الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة
الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة
الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا "سيدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه" .
_______________
الحديث الأوّل :
____________
"""عن أنسِ بن مالكٍ - رضيَ اللهُ عنه - قال : كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم يأتي بيتَ أمِّ سُليمٍ - رضي الله عنها- فَيَقِيلُ -١- على فراشِها ، وليستْ أمُّ سُليمٍ في بيتها ، فتأتي فتجدُه نائما ، قال : فجاء ذاتَ يومٍ فنامَ على فراشها ، فأُتِـيَتْ ، فقيلَ لها : هذا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه و سلّم نامَ في بيتِكِ على فراشك ، فجاءت و قد عَرِقَ واسْتَنْقَعَ عرقُه-٢- على قطعةِ أدِيمٍ -٣- على الفراش ، وكان صلى اللهُ عليه و سلّم مِنْ أكثرِ الناسِ عرقا إذا نامَ ، قال ( أي أنس -رضي الله عنه- ) : ففتحَتْ عَتِيدَتَها -٤- فجَعَلَتْ تُنشِّفُ ذلكَ العرقَ بِقُطنةٍ فَتَعْصِرُهُ في قَوارِيرها ، فَفَزِعَ -٥- رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم فقال : " ما تصنعينَ يا أمَّ سُليم ؟" فقالت : يا رسولَ اللهِ هذا عرقُكَ نجعلُهُ في طِيبِنا ، وهو مِن أطيبِ الطِّيبِ ، نرجو <<بَركتَهُ>> لِصِبيانِنا ، " فَضحِكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّمَ و قال : << أصَبْتِ >> ، و دعا لها بِدعاءٍ حسنٍ " ، قال ( أي أنس -رضي الله عنه- ) : فَجَمَعَتْهُ في قارورة ، ثُمّ جمعتْهُ في سُكٍّ -٦- ، قال ( الرّاوي عن أنس رضي الله عنهما ) فلمّا حضرَ أنسَ بنَ مالك - رضي الله عنه - الوفاةُ ، أوصى أن يُجعلَ في حَنُوطِهِ -٧- مِن ذلك السُّكِّ ، قال : فَجُعِلَ في حَنُوطِهِ """ -٨- .
• قال الإمامُ القاضي عياض - رضي الله عنه - : وفيه جوازُ التّبرُّكِ بكلِّ ما كان مِنَ النّبيِّ صلى الله عليه و سلّم -٩- .
• قال العلّامةُ البدرُ العيني في شرح صحيح الإمام البخاري - رضي الله عنهما - :
وإنّما أخذَتْ أمُّ سُليمٍ شعرَه و عرقَه تبرُّكا به ، و جعلتهُ معَ السُّكِّ لئلّا يَذهبَ إذا كان العرقُ وحده (أي يجِفُّ) و جعلَه أنسُ - رضي الله عنه في حَنُوطِه تَعوُّذا به من المكاره -١٠- .
____________
١/ - القَيْلُولة : النومُ وقتَ القائلة وهي منتصف النهار .
٢/ - استنقعَ عرقُه : اجتمع .
٣/ - الأدِيمُ : الجلد ( وكانوا ينامون على أنواع منه ) .
٤/ - قال الإمام النووي - رضي الله عنه - العَتِيدةُ كالصّندوق الصّغير تَجعلُ المرأةُ فيه ما يَعِزُّ من متاعها .
٥/ - فزِع : استيقظ من نومه .
٦/ - السَّكُّ : نوع من الطّيب يُضافُ إلى غيره من الطّيب و يُستعملُ .
٧/ - قال ابن الأثير - رضي الله عنه - الحَنُوطُ و الحناط واحد وهو ما يُخلَطُ من الطّيب لأكفان الموتى و أجسامهم خاصّة .
٨/ - هذا الحديث : أخرجه الإمام مسلم- رضي الله عنه - في صحيحه برقم : ٢٣٣٢ .
٩/ - الإمام القاضي عياض - رضي الله عنه - في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ، الجزء ٧ ص ٢٩٧ .
١٠/ - العلّامة البدرُ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري الجزء ٢٢ ص ٤١٠
نقلا عن سيدنا وشيخنا . عبدالقادر بن جيلالي حفظه الله
" يُتْبَعُ .... بإذن الله و مشيئته .
أوصلوا الخير للناس و بلغوا ......
وصلّى الله و سلّم على سيّدنا رسول الله و على آله و صحبه .
و الحمد لله ربّ العالمين .
لشيخنا "سيدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه" .
_______________
باب : التبرّكُ بذاته الشّريفة صلّى الله عليه و سلّم .
الحديث الأوّل :
____________
"""عن أنسِ بن مالكٍ - رضيَ اللهُ عنه - قال : كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم يأتي بيتَ أمِّ سُليمٍ - رضي الله عنها- فَيَقِيلُ -١- على فراشِها ، وليستْ أمُّ سُليمٍ في بيتها ، فتأتي فتجدُه نائما ، قال : فجاء ذاتَ يومٍ فنامَ على فراشها ، فأُتِـيَتْ ، فقيلَ لها : هذا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه و سلّم نامَ في بيتِكِ على فراشك ، فجاءت و قد عَرِقَ واسْتَنْقَعَ عرقُه-٢- على قطعةِ أدِيمٍ -٣- على الفراش ، وكان صلى اللهُ عليه و سلّم مِنْ أكثرِ الناسِ عرقا إذا نامَ ، قال ( أي أنس -رضي الله عنه- ) : ففتحَتْ عَتِيدَتَها -٤- فجَعَلَتْ تُنشِّفُ ذلكَ العرقَ بِقُطنةٍ فَتَعْصِرُهُ في قَوارِيرها ، فَفَزِعَ -٥- رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم فقال : " ما تصنعينَ يا أمَّ سُليم ؟" فقالت : يا رسولَ اللهِ هذا عرقُكَ نجعلُهُ في طِيبِنا ، وهو مِن أطيبِ الطِّيبِ ، نرجو <<بَركتَهُ>> لِصِبيانِنا ، " فَضحِكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّمَ و قال : << أصَبْتِ >> ، و دعا لها بِدعاءٍ حسنٍ " ، قال ( أي أنس -رضي الله عنه- ) : فَجَمَعَتْهُ في قارورة ، ثُمّ جمعتْهُ في سُكٍّ -٦- ، قال ( الرّاوي عن أنس رضي الله عنهما ) فلمّا حضرَ أنسَ بنَ مالك - رضي الله عنه - الوفاةُ ، أوصى أن يُجعلَ في حَنُوطِهِ -٧- مِن ذلك السُّكِّ ، قال : فَجُعِلَ في حَنُوطِهِ """ -٨- .
• قال الإمامُ القاضي عياض - رضي الله عنه - : وفيه جوازُ التّبرُّكِ بكلِّ ما كان مِنَ النّبيِّ صلى الله عليه و سلّم -٩- .
• قال العلّامةُ البدرُ العيني في شرح صحيح الإمام البخاري - رضي الله عنهما - :
وإنّما أخذَتْ أمُّ سُليمٍ شعرَه و عرقَه تبرُّكا به ، و جعلتهُ معَ السُّكِّ لئلّا يَذهبَ إذا كان العرقُ وحده (أي يجِفُّ) و جعلَه أنسُ - رضي الله عنه في حَنُوطِه تَعوُّذا به من المكاره -١٠- .
____________
١/ - القَيْلُولة : النومُ وقتَ القائلة وهي منتصف النهار .
٢/ - استنقعَ عرقُه : اجتمع .
٣/ - الأدِيمُ : الجلد ( وكانوا ينامون على أنواع منه ) .
٤/ - قال الإمام النووي - رضي الله عنه - العَتِيدةُ كالصّندوق الصّغير تَجعلُ المرأةُ فيه ما يَعِزُّ من متاعها .
٥/ - فزِع : استيقظ من نومه .
٦/ - السَّكُّ : نوع من الطّيب يُضافُ إلى غيره من الطّيب و يُستعملُ .
٧/ - قال ابن الأثير - رضي الله عنه - الحَنُوطُ و الحناط واحد وهو ما يُخلَطُ من الطّيب لأكفان الموتى و أجسامهم خاصّة .
٨/ - هذا الحديث : أخرجه الإمام مسلم- رضي الله عنه - في صحيحه برقم : ٢٣٣٢ .
٩/ - الإمام القاضي عياض - رضي الله عنه - في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ، الجزء ٧ ص ٢٩٧ .
١٠/ - العلّامة البدرُ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري الجزء ٢٢ ص ٤١٠
نقلا عن سيدنا وشيخنا . عبدالقادر بن جيلالي حفظه الله
" يُتْبَعُ .... بإذن الله و مشيئته .
أوصلوا الخير للناس و بلغوا ......
وصلّى الله و سلّم على سيّدنا رسول الله و على آله و صحبه .
و الحمد لله ربّ العالمين .
عدل سابقا من قبل خيرالدين في السبت يونيو 13, 2020 8:27 pm عدل 4 مرات
رد: الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة
" سلسلة : الأربعون السّالميّة
في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا "سيدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه".
_______________
الحديثُ الثّاني :
____________
""" عن أنسِ بنِ مالكٍ - رضيَ اللَّهُ عنه - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليه و سلّمَ أمرَ الحلّاقَ فَحَلَقَ رَأسَهُ ، ودَفَعَ رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليه
و سلّم إلى أَبي طَلْحةَ - رضي الله عنه - الشِّقَّ الأيْمَنَ ، ثمَّ حَلَقَ الشِّقَّ الآخرَ ، فَأَمَرَهُ أنْ يَقْسِمَهُ بَيْن النّاس . -١- .
زاد الإمامُ أحمدُ -رضي الله عنه - في روايةٍ له : فَجاءَ به أمَّ سُليْمٍ - رضي اللَّهُ عنها - فَجعلتْ تجْعلُه
في طيبِها """ . -٢- .
• قال الإمام النّوويّ - رضي الله عنه - في شرح صحيح الإمام مسلم - رضي اللَّهُ عنه - : فيهِ جوازُ التّبرُّك بشعره صلى اللَّه عليه و سلّم ، وجوازُ اقْتِنائهِ للتّبرّك -٣- .
• وقال أبو حاتم - رضي اللَّهُ عنه - : في قسمةِ النّبيّ صلى الله عليه
و سلم شعرَه بينَ أصحابِه أبْيَـنُ البيانِ بأنّ شعرَ الإنسان طاهرٌ ،
إذِ الصّحابةُ - رضي الله عنهم - إنّما أخذوا شعره صلى اللَّهُ عليه و سلّم <<ليتبرّكوا به >> فبَيْـنَ شادٍّ
في حُجْزَتِـهِ ، و مُمْسِكٍ في تِكَّتِـه ،
و آخذٍ في جَيْـبِـه ، يُصَلُّون فيها ،
و يَسْعَوْن لِحَوائِجِهم و هي معهم ، و حتّى إنّ عامَّةً منهم أوْصَوْا
أن تُجعلَ تلك الشّعَرةُ في أكفانِهم """ . -٤- .
- قولُه بأنّ شعر الإنسان طاهر : أي المنفصل عنه .
- شادٍّ في حُجْزَتِـه : الحُجْزَةُ موضِعُ شدّ الإزار على وسط الإنسان .
- تِـكّـتِه : شريط دقيق من نسيج
أو مطاط يربط به أعلى السّروال .
_________
١/ - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم (١٣٠٥) ، مُسْتَخْرَجُ أبي عوانة برقم ( ٢٦٠١) و اللّفظ له .
٢/ - مسند الإمام أحمد برقم ( ١٣١٥١) .
٣/ - الإمام النّوويّ في شرحه لصحيح الإمام مسلم ج٩ ص ٥٤ .
٤/ - صحيح ابنِ حبّانَ بترتيب ابنِ بلبانَ تحت رقم (١٣٧١) .
نقلا عن شيخنا زائر مستعجل. حفظه الله
* يُتبعُ إنْ شاءَ اللَّهُ .......
* أوصلوا الخير للنّاس جزاكم اللّهُ خيرا ......
(( نفعنا الله ببركات سيّدنا و حبيبنا رسول الله صلّى اللّهُ و سلّم عليه
و على آله و صحبه الطّيبين الطّاهرين .
والحمدُ للّهِ ربِّ العالمين .
في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا "سيدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه".
_______________
الحديثُ الثّاني :
____________
""" عن أنسِ بنِ مالكٍ - رضيَ اللَّهُ عنه - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليه و سلّمَ أمرَ الحلّاقَ فَحَلَقَ رَأسَهُ ، ودَفَعَ رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليه
و سلّم إلى أَبي طَلْحةَ - رضي الله عنه - الشِّقَّ الأيْمَنَ ، ثمَّ حَلَقَ الشِّقَّ الآخرَ ، فَأَمَرَهُ أنْ يَقْسِمَهُ بَيْن النّاس . -١- .
زاد الإمامُ أحمدُ -رضي الله عنه - في روايةٍ له : فَجاءَ به أمَّ سُليْمٍ - رضي اللَّهُ عنها - فَجعلتْ تجْعلُه
في طيبِها """ . -٢- .
• قال الإمام النّوويّ - رضي الله عنه - في شرح صحيح الإمام مسلم - رضي اللَّهُ عنه - : فيهِ جوازُ التّبرُّك بشعره صلى اللَّه عليه و سلّم ، وجوازُ اقْتِنائهِ للتّبرّك -٣- .
• وقال أبو حاتم - رضي اللَّهُ عنه - : في قسمةِ النّبيّ صلى الله عليه
و سلم شعرَه بينَ أصحابِه أبْيَـنُ البيانِ بأنّ شعرَ الإنسان طاهرٌ ،
إذِ الصّحابةُ - رضي الله عنهم - إنّما أخذوا شعره صلى اللَّهُ عليه و سلّم <<ليتبرّكوا به >> فبَيْـنَ شادٍّ
في حُجْزَتِـهِ ، و مُمْسِكٍ في تِكَّتِـه ،
و آخذٍ في جَيْـبِـه ، يُصَلُّون فيها ،
و يَسْعَوْن لِحَوائِجِهم و هي معهم ، و حتّى إنّ عامَّةً منهم أوْصَوْا
أن تُجعلَ تلك الشّعَرةُ في أكفانِهم """ . -٤- .
- قولُه بأنّ شعر الإنسان طاهر : أي المنفصل عنه .
- شادٍّ في حُجْزَتِـه : الحُجْزَةُ موضِعُ شدّ الإزار على وسط الإنسان .
- تِـكّـتِه : شريط دقيق من نسيج
أو مطاط يربط به أعلى السّروال .
_________
١/ - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم (١٣٠٥) ، مُسْتَخْرَجُ أبي عوانة برقم ( ٢٦٠١) و اللّفظ له .
٢/ - مسند الإمام أحمد برقم ( ١٣١٥١) .
٣/ - الإمام النّوويّ في شرحه لصحيح الإمام مسلم ج٩ ص ٥٤ .
٤/ - صحيح ابنِ حبّانَ بترتيب ابنِ بلبانَ تحت رقم (١٣٧١) .
نقلا عن شيخنا زائر مستعجل. حفظه الله
* يُتبعُ إنْ شاءَ اللَّهُ .......
* أوصلوا الخير للنّاس جزاكم اللّهُ خيرا ......
(( نفعنا الله ببركات سيّدنا و حبيبنا رسول الله صلّى اللّهُ و سلّم عليه
و على آله و صحبه الطّيبين الطّاهرين .
والحمدُ للّهِ ربِّ العالمين .
رد: الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة
" سِلسلةُ : الأربعونَ السّالميّةُ في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الثّالث (٠٣) :
______________
""" عن عُثمانَ بنِ مَوْهِبٍ - رضي اللهُ عنهُ - قال : أرسلني أهلي إلى أمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم بِقَدَحٍ من ماءٍ - و قَبَضَ إسْرائيلُ -١- ثلاثَ أصَابعَ - مِن قُصَّةٍ -٢- فيه شَعَرٌ من شَعَرِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و كانَ إذا أصابَ الإنسانَ عينٌ أو شيئٌ بَعَثَ إليها مِخْضَبَهُ ، فاطّلَعْتُ في الجُلْجُلِ -٣- فرأيْتُ شَعَراتٍ حُمْرًا """ -٤- .
• قال الحافظُ ابن حجر في شرح البخاريّ - رضي اللهُ عنهما - :
والمرادُ أنّه كان منِ اشتكى أرْسلَ إناءً إلى أمِّ سلمةَ فتَجعلُ فيه تلكَ الشَّعراتِ و تَـغسِلُها فيه ، و تُـعيدُهُ فيَشرَبُه صاحبُ الإناءِ أو يغتسلُ به استِشفاءً بها فتحصُلُ له <<بَـركتُها>> -٥- .
• وقال ابنُ بطّالٍ في شرح البخاريّ - رضي اللهُ عنهما - :
كانوا يُخَضْخِضُونَ الشّعَرَ في الإناء لتبقى << بَـركَـتُه >> في ذلك الماءِ ، فيَشْرَبُه المَعِينُ أوِ الوَصِبُ ، فيَدفعُ اللهُ عنه << بِـبَركةِ >> ذلك الشَّعَرِ مَا به مِنْ شَكْوى -٦- .
- قوله : أمّ سلمةَ - رضي الله عنها - زَوْجِ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ، لفظُ الزّوجِ يُطلق في اللغة على الرّجلِ الزّوجِ و على زوجته كقوله تعالى (( وقلنا يـا ءادم اسكن انت و زوجُكَ الجنّة.... )) أي زوجتك .
- قَدَح : إناءٌ لشُرْب الماء و غيره .
- البركةُ :
_______ النّماءُ و الزّيادةُ و الرّفع قاله أهل اللغة ، و قالوا من معانيها أيضا: السّعادة و الخير ، يُجريها اللهُ تعالى بقدرته و إرادته ، ولا تأثير بها إلّا له سبحانه و تعالى ، ولذلك فقد يجعلها تعالى في قمح وهو من الجمادات أو في مكان كالروضة أو في حيوان كالضّأن أو الخيل و من باب أولى يجريها بسبب نبيّ أو وليّ حيّ أو ميت فلا فرق ، فهي بيده و قدرته سبحانه وتعالى ...... لا تُطلبُ من غيره ولا تكون إلا منه سبحانه .
- يخضخضون : خضخض الماء حرّكه في اتّجاهات و رجرجه ليمتزج او ليختلط .
- المَعِـينُ : المُصابُ بالعَيْنِ عافاكم الله تعالى .
- الوَصِبُ : المريضُ الوَجِعُ المُتَأَلّمُ .
- شكوى : ما يُشتكى منه من تَوَجُّعٍ و ألمٍ ...
____________
١/ _ إسرائيلُ هو ابنُ يونُسَ مِن رجال سندِ هذا الحديث .
٢/ _ قُصَّة : قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في الفتح : اختُلِفَ في ضبطه هل هو بقاف مضمومةٍ ثم صاد مُهْمَلةٍ ( والمنقوطة الضّادُ تسمّى مُعْجَمةً ) وهي صفةٌ للشّعَر ، أو بفاءٍ مكسورة ثمّ ضاد معجمة - فِضّةٍ - فتكونُ صفةً للقَدَحِ .
٣/ _ المِخْضَبُ مِن الأواني ، ويكون في العادة كبيرا تُغسلُ فيه الأشياء ، وفي المرض الذي توفّي فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجعلوني في مِخضب واجعلوا عليّ ماء ... " و الجُلْجُلُ : آنيةٌ مثل الجَرَس ( كالكُـرةِ المجوّفة ) يوضعُ فيه ما يُحتاجُ إلى صيانته .
٤/ _ الحديثُ أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه برقم ( ٥٨٩٦) .
٥/ _ قاله ابنُ حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ج ١٠ ص ٣٦٥ .
٦/ _ قاله ابن بطّال في شرحه على صحيح البخاريّ ج٩ ص ١٥٠ .
حفظ الله شيخنا وعالمنا الحاج محمد سالمي وبارك فيه وفي اهله وطلبته ومحبيه يارب العالمين وبارك الله في تلميذه الوفي شيخنا زائر مستعجل ورزقه العلم والحلم يارب أمين
* يُتْـبَــعُ بإذن الله تعالى ....
* أوْصلوا الخيرَ للنّاس فتح الله عليكم ...
أكرمنا الله تعالى ببركاتِ سيّدنا رسول الله صلّى الله و سلّم عليه و على آله و أصحابه الطّيبين الطّاهرين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
و الحمد لله ربّ العالمين .
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الثّالث (٠٣) :
______________
""" عن عُثمانَ بنِ مَوْهِبٍ - رضي اللهُ عنهُ - قال : أرسلني أهلي إلى أمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم بِقَدَحٍ من ماءٍ - و قَبَضَ إسْرائيلُ -١- ثلاثَ أصَابعَ - مِن قُصَّةٍ -٢- فيه شَعَرٌ من شَعَرِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و كانَ إذا أصابَ الإنسانَ عينٌ أو شيئٌ بَعَثَ إليها مِخْضَبَهُ ، فاطّلَعْتُ في الجُلْجُلِ -٣- فرأيْتُ شَعَراتٍ حُمْرًا """ -٤- .
• قال الحافظُ ابن حجر في شرح البخاريّ - رضي اللهُ عنهما - :
والمرادُ أنّه كان منِ اشتكى أرْسلَ إناءً إلى أمِّ سلمةَ فتَجعلُ فيه تلكَ الشَّعراتِ و تَـغسِلُها فيه ، و تُـعيدُهُ فيَشرَبُه صاحبُ الإناءِ أو يغتسلُ به استِشفاءً بها فتحصُلُ له <<بَـركتُها>> -٥- .
• وقال ابنُ بطّالٍ في شرح البخاريّ - رضي اللهُ عنهما - :
كانوا يُخَضْخِضُونَ الشّعَرَ في الإناء لتبقى << بَـركَـتُه >> في ذلك الماءِ ، فيَشْرَبُه المَعِينُ أوِ الوَصِبُ ، فيَدفعُ اللهُ عنه << بِـبَركةِ >> ذلك الشَّعَرِ مَا به مِنْ شَكْوى -٦- .
- قوله : أمّ سلمةَ - رضي الله عنها - زَوْجِ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ، لفظُ الزّوجِ يُطلق في اللغة على الرّجلِ الزّوجِ و على زوجته كقوله تعالى (( وقلنا يـا ءادم اسكن انت و زوجُكَ الجنّة.... )) أي زوجتك .
- قَدَح : إناءٌ لشُرْب الماء و غيره .
- البركةُ :
_______ النّماءُ و الزّيادةُ و الرّفع قاله أهل اللغة ، و قالوا من معانيها أيضا: السّعادة و الخير ، يُجريها اللهُ تعالى بقدرته و إرادته ، ولا تأثير بها إلّا له سبحانه و تعالى ، ولذلك فقد يجعلها تعالى في قمح وهو من الجمادات أو في مكان كالروضة أو في حيوان كالضّأن أو الخيل و من باب أولى يجريها بسبب نبيّ أو وليّ حيّ أو ميت فلا فرق ، فهي بيده و قدرته سبحانه وتعالى ...... لا تُطلبُ من غيره ولا تكون إلا منه سبحانه .
- يخضخضون : خضخض الماء حرّكه في اتّجاهات و رجرجه ليمتزج او ليختلط .
- المَعِـينُ : المُصابُ بالعَيْنِ عافاكم الله تعالى .
- الوَصِبُ : المريضُ الوَجِعُ المُتَأَلّمُ .
- شكوى : ما يُشتكى منه من تَوَجُّعٍ و ألمٍ ...
____________
١/ _ إسرائيلُ هو ابنُ يونُسَ مِن رجال سندِ هذا الحديث .
٢/ _ قُصَّة : قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في الفتح : اختُلِفَ في ضبطه هل هو بقاف مضمومةٍ ثم صاد مُهْمَلةٍ ( والمنقوطة الضّادُ تسمّى مُعْجَمةً ) وهي صفةٌ للشّعَر ، أو بفاءٍ مكسورة ثمّ ضاد معجمة - فِضّةٍ - فتكونُ صفةً للقَدَحِ .
٣/ _ المِخْضَبُ مِن الأواني ، ويكون في العادة كبيرا تُغسلُ فيه الأشياء ، وفي المرض الذي توفّي فيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجعلوني في مِخضب واجعلوا عليّ ماء ... " و الجُلْجُلُ : آنيةٌ مثل الجَرَس ( كالكُـرةِ المجوّفة ) يوضعُ فيه ما يُحتاجُ إلى صيانته .
٤/ _ الحديثُ أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه برقم ( ٥٨٩٦) .
٥/ _ قاله ابنُ حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ج ١٠ ص ٣٦٥ .
٦/ _ قاله ابن بطّال في شرحه على صحيح البخاريّ ج٩ ص ١٥٠ .
حفظ الله شيخنا وعالمنا الحاج محمد سالمي وبارك فيه وفي اهله وطلبته ومحبيه يارب العالمين وبارك الله في تلميذه الوفي شيخنا زائر مستعجل ورزقه العلم والحلم يارب أمين
* يُتْـبَــعُ بإذن الله تعالى ....
* أوْصلوا الخيرَ للنّاس فتح الله عليكم ...
أكرمنا الله تعالى ببركاتِ سيّدنا رسول الله صلّى الله و سلّم عليه و على آله و أصحابه الطّيبين الطّاهرين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
و الحمد لله ربّ العالمين .
عدل سابقا من قبل خيرالدين في السبت يونيو 13, 2020 8:46 pm عدل 1 مرات
رد: الأربعون السّالميّة في الأحاديث التّبرّكيّة
" سِلسلةُ : الأربعونَ السّالميّةُ في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الرابع (٠4) :
______________
""" عن ثابتٍ البُنانيِّ - رضي اللهُ عنه - قال : كان النَّبيُّ صلّى اللهُ عليه و سلّم يوْمًـا يَتَوَضّأُ ، و بِـإِزاءِ النّبـيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم غُلامٌ ، فَـمَـجَّ النّـبِـيُّ صلّى اللهُ عليه و سلّم -١- فَـتَـلـقَّى الغلامُ مَـجَّةَ النّبيِّ صلى اللهُ عليه و سلّم فَشَرِبَها ، فقال النّبيُّ صلّى الله عليه و سلّم : << اللّهمّ إنّ عَبْدكَ يَتَـرَضَّاكَ فارْضَ عَـنْـهُ >> """ . -٢- .
_________
١/ - مَجَّ الماءَ أي رماه و دَفَعَه مِنْ فمه .
٢/ - أخرجه الإمامُ البيهقيُّ في الجامِع لشُعَبِ الإِيمان .
_________
تعليق :
_____
قولُه صلّى اللهُ عليه و سلّم : ( اللّهمّ إنّ عَبدَك يَترَضّاك ) : أي يَطلُبُ بشُرْبِهِ مَجّةَ وَضُوءِ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سَلّم رضا اللهِ تعالى ، فحينما تلَقَّفَـها و شَرِبَها رَجاءَ برَكتِها ، فقدْ طلبَ بذلك رضا اللهِ تعالى لمّا عَظّمَ قدْرَ النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم ، كما قال سيّدُنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم << يترضّاك >> ، فالغلامُ قَصَدَ بركةَ مجّةِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلّم ، و مَجّةُ المَضْمَضَةِ في الطّبعِ البشريّ مُستَقذرة ، ولكنّهم لمّا علِموا أنّ اللهَ تعالى جعلَ سيّدنَا رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم جِسْما جامعا للأسرار ، و محلّا للأنوار ، مُجرّدا من النّقائص البشريّة ، و مَكْـمَناً لِفَيْضِ البَركاتِ و الطّيّباتِ ، قَـدْ بلغَ ذُرْوةَ الكمال البشريِّ ، و تَيَقَّنوا أنَّ اللهَ تعالى بقُدرته أجرى النّفعَ بالبركاتِ في ريقِه صلّى اللهُ عليه و سلّم المُعَتَّقِ ، و عَرَقهِ الفَوَّاحِ بخُلاصةِ الطِّيبِ ، و شَعَرهِ اليانِعِ ببَلْسمِ الشّفاء ، و مَـجَّـتِهِ المَـمْزوجةِ بأطهرِ ريقٍ ، و نُخامَتِهِ المُنْتَقاةِ مِنْ دُهنِ جَسدِه الشّريفِ المبارك ..... بادروا ....لنيلِ البركات .
فانظُرْ إلى فعلِ الغلام الذي وَرِثَ هذا اليقينَ مِنْ كثرةِ فعلِ الصّحابةِ و حِرْصِهِمْ على بَرَكاته صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و قد عبّرَ عن حقيقةِ الأمرِ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّمَ : فقالَ بأنّهُ طَلبَ بفعله رضا اللهِ تعالى ، و بيّنَ أنّ حصولَ البركةِ بالرّضا و الخيرِ و السّعادةِ و الرّفعةِ .... لا يكون إلّا مِن ربّ العالمين المُتّصفِ بالقُدْرةِ حينما قال << اللهمّ إنّ عبدَك يترضّاكَ فارْضَ عنه >> ، قال شيخُنا - رضي الله عنه - : [" فالبركةُ مِن اللهِ سبحانه لأنّه خالقُ البَرَكاتِ و المُعْجزاتِ و الكراماتِ ، ولا يستبعدُها إلا مَن جَهِلَ قُدرةِ اللهِ تعالى ، فَلَوْ قَدروا اللهَ حقَّ قَدرهِ ما توقّفَـتْ عُقُولُهُم عَن شَيئ هَيّنٍ على اللهِ تعالى تَفَضّلَ به على نبيٍّ مِنْ أنبيائه أو وليٍّ من أوليائه "] ص٠٨ من مقدّمة الأربعين .
حفظ الله شيخناو وعالمنا وسيدنا الحاج محمد سالمي وبارك فيه وفي اهله وطلبته ومحبيه يارب
وبارك في تلميذه الوفي سيدنا زائر مستعجل يارب أمين
يُتبع بإذن الله تعالى .....
أوصلوا الخير إلى الخلق بارك الله فيكم .
وصلّى اللهُ و سلّم على سيّدنا و حبيبنا رسول الله و على آله و صحبه أجمعين .
والحمد لله ربّ العالمين .
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الرابع (٠4) :
______________
""" عن ثابتٍ البُنانيِّ - رضي اللهُ عنه - قال : كان النَّبيُّ صلّى اللهُ عليه و سلّم يوْمًـا يَتَوَضّأُ ، و بِـإِزاءِ النّبـيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم غُلامٌ ، فَـمَـجَّ النّـبِـيُّ صلّى اللهُ عليه و سلّم -١- فَـتَـلـقَّى الغلامُ مَـجَّةَ النّبيِّ صلى اللهُ عليه و سلّم فَشَرِبَها ، فقال النّبيُّ صلّى الله عليه و سلّم : << اللّهمّ إنّ عَبْدكَ يَتَـرَضَّاكَ فارْضَ عَـنْـهُ >> """ . -٢- .
_________
١/ - مَجَّ الماءَ أي رماه و دَفَعَه مِنْ فمه .
٢/ - أخرجه الإمامُ البيهقيُّ في الجامِع لشُعَبِ الإِيمان .
_________
تعليق :
_____
قولُه صلّى اللهُ عليه و سلّم : ( اللّهمّ إنّ عَبدَك يَترَضّاك ) : أي يَطلُبُ بشُرْبِهِ مَجّةَ وَضُوءِ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سَلّم رضا اللهِ تعالى ، فحينما تلَقَّفَـها و شَرِبَها رَجاءَ برَكتِها ، فقدْ طلبَ بذلك رضا اللهِ تعالى لمّا عَظّمَ قدْرَ النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم ، كما قال سيّدُنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم << يترضّاك >> ، فالغلامُ قَصَدَ بركةَ مجّةِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلّم ، و مَجّةُ المَضْمَضَةِ في الطّبعِ البشريّ مُستَقذرة ، ولكنّهم لمّا علِموا أنّ اللهَ تعالى جعلَ سيّدنَا رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم جِسْما جامعا للأسرار ، و محلّا للأنوار ، مُجرّدا من النّقائص البشريّة ، و مَكْـمَناً لِفَيْضِ البَركاتِ و الطّيّباتِ ، قَـدْ بلغَ ذُرْوةَ الكمال البشريِّ ، و تَيَقَّنوا أنَّ اللهَ تعالى بقُدرته أجرى النّفعَ بالبركاتِ في ريقِه صلّى اللهُ عليه و سلّم المُعَتَّقِ ، و عَرَقهِ الفَوَّاحِ بخُلاصةِ الطِّيبِ ، و شَعَرهِ اليانِعِ ببَلْسمِ الشّفاء ، و مَـجَّـتِهِ المَـمْزوجةِ بأطهرِ ريقٍ ، و نُخامَتِهِ المُنْتَقاةِ مِنْ دُهنِ جَسدِه الشّريفِ المبارك ..... بادروا ....لنيلِ البركات .
فانظُرْ إلى فعلِ الغلام الذي وَرِثَ هذا اليقينَ مِنْ كثرةِ فعلِ الصّحابةِ و حِرْصِهِمْ على بَرَكاته صلّى اللهُ عليه و سلّم ، و قد عبّرَ عن حقيقةِ الأمرِ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّمَ : فقالَ بأنّهُ طَلبَ بفعله رضا اللهِ تعالى ، و بيّنَ أنّ حصولَ البركةِ بالرّضا و الخيرِ و السّعادةِ و الرّفعةِ .... لا يكون إلّا مِن ربّ العالمين المُتّصفِ بالقُدْرةِ حينما قال << اللهمّ إنّ عبدَك يترضّاكَ فارْضَ عنه >> ، قال شيخُنا - رضي الله عنه - : [" فالبركةُ مِن اللهِ سبحانه لأنّه خالقُ البَرَكاتِ و المُعْجزاتِ و الكراماتِ ، ولا يستبعدُها إلا مَن جَهِلَ قُدرةِ اللهِ تعالى ، فَلَوْ قَدروا اللهَ حقَّ قَدرهِ ما توقّفَـتْ عُقُولُهُم عَن شَيئ هَيّنٍ على اللهِ تعالى تَفَضّلَ به على نبيٍّ مِنْ أنبيائه أو وليٍّ من أوليائه "] ص٠٨ من مقدّمة الأربعين .
حفظ الله شيخناو وعالمنا وسيدنا الحاج محمد سالمي وبارك فيه وفي اهله وطلبته ومحبيه يارب
وبارك في تلميذه الوفي سيدنا زائر مستعجل يارب أمين
يُتبع بإذن الله تعالى .....
أوصلوا الخير إلى الخلق بارك الله فيكم .
وصلّى اللهُ و سلّم على سيّدنا و حبيبنا رسول الله و على آله و صحبه أجمعين .
والحمد لله ربّ العالمين .
الحديثُ الخامس (٠5) :
" سِلسلةُ : الأربعونَ السّالميّةُ في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الخامس (٠5) :
______________
"""" عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ - رضي اللهُ عنهما - قال : خرجَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم عامَ الحُدَيْبِـيَةِ في بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنَ أصْحابِه يُريدُ زِيارةَ البيتِ ، لا يُريدُ قِتالا ، وَساقَ مَعَه الهديَ سَبعينَ بَدَنَـةً -١- ، فَبَعَثُوا إليه عُرْوَةَ بنَ مسعود الثّقَفِيَّ ....... قال : فكلّمَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم بمِثلِ ما كلّمَ بِهِ أصحابَهُ ، فَأخْبرَهُ أنّهُ لم يأتِ يُريدُ حَـرْبا .
فَقَامَ مِنْ عند رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم و قَدْ رَأى ما يصْنَعُ به أصحابُهُ ، إذا توضّأَ كادوا يَقْتَتِلونَ على وَضُوئِـهِ -٢- ، ولا يبصُقُ بُصَاقَةً إلّا وقَعتْ في كفِّ رجلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ و جِلْدَهُ ، ولا يَسقُطُ مِنْ شَعَرِه شَيْئٌ إلّا أخذوهُ ، وإذا أمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وإذا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أصْواتَهُم عِندَهُ ، و ما يُحِدُّونَ إلَيهِ النَّظَرَ -٣- تعظيمًا لَـهُ .
فَرَجَعَ إلى قُريشٍ فقال : يا مَعْشَرَ قُريشٍ ، واللهِ لقدْ وفَدتُ على المُلوكِ ، و وَفَدتُ على قَيْصَرَ و كِسْرَى و النَّجاشِيِّ ، واللهِ ما رأيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أصْحابُهُ ما يُعظّمُ أصْحابُ مُحمّدٍ مُحمّدًا ، واللهِ إنْ تنخَّمَ نُخامةً إلّا وقعَتْ في كَفِّ رجُلٍ منهم ، فدلَكَ بها وجهَهُ و جِلْدَه ، و إذا أمَرَهُمْ ابتَدَروا أمْرَهُ -٤- ، و إذا تَوَضَّأَ كادوا يَقْتتلونَ على وَضوئه ، و إذا تَكَلّمُوا خَفَضُوا أصْواتَهُم عنده ، و ما يُحِدُّونَ إليه النَّظَرَ تَعْظيما له ، فلَقَدْ رَأيتُ قَوْمًا لا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْئٍ أبدًا ، و إنّهُ قَدْ عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلوها .... """""
إ.ه باختِصار -٥-
• قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمه الله - : وفيه << التّبرُّكُ >> بِفَضَلاتِ الصّالحينَ الطّاهرة -٦- .
• قال ابن بطّال - رحمه الله - :
كانت نُخامَتُهُ صلّى اللهُ عليه و سلّم أطيبَ عندَ المُسْلمينَ مِنَ المسْكِ ، لأنّهم كانوا يتدافعون عليها ، و يَدْلكونَ بها وُجوهَهم ، << لِبَرَكَـتِـها >> ، و طِيبِها . -٧- .
______________
١/ - البَدَنَة : من الإبل و البقر كالأضحية من الغنم تُهدى إلى مكّةَ ، الذّكرُ و الأنثى في ذلك سواء ، قال أبو بكر : يجوز أن تكون سُمّيت بدنَةً لِعِظَمِها و ضخامتِها أو لِسِنّها إ.ه من لسان العرب .
٢/ - الوَضوء : بفتح الواو هو الماءُ المُعدُّ للوُضوء ( بضمّ الواو ) والذي هو الفعلُ التّعبّديُّ .
٣/ - أحدَّ النّظرَ إليه : نظَرَ إليه نظْرَةَ انتباهٍ و حدّقَ فيه .
٤/ - عجّلوا في تنفيذه .
٥/ - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم (٢٧٣٢) .
٦/ - قاله ابن حجر في فتح الباري شرحه لصحيح الإمام البخاريّ ج ٠٣ ص ٤٠٢ .
٧/ - قاله ابن بطّال في شرحه على صحيح الإمام البخاريّ ج٠١ ص ٢٩٢ .
__________
التّعليق :
_______
حُكمُ التّبرّكِ بآثار النّبيّ صلّى اللهُ عليه و سلّم بعد انتقالِه إلى الحياة البرزخيّة هو نفسُه في حياته ، فعندَ الفقهاء الاستِحبابُ ، و عند السّادةِ الصوّفيّةِ الوُجوبُ لِمَنْ أكرمَهُ اللهُ تعالى بشيئٍ من آثار سيّدِنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم .
روى الإمام البخاريّ في صحيحه عن محمّد بن سيرين - رضي الله عنه - قال : قلتُ لعبيدة - رضي الله عنه - : عندنا مِنْ شعَر النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أصَبناه مِنْ قِبَلِ أنسٍ - رضي الله عنه - - أو مِنْ قِبلِ أهلِ أنس - فقال (أي عبيدة ) : << لَأنْ تكونَ عندي شعرةٌ منه أحبَّ إليّ مِن الدّنيا و ما فيها >> .
وأخرج الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن داوودَ بنِ أبي صالحٍ قال : """ أقبل مروانُ يومًا فوجدَ رجُلا واضِعا وجهَه على القبر ، فقال : أتدري ما تصنع ؟ فَأقبلَ عليه ، فإذا هو أبو أيّوب الأنصاريّ - رضي اللهُ عنه- فقال : نعم ، جِئتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم و لم آتِ الحجر ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم يقول : لا تَبْكوا على الدّينِ إذا وَليَهُ أهلُهُ ، و لكنِ ابْكوا عليه إذا وليَهُ غيرُ أهلـه """ . والتّبرّكُ بمكان و مُقام و مَقام سيّدنا رسول الله صلّى اللهُ عليه و سلّم جليٌّ ، و فيه استحبابُ التّمسّحِ بقبره الشّريف للبركة ، و هي من اللهِ تعالى إكراما لزوّارِ حَبيبهِ صلّى الله عليه و سلّم .
( والآثارُ في هذا كثيرة )
قولُ الإمام ابن حجر - رحمه الله تعالى - " وفيه التّبرّكُ بفضلات الصّالحين الطّاهرةِ " الفضلاتُ الطّاهرةُ : كالنّخامة و العرق و الشّعر و الدّمع واللّعاب و البصاق قال صاحب أسهل المسالك الشيخ محمّد البشّار - رحمه الله تعالى - :
وكلُّ حيٍّ طاهرٌ و يَلْحقُــهْ ...
لُعَــابُهُ مُخَــاطُـهُ و عرقُــهْ .
صَفْرَاؤُهُ بَلْغَـمُـهُ دُموعُــــهُ ........ .
فالتي ذكِـرَتْ في الحديث هي الهدايَا المباركةُ المنفصلةُ من جسدِ سيّدِنا رسول اللهِ صلّى الله عليه و سلّم الشّريف ، وهي من أطهر الطّهرِ و أطْيبِ الطّيبِ ، ولازال بعضُها محفوظًا موجودًا بقُدرةِ الله تعالى إلى اليومِ لعظمتها عند من ورثوها ، فمن ضيّعها فكأنّما وُتِرَ أهلَهُ و مالَهُ ، وأيُّ أسرةٍ كتبَ اللهُ تعالى لها هذا الخيرَ وهذه البركاتِ تُفرّطُ فيها !!!!
وأمّا التّبرّكُ بآثار الصّالحينَ و فضلاتِهم الطّاهرةِ المباركةِ فَحُكمُـها كذلك ، و سيأتي الكلامُ عنها في بابِها بإذن اللهِ تعالى .
يُتْبَعُ بإذن الواحد الأحد سبحانه ....
أوصلوا الخير للخلق نفع اللهُ بكم .
وصلّى اللهُ و سلّم على سيّدنا و حبيبنا رسول اللهِ و على آله و صحبه .
والحمدُ لله ربّ العالمين .
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ الخامس (٠5) :
______________
"""" عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ - رضي اللهُ عنهما - قال : خرجَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم عامَ الحُدَيْبِـيَةِ في بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنَ أصْحابِه يُريدُ زِيارةَ البيتِ ، لا يُريدُ قِتالا ، وَساقَ مَعَه الهديَ سَبعينَ بَدَنَـةً -١- ، فَبَعَثُوا إليه عُرْوَةَ بنَ مسعود الثّقَفِيَّ ....... قال : فكلّمَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم بمِثلِ ما كلّمَ بِهِ أصحابَهُ ، فَأخْبرَهُ أنّهُ لم يأتِ يُريدُ حَـرْبا .
فَقَامَ مِنْ عند رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلّم و قَدْ رَأى ما يصْنَعُ به أصحابُهُ ، إذا توضّأَ كادوا يَقْتَتِلونَ على وَضُوئِـهِ -٢- ، ولا يبصُقُ بُصَاقَةً إلّا وقَعتْ في كفِّ رجلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ و جِلْدَهُ ، ولا يَسقُطُ مِنْ شَعَرِه شَيْئٌ إلّا أخذوهُ ، وإذا أمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وإذا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أصْواتَهُم عِندَهُ ، و ما يُحِدُّونَ إلَيهِ النَّظَرَ -٣- تعظيمًا لَـهُ .
فَرَجَعَ إلى قُريشٍ فقال : يا مَعْشَرَ قُريشٍ ، واللهِ لقدْ وفَدتُ على المُلوكِ ، و وَفَدتُ على قَيْصَرَ و كِسْرَى و النَّجاشِيِّ ، واللهِ ما رأيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أصْحابُهُ ما يُعظّمُ أصْحابُ مُحمّدٍ مُحمّدًا ، واللهِ إنْ تنخَّمَ نُخامةً إلّا وقعَتْ في كَفِّ رجُلٍ منهم ، فدلَكَ بها وجهَهُ و جِلْدَه ، و إذا أمَرَهُمْ ابتَدَروا أمْرَهُ -٤- ، و إذا تَوَضَّأَ كادوا يَقْتتلونَ على وَضوئه ، و إذا تَكَلّمُوا خَفَضُوا أصْواتَهُم عنده ، و ما يُحِدُّونَ إليه النَّظَرَ تَعْظيما له ، فلَقَدْ رَأيتُ قَوْمًا لا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْئٍ أبدًا ، و إنّهُ قَدْ عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلوها .... """""
إ.ه باختِصار -٥-
• قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمه الله - : وفيه << التّبرُّكُ >> بِفَضَلاتِ الصّالحينَ الطّاهرة -٦- .
• قال ابن بطّال - رحمه الله - :
كانت نُخامَتُهُ صلّى اللهُ عليه و سلّم أطيبَ عندَ المُسْلمينَ مِنَ المسْكِ ، لأنّهم كانوا يتدافعون عليها ، و يَدْلكونَ بها وُجوهَهم ، << لِبَرَكَـتِـها >> ، و طِيبِها . -٧- .
______________
١/ - البَدَنَة : من الإبل و البقر كالأضحية من الغنم تُهدى إلى مكّةَ ، الذّكرُ و الأنثى في ذلك سواء ، قال أبو بكر : يجوز أن تكون سُمّيت بدنَةً لِعِظَمِها و ضخامتِها أو لِسِنّها إ.ه من لسان العرب .
٢/ - الوَضوء : بفتح الواو هو الماءُ المُعدُّ للوُضوء ( بضمّ الواو ) والذي هو الفعلُ التّعبّديُّ .
٣/ - أحدَّ النّظرَ إليه : نظَرَ إليه نظْرَةَ انتباهٍ و حدّقَ فيه .
٤/ - عجّلوا في تنفيذه .
٥/ - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم (٢٧٣٢) .
٦/ - قاله ابن حجر في فتح الباري شرحه لصحيح الإمام البخاريّ ج ٠٣ ص ٤٠٢ .
٧/ - قاله ابن بطّال في شرحه على صحيح الإمام البخاريّ ج٠١ ص ٢٩٢ .
__________
التّعليق :
_______
حُكمُ التّبرّكِ بآثار النّبيّ صلّى اللهُ عليه و سلّم بعد انتقالِه إلى الحياة البرزخيّة هو نفسُه في حياته ، فعندَ الفقهاء الاستِحبابُ ، و عند السّادةِ الصوّفيّةِ الوُجوبُ لِمَنْ أكرمَهُ اللهُ تعالى بشيئٍ من آثار سيّدِنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم .
روى الإمام البخاريّ في صحيحه عن محمّد بن سيرين - رضي الله عنه - قال : قلتُ لعبيدة - رضي الله عنه - : عندنا مِنْ شعَر النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أصَبناه مِنْ قِبَلِ أنسٍ - رضي الله عنه - - أو مِنْ قِبلِ أهلِ أنس - فقال (أي عبيدة ) : << لَأنْ تكونَ عندي شعرةٌ منه أحبَّ إليّ مِن الدّنيا و ما فيها >> .
وأخرج الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن داوودَ بنِ أبي صالحٍ قال : """ أقبل مروانُ يومًا فوجدَ رجُلا واضِعا وجهَه على القبر ، فقال : أتدري ما تصنع ؟ فَأقبلَ عليه ، فإذا هو أبو أيّوب الأنصاريّ - رضي اللهُ عنه- فقال : نعم ، جِئتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم و لم آتِ الحجر ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم يقول : لا تَبْكوا على الدّينِ إذا وَليَهُ أهلُهُ ، و لكنِ ابْكوا عليه إذا وليَهُ غيرُ أهلـه """ . والتّبرّكُ بمكان و مُقام و مَقام سيّدنا رسول الله صلّى اللهُ عليه و سلّم جليٌّ ، و فيه استحبابُ التّمسّحِ بقبره الشّريف للبركة ، و هي من اللهِ تعالى إكراما لزوّارِ حَبيبهِ صلّى الله عليه و سلّم .
( والآثارُ في هذا كثيرة )
قولُ الإمام ابن حجر - رحمه الله تعالى - " وفيه التّبرّكُ بفضلات الصّالحين الطّاهرةِ " الفضلاتُ الطّاهرةُ : كالنّخامة و العرق و الشّعر و الدّمع واللّعاب و البصاق قال صاحب أسهل المسالك الشيخ محمّد البشّار - رحمه الله تعالى - :
وكلُّ حيٍّ طاهرٌ و يَلْحقُــهْ ...
لُعَــابُهُ مُخَــاطُـهُ و عرقُــهْ .
صَفْرَاؤُهُ بَلْغَـمُـهُ دُموعُــــهُ ........ .
فالتي ذكِـرَتْ في الحديث هي الهدايَا المباركةُ المنفصلةُ من جسدِ سيّدِنا رسول اللهِ صلّى الله عليه و سلّم الشّريف ، وهي من أطهر الطّهرِ و أطْيبِ الطّيبِ ، ولازال بعضُها محفوظًا موجودًا بقُدرةِ الله تعالى إلى اليومِ لعظمتها عند من ورثوها ، فمن ضيّعها فكأنّما وُتِرَ أهلَهُ و مالَهُ ، وأيُّ أسرةٍ كتبَ اللهُ تعالى لها هذا الخيرَ وهذه البركاتِ تُفرّطُ فيها !!!!
وأمّا التّبرّكُ بآثار الصّالحينَ و فضلاتِهم الطّاهرةِ المباركةِ فَحُكمُـها كذلك ، و سيأتي الكلامُ عنها في بابِها بإذن اللهِ تعالى .
يُتْبَعُ بإذن الواحد الأحد سبحانه ....
أوصلوا الخير للخلق نفع اللهُ بكم .
وصلّى اللهُ و سلّم على سيّدنا و حبيبنا رسول اللهِ و على آله و صحبه .
والحمدُ لله ربّ العالمين .
عدل سابقا من قبل خيرالدين في السبت يونيو 13, 2020 9:01 pm عدل 2 مرات
الحديثُ السّادسُ
" سِلسلةُ : الأربعونَ السّالميّةُ في الأحاديث التّبرّكيّة "
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ السّادسُ (٠6) :
__________
""""" عَـن أنسِ بن مالكٍ - رضيَ اللهُ عنه - أنّ جدَّتَهُ مُـلَـيْـكَةَ - رضيَ اللهُ عنها - دَعَتْ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ و سلّم لِـطعامٍ صَنَعَتْهُ ، فأكلَ منه ، ثُمَّ قال : ""قُوموا فَـلْنُـصَلِّ بكم "" ، قال أنسٌ - رضي اللهُ عنه - فقُمْتُ إلى حصيرٍ لنا قَدِ اسْوَدَّ مِـن طُول ما لُـبِسَ ، فَـنَضَحْتُهُ بالماء -١- ، فقامَ عليه رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم ، وَ صَفَفْتُ عليه أنا و اليتيمُ وراءَهُ -٢- ، والعجوزُ مِـن ورائنا ، فصلّى بنا رَكعَتين ، ثُمَّ انْصَرَفَ """"" . -٣-
• قال الإمام التّرمذِيُّ رحمه اللهُ تعالى - : وفي هذا الحديث دلالةٌ أنّه صلّى اللهُ عليه و سلّم إنّما صلّى تَطوُّعًا إرادةَ إدْخالِ << البَـرَكَـةِ >> عليهم -٤- .
• قوله مِن طُولِ ما لُبِسَ : أي مِن كثرة استعماله .
• قوله وصفَـفْـتُ عليه : أي كنّا صفًّا .
__________
١/ - نَضَحْتُهُ : أي رَشَشْتُه بالماء تليينا له أو تنظيفًـا .
٢/ - اليتيم : قال الحافظ بن حجر : المقصود به هنا ضميرة بن أبي ضميرة مولى النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم .
٣/ - هذا الحديثُ أخرجه البخاريّ في صحيحه برقم (٣٨٠) و مُسلم كذلك برقم (٦٥٨) .
٤/ - قاله التّرمذيّ في سننه برقم (١٣٤) .
_________
تعليق :
_____
مِـن سنّةِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم أنّه كان يُجيبُ دعْوةَ المَأدُبَةِ ، ويُصيبُ مِـنْ طعامها إكراما لصاحبِها و تعظيمًـا لأَجْرِه بدعوته ، و يدخُلُ بيتَ الدّاعي و يُكرِمُهُ بالصّلاةِ فيه إدْخالا <<للبركةِ >> ، فمَا مِن بيتٍ دَخَلَهُ ، أو يَدخُلُـه صلّى اللهُ عليه و سلّم في الرّؤيا إلّا أفاضَ اللهُ تعالى على أهله عطايا الخيرِ و السّعادةِ و الفتْحِ ، وعَمَّ النّورُ جَنَباتِهِ .
حدّثني صاحبٌ ثقةٌ أنّه رأى النّبيَّ صلّى اللهُ عليه و سلّم في رؤيا مباركة ، رآه دخلَ ميضَأةَ الجامعِ فتوضّأَ والنّورُ يغشاهُ ، و العُيونُ تَرْمُقُه بالفرحِ و السّرور ، ثمّ خرجَ من الجامعِ و قد تتبَّعَهُ النّاظرون ، فمشى بالطّريق إلى أن دخل بيتَ رجلٍ من روادِ المسجدِ وهو من العامّة غيرِ المُبرّزين .....إنتهت الرّؤيا .
يقول : وفي مدّة غير طويلة شُفيتْ زوجةُ الرّجلِ مِـن دائها ، و فتحَ اللهُ على زوجها بفضلٍ و خيرٍ عظيم ، و استقامةٍ لأولاده و فتحٍ عليهم ....
وهذه البركة جعلها اللهُ تعالى بسرّ دخولِ الحبيبِ صلّى اللهُ عليه و سلّم و نورِه إليه .
واللهُ تعالى يختصُّ بفضله و بركتهِ و رحمتِه من يشاء .
* يُتبعُ بإذن الفاتحِ القدير سبحانه ...
* أوصلوا الخير للأحباب فتح اللهُ عليكم .
اللهمّ أفِضْ علينا من بركاتِ سيّدنا رسول الله صلّى الله و سلّم عليه و على آله و صحبه .
والحمدُ لله ربّ العالمين .
------------------------
لشيخنا سيّدي محمّد سالمي بن جلّول رضي الله عنه و رفع مقامه .
______________
الحديثُ السّادسُ (٠6) :
__________
""""" عَـن أنسِ بن مالكٍ - رضيَ اللهُ عنه - أنّ جدَّتَهُ مُـلَـيْـكَةَ - رضيَ اللهُ عنها - دَعَتْ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ و سلّم لِـطعامٍ صَنَعَتْهُ ، فأكلَ منه ، ثُمَّ قال : ""قُوموا فَـلْنُـصَلِّ بكم "" ، قال أنسٌ - رضي اللهُ عنه - فقُمْتُ إلى حصيرٍ لنا قَدِ اسْوَدَّ مِـن طُول ما لُـبِسَ ، فَـنَضَحْتُهُ بالماء -١- ، فقامَ عليه رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم ، وَ صَفَفْتُ عليه أنا و اليتيمُ وراءَهُ -٢- ، والعجوزُ مِـن ورائنا ، فصلّى بنا رَكعَتين ، ثُمَّ انْصَرَفَ """"" . -٣-
• قال الإمام التّرمذِيُّ رحمه اللهُ تعالى - : وفي هذا الحديث دلالةٌ أنّه صلّى اللهُ عليه و سلّم إنّما صلّى تَطوُّعًا إرادةَ إدْخالِ << البَـرَكَـةِ >> عليهم -٤- .
• قوله مِن طُولِ ما لُبِسَ : أي مِن كثرة استعماله .
• قوله وصفَـفْـتُ عليه : أي كنّا صفًّا .
__________
١/ - نَضَحْتُهُ : أي رَشَشْتُه بالماء تليينا له أو تنظيفًـا .
٢/ - اليتيم : قال الحافظ بن حجر : المقصود به هنا ضميرة بن أبي ضميرة مولى النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم .
٣/ - هذا الحديثُ أخرجه البخاريّ في صحيحه برقم (٣٨٠) و مُسلم كذلك برقم (٦٥٨) .
٤/ - قاله التّرمذيّ في سننه برقم (١٣٤) .
_________
تعليق :
_____
مِـن سنّةِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم أنّه كان يُجيبُ دعْوةَ المَأدُبَةِ ، ويُصيبُ مِـنْ طعامها إكراما لصاحبِها و تعظيمًـا لأَجْرِه بدعوته ، و يدخُلُ بيتَ الدّاعي و يُكرِمُهُ بالصّلاةِ فيه إدْخالا <<للبركةِ >> ، فمَا مِن بيتٍ دَخَلَهُ ، أو يَدخُلُـه صلّى اللهُ عليه و سلّم في الرّؤيا إلّا أفاضَ اللهُ تعالى على أهله عطايا الخيرِ و السّعادةِ و الفتْحِ ، وعَمَّ النّورُ جَنَباتِهِ .
حدّثني صاحبٌ ثقةٌ أنّه رأى النّبيَّ صلّى اللهُ عليه و سلّم في رؤيا مباركة ، رآه دخلَ ميضَأةَ الجامعِ فتوضّأَ والنّورُ يغشاهُ ، و العُيونُ تَرْمُقُه بالفرحِ و السّرور ، ثمّ خرجَ من الجامعِ و قد تتبَّعَهُ النّاظرون ، فمشى بالطّريق إلى أن دخل بيتَ رجلٍ من روادِ المسجدِ وهو من العامّة غيرِ المُبرّزين .....إنتهت الرّؤيا .
يقول : وفي مدّة غير طويلة شُفيتْ زوجةُ الرّجلِ مِـن دائها ، و فتحَ اللهُ على زوجها بفضلٍ و خيرٍ عظيم ، و استقامةٍ لأولاده و فتحٍ عليهم ....
وهذه البركة جعلها اللهُ تعالى بسرّ دخولِ الحبيبِ صلّى اللهُ عليه و سلّم و نورِه إليه .
واللهُ تعالى يختصُّ بفضله و بركتهِ و رحمتِه من يشاء .
* يُتبعُ بإذن الفاتحِ القدير سبحانه ...
* أوصلوا الخير للأحباب فتح اللهُ عليكم .
اللهمّ أفِضْ علينا من بركاتِ سيّدنا رسول الله صلّى الله و سلّم عليه و على آله و صحبه .
والحمدُ لله ربّ العالمين .
------------------------
مواضيع مماثلة
» الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها من خلال السلسلة الصحيحة
» الأحاديث التي خالف الألباني فيها مسلم والبخاري رحمهم الله
» الأحاديث التي خالف الألباني فيها مسلم والبخاري رحمهم الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى