّيف المغربي،
وكان له أتباع في الغرب الجزائريّ. خلفه ولده محمد الهبري الصّغير (ت:1939)
- البلقايدية.
أسّسها محمّد بلقايد المولود عام 1911 بتلمسان، وهومن الاشراف، كان هبريا، وأعلَن انفصالَه عن شيخه بعد استقلال الجزائر.
وتوفّي عام 1998، حيث خلفه ولده عبد اللّطيف الّذي أسّس الزاويةً البلقايدية في وهران المشهورة بالدروس المحمدية في رمضان .
- العليويّة.
مؤسّسها هو أحمد بن مصطفى بن عليوة (ت:1934). استقلّ عن الدرقاوية عام 1910 م، وأسّس زوايتَه في مستغانم، وقد كان أمّياً لا يكتب بشهادته على نفسه وجميع من يُنسَب إليه .
هي تعتبر مستقلة تماما عن الطريقة الدرقاوية، ومن تعالميها: الخلوة مدّة أربعين يوما لا يكفّ فيها عن ذكر الله تعالى، ويذكر فيها الشّهادة 75 ألف مرّة .
وقد أيّدتْها فرنسا ظاهرا وباطنا، كما دخل فيها فرنسيّون كثيرون ادَّعَوْا الإسلام،
- طريقة الشيخ البودالي.
ومن فروع الدّرقاوية المستقلة عنها: طريقة الشّيخ البودالي بفرندة (تيارت)، ذكرها الدّكتور سعد الله.
- الحبيبية.
تُنسب إلى محمّد بن الحبيب الأمغاري الفاسي، والمدفون بمكناس (ت:1391 هـ/1972 م)، ولها أتباعٌ بالأغواط، والبُلَيْدة، وتلمسان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ملحوظة: بالنّسبة للإحصاءات المنقولة فهي إحصاءات تقريبيّة لبعض الفرنسيّين، نقلها عنهم الدّكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي".
1- الطّريقة القادريّة.
تُنسَب هذه الطّريق إلى الشّيخ عبد القادر الجيلالي (ت:561 هـ): الفقيه البغدادي الزّاهد المعروف، صاحب "الغُنية" وغيرِها، وقد كان لهذه الطّريقة الّتي ظهرت في المشرِقِ عدّة فروع تتّصل بالزّاوية الأمّ ببغداد.
وكان للطّريقة القادريّة في الجزائر عدّة زوايا في زمّورة، والشّلف، وتيارت، والوادي، وورقلة، والأوراس، وكنتة. وقد أبلغها الدّكتور سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي" إلى 33 زاويةً في نهاية القرن التّاسع عشر، ينتمي إليها 25 ألف مريد.
ولهذه الطّريقة وِرْدٌ تتميّز به، منه ما يتعلّق بالذكر بعد الصّلوات، ومنه وِرْدٌ يوميّ. ويلاحظ أنّ هذه الأوراد في أصلها مشروعة، لكنْ اعترتْها البدعيّة من ناحية التّخصيص بالأوقات والتّحديد بالأعداد، كقول "لا إله إلاّ الله" 500 مرّة في اليوم، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 121 مرّة في اليوم، والاستغفار بعد الصّلاة 100 مرّة، مع أنّ المأثورَ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الاستغفار ثلاثاً.
و اول من اسس اول زتوية قادرية بالجزائر هو الشيخ الحاج مصطفى الغريسي حوالي سنة 1200 ، و هي التى اصبحت تعرف بزاوية القطنة بمعسكر و كان الحاج مصطفى من علماء الوقت و صلحائه و كان يتردد على الحج حتى بلغت حجاته اربعا . و في هذه الحجة الاخيرة توفي و هو راجع في موطنه في المكان المسمى عين غزالة قرب درنة بليبيا و هو مدفون هناك و ضريحه مزال موجود .
تولى من بعده ولده محي الدين الذي كان من شيوخ العلم المشهود لهم و هو الذي تولى تعليم ولده عبد القادر بطل المقاومة الجزائرية و مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة .
و اصبح الشيخ محي الدين يلقن اوراد الطريقة القادرية للمريدين و ينشر العلم من الزاوية التى كانت عبارة عن معهد علمي و محطة لعبري السبيل و الزوار و الفقراء و بعد وفات الشيخ محي الدين 1250ه تولى الامير عبدالقادر امر الزاوية فكانت الزاوية مركز المقاومة
وكان من ابرز شيوخُها في وادي سوف الشّيخ عبدُ العزيز بن الهاشمي فكانت زاويتَه معهدٍ لتعليم الإسلام واللّغة العربيّة، وأغلقت فرنسا زاويتَه، ورمت به في غياهب السّجون؛
أ) العمارية.
نسبةً إلى الوليّ الصّالح عمّار بوسنّة (كان في القرن الثّاني عشر في ضواحي عنّابة)، ومؤسِّسُها هو مبارك بن يوسف المغربيّ، سمّى خديم سيدي عمّار،
وفي سنة 1882 تمكّن من وضع ذكرِ طريقتِه المستقِلّ عن الذّكر القادريّ، بإعانةِ شيخٍ قادريٍّ تونسيٍّ ، وذِكْرُه هذا يتميّز باختلافه حَسَب أيّام الأسبوع؛ إذ منه:" لا حول ولا قوّة إلاّ بالله " يوم الأحد ، و" لا إله إلاّ الله " يوم الإثنين، وهكذا.
وقد بلغت الزّوايا التّابعة له 26 زاويةً، كانت تستقطب 7 آلاف مريد إلى نهاية القرن التّاسع عشر الميلادي.
ب) البوعليّة.
نسبةً إلى البوعلي (ت:610 هـ) من "نفطة" في تونس، وكان لها أتباعٌ في العهد الفرنسيّ في الشّرق الجزائريّ، وزاويةٌ لها مقدَّم في خنشلة،
ج) البكائية.
وهي من الطّرق الّتي تفرّعت عن الطّريقة القادريّة، ومؤسّسُها: أحمد البّكاي الكُنْتِي في منطقة كنتة بتوات (في نهاية القرن الخامس عشر)، وكان لولده عمر (ت:960 هـ/1553 م) دورٌ في نشر القادريّة في غرب إفريقيا.
2- الطّريقة الرّحمانيّة.
مؤسِّس هذه الطّريقة هو محمّد بن عبد الرّحمن الأزهري (ت:1208 هـ/1793 م).
كان قد جلب الطّريقة الخلوتية من المشرق وطوّرها فنُسِبَتْ إليه، وذلك في سنة (1188 هـ/1774 م)، وكان لهذه الطّريقة 220 زاويةً تضُمُّ ما بين 130 إلى 160 ألف مريدٍ قبلَ نهاية القرن التّاسع عشر، ولذلك كانت تُعتَبَرُ من أوسع الطّرق انتشاراً في الجزائر أثناء الحقبة الاستعماريّة،
وشيخُها المعروف بصاحب القبرين، أحدهما: في موطنه ومقرِّ زاويتِه ببني إسماعيل دائرة بوغني ببلاد القبائل. والثّاني: في مقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.
ولزاويته فروعٌ في الشّرق والجنوب، من أشهرها: زاوية "الهامل" ببو سعادة، الّتي تحمل لواءَ الطّريقة في هذه الأيّام، ومنها زاوية الحملاوي وباشتارزي في قسنطينة، وخنقة سيدي ناجي ببسكرة.
3- الطّريقة التّجانية.
تنتسب إلى مؤسِّسها: أحمد بن محمّد التّجاني (ت:1230 هـ/1814 م)، وهو من مواليد عين ماضي بالأغواط عام (1150 هـ/1737 م).
ارتحل إلى فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة، ومكّة، والمدينة، وبغداد، وأخذ الطّريقة القادريّة والطيبية والرحمانية والناصرية والمدنيّة والخلوتية.
وفي عام 1196 م قرّر إنشاءَ طريقةٍ خاصّة به، وكان يومَها بفاس المغربيّة، ثمّ اتّخذ عينَ ماضي مقرّاً للخلافة العامّة للطّريقة، الّتي صار لها أتباعٌ في وسطِ وغرب إفريقيا. وقد أحصى لها الفرنسيّون في الجزائر نهايةَ القرن التّاسع عشر 32 زاوية و25 ألف مريد.
وتتميّز هذه الطّريقةُ بصلاة "الفاتح" التي يقول التّيجاني أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم علّمه إيّاها في المنام، أ
4- السّنوسية الطكّوكية.
الطّريقة السّنوسية تُنسَب إلى محمّد بن عليّ السّنوسي المستغانمي (ت:1859 م) الّذي أخذ مجموعةً من الطّرق في الجزائر، والمغرب، ومنها الشّاذلية، ثمّ استقرّ في ليبيا، وأسّس عام 1843 م هذه الطّريقةَ الّتي تُنسَب إليه، وشرع في الدّعوة إليها من هناك.
أسّس في حياته 22 زاويةً، منها: زاوية جغبوب الّتي توفِّي بها، وهي طريقةٌ صوفيّة لا تختلف عن بقيّة الطّرق بأذكارها
وبعضُ النّاس يبالغ في الثّناء عليها، وربّما وصفها بالسّلفية لاعتمادِ صاحبها على رواية الحديث النّبويّ، وخروجِه في بعض المسائل الفقهيّة عن اختيارات خليل صاحب "المختصر"، وكذلك بناءً على مواقفِ أتباعِها تُجَاه الاستعمار الأوروبيّ، وذلك لا يُخرجها عن حقيقتِها الصّوفية في السّلوك والاعتقاد.
وقد اتّبعت هذه الطّريقة سياسةً حاولت من خلالها استيعابَ مريدي الطّرق الأخرى؛ فأباحت تعدُّد المشايخ والانتماء؛ ولذلك كثر أتباعُها في إفريقيا وآسيا، وليس لها في الجزائر إلاّ زاويةٌ واحدة تاسست (عام 1859)، وهي: زواية ابن طكوك في مستغانم.
5- الشّاذلية.
تنسب هذه الطّريقة إلى أبي الحسن الشّاذلي وقد عرفنا شيخَه وسنَدَه، فقد كان ينتسِب إلى ابن مشيش، لكن سرعان ما استقلّ عنه،
وقد انتشرت طريقتُه عن طريق خليفته أبي العبّاس أحمد المرسي (ت:686 هـ) ثمّ عن طريق تلميذِ هذا الأخير: ابنِ عطاء الله السّكندريّ (ت:709 هـ).
ومن خصائص هذه الطّريقة في الذّكر اليوميّ في الصّباح والمساء: الاستغفار 100 مرّة، والصّلاة على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم 100 مرّة، وتكرار الشّهادة 100 مرّة، وحضور الحضرة مرّة في الأسبوع على الأقلّ، كما أن للشّاذلي أورادا وأحزابا تُنسَب إليه يتلوها أتباعه،
ولهذه الطّريق أكثرُ من عشرين فرعاً مُنشقًّا عنها، الّذي وُجِد منها في الجزائر: الزّروقية، واليوسفيّة، والعيساويّة، والكرزازيّة، والشيخيّة، والنّاصريّة، والطيبيّة، والزيانيّة، والحنصاليّة، والحبيبيّة، والمدنيّة، والدّرقاويّة، إضافة إلى السّنوسية التي تُعتبر مستقِلّة عنها تماما.
أ) الزروقية.
تنسب إلى الشّيخ أحمد الزروق الفاسي (ت:899 هـ/1494 م).
وهو فقيه أقام في الجزائر، وبجاية، وقسنطينة، قبل أن ينتقل إلى مصراته بليبيا، حيث كانت وفاتُه، وهو لم يؤسِّسْ طريقةً، وإنّما ترك أفكارا ومؤلّفاتٍ في آداب المريد، ثمّ أسّس أتباعه هذه الطّريقة ونسبوها إلى شيخهم، كما نسبوا إليه أشعارا ومن تلك الأشعار المشار إليها ما جاء في "البستان" لابن مريم (ص:48-49) أنّه قال:
وأُلْهِمْتُ أسرارا وأُعطيتُ حـكمـةً *** وحُزت مقامات العُلـى المستنيـرة
وإن كنتَ في هـمّ، وضيقٍ وكربـةٍ *** وقلبٍ كسيـرٍ، ثمّ سُقمٍ وفاقـة
توجّهْ لقُـرْبٍ، وأسْـرِع بخـطـوة *** فنادِ: أيا زروقُ ءاتِ بسـرعـة
فكم كربةٍ تُجلَى إذا ذُكِـر اسْمُـنا *** وكم ثـمرةٍ تُجْنَى بأفرادِ صحبتِي
مريدي، فلا تخف ولا تخـش ظـالماً *** فإنّك ملحـوظٌ بعيـن العنـايـة
وإنّي للمريـد لا شـكّ حـاضـر *** أشـاهده فـي كلّ حين ولحظـة
وألحظـه ما دام يرعـى مـودّتِـي *** يلازِم حزبِي، ثمّ وردي، وحضرتي
أنـا لمريـدي جامـعٌ لشتـاتـه *** إذا مسّـه جَـوْر الزّمـان بنكبة
وقفت بباب الله وحـدي موحّـدا *** ونوديتُ: يا زروق، ادخُل لحضرتي
وقال لي أنت القطب في الأرض كلّها *** وكلّ عبيـد الله صـاروا رعيّـتِي
وتصرّفت بإذن من له الأمـر كلّـه *** وقرّبنِـي المولـى، وفـزت بنظـرة
وجالت خيولـي في الأرضين كلّها *** فأهل السّمـا والأرض تعرف سطوتِي
وإنّي ولِـيُّ الله، غـوثُ عبـادِه *** وسيـفُ القضـاء للظّالِم المتعـنّـت
أيا سـامعاً قـولِي هذا فحـاذرن *** وسلِّـم لأهـلِ الله فِي كلّ حـالـة
وما قلت هذا القولَ فخراً، وإنّمـا *** أذنْـت بـه؛ لتعلمـوا بِحقيـقَتِـي
ومنهم من ينسب هذه التّائيةَ إلى محمّد بن عيسى المكناسيّ صاحب الطريقة "العيساوية" الآتي ذكره، مع تغيير اسم زروق حيث ورد فيها بابن عيسى.
وقد كان للطّريقة الزروقية في الحقبة الاستعمارية أتباعٌ في قسنطينة، وتلمسان، وبجاية، وقد قُدِّر مريدوها آنذاك وإلى نهاية القرن التّاسع عشر ب 2.7 ألف مريد.
ب) اليوسفية.
نسبةً إلى أحمد بن يوسف الملياني (ت:931 هـ/1525 م)، وهو من تلاميذ أحمد الزّروق. وقد كان له أتباع في مليانة وتلمسان، و قد قُدِّر أتباعُها في نهاية القرن التّاسع عشر بـ 1.4 ألف.
ج) العيساوية.
وهي طريقة أسّسها محمد بن عيسى (ت:933 هـ/1526 م) دفين مكناس، واستقل بها عن الشّاذلية الجزولية. ، وقد عُدَّ أتباعُها في الجزائر في نهاية القرن التّاسع عشر بـ3.5 ألف، موزَّعين على 13 زاوية في وزرة بالمديّة، والرّمشي قرب تلمسان، وقسنطينة، وعنّابة، ولا يزال لها أتباع في الجزائر إلى يومنا هذا.
د) الحنصاليّة.
مؤسّسُها: سعيد بن يوسف الحنصالي (ت: 1114 هـ/1702 م) من دادس بالمغرب الأقصى. وهي من فروع الشّاذلية، ويقوم أتباعُها بأعمال تشبه أعمالَ العيساويّة، وهم يزعُمون الإفادة في العثور على الأشياء المسروقة، والدّلالة على المجرمين، ويقرؤون جماعةً القصيدة الدّمياطية (الزّمياطي) ،
وكان لها أتباع في قسنطينة، ووهران، ومجموع زواياها 18 زاوية، وأتباعها يقدّرون بـ4 آلاف مريد.
هـ) الكرزازية (الأحمديّة).
أسّسها أحمد بن موسى الحسني مولى كرزاز (ت:1016 هـ/1608 م) قُرْبَ توات بأدرار.
تتلمذ على أحمد بن يوسف الملياني، وأتباعُه يقولون: إنّه أذن له في تأسيس طريقة، ووِرْدُها متميِّز بما يأتي: لا اله إلاّ الله، محمّد رسول الله 10 مرّات عقب كلّ صلاة، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 80 مرّةً عقب صلاة عصر الجمعة، وقراءة حزب الفلاح المعروف للشّاذلي عقِب صلاة الصّبح و المغرب، وبسم الله الرّحمن الرّحيم 100 مرّة عقب صلاة العشاء، و200 عقِب صلاة الصّبح، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند المصافحة، وإقامة الذّكر المعروف بالسّماع الّذي يُقال بالمسجد في الشّتاء عقب صلاة الصّبح، وفي الصّيف كلَّ خميس.
أتباعُ هذه الطّريقة يزعُمون أنّهم لا يقبلون في صفوفهم إلاّ متعلّما، وليس لهذه الطّريقة أتباعٌ إلاّ في منطقة توات، وتلمسان وما جاورها.
في نهاية القرن التّاسع عشر كان لها 3 آلاف مريد.
و) الناصرية.
وهي طريقة شاذلية موجودة في المغرب، أسّسها محمّد بن ناصر الدّرعي (ت:1085 هـ/1674 م) وسنده إلى الشّاذلي عن طريق الشّيخ أحمد الزّروق، وعن طريق الجزولي، وأشار أبو القاسم سعد الله إلى وجود أتباع لها في الجزائر في الحقبة الاستعمارية، ومن فروعها الطّريقة الزيانيّة الآتي ذكرُها.
ز) الزّيانية.
أسّسها محمّد بن عبد الرّحمن بن بوزيان (ت:1145 هـ/1733 م) في القنادسة، بعدما تلقّى الطّريقة النّاصرية في المغرب الّتي تميّزت بتقسيم أذكار الطّريقة إلى ثلاثِ فئاتٍ ذكر خاصّ بالمتعلّمين، وذكر العوامّ، وذكر النّساء.
وتتميّز بوِرد خاصّ فيه: تلاوة حزب من القران خمس مرّات في اليوم، وقراءة "دلائل الخيرات" مرّة كلّ يوم، أو مرّة في كلّ جمعة، والوِرد اليوميّ للمبتدئين وهو الورد الشّاذلي العامّ: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 100 مرّة، واللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدِك ورسولِك النبيّ الأمّي وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما 100 مرّة، لا إله إلاّ الله 1000 مرّة، وعلى رأس كلّ مئة يأتي محمّد رسول الله، وإن كان المريد لا يقدر على تمام الألف يقول: لا إله إلاّ الله 100 مرّة، محمّد رسول الله.
ح) الطيبيّة الوزّانية.
تأسّست الطّريقة الوزّانية في المغرب (عام 1059 هـ/1659 م) على يد عبد الله بن إبراهيم الشّريف الوزاني الإدريسي (ت:1089 م)، واسم الطّيبية نسبة إلى حفيدة الطيب بن محمّد.
ولهذه الطريقة عدّة فروع في جميع جهات الجزائر، حيث كان لها إلى غاية نهاية القرن التّاسع عشر 20 زاوية، و22 ألف مريد، ولها في الجزائر مقدَّمون، أمّا شيخُها الرّئيسي فمقرّه في المغرب، ولا يكون إلاّ من أشراف وزّان.
ط) الطّريقة الشيخية.
نسبةً إلى أولاد سيدي الشّيخ، ومؤسِّس هذه الطّريقة هو عبد القادر بوسماحة دفين البيّض (ت:1023/1615)، ويزعُم أصحابُها أنّها طريقة مستمَدَّة من الشّاذلية والقادرية والصديقية والبكرية في آنٍ واحد، وقد كان مؤسِّسها قادريّا أوّل الأمر، ثمّ انتحل الشّاذلية، وأوصَى أولاده بذلك.
وحسب الإحصاءات الفرنسية في نهاية القرن التّاسع عشر، فإنّه كان لها أربعة زوايا وعشرة آلاف مريد.
ك) الشابية.
أسّسها بالقيروان أحمد بن مخلوف (ت:887 هـ/1482 م)، وقد ذكر أنّ أتباع هذه الطريقة قاوموا الأتراكَ، فشرّدوهم في البلاد، ومنهم من انتقل إلى شرق الجزائر كعنّابة وخنشلة وسوق أهراس، وأشار الدّكتور سعد الله إلى وجود أتباعٍ لها في العهد العثماني.
ل) الدرقاوية.
مؤسّس هذه الطّريقة هو محمّد العربي الدرقاوي (ت:1239 هـ/1823 م) نسبةً إلى قبيلة درقة بفاس.
تميّز أتباعُ طريقته بلباس المرقّع، وحمل السّبحة والعصا، ويفضّلون العزلة ويمشون حفاةً. وقد كان لهذه الطّريقة عشرُ زوايا في الجزائر و9.5 من المريدين إلى نهاية القرن التّاسع عشر.
ومن أهمّ زواياها: زاوية أولاد الأكراد بتيارت الّتي أسّسها عدّة بن غلام الله (ت:1283هـ/1867 م).
وعن الطريقة الدّرقاوية تفرّعت عدّة طرقٍ أخرى منها:
- المدنيّة.
تأسّست عام 1820 م على يد محمّد بن حمزة المدنِيّ، تلميذ الدّرقاوي في طرابلس، ولها في الجزائر زاويتان: إحداهما بالوسط، والأخرى في الغرب، وقُدِّر أتباعها بـ 1.6 ألف من المريدين في نهاية القرن التّاسع عشر.
- الشاذلية الجديدة.
مؤسّسها هو الموسوم بن محمد بورقية، كان درقاويا، أخذ الطّريقة عن عدّة غلام الله، ثمّ أنشأ زاويتَه في قصر البخاري عام (1865 م).
وزعم أنّه الوحيد الملتزم بالطّريقة الشّاذلية، وبرز أثناء ثورة أولاد سيدي الشّيخ (1864 م)، وثورة المقراني (1871 م)،
وقد كان له 11 زاوية و14 ألف مريد في نهاية القرن التّاسع عشر.
وبعد وفاته عام (1883) انقسمت طريقته إلى زوايا مستقلة منها: زواية عنابة، وزاوية ثنية الحدّ، وزاوية قدور بن محمّد المستغانمي (ت:1905) الّذي أدخل على الطّريقة بعضَ تعاليم التّيجانية، وزاوية العطّاف لمحمّد بن الشرقي (ت: 1923).
- الهبرية.
أسّسها محمّد الهبري الإدريسي (ت:1901) في الرّيف المغربي،
وكان له أتباع في الغرب الجزائريّ. خلفه ولده محمد الهبري الصّغير (ت:1939)
- البلقايدية.
أسّسها محمّد بلقايد المولود عام 1911 بتلمسان، وهومن الاشراف، كان هبريا، وأعلَن انفصالَه عن شيخه بعد استقلال الجزائر.
وتوفّي عام 1998، حيث خلفه ولده عبد اللّطيف الّذي أسّس الزاويةً البلقايدية في وهران المشهورة بالدروس المحمدية في رمضان .
- العليويّة.
مؤسّسها هو أحمد بن مصطفى بن عليوة (ت:1934). استقلّ عن الدرقاوية عام 1910 م، وأسّس زوايتَه في مستغانم، وقد كان أمّياً لا يكتب بشهادته على نفسه وجميع من يُنسَب إليه .
هي تعتبر مستقلة تماما عن الطريقة الدرقاوية، ومن تعالميها: الخلوة مدّة أربعين يوما لا يكفّ فيها عن ذكر الله تعالى، ويذكر فيها الشّهادة 75 ألف مرّة .
وقد أيّدتْها فرنسا ظاهرا وباطنا، كما دخل فيها فرنسيّون كثيرون ادَّعَوْا الإسلام،
- طريقة الشيخ البودالي.
ومن فروع الدّرقاوية المستقلة عنها: طريقة الشّيخ البودالي بفرندة (تيارت)، ذكرها الدّكتور سعد الله.
- الحبيبية.
تُنسب إلى محمّد بن الحبيب الأمغاري الفاسي، والمدفون بمكناس (ت:1391 هـ/1972 م)، ولها أتباعٌ بالأغواط، والبُلَيْدة، وتلمسان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ملحوظة: بالنّسبة للإحصاءات المنقولة فهي إحصاءات تقريبيّة لبعض الفرنسيّين، نقلها عنهم الدّكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي".
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الخميس مايو 12, 2016 12:17 pm عدل 7 مرات
رد: بذة عن تاريخ الطّرق الصّوفية في الجزائر
تعريف الطريقة الطيبية فى الجزائر
تاسيس الزاوية الطيبية
تعتبر الزاوية الوزانية من الزوايا المتأسسة في الزمن الأوسط الى جانب
الزاوية الحمدوشية والزاوية الغازية والزاوية الصادية في حين نجد زوايا
الوسط الأول تتمثل زوايا القرن العاشر كالزاوية العيساوية التي أسسها سيدي
محمد (فتحا) بن عيسي المتوفي سنة 932 هـ بمدينة مكناس أما زاوية الزمن
الأخير فتم تأسيسها في القرن الثاني عشر الهجري فما فوق كالزاوية الدرقاوية
والزاوية التيجانية والزاوية الكتانية ... والجدير بالذكر أن الزاوية
الوزانية انبتقت الى الوجود في المنتصف اللأول من القرن الحادي عشر الهجري
والنصف الاول من القرن السابع عشر الميلادي مع أواخر الدولة السعدية وميلاد
الدولة العلوية وذلك على يد م سسها مولاي عبد الله الشريف العلمي اليملحي
الوزاني وبذل جهودا جبارة في سبيل انشائها ويأتي انشاء الزاوية الوزانية في
مرحلة مهمة من حياة هذا الرجل الصوفي المشهور بغزارة علمه وواسع اطلاعه
وكثرة زهده ونكسه فبعد ولادته "بتازروت" بجبل العلم غير بعيد عن ضريح مولاي
عبد السلام بن مشيش وبعد دراسته للعلم بفاس وتطوان وملازمته لشيخه سيدي
علي بن احمد الصرصري وتعبده بمدشر "شكره" بمصمودة انبري لتاسيس الزاوية
الوزانية بامر من النبي صلى الله عليه وسلم اثر كرامة ربانية خصه الله
تعالى اذ شاهد الرسول يقظة وشافهه في التصدي لاستقبال الخلق وارشادهم الى
مافيه صلاح دنياهم واخراهم ةقد كان تاسيس الزاوية الوزانية حولي عام 1059 ه
– 1659 م في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب والعالم الاسلامي ففي هذه الفترة
من الزمن اشتد التسابق البرتغالي والاسباني على احتلال الجيوب الساحلية
واحتدمت الصراعات بين الدويلات المنشقة وبروز ضعف السعديين وظهور الدولة
العلوية بوصفها قوة جديدة تعمل جهد المستطاع على راب الصدع وجمع شتات الامة
تحت كلمة واحدة ولواء واحد وكان لحضور التصوف اثره الحاسم في استنفاز
الناس للجهاد ورد الاعتبار للذات المتازمة اذ استطاعت الزوايا ان تهدئ
الاوضاع وتلعب دورا اجتماعيا فاحسنت الى الناس في زمن المجاعات والكوارث
الطبيعية واوتهم واشاعت الطمانينة في انفسهم زمن الحروب
قطب الزاوية الطيبية مولاي عبد الله الشريف
هوالوالي الصالح و القطب الواضح العارف الرباني الناصح مولاي عبد الله
الشريف العلمي اليملحي الادريسي يتصل عمود نسبه بالمولى ادريس الاول حسب
هذا العمود : عبد الله بن ابراهيم بن موسى بن الحسن بن موسى بن ابراهيم .
بن عمر احمد بن عبد الجبار بن محمد . بن يملح بن مشيش بن ابي بكر بن علي .
بن حرمة . بن عيسى . بن سلام . بن مزوار . بن حيدرة بن محمد بن ادريس
الثاني بن ادريس الاول . ولد بتازروت العلمية عند سفح جبل بوهاشم عام 1005 ه
– 1596 م و بها تلقى تكوينه الاول . و شد الرحال الى فاس و تطوان فنال
تكوينا ر صينا في مختلف العلوم الدينية و اللغوية و اتصل بشيخه سيدي علي بن
احمد اللنجري المتوفى 1027ه فاخذ عنه الطريقة الصوفية الجزولية الشاذلية
وساح البلاد و دخل الخلوة بمدشرشكرة و بأمر نبوي انشأ الزاوية فانتقل في
البداية الى مدشر الميقال ثم الى وزان و بها حط الرحال حيث تصد لأعطاء
الأوراد . و اطعام الطعام . و تدريس العلم و استقبال المريدين . و بقي في
القطبانية ازيد من ثلاثين سنة و نال شهرة واسعة في الاوساط المغربية و حجت
الوفود اليه للاستفادة من علمه و التزويد من بركته . ادركته الوفاة عام
1089ه 1678م و له ضريح مقصود للزيارة و التبرك مولاي الطيب و الطريقة
الطيبية : ترجع هذه الطريقة في أصلها الى مؤسسها الفعلي و الروحي الشيخ
مولاي الطيب بن سيدي محمد بن سيدي مولاي عبد الله الشريف الوزاني. مولده :
ولد الشيخ الفقيه سيدي مولاي الطيب بن سيدي محمد بن سيدي مولاي عبد الله
الشريف الوزاني . عام 1101ه – ت 1181ه بمدينة وزان بشمال المغرببشمال
المغرب
نسبه الطيني
ترجع سلالته الى الشيخ مولاي محمد 1040ه-1120ه و هو العلامة الصوفي مؤسس الزاوية الوزانية منذ اربعة قرون بوزان مولانا عبد
الله الشريف العلمي الذي ولد عام 1005ه بتزرون قبيلة بن عروس بشمال المغرب
بجبل العلم و توفي ليلة الخميس او الجمعة 12 شعبان عام 1089. – بزاويته
وهو ابن نلاي ابراهيم التازي العلمي (ت 1017ه) وهوابن سيدي موسى
(الثاني)ابن سيدي الحسن بن سيدي موسى ( الاول) بن سيدي ابراهيم ( الاول)
ابن سيدي يملح المعو المليح وهو اخ المولاي عبد السلام بن مشيش ابن سيدي
مشيش العلمي بن سيدي ابا بكر بن سيدي علي (المثنى) بن سيدي حرمة بن سيدي
سليمان (المدعو سلام) ابن سيدي مزوار بن سيدي علي (الاول) المدعو حيضرة ابن
سيدي محمد بت الامير مولاي ادريس الازهر بن الامير مولاي ادريس الاكبر ابن
سيدي عبد الله الكامل بن مولاي الحسن المثنى ابن مولاي الحسن السبط ابن
المام علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد
الرسول صلى الله عليه وسلم
اوراد الطريقة الطيبية
اعتمدت الطريقة الطيبية مثلها مثل الطرق الصوفية المنتشرة بالجزائر اورادا واذكارا تكاد
تشبه اوراد واذكار باقي الطرق الاخرى فاعتمدت مثلا اوراد الطريقة الشالية
وبعض فروعها مثل الحزب الكبير وحزب البحر ووظيفة الشيخ زروق ودلائل الخيرات
وحزب الفلاح كما اعتمدت ايضا الصلاة المشيشية وحزب الامام النووي كما وضع
مؤسسها عبد الله الوزاني حزبا ووردا منسوبين اليه9 وكان اتباعها بالشرق
الجزائري (قسنطينة) يقراون غوثية مطلعها باسم الاله نبتدي الغوثيه مصليا
مسلما بالنية ويتكون هذا الورد في غالبيته من جمل وعبارات دينية يرددها
الاخوان اثناء الصلوات غالبا منذ لك تسبيح الله وحمده ( سبحان الله وبحمده )
مائة مرة صباحا ومساء والصلاةعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وازراجه
وذريته خمسين مرة صباحا وعبارة اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى
اله وصحبه وسلم ) مائة مرة صباحا ومساء والشهادة (لا اله الا الله ) مائة
مرة صباحا ومساء كما حافظت زوايا الطريقة الطيبية بالجزائر على تبعيتها
للزاوية الام بوزان نكانت لها بذلك ارااضي زراعية شاسعة بجوار منطقة
بوغرارة وتلمسان وقد استطاع الشيخ سيدي الحسني الذي ينحدر من سلالة الشيخ
الشريف الوزاني مولاي عبد الله الشريف الذي ورث العلم منوالصلاح على منهاج
المتصوفة فراح ينشر اعلم والمبادئ الطريقة الطيبية بين اوساط اهل الجزائر
غربها وشرقها وشمالها وجنوبها متمسكا في ذلك كله بتدريس كتاب الله وسنة
نبييه صلى الله علية وسلم الى جانبى تدريس علوم الفقه والشريعة
استمرارية الطريقة
تعد الطريقة الطيبية معلما من المعالم التصوف بالمغرب الاقصى والاوسط كم
تعد ايضا من بين المقومات الروحية والدينية والثقافية والاجتماعية
والسياسية بل وحتى الاقتصادية ولم تقتصر اي طريقة على الجماهير العامة بل
صارالسند العلمي والسند في الاذن الصوفي يكادان يقترنان بالتصوف والطرقية
في كثير من تراجم الاعلام فكان التصوف عموما من معطيات الاشعاع المغاربي في
اتجاه الشرق تاسست الطريقة في بداية امرها بوزان والتي كانت تعرف بدار
الضمان بالمغرب الاقصى مشهورة عند عامة الناس ومالوفة عندهم وضمانة المحبين
لاهلها خصوصا
مولد الشيخ الحسني
ولد الشيخ سيدي الحسني في حدود عام 1227 هـ الموافق لعام 1812 مبمدينة وزان بالمغرب وهناك تزوج بالشريفة
رقية بنت الشريف الحاج عبد الله بن محمد التوهامي بن علي بن احمد بن القطب
الرباني مولاي الطيب وانجبت له رحمة ومحمد واحمد والتوهامي وزينب والعربي.
وفي عام 1287 هـ الموافق لعام 1872انتقل الشيخ سيدي احمد الحسني من وزان
الى الجزائرواستقر بوهران مع زوجته رقية التى توفيت قبله بسنتين في حدود
عام 1319هــ الموافق لعام 1901 فتزوج بعدها بآمة الله زوليخة بنت عبد الله
بن داود فأانجبت له رغم كبره محمد التومي وقد مات صغيرا هو وأخته التومية
فاطمة وشقيقتها خدوجة ولم يعيش من الأولاد والبنات المذكورين سوى أحمد
وشقيقته زينب ان الشيخ الحسني كباقي العلماء المتعطشين لنهل العلم من افواه
العلماء فقد صال وجال الشيخ بين بلدان واقطار العالم الاسلامي فدرس في كل
من القرويين وجامع الزيتونة وهذا ما اهله فيما بعد الى تاسيس زاويته
الشهيرة والتي هي امتداد للطريقة الطيبية فالتف حوله المريدون والاتباع
لينهلوا من علمه وبركته
نسبه
ويعود نسب الشيخ سيدي الحسني حسب وثيقة مخطوطة عثر عليها عند احد احفاده الى ابراهيم بن موسى بنبن الحسن بن
اراهيم بن عمر بن احمد بن عبد الجباربن محمد بن يصلح بن مشيش بن ابي بكر
بنعلي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن مزور بن حيدرة بن محمد بن ادريس الاصغر
بن ادريس الاكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسين بن علي وفاطمة
الزهراء رضي الله عنهم جميعاتوفي الشيخ في عام 1321 هـ الموافق لعام 1903 م
بوهران عن عمر يناهز 94 سنة ودفن بزاويته الكائنة قرب المدينة الجديدة
عمي موسى والزاوية الطيبية
لا يجد المار قبالة زاوية سيدي الحسني ما يثلج صدره من اصوات حفظة القرأن –
الطلبة- من مختلف الاعماريسهر على تعليمهم الشيخ سي عبدالقادر بن
فتاح-شرشار- رحمه الله او حركة تلك المراة الطيبة التي سخرت نفسها لخدمة
الزاوية انها التوتية رحمها الله حيث كانت يوميا تنظف المكان و توقد شموعا
داخل الغرفة الكائنة في المدخل العلوي للزاوية يسارا اين يوجد ضريحان يقال
انهما لبنتين للشيخ احمد الحسني وفتهما المنية اثر وباء الطاعون الذي اصاب
المنطقة وقد كانت السلطات الفرنسية انذاك قد امرت الاهالي بعرض كل من يتوفى
بهذا الوباء على الطبيب لكن الشيخ احمد الحسني رفض عرض جسدي ابنتيه
المسلمتين امام كافرفدفنتا في المقر كما كانت تقام حلقات القرآن والذكر
والمديح واحتفالات بمناسبة وعدة الولي الصالح حيث كانت تقام الحضرة وسط
زغاريد النسوة وتذبح الذبائح ويطعم منها ابن السبيل وتقدم المأكولات
والحلويات من مختلف الأنواع، بعدها يتم طهيها أسابيع قبل انطلاق
الاحتفالاتكلماتالحسرة على أيام زمان حين كان يجتمع الجمع في زاويةالولي
الصالح كل سنة وتعم تلاوةالقرآن الكريم• ولم تكن تتوقف طلقات البارود
والزغاريد والمدح وتلاوة القرآن وتقديم عروض فلكورية لمختلف الطبوع خاصة
الصحراوية منها
•
سكان عمي موسى الذين يتذكرون موسم سيدي الحسني خلال السنوات الماضية لا يتصورون اليوم حالها، حيث لم يجد الزائرون قطرة ماء
تروي عطشهم بالزاوية بعدما عادت مكانا لإقامة السكان المتواجدين بمكان
الزاوية، ''كل شيء تغير ولم يعد له طعم مثل أيام زمان''، ايام التوتية تلك
المراة التي كانت تسهر على خدمتها وبعض المشايخ لتتحول اليوم هذه
''المنارة'' إلى ألعدم، حيث أقيم في جزء منها محل تجاري وجزء منها هو سكن
لاحدى العائلات وصارت بعيدة كل البعد عن النهج الذي وجدت من اجله رغم ان
الزاوية المركزية لسيدي الحسني الكائنة بوهران لا زالت قائمة ولها
ميزانيتها الخاصة فانه لمن المؤسف ان نرى هذا التجاهل لهذا الرمز من
موروثنا فلم تعود الزاوية منهلا لطلبة العلم والمعرفة ليقتدي الجيل الصاعد
بما تركه الأجداد، بعدما شكلت في السابق مركز إشعاع علمي وديني وهذا
لعراقتها ومحافظتها على الأصالة والتراث والدور التربوي والروحي الذي قامت
بتأديته
ويتحسر اليوم سكان عمي موسى ممن عايشوا أيام زمان عندما كان البارود والخيّالة من الفرسان ورجال البلادلبني وراغ وغيرها من المدن حتى
أن الوافدين يقبلون على وعدة زاوية سيدي الحسني من شتى الاصقاع المجاورة
ليحضروا الوعدة التي كانت تذبح فيها الذبائح وتوزع على الفقراء وعابري
السبيل والتي تبقى صورا تحفظ اليوم في الذاكرة عند المسنين إلا أن المار في
شارع الملازم سيد احمد المؤدي الى المسجد العتيق قدوما من الجنوب مرورا
بالمقام الطيب الشيخ سيدي الحسني لا يجد أمامه إلا الجدران والأبواب موصدة
لا يدخلها إلا القاطنون بها أو المعارف، او القاصدون لذلك المحل التجاري
الدي اقيم فيها وهنا تجدر الاشارة الى ان الشارع سمي باسم احد ابناء
العائلة وهو الشهيد سيد احمد الذي استشهد خلال الثورة التحريرية المباركة
في ضواحي مدينةالبليدة
لقاء الشيخ سيدي احمد بلحسن بالامام بن باديس
بعد وفاة الشيخ الحسني ومواصلة لحمل مشعل العطاء الروحي والسلوك التربوي
يخلفه ابنه الشيخ سيدي احمد بلحسن المولود عام 1868 والمتوفي يوم 28 ديسمبر
من عام 1936 م على الساعة الرابعة صباحا عن عمر ناهز ثمانية وستين عاما
والمدفون بزاوية ابيه في مدينة وهران وقد خلف ولدين هما سيدي محمد ومولاي
عبدالله المتوفي يوم السبت 4 ديسمبر من عام 1999 والموجود ضريحه في زاوية
سيدي الحسني بوهران حيث خلف بدوره ابنه البكر مولاي احمد بدر الدين والابن
الاصغر مولاي الطيب تقلد مسؤولية الزاوية وهو شاب لا يتجاوز عمره الخامسة
والثلاثين على راس الطريقة الطيبية في سبيل نشر العلم ومقاومة المستعمرفلقد
كانت له عدة لقاءات مع الشيخ عبد الحميد بن باديس خلال زيارته الى مدينة
وهران عام 1930 قبل عام من تاسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مرورا
بمليانة والأصنام وغليزان ومدينة عمي موسى قرب وادي ارهيو في بداية 1930حيث
بنى بها زاوية تابعة للطريقة الطيبية والتي التحق بها العديد من المريدين
والاتباع ومن اجل الحفاظ على موروثنا الثقافي بما يحويه من عادات وتقاليد
واعراف تخدم الدين والوطن بقي احفاده يسيرون على نفس النهج الذي سلكه مشايخ
الطريقة فراحوا يقيمون وعدة سنوية او حفلا سنويا يجمع كل مريدي الطريقة
الهبرية والطرق الاخرى واتباعهم . ومما يميز هذا الاحتفال هو ذلك الجانب
الروحي الذي يعيشه مشايخ الطرق والطلبة والمريدون والاتباع في تلاوة القران
الكريم او ما يعرف بالسلكة من بداية اليوم الاول الى اليوم الثاني وهو جو
روحاني يجعل المرء يعيش تحت ضلال القرآن الكريم. وهذا يبرز التفاعل مع
المجتمع ، ذلك التفاعل المؤسساتي الاجتماعي التاريخي والفكري
التأثري،فالتصرف هذا ارتبط بتجربة الاسلام الروحية فتبرز المحبة والاخوة
والتكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد وعليه فان شخصية الشيخ سيدي
الحسني يمكن اعتبارها معيار من معايير السلوك والقيم التي تظهر ادوارها
الدينية جلية وتتعلق كلها بالعمل والفعل والقول والتاثير والقدوة على دمج
مجتمع لتنصهر بداخله تيارات مختلفة في اطار الاسلام وحضارته وتاريخه ، وهو
دور بارز حتى ولو قيس بادوار الفاعلين الاخرين كالحكام والعلماء والأمراء.
وعلى هذا الأساس ارتبط الشيخ سيدي أحمد الحسني بالطريقة الطيبية كون أن هذه
الأخيرة لها عراقة كبيرة فلقد انحدر منها الشيخ سيدي الحسني وراح يدعو
اليها على مستويات مختلفة مستحضرا عدة حقائق تعرف بثمار التحقق الوجداني
التوحيدي مقرونا بعبارات التوحيد المجازية، ومما يمكن الاشارة اليه ان
العبرة ليس بمنطوقها بقدر ما يعتبر بثمارها السلوكيةالمستحضرة لمعاني الله
في توحيده الخالص ، سنده في الطريقة اخ
تاسيس الزاوية الطيبية
تعتبر الزاوية الوزانية من الزوايا المتأسسة في الزمن الأوسط الى جانب
الزاوية الحمدوشية والزاوية الغازية والزاوية الصادية في حين نجد زوايا
الوسط الأول تتمثل زوايا القرن العاشر كالزاوية العيساوية التي أسسها سيدي
محمد (فتحا) بن عيسي المتوفي سنة 932 هـ بمدينة مكناس أما زاوية الزمن
الأخير فتم تأسيسها في القرن الثاني عشر الهجري فما فوق كالزاوية الدرقاوية
والزاوية التيجانية والزاوية الكتانية ... والجدير بالذكر أن الزاوية
الوزانية انبتقت الى الوجود في المنتصف اللأول من القرن الحادي عشر الهجري
والنصف الاول من القرن السابع عشر الميلادي مع أواخر الدولة السعدية وميلاد
الدولة العلوية وذلك على يد م سسها مولاي عبد الله الشريف العلمي اليملحي
الوزاني وبذل جهودا جبارة في سبيل انشائها ويأتي انشاء الزاوية الوزانية في
مرحلة مهمة من حياة هذا الرجل الصوفي المشهور بغزارة علمه وواسع اطلاعه
وكثرة زهده ونكسه فبعد ولادته "بتازروت" بجبل العلم غير بعيد عن ضريح مولاي
عبد السلام بن مشيش وبعد دراسته للعلم بفاس وتطوان وملازمته لشيخه سيدي
علي بن احمد الصرصري وتعبده بمدشر "شكره" بمصمودة انبري لتاسيس الزاوية
الوزانية بامر من النبي صلى الله عليه وسلم اثر كرامة ربانية خصه الله
تعالى اذ شاهد الرسول يقظة وشافهه في التصدي لاستقبال الخلق وارشادهم الى
مافيه صلاح دنياهم واخراهم ةقد كان تاسيس الزاوية الوزانية حولي عام 1059 ه
– 1659 م في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب والعالم الاسلامي ففي هذه الفترة
من الزمن اشتد التسابق البرتغالي والاسباني على احتلال الجيوب الساحلية
واحتدمت الصراعات بين الدويلات المنشقة وبروز ضعف السعديين وظهور الدولة
العلوية بوصفها قوة جديدة تعمل جهد المستطاع على راب الصدع وجمع شتات الامة
تحت كلمة واحدة ولواء واحد وكان لحضور التصوف اثره الحاسم في استنفاز
الناس للجهاد ورد الاعتبار للذات المتازمة اذ استطاعت الزوايا ان تهدئ
الاوضاع وتلعب دورا اجتماعيا فاحسنت الى الناس في زمن المجاعات والكوارث
الطبيعية واوتهم واشاعت الطمانينة في انفسهم زمن الحروب
قطب الزاوية الطيبية مولاي عبد الله الشريف
هوالوالي الصالح و القطب الواضح العارف الرباني الناصح مولاي عبد الله
الشريف العلمي اليملحي الادريسي يتصل عمود نسبه بالمولى ادريس الاول حسب
هذا العمود : عبد الله بن ابراهيم بن موسى بن الحسن بن موسى بن ابراهيم .
بن عمر احمد بن عبد الجبار بن محمد . بن يملح بن مشيش بن ابي بكر بن علي .
بن حرمة . بن عيسى . بن سلام . بن مزوار . بن حيدرة بن محمد بن ادريس
الثاني بن ادريس الاول . ولد بتازروت العلمية عند سفح جبل بوهاشم عام 1005 ه
– 1596 م و بها تلقى تكوينه الاول . و شد الرحال الى فاس و تطوان فنال
تكوينا ر صينا في مختلف العلوم الدينية و اللغوية و اتصل بشيخه سيدي علي بن
احمد اللنجري المتوفى 1027ه فاخذ عنه الطريقة الصوفية الجزولية الشاذلية
وساح البلاد و دخل الخلوة بمدشرشكرة و بأمر نبوي انشأ الزاوية فانتقل في
البداية الى مدشر الميقال ثم الى وزان و بها حط الرحال حيث تصد لأعطاء
الأوراد . و اطعام الطعام . و تدريس العلم و استقبال المريدين . و بقي في
القطبانية ازيد من ثلاثين سنة و نال شهرة واسعة في الاوساط المغربية و حجت
الوفود اليه للاستفادة من علمه و التزويد من بركته . ادركته الوفاة عام
1089ه 1678م و له ضريح مقصود للزيارة و التبرك مولاي الطيب و الطريقة
الطيبية : ترجع هذه الطريقة في أصلها الى مؤسسها الفعلي و الروحي الشيخ
مولاي الطيب بن سيدي محمد بن سيدي مولاي عبد الله الشريف الوزاني. مولده :
ولد الشيخ الفقيه سيدي مولاي الطيب بن سيدي محمد بن سيدي مولاي عبد الله
الشريف الوزاني . عام 1101ه – ت 1181ه بمدينة وزان بشمال المغرببشمال
المغرب
نسبه الطيني
ترجع سلالته الى الشيخ مولاي محمد 1040ه-1120ه و هو العلامة الصوفي مؤسس الزاوية الوزانية منذ اربعة قرون بوزان مولانا عبد
الله الشريف العلمي الذي ولد عام 1005ه بتزرون قبيلة بن عروس بشمال المغرب
بجبل العلم و توفي ليلة الخميس او الجمعة 12 شعبان عام 1089. – بزاويته
وهو ابن نلاي ابراهيم التازي العلمي (ت 1017ه) وهوابن سيدي موسى
(الثاني)ابن سيدي الحسن بن سيدي موسى ( الاول) بن سيدي ابراهيم ( الاول)
ابن سيدي يملح المعو المليح وهو اخ المولاي عبد السلام بن مشيش ابن سيدي
مشيش العلمي بن سيدي ابا بكر بن سيدي علي (المثنى) بن سيدي حرمة بن سيدي
سليمان (المدعو سلام) ابن سيدي مزوار بن سيدي علي (الاول) المدعو حيضرة ابن
سيدي محمد بت الامير مولاي ادريس الازهر بن الامير مولاي ادريس الاكبر ابن
سيدي عبد الله الكامل بن مولاي الحسن المثنى ابن مولاي الحسن السبط ابن
المام علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد
الرسول صلى الله عليه وسلم
اوراد الطريقة الطيبية
اعتمدت الطريقة الطيبية مثلها مثل الطرق الصوفية المنتشرة بالجزائر اورادا واذكارا تكاد
تشبه اوراد واذكار باقي الطرق الاخرى فاعتمدت مثلا اوراد الطريقة الشالية
وبعض فروعها مثل الحزب الكبير وحزب البحر ووظيفة الشيخ زروق ودلائل الخيرات
وحزب الفلاح كما اعتمدت ايضا الصلاة المشيشية وحزب الامام النووي كما وضع
مؤسسها عبد الله الوزاني حزبا ووردا منسوبين اليه9 وكان اتباعها بالشرق
الجزائري (قسنطينة) يقراون غوثية مطلعها باسم الاله نبتدي الغوثيه مصليا
مسلما بالنية ويتكون هذا الورد في غالبيته من جمل وعبارات دينية يرددها
الاخوان اثناء الصلوات غالبا منذ لك تسبيح الله وحمده ( سبحان الله وبحمده )
مائة مرة صباحا ومساء والصلاةعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وازراجه
وذريته خمسين مرة صباحا وعبارة اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى
اله وصحبه وسلم ) مائة مرة صباحا ومساء والشهادة (لا اله الا الله ) مائة
مرة صباحا ومساء كما حافظت زوايا الطريقة الطيبية بالجزائر على تبعيتها
للزاوية الام بوزان نكانت لها بذلك ارااضي زراعية شاسعة بجوار منطقة
بوغرارة وتلمسان وقد استطاع الشيخ سيدي الحسني الذي ينحدر من سلالة الشيخ
الشريف الوزاني مولاي عبد الله الشريف الذي ورث العلم منوالصلاح على منهاج
المتصوفة فراح ينشر اعلم والمبادئ الطريقة الطيبية بين اوساط اهل الجزائر
غربها وشرقها وشمالها وجنوبها متمسكا في ذلك كله بتدريس كتاب الله وسنة
نبييه صلى الله علية وسلم الى جانبى تدريس علوم الفقه والشريعة
استمرارية الطريقة
تعد الطريقة الطيبية معلما من المعالم التصوف بالمغرب الاقصى والاوسط كم
تعد ايضا من بين المقومات الروحية والدينية والثقافية والاجتماعية
والسياسية بل وحتى الاقتصادية ولم تقتصر اي طريقة على الجماهير العامة بل
صارالسند العلمي والسند في الاذن الصوفي يكادان يقترنان بالتصوف والطرقية
في كثير من تراجم الاعلام فكان التصوف عموما من معطيات الاشعاع المغاربي في
اتجاه الشرق تاسست الطريقة في بداية امرها بوزان والتي كانت تعرف بدار
الضمان بالمغرب الاقصى مشهورة عند عامة الناس ومالوفة عندهم وضمانة المحبين
لاهلها خصوصا
مولد الشيخ الحسني
ولد الشيخ سيدي الحسني في حدود عام 1227 هـ الموافق لعام 1812 مبمدينة وزان بالمغرب وهناك تزوج بالشريفة
رقية بنت الشريف الحاج عبد الله بن محمد التوهامي بن علي بن احمد بن القطب
الرباني مولاي الطيب وانجبت له رحمة ومحمد واحمد والتوهامي وزينب والعربي.
وفي عام 1287 هـ الموافق لعام 1872انتقل الشيخ سيدي احمد الحسني من وزان
الى الجزائرواستقر بوهران مع زوجته رقية التى توفيت قبله بسنتين في حدود
عام 1319هــ الموافق لعام 1901 فتزوج بعدها بآمة الله زوليخة بنت عبد الله
بن داود فأانجبت له رغم كبره محمد التومي وقد مات صغيرا هو وأخته التومية
فاطمة وشقيقتها خدوجة ولم يعيش من الأولاد والبنات المذكورين سوى أحمد
وشقيقته زينب ان الشيخ الحسني كباقي العلماء المتعطشين لنهل العلم من افواه
العلماء فقد صال وجال الشيخ بين بلدان واقطار العالم الاسلامي فدرس في كل
من القرويين وجامع الزيتونة وهذا ما اهله فيما بعد الى تاسيس زاويته
الشهيرة والتي هي امتداد للطريقة الطيبية فالتف حوله المريدون والاتباع
لينهلوا من علمه وبركته
نسبه
ويعود نسب الشيخ سيدي الحسني حسب وثيقة مخطوطة عثر عليها عند احد احفاده الى ابراهيم بن موسى بنبن الحسن بن
اراهيم بن عمر بن احمد بن عبد الجباربن محمد بن يصلح بن مشيش بن ابي بكر
بنعلي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن مزور بن حيدرة بن محمد بن ادريس الاصغر
بن ادريس الاكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسين بن علي وفاطمة
الزهراء رضي الله عنهم جميعاتوفي الشيخ في عام 1321 هـ الموافق لعام 1903 م
بوهران عن عمر يناهز 94 سنة ودفن بزاويته الكائنة قرب المدينة الجديدة
عمي موسى والزاوية الطيبية
لا يجد المار قبالة زاوية سيدي الحسني ما يثلج صدره من اصوات حفظة القرأن –
الطلبة- من مختلف الاعماريسهر على تعليمهم الشيخ سي عبدالقادر بن
فتاح-شرشار- رحمه الله او حركة تلك المراة الطيبة التي سخرت نفسها لخدمة
الزاوية انها التوتية رحمها الله حيث كانت يوميا تنظف المكان و توقد شموعا
داخل الغرفة الكائنة في المدخل العلوي للزاوية يسارا اين يوجد ضريحان يقال
انهما لبنتين للشيخ احمد الحسني وفتهما المنية اثر وباء الطاعون الذي اصاب
المنطقة وقد كانت السلطات الفرنسية انذاك قد امرت الاهالي بعرض كل من يتوفى
بهذا الوباء على الطبيب لكن الشيخ احمد الحسني رفض عرض جسدي ابنتيه
المسلمتين امام كافرفدفنتا في المقر كما كانت تقام حلقات القرآن والذكر
والمديح واحتفالات بمناسبة وعدة الولي الصالح حيث كانت تقام الحضرة وسط
زغاريد النسوة وتذبح الذبائح ويطعم منها ابن السبيل وتقدم المأكولات
والحلويات من مختلف الأنواع، بعدها يتم طهيها أسابيع قبل انطلاق
الاحتفالاتكلماتالحسرة على أيام زمان حين كان يجتمع الجمع في زاويةالولي
الصالح كل سنة وتعم تلاوةالقرآن الكريم• ولم تكن تتوقف طلقات البارود
والزغاريد والمدح وتلاوة القرآن وتقديم عروض فلكورية لمختلف الطبوع خاصة
الصحراوية منها
•
سكان عمي موسى الذين يتذكرون موسم سيدي الحسني خلال السنوات الماضية لا يتصورون اليوم حالها، حيث لم يجد الزائرون قطرة ماء
تروي عطشهم بالزاوية بعدما عادت مكانا لإقامة السكان المتواجدين بمكان
الزاوية، ''كل شيء تغير ولم يعد له طعم مثل أيام زمان''، ايام التوتية تلك
المراة التي كانت تسهر على خدمتها وبعض المشايخ لتتحول اليوم هذه
''المنارة'' إلى ألعدم، حيث أقيم في جزء منها محل تجاري وجزء منها هو سكن
لاحدى العائلات وصارت بعيدة كل البعد عن النهج الذي وجدت من اجله رغم ان
الزاوية المركزية لسيدي الحسني الكائنة بوهران لا زالت قائمة ولها
ميزانيتها الخاصة فانه لمن المؤسف ان نرى هذا التجاهل لهذا الرمز من
موروثنا فلم تعود الزاوية منهلا لطلبة العلم والمعرفة ليقتدي الجيل الصاعد
بما تركه الأجداد، بعدما شكلت في السابق مركز إشعاع علمي وديني وهذا
لعراقتها ومحافظتها على الأصالة والتراث والدور التربوي والروحي الذي قامت
بتأديته
ويتحسر اليوم سكان عمي موسى ممن عايشوا أيام زمان عندما كان البارود والخيّالة من الفرسان ورجال البلادلبني وراغ وغيرها من المدن حتى
أن الوافدين يقبلون على وعدة زاوية سيدي الحسني من شتى الاصقاع المجاورة
ليحضروا الوعدة التي كانت تذبح فيها الذبائح وتوزع على الفقراء وعابري
السبيل والتي تبقى صورا تحفظ اليوم في الذاكرة عند المسنين إلا أن المار في
شارع الملازم سيد احمد المؤدي الى المسجد العتيق قدوما من الجنوب مرورا
بالمقام الطيب الشيخ سيدي الحسني لا يجد أمامه إلا الجدران والأبواب موصدة
لا يدخلها إلا القاطنون بها أو المعارف، او القاصدون لذلك المحل التجاري
الدي اقيم فيها وهنا تجدر الاشارة الى ان الشارع سمي باسم احد ابناء
العائلة وهو الشهيد سيد احمد الذي استشهد خلال الثورة التحريرية المباركة
في ضواحي مدينةالبليدة
لقاء الشيخ سيدي احمد بلحسن بالامام بن باديس
بعد وفاة الشيخ الحسني ومواصلة لحمل مشعل العطاء الروحي والسلوك التربوي
يخلفه ابنه الشيخ سيدي احمد بلحسن المولود عام 1868 والمتوفي يوم 28 ديسمبر
من عام 1936 م على الساعة الرابعة صباحا عن عمر ناهز ثمانية وستين عاما
والمدفون بزاوية ابيه في مدينة وهران وقد خلف ولدين هما سيدي محمد ومولاي
عبدالله المتوفي يوم السبت 4 ديسمبر من عام 1999 والموجود ضريحه في زاوية
سيدي الحسني بوهران حيث خلف بدوره ابنه البكر مولاي احمد بدر الدين والابن
الاصغر مولاي الطيب تقلد مسؤولية الزاوية وهو شاب لا يتجاوز عمره الخامسة
والثلاثين على راس الطريقة الطيبية في سبيل نشر العلم ومقاومة المستعمرفلقد
كانت له عدة لقاءات مع الشيخ عبد الحميد بن باديس خلال زيارته الى مدينة
وهران عام 1930 قبل عام من تاسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مرورا
بمليانة والأصنام وغليزان ومدينة عمي موسى قرب وادي ارهيو في بداية 1930حيث
بنى بها زاوية تابعة للطريقة الطيبية والتي التحق بها العديد من المريدين
والاتباع ومن اجل الحفاظ على موروثنا الثقافي بما يحويه من عادات وتقاليد
واعراف تخدم الدين والوطن بقي احفاده يسيرون على نفس النهج الذي سلكه مشايخ
الطريقة فراحوا يقيمون وعدة سنوية او حفلا سنويا يجمع كل مريدي الطريقة
الهبرية والطرق الاخرى واتباعهم . ومما يميز هذا الاحتفال هو ذلك الجانب
الروحي الذي يعيشه مشايخ الطرق والطلبة والمريدون والاتباع في تلاوة القران
الكريم او ما يعرف بالسلكة من بداية اليوم الاول الى اليوم الثاني وهو جو
روحاني يجعل المرء يعيش تحت ضلال القرآن الكريم. وهذا يبرز التفاعل مع
المجتمع ، ذلك التفاعل المؤسساتي الاجتماعي التاريخي والفكري
التأثري،فالتصرف هذا ارتبط بتجربة الاسلام الروحية فتبرز المحبة والاخوة
والتكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد وعليه فان شخصية الشيخ سيدي
الحسني يمكن اعتبارها معيار من معايير السلوك والقيم التي تظهر ادوارها
الدينية جلية وتتعلق كلها بالعمل والفعل والقول والتاثير والقدوة على دمج
مجتمع لتنصهر بداخله تيارات مختلفة في اطار الاسلام وحضارته وتاريخه ، وهو
دور بارز حتى ولو قيس بادوار الفاعلين الاخرين كالحكام والعلماء والأمراء.
وعلى هذا الأساس ارتبط الشيخ سيدي أحمد الحسني بالطريقة الطيبية كون أن هذه
الأخيرة لها عراقة كبيرة فلقد انحدر منها الشيخ سيدي الحسني وراح يدعو
اليها على مستويات مختلفة مستحضرا عدة حقائق تعرف بثمار التحقق الوجداني
التوحيدي مقرونا بعبارات التوحيد المجازية، ومما يمكن الاشارة اليه ان
العبرة ليس بمنطوقها بقدر ما يعتبر بثمارها السلوكيةالمستحضرة لمعاني الله
في توحيده الخالص ، سنده في الطريقة اخ
مواضيع مماثلة
» تاريخ التصوف في الجزائر
» تاريخ الوهابية
» تعريف الطريقة الطيبية فى الجزائر
» أهم الطرق الصوفية اسمها نسبتها تاريخ الوفاة أماكن الانتشار
» الفقيه الشيخ عبد الكريم مخلوفي
» تاريخ الوهابية
» تعريف الطريقة الطيبية فى الجزائر
» أهم الطرق الصوفية اسمها نسبتها تاريخ الوفاة أماكن الانتشار
» الفقيه الشيخ عبد الكريم مخلوفي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى