التاويل عند السلف
التاويل عند السلف
نماذج من تأويل السَّلف الصَّالح
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما قوله تعالى { يوم يكشف عن ساق } [القلم: 42]فقال: “يكشف عن شِدَّة “.[فتح الباري: 13/428]
“قال جماعةٌ من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمرٍ شديد”. [تفسير الطبري: 29 / 38] ومنه يتَّضح أنَّ التَّأويل كان عند الصحابة والتَّابعين وهم سلفنا الصَّالح.
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما أيضاً قوله تعالى: {والسَّماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسِعون} [الذاريات: 47] قال: “بقوة”. [تفسير الطبري: 7 /27].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس النِّسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} [الأعراف: 51]بالتَّرك قال: “نتركهم من الرحمة، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا” وقال ابن جرير: “أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب”. [تفسير الطبري: 5/ جزء 8 / 201].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما “الكرسي” بـ “العلم” حيث قال الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره لآية الكرسي ما نصّه: “اختلف أهل التَّأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله – تعالى ذكره – في هذه الآية أنه وَسِع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عبَّاس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو “علمه””.. [تفسير الطبري: 3/7]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ “المجيء”، فقد جاء في تفسير النسفي عند قوله تعالى: {وجاء ربك والملَك صفّاً صفَّا} [الفجر: 22] ما نصُّه: “هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإنَّ واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصِّه، وعن ابن عبَّاس: أمره وقضاؤه”.. [تفسير النّسفي: 4 / 378]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ الأعين في قوله تعالى {واصنع الفلك بأعيننا} [هود: 37] قال رضي الله عنه: “بمرأى منا”. [تفسير البغوي: 2 / 322].
وقال تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا} [الطور: 48] قال رضي الله عنه: “نرى ما يعمل بك”. [تفسير الخازن: 4 / 190].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ “الأيد” في قوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد} [الذاريات: 47] قال رضي الله عنه: “بقوّة وقدرة”. [تفسير القرطبي: 17/52]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما قوله تعالى {الله نور السموات والأرض} [النور: 35] فقد جاء في تفسير الطبري ما نصّه: “عن ابن عبَّاس قوله {الله نور السموات والأرض} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض”. [تفسير الطبري: 18/135]
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى }ويبقى وجه ربك{ [الرحمن: 27]: “أي: ويبقى الله، فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحقِّقون من علمائنا: ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأمَّا الوجه المراد به عند معظم أئمَّتنا وجود الباري تعالى”. [تفسير القرطبي: 17 / 165]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ الجنب في قوله تعالى: { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله } [الزمر: 56] قال رضي الله عنه: ” تركت من طاعة الله وأمر الله وثوابه”. [روح المعاني].
ذكر ابن كثير في تفسيره قوله: “روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى: {وجاء ربك} [الفجر: 22] أنه : “جاء ثوابه”. ثم قال البيهقي : “وهذا إسناد لا غبار عليه”. رواه الحافظ البيهقي في كتابه [مناقب الإمام أحمد] وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في [البداية والنهاية: 10 / 327]
روى الخلَّال بسنده عن حنبل عن عمِّه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول: “احتجّوا عليَّ يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة”… الحديث، قال : فقلت لهم: “إنما هو الثواب”.
ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى: {هل ينظرون إلَّا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} [البقرة: 210] أنه قال: ” المراد به قدرته وأمره”. قال: ” وقد بيّنه في قوله تعالى { أو يأتي أمر ربك} [النحل: 33]، ومثل هذا في القرآن {وجاء ربك} [الفجر: 22] قال: إنما هو قدرته”. [دفع شبه التشبيه: 141].
تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النُّزول؛ فقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزَّ وجلَّ، فقال: “ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزَّ وجلَّ فإنه دائمٌ لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو”. [ التمهيد: 7 / 143، سير أعلام النبلاء: 8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني: 136، شرح النووي على صحيح مسلم: 6/37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي: 82].
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه؛ فقد حكى المزني عن الشَّافعي في قوله تعالى: {فثم وجه الله} [البقرة: 115] قال: “يعني والله أعلم فثمَّ الوجه الذي وجَّهكم الله إليه”. [الأسماء والصفات للبيهقي: 309].
أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش بــ “قصد أمره”، والاستواء إلى السماء، بـ “القصد إليها”. [مرقاة المفاتيح: 2 / 137].
تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء؛ فقد قال الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: {ثم استوي إلى السماء} [البقرة: 29] بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه: “علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته….علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال”. [تفسير الطبري: 1/ 192]
ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره عند قوله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق} [القلم: 42] قال الضحاك: “هو أمر شديد”، وقال قتادة: “أمر فظيع وشدّة الأمر”، وقال سعيد: “شدة الأمر”. [تفسير الطبري: 29 / 38 – 39]
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى: {فأينما تولُّوا فثم وجه الله} [البقرة: 115] قال مجاهد رحمه الله: “قبلة الله”. [الطبري: 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي: 309].
وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كلُّ شـيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]: “أي: إلاَّ هو”. [دفع شبه التشبيه: 113].
تأويل الإمام الطبري للفظ العين؛ فقد قال رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى {ولتصنع على عيني} [طه: 39]: “بمرأى مني ومحبة وإرادة”. [تفسير الطبري: 16 / 132]
تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وجاء ربك} [الفجر: 22] : “جاء أمره وقضاؤه”. [تفسير البغوي: 4 / 454]
ونقل الإمام القرطبي نحو هذا عن الحسن البصري، وقال: هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه: “جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث “يا ابن آدم مرضت فلم تعدني .. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني “.. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحوّل من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحوُّل والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيءٌ فهو عاجز”. [تفسير القرطبي: 20 /55]
تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضَّحك؛ فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى: باب ما جاء في الضحك.. “عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: “يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة…” قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي -: قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أنَّ الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرِّضى، والبِشْر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبِشْر وحُسْن اللقاء، فيكون المعنى في قوله ” يضحك الله إلى رجلين ” أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه” اهـ. [الأسمـاء والصفـات: 470]
قال الحافظ ابن حجر مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزِّهون العارفون بالله تعالى: “قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ “إلى”، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مُظهراً للرضا به”. [فتح الباري: 6 / 486 ]
تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه؛ فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {كلُّ شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] “إلا ملكه”، ويقال: “إلا ما أريد به وجـه الله”. [الصحيح: كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري: 364/8].
وقد نُقل إجماع الأُمة على منهج التَّأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى: “وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفَّاً صفَّاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركةٍ ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء” اهـ [الإقناع في مسائل الإجماع: 1 / 32 – 33]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما قوله تعالى { يوم يكشف عن ساق } [القلم: 42]فقال: “يكشف عن شِدَّة “.[فتح الباري: 13/428]
“قال جماعةٌ من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمرٍ شديد”. [تفسير الطبري: 29 / 38] ومنه يتَّضح أنَّ التَّأويل كان عند الصحابة والتَّابعين وهم سلفنا الصَّالح.
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما أيضاً قوله تعالى: {والسَّماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسِعون} [الذاريات: 47] قال: “بقوة”. [تفسير الطبري: 7 /27].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس النِّسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} [الأعراف: 51]بالتَّرك قال: “نتركهم من الرحمة، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا” وقال ابن جرير: “أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب”. [تفسير الطبري: 5/ جزء 8 / 201].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما “الكرسي” بـ “العلم” حيث قال الحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره لآية الكرسي ما نصّه: “اختلف أهل التَّأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله – تعالى ذكره – في هذه الآية أنه وَسِع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عبَّاس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو “علمه””.. [تفسير الطبري: 3/7]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ “المجيء”، فقد جاء في تفسير النسفي عند قوله تعالى: {وجاء ربك والملَك صفّاً صفَّا} [الفجر: 22] ما نصُّه: “هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإنَّ واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصِّه، وعن ابن عبَّاس: أمره وقضاؤه”.. [تفسير النّسفي: 4 / 378]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ الأعين في قوله تعالى {واصنع الفلك بأعيننا} [هود: 37] قال رضي الله عنه: “بمرأى منا”. [تفسير البغوي: 2 / 322].
وقال تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا} [الطور: 48] قال رضي الله عنه: “نرى ما يعمل بك”. [تفسير الخازن: 4 / 190].
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ “الأيد” في قوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد} [الذاريات: 47] قال رضي الله عنه: “بقوّة وقدرة”. [تفسير القرطبي: 17/52]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما قوله تعالى {الله نور السموات والأرض} [النور: 35] فقد جاء في تفسير الطبري ما نصّه: “عن ابن عبَّاس قوله {الله نور السموات والأرض} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض”. [تفسير الطبري: 18/135]
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى }ويبقى وجه ربك{ [الرحمن: 27]: “أي: ويبقى الله، فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحقِّقون من علمائنا: ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأمَّا الوجه المراد به عند معظم أئمَّتنا وجود الباري تعالى”. [تفسير القرطبي: 17 / 165]
أوَّل سيدنا ابن عبَّاس رضي الله عنهما لفظ الجنب في قوله تعالى: { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله } [الزمر: 56] قال رضي الله عنه: ” تركت من طاعة الله وأمر الله وثوابه”. [روح المعاني].
ذكر ابن كثير في تفسيره قوله: “روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى: {وجاء ربك} [الفجر: 22] أنه : “جاء ثوابه”. ثم قال البيهقي : “وهذا إسناد لا غبار عليه”. رواه الحافظ البيهقي في كتابه [مناقب الإمام أحمد] وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في [البداية والنهاية: 10 / 327]
روى الخلَّال بسنده عن حنبل عن عمِّه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول: “احتجّوا عليَّ يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة”… الحديث، قال : فقلت لهم: “إنما هو الثواب”.
ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى: {هل ينظرون إلَّا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} [البقرة: 210] أنه قال: ” المراد به قدرته وأمره”. قال: ” وقد بيّنه في قوله تعالى { أو يأتي أمر ربك} [النحل: 33]، ومثل هذا في القرآن {وجاء ربك} [الفجر: 22] قال: إنما هو قدرته”. [دفع شبه التشبيه: 141].
تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النُّزول؛ فقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزَّ وجلَّ، فقال: “ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزَّ وجلَّ فإنه دائمٌ لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو”. [ التمهيد: 7 / 143، سير أعلام النبلاء: 8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني: 136، شرح النووي على صحيح مسلم: 6/37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي: 82].
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه؛ فقد حكى المزني عن الشَّافعي في قوله تعالى: {فثم وجه الله} [البقرة: 115] قال: “يعني والله أعلم فثمَّ الوجه الذي وجَّهكم الله إليه”. [الأسماء والصفات للبيهقي: 309].
أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش بــ “قصد أمره”، والاستواء إلى السماء، بـ “القصد إليها”. [مرقاة المفاتيح: 2 / 137].
تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء؛ فقد قال الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: {ثم استوي إلى السماء} [البقرة: 29] بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه: “علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته….علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال”. [تفسير الطبري: 1/ 192]
ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره عند قوله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق} [القلم: 42] قال الضحاك: “هو أمر شديد”، وقال قتادة: “أمر فظيع وشدّة الأمر”، وقال سعيد: “شدة الأمر”. [تفسير الطبري: 29 / 38 – 39]
تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى: {فأينما تولُّوا فثم وجه الله} [البقرة: 115] قال مجاهد رحمه الله: “قبلة الله”. [الطبري: 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي: 309].
وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كلُّ شـيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]: “أي: إلاَّ هو”. [دفع شبه التشبيه: 113].
تأويل الإمام الطبري للفظ العين؛ فقد قال رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى {ولتصنع على عيني} [طه: 39]: “بمرأى مني ومحبة وإرادة”. [تفسير الطبري: 16 / 132]
تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وجاء ربك} [الفجر: 22] : “جاء أمره وقضاؤه”. [تفسير البغوي: 4 / 454]
ونقل الإمام القرطبي نحو هذا عن الحسن البصري، وقال: هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه: “جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث “يا ابن آدم مرضت فلم تعدني .. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني “.. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحوّل من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحوُّل والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيءٌ فهو عاجز”. [تفسير القرطبي: 20 /55]
تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضَّحك؛ فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى: باب ما جاء في الضحك.. “عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: “يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة…” قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي -: قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أنَّ الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرِّضى، والبِشْر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبِشْر وحُسْن اللقاء، فيكون المعنى في قوله ” يضحك الله إلى رجلين ” أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه” اهـ. [الأسمـاء والصفـات: 470]
قال الحافظ ابن حجر مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزِّهون العارفون بالله تعالى: “قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ “إلى”، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مُظهراً للرضا به”. [فتح الباري: 6 / 486 ]
تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه؛ فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {كلُّ شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] “إلا ملكه”، ويقال: “إلا ما أريد به وجـه الله”. [الصحيح: كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري: 364/8].
وقد نُقل إجماع الأُمة على منهج التَّأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى: “وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفَّاً صفَّاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركةٍ ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء” اهـ [الإقناع في مسائل الإجماع: 1 / 32 – 33]
مواضيع مماثلة
» التاويل عند الامام البخاري
» خرافة الالتزام بفهم السلف
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» توبة ابن تيمية رحمه الله و رجوعه الى تفويض السلف
» خرافة الالتزام بفهم السلف
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» التأويل عند السلف الصالح وإثبات المجاز
» توبة ابن تيمية رحمه الله و رجوعه الى تفويض السلف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى