الشيخ عبد القادر الجيلاني
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ عبد القادر الجيلاني
سيرة الشيخ عبد القادر الجيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني
هو شيخ الاسلام تاج العارفين و سيد الطوائف أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جنكى دوست بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن أبي محمد الحسن المثنى بن سيدنا الإمام الحسن السبط بن الإمام الهمام الغالب فخر بنى غالب أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجههورضى الله عنهم أجمعين وهو صاحب الطريقة القادرية بشارتها الخضراء التى ترمز إلى حب آل البيت الطيبين الطاهرين.
وكان الامام عبد الله المحض، ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى،وبعد ان نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله، فوشى به بعض اهل الفتنة لدى الخليفة العباسي (ابي جعفر المنصور) فاسقدمه مع اسرته الى بغداد سنة (144-ه) وحبسهم في سجن فيها وعذ بهم ومات بعضهم بالتعذ يب ، ومات الامام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية. وقبره هنالك يزار وقد انتشئ عنده مسجد صغير يسمى مزار السيد عبدالله وهو يقع على الضفة الجنوبية من قناة اليوسفية وعلى بعد عشر كليومترات الى الغرب من قرية ( اليوسفية) الكائنة على مسافة (20) كيلو مترا الى الجنوب من (جسر الخر) حيث يمر فيها الطريق الموصل بين بغداد والحلة.
ولقد اقامت ذرية الامام عبد الله المحض في بغداد حتى زال الاضطهاد عن العلويين في عهد الخليفة العباسي (المأمون) حيث تفرق العلويون في الامصار ومنهم ذرية الامام عبد الله المحض ، فقد هاجر بعضهم الى الحجاز واليمن وقامت لهم امارات فيها وهم السليمانيون اولاد سليمان بن عبد الله المحض ، وهاجر بعضهم الى الغرب وقامت لهم فيه امارات لازالت قائمة وهم (الادارسة) ، اولاد ادريسى بن عبدالله المحض . وهاجر بعضهم الى بلاد فارس ومنهم من سكن جيلان وكانت لهم الامارة الروحية فيها وهم (الجونيون) اولاد موسى الجون بن عبد الله المحض.
سميت الاسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم اشراف جيلان ، وقد نشأ الشيخ عبد القادر رحمه الله في كنف هذه الاسرة الطيبة ، فكان هذا المنشأ الكريم قاعدة لشخصية هذا الشيخ الجليل .
مولده ونشأته
ولد العارف بالله تعالى الشيخ عبد القادر الجيلاني في نيف وهي قصبة من جيلان سنة 470ه-1077م تقرأ بالجيم العربية كما تقرأ بالكاف الفارسية فيقال لها جيلان أو كيلان ، وهي اسم لبلاد كثيرة من وراء طبرستان ، ليس فيها مدن كبيرة وانما هي قرى ومروج بين الجبال.
ولاتزال كيلان محتفظة باسمها القديم وهي ولاية ايرانية تقع في جبال البروز المتدة من الشرق الى الغرب موازية للساحل الجنوبي من بحر قزون.
وقد نشأ الشيخ عبد القادر في اسرة كريمة جمعت شرف التقوى ، فقد كان والده ابو صالح موسى على جانب كبير من الزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالاعمال الصالحة ولذا كان لقبه بالفارسية جنكي دوست اي محب الجهاد.
وكانت للشيخ موسى اخت صالحة اسمها عائشة ، كان الناس يستسقون بها اذا حبس عنهم المطر ، وكان جده عبدالله بن يحى الزاهد من أهل الارشاد ، وينتهي نسب هذه الاسرة الى الامام عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.
سفره الى بغداد
وكان الشيخ الجيلاني رحمه الله قد نال قسطاً من علوم الشريعة في حداثة سنه على ايدي افراد من اسرته،فنشأ مولفا في طلب العلم وصار يبحث عن منهل عذب ينتهل منه زيادة المعرفة،فلم يجد خيرا من بغداد ، التي كانت عامرة بالعلماء ومعاهد العلم،وكانت محط انظار المسلمين في مشارقهم ومغاربهم،وكان رحمه الله قد عقد العزم على المضي في طلب العلم رغم الصعوبات التي كانت تكلف الطلاب في ذلك العهد.
دخوله بغداد
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره ، قد وصل بغداد سنة 488ه-1095م في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله ابو العباس أحمد بن المقتدي بأمرالله أبو القاسم عبد الله العباسي .
وبعد أن استقر الشيخ عبد القادر في بغداد انتسب الى مدرسة( الشيخ أبو سعيد الُمُخَِرمي) التي كانت تقع في حارة باب الازج، في اقص الشرق من جانب الرصافة، وتسمى الأن محلة باب الشيخ.وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني الى بغداد تسوده الفوضى شملت كافة انحاء الدولة العباسية، حيث كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام،وقد تمكنوا من الاستيلاء على انطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلفا كيثرا من المسلمين ونهبوا اموال كثيرة.وكان السلطان التركي (بركياروق) قد زحف بجيش كبير يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره (ابن جهير) فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي (محمد بن ملكشاه) . ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجالا، وكلما انتصر احدهما على الآخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة.
وكانت فرقة الباطنية التي الفه ( الحسن بن الصباح) قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت ان تقضي على عدد كبير من امراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشا كبيرا سار به الى ايران فحاصر (قلعة اصفهان) التي كانت مقرا لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم اهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين ، وكان (صدقة بن مزيد) من امراء قبيلة بني اسد قد خرج بجيش من العرب والاكراد يريد الاستيلاء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السلاجقة فتغلب عليه .
وكان المجرمين وغيرهم من العاطلين والاشقياء ينتهزون فرصة انشغال السلاطين بالقتال فيعبثون بالامن في المدن يقتلون الناس ويسلبون اموالهم فاذا عاد السلاطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين.
طلبه للعلم
وفي غمرة هذه الفوضى كان الشيخ عبد القادر قدس الله سره يطلب العلم في بغداد،وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنابلة ومن بينهم الشيخ ابوسعيد المُخَرِمي ، فبرع في المذهب والخلاف والاصول وقرأ الادب وسمع الحديث على ايدي كبار المحد ثين.
ولقد قاس الشيخ عبد القادر ماكان يقاسيه الغرباء من طلبة العلم في ذلك العهد المضطرب من شظف العيش.
وكان قدس الله سره قد امض من عمره النفيس ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة اصولها وفروعها ، وقد كايد خلال هذه الفترة الطويلة ضيق العيش ومرارة الحرمان، بيد ان العناية الالهية كانت قد منحته عقلا راجحا وصبرا جميلا وهمه عالية،فاستطاع بهذه السجايا ان يحتمل الشدائد ويذلل الصعاب،فلم تجزع نفسه من الشدة ولم تفتر عزيمته عن المثابرة في طلب العلم .
جلوسه للوعظ
وحينما انس الشيخ ابو سعيد المُخَرِمي من تلميذه عبد القادر غزارة العلم ووفرة الصلاح عقد له مجالس الوعظ في مدرسته بباب الازج في بداية (521-ه) فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل اسبوع،بكرة الاحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء.وحينما تصدى الشيخ عبد القادر للوعظ كانت الخلافة العباسية قد آلت الى المسرشد بن المستظهر، وكان شجاعاً بعيد الهمة،محباً للخير،اراد ان يظهر هيبة الخلافة فدعا الناس الى الجهاد وجمع جيشا كبيرا من المتطوعين أهل الفتوة وخرج بهم لمحاربة الامراء الاتراك الذين عاثوا في الارض فسادا،وكاد ان يخضع بشوكتهم لولا خيانة قائده السلجوقي (مسعود بن ملكشاه) الذي خرج عليه وهدد مؤخرته فأضطر الخليفة ان يعود بجيشه الى بغداد، بينما كان في الطريق اغتاله احد الباطنية فأفضت الخلافة الى ابنه الراشد، وزحف الامراء الاتراك بجيوشهم نحو بغداد.
فحاصروها واستولوا عليها بعد قتال شديد واجتمعوا على خلع الراشد وتولية الخلافة من بعده الى عمه (المقتفي) ونهب الاتراك دار الخلافة وتنازعوا على السلطة فدب الشقاق بينهم ونشب بينهم معارك طاحنة أضرت بالبلاد.
وكانت الاضطرابات التي اجتاحت ارجاء الدولة العباسية قد اسقطت هيبتها فكثر قطاع الطرق وانتشر السلب والنهب وتنافس الامراء على الملك، وكانت المؤمرات والدسائس تدبر في البلاط العباسي وفي قصور الامراء وفي سائر انحاء الدولة،وانتشرت الفرقة والبغضاء بين الناس وصاروا يتحيزون للامراء المتنازعين،وكلما انتصر أمير على أمير ساروا في ركاب المنتصر يمدحونه ويشتمون خصمه, وأستشرى بين الناس النفاق وضعف الوازع الديني في نفوسهم.
وظهر عدد من دعاة الخير يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر،وكان في طليعتهم الشيخ عبد القادر الذي استطاع بالموعظة الحسنة ان يرد كثيرا من الحكام الظالمين عن ظلمهم وان يرد كثيرا من الضالين عن ضلالتهم،حيث كان الوزراء والامراء والاعيان يحضرون مجالسه،فيشتد في موعظتهم حتى تنتبه افئدتهم وتستيقظ ضمائرهم،فيتوبوا الى الله تعالى ويقلعوا عن المظالم، وكانت عامة الناس اشد تأثراً بوعظه،فقد تاب على يديه اكثر من مائة الف من قطاع الطرق واهل الشقاوة،واسلم على يديه مايزيد على خمسة الآف من اليهود والنصارى.
وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله قد حباه الله تعالى بشخصية فذة ونفوذ روحي فكان يسيطر على قلوب المستمعين الى وعظه ويستهوى نفوسهم في التذذ بحديثه،حتى انه استغرق مرة في كلامه وهو على كرسي الوعظ فانحلت طية من عمامته وهو لايدري فألقى الحاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم لايشعرون.
تصديه للتدريس
وبعد ان توفي الشيخ ابي سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته الى خليفته بالحق الشيخ عبد القادر الجيلاني فجلس فيها للتدريس والفتوى،وكانت شخصيته الفذة وحبه للتعليم وصبره على المتعلمين جعلت طلاب العلم يقبلون على مدرسته اقبالا عظيما حتى ضاقت بهم فاضيف اليها ما جاورها من المنازل والامكنة ما يزيد على مثلها وبذل الاغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بانفسهم حتى تم بناؤها سنة528 (ه)-1133(م). وصارت منسوبة اليه وتصدر بها للتدريس والفتوى والوعظ مع الاجتهاد في العلم والعمل.
وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علما من علوم اللغة والشريعة،حيث كان الطلاب يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والمذهب والخلاف والاصول واللغة، وكان يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب الامام الشافعي والامام أحمد رحمهم الله تعالى.
تضلعه في الكتاب والسنة
وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله في طليعة الداعين الى التوسع في الفهم القران الكريم والاحاديث النبوية والتفهم على استنباط الدلائل المتعلقة بالعقائد والاحكام الفقهية منها ولذا كان على جانب كبير من المعرفة في علوم القران وعلوم الحديث حتى انه فاق علماء عصره في هذه العلوم الشريفة.
ومما يدل على سعة معرفة الشيخ بالكتاب الكريم.مااخبره به الشيخ يوسف بن الامام ابي الفرج الجوزي العلامة البغدادي الشهير فقال:-
قال لي الحافظ احمد البندلجي حضرة ووالدك رحمة الله تعالى يوما مجلس عبد القادر رحمه الله ، فقرأ القارئ آية،فذكر الشيخ في تفسيرها وجها فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟ قال نعم،ثم ذكر الشيخ وجها اخر،فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟قال نعم،فذكر الشيخ فيها احد عشر وجها،وانااقول لوالدك اتعلم هذا الوجه؟وهو يقول نعم.ثم ذكر الشيخ وجها آخر،فقلت لوالدك أتعلم هذا الوجه قال لا حتى ذكر فيها كمال اربعين وجها يعزو كل وجه الى قائله ووالدك يقول لااعرف هذا الوجه واشتد تعجبه من سعة علم الشيخ.
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره لايروي في كتبه وخطبه غير الاحاديث الصحيحة وكان له باع طويل في نقد الحديث وكان يشرح الحديث في معناه اللغوي،ثم ينتقل الى شرح مغزاه ، ثم ينتقل الى استنباط المعاني الروحية منه، وهكذا كان قد جمع بين ظاهرية المحدثين وروحانية الصوفية.
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره لايشجع طلابه على دراسة الفلسفة او علم الكلام، لانه لا يرى انهما ليسا من العلوم الموصلة الى الله تعالى ، ثم انه يخشى ان ينصرف طلابه اليهما فيقعوا في مهاوي الاراء الفلسفية او الكلامية البعيدة عن العقيدة الشرعية.
قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي الواعظ دخلت وانا شاب على الشيخ عبد القادر قدس الله سره ومعي كتاب يشتمل على شيئ من الفلسفة وعلوم الروحانيات فقال لي من دون الجماعة وقبل ان ينظر الى كتاب او يسألني عنه ،يا منصور بئس الرفيق كتابك قم فاغسله وناولني بدله كتاب فضائل القرآن لمحمد بن العريس.
ولقد روى الشيخ تقي الدين بن تيمية عن الشيخ احمد الفاروقي انه سمع الشيخ شهاب الدين عمر السهرودي يقول:
كنت قد عزمت ان اقرأ شيأ من علم الكلام وانا متردد هل اقرأ كتاب الارشاد الامام الحرمين او نهاية الاقدام للشهرستاني او كتاب اخر،فذهبت مع خالي ابي النجيب وكان يصلي بجنب الشيخ عبد القادر،فالتفت الي الشيخ عبد القادر وقال ياعمر ماهو من زاد القبر.فعلمت انه يشير الى دراسة علم الكلام فرجعت عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني
هو شيخ الاسلام تاج العارفين و سيد الطوائف أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جنكى دوست بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن أبي محمد الحسن المثنى بن سيدنا الإمام الحسن السبط بن الإمام الهمام الغالب فخر بنى غالب أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجههورضى الله عنهم أجمعين وهو صاحب الطريقة القادرية بشارتها الخضراء التى ترمز إلى حب آل البيت الطيبين الطاهرين.
وكان الامام عبد الله المحض، ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى،وبعد ان نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله، فوشى به بعض اهل الفتنة لدى الخليفة العباسي (ابي جعفر المنصور) فاسقدمه مع اسرته الى بغداد سنة (144-ه) وحبسهم في سجن فيها وعذ بهم ومات بعضهم بالتعذ يب ، ومات الامام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية. وقبره هنالك يزار وقد انتشئ عنده مسجد صغير يسمى مزار السيد عبدالله وهو يقع على الضفة الجنوبية من قناة اليوسفية وعلى بعد عشر كليومترات الى الغرب من قرية ( اليوسفية) الكائنة على مسافة (20) كيلو مترا الى الجنوب من (جسر الخر) حيث يمر فيها الطريق الموصل بين بغداد والحلة.
ولقد اقامت ذرية الامام عبد الله المحض في بغداد حتى زال الاضطهاد عن العلويين في عهد الخليفة العباسي (المأمون) حيث تفرق العلويون في الامصار ومنهم ذرية الامام عبد الله المحض ، فقد هاجر بعضهم الى الحجاز واليمن وقامت لهم امارات فيها وهم السليمانيون اولاد سليمان بن عبد الله المحض ، وهاجر بعضهم الى الغرب وقامت لهم فيه امارات لازالت قائمة وهم (الادارسة) ، اولاد ادريسى بن عبدالله المحض . وهاجر بعضهم الى بلاد فارس ومنهم من سكن جيلان وكانت لهم الامارة الروحية فيها وهم (الجونيون) اولاد موسى الجون بن عبد الله المحض.
سميت الاسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم اشراف جيلان ، وقد نشأ الشيخ عبد القادر رحمه الله في كنف هذه الاسرة الطيبة ، فكان هذا المنشأ الكريم قاعدة لشخصية هذا الشيخ الجليل .
مولده ونشأته
ولد العارف بالله تعالى الشيخ عبد القادر الجيلاني في نيف وهي قصبة من جيلان سنة 470ه-1077م تقرأ بالجيم العربية كما تقرأ بالكاف الفارسية فيقال لها جيلان أو كيلان ، وهي اسم لبلاد كثيرة من وراء طبرستان ، ليس فيها مدن كبيرة وانما هي قرى ومروج بين الجبال.
ولاتزال كيلان محتفظة باسمها القديم وهي ولاية ايرانية تقع في جبال البروز المتدة من الشرق الى الغرب موازية للساحل الجنوبي من بحر قزون.
وقد نشأ الشيخ عبد القادر في اسرة كريمة جمعت شرف التقوى ، فقد كان والده ابو صالح موسى على جانب كبير من الزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالاعمال الصالحة ولذا كان لقبه بالفارسية جنكي دوست اي محب الجهاد.
وكانت للشيخ موسى اخت صالحة اسمها عائشة ، كان الناس يستسقون بها اذا حبس عنهم المطر ، وكان جده عبدالله بن يحى الزاهد من أهل الارشاد ، وينتهي نسب هذه الاسرة الى الامام عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.
سفره الى بغداد
وكان الشيخ الجيلاني رحمه الله قد نال قسطاً من علوم الشريعة في حداثة سنه على ايدي افراد من اسرته،فنشأ مولفا في طلب العلم وصار يبحث عن منهل عذب ينتهل منه زيادة المعرفة،فلم يجد خيرا من بغداد ، التي كانت عامرة بالعلماء ومعاهد العلم،وكانت محط انظار المسلمين في مشارقهم ومغاربهم،وكان رحمه الله قد عقد العزم على المضي في طلب العلم رغم الصعوبات التي كانت تكلف الطلاب في ذلك العهد.
دخوله بغداد
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره ، قد وصل بغداد سنة 488ه-1095م في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله ابو العباس أحمد بن المقتدي بأمرالله أبو القاسم عبد الله العباسي .
وبعد أن استقر الشيخ عبد القادر في بغداد انتسب الى مدرسة( الشيخ أبو سعيد الُمُخَِرمي) التي كانت تقع في حارة باب الازج، في اقص الشرق من جانب الرصافة، وتسمى الأن محلة باب الشيخ.وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني الى بغداد تسوده الفوضى شملت كافة انحاء الدولة العباسية، حيث كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام،وقد تمكنوا من الاستيلاء على انطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلفا كيثرا من المسلمين ونهبوا اموال كثيرة.وكان السلطان التركي (بركياروق) قد زحف بجيش كبير يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره (ابن جهير) فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي (محمد بن ملكشاه) . ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجالا، وكلما انتصر احدهما على الآخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة.
وكانت فرقة الباطنية التي الفه ( الحسن بن الصباح) قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت ان تقضي على عدد كبير من امراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشا كبيرا سار به الى ايران فحاصر (قلعة اصفهان) التي كانت مقرا لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم اهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين ، وكان (صدقة بن مزيد) من امراء قبيلة بني اسد قد خرج بجيش من العرب والاكراد يريد الاستيلاء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السلاجقة فتغلب عليه .
وكان المجرمين وغيرهم من العاطلين والاشقياء ينتهزون فرصة انشغال السلاطين بالقتال فيعبثون بالامن في المدن يقتلون الناس ويسلبون اموالهم فاذا عاد السلاطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين.
طلبه للعلم
وفي غمرة هذه الفوضى كان الشيخ عبد القادر قدس الله سره يطلب العلم في بغداد،وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنابلة ومن بينهم الشيخ ابوسعيد المُخَرِمي ، فبرع في المذهب والخلاف والاصول وقرأ الادب وسمع الحديث على ايدي كبار المحد ثين.
ولقد قاس الشيخ عبد القادر ماكان يقاسيه الغرباء من طلبة العلم في ذلك العهد المضطرب من شظف العيش.
وكان قدس الله سره قد امض من عمره النفيس ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة اصولها وفروعها ، وقد كايد خلال هذه الفترة الطويلة ضيق العيش ومرارة الحرمان، بيد ان العناية الالهية كانت قد منحته عقلا راجحا وصبرا جميلا وهمه عالية،فاستطاع بهذه السجايا ان يحتمل الشدائد ويذلل الصعاب،فلم تجزع نفسه من الشدة ولم تفتر عزيمته عن المثابرة في طلب العلم .
جلوسه للوعظ
وحينما انس الشيخ ابو سعيد المُخَرِمي من تلميذه عبد القادر غزارة العلم ووفرة الصلاح عقد له مجالس الوعظ في مدرسته بباب الازج في بداية (521-ه) فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل اسبوع،بكرة الاحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء.وحينما تصدى الشيخ عبد القادر للوعظ كانت الخلافة العباسية قد آلت الى المسرشد بن المستظهر، وكان شجاعاً بعيد الهمة،محباً للخير،اراد ان يظهر هيبة الخلافة فدعا الناس الى الجهاد وجمع جيشا كبيرا من المتطوعين أهل الفتوة وخرج بهم لمحاربة الامراء الاتراك الذين عاثوا في الارض فسادا،وكاد ان يخضع بشوكتهم لولا خيانة قائده السلجوقي (مسعود بن ملكشاه) الذي خرج عليه وهدد مؤخرته فأضطر الخليفة ان يعود بجيشه الى بغداد، بينما كان في الطريق اغتاله احد الباطنية فأفضت الخلافة الى ابنه الراشد، وزحف الامراء الاتراك بجيوشهم نحو بغداد.
فحاصروها واستولوا عليها بعد قتال شديد واجتمعوا على خلع الراشد وتولية الخلافة من بعده الى عمه (المقتفي) ونهب الاتراك دار الخلافة وتنازعوا على السلطة فدب الشقاق بينهم ونشب بينهم معارك طاحنة أضرت بالبلاد.
وكانت الاضطرابات التي اجتاحت ارجاء الدولة العباسية قد اسقطت هيبتها فكثر قطاع الطرق وانتشر السلب والنهب وتنافس الامراء على الملك، وكانت المؤمرات والدسائس تدبر في البلاط العباسي وفي قصور الامراء وفي سائر انحاء الدولة،وانتشرت الفرقة والبغضاء بين الناس وصاروا يتحيزون للامراء المتنازعين،وكلما انتصر أمير على أمير ساروا في ركاب المنتصر يمدحونه ويشتمون خصمه, وأستشرى بين الناس النفاق وضعف الوازع الديني في نفوسهم.
وظهر عدد من دعاة الخير يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر،وكان في طليعتهم الشيخ عبد القادر الذي استطاع بالموعظة الحسنة ان يرد كثيرا من الحكام الظالمين عن ظلمهم وان يرد كثيرا من الضالين عن ضلالتهم،حيث كان الوزراء والامراء والاعيان يحضرون مجالسه،فيشتد في موعظتهم حتى تنتبه افئدتهم وتستيقظ ضمائرهم،فيتوبوا الى الله تعالى ويقلعوا عن المظالم، وكانت عامة الناس اشد تأثراً بوعظه،فقد تاب على يديه اكثر من مائة الف من قطاع الطرق واهل الشقاوة،واسلم على يديه مايزيد على خمسة الآف من اليهود والنصارى.
وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله قد حباه الله تعالى بشخصية فذة ونفوذ روحي فكان يسيطر على قلوب المستمعين الى وعظه ويستهوى نفوسهم في التذذ بحديثه،حتى انه استغرق مرة في كلامه وهو على كرسي الوعظ فانحلت طية من عمامته وهو لايدري فألقى الحاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم لايشعرون.
تصديه للتدريس
وبعد ان توفي الشيخ ابي سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته الى خليفته بالحق الشيخ عبد القادر الجيلاني فجلس فيها للتدريس والفتوى،وكانت شخصيته الفذة وحبه للتعليم وصبره على المتعلمين جعلت طلاب العلم يقبلون على مدرسته اقبالا عظيما حتى ضاقت بهم فاضيف اليها ما جاورها من المنازل والامكنة ما يزيد على مثلها وبذل الاغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بانفسهم حتى تم بناؤها سنة528 (ه)-1133(م). وصارت منسوبة اليه وتصدر بها للتدريس والفتوى والوعظ مع الاجتهاد في العلم والعمل.
وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علما من علوم اللغة والشريعة،حيث كان الطلاب يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والمذهب والخلاف والاصول واللغة، وكان يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب الامام الشافعي والامام أحمد رحمهم الله تعالى.
تضلعه في الكتاب والسنة
وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله في طليعة الداعين الى التوسع في الفهم القران الكريم والاحاديث النبوية والتفهم على استنباط الدلائل المتعلقة بالعقائد والاحكام الفقهية منها ولذا كان على جانب كبير من المعرفة في علوم القران وعلوم الحديث حتى انه فاق علماء عصره في هذه العلوم الشريفة.
ومما يدل على سعة معرفة الشيخ بالكتاب الكريم.مااخبره به الشيخ يوسف بن الامام ابي الفرج الجوزي العلامة البغدادي الشهير فقال:-
قال لي الحافظ احمد البندلجي حضرة ووالدك رحمة الله تعالى يوما مجلس عبد القادر رحمه الله ، فقرأ القارئ آية،فذكر الشيخ في تفسيرها وجها فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟ قال نعم،ثم ذكر الشيخ وجها اخر،فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟قال نعم،فذكر الشيخ فيها احد عشر وجها،وانااقول لوالدك اتعلم هذا الوجه؟وهو يقول نعم.ثم ذكر الشيخ وجها آخر،فقلت لوالدك أتعلم هذا الوجه قال لا حتى ذكر فيها كمال اربعين وجها يعزو كل وجه الى قائله ووالدك يقول لااعرف هذا الوجه واشتد تعجبه من سعة علم الشيخ.
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره لايروي في كتبه وخطبه غير الاحاديث الصحيحة وكان له باع طويل في نقد الحديث وكان يشرح الحديث في معناه اللغوي،ثم ينتقل الى شرح مغزاه ، ثم ينتقل الى استنباط المعاني الروحية منه، وهكذا كان قد جمع بين ظاهرية المحدثين وروحانية الصوفية.
وكان الشيخ عبد القادر قدس الله سره لايشجع طلابه على دراسة الفلسفة او علم الكلام، لانه لا يرى انهما ليسا من العلوم الموصلة الى الله تعالى ، ثم انه يخشى ان ينصرف طلابه اليهما فيقعوا في مهاوي الاراء الفلسفية او الكلامية البعيدة عن العقيدة الشرعية.
قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي الواعظ دخلت وانا شاب على الشيخ عبد القادر قدس الله سره ومعي كتاب يشتمل على شيئ من الفلسفة وعلوم الروحانيات فقال لي من دون الجماعة وقبل ان ينظر الى كتاب او يسألني عنه ،يا منصور بئس الرفيق كتابك قم فاغسله وناولني بدله كتاب فضائل القرآن لمحمد بن العريس.
ولقد روى الشيخ تقي الدين بن تيمية عن الشيخ احمد الفاروقي انه سمع الشيخ شهاب الدين عمر السهرودي يقول:
كنت قد عزمت ان اقرأ شيأ من علم الكلام وانا متردد هل اقرأ كتاب الارشاد الامام الحرمين او نهاية الاقدام للشهرستاني او كتاب اخر،فذهبت مع خالي ابي النجيب وكان يصلي بجنب الشيخ عبد القادر،فالتفت الي الشيخ عبد القادر وقال ياعمر ماهو من زاد القبر.فعلمت انه يشير الى دراسة علم الكلام فرجعت عنه.
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
مؤلفات الشيخ عبد القادر الجيلاني
ان تأليف الشيخ عبد القادر الكيلاني في الغالب كتب مواعظ وارشاد والموجود منها في المكتبة القادرية
المطبوعات
1.الغنية لطالبي طريق الحق عز و جل.
2. فتوح الغيب: وهو يحتوي على ثمان وسبعين موعظة مختلفة جمعت من قبل ولده الشيخ عبد الرزاق وفيها بعض المعلومات التي استخلصها من أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني لما كان على فراش الموت، ومنها مايخص نسبه من أبيه.
3. الفتح الرباني: وهو يحتوي على اثنتين وستين موعظة ألفت خلال سنة 545ه وسنة 546ه -1150م وسنة 1152م.
4. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار- في التصوف.
5. الدلائل القادرية.
6. الحديقة المصطفوية-مطبوعة بالفارسية والاردية.
7. الحجة البيضاء.
8. الرسالة الغوثية.
9. عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين- بالتركية.
10. الفيوضات الربانية في المأثر والاوراد القادرية.
11. بشائر الخيرات.
المخطوطه
1. الغنية لطالبي طريق الحق عز و جل.
2. ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
3. حزب الابتهال.
4. كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة.
5. جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر.
6. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار.
7. تنبيه الغبي في رؤية النبي-نسخة مصورة بالفوتوغراف من مخطوطات مكتبة الفاتيكان.
8. المختصر في علم الدين-نسخة مصورة بالفوتوغراف.
9. مجموعة خطب.
أما مؤلفاته الاخرى التي وردت في كشف الظنون وهدية العارفين ومعجم المؤلفين وايضاح المكنون وغيرها من المراجع الاخرى فهي :
1. تفسير القرآن بخط يده.
2. تحفة المتقين وسبيل العارفين.
3. الكبريت الاحمر في الصلاة على النبي .
4. مراتب الوجود.
5. مواقيت الحكم.
6. الطقوس اللاهوتية.
وفاته ومرقده
واستمر الشيخ عبد القادر قدس الله سرهمثابرا في دعوته الى الله تعالى وجهاده في سبيله،حتى وافاه الاجل المحتوم ليلة السبت العاشر من ربيع الاخر سنة (561ه)،فرغ من تجهيزه ليلا وصلي عليه ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من اولاده واصحابه، ثم دوفن في رواق مدرسته ، ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار واهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته وكان يوما مشهودا، وبلغ تسعين سنة من عمره .
أولاده
كان الشيخ عبد القادر قدس الله سره قد انجب عددا كبيرا من الاولاد ، وقد عنى بتربيتهم وتهذيبهم،وتخرجوا على يديه في العلم وكان معظمهم من اكابر الفقهاء والمحدثين ، واشتهر منهم ثمانية، وكان في طليعتهم الشيخ عبد الوهاب الذي درس بمدرسة والده في حياته نيابة عنه ،وبعد والده وعظ وافتى وتخرج عليه جماعة من الفقهاء،وكان عالما كبيرا حسن الكلام في مسائل الخلاف له لسان فصيح في الوعظ وكان ظريفا لطيفا ذا دعابة وكياسة وكانت له مرؤة وسخاء وقد جعله الامام الناصر لدين الله على المظالم فكان يوصل حوائج الناس اليه،وقد توفي سنة (573ه) ودفن في رباط والده في الحلبة.
وكان منهم الشيخ عيس الذي وعظ وافتى وصنف مصنفات منها كتاب ((جواهر الاسرار ولطائف الانوار)) في علم الصوفية ، قدم مصر وحدث فيها ووعظ وتخرج به من اهلها غير قليل من الفقهاء ، وتوفي فيها سنة (573ه) ومنهم الشيخ عبد العزيز وكان عالما بهيا متواضعا وعظ ودرس وخرج على يديه كثير من العلماء وكان قد غزا الصلبين في عسقلان وزار القدس الشريف ورحل جبال الحيال وتوفي فيها سنة (602ه) وقبره في مدينة (عقره) من اقضية لواء الموصل في العراق.
ومنهم الشيخ عبد الجبار تفقه على والده وسمع منه وكان ذا كتابة حسنة سلك سبيل الصوفية ودفن برباط والده في الحلبة.
ومنهم الشيخ عبد الرزاق وكان حافظا متقنا حسن المعرفة بالحديث فقيها على مذهب الامام احمد بن حنبل ورعا متدنيا منقطعاً في منزله عن الناس،لايخرج الا في الجمعات مقتنعا باليسير منتفعا عما في أيدي الناس، وتوفي سنة (603ه). ودفن بباب الحرب في بغداد.
ومنهم الشيخ ابراهيم تفقه على والده وسمع منه ورحل الى واسط في العراق وتوفي بها سنة (592ه).
ومنهم الشيخ يحيى وكان فقيها محدثا انتفع الناس به،ورحل الى مصر ثم عاد الى بغداد وتوفي فيها سنة (600ه) ودفن برباط والده في الحلبة.
ومنهم الشيخ موسى تفقه على والده وسمع منه ورحل الى دمشق وحدث فيها واستوطنها وعمر بها على يديه غير واحد من الفقهاء، ثم انه رحل الى مصر وعاد الى دمشق وتوفي فيها وهو اخر من مات من اولاده .
المدرسة القادرية والمسجد الجامع
ولقد امتدت ايدي التخريب والتعمير الى مدرسة باب الازج ومسجدها مرارا عديدة خلال العصور المتعاقبة ، فقد نالها التخريب على ايدي المغول عند غزو بغداد من قبلهم في القرن السابع الهجري، وعمرت بعد ذلك على ايدي من اسلم من سلاطين المغول،ونالها التخريب مرة أخرى على ايدي الصفويين من شاهات ايران بعد استيلائهم على بغداد في القرنين العاشر والحادي العشر الهجريين وعمرت بعد ذلك على ايدي السلاطين العثمانين بعد استعادتهم لبغداد من ايدي الصفويين.
وقد بنيت المدرسة والمسجد مجددا واتخذا وضعهما الاخير في عهد السلطان مراد الرابع العثماني سنة (1048-ه) واطلق عليها اسم جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني.
المكتبة القادرية
مكتبة المدرسة القادرية العامة ، خزانة من خزائن كتب العهد العباسي في بغداد ، يرتقي تاريخها الى أوائل القرن السادس الهجري وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي ، حيث انشئت لاول مرة ضمن مدرسة علمية على المذهب الحنبلي ، وكان قد وضع نواتها الاولى مؤسس المدرسة أبوسعيد المَخُرِمي وعرفت باسم (مدرسة المَخُرِمي) ثم زاد عليها أهل العلم من بعده ، منهم أبوالحسن علي بن عساكر بن المرحب بن العوام البطائحي الذي عاش مابين سنة 489وسنة 572ه ومابين سنة 1095و1176م.
وفعل مثله الشيخ أبو الحسن أيوب الحارثي المتوفي سنة 572ه-1176م.وهذه المدرسة هي أقدم مدارس الحنابلة ببغداد ، وأعظمها شأناً ، وأكثرها أوقافا ، وأطولها عمرا.
وبهذا يمكننا القول بأن أول من وضع نواة هذه المكتبة هو المبارك بن علي بن الحسن أبوسعيد المَخُرِمي ولد سنة 446ه-1054م ، سمع الحديث من أبي الحسين ابن المهتدي وافتى ودرس وجمع كتباً كثيرة لم يسبق ان جمع مثلها وناب في قضاء بغداد كان حسن السيرة ، جميل الطريقة شديد الأقضية ، بنى مدرسة بباب الأزج شرقي بغداد ثم عزل عن القضاء سنة 511ه-1117م وتوفي في 12 محرم سنة513ه-1119م وصلي عليه في عدة مواضع ودفن قبل صلاة الجمعة الى جانب أبي بكر الخلال قرب تربة الامام أحمد بن حنبل بباب حرب بالجانب الغربي من بغداد.
برغم اننا قلنا بأن وا ضع نواة المكتبة القادرية هو المبارك بن علي المخرمي-الا ان الشيخ عبد القادر قدس الله سرهليعتبر المؤسس الحقيقي لهذه المكتبة لهذه المكتبة لما كان له من أثر بالغ ي نفوس الناس واقبالهم على رفد هذه المكتبة بما لديهم من الكتب والمؤلفات والوقفيات في حياته وبعد وفاته.
مما أثر عنه قدس الله سره
كان يقول ياربى كيف أهدى إليك روحى وقد صح بالبرهان أن الكل لك...وكان يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر...وكان يفتى على مذهب الإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما...وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق وتعجبهم أشد الاعجاب ويقولون سبحان من أنعم عليه، ورفع إليه سؤال فى رجل حلف بالطلاق أن يعبد الله عز وجل عباده ينفرد بها دون جميع الناس فى وقت تلبسه بها فماذا يفعل من العبادات...فأجابه على الفور بأن يأتى مكة ويخلى له المطاف ويطوف سبع وحده وينحل يمينه...فأعجب علماء العراق وكانوا قد عجزوا عن الجواب عنها.
وكان يقول لأصحابه اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا ولا تخالفوا واصبروا ولا تجزعوا واثبتوا ولا تتمزقوا وانتظروا ولا تيأسوا واجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا وتطهروا من الذنوب ولا تتلطخوا وعن باب مولاكم لا تبرحوا.توفى سنة 561 هـ ودفن ببغداد.
من حكمه ومواعظه :"إذا علم المريد الخطأ على الشيخ فلينبهه، فإن رجع عن خطئه فذاك الأمر، وإلا ترك قوله واتبع الشرع" ذكره في كتابه أدب المريد.وقال:يا غلام:اشتغل بنفسك ثم غيرك، لاتكن كالشمعة تحرق هي نفسها وتضيء لغيرها.
المصدر : من اعلام الاسلام سلطان العارفين الشيخ عبد القادر الكيلاني
تاليف : صلاح الدين عبد القادرمحمد فائز
مطبعة دار السلام بغداد
ان تأليف الشيخ عبد القادر الكيلاني في الغالب كتب مواعظ وارشاد والموجود منها في المكتبة القادرية
المطبوعات
1.الغنية لطالبي طريق الحق عز و جل.
2. فتوح الغيب: وهو يحتوي على ثمان وسبعين موعظة مختلفة جمعت من قبل ولده الشيخ عبد الرزاق وفيها بعض المعلومات التي استخلصها من أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني لما كان على فراش الموت، ومنها مايخص نسبه من أبيه.
3. الفتح الرباني: وهو يحتوي على اثنتين وستين موعظة ألفت خلال سنة 545ه وسنة 546ه -1150م وسنة 1152م.
4. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار- في التصوف.
5. الدلائل القادرية.
6. الحديقة المصطفوية-مطبوعة بالفارسية والاردية.
7. الحجة البيضاء.
8. الرسالة الغوثية.
9. عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين- بالتركية.
10. الفيوضات الربانية في المأثر والاوراد القادرية.
11. بشائر الخيرات.
المخطوطه
1. الغنية لطالبي طريق الحق عز و جل.
2. ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
3. حزب الابتهال.
4. كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة.
5. جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر.
6. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار.
7. تنبيه الغبي في رؤية النبي-نسخة مصورة بالفوتوغراف من مخطوطات مكتبة الفاتيكان.
8. المختصر في علم الدين-نسخة مصورة بالفوتوغراف.
9. مجموعة خطب.
أما مؤلفاته الاخرى التي وردت في كشف الظنون وهدية العارفين ومعجم المؤلفين وايضاح المكنون وغيرها من المراجع الاخرى فهي :
1. تفسير القرآن بخط يده.
2. تحفة المتقين وسبيل العارفين.
3. الكبريت الاحمر في الصلاة على النبي .
4. مراتب الوجود.
5. مواقيت الحكم.
6. الطقوس اللاهوتية.
وفاته ومرقده
واستمر الشيخ عبد القادر قدس الله سرهمثابرا في دعوته الى الله تعالى وجهاده في سبيله،حتى وافاه الاجل المحتوم ليلة السبت العاشر من ربيع الاخر سنة (561ه)،فرغ من تجهيزه ليلا وصلي عليه ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من اولاده واصحابه، ثم دوفن في رواق مدرسته ، ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار واهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته وكان يوما مشهودا، وبلغ تسعين سنة من عمره .
أولاده
كان الشيخ عبد القادر قدس الله سره قد انجب عددا كبيرا من الاولاد ، وقد عنى بتربيتهم وتهذيبهم،وتخرجوا على يديه في العلم وكان معظمهم من اكابر الفقهاء والمحدثين ، واشتهر منهم ثمانية، وكان في طليعتهم الشيخ عبد الوهاب الذي درس بمدرسة والده في حياته نيابة عنه ،وبعد والده وعظ وافتى وتخرج عليه جماعة من الفقهاء،وكان عالما كبيرا حسن الكلام في مسائل الخلاف له لسان فصيح في الوعظ وكان ظريفا لطيفا ذا دعابة وكياسة وكانت له مرؤة وسخاء وقد جعله الامام الناصر لدين الله على المظالم فكان يوصل حوائج الناس اليه،وقد توفي سنة (573ه) ودفن في رباط والده في الحلبة.
وكان منهم الشيخ عيس الذي وعظ وافتى وصنف مصنفات منها كتاب ((جواهر الاسرار ولطائف الانوار)) في علم الصوفية ، قدم مصر وحدث فيها ووعظ وتخرج به من اهلها غير قليل من الفقهاء ، وتوفي فيها سنة (573ه) ومنهم الشيخ عبد العزيز وكان عالما بهيا متواضعا وعظ ودرس وخرج على يديه كثير من العلماء وكان قد غزا الصلبين في عسقلان وزار القدس الشريف ورحل جبال الحيال وتوفي فيها سنة (602ه) وقبره في مدينة (عقره) من اقضية لواء الموصل في العراق.
ومنهم الشيخ عبد الجبار تفقه على والده وسمع منه وكان ذا كتابة حسنة سلك سبيل الصوفية ودفن برباط والده في الحلبة.
ومنهم الشيخ عبد الرزاق وكان حافظا متقنا حسن المعرفة بالحديث فقيها على مذهب الامام احمد بن حنبل ورعا متدنيا منقطعاً في منزله عن الناس،لايخرج الا في الجمعات مقتنعا باليسير منتفعا عما في أيدي الناس، وتوفي سنة (603ه). ودفن بباب الحرب في بغداد.
ومنهم الشيخ ابراهيم تفقه على والده وسمع منه ورحل الى واسط في العراق وتوفي بها سنة (592ه).
ومنهم الشيخ يحيى وكان فقيها محدثا انتفع الناس به،ورحل الى مصر ثم عاد الى بغداد وتوفي فيها سنة (600ه) ودفن برباط والده في الحلبة.
ومنهم الشيخ موسى تفقه على والده وسمع منه ورحل الى دمشق وحدث فيها واستوطنها وعمر بها على يديه غير واحد من الفقهاء، ثم انه رحل الى مصر وعاد الى دمشق وتوفي فيها وهو اخر من مات من اولاده .
المدرسة القادرية والمسجد الجامع
ولقد امتدت ايدي التخريب والتعمير الى مدرسة باب الازج ومسجدها مرارا عديدة خلال العصور المتعاقبة ، فقد نالها التخريب على ايدي المغول عند غزو بغداد من قبلهم في القرن السابع الهجري، وعمرت بعد ذلك على ايدي من اسلم من سلاطين المغول،ونالها التخريب مرة أخرى على ايدي الصفويين من شاهات ايران بعد استيلائهم على بغداد في القرنين العاشر والحادي العشر الهجريين وعمرت بعد ذلك على ايدي السلاطين العثمانين بعد استعادتهم لبغداد من ايدي الصفويين.
وقد بنيت المدرسة والمسجد مجددا واتخذا وضعهما الاخير في عهد السلطان مراد الرابع العثماني سنة (1048-ه) واطلق عليها اسم جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني.
المكتبة القادرية
مكتبة المدرسة القادرية العامة ، خزانة من خزائن كتب العهد العباسي في بغداد ، يرتقي تاريخها الى أوائل القرن السادس الهجري وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي ، حيث انشئت لاول مرة ضمن مدرسة علمية على المذهب الحنبلي ، وكان قد وضع نواتها الاولى مؤسس المدرسة أبوسعيد المَخُرِمي وعرفت باسم (مدرسة المَخُرِمي) ثم زاد عليها أهل العلم من بعده ، منهم أبوالحسن علي بن عساكر بن المرحب بن العوام البطائحي الذي عاش مابين سنة 489وسنة 572ه ومابين سنة 1095و1176م.
وفعل مثله الشيخ أبو الحسن أيوب الحارثي المتوفي سنة 572ه-1176م.وهذه المدرسة هي أقدم مدارس الحنابلة ببغداد ، وأعظمها شأناً ، وأكثرها أوقافا ، وأطولها عمرا.
وبهذا يمكننا القول بأن أول من وضع نواة هذه المكتبة هو المبارك بن علي بن الحسن أبوسعيد المَخُرِمي ولد سنة 446ه-1054م ، سمع الحديث من أبي الحسين ابن المهتدي وافتى ودرس وجمع كتباً كثيرة لم يسبق ان جمع مثلها وناب في قضاء بغداد كان حسن السيرة ، جميل الطريقة شديد الأقضية ، بنى مدرسة بباب الأزج شرقي بغداد ثم عزل عن القضاء سنة 511ه-1117م وتوفي في 12 محرم سنة513ه-1119م وصلي عليه في عدة مواضع ودفن قبل صلاة الجمعة الى جانب أبي بكر الخلال قرب تربة الامام أحمد بن حنبل بباب حرب بالجانب الغربي من بغداد.
برغم اننا قلنا بأن وا ضع نواة المكتبة القادرية هو المبارك بن علي المخرمي-الا ان الشيخ عبد القادر قدس الله سرهليعتبر المؤسس الحقيقي لهذه المكتبة لهذه المكتبة لما كان له من أثر بالغ ي نفوس الناس واقبالهم على رفد هذه المكتبة بما لديهم من الكتب والمؤلفات والوقفيات في حياته وبعد وفاته.
مما أثر عنه قدس الله سره
كان يقول ياربى كيف أهدى إليك روحى وقد صح بالبرهان أن الكل لك...وكان يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر...وكان يفتى على مذهب الإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما...وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق وتعجبهم أشد الاعجاب ويقولون سبحان من أنعم عليه، ورفع إليه سؤال فى رجل حلف بالطلاق أن يعبد الله عز وجل عباده ينفرد بها دون جميع الناس فى وقت تلبسه بها فماذا يفعل من العبادات...فأجابه على الفور بأن يأتى مكة ويخلى له المطاف ويطوف سبع وحده وينحل يمينه...فأعجب علماء العراق وكانوا قد عجزوا عن الجواب عنها.
وكان يقول لأصحابه اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا ولا تخالفوا واصبروا ولا تجزعوا واثبتوا ولا تتمزقوا وانتظروا ولا تيأسوا واجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا وتطهروا من الذنوب ولا تتلطخوا وعن باب مولاكم لا تبرحوا.توفى سنة 561 هـ ودفن ببغداد.
من حكمه ومواعظه :"إذا علم المريد الخطأ على الشيخ فلينبهه، فإن رجع عن خطئه فذاك الأمر، وإلا ترك قوله واتبع الشرع" ذكره في كتابه أدب المريد.وقال:يا غلام:اشتغل بنفسك ثم غيرك، لاتكن كالشمعة تحرق هي نفسها وتضيء لغيرها.
المصدر : من اعلام الاسلام سلطان العارفين الشيخ عبد القادر الكيلاني
تاليف : صلاح الدين عبد القادرمحمد فائز
مطبعة دار السلام بغداد
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
من اقوال سيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره العزيز :
قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه : لا بد لكل مؤمن في سائر أحواله من ثلاثة أشياء : أمر يمتثله، ونهي يجتنبه، وقدر يرضى به، فأقل حالة المؤمن لا يخلو فيها من أحد هذه الأشياء الثلاثة، فينبغي له أن يلزم همها قلبه، وليحدث بها نفسه، ويؤاخذ الجوارح بها في سائر أحواله.
وقـال رضـي الله تـعـالى عـنـه : أحذر معصية الله عزَّ وجلَّ جداً، وألزم بابه حقاً وأبذل طوقك وجهدك في طاعته معتذراً متضرعاً مفتقراً خاضعاً، متخشعاً مطرقاً، غير ناظر إلى خلقه ولا تابع لهواك، ولا طالب للأعواض دنيا وأخرى، ولا ارتقاء إلى المنازل العالية والمقامات الشريفة، واقطع بأنك عبده والعبد وما ملك لمولاه، لا يستحق عليه شيئاً من الأشياء، أحسن الأدب ولا تتهم مولاك، فكل شئ عنده بمقدار، لا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم، يأتيك ما قدر لك عند وقته وأجله إن شئت أو أبيت، لا تشره على ما سيكون لك، ولا تطلب وتلهف على ما هو لغيرك، فما ليس هو عندك لا يخلو إما أن يكون لك أو لغيرك، فإن كان لك فهو إليك صائر وأنت إليه مقاد ومسير، فاللقاء عن قريب حاصل، وما ليس لك فأنت عنه مصروف وهو عنك مول فأنى لكما التلاق فاشغل بإحسان الأدب فيما أنت بصدده من طاعة مولاك عزَّ وجلَّ في وقتك الحاضر، ولا ترفع رأسك ولا تمل عنقك إلى ما سواه. قال الله تعالى : (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .طـه131. فقد نهاك الله عزَّ وجلَّ عن الالتفات إلى غير ما أقامك فيه ورزقك من طاعته وأعطاك من قسمه ورزقه وفضله، ونبهك أن ما سوى ذلك فتنة افتتنهم به، ورضاك قسمك خير لك وأبقى وأبرك وأحرى وأولى، فليكن هذا دأبك ومتقلبك ومثواك، وشعارك ودثارك ومرادك ومرامك، وشهوتك ومناك، تنل به كل المرام، وتصل به إلى كل مقام وترقى به إلى كل خير ونعيم وطريف وسرور ونفيس. قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة17.
واللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه : لا بد لكل مؤمن في سائر أحواله من ثلاثة أشياء : أمر يمتثله، ونهي يجتنبه، وقدر يرضى به، فأقل حالة المؤمن لا يخلو فيها من أحد هذه الأشياء الثلاثة، فينبغي له أن يلزم همها قلبه، وليحدث بها نفسه، ويؤاخذ الجوارح بها في سائر أحواله.
وقـال رضـي الله تـعـالى عـنـه : أحذر معصية الله عزَّ وجلَّ جداً، وألزم بابه حقاً وأبذل طوقك وجهدك في طاعته معتذراً متضرعاً مفتقراً خاضعاً، متخشعاً مطرقاً، غير ناظر إلى خلقه ولا تابع لهواك، ولا طالب للأعواض دنيا وأخرى، ولا ارتقاء إلى المنازل العالية والمقامات الشريفة، واقطع بأنك عبده والعبد وما ملك لمولاه، لا يستحق عليه شيئاً من الأشياء، أحسن الأدب ولا تتهم مولاك، فكل شئ عنده بمقدار، لا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم، يأتيك ما قدر لك عند وقته وأجله إن شئت أو أبيت، لا تشره على ما سيكون لك، ولا تطلب وتلهف على ما هو لغيرك، فما ليس هو عندك لا يخلو إما أن يكون لك أو لغيرك، فإن كان لك فهو إليك صائر وأنت إليه مقاد ومسير، فاللقاء عن قريب حاصل، وما ليس لك فأنت عنه مصروف وهو عنك مول فأنى لكما التلاق فاشغل بإحسان الأدب فيما أنت بصدده من طاعة مولاك عزَّ وجلَّ في وقتك الحاضر، ولا ترفع رأسك ولا تمل عنقك إلى ما سواه. قال الله تعالى : (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .طـه131. فقد نهاك الله عزَّ وجلَّ عن الالتفات إلى غير ما أقامك فيه ورزقك من طاعته وأعطاك من قسمه ورزقه وفضله، ونبهك أن ما سوى ذلك فتنة افتتنهم به، ورضاك قسمك خير لك وأبقى وأبرك وأحرى وأولى، فليكن هذا دأبك ومتقلبك ومثواك، وشعارك ودثارك ومرادك ومرامك، وشهوتك ومناك، تنل به كل المرام، وتصل به إلى كل مقام وترقى به إلى كل خير ونعيم وطريف وسرور ونفيس. قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة17.
واللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
من كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله
إذا أشكل عليك الأمر ولم تفرق بين الصالح والمنافق فقم من الليل وصل ركعتين ثم قل: يا رب دلَّني على الصالحين من خلقك، دلني على من يدلني عليك، ويطعمني من طعامك، ويسقيني من شرابك، ويكحل عين قلبي بنور قربك، ويخبرني بما رأى عيانا لا تقليدا
إذا أردت أن تصحب أحدا في الله عز وجل، فأسبغ الوضوء عند سكون الهمم ونوم العيون، ثم أقبل على صلاتك تفتح باب الصلاة بطُهورك، وباب ربِّك بصلاتك. ثم اسأله بعد فراغك: من أصحب؟ من الدليل؟ من المخبر عنك؟ من المفرِّدُ؟ من الخليفة؟ من النائب؟ هو كريم لا يخيِّبُ ظنَّك. لا شك يُلهم قلبك، يوحي إلى سرِّك، يفتح الأبواب، يضيء لك الطريق. من طلب وجدَّ وجد".
العمل بالقرآن يوقِفك على منزِّلِه، والعمل بالسنّة يوقفك على الرسول نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم. لا تَبْرَحْ بقلبك وهمتك من حول قلوب القوم. الشيخ هو المستفتِح باب القرب لها. هو الماشطة. هو السفير بين القلوب والأسرار وبين ربها عز وجل(...). لو ملكت الدنيا كلّها ولم يكن قلبك كقلوبهم كنت لا تملك ذرة.(...) ويحك! اعرف قدْرك! إيش أنت بالإضافة إليهم؟ أنت كل همك الأكل والشرب واللبس والنكاح وجمع الدنيا والحرص عليها. عَمَّالٌ في أمور الدنيا، بطّالٌ في أمور الآخرة. تعبِّئ لحمك، وتهدفه للدود وحشرات الأرض".
إنك عبد مَنْ زِمامُكَ بيده. إن كان زمامك بيد الدنيا فأنت عبد لها. وإن كان زمامك بيد الأخرى فأنت عبد لها. وإن كان زمامك بيد الحق عز وجل فأنت عبد له. وإن كان زمامك بيد نفسك فأنت عبد لها(...). منكم من يريد الدنيا، والقليل منكم من يريد وجه رب الدنيا والآخرة
من أراد الفلاح فليصر أرضاً تحت أقدام المشايخ. ما صفة هؤلاء الشيوخ؟ هم التاركون للدنيا والخَلْق، المودِّعون لما تحت العرش إلى الثّرى، الذين تركوا الأشياء وودَّعوها وداع من لا يعود إليها قطُّ. ودّعوا الخلق كلّهم، ونفوسهم من جملتهم، ووجدوا وجودهم مع ربهم عز وجل في جميع أحوالهم. كل من يطلب محبة الحق عز وجل مع وجود نفسه فهو في هوَس وهذيان
ما تأدبت مع المخلوق وتدعي الأدب مع الخالق! المعلم ما رضي عنك! ولا تأدبت معه، ولا قبلت أوامره. تقعد في الدست وتتصدر! لا كلام حتى يقوم توحيدك على رجلِه ويثبت بين يدي الحق عز وجل، وتخرج من بيضة وُجودك، وتقعد في حِجْر اللطف، وتكونَ تحت جناح الأنس به، وتلقُطَ حَبَّ الإخلاص، وتشرب ماء المشاهدة. ثم تبقى على ذلك إلى أن تصير ديكا
تصحب الجهال فيتعدى إليك من جهلهم .
صحبة الأحمق غبن .
اصحب المومنين الموقنين العالمين العاملين بعلمهم ،
ما أحسن أحوال المومنين في جميع تصرفاتهم ،
ما أقواهم على مجاهداتهم و قهرهم لنفوسهم و أهويتهم ،
يا غلام!(...) دَأبُ الله عز وجل مع عباده المصطَفَيْنَ المُجْتَبَيْنَ أن يقطعهم عن الكل، ويبْتليهم بأنواع البلايا والآفات والمحن، ويُضيق عليهم الدنيا والآخرة وما تحت العرش إلى الثرى. يُفْني بذلك وجودهم، حتى إذا أفْنى وجودهم أوْجدهم له لا لغيره، أقامهم معه لا مع غيره. يُنشئهم خلقا آخر كما قال عز وجل: ثم أنشأناه خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.(سورة المومنون، الآية: 14) الخلق الأول مشترك (مع سائر بني آدم)، وهذا الخلق مفرد. يفرده عن إخوانه وأبناء جنسه من بني آدم. يغير معناه الأول ويُبَدِّله. يُصَيِّرُ عاليَه سافلَه. يَصِيرُ ربانيا روحانيا".
مريدو الدنيا فيهم كثرة، ومريدو الآخرة فيهم قلة، ومريدو الحق عز وجل الصادقون في إرادته أقل من كل قليل. هم في القلة والعدم كالكبريت الأحمر. هُم آحاد أفراد في الشُّذوذِ والندور". وكذلك المشايخ الكمل قلة من قِلة من قِلة.
إذا أشكل عليك الأمر ولم تفرق بين الصالح والمنافق فقم من الليل وصل ركعتين ثم قل: يا رب دلَّني على الصالحين من خلقك، دلني على من يدلني عليك، ويطعمني من طعامك، ويسقيني من شرابك، ويكحل عين قلبي بنور قربك، ويخبرني بما رأى عيانا لا تقليدا
إذا أردت أن تصحب أحدا في الله عز وجل، فأسبغ الوضوء عند سكون الهمم ونوم العيون، ثم أقبل على صلاتك تفتح باب الصلاة بطُهورك، وباب ربِّك بصلاتك. ثم اسأله بعد فراغك: من أصحب؟ من الدليل؟ من المخبر عنك؟ من المفرِّدُ؟ من الخليفة؟ من النائب؟ هو كريم لا يخيِّبُ ظنَّك. لا شك يُلهم قلبك، يوحي إلى سرِّك، يفتح الأبواب، يضيء لك الطريق. من طلب وجدَّ وجد".
العمل بالقرآن يوقِفك على منزِّلِه، والعمل بالسنّة يوقفك على الرسول نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم. لا تَبْرَحْ بقلبك وهمتك من حول قلوب القوم. الشيخ هو المستفتِح باب القرب لها. هو الماشطة. هو السفير بين القلوب والأسرار وبين ربها عز وجل(...). لو ملكت الدنيا كلّها ولم يكن قلبك كقلوبهم كنت لا تملك ذرة.(...) ويحك! اعرف قدْرك! إيش أنت بالإضافة إليهم؟ أنت كل همك الأكل والشرب واللبس والنكاح وجمع الدنيا والحرص عليها. عَمَّالٌ في أمور الدنيا، بطّالٌ في أمور الآخرة. تعبِّئ لحمك، وتهدفه للدود وحشرات الأرض".
إنك عبد مَنْ زِمامُكَ بيده. إن كان زمامك بيد الدنيا فأنت عبد لها. وإن كان زمامك بيد الأخرى فأنت عبد لها. وإن كان زمامك بيد الحق عز وجل فأنت عبد له. وإن كان زمامك بيد نفسك فأنت عبد لها(...). منكم من يريد الدنيا، والقليل منكم من يريد وجه رب الدنيا والآخرة
من أراد الفلاح فليصر أرضاً تحت أقدام المشايخ. ما صفة هؤلاء الشيوخ؟ هم التاركون للدنيا والخَلْق، المودِّعون لما تحت العرش إلى الثّرى، الذين تركوا الأشياء وودَّعوها وداع من لا يعود إليها قطُّ. ودّعوا الخلق كلّهم، ونفوسهم من جملتهم، ووجدوا وجودهم مع ربهم عز وجل في جميع أحوالهم. كل من يطلب محبة الحق عز وجل مع وجود نفسه فهو في هوَس وهذيان
ما تأدبت مع المخلوق وتدعي الأدب مع الخالق! المعلم ما رضي عنك! ولا تأدبت معه، ولا قبلت أوامره. تقعد في الدست وتتصدر! لا كلام حتى يقوم توحيدك على رجلِه ويثبت بين يدي الحق عز وجل، وتخرج من بيضة وُجودك، وتقعد في حِجْر اللطف، وتكونَ تحت جناح الأنس به، وتلقُطَ حَبَّ الإخلاص، وتشرب ماء المشاهدة. ثم تبقى على ذلك إلى أن تصير ديكا
تصحب الجهال فيتعدى إليك من جهلهم .
صحبة الأحمق غبن .
اصحب المومنين الموقنين العالمين العاملين بعلمهم ،
ما أحسن أحوال المومنين في جميع تصرفاتهم ،
ما أقواهم على مجاهداتهم و قهرهم لنفوسهم و أهويتهم ،
يا غلام!(...) دَأبُ الله عز وجل مع عباده المصطَفَيْنَ المُجْتَبَيْنَ أن يقطعهم عن الكل، ويبْتليهم بأنواع البلايا والآفات والمحن، ويُضيق عليهم الدنيا والآخرة وما تحت العرش إلى الثرى. يُفْني بذلك وجودهم، حتى إذا أفْنى وجودهم أوْجدهم له لا لغيره، أقامهم معه لا مع غيره. يُنشئهم خلقا آخر كما قال عز وجل: ثم أنشأناه خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.(سورة المومنون، الآية: 14) الخلق الأول مشترك (مع سائر بني آدم)، وهذا الخلق مفرد. يفرده عن إخوانه وأبناء جنسه من بني آدم. يغير معناه الأول ويُبَدِّله. يُصَيِّرُ عاليَه سافلَه. يَصِيرُ ربانيا روحانيا".
مريدو الدنيا فيهم كثرة، ومريدو الآخرة فيهم قلة، ومريدو الحق عز وجل الصادقون في إرادته أقل من كل قليل. هم في القلة والعدم كالكبريت الأحمر. هُم آحاد أفراد في الشُّذوذِ والندور". وكذلك المشايخ الكمل قلة من قِلة من قِلة.
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
وصية الغوث الاعظم سلطان الأولياء والعارفين الباز الأشهب
عيبدة العارفين ومرشد الطالبين القطب الرباني والغوث الصمداني
سيدي محي الدين عبد القادر الجيلاني قدس سره العالي
أخي السالك:
هذه وصية سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه لكل المريدين والسالكين في طريق القوم وفي طريق التصوف وخاصة الفقراء القادرية وقد وجدت هذه الوصية في مخطوط نفيس ضمن فهارس المكتبة الظاهرية العامرة تحت رقم (1540) ويقع في ورقتين في كل ورقة صفحتان وفي كل صفحة (14) سطر وفي كل سطر نحو (9) كلمات وهي وصية عظيمة تعد بمثابة العقيدة والدستور والمنهج لكل سالك يف طريق القوم السادة الصوفية فينبغي أن تكون محفوظة لدى كل مريد قادري ومنسوخة في عقله ومخه ودماغه فهي كالمشعل يضيء لك الطريق في ظلمة الليل الحالك فاحفظها واعمل بها وهذه هي الوصيه
:
1.أوصيك بتقوى الله ، وحفظ طاعته ، ولزوم ظاهر الشرع ، وحفظ حدوده
2. وإن طريقتنا هذه مبنية على : سلامة الصدر، وسماحة النفس ، وبشاشة الوجه ، وبذل الندى ، وكف الأذى ، والصفح عن عثرات الإخوان
3. وأوصيك بالفقر وهو : حفظ حرمات المشايخ ، وحسن العشرة مع الإخوان ، والنصيحة للأصاغر ، والشفقة على الأكابر ، وترك الخصومة مع الناس ، وملازمة الإيثار ، ومجانبة الإدخار وترك الصحبة مع من ليس منهم ومن طبقتهم ، والمعاونة في أمر الدين والدنيا وحقيقة الفقر أن لا تفتقر إلى من هو مثلك وحقيقة الغنى أن تستغني عمن هو مثلك
4. وأن التصوف ما هو مأخوذ عن القيل والقال ، بل هو مأخوذ من ترك الدنيا وأهلها ، وقطع المألوفات و المستحبات ، ومخالفة النفس والهوى ، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات ، ومقاسات الجوع والسهر ، وملازمة الخلوة والعزلة
5. وأوصيك إذا رأيت الفقير أن لا تبتدئه بالعلم بل ابتدئه بالحلم والرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه
6. وأن التصوف مبني على ثمان خصال :
الخصلة الأولـــى : السخاء وهي لإبراهيم عليه السلام
الخصلة الثانيــــة : الرضا وهي لإسحاق عليه السلام
الخصلة الثالثــــة : الصـبر وهي لأيـــوب عليه السلام
الخصلة الرابعـــة : الإشارة وهي لزكـــريا عليه السلام
الخصلة الخامسـة : الغربة وهي ليحيــى عليه السلام
الخصلة السادسة : لبس الصوف وهي لآدم وموسى عليهما السلام
الخصلة السابعـة : السياحة وهي لعيسى عليه السلام
الخصلة الثامنــة : الفقر وهي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
7. وأوصيك أن لا تصحب الأغنياء إلا بالتعزز ، ولا الفقراء إلا بالتذلل . وعليك بالإخلاص وهو : نسيان رؤية الخلق ودوام رؤية الخالق ولا تتهم الله عز وجل في الأمور واسكن إليه في كل حال ولا تضيع حقوق أخيك اتكالاً لما بينك وبينه من المودة والصداقة فإن الله عز وجل فرض لكل مؤمن حقوقاً عليك فأقل الحال ها هنا الدعاء لهم وخدمة الفقراء لازمة على الطالب بالنفس والمال
8. والزم نفسك بثلاثة أشياء :
أولاً : بالتواضع لله سبحانه وتعالى
ثانياً : بحسن الأدب مع الخلق كلهم
ثالثاً : بسخاء النفس
9. وأمت نفسك حتى تحيا ، وإن أقرب الخلق إلى الله أوسعهم صدراً وأحسنهم خلقاً وإن أفضل الأعمال مخالفة النفس والهوى ودوام التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والإعراض عما سواه
10- وحسبك في الدنيا شيئان : أولاً : صحبة فقير عارف ثانياً : خدمة ولي كامل
11- واعلم أن الفقير هو الذي لا يستفتي بشيء من دون الله تعالى وطريقه جد كله فلا يخالطه بشيء من الهزل
12- وجانب أهل البدع . فلا تنظر إليهم جملة وإن كنت قادرا عليهم فامنعهم عنها وازجرهم
13- وعليك بترك الاختيار وملازمة التسليم وتفويض الأمر إلى الله
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله تعالى خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم
عيبدة العارفين ومرشد الطالبين القطب الرباني والغوث الصمداني
سيدي محي الدين عبد القادر الجيلاني قدس سره العالي
أخي السالك:
هذه وصية سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه لكل المريدين والسالكين في طريق القوم وفي طريق التصوف وخاصة الفقراء القادرية وقد وجدت هذه الوصية في مخطوط نفيس ضمن فهارس المكتبة الظاهرية العامرة تحت رقم (1540) ويقع في ورقتين في كل ورقة صفحتان وفي كل صفحة (14) سطر وفي كل سطر نحو (9) كلمات وهي وصية عظيمة تعد بمثابة العقيدة والدستور والمنهج لكل سالك يف طريق القوم السادة الصوفية فينبغي أن تكون محفوظة لدى كل مريد قادري ومنسوخة في عقله ومخه ودماغه فهي كالمشعل يضيء لك الطريق في ظلمة الليل الحالك فاحفظها واعمل بها وهذه هي الوصيه
:
1.أوصيك بتقوى الله ، وحفظ طاعته ، ولزوم ظاهر الشرع ، وحفظ حدوده
2. وإن طريقتنا هذه مبنية على : سلامة الصدر، وسماحة النفس ، وبشاشة الوجه ، وبذل الندى ، وكف الأذى ، والصفح عن عثرات الإخوان
3. وأوصيك بالفقر وهو : حفظ حرمات المشايخ ، وحسن العشرة مع الإخوان ، والنصيحة للأصاغر ، والشفقة على الأكابر ، وترك الخصومة مع الناس ، وملازمة الإيثار ، ومجانبة الإدخار وترك الصحبة مع من ليس منهم ومن طبقتهم ، والمعاونة في أمر الدين والدنيا وحقيقة الفقر أن لا تفتقر إلى من هو مثلك وحقيقة الغنى أن تستغني عمن هو مثلك
4. وأن التصوف ما هو مأخوذ عن القيل والقال ، بل هو مأخوذ من ترك الدنيا وأهلها ، وقطع المألوفات و المستحبات ، ومخالفة النفس والهوى ، وترك الاختيارات والإرادات والشهوات ، ومقاسات الجوع والسهر ، وملازمة الخلوة والعزلة
5. وأوصيك إذا رأيت الفقير أن لا تبتدئه بالعلم بل ابتدئه بالحلم والرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه
6. وأن التصوف مبني على ثمان خصال :
الخصلة الأولـــى : السخاء وهي لإبراهيم عليه السلام
الخصلة الثانيــــة : الرضا وهي لإسحاق عليه السلام
الخصلة الثالثــــة : الصـبر وهي لأيـــوب عليه السلام
الخصلة الرابعـــة : الإشارة وهي لزكـــريا عليه السلام
الخصلة الخامسـة : الغربة وهي ليحيــى عليه السلام
الخصلة السادسة : لبس الصوف وهي لآدم وموسى عليهما السلام
الخصلة السابعـة : السياحة وهي لعيسى عليه السلام
الخصلة الثامنــة : الفقر وهي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
7. وأوصيك أن لا تصحب الأغنياء إلا بالتعزز ، ولا الفقراء إلا بالتذلل . وعليك بالإخلاص وهو : نسيان رؤية الخلق ودوام رؤية الخالق ولا تتهم الله عز وجل في الأمور واسكن إليه في كل حال ولا تضيع حقوق أخيك اتكالاً لما بينك وبينه من المودة والصداقة فإن الله عز وجل فرض لكل مؤمن حقوقاً عليك فأقل الحال ها هنا الدعاء لهم وخدمة الفقراء لازمة على الطالب بالنفس والمال
8. والزم نفسك بثلاثة أشياء :
أولاً : بالتواضع لله سبحانه وتعالى
ثانياً : بحسن الأدب مع الخلق كلهم
ثالثاً : بسخاء النفس
9. وأمت نفسك حتى تحيا ، وإن أقرب الخلق إلى الله أوسعهم صدراً وأحسنهم خلقاً وإن أفضل الأعمال مخالفة النفس والهوى ودوام التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والإعراض عما سواه
10- وحسبك في الدنيا شيئان : أولاً : صحبة فقير عارف ثانياً : خدمة ولي كامل
11- واعلم أن الفقير هو الذي لا يستفتي بشيء من دون الله تعالى وطريقه جد كله فلا يخالطه بشيء من الهزل
12- وجانب أهل البدع . فلا تنظر إليهم جملة وإن كنت قادرا عليهم فامنعهم عنها وازجرهم
13- وعليك بترك الاختيار وملازمة التسليم وتفويض الأمر إلى الله
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله تعالى خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
ان رايت المحترق بنار الفقر
المنكسر بكثر الفاقة و العيال
فتقرب اليه
فلا حجاب بينه و بين الله
عبد القادر الجيلاني
المنكسر بكثر الفاقة و العيال
فتقرب اليه
فلا حجاب بينه و بين الله
عبد القادر الجيلاني
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
وجاء في كتاب قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر ص13 : ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في بيان صفة الشيخ المرشد الكامل .لا يجوز لشيخ أن يجلس على سجادة النهاية ويتقلد بسيف العناية حتى يكمل فيه اثنتا عشرة خصلة :
· اثنتان من صفات الله تعالى وهما أن يكون الشيخ ستاراً غفاراً
· واثنتان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وهما أن يكون شفيقاً رفيقاً
· واثنتان من صفات أبي بكر رضي الله عنه وهما أن يكون صادقاً متصدقاً
· واثنتان من صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما أن يكون أماراً نهاءً
· واثنتان من صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما أن يكون طعاماً للطعام ومصلياً بالليل والناس نيام
· واثنتان من صفات علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهما أن يكون عالماً شجاعاً
· اثنتان من صفات الله تعالى وهما أن يكون الشيخ ستاراً غفاراً
· واثنتان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وهما أن يكون شفيقاً رفيقاً
· واثنتان من صفات أبي بكر رضي الله عنه وهما أن يكون صادقاً متصدقاً
· واثنتان من صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما أن يكون أماراً نهاءً
· واثنتان من صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما أن يكون طعاماً للطعام ومصلياً بالليل والناس نيام
· واثنتان من صفات علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهما أن يكون عالماً شجاعاً
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
وقد ورد في كتاب الجني الداني في مناقب القطب الجيلاني للبرزنجي أن الشيخ رضي الله عنه كان يقول: لا يصلح لإرشاد الناس إلا من توفرت فيه ثلاث صفات :
· علم العلماء
· حكمة الحكماء
· سياسة الملوك
· علم العلماء
· حكمة الحكماء
· سياسة الملوك
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
من اقواله رضي الله عنه :
يا عباد الله يا مريدين له عليكم بسنة من تقدمكم فهم الادلاء فهم المفاتيح باتباعهم تصلون الى ربكم عز وجل تصل اليه قلوبكم واسراركم ومعانيكم
* اذا اتبعتم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعملتم بهما وأخلصتم في اعمالكم جاءتكم يد الرحمة واللطف والمحبة* فتدخل قلوبكم عليه وتجيئكم السابقة ومعها ما سبق لكم من علمه في قرب قلوبكم منه فيجذبكم ويدخلكم ويوقفكم بين يديه فترون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر* اذا وصل العبد الى هذا المقام جاءت الخلع الى قلبه ونزل تاج المملكة على رأسه وخاتم الملك في اصبعه ودرع بدرع التقوى* يؤخذ قلب هذا العبد فيغيب عن جميع الخلق فيرى ما يرى ويعلم ما يعلم ويستكتم ما يستكتم ثم يرد الى الخلق لصالحهم فإذا رجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم* سلم عليه وعلى آله وأصحابه وقال لهم هذا الذي اعطيته ببركاتكم فيرجع الى الخلق في موكب الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم* والكتاب عن يمينه والسنة عن يساره وأرواح الانبياء حوله فحينئذ يقال له أذكر نعمة الله عز وجل عليك
يا عباد الله يا مريدين له عليكم بسنة من تقدمكم فهم الادلاء فهم المفاتيح باتباعهم تصلون الى ربكم عز وجل تصل اليه قلوبكم واسراركم ومعانيكم
* اذا اتبعتم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعملتم بهما وأخلصتم في اعمالكم جاءتكم يد الرحمة واللطف والمحبة* فتدخل قلوبكم عليه وتجيئكم السابقة ومعها ما سبق لكم من علمه في قرب قلوبكم منه فيجذبكم ويدخلكم ويوقفكم بين يديه فترون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر* اذا وصل العبد الى هذا المقام جاءت الخلع الى قلبه ونزل تاج المملكة على رأسه وخاتم الملك في اصبعه ودرع بدرع التقوى* يؤخذ قلب هذا العبد فيغيب عن جميع الخلق فيرى ما يرى ويعلم ما يعلم ويستكتم ما يستكتم ثم يرد الى الخلق لصالحهم فإذا رجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم* سلم عليه وعلى آله وأصحابه وقال لهم هذا الذي اعطيته ببركاتكم فيرجع الى الخلق في موكب الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم* والكتاب عن يمينه والسنة عن يساره وأرواح الانبياء حوله فحينئذ يقال له أذكر نعمة الله عز وجل عليك
رد: الشيخ عبد القادر الجيلاني
من بديع كلامه
قال قدس الله سره : أخرجوا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضرُّكم.
وقال : الاسم الأعظم أن تقول الله وليس في قلبك سواه
وقال : كونوا بوَّابين على باب قلوبكم ، وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، وأخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تُخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا.
وقال : لا تظلموا أحداً ولو بسوء ظنِّكم فإنَّ ربَّكم لا يجاوز ظلم ظالم.
وقال : كلَّما جاهدتَ النفسَ وقتلتها بالطاعات كلَّما حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة الله ماتت قال وهذا هو معنى حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.
قال قدس الله سره : أخرجوا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها لا تضرُّكم.
وقال : الاسم الأعظم أن تقول الله وليس في قلبك سواه
وقال : كونوا بوَّابين على باب قلوبكم ، وأدخلوا ما يأمركم الله بإدخاله، وأخرجوا ما يأمركم الله بإخراجه، ولا تُخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا.
وقال : لا تظلموا أحداً ولو بسوء ظنِّكم فإنَّ ربَّكم لا يجاوز ظلم ظالم.
وقال : كلَّما جاهدتَ النفسَ وقتلتها بالطاعات كلَّما حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة الله ماتت قال وهذا هو معنى حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.
مواضيع مماثلة
» قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الشيخ ابن تيمية رحمهما الله في التوسل والاستغاثة
» ترجمة : فضيلة الشيخ محمد باي بلعالم ( الشيخ باي )
» الأمير عبد القادر
» عبد القادر بن البكري بن عبد الكريم
» عبد القادر نوماس بن أحمد
» ترجمة : فضيلة الشيخ محمد باي بلعالم ( الشيخ باي )
» الأمير عبد القادر
» عبد القادر بن البكري بن عبد الكريم
» عبد القادر نوماس بن أحمد
الصالحين :: طلاب العلم :: العلماء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى