الفقيه الشيخ عبد الكريم مخلوفي
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
الفقيه الشيخ عبد الكريم مخلوفي
العالم الفقيه الشيخ عبد الكريم مخلوفي
عاش عظيمًا ومات عظيمًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ عبد الكريم مخلوفي عالم ، فقيه ، زاهد ، متواضع ، وأحد تلامذة الشيخ سيدي محمد بلكبير ، بدأ حياته معلم قرآن ، وختمها معلم قرآن ، عاش في هذه الحياة الفانية ثمانية وسبعون عامًا سلخ منها ستينًا عامًا بين يدي كتاب الله ، فتخرج على يديه آلاف الحفاظ والقراء من شتى ربوع الوطن ومن خارج الوطن ، صار جلهم أئمة وخطباء وواصل جلهم تعليمهم الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي داخل الوطن وخارجه ، ورغم أن بعضهم تحصلوا على أعلى الشهادات إلا أنهم ما انفكوا يستفتونه في كل عويصة من نوازل الفقه في عصرنا الحاضر فكان يُفتيهم في كل مسألة تُعرض عليه فتوى الخبير المتضلع في فقه أصول وفروع مالك ... فتاوى الشيخ عبدالكريم مخلوفي لا يطرقها الشك ، ولا يتلجلج من أحكامها شيء في الصدر ، فضيلة العالم العلاّمة الشيخ عبدالكريم مخلوفي رجل الوسطية والإعتدال الذي طمس معالم الجهل ودهاليز التعصب ومفاوز التشدد والغلو ... قضيت بين يديه تسعة أشهر كاملة ، فما رأيت التواضع مجسدًا كأنما هو يمشي على قدمين كما رأيته في هذا الرجل ، فقد كان التواضع محور الثقل في شمائله كلها ... يجلس حيث ما انتهى به الصف ، ولا يحب تصدر المجالس ، كلامه للضرورة ، وكأن الرجل بلا لسان ولا شفتين ، لكن إذا تكلم بالقرآن وللقرآن تفجر العلم من ناحيته وحواشيه ... فصاحته تذهل العقول ، وصوته الشجي يزيد الحق على لسانه وضوحًا ، ورغم مكانته العالية بين قومه وأهله وتلامذته ، ورغم وجاهته العالية ، ورغم ما يحضى به من احترام كبير وتوقير عظيم بين الناس كلهم ...فإنه لم يُعرف عنه يومًا أو بعض يوم أنه تقرب من ذي جاه أو سلطان ، أو تزلف إلى أصحاب نعمة ويسار ، رغم أن ولاة أدرار وإطاراتها كانوا يقبلون رأسه ويديه ، إلا أن الشيخ عبدالكريم عاش عظيمًا ومات عظيمًا ، كان يقطن في أبسط البيوت أثاثًا ورئيًا بين عامة الناس في حي شعبي متواضع وسط مدينة أدرار ... ولد الشيخ عبدالكريم مخلوفي سنة 1939 ومات في العاشر من شهر جويلية من عام 2017 ، بدأ التعليم القرآني سنة 1957 في أحد أقسام مدرسة الشيخ بلكبير وبقي يعض بالنواجذ على هذا العمل النبيل الجليل الجميل إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وهو كذلك ... وما يستحق التنويه والإشادة هنا أن جل العلماء الأعلام اتجهوا إلى الخطابة والتدريس والوعظ والإرشاد ، ما عدا الشيخ عبدالكريم مخلوفي فقد اختار أن ينزوي وينطوي عن الأنظار ، وينكفأ عن الشهرة والإبهار ، ويتورع عن المنابر وحب الظهور ، ويتوارى عن عدسات الكاميرات وآلات التصوير ليتفرغ مخلصًا لله في خدمة كتاب الله ، وتدريس ومدارسة القرآن المجيد الذي كان يَتْلوه غضًا طريًا كما أنزله الله على النبي محمد صل الله عليه وسلم ، وكان إذا تحدث في تفسير القرآن أذهل العقول بالنقول ... لكن الرجل على عظمة منزلته وجلال قدرته لا يكاد يسمع به سوى تلامذته في ربوع الوطن وأهل منطقة توات ... رجل ينفق من حياته ستين عاما في خدمة كتاب الله ثم يموت بصمت ولا يحضر جنازته من المسؤولين سوى إطار واحد من إطارات الصف الثاني من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، أما وزير القطاع فيكتفي بإرسال رسالة تعزية من سطرين ... بينما تُخصص لذوات السيقان العارية طائرات خاصة لنقلهن ، ولا يسافرن سوى في الدرجة الأولى ويُستقبلن في القاعات الشرفية بالمطارات الدولية عبر الوطن كما يُستقبل الرؤساء والملوك ، أما أمثال الشيخ عبدالكريم مخلوفي فيُستكثر في حقهم حضور رسمي لائق في جنازتهم ... آه ... ما أقساك ...وما أجفاك يا وطني ... الشاب خالد النسونجي الذي يُغني عن البيرة والويسكي ، ويضع قرط من ذهب في إحدى أذنيه ، ولا يحسن الجواب عن أتفه الأسئلة الموجهة إليه دون قهقهة هستيرية ... يصنع له مجدًا طويلاً عريضًا بكلمتين "دي دي واه" ، بينما الذي ينفق زهرة شبابه ، ويهدم أركان كهولته ، ويحمل أعباء شيخوخته ، ليربي أجيالا من الأئمة والمرشدين ، ويُحَفّظ آلاف الناشئة والشباب كتاب الله على مدى ستة عقود كاملة ليس له مجد ولا اعتبار حتى يوم وفاته ... اسمحوا لي أيها السادة على سوء أدبي فقد قارنت الثرى بالثريا ، بل قارنت التِّبر بالتبن ، وهو أمر لا يليق بسادتنا العلماء الأتقياء الأنقياء الفضلاء ، وكان ينبغي لي أن أنزه قلمي عن ذلك ، لكن حبي وشغفي بالصالحين من أهل الله وخاصته يُحتم عليَّ أن أوخز الضمائر ببعض هذه الإبر ... رحمك الله سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد عشت عظيمًا ومِتَّ عظيمًا ، وإن جَهِلَكَ أهل الأرض فلن يجهلك أهل السماء ... رحمك الله فضيلة العالم العلاّمة سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد كنت مرجعًا فقهيا للسادة العلماء لكن في صمت ، رحمك الله أيها الفاضل الماجد فقد عشت بالحلم والعلم ما شاء الله لك أن تحيا ... رحمك الله سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد كنت نجمًا تتنوره الأمة في خطوبها ومدلهمّاتها ... رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته مع النبيين وصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا .
عاش عظيمًا ومات عظيمًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ عبد الكريم مخلوفي عالم ، فقيه ، زاهد ، متواضع ، وأحد تلامذة الشيخ سيدي محمد بلكبير ، بدأ حياته معلم قرآن ، وختمها معلم قرآن ، عاش في هذه الحياة الفانية ثمانية وسبعون عامًا سلخ منها ستينًا عامًا بين يدي كتاب الله ، فتخرج على يديه آلاف الحفاظ والقراء من شتى ربوع الوطن ومن خارج الوطن ، صار جلهم أئمة وخطباء وواصل جلهم تعليمهم الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي داخل الوطن وخارجه ، ورغم أن بعضهم تحصلوا على أعلى الشهادات إلا أنهم ما انفكوا يستفتونه في كل عويصة من نوازل الفقه في عصرنا الحاضر فكان يُفتيهم في كل مسألة تُعرض عليه فتوى الخبير المتضلع في فقه أصول وفروع مالك ... فتاوى الشيخ عبدالكريم مخلوفي لا يطرقها الشك ، ولا يتلجلج من أحكامها شيء في الصدر ، فضيلة العالم العلاّمة الشيخ عبدالكريم مخلوفي رجل الوسطية والإعتدال الذي طمس معالم الجهل ودهاليز التعصب ومفاوز التشدد والغلو ... قضيت بين يديه تسعة أشهر كاملة ، فما رأيت التواضع مجسدًا كأنما هو يمشي على قدمين كما رأيته في هذا الرجل ، فقد كان التواضع محور الثقل في شمائله كلها ... يجلس حيث ما انتهى به الصف ، ولا يحب تصدر المجالس ، كلامه للضرورة ، وكأن الرجل بلا لسان ولا شفتين ، لكن إذا تكلم بالقرآن وللقرآن تفجر العلم من ناحيته وحواشيه ... فصاحته تذهل العقول ، وصوته الشجي يزيد الحق على لسانه وضوحًا ، ورغم مكانته العالية بين قومه وأهله وتلامذته ، ورغم وجاهته العالية ، ورغم ما يحضى به من احترام كبير وتوقير عظيم بين الناس كلهم ...فإنه لم يُعرف عنه يومًا أو بعض يوم أنه تقرب من ذي جاه أو سلطان ، أو تزلف إلى أصحاب نعمة ويسار ، رغم أن ولاة أدرار وإطاراتها كانوا يقبلون رأسه ويديه ، إلا أن الشيخ عبدالكريم عاش عظيمًا ومات عظيمًا ، كان يقطن في أبسط البيوت أثاثًا ورئيًا بين عامة الناس في حي شعبي متواضع وسط مدينة أدرار ... ولد الشيخ عبدالكريم مخلوفي سنة 1939 ومات في العاشر من شهر جويلية من عام 2017 ، بدأ التعليم القرآني سنة 1957 في أحد أقسام مدرسة الشيخ بلكبير وبقي يعض بالنواجذ على هذا العمل النبيل الجليل الجميل إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وهو كذلك ... وما يستحق التنويه والإشادة هنا أن جل العلماء الأعلام اتجهوا إلى الخطابة والتدريس والوعظ والإرشاد ، ما عدا الشيخ عبدالكريم مخلوفي فقد اختار أن ينزوي وينطوي عن الأنظار ، وينكفأ عن الشهرة والإبهار ، ويتورع عن المنابر وحب الظهور ، ويتوارى عن عدسات الكاميرات وآلات التصوير ليتفرغ مخلصًا لله في خدمة كتاب الله ، وتدريس ومدارسة القرآن المجيد الذي كان يَتْلوه غضًا طريًا كما أنزله الله على النبي محمد صل الله عليه وسلم ، وكان إذا تحدث في تفسير القرآن أذهل العقول بالنقول ... لكن الرجل على عظمة منزلته وجلال قدرته لا يكاد يسمع به سوى تلامذته في ربوع الوطن وأهل منطقة توات ... رجل ينفق من حياته ستين عاما في خدمة كتاب الله ثم يموت بصمت ولا يحضر جنازته من المسؤولين سوى إطار واحد من إطارات الصف الثاني من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، أما وزير القطاع فيكتفي بإرسال رسالة تعزية من سطرين ... بينما تُخصص لذوات السيقان العارية طائرات خاصة لنقلهن ، ولا يسافرن سوى في الدرجة الأولى ويُستقبلن في القاعات الشرفية بالمطارات الدولية عبر الوطن كما يُستقبل الرؤساء والملوك ، أما أمثال الشيخ عبدالكريم مخلوفي فيُستكثر في حقهم حضور رسمي لائق في جنازتهم ... آه ... ما أقساك ...وما أجفاك يا وطني ... الشاب خالد النسونجي الذي يُغني عن البيرة والويسكي ، ويضع قرط من ذهب في إحدى أذنيه ، ولا يحسن الجواب عن أتفه الأسئلة الموجهة إليه دون قهقهة هستيرية ... يصنع له مجدًا طويلاً عريضًا بكلمتين "دي دي واه" ، بينما الذي ينفق زهرة شبابه ، ويهدم أركان كهولته ، ويحمل أعباء شيخوخته ، ليربي أجيالا من الأئمة والمرشدين ، ويُحَفّظ آلاف الناشئة والشباب كتاب الله على مدى ستة عقود كاملة ليس له مجد ولا اعتبار حتى يوم وفاته ... اسمحوا لي أيها السادة على سوء أدبي فقد قارنت الثرى بالثريا ، بل قارنت التِّبر بالتبن ، وهو أمر لا يليق بسادتنا العلماء الأتقياء الأنقياء الفضلاء ، وكان ينبغي لي أن أنزه قلمي عن ذلك ، لكن حبي وشغفي بالصالحين من أهل الله وخاصته يُحتم عليَّ أن أوخز الضمائر ببعض هذه الإبر ... رحمك الله سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد عشت عظيمًا ومِتَّ عظيمًا ، وإن جَهِلَكَ أهل الأرض فلن يجهلك أهل السماء ... رحمك الله فضيلة العالم العلاّمة سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد كنت مرجعًا فقهيا للسادة العلماء لكن في صمت ، رحمك الله أيها الفاضل الماجد فقد عشت بالحلم والعلم ما شاء الله لك أن تحيا ... رحمك الله سيدي عبدالكريم مخلوفي فقد كنت نجمًا تتنوره الأمة في خطوبها ومدلهمّاتها ... رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته مع النبيين وصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا .
الشيخ سالم بن إبراهيم المعروف بالطالب سالم
الشيخ سالم بن إبراهيم المعروف بالطالب سالم
أحد جهابذة المذهب المالكي في الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ سالم بن إبراهيم المعروف بالطالب سالم ، عالم من علماء الجزائر الذين بَسَقت قاماتهم وهاماتهم في رمال صحراء أدرار بطلع نضيد ، وحب حصيد ... رجل اجتمعت فيه شمائل الخير والصلاح التي استقاها من شيخه العلاّمة سيدي محمد بلكبير طيّب الله ثراه ... وأَزْعُمُ جازمًا أن لا أحد له الدراية الكافية ، والرواية الوافية ، والمعرفة الدقيقة بتفاصيل حياة العلامة الفاضل سيدي محمد بلكبير وخصاله الجليلة كما يعرفها الشيخ سالم ... ولذلك عندما تَوَجَّهَ أحد الصحفيين للشيخ بلكبير ليسأله عن سيرته ومسيرته وجهوده العلمية قال له في بادئ الأمر " دع أمرها لله " فالشيخ أكبر من أن يهدر وقته في الحديث عن " الأنا " ، ولمّا ألح عليه بالسؤال مرة ثانية ، قال له الشيخ " دع أمرها لله " ، ورجع الصحفي إليه كرة ثالثة .. فابتسم الشيخ ، ثم قال له " إذهب للطالب سالم ليحدثك " ... لأن الشيخ سالم بن إبراهيم واكب حياة الشيخ من بدايتها ... وعندما افتتح سيدي بلكبير رحمه الله أول مدرسة له في تيميمون كان الشيخ سالم من أوائل طلبته النجباء ، وبقي ملازمًا للشيخ ينهل من علومه ، ويشرب من معينه الصافي ، رشفًا وغرفًا حتى تضلع من هذا المعين ، ولمّا شَدَّ الشيخ بلكبير الرحال إلى فاس بالمملكة المغربية ومكث هناك ستة أشهر كاملة كان خليفته في مدرسته بتيميمون الشيخ سالم بن ابراهيم ، ثم انتقل سيدي محمد بلكبير قدّس الله سره إلى مدينة أدرار سنة 1948 فانتقل معه الطالب سالم إلى مدينة أدرار وبقي هنالك راغبًا متعلقًا بأذيال الشيخ تعلق التلميذ المحب بشيخه ... وفي سنة 1975 تولى الشيخ سالم بن ابراهيم الخطابة في مسجد الشيخ بلكبير من جهة ، ومن جهة أخرى أنشأ له مدرسة خاصة سمّاها " مدرسة الضاوية " على إسم والدة رجل الأعمال السوفي " جيلالي مهري " الذي تبرع له ببناءها ... بدأ الشيخ سالم بن إبراهيم حياته معلم قرآن ، ثم تدرج في مراتب الوظيفة إلى إمام ممتاز ، ثم مفتش ، ثم مفتش جهوي للشؤون الدينية والأوقاف بولايات أدرار وبشار وتندوف ، ثم عضو بأعلى هيئة للفتوى في الوطن هي المجلس الإسلامي الأعلى لكونه أحد جهابذة المذهب المالكي في الجزائر ، وأحد الأفذاذ المشهود لهم بالمكانة الرفيعة في العلم الشرعي ... يحضى الشيخ سالم بن ابراهيم بحضوة عالية ، وتقدير وفير ، واحترام كبير من أئمة وشيوخ وأعلام الجزائر... وقد تقدّم السن به فتجاوز التسعين عامًا لأنه من مواليد عام 1927 لكنه لا يزال كالنهر الدافق والناس من حوله يسقون ويشربون .
أحد جهابذة المذهب المالكي في الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ سالم بن إبراهيم المعروف بالطالب سالم ، عالم من علماء الجزائر الذين بَسَقت قاماتهم وهاماتهم في رمال صحراء أدرار بطلع نضيد ، وحب حصيد ... رجل اجتمعت فيه شمائل الخير والصلاح التي استقاها من شيخه العلاّمة سيدي محمد بلكبير طيّب الله ثراه ... وأَزْعُمُ جازمًا أن لا أحد له الدراية الكافية ، والرواية الوافية ، والمعرفة الدقيقة بتفاصيل حياة العلامة الفاضل سيدي محمد بلكبير وخصاله الجليلة كما يعرفها الشيخ سالم ... ولذلك عندما تَوَجَّهَ أحد الصحفيين للشيخ بلكبير ليسأله عن سيرته ومسيرته وجهوده العلمية قال له في بادئ الأمر " دع أمرها لله " فالشيخ أكبر من أن يهدر وقته في الحديث عن " الأنا " ، ولمّا ألح عليه بالسؤال مرة ثانية ، قال له الشيخ " دع أمرها لله " ، ورجع الصحفي إليه كرة ثالثة .. فابتسم الشيخ ، ثم قال له " إذهب للطالب سالم ليحدثك " ... لأن الشيخ سالم بن إبراهيم واكب حياة الشيخ من بدايتها ... وعندما افتتح سيدي بلكبير رحمه الله أول مدرسة له في تيميمون كان الشيخ سالم من أوائل طلبته النجباء ، وبقي ملازمًا للشيخ ينهل من علومه ، ويشرب من معينه الصافي ، رشفًا وغرفًا حتى تضلع من هذا المعين ، ولمّا شَدَّ الشيخ بلكبير الرحال إلى فاس بالمملكة المغربية ومكث هناك ستة أشهر كاملة كان خليفته في مدرسته بتيميمون الشيخ سالم بن ابراهيم ، ثم انتقل سيدي محمد بلكبير قدّس الله سره إلى مدينة أدرار سنة 1948 فانتقل معه الطالب سالم إلى مدينة أدرار وبقي هنالك راغبًا متعلقًا بأذيال الشيخ تعلق التلميذ المحب بشيخه ... وفي سنة 1975 تولى الشيخ سالم بن ابراهيم الخطابة في مسجد الشيخ بلكبير من جهة ، ومن جهة أخرى أنشأ له مدرسة خاصة سمّاها " مدرسة الضاوية " على إسم والدة رجل الأعمال السوفي " جيلالي مهري " الذي تبرع له ببناءها ... بدأ الشيخ سالم بن إبراهيم حياته معلم قرآن ، ثم تدرج في مراتب الوظيفة إلى إمام ممتاز ، ثم مفتش ، ثم مفتش جهوي للشؤون الدينية والأوقاف بولايات أدرار وبشار وتندوف ، ثم عضو بأعلى هيئة للفتوى في الوطن هي المجلس الإسلامي الأعلى لكونه أحد جهابذة المذهب المالكي في الجزائر ، وأحد الأفذاذ المشهود لهم بالمكانة الرفيعة في العلم الشرعي ... يحضى الشيخ سالم بن ابراهيم بحضوة عالية ، وتقدير وفير ، واحترام كبير من أئمة وشيوخ وأعلام الجزائر... وقد تقدّم السن به فتجاوز التسعين عامًا لأنه من مواليد عام 1927 لكنه لا يزال كالنهر الدافق والناس من حوله يسقون ويشربون .
لشيخ مولاي التـهامي رئيس رابطة علماء الجزائر
الشيخ مولاي التـهامي رئيس رابطة علماء الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ مولاي التهامي هو تلميذ الشيخ العلاّمة سيدي محمد بلكبير ، وعضو المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1998 ، ورئيس رابطة علماء الجزائر سنة 2014 ، كُرّم من طرف السيد رئيس الجمهورية بأحد أرفع الأوسمة الرسمية للجهورية الجزائرية الذي لا تمنحه الدولة إلا لمن قدّموا خدمات جليلة جميلة للدين والوطن ، كما تحصل على أكثر من 100 شهادة تقديرية وطنية ودولية... حصل على إجازة العلوم الشرعية من العالم الكبير ، صاحب الصيت الشهير ، والعلم الوفير ، الشيخ محمد بن علوي المالكي ، وتحصل على إجازة العابد الزاهد الورع التقي النقي الشيخ عبيد الله القادري السوري ... الشيخ مولاي التهامي يعتبره كثير من شيوخ الجزائر وأئمتها واحد من عقلاء وأعيان هذا الوطن ... حج الشيخ بيت الله الحرام 15 مرة ، واعتمر مثلها أو تزيد ، وطاف في عدد من دول العالم محاضرًا ومدرسًا ومشاركًا في منتديات عالمية كبرى في السعودية ، والإمارات ، وقطر ، والبحرين ، والأردن ، و مصر ، و لبنان ، وسوريا ، وموريتانيا ، وليبيا ، وتونس ، والمغرب ، و إسبانيا ، وفرنسا.......اشتغل الشيخ مولاي التهامي بالخطابة والإمامة ، وعلى الرغم من ازدحام أوقاته بالعبادات والمعاملات والمدارسة والتدريس إلا أن ذلك لم يُثنه عن التصنيف والتأليف والإنتاج المعرفي ، فقد ألّفَ أحد عشر كتابًا ، هذه عناوينها " الضوء المستنير في حياة الشيخ بلكبير ، الإشراق الكبير ، الرائد في جملة من حياة الشيخ محمد بلقايد ، لفت الأنظار ، سلسلة النوات ، كتاب العلم ، كتاب المعاصي ، زينة الفتيان ، الفتح الميمون ، القلائد والفوائد ، حصن الحصين " ... أما أقوال العلماء والمشايخ في مدح خصاله وعلمه وجهده فهي من الأهمية بمكان ، فقد وصفه زميله الشيخ الإمام احمد خليلي " بشيخ التربية " ، ومدحه بقصيدة عصماء يقول في بعضها :
طبيعته جـــود وشيمته السخـا وكفه بالنــــدى كما ذي تَمَوج
له سيرة محمـــودة وخصالــه كأحواله تسمــــــو به للمدارج
رؤف عطـوف ذو نوال مدفق يمد به ذوي العنا والمحاويــج
وأثنى على خصاله الشاعر الموريتاني الكبير عادل محمود بن الشيخ محمد محمود الشنقيطي في قصيدة أذكر منها:
إذا بالشيـــخ مولاي التـهامي رحيب الصدر من صدر المعالي
حسيب من أبي غيث فـأكرم إلى الحســـــن الشريف التافيلالي
يمثل كل أشــــراف الـزوايا بشنقيـــــط إلى أعبــانى وســالي
ومن أروان نحو توات عزا إلى تاهـــــــــرت مجـدا بالتـوالي
وأثنت عليه الشاعرة آمنة حامدي في إحدى المتلقيات العلمية بجامعة أدرار ، فقالت في أحد الأبيات :
فذا شيخنا التِّهامي أكبر أسوة لنا هو معطــــــاء وإن كَلَّ كاهله
الشيخ مولاي التهامي الغتياوي ولد سنة سنة 1954م بأوقديم أدرار ، وتوفي في 26 مارس 2015 م عن عمر ناهز الحادية والستين عامًا أفنى أكثرها بين المحابر والمنابر ، وإطعام الطعام ، والمُدراسة والتعليم في زاويته المسماة مدرسة الإمام مالك بن أنس التي أسسها بقصر أوقديم بولاية أدرار ، رحم الله الشيخ مولاي التهامي وجزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين ، وجزى الله شيخنا العلاّمة سيدي محمد بلكبير الذي أنتج للجزائر والإسلام هؤلاء الأعلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . محمد رميلات
الشيخ مولاي التهامي هو تلميذ الشيخ العلاّمة سيدي محمد بلكبير ، وعضو المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1998 ، ورئيس رابطة علماء الجزائر سنة 2014 ، كُرّم من طرف السيد رئيس الجمهورية بأحد أرفع الأوسمة الرسمية للجهورية الجزائرية الذي لا تمنحه الدولة إلا لمن قدّموا خدمات جليلة جميلة للدين والوطن ، كما تحصل على أكثر من 100 شهادة تقديرية وطنية ودولية... حصل على إجازة العلوم الشرعية من العالم الكبير ، صاحب الصيت الشهير ، والعلم الوفير ، الشيخ محمد بن علوي المالكي ، وتحصل على إجازة العابد الزاهد الورع التقي النقي الشيخ عبيد الله القادري السوري ... الشيخ مولاي التهامي يعتبره كثير من شيوخ الجزائر وأئمتها واحد من عقلاء وأعيان هذا الوطن ... حج الشيخ بيت الله الحرام 15 مرة ، واعتمر مثلها أو تزيد ، وطاف في عدد من دول العالم محاضرًا ومدرسًا ومشاركًا في منتديات عالمية كبرى في السعودية ، والإمارات ، وقطر ، والبحرين ، والأردن ، و مصر ، و لبنان ، وسوريا ، وموريتانيا ، وليبيا ، وتونس ، والمغرب ، و إسبانيا ، وفرنسا.......اشتغل الشيخ مولاي التهامي بالخطابة والإمامة ، وعلى الرغم من ازدحام أوقاته بالعبادات والمعاملات والمدارسة والتدريس إلا أن ذلك لم يُثنه عن التصنيف والتأليف والإنتاج المعرفي ، فقد ألّفَ أحد عشر كتابًا ، هذه عناوينها " الضوء المستنير في حياة الشيخ بلكبير ، الإشراق الكبير ، الرائد في جملة من حياة الشيخ محمد بلقايد ، لفت الأنظار ، سلسلة النوات ، كتاب العلم ، كتاب المعاصي ، زينة الفتيان ، الفتح الميمون ، القلائد والفوائد ، حصن الحصين " ... أما أقوال العلماء والمشايخ في مدح خصاله وعلمه وجهده فهي من الأهمية بمكان ، فقد وصفه زميله الشيخ الإمام احمد خليلي " بشيخ التربية " ، ومدحه بقصيدة عصماء يقول في بعضها :
طبيعته جـــود وشيمته السخـا وكفه بالنــــدى كما ذي تَمَوج
له سيرة محمـــودة وخصالــه كأحواله تسمــــــو به للمدارج
رؤف عطـوف ذو نوال مدفق يمد به ذوي العنا والمحاويــج
وأثنى على خصاله الشاعر الموريتاني الكبير عادل محمود بن الشيخ محمد محمود الشنقيطي في قصيدة أذكر منها:
إذا بالشيـــخ مولاي التـهامي رحيب الصدر من صدر المعالي
حسيب من أبي غيث فـأكرم إلى الحســـــن الشريف التافيلالي
يمثل كل أشــــراف الـزوايا بشنقيـــــط إلى أعبــانى وســالي
ومن أروان نحو توات عزا إلى تاهـــــــــرت مجـدا بالتـوالي
وأثنت عليه الشاعرة آمنة حامدي في إحدى المتلقيات العلمية بجامعة أدرار ، فقالت في أحد الأبيات :
فذا شيخنا التِّهامي أكبر أسوة لنا هو معطــــــاء وإن كَلَّ كاهله
الشيخ مولاي التهامي الغتياوي ولد سنة سنة 1954م بأوقديم أدرار ، وتوفي في 26 مارس 2015 م عن عمر ناهز الحادية والستين عامًا أفنى أكثرها بين المحابر والمنابر ، وإطعام الطعام ، والمُدراسة والتعليم في زاويته المسماة مدرسة الإمام مالك بن أنس التي أسسها بقصر أوقديم بولاية أدرار ، رحم الله الشيخ مولاي التهامي وجزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين ، وجزى الله شيخنا العلاّمة سيدي محمد بلكبير الذي أنتج للجزائر والإسلام هؤلاء الأعلام .
مواضيع مماثلة
» عبد الكريم المدعو بابن عمي
» محمد بن عبد الكريم التواتي
» عبد الكريم بن امَحمد بن عبد الكريم البلبالي
» عبد الكريم بن محمد البكر ي بن عبد الكريم
» عبد الكريم بن عبد المالك
» محمد بن عبد الكريم التواتي
» عبد الكريم بن امَحمد بن عبد الكريم البلبالي
» عبد الكريم بن محمد البكر ي بن عبد الكريم
» عبد الكريم بن عبد المالك
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء :: علماء ادرار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى