خرافة الالتزام بفهم السلف
خرافة الالتزام بفهم السلف
خرافة الالتزام بفهم السلف
يدَّعي الحشوية بأنه يجب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف، وهم بذلك يعتبرون فهم السلف من الأدلة الشرعية الواجب اتباعها وهذا يتضمن مغالطتين:
أن السلف غير متفقين في فهم المسائل فليس لهم مذهب موّحد معروف حتى يصح أن يقال مذهب السلف أو فهم السلف أو يجب فهم الأمور بفهم السلف وسترى بعد قليل إن شاء الله تعالى أمثلة اختلاف السلف في مسائل عقائدية وغير عقائدية في فصل خاص وبالله التوفيق .
وهؤلاء الذين يدعون الناس إلى فهم السلف نراهم ينافرون فهم الأئمة الأربعة للمسائل الشرعية ويَحثُّون إما على تقليدهم في فهمهم للأمور أو على فهم أناس بعد القرون الثلاثة المسماة بقرون السلف!!
والمغالطة الثانية: أنه ليس في الكتاب والسنة دليل يفيد أنه يجب تعطيل العقول التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها وفهم الكتاب والسنة بفهم غيرنا ما دام أن المرء وصل إلى درجة الفهم والاجتهاد!!
بل نقول لهؤلاء: إن النصوص الشرعية تخاطبنا مباشرة لنفهم أوامر الله تعالى ونواهيه دون تحريف أو ليٍّ لها، فقول الله تعالى في آيات كثيرة مثلاً {يا أيها الذين آمنوا} عام يشمل السلف والخلف والمتقدم والمتأخر إلى قيام الساعة.
بل يقطع الشغب في هذه المسألة قوله تعالى {ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } هو صريح بأن علم أولي الاستنباط أو فهمهم وهم المجتهدون في كل عصر ومصر معتَبَر، ولم يُخَصَّ ذلك بالسلف، حيث لم يقل بأن أهل الاستنباط من السلف هم الذين يعلمون الأحكام ويفهمونها دون غيرهم من الخلَف، وفي هذا دليل واضح على هدم الاستدلال بفهم السلف وجعله أحد الأدلة الشرعية، بل الصواب أن يقال: إن فهم المجتهدين سواء كانوا من الخلف أو السلف معتبر شرعاً بالنسبة للعامي الذي لم يتأهل لفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة، وإجماع هؤلاء المجتهدين في أي عصر من العصور سواء في زمن السلف أو الخلف هو معتبر شرعاً وهو من الأدلة الشرعية، وما سوى ذلك هذيان!!
ثم إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} ولم يقل ردوه إلى فهم السلف لهما!!
ويؤيد هذا ما جاء في صحيح البخاري (1/204) وغيره عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي (كرم الله وجهه) هل عندكم كتاب؟ قال: ((لا إلا كتاب الله أو فهم أٌُعطيهِ رجل مسلم…)).
قلت: ولم يقيد ذلك بالسلف فلم يقل إلا فهم السلف للكتاب والسنة!! بل قال ((فهم أعطيه رجل مسلم)) وهذا يعم المسلمين في كل عصر ومصر ولا يختص بالسلف!! فمن تأهل للفهم كان له ذلك وليس لأحد أن يلزمه بفهم السلف!! ونعتقد أن القائلين بوجوب اتباع فهم السلف متخابطون متناقضون في هذه المسألة !!
وجاء في الحديث الصحيح ((مثَلُ أُمتي مثَلُ المطر، لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخِرُه))
وقال الحافظ ابن الجوزي في ((دفع شبه التشبيه)) ص (111): ((وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فأفتى فيها فقيل له: هذا لا يقول به ابن المبارك، فقال: ابن المبارك لم ينـزل من السماء))!!
قلت (أي الشيخ السقاف): أي أن فهم السلف ليس بحجة يلزمنا العمل بها فانظره.اهـ النقل.
نعم، إن الإيمان بوجوب السير على ما فهمه الأولون من غير تفكر ولا تدبر ولا نقد ما هو إلا تعطيل صريح للعقل وإن نفى الوهابية ذلك! فخلاصة الفكرة تقول: إنّا قد كُفينا مؤونة التفكير والتدبر، فالسلف قد فكَّروا وقرروا، وما علينا إلا اتباعهم، فهم لن يكونوا إلا على الصواب! مع العلم بأن فكرة التسليم للسابقين فكرة حاربها القرآن وسخِر من معتنقيها بقوله حكاية عنهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} فهؤلاء مثلهم، حيث رفضوا التفكير فعطَّلوا عقولهم عن فهم النص، وسلَّموا لعقول السابقين ولنُقول اختلط فيها الحق بالضلال!
أخي القاريء الكريم: أما وقد عرفت شيئاً عن الحركة الوهابية وتسمياتها وادعائها السير على منهج السلف وبيان فساد ذلك، فلا بدَّ من معرفة شيء عن مؤسس هذه الحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب..
يدَّعي الحشوية بأنه يجب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف، وهم بذلك يعتبرون فهم السلف من الأدلة الشرعية الواجب اتباعها وهذا يتضمن مغالطتين:
أن السلف غير متفقين في فهم المسائل فليس لهم مذهب موّحد معروف حتى يصح أن يقال مذهب السلف أو فهم السلف أو يجب فهم الأمور بفهم السلف وسترى بعد قليل إن شاء الله تعالى أمثلة اختلاف السلف في مسائل عقائدية وغير عقائدية في فصل خاص وبالله التوفيق .
وهؤلاء الذين يدعون الناس إلى فهم السلف نراهم ينافرون فهم الأئمة الأربعة للمسائل الشرعية ويَحثُّون إما على تقليدهم في فهمهم للأمور أو على فهم أناس بعد القرون الثلاثة المسماة بقرون السلف!!
والمغالطة الثانية: أنه ليس في الكتاب والسنة دليل يفيد أنه يجب تعطيل العقول التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها وفهم الكتاب والسنة بفهم غيرنا ما دام أن المرء وصل إلى درجة الفهم والاجتهاد!!
بل نقول لهؤلاء: إن النصوص الشرعية تخاطبنا مباشرة لنفهم أوامر الله تعالى ونواهيه دون تحريف أو ليٍّ لها، فقول الله تعالى في آيات كثيرة مثلاً {يا أيها الذين آمنوا} عام يشمل السلف والخلف والمتقدم والمتأخر إلى قيام الساعة.
بل يقطع الشغب في هذه المسألة قوله تعالى {ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } هو صريح بأن علم أولي الاستنباط أو فهمهم وهم المجتهدون في كل عصر ومصر معتَبَر، ولم يُخَصَّ ذلك بالسلف، حيث لم يقل بأن أهل الاستنباط من السلف هم الذين يعلمون الأحكام ويفهمونها دون غيرهم من الخلَف، وفي هذا دليل واضح على هدم الاستدلال بفهم السلف وجعله أحد الأدلة الشرعية، بل الصواب أن يقال: إن فهم المجتهدين سواء كانوا من الخلف أو السلف معتبر شرعاً بالنسبة للعامي الذي لم يتأهل لفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة، وإجماع هؤلاء المجتهدين في أي عصر من العصور سواء في زمن السلف أو الخلف هو معتبر شرعاً وهو من الأدلة الشرعية، وما سوى ذلك هذيان!!
ثم إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} ولم يقل ردوه إلى فهم السلف لهما!!
ويؤيد هذا ما جاء في صحيح البخاري (1/204) وغيره عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي (كرم الله وجهه) هل عندكم كتاب؟ قال: ((لا إلا كتاب الله أو فهم أٌُعطيهِ رجل مسلم…)).
قلت: ولم يقيد ذلك بالسلف فلم يقل إلا فهم السلف للكتاب والسنة!! بل قال ((فهم أعطيه رجل مسلم)) وهذا يعم المسلمين في كل عصر ومصر ولا يختص بالسلف!! فمن تأهل للفهم كان له ذلك وليس لأحد أن يلزمه بفهم السلف!! ونعتقد أن القائلين بوجوب اتباع فهم السلف متخابطون متناقضون في هذه المسألة !!
وجاء في الحديث الصحيح ((مثَلُ أُمتي مثَلُ المطر، لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخِرُه))
وقال الحافظ ابن الجوزي في ((دفع شبه التشبيه)) ص (111): ((وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فأفتى فيها فقيل له: هذا لا يقول به ابن المبارك، فقال: ابن المبارك لم ينـزل من السماء))!!
قلت (أي الشيخ السقاف): أي أن فهم السلف ليس بحجة يلزمنا العمل بها فانظره.اهـ النقل.
نعم، إن الإيمان بوجوب السير على ما فهمه الأولون من غير تفكر ولا تدبر ولا نقد ما هو إلا تعطيل صريح للعقل وإن نفى الوهابية ذلك! فخلاصة الفكرة تقول: إنّا قد كُفينا مؤونة التفكير والتدبر، فالسلف قد فكَّروا وقرروا، وما علينا إلا اتباعهم، فهم لن يكونوا إلا على الصواب! مع العلم بأن فكرة التسليم للسابقين فكرة حاربها القرآن وسخِر من معتنقيها بقوله حكاية عنهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} فهؤلاء مثلهم، حيث رفضوا التفكير فعطَّلوا عقولهم عن فهم النص، وسلَّموا لعقول السابقين ولنُقول اختلط فيها الحق بالضلال!
أخي القاريء الكريم: أما وقد عرفت شيئاً عن الحركة الوهابية وتسمياتها وادعائها السير على منهج السلف وبيان فساد ذلك، فلا بدَّ من معرفة شيء عن مؤسس هذه الحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب..
رد: خرافة الالتزام بفهم السلف
منقول نصاً من كتاب صحيح شرح العقيدة الطحاوية للشيخ حسن بن علي السَّقاف مع بعض التصرف.
يذكر الشيخ السقاف أمثلة على ذلك بداية من ص 216 كالاختلاف في خلق القرآن بين الإمام أحمد والحافظ الكرابيسي وكيف تحولت صداقتهما إلى عداوة، وكيف وافق البخاري ومسلم وابن كُلاّب وأبو ثور وداود بن علي وغيرهم الحافظَ الكرابيسي في أن التلفظ مخلوق، ثم يقول: بأي فهم من هذه الأفهام نأخذ؟!وبأي من هذه الآراء نتمسك؟! الجواب: لا بد أن تترك هذه الأفهام ونرجع إلى الكتاب والسنة واللغة ونستعمل عقولنا لنفهم ونتدبر الأمر فسيتضح لنا ساعتئذ الصواب، فنعرف آنذاك من أصاب ومن أخطأ فالرجوع حقيقةً لفهمنا لا لفهم السلف. ويذكر اختلاف السلف في رؤية سيدنا محمد لله تعالى ليلة الإسراء، واختلافهم في الرؤية يوم القيامة، والميزان، واختلافهم في التأويل والتفويض، والإرجاء، والخروج على الأئمة، واختلافهم من هو أفضل من الصحابة.
يتخبّط أدعياء السلفية، حيث يقولون دائما: يجب أن نفهم القرآن والسنة على فهم السلف، بينما يقول أحد متعصبيهم في كتابه (الإنصاف في أحكام الاعتكاف) ص 35، طبع المكتبة الإسلامية /عمان/ الأردن /ط1: (زد على ذلك أننا لسنا متعبدين بفهم أحد كائنا من كان، سواء كان ابن مسعود أم غيره، إنما نحن تعبدنا بنص رسول الله ) لا حظ أنهم (لا يترددون في الانتقاص من أصحاب رسول الله حين لا يوافق قول الصحابة هواهم) وكذلك يذكرون نص الحديث الذي يمكنهم التلاعب فيه بالتصحيح والتضعيف، و لا يذكرون القرآن الكريم الذي لا يمكنهم التلاعب فيه البتّة!!
رواه أحمد (3/130) والترمذي (5/152 برقم 2869) وقال (حسن غريب من هذا الوجه ) قال السيد الحافظ أحمد الغماري في ((فتح الوهاب)) (2/335): ((وقال الحافظ في الفتح: هذا حديث حسن، له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة )) انظر الفتح 07/6) وهناك الجمع مع باقي الأحاديث في هذا الموضوع
يذكر الشيخ السقاف أمثلة على ذلك بداية من ص 216 كالاختلاف في خلق القرآن بين الإمام أحمد والحافظ الكرابيسي وكيف تحولت صداقتهما إلى عداوة، وكيف وافق البخاري ومسلم وابن كُلاّب وأبو ثور وداود بن علي وغيرهم الحافظَ الكرابيسي في أن التلفظ مخلوق، ثم يقول: بأي فهم من هذه الأفهام نأخذ؟!وبأي من هذه الآراء نتمسك؟! الجواب: لا بد أن تترك هذه الأفهام ونرجع إلى الكتاب والسنة واللغة ونستعمل عقولنا لنفهم ونتدبر الأمر فسيتضح لنا ساعتئذ الصواب، فنعرف آنذاك من أصاب ومن أخطأ فالرجوع حقيقةً لفهمنا لا لفهم السلف. ويذكر اختلاف السلف في رؤية سيدنا محمد لله تعالى ليلة الإسراء، واختلافهم في الرؤية يوم القيامة، والميزان، واختلافهم في التأويل والتفويض، والإرجاء، والخروج على الأئمة، واختلافهم من هو أفضل من الصحابة.
يتخبّط أدعياء السلفية، حيث يقولون دائما: يجب أن نفهم القرآن والسنة على فهم السلف، بينما يقول أحد متعصبيهم في كتابه (الإنصاف في أحكام الاعتكاف) ص 35، طبع المكتبة الإسلامية /عمان/ الأردن /ط1: (زد على ذلك أننا لسنا متعبدين بفهم أحد كائنا من كان، سواء كان ابن مسعود أم غيره، إنما نحن تعبدنا بنص رسول الله ) لا حظ أنهم (لا يترددون في الانتقاص من أصحاب رسول الله حين لا يوافق قول الصحابة هواهم) وكذلك يذكرون نص الحديث الذي يمكنهم التلاعب فيه بالتصحيح والتضعيف، و لا يذكرون القرآن الكريم الذي لا يمكنهم التلاعب فيه البتّة!!
رواه أحمد (3/130) والترمذي (5/152 برقم 2869) وقال (حسن غريب من هذا الوجه ) قال السيد الحافظ أحمد الغماري في ((فتح الوهاب)) (2/335): ((وقال الحافظ في الفتح: هذا حديث حسن، له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة )) انظر الفتح 07/6) وهناك الجمع مع باقي الأحاديث في هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» التاويل عند السلف
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» توبة ابن تيمية رحمه الله و رجوعه الى تفويض السلف
» تعظيم السلف للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسنته
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» توبة ابن تيمية رحمه الله و رجوعه الى تفويض السلف
» تعظيم السلف للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسنته
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى